Chapter 13


" دائماً ما كان يقبع داخلي ذلك الشعور المبهم ، حيث يغمرني فيضان من البكاء دون معرفتي للسبب .. أنا حيث متاهتي ، دون وجهة محددة .. في طريق طويل لا نهاية واضحة له ، ملئ بالتصدعات ، أتعثر لكني أنهض مجدداً أمسح دموعي .. أكتم ألمي و أداوي جروحي بنفسي ، فلم يسعني الوقت لأتفاهم مع الألم ."

ناولته الدفتر فأخذه مني تعبر عينيه على كل حرف منه! .. أظَنَّ أني أستطيع التحدث؟ .. لقد كان يكذب على نفسه .. يمكنني كتابة ما أشعر لكني لا أستطيع التحدث به أبداً! .. و هو كان هادئاً صبوراً معي ، يستمع لي حتى أنتهي ثم يبتسم يربت علي رأسي و كأنه يقول لطفل بالرابعة ' ستكون بخير ' .. لكني لم أكن كذلك ، لست بخير بتاتاً !!

أنهى قراءته ثم نظر لي بصمت ، ناولني الدفتر من ثم أبعد نظارته بيد و اليد الأخري لامس بين عينيه بارهاق فهمست :
" تبدو متعبًا.."

أعاد نظارته و ابتسم قائلاً :
" أصبحت طبيبي الآن ؟ .. هه أنا بالفعل متعب فلم أسترح طوال النهار! ."

لو أنا؟ كنت سأكون ضجراً بالطبع لكن ابتسامته لم يشوبها أي نوع من الاستياء ، و يبدو أنه يحب عمله .. ناظرته بهدوء ثم نطقت :
" دكتور عامر ؟.."

همهم محثًا إياي علي التكملة و هو يدون بدفتره ، فأكملت بخفوت :
" هل لابد من هذه الجلسات؟ .. "

رفع عينيه نحوي بصمت و كأنه يفكر بسؤالي ، حتى وجدته يتنهد و يضع الدفتر جانباً و يولي إهتمامه لي ، ابتسم بخفة قائلاً :
" تعرف ما هو شعور الطائر الذي يُسجن بالقفص؟ .."

ناظرته بعدم فهم ، فتنفس بعمق و هو يمسك يدي محكماً علي أحد أصابعي ليقول :
" حاول سحب يدك ."

حاولت لكني لم أستطيع فشعرت بالانزعاج فهززت رأسي بالنفي ليبتسم ثم ترك يدي ليسأل :
" ما شعورك الآن؟ "

فركت يدي ثم أجبته بخفوت مستغرباً ما فعله:
" تحررت .."

" Bingoo..."

نظرت إليه بغرابة أكبر ليكمل بابتسامة مفسراً :
" الحرية! .. هو أنسب معنى لذلك ، كذلك العصفور المسجون يكون مقيداً حتي يتحرر من القفص فيشعر بالحرية ..."

" لكن ما غرض ذاك من سؤالي؟ ."

قاطعته بضجر ، لا أفهم ما يريده فابتسم و مسح علي شعري :
" لأنك كالعصفور المسجون تماماً ، مسجون داخل شعورك .. و لذلك تريد من يساعدك للتخلص من ذلك الشعور كي تجد حريتك و حرية أفكارك ."

رمشت ثم نظرت لأسفل حيث يدي ، شعور ؟ .. هه! أنا دائماً ما كنت مسجون داخل نفسي .. لكن ذلك لا يعني أن أحتاج للمساعدة .. فدائماً ما كنت بمفردي !
كنت وحيداً وسط عائلتي ! و .. وسط العالم.

حين لم أنطق ربت على شعرى و نهض يلملم أغراضه يخاطبني :
" هيا لأوصلك للمنزل ، فماجد غادر لعمل مهم ."

أومأت له ، هذا المعتاد بالطبع .. فدائمًا هم يهتمون بالأولوية أولاً ، و بما أني لست من أولوياتهم فلم يعد الأمر يهمني ، فالحال لن يتغير !

" هيا ."

تحركت معه ، أغلق نور العيادة ثم أغلق بابها خلفنا ، دائماً كنت أخر مريض لديه ، لقد فعل ذلك لأنه يعلم جيداً أني أكون متكاسل دائماً طوال النهار لهذا ترك الوقت المناسب حين تغفو الشمس و يحل محلها الظلام بقمرِه!

نظرت للساعة في هاتفي كانت قد تجاوزت التاسعة مساءاً ، المشفى هدأت تماماً ، نظرت حولي ، الصباح عكس المساء تماماً ، فالضوضاء في الصباح شديدة عكس المساء هدوء تام .. أعدت نظري لعامر ، كان يدلك جانب رأسه ، هذا اليوم قد أخَّرْ موعد عودته للمنزل لكثرة المرضى و كنت أنا الأخير !

اهتز هاتفي بجيبي فأخرجته لأجد أبي من يتصل ، فتجاهلته و وضعته بجيبي ، فعاد للإهتزاز مجددًا فسمعت عامر يخاطبني :
" رد عليه .. لا يجب أن تتجاهله ."

" لا أريد .."

" أنه والدك مهما حدث سيظل والدك ."

تنهدت بقلة حيلة ، فلقد كذب عليّ و لم يخبرني بالسبب بعد أن تناولت معه الطعام ، و لكني بالاهتزاز الثالث أخرجته أرد عليه بينما أدخل للسيارة بجانب مقعد عامر الذي عدل المرآة و تحرك :
" نعم ؟ .."

بجفاء رددت ، لأجدها أمي تقول بقلق :
" صغيري هل إنتهيت؟ .. هل أُرسل لك السائق؟ "

سكتُّ للحظات ثم أجبتها ببرود :
" أجل انتهيت .. ولا ترسلي أي أحد ، عمي عامر معي ."

" حسناً ، سأنتظرك لتأتي حبيبي.. اهتم بنفسك ."

أغلقت و تأففت بغضب ، فوجدت عامر يجذب رأسي باستياء بطريقة مزعجة يخاطبني :
" فَلَا تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّۢ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا"

ثم نظر لي و هو يهديء من السرعة و يكمل :
" أنهما والداك ، عاملهما بأسلوب جيد ."

تجاهلت الرد عليه ثم أبعدت رأسي عن موضع يده و إتجهت بنظرى للسماء ، أتأملها بصمت .. فعاد عامر ليقود بقلة حيلة من تصرفي .. لم أهتم بينما أحدق بالغيوم التي توشك علي الإلتحام ببعضها قبل نشرها لقطرات مائها على الأرض ! .. كان مظهرها جميلاً و خاصةً حين يظهر جزء من السماء بنجومها اللامعة التي تفرش كبساط سحري يبرق بنجومه !

" وصلنا .."

انتبهتُ لصوته و لتوقف السيارة فنظرت إليه ، كان جالساً بصمت دون أن يتكلم بينما منزلي مضاءًا .. التفتُّ أغادر السيارة لكن صوته أوقفني حين قال :
" فارس هل نمت مجدداً أثناء النهار ؟ .."

عدت إليه ثم أومأت نفياً ، فتنهد ثم سألني :
" هل تشعر بالنعاس الان؟ ."

نفيت مجدداً فأومأ متفهماً ثم قال :
" حاول أن تغفو ، دع أفكارك جانباً و أغلق عينيك و خذ قسطًا من الراحة .. غدًا هناك جلسة أخرى لأرى إن نمت أم لا ."

أومأت بتفكير ثم همست :
" سأحاول ، لكن ان لم أستطع ، هل أخذ مهدئاً ؟ "

" لا ، هذه الأدوية ممنوعة منعًا باتًا لك ، حتي لا تعتاد عليها ."

بلعت رمقي بتوتر ، ماذا سيحدث ان علم أني أتناولها يومياً ولا تعطي نتيجة؟!

تفاجأت به يرمقني بشك :
" هل تخفي عليّ أمرًا ؟! "

" لا ، لا أبدًا .. تصبح علي خير ."
همست بتوتر ثم غادرتُ السيارة ، لأجد أمى أمامي ، عانقتني حين أصبحتُ بجانبها ، ثم اعتدلت و لوحت تُحيِّي عامر الذي ابتسم لها قبل أن يدير السيارة و يغادر .

رمقت مكانها بهدوء قبل أن أفاجأ بأمي تمسك يدي و تسحبني معها ، لم أشأ أن أفعل شئ قد يجعلها تحزن لهذا تركتها تقودني لحيث الاسرة و على عكس كل مرة كانوا يجلسون جميعًا بسهرة عائلية في غرفة المعيشة ، قادتني أمي بابتسامة متجاهلة دهشتي و قبل أن أستفسر وجدتها قد دفعتني نحو مراد و لؤي!

" استمتعوا سوياً ."
قالت بخفة و هي تتجه نحو الأريكة التي تجمعها مع زوجتَيّ عمايّ ، أميرة و مريم بالاضافة لجنَّة التي تشاهد التلفاز بحماس و بيدها بعض الفوشار بجانب جدتي التي تشاركها حماسها ، الرجال كانوا يجلسون سوياً يتناقشون بأمور الشركة و يحكون لجدي علي كل صغيرة و كبيرة حدثت بالشركة و كيف تصرفوا و تالياً كان جدي جلال يثني عليهم .

" فارس ، شاركني باللعب! "
صرخ مراد بجانبي فسددت أذني لينتبه علي نفسه و يقهقه بتوتر معتذراً مني ، ثم طلب بابتسامة متحمسة ربما :
" أرجوك! أنها لعبة بابچي!"

أومأت ثم أمسكت بهاتفي ، أوصلته بلعبة بابجي بعد أن حملْتها علي هاتفي ثم بدأت اللعب ، في البداية شعرت بالرهبة أن أخسر لكني فجأة أحسست أنها سهلة ، تجاوزت خلال نص ساعة عدة مراحل حتي وصلت للمرحلة التي يوجد مراد فيها ، فاندمجت معه باللعب و نسيت نفسي ، بالكاد كنت أحبس أنفاسي و مراد تعب فأغلق اللعبة و فقد وعيه يُشخِر بجانبي ، لأفاجأ بهاتفي يُسحب مني بعد وقت لا أعرف كيف مرْ!! ، نظرت للأعلي لأجده والدي الذي نطق بهدوء :
" ليس عليك لعب مثل هذه الألعاب ، أنها مضرة للعقل يا ولد ."

كانت أصابعي قد أخذت ع التحرك فلم تتوقف رعشتها كما أن اللعبة كنت قد مررت بمرحلة عالية قبل أن يسحبه مني و يغلقها ثم يحذفها من الهاتف تماماً مما جعلني أشعر بالضجر لفعلته ، لكني لم أتحدث بل هو من تحدث و عمي ماجد يتقدم إلى مراد كي يحمله لغرفته :
" الجميع قد غفى ، و الساعة قد تجاوزت الثانية ليلاً لذلك ألا تود النوم ؟ "

نفيت برأسي ، مستغرباً أني لم أشعر بالوقت!! .. ثم وجدت أن لؤي قد نهض من جانبي بالفعل و زوجتيّ عمايّ قد غادرن و كذلك جدتي و جنة! .. حقاً متى حدث ذلك؟!!

" فارس لتذهب لغرفتك ."

نظرت له ثم تجاهلته فتجاهلني كذلك و غادر من أمامي ، نظرت حولي ، ها أنا وحيدًا مجددًا ; فالجميع ذهبوا و تركوني بمفردي !!

ضممت قدماي لصدري ثم استلقيت على الأريكة ، لا أستطيع النوم و قد أحسست بالصداع يغزو رأسي ، كان حادًا ! .. لكني حاولت تجاهله ، ظللت أحدق بالسقف ، لا أستطيع النوم رغم تعبي ..

.
.

"إقتلوه .."

فتحت عيني علي ذلك الهمس، لكني لم أجد أحدًا.. كنت جالسًا علي مقعدٍ في منتصف غرفة شبه مظلمة ، ناظرتُ أركانها بغرابة ثم نهضت لكني توقفت حين حضرت تلك الصورة في ذاكرتي ، حيث طفل صغير مقيدًا علي كرسيٍ خشبي أمامي ، خصلات بنية تميل للذهب و عينان عسلية مرهقة ، ضيقت عيناي أشعر أني رأيته من قبل .. هل أنا أحلم أم أن هذه حقيقة؟

" عمي لا تقتلني!! .. أنا أسف ."

همس ذلك الطفل بصوت مهتز ، ثم تلاها صرخة تطالبه أن يخرس ، إلتفتُ بفزع و تراجعت بخوف حتي وجدته يقترب مني ، رجل غير ظاهر الملامح عريض المنكبين ، طويل ، ممسكًا بشيءٍ مصنوع من الجلد بيده ، ابتلعت رمقي بخوف فوجدته قد عبر من خلالي ، رمشت بصدمة لأسمع صراخ الصغير يعلو بفزع ، اخترق قلبي صراخه!! و اهتززت لألمه!

" لا تقتلني .. لا تفعل .. "

" اقتلوه ! "

" فــــارس!! "

.
.

فتح عينيه يعتدل بفزع ، أنفاسه تسابق الرياح ، ما زال يسمع صراخه ، ما زال يرتعش جسده لذلك المنظر المرعب!! .

" فارس أنت بخير ؟! "

نظر حوله ، لم يستطع أن يهدأ أو يتعرف علي المكان ! .. ذلك الحلم كان أشبه بالحقيقة! .. رغم العديد من الكوابيس الا أنه تخطى المعنى الحقيقي لأي كابوس راوده من قبل ."

جذبه والده ليغمره بحضنه ، قلقاً ، يستشعر ارتجاف جسده و ضياع تركيزه ، أحضرت أميمة كأس ماء لكنه رفض أن ينظر إليه حتى ، فتبادلا النظرات بقلق عليه ، لا يعلما ماذا حل به !

" نادر .. "

سمعا همسه ، استغربا إسم نادر بالأمر ، هل حلم بكابوس يخص نادر ؟ .. ألهذا السبب هو خائف ؟! ..

تمسك بقميص والده ليردف بصوت مهتز غير واعي :
" أنه بخطر ! .. "

تنهد سالم و علم أنه كان يحلم فقط ، فربت علي رأسه ثم وضع يده تحت ركبتيه ليحمله ، فسقطت رأسه علي كتفه لتتنهد أميمة تقول :
" لقد عاد للنوم مجدداً .. يبدو مرهق جداً ."

" منذ متى لم يحظى بالنوم كالأشخاص الطبيعيين؟!"

ناظرت صغيرها باستياء :
" أكثر من يومين ، أخر مرة نامها كانت لمدة ساعتين بالصباح حين عاد من المدرسة ، و لم أره بعدها ينام ، كلما أحاول رؤيته أجده مستيقظ يرسم ."

دخل سالم غرفته ليضعه على السرير ثم غطاه و جلس إلي جانبه يفكر .. و كذلك جلست هي الأخرى ليقول لها بخفوت :
" تذكرين تلك الحادثة؟ ..."

ناظرته للحظة ثم أشاحت بناظرها بعيداً بملامح حزينة :
" هو لا يذكرها .."

نظر إليها بعد أن تنهد بقلة حيلة ثم أرغم ابتسامته المصطنعة علي الظهور :
" إنسيها أنت أيضاً ، لقد كان ماضيٍ و ابننا بخير ."

ابتسمت بتكلف ، لا يسعها ازعاجه كذلك بتلك الحادثة التي مضت ، يكفي ما حدث معهم ذلك اليوم .

" انهضي لتنامي ."

.
.
.

رموشه كانت تتلاحم معاً في سبيل أن تنعم عينيه بالراحة و لكنه كان يقاومها بفتحها .. لا يعي حوله ولا يُركز ، حاول جاهداً أن يغلق عيناه لكن صوت باب العيادة و هو يُفتح جعله يركز سمعه علي الصوت ، فوجد عامر يدلف و هو يعدل نظارته علي عينيه ، كان هذه المرة مكتفي ببلوفر أسود و بنطال جينز ثلجي ، جلس أمام فارس و ناظره بابتسامة ثم زادت ابتسامته و هو يقرب يديه من قميصه ليعدل الأزرة التي دخل إحداها بمدخل أخر و هو يقول :
" يبدو أنك بمزاج معكر جعلك تزرر قميصك بشكل خاطئ ."

لم يجادل فارس بل إسترخي على الأريكة و غط بالنوم ، فعقد عامر جبينه باستغراب ثم إقترب منه و لمس جبينه لثوانٍ ثم أبعدها مخاطباً إياه :
" ألم تنم مجدداً؟! "

ففتح عيناه بتعب و همس بضعف :
" أحلم بالكوابيس .. أنها تطاردني ، لا أستطيع النوم .."

حدق فيه عامر بقلق ، ثم تنهد و قال :
" حسنًا إسمع ، ما رأيك أن نسير قليلاً بأروقة المشفى؟ .. "

فتح عينيه بارهاق و أومأ ، فأخذ عامر بيديه و جذبه ليقف بجانبه قبل يسيران معاً للخارج ، حيث أخذ يحدق بالمرضى حوله مع أبائهم ، أطفال صِغار ، أولاد و فتيات بنفس عمره أو أكبر .. الكثير منهم كانوا ينتظرون دورهم ..
" هل كل هؤلاء مرضى نفسيون؟ "

سمع قهقة عامر الخافتة و هو يجيبه :
" لا يا فارس ، ليس جميعهم .. فهناك تخصصات أخرى ، مثل عيادة الاطفال .. الجراحة و الرمد .. هذه مشفى و هي تضم العديد من التخصصات .."

سكت قليلاً ثم سأله بهدوء :
" فارس ماذا تريد حين تكبر ؟ .. طبيب؟ .."

توقفت قدمي فارس عن السير يفكر بجدية ، ماذا يريد أن يصبح؟ .. هو لم يفكر بهذا مطلقاً ..

عاد للسير و عامر ينتظر اجابته التي نطقها بخفوت :
" لم أفكر بذلك أبداً ، أنا أحب الرسم و ربما .. أختار هذا المجال لكن .. لازلت لا أعلم هل أختاره أم أختار غيره ."

" إذاً سأنتظر إجابتك ."

أومأ فارس حتى توقف على صوت ضوضاء أمامه ، عامر رأى أنه حادث و الجميع يركض هنا و هناك فأحكم قبضته على يد فارس و التفت يسحبه معه :
" لنعود لغرفتـ....."
ثم التفت إليه بحزم :
" فارس تحرك !!.."

كان فارس يقف يحدق بأحد المصابين ، كان فتى صغير غارق بدماءه ، يقودون إياه نحو غرفة الطوارئ قبل العمليات و هناك فتاة صغيرة تسير خلفهم بخوف رغم إصابتها ، كانت تبكي دون أن تنطق ، عيناها تعانق جسد الفتي الذي بعمرها قبل أن يغشى عليها فجأة ليركض نحوها ممرض ينتشلها عن الأرض ..

أغمض عينيه و إلتفت ليدفن وجهه بصدر عامر ، تسارعت أنفاسه بهلع و هو يحكم ذراعيه حول ظهر عامر الذي شعر أن شئ ما حدث بالماضي مما جعله ينفر من الأمر ان لم يكن الأمر طبيعياً  .. عانقه و ربت عليه يهدئه لكنه لم يهدأ ، يشعر بنفسه يكاد يسقط فقدميه ما عادت تحمله و شئ ما يضغط على عقله و أفكاره .

لم يجد عامر الا أن يسحبه و يعود به للعيادة ، تركه يجلس على الأريكة و تقدم إليه ببعض المياه بينما يخاطبه بقلق :
" إهدأ ، و لا تفكر فيما حدث .."

" لقد كان يحتاجني! لم أكن له عوناً! ..."

قال بانهيار دون أن ينتبه لكلامه ، يعانق بكفيه أذنيه التي يسمع بها ضوضاءً حادة رغم هدوء الغرفة ، رمقه عامر بقلق أشد و شعر أن شئٍ ما حدث جعله هكذا ، شئ مفقود لا يعرفه .. فاقترب منه و أمسك بكتفيه بقوة ليهتف :
" فارس أنظر إليّ! "

تلامست حدقتيه الفزعتين بحدقتي عامر الحازميتين قبل أن يخفضها سريعاً و يميل نحو عامر بضعف :
" أعدني للمنزل ..."

*
*
*
ينبع..

انا لم اراجع الفصل و لكني نشرته كهدية كالعادة بما اني نجحت 😂❤️

88%
تقديري " امتياز" 💙

رغم اني اشعر بالحزن لاني ظلمت بالدرجات نظرا لأني راجعت درجاتي و كل اجاباتي و كنت اظن سأعلو لكن درجات العملي قللت المجموع لكن لن نقول الا الحمدلله فلقد منَّ عليّ و جبر قلبي ❤️💙🎓✨

و اصبحت Senior 2022
خريجة رسمي 🎓✨💃👀

و استمتعووو 💙

غدًا سأنشر أخر هدية ثانية 🙂👈👉💙

لكن بشرط،  ان تفرحوني بالتعليقات و الفوت و النجمة 😂👈👉لاني احتاج ذلك 😥

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top