Chapter 17
تنهيدة طويلة ، ملل شديد و شغف مختفي .. كان ضجرًا و هو ينحني على طاولته ينتظر أن تمر المحاضرة و تنتهي .. ابتسم فارس لرؤيته هكذا كالعادة لكن اليوم كان أكثر مللاً ، فهمس إليه :
" إن رآك الاستاذ سوف يعاقبك يا نادر ."
نظر له نادر بغيظ ثم نغزه بمعدته مما جعل فارس يشهق بخفة ليصرخ الاستاذ فجأة بحدة دون نقاش :
" أنتما! إلى الخارج! "
شهق فارس بدهشة و لكنه لم يتكلم بل نظر لصديقه بعتاب ليبادله الاخر بابتسامة و هو ينهض يأخذ بيده ليسيرا نحو الخارج و هو يقول بحماس و يلوح للأستاذ :
" شكراً أستاذ ماجندر .."
فصرخ المعني بصدمة :
" حيدر ايها الولد ..."
خرج يضحك بشدة و فارس يبتسم بقلة حيلة ، ليخاطبه :
" كنت تقصد نطق الاسم بهذا الشكل صحيح يا نادر؟! "
" أجل ."
سكت يحدق بوجه صاحبه و ضحكته ليقول :
" هذه أول مرة يطردنا استاذ ."
" لا بأس يا أخي .. هيا لنغادر للملعب ."
أومأ فارس ليذهب كلاهما ...
" إذاً جابر هو من قتل خالد و الذي يكون توأم والدك .. عمك!! "
سأله بحيرة و دهشة و هو يدفع إليه الكرة بقدمه فالتقطها فارس يومئ بتأكيد ليردف نادر بحيرة أكبر :
" .. و جابر يكون الأخ الأكبر للطبيب عامر!! و الذي بدوره أخفى الأمر !! "
" للأسف يا نادر .. "
عقب بأسف و هو يعيد الكرة لنادر رادفًا :
" علاقتهم انقطعت بسبب المدعو جابر لكن لا أبي سيتنازل و لا عامر سيفعل لأجل أخاه الذي بدوره إختفى تمامًا من حياتهم ."
" إذاً أخبر والدك بالأمر .."
اقترح نادر و هو ينظر للكرة أسفل قدمه ليتنهد فارس يجيبه بعبوس :
" لا أستطيع ، لأن والدي لن يصدق و أقرب ما سيقوله أن عامر إستطاع اللعب بعقلي .. أريد سبب مقنع لأقنع أبي ."
همهم نادر متفهمًا ، يحاول التفكير بشيءٍ ما ليساعد رفيقه ، قاطعه رؤية فارس واضعاً كفه على وجهه و هو يعقد جبينه بضيق ، فترك الكرة و تقدم منه بقلق ، أسنده و هو يسأله بقلق :
" هل أنت بخير ؟!! "
فتح فارس عينيه بضعف ، كان لا يرى بوضوح أمامه ليهمس :
" أريد أن أجلس ."
أومأ نادر و ساعده بالذهاب نحو أحد المدرجات ليجلس ثم جلس إلى جانبه مستشعرًا حرارة جبينه ليقول :
" فارس أنت لم ترتح جيداً بالمنزل صحيح؟ .. حرارتك عادت لترتفع ، ما كان عليك المجئ للمدرسة ."
ابتسم فارس ليرد بهدوء :
" لم أستطع البقاء و أنت تعلم أني أختنق بذلك المنزل .. كما كنت أود الحديث معك و إخبارك عما عرفته ."
ربت نادر على ظهره و قال بتفكير :
" لا بأس ، لكن الآن .. لحظة سأتي فوراً ."
تزامن أخر كلماته بالنهوض و الركض خارج المكان .. تاركاً فارس وحده و الذي أخذ يحدق حيث مكان الكرة ، كان يفكر كيف يقنع والده أن عامر برئ و أن السبب هو جابر ؟!
قاطعه مجئ نادر يقول :
" هيا سنغادر ."
نظر له ليفاجأ بحقيبته تكاد تضرب وجهه فالتقطها بدهشة و هو غير مستوعب ما يريده صديقه الذي عقب بهدوء :
" لا تنظر لي هكذا ، لقد إستأذنت من المدير على أنك مريض و أعطاني الإذن بالمغادرة كلانا ."
لم يجادل فارس ، بل نهض مستشعراً ثقل جسده ليمسك نادر بكفه و قال بجدية مازحًا :
" إلى المنزل أيها القائد ؟!! "
ضحك فارس بخفة و هو يحكم إمساكه ليد نادر يسايره :
" فوراً أيها المجند ."
ابتسم نادر و هو ينظر بوجه صديقه ليبعثر شعره بخفة :
" سعيد لأنك ابتسمت ."
نظر فارس أمامه ليعقب:
" أنت سبب هذه الابتسامة ."
ابتسم نادر ، لربما هذا أفضل ما سمعه ، أن يكون سبب ابتسامة صديقه المقرب لهو أمر يسعده .. يتمني دائمًا أن يكون سندًا له .
إلى أنْ وصلا لفيلَّا جده ، كان قد شعر فارس بالتعب أكثر ، كان نادر يمسك بيده و ينظر له بين الفينة و الأخري قلقًا على صحته لكن فارس كان يعطيه ابتسامة هادئة يطمئنه أنه بخير !
" لما أنتما هنا؟!! "
سأل ماجد مندهشًا ثم هم بالنظر لساعة يده ليجدها الحادية عشر الا ربع ، أنه وقت مدرسة فكيف هما هنا!!
لم يرد عليه فارس لكن نادر فعل :
" لقد تعب فارس بالمدرسة فاستأذنت المدير لنغادر فوافق ."
نظر ماجد لفارس قلقاً و قد إقترب منه يتحسس جبينه و هو يخاطبه بجبين معقود :
" حرارتك مرتفعة جدًا ، إن كنت مريض فلما ذهبت للمدرسة يا فارس؟! "
لم يرد فارس بل أشاح بوجهه بعيداً فقط ، فتنهد ماجد و اعتدل يحدق به بغير رضا مخاطبًا إياه بهدوء :
" إذهب .."
بتر ما ود قوله حين رن هاتفه فأخرجه ليراه سالم ، نظر للحظة لفارس و نادر ثم رد :
" مرحبًا أخي؟ "
انعقد جبينه بصدمة و هو يستمع للطرف الأخر ، للحظات من الصمت تبادل فيها الولدان النظرات لبعضهما قبل أن يسمعا ماجد ينطق بارتباك و هو ينظر لفارس تحديدًا :
" حسنًا حسنًا .. أنا .. أنا قادم ، أرجوك أعطني العنوان ؟ "
أغلق المكالمة ، يده كانت ترتجف قبل أن ينسى فارس تمامًا و يتصل بسرعة على أمجد ليقول دون مقدمات :
" أخي أمجد لتقابلني في مشفي المدينة بأسرع وقت ، سالم في المستشفى .. لا أعلم سوى أنه حادث سير !! .."
كان فارس يحدق به بصمت ، لا يظهر أي تعابير تدل علي شعوره لسماع هذا الخبر!! ، حتي يد نادر التي أمسكت بكفه لم يشعر بها ، ينتظر أن ينتهي عمه ليقوده لحيث والده ! ..
تحرك ماجد متناسيًا وجوده بسبب ارتباكه و خوفه ، فتحرك فارس خلفه و قبل أن يستقل الاكبر السيارة فتح فارس الباب و دخل ثم أفسح المجال لنادر بالجلوس الى جانبه فنظر ماجد نحوه للحظات ، يرى بروده و هدوئه ليقول بشئ من الاعتراض :
" إلى أين أنت ذاهب؟ "
أمال المعني ظهره للخلف ليرد بجفاء :
" لرؤية شقيقك ."
تنهد ماجد ليعقب بجدية :
" إنزل من السيارة ، والدك بخير .. عليك البقاء مع والدتك لكي ..."
" لن أنزل ! .."
قاطعه بغضب فنظر له ماجد ليردف الفتى بضيق :
" دائماً ما أستمع لأوامركم لكن لمرة دعوني أفعل ما أريده!!"
نظر له ماجد بغير رضا لكنه لم يجادل فقلقه على شقيقه جعله يمرر الأمر فيما بعد ، فنظر للطريق و أدار محرك السيارة ليغادر حيث يقبع شقيقه في المشفى !
.
.
خرج الطبيب باللحظة التي وصل فيها الثلاثة ليجدوا أمجد يتجه مع الطبيب بجانبه رجل بالثلاثينات أبيض البشرة بشعر غجري ، هادئ الملامح ، وقف مع الطبيب يسأله عن حالة سالم ليبتسم الطبيب قائلاً :
" هو بخير الحمدلله لكن قدمه أصيبت بشرخ و رأسه بجرح بسيط ، يجب أن يجلس لفترة بالمنزل الى أن يتعافى و ..."
أخذ يشرح لهم ما يجب أن يفعلوه او يحدث ، فارس كان يتجاهلهم ، ينظر حيث الغرفة حيث يوجد بها والده ليتقدم نادر ، أمسك بيده ليهمس :
" هو بخير ، حادثة بسيطة .. ما رأيك أن ندخل يا فارس؟"
فهمس المعني بتردد :
" انا خائف !"
هز رأسه ليقول بخفوت :
" لا داعي للخوف ، هو والدك و سيكون بخير .."
سكت للحظات ليردف :
" فارس إن أردت الانهيار لا تتردد فهو والدك بالنهاية و حزنك عليه لن يقلل منك شيئًا .. لا تنسى أنه والدك ! "
ثم دفعه نحو الغرفة ، فابتلع رمقه بتوتر و هو يدلف يدفع الباب ببطء ، لاحظه أمجد لكنه سكت يستمع لتعليمات الطبيب قبل أن يوقف ماجد عن الدخول خلف فارس ، نظر إليه ينفي فعلته فأومأ ماجد رغم قلقه .
ما إن دخل حتى تراءي رؤيته مستلقيًا على السرير بجبين ملفوف بشاش أبيض و قدم لُفَّت بجبيرة، كان نائمًا .. تقدم منه فارس ببطء حتى توقف أمام السرير يحدق في ملامحه .. كان هناك بعض الخدوش على وجهه ..
" هل جئت لتحدق بي فقط؟! "
نظر لعين والده بدهشة حين فتحها ليبتسم الاكبر بتعب و يده تمتد نحو الأصغر .. نظر فارس للأسفل بتردد ثم رفع كفه ليمسح دموعه التي نزلت رغمًا عنه ، كان مستغربًا ردة فعله حين رؤية والده هكذا !! .. كيف يبكي الان و هو غاضب منه؟!!
إعتدل سالم بصعوبة و مد يده أكثر ليجذب فارس نحوه ، ثم أغرقه بحضنه تاركاً إياه يبكي على صدره ، كان يبكي لأجله ، فرغم كل شئ كان أبيه ، مهما فعل به كان قلبه لا يطاوعه على رؤيته هكذا !!
" أنا بخير ، لا تبكي فلتهدأ ! .."
همس و هو يمسح على خصلاته ، يحاول طمئنته لكن فارس كان يبكي بهدوء ، و قد لف ذراعيه حول ظهر والده ليقول بصوت مختنق :
" لن تتركني مجدداً يا أبي؟ "
" أخبرتك أني بخير فلا تقلق! "
إبتعد عنه ، مسح دموعه ثم نظر إليه بقلق :
" لكنك ..."
قاطعه يتحسس جبينه بعدم رضا :
" لكنك مصاب بالحمى و رغم ذلك أنت هنا !!"
عقد فارس جبينه بانزعاج ليردف سالم بتنهيده متعبة :
" بني كان عليك البقاء بالمنزل كي تعتني بك أميمة ."
لم يرد عليه فارس ليبتسم سالم بخفة و هو يجذبه لحضنه مجددًا :
" تعلم ؟ أنا إشتقت لهذا العناق كثيرًا ."
لم يبتسم فارس فهناك و رغم كل شئ ، كان يوجد داخله جزء غاضب و معاتب لما فعله ، لكنه كان يحاول أن يكون هادئاً و يتقبل الأمر .
دخل الطبيب و شقيقيه الذان ابتسما لرؤيته مستيقظاً ليخاطبه ماجد :
" أنت بخير أخي سالم؟ "
نظر نحو شقيقه الأصغر و أومأ كإجابة ، كان فارس ينظر لنادر الذي يتجه نحوه قبل أن يشعر بيد والده الباردة علي جبينه و هو يخاطب الطبيب :
" دكتور أيمكنك رؤية إبني؟ هو مصاب بالحمى."
" بالطبع."
ما إن قالها الطبيب حتى تقدم نحو فارس التي توسعت عيناه بخوف ليهمس :
" لا تقترب! ."
ثم نهض ليخفي نفسه خلف نادر مما جعل الطبيب يعقد جبينه بعدم فهم لينظر لسالم بغرابة :
" ألديه فوبيا من الأطباء؟ "
هز سالم رأسه نافياً بإحباط ليتولى أمجد المهمة قائلاً و هو يقترب من فارس الذي انكمش بنادر أكثر :
" لديه مشكلة نفسية فقط غير الفوبيا و هذه الأشياء ."
تزامن انهائه لكلامه بيده تمتد لإلتقاط ذراع فارس الذي تمسك بنادر أكثر يرفض الخروج من خلفه ليسرع نادر بقوله قبل أن يغضب أمجد :
" عمي أمجد دعه لي .. سوف أقنعه ."
تنهد أمجد و هو يترك ذراعه ليتحدث سالم مخاطباً فارس :
" فارس دع الطبيب يراك..."
لم يكمل لأن الفتي ترك جانب نادر ليهرب للخارج فتنهد الموجودين بيأس لإرجاعه!!
......
كانت تجلس بقلق واضح ، تنظر بين الفينة و الأخرى لهاتفها بانتظار أن يطمئنها أمجد .. تقدمت منها مريم لتجلس إلى جانبها تربت على ظهرها قائلة :
" لا تقلقي ، أمجد حدثني قبل قليل و أخبرني أن سالم بخير و هم قادمون .."
سكتت لثواني لتنظر لها أميمة بقلق فتبتسم مريم كي تطمئنها :
" فقط حضري نفسك للإعتناء بإبنك ، هذه فرصتك .."
عقدت جبينها تنظر لمريم :
" لما؟ ما به هو الأخر؟! "
" هو لا يزال مريضًا لكنه رفض أن يراه الطبيب ."
زفرت بغضب و استياء ، هذا المعروف عن إبنها ، تعلم أنه يحدث ذلك دون إرادته لكن لمرة واحدة تريد أن تطمئن عليه لا أن تراه دائماً عبء على نفسه هكذا!!
نهضت مقررة أن تحضر الطعام لأجلهما ، داخلها تعلم جيداً أن هناك شئ خلف ما حدث اليوم ، حينها تذكرت ما تحدثت فيه مع سالم يوم أمس ..
.
.
كانت تتجه للنوم حين كان يستلقي على السرير بعقل شارد تمامًا ، استلقت بجانبه و هي تسأله بحيرة :
" أنت لا تبدو بخير هذه الأيام .. هل هناك ما يشغلك؟ "
أغمض عيناه و تنهد بقلة حيلة ليفتح عيناه مرة أخرى يجيبها بهدوء :
" تذكرين حادثة لؤي ؟ حين كان معه فارس ؟"
همهمت و هي تهز رأسها بأجل ، ليردف :
" القضية ما زالت مفتوحة ، لم يخيب ظني حين شككت أنها مدبرة .."
عقدت جبينها تقاطعه بقلق :
" مدبرة ؟!! .. لم أفهم ، وضح أكثر ؟ "
تنهد و جلس ينظر إليها :
" هناك يد خلف الموضوع ، يبدو و كأن أحدهم كان يتعقبهما .. لكن حين اختفي لؤي ..."
نظرت إليه بتمعن ، لا تريد أن تسمع ما سيقوله و كأنها تيقنت الآن ما خطورة الأمر ، لتسمعه ينطق باستياء بعد أن تنهد بضيق :
" لقد كان فارس المقصود ."
شهقت بصدمة فى حين أكمل باستياء أكبر :
" أتتني رسائل تحذير لإغلاق القضية لكني لم أتنازل عنها للآن ولا أنوي ذلك مستقبلاً لذلك لا تستغربي إن حدث معي شئ."
" تعني أن ذلك الشخص قد يؤذيك؟ "
ابتسم سالم بتهكم و سخرية :
" ولما قد لا يحدث؟! "
فردت بقلق:
" سالم هل ذلك هو نفس الشخص الذي أرسل لنا تلك الرسائل قبل خمس سنوات؟ "
تنهد بتعب و هو يعود لإغماض عينيه:
" ربما نفس الشخص فالرسائل عادت بعدما عدنا و كلها تحذيرات و تهديدات بتدمير حياتي و ها هم يحاولون إيذاء فارس مجدداً. "
عقدت جبينها بقلق أكثر ، لينظر لها بابتسامة هادئة :
" لا تقلقي أنا أخبرك ذلك لكي لا تستبعدي حدوث أي شئ فيما بعد ."
لم يرتح قلبها ، و كأنها كانت تشعر بحدوث ذلك بالفعل و هاهو اليوم أصيب في حادث بسيارته و لا تعلم ماذا سيحدث مستقبلاً !!
غادرتها تلك الذكرى و هي تضع الطعام أمامه و تنظر له بإستياء بينما تعقد ذراعيها معاً ، فنظر إليها و ابتسم ببراءة قائلاً :
" لما أُمَيّمَتِي مستاءة؟ .. تعلمين الأمر ليس بيدي !."
تنهدت بغيظ لتنظر لفارس الذي كان بجانب عمه أمجد :
" فارس إذهب لغرفتك ."
نظر إليها فارس باستغراب ، هل هي توجه غضبها نحوه الآن؟!!
حين لم تجد أي رد فعل منه تنهدت باستياء أكبر ، نظرت لسالم و قالت بحدة خفيفة :
" تناول طعامك ، سنتناقش فيما بعد .. "
إتجهت نحو فارس و أمسكت بيده لتسحبه خلفها ، كان متوترًا من فعلتها لكنه لم يتكلم ، يكفيه شعور التعب الذي يشعر به ، هو حتى لا يفهم لما هو متماسك الى الآن؟!
دخلت غرفته لتترك يده متجهة نحو دولابه ، أخرجت بلوفر سماوي و بنطال منزلي مريح باللون الرمادي ، رمتهما علي السرير ثم إتجهت نحو الحمام المرفق للغرفة تحت نظراته المستغربة من تصرفها!! أهي تتعامل الآن كأم؟!!!
" تحمم بالماء الدافئ و غير ملابسك ، طعامك سيأتيك و دوائك ."
لم يرد عليها بل استند على الحائط خلفه ، يحدق بالأرض بتعب و عناد ربما! .. أهي تتعامل معه كوالدته الآن؟!!
" فارس؟..."
نادته بهدوء ، هو لم يجبها لكنه كان مستمع لذلك أكملت :
" قبل أن نأتي بيوم واحد فقط أنا قدمت طلب إستقالة من العمل و من أحلامي ، و تركت كل الأعمال على والدك .. أعرف أني ألمتك كثيرًا بما فعلناه ، و سبب تركي لك .. لكن يا صغيري أنا حاولت أن أتقدم نحوك و مازلت أحاول فلا تردني خائبة ."
ثم تركته و خرجت ، ليتحرك نحو الحمام ، كان يفكر بكلماتها و هو يغمر رأسه أسفل المياه .. تنازلت عن منصبها لأجله؟! .. إستقالت و تركت كل ما تحلم به لتحقيقه لأجله؟! .. عادت لتقول أنا فعلت فلا تردني خائبة؟!! .. لكن ماذا عن احلامه ؟! عن طفولته و مستقبله؟!! .. ماذا عن نفسيته السيئة ؟.. عن كل موقف مر به دون وجودهما؟!! .. لما لم تستقيل الا عندما تدهورت حالته؟!!
" الجميع ماهر بالحديث عن التضحيات لكن لا أحد يمكنه التنازل و التضحية لأجلي ! "
*
*
*
يتبع..
ما توقعاتكم؟
انا اناااااام 🤤😶لذا فصل سريع
تقييمكم؟
اي نقد؟
افضل مشهد؟
و الي اللقاء
ولا تنسوا الكومنت الذي يجعلني انزل بارتات ❤️
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top