الجزء الثاني.
تناولت الرئيسة سلكاً رأتهُ قريب من المدخنة و ضربته بـ كفها بـ خفة وهي تنظر لهما همست بـ صوت مرعب:
من منكما هي الاولى.
لم تجب اي واحدة منهما، مينا تصرخ و هيسا تنظر لأسفل ولا تتكلم.
صرخت الرئيسة بـ صوتٍ عالِ:
سـ ابدأ عشوائياً اذا لم تتقدم احداكما!.
اردفت هيسا:
انا، ابدئي بي انا.
نظرت مينا لها برعب و قالت:
هيسا، ماذا تفعلين؟!، لِمَ؟
هيسا:
من اجل حماية صديقتي الاولى.
مينا بصراخ:
لا تضربيها ارجوكِ.
الرئيسة:
اذاً هل اضربك انتِ؟
نظرت مينا بخوف و توقفت عن الصراخ و حُبِست انفاسها.
هيسا:
هي انتِ قلتُ لكِ ابدئي بي!.
نظرت الرئيسة لها بـ نظرات حادة، فجأة و بلحظة واحدة توسعت حدقتا عينيها و فكّت رباط هيسا و رمتها ارضاً بـ قوة كبيرة ثم اشارت الرئيسة باصبعها السبابةِ لأعلى و قالت:
اتتني فكرة رهيبة يا فتاة! انتظري هنا اياكِ و الهرب.
اشعلت الرئيسة قبسَ نار و انتظرته حتى توالع، رمت السلك المقاوِم للاحتراق بـ داخلها ثم اخرجته بعد عدة دقائق بـ واسطة انبوب كانَ موصولاً بـ السلك، اخرجته و وضعت نصف السك في الثلاجة حتى اصبح دافئاً و امسكته من الجهة الدافئة بينما هيسا لا تزال بالارض لا تستطيع الحراك من قوة الارتطام، مشت الرئيسة اليها بذلك الكعب المُصدر لاصواتٍ مزعجة كما تسميها هيسا، خلعت الرئيسة صوفيّة هيسا و بدأت بضربها بذلك السلك الشِبه مُحترق على ظهرِها صرخت هيسا بأعلى صوتٍ لديها عدة مرات حتى تقطعت حبالها الصوتية ولم تعد تستطِع الصراخ، اصبح السلك بارداً لا فائدةَ منه.
مينا تغلق عينيها و تبكي بـ صمت خائفةً من ان تزعج الرئيسة و تنتقل اليها، رفعت الرئيسة ابهامها و وجهتهُ الى وجهِها و قالت:
انا، هارونا ميي كيفَ لي ان لا اجدَ شخصاً استمتعُ بضربِه؟
تعالت ضحِكاتُ ميي السادية
حاولت هيسا الجلوس لكن تعابرُ وجهها كافية للتعبير عن المها الشديد ثم قالت بصوت مُرهق:
لا تقرَبي مينا، انا اكفي.
توقفت ميي عن الضحك و قالت بـ ابتسامة ساخرة وهي تضع يدها خلف اذنها لتستطيع سماع هيسا:
مآذآ لا اسمُعك.
هيسا:
اياكِ و الاقتراب من مينا او تاي!.
ميي:
آرا آرا و ماذا ستفعلين اذا اقتربتُ منهما؟
هيسا:
لن اترددَ في قـ..تلِـ...ك.
ميي وهي تتصنعُ الخوف:
يا الهي! سـ أموت، الأهم من ذلك يبدو انك لم تأخُذي كفايتكِ من الضرب هاه؟
مينا:
ارجوكِ اطلقي سراحنا لم نفعل لكِ شيئاً.
التفتت ميي و قالت:
هل حانَ دورُ الصغيرة؟
تثاوبت ثم أكملت:
لسوء حظكما حانَ قتُ نومي.
تنهدت مينا و نظرت لـ هيسا المُمدةِ على الارض.
فكت ميي رباط مينا و همست في اذنها برعب:
اياكِ ان تخبري احداً، اعدك لن اُبقي احداً من احبائكِ على قيدِ الحياة، اخبري هذه الفتاة بما قلت.
لم تُبالي مينا بكلامها و البست هيسا صوفيّتها و ساعدتها على النهوض و ذهبت بها لـ غرفتها، كان المنظر مثيراً للشفقة، طفلتين بعمر الست سنين احدهما مصابة و تنزف من فمِها دماً و الاخرى تبكي بـ صمت و تهدئ الاخرى، لا اظن ان هناك من يرغبُ ان يكونَ احداهما.
وضعتها في سريرِها و مسحت دمائها و تأكدت ان تاي لم يرَ شي و ذهبت بعد ان جعلت وضعية هيسا طبيعية، استيقظ تاي باكراً و نظر لـ هيسا و مسح على وجهها الذي وضّح لهُ انها كانت تبكي بالليل، لم يعلم انها تبكي و تصرخ الماً ايضاً.
حاولَ ايقاظها و لم يستطع، لم يسمع سوى انين طفيف نابعٍ من انفاسِها.
كانت هذهِ حالتها طوالَ اليوم لم يفهم ما بِها احدٌ سوى مينا، حين كانت مينا تحاول اطعام هيسا همست لها:
تصرفي بـ طبيعة ارجوكِ اذا لم تريدي من كيم ان يعرِف، او لـ نقلل جهدنا فـ لنخبره قد يساعدنا.
نظرت لها هيسا ولاول مرة تتغير تعابيرها الباردة الى رعب فقالت بـ صوت يشوبه التعب و الارهاق:
لا لا سـ يُحدث شيئاً لا يُغفر.
مينا:
هل يجب عليكما فصلُ غرفِكم؟
هزت هيسا رأسها بالنفي و اكملت مينا خلط الحساء الذي اصبح لها بعد ان كان من اجل هيسا.
باليوم التالي نادتهما ميي قبل النوم و قالت تعاليا عند منتصف الليل....او لا تعالي انتي يا هيسا، مينا لا فائدة منك سوى ازعاج ابقي في سريرك و اصرخي هناك.
انزلت هيسا رأسها و لم تقل شيئاً
اما مينا فـ كانت سعيدة و حزينة بـ نفس الوقت فـ لم تتكلم هي الأخرى.
ذهبت هيسا و تعذرّت لـ تاي بدورةِ المياه فـ ذهبت لـ غرفة ميي و كان الباقي نفس ما حصل بالأمس و تعود لـ غرفتها وهي تكتم دموعها.
ثم غطت بالنوم سريعاً و تاي لا يفهم ما بها، استمر هذا المنوال كثيراً و احياناً تذهب و تطردها ميي بحجة أنها متعبة او منشغلة، من المتوقع ان تفرح هيسا لكن لا رد فعل يخرجُ مِن تلك الطفلة، و احياناً تتوارى هيسا عن الذهاب عمداً فيكون العقاب باليوم التالي اقوى اضعاف فلا تعود لغرفتها بسبب الاغماء فتبقى في دورة المياة حتى تنقلها مينا لغرفتها قبل ان يستيقظَ تاي و بعد سنةٍ تقريباً من دخولهما الميتم اتى شخصٌ للميتم بعمرِ تاي، يُدعى كيم نامجون هوَ ليسَ فقط بعمره بل كان يدرسُ معهُ الروضة و الابتدائية، فـ اصبح ينامُ معهم بنفسِ الغرفة لان كان هناك ضيق بغرفة الأولاد فـ طلبَ تاي من ميي ان ينام معهم و وافقت، كان عقاب تلك الليلة لـ هيسا خفيف لكي لا يعلمَ نامجون، تضاعفَ الهدف الذي من المفترض ان لا يعلمَ بما يحدثُ كل ليلة تحت اقدامهم من واحدٍ الى اثنين، فعادت بسرعة و سهروا الثلاثة يروون ما حدثَ لهُم
عودة الى الليلة المشؤومة:
تاي يمسك يد هيسا و يذهب لوالديهِما فـ يقولان:
هل يمكننا الذهاب مع السائق للسوق؟ نود شراء بعض الحلوى لهذهِ المُناسبة السعيدة، هيا هيا ارجوكما وافقا.
كيم:
اممم لا اعلللمم ماذا عنكَ نويا؟ هل توافق؟
نويا(والد هيسا):
لنرى للامهات هل سيوافِقنَ يا ترى؟
يأتيانِ ممسكات بالرضيعين اللذينِ لم يُنجبا بعد فـ وافقا قائلتين:
يجبُ عليهما ايضاً ان يفرحا في مثلِ هذا اليوم.
قفزا فرحةً و اردفت هيسا:
احبكما كثيراً سـ أشتري لكما أيضاً من الحلوى الي تُفضلان.
تاي:
اذاً انا لـ والدي و والدِك سـ أشتري.
هيسا:
الفتيات مع الفتيات و الذكور مع الذكور.
كيم:
ها قد قالت كلمتها الشهيرة.
خرجا فرحين للسائق و استقبلهم بـ قبلة و ضحك ثم قال:
كيف حال صغيريّ المُشاغبين؟
هيسا:
ياااا لسنا مشاغبين.
جَي(السائق):
حسناً حسناً انا هو المشاغب، هيا الآن الى اين؟
تاي:
الى السوق، سنشتري تلك الممنوعات.
اردفَ جَي بخوف:
تاي يا صغير نظف لسانك هذا لا يصلُح للقول.
هيسا:
جَي جَي على رسلك انه يقصد ما منعنا ابائنا منه.
ضحكوا ثلاثتهم و ذهبوا للسوق فـ اشتروا انواعاً من الحلوى و اكلوا نصفها وهم يتسوقون و تبقى قليل لعائلتهم فـ عادوا و عندما نزلوا من السيارة
شبّك السائق بين يديهما و ادخلهما المنزل فـ خرجَ ينتظر امراً من رؤساءه الاربع والدا هيسا و والدا تاي.
توقّف تاي عند هذهِ اللحظة في السرد.
اكملت عنهُ هيسا فـ قالت:
عندما أردنا فتح الباب فتحهُ القاتِل و فصلَ بيننا و دفعنا فـ سقطنا أرضاً بينما عائلتينا تحترق امامنا فـ صرخ جَي لا يعلم هل ينقذنا ام يلحقُ بالقاتل فـ دخلَ مسرعاً أخذنا و وضعنا بالسيارة و انا و تاي ننظرُ لبعضنا بصدمة اما جَي فـ اتصل بالشرطة و حاولَ اللحاق بـ القاتل و لم يستطع فـ تركَ الأمر للشرطة و هذهِ هي قصتنا المشؤومة.
نامجون ينظر لهما و دموعهُ قد انهمرت:
آسف لقد تأثرت، اذاً ساخبركم بقصتي:
قصتي غير حزينة مثلكم، بل تثير الغضب، انا فتى مشاغب و ذاتَ مرة كسرتُ مزهرية امي المتوارثَة بـ عائلتها عن طريق الخطأ، و عاد ابي وهو ثمل فـ غضب علي لان المزهرية كانت تكلّف الملايين، ما حاجتها و نحنُ اغنياء...هذا ما كنتُ افكر فيه لكن لا اعلم لِمَ غضب والدي وهي ليست لـ عائلته فـ تبرأ مني.
نهض تاي من مكانه و ضرب قدمه بالسرير بقوة فـ اردف:
اقتله اذا كبرت!
هيسا:
هي اهدأ ايها المتعصب.
نامجون:
ألم اخبركم انها مثيرة للغضب، لكنني لم اكرههما يوماً، على الرغم من انه تبرأ مني الا انني احبه هوَ و أمي، اتمنى لهما حياة سعيدة بدوني.
طُرِقَ الباب فجأة فـ ارتعبت هيسا ظناً منها انها ميي.
دخلت فتاة في عمر الثامنة عشر و قالت:
هيسا و تاي، لديكما زائر استعدا.
استغربا كثيراً فعمةُ هيسا تكرهنا و جد تاي مريض و قد توفي عند سماع خبر موت ابنه كيم و هؤلاء هم أقربائهما الوحيدين فـ من زارهُما؟
نهظا بسرعة بسبب فضولهما و خرجا من الميتم فـ وجدا زائرهما عند الباب، انهمرت دموعهما و صرخت هيسا فرحاً:
......
نهاية الجزء الثاني.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top