الجُزء الرابع.

انظروا من لدينا هُنا؟.
ارتعشَ جسميهما فـ التفتا بقوة.
هيسا:
من البداية كنت اعرف هذا الصوت!
تاي:
أهلاً اهلا رئيسنا.
وضعا يديهما فوق رأسهما تحيةً لرئيس الشرطة.
قبلا رأسهُ احتراماً لمن رباهُما بعدَ عائلتيهُما حيثُ كان يزورهما بين الحين والآخر و يشتري لهما الهدايا و يطمئن عليهما و قد فعلَ ما لم يفعله اي شخص في الميتم فـ اعتبراهُ والدهم.
بعثر شعرَ تاي و أردف:
كبرَ الطفلُ الباكي و اصبحَ بـ العشرون هاه؟
و بعثر شعر هيسا و أردف:
طفلتي الصامتة تثرثر مع تاي هاه؟
تاي:
لم اعد ابكِ يا هذا.
هيسا بصدمة:
ايها الغبي لا تتكلم هكذا!!.
تاي:
اوهه آسف لم الحظ كلامي.
الرئيس:
لا بأس لا بأس عهِدتُكَ شقياً.
هيسا:
من الجيد انكَ هُنا، ذهبَ صديقانا لـ دار رعاية العجزة و ليس لدينا طريقة تواصل معهم هل يمكننا ان نذهب هناك؟
صوتٌ من الخلف:
نحنُ هنا.
التفتوا ثلاثتهم ليجدوا نامجون و مينا خلفه، يبدو انها تبكي.
الرئيس:
سـ أذهب و اذا احتجتم شيئاً سـ أكونُ بـ مركز الشرطة.
ذهب و اقتربت هيسا من مينا فـ تمتمت:
ما بكِ؟
نامجون:
توفّت اختُها منذُ خمس سنين، و تركت صندوقاً لها.
هيسا:
لا بأس مينا لا تحزني نحنُ هنا.
لم تستطع مينا الكلام ولا التوقف عن البكاء.
بعد مدة ليست بـ طويلة، ربما نصف ساعة توقفت مينا عن البكاء و قامت هيسا بـ مداعبتها حتى أتتهُما نوبة ضحِك فـ تنشطت مينا ثم صرخت:
الماضي هوَ الماضي لـ نذهب للتسوق يا رفاق.
ذهبوا جميعاً للتسوق و دخلوا اولاً سوق ملابس و اشترى كل منهم لبسة واحدة و ارتدونا بنفس الوقت و رموا ملابسهم القديمة في احد الأماكن التي لا يذهب إليها احد و حذاء لكل واحد منهم و اشتروا ما يلزمهم كـ اشخاص عاديين آتين للتسوق فقط فـ كانت اشكالهم كالتالي:
مينا:

نامجون:

تاي:


هيسا:

نظرت هيسا الى تاي من اسفله لـ أعلاه فـ تمتمت:
ينقُصُهُ الأزرق.
فـ نظرت لـ نامجون نظرة سخط و لم تفعل شيئاً.
مينا:
هكذا لن نجذب الانظار اليسَ كذلك؟
تاي:
بالتأكيد نبدو عاديين.
نامجون:
إذاً لِمَ ينظر الينا الجميع؟
سمع تاي همساً يقول:
تلك الفتاة التي ترتدي الأسود و البُني، يبدو وجهها جميلاً جداً هل سـ تكون هدفنا التالي؟
صرخَ تاي قائلاً:
آآهه حبيبتي هيسا كم تبدين رائعةً اليوم.
وضع يدهُ حولَ خصرِها فـ إقشعر جسدها بينما همسَ لها بِـ صوتِهِ الحاد:
هناكَ من يودُ التحرش بك استمري بالتمثيل.
استوعبت هيسا بعد ثوانٍ و بادلته بـ وضع يدها حولَ خصره.
بعد دقائق من المشي لاحظ تاي عدم وجود الفتية فـ أبعدَ يديه و اعتذر.
هيسا:
شـ شكراً لك.
نظر نامجون الى تاي و اردف بـ شك:
هل حقاً اراد فتيةٌ التحرش بها ام انك اردت لمسها؟
تاي بـ إنفعال:
هي مجرد اختٍ لي لا افكر بها بهذه الطريقة!!
تنحنحت هيسا و قالت:
لا تصرخ يا هذا سـ تجذب الأنظار.
تاي بـ صوت لا يسمعه سواهم:
هيسا اخت فقط لم و لن اراها كـ شيءٍ آخر.
هيسا:
احم احم هلّا اكملنا؟
نامجون:
سـ نرى قريباً.
وجدت مينا سوقَ إلكترونيات فـ تمتمت:
اظننا نحتاج هواتف.
تاي:
اجل اجل و بـ شدة.
دخلوا و افترقوا لـ يختاروا، اختار كلٌ من تاي و هيسا نفسَ الهاتِف اما نامجون و مينا فـ هواتف مختلفة.
و طلبوا كيفية استعمالها فـ استغرب عامل المكان فـ علمهم بعض الاشياء المهمة كـ تحميل البرامج و صنع بريد الكتروني و مراسلة بعضهم البعض و اخبرهم انهم سيتعلمون لكل شيء مع مرور الوقت.
شكروه و ذهبوا، تفرقوا لكي يشتروا بعض الحاجيات للأكل و بعض الملابس و التقوا مرةً
اخرى خارج السوق.
نامجون:
كانَ مُملاً.
هيسا و مينا:
كانَ رائعاً جداً!.
تاي:
السيدات احببنَ التسوق لذا هو يبدو مُقرفاً
بعد عدة ثوان صرخَ تاي طالباً من نامجون انقاذه من هيسا التي امسكته من شعره و تتمشى بهِ في انحاء الشارع، ضحكَ نامجون فـ سمع صوتاً طفيفاً من معدته فـ نظر اليها ثم الى مينا، ابتسمت الأخرى قائلة:
لـ نتجاهلهُما و نذهب لأي مطعم، ثم ندعوهُما اذا انتهيا.
ذهبوا و حجزوا طاولةً من اربع مقاعد، جلسوا بجانب بعضهما ثم أتوا تاي و هيسا و جلسا مقابلهما بجانب بعضهما.
بعد فترة من الصمت و انتظار الطعام ضحكَ تاي فجأة بـ صوتٍ عالِ و نظر لهُ الكُل بـ إستغراب فـ انتظروا حتى انتهى لـ يفسر لهم ثم قال بـ صوت
يشوبُهُ بعضُ الضحِكات:
تذكرتُ عندما القى نامجون خطاب الوداع انهُ مضحكٌ بِحق!
تحمحمَ نامجون و تمتم:
مجنون.
هيسا:
هوَ مجنونٌ منذُ ان عرَفتُه.
مينا:
يبدو لي عادياً، انهُ وسيم بحق اللعنة.
نظروا جميعهم لها بـ صدمة و اختفت ابتسامةُ تاي و قال:
هل...أنتِ؟
مينا:
لا!!! لا لا قطعاً لا، انا معجبة بـ شخصٍ آخر لكنه خرجَ من الميتم منذُ سنتين لذا لا اعرف عنهُ شيئاً، قطعاً لستُ معجبة بك!
اتى النادل لـ يضعَ الطعام فـ تناسوا ما حدث.
اكلوا طعامهم بـ صمت فقد خرجوا من الميتم في الصباح الباكر قبلَ ان يفطروا، لذا هم جياع.
انتهوا منه و أردف تاي وهوَ يُمسكُ معدته الممتلئة:
شكراً للرب على عيشنا رغمَ الصعاب حتى هذهِ اللحظة لـ نشهد اننا نأكلُ غير طعام الميتم.
هيسا:
أيُ صعاب؟
"كانت تظن ان تاي ايضاً عانى من شيء ما في الميتم"
تاي:
آممم حسناً لا صعاب كانت حياة سعيدة في الميتم.
هيسا:
اجل....سعيدة.
وقفت مينا سريعاً و قالت بـ شكل قيادي:
حتى لو كانت سعيدة فلننساها، لدينا حياةٌ جديدة و مختلفة هنا في الخارج لـ نعتمد على انفسنا و ننسى كل ما حدث في الماضي.
تاي:
هل تقلدين نامجون الآن؟
نامجون:
لا احد يستطيع أن يصبح مثلي لو حاولَ من اليوم حتى الغد.
ضربت مينا رأسه و اردفت:
و من يريد ان يصبح مثلك يا هذا؟
هيسا:
الآن لـ نذهب للمنزل و ننم، انا متعبة.
تاي:
هي هيسا هل تحفظين موقع المنزل؟
نظرت هيسا نظرة سخط و اردفت:
هل نسيت ذاكرتي التصويرية يا هذا؟
تاي:
اوه آسف اجل اجل هيا دُلّينا.
كانَ لدى هيسا عقابٌ قوي فوقَ ما يحدثُ لها في الميتم، انها الذاكرة التصويرية...لا تستطيع نسيان اي شيء يحدث لها لذا هي تتذكر كل شيء حدث في الميتم و قبل ان تدخل الميتم و هذه "الذاكرة هي عقابٌ لـ أصحابِها" كما قرأت.
أوصلتهم للمنزل و وضعوا اشيائهم التي اشتروها في الصالة الخارجية و بدأ نامجون و مينا يتمشون في المنزل متفحصين كل غرفةٍ منه ثم تجمعوا في الصالة، كانَ المنزل ابيضاً بالكامل على الرغم من كرهِ تاي و هيسا لـ هذا اللون و لا يعلمان لِمَ اعجبهُما.
نامجون:
أتعلمون ماذا؟
تمتمت مينا بسرعة:
ماذا؟
نامجون:
لا تعتبروا هذا اهانة او اي شيء فقط هذهِ رغبتي، لا اود العيش في هذا المنزل ليس معكم.
تاي:
ماذا؟! لم يعجبك؟
نامجون:
لا اقصد ذلك انا فقط لا اود ان اعيش مع......
تاي:
معنا؟
نامجون:
انظروا هذه ليست اهانة ابداً__
قاطعه تاي:
نعلم انها ليست اهانة فقط قُلها!
نامجون:
لن اشعر بالراحة لو عشت مع فتيات.
تصرفت هيسا كأنها لم تسمع اما مينا فـ قالت:
لم نُمسكك لكي تعيش معنا لكن أتعلم ماذا؟انت محق و انا ايضاً سـ استأجر منزلاً او شقة لي
سـ أشعر بالحرج من تاي لذا سـ اعيش وحيدة.
تاي:
هل خروجنا من الميتم يعني تفرقنا؟
نامجون:
لم اقل انني لن ابقى صديقاً لكم!
مينا:
انا كذلك سـ ابقى صديقة لـ أول اصدقائي.
هيسا:
اذاً تقرر كلُّ شيء، انا اود العيش هنا....تاي؟
تاي:
سـ أعيش معك.
هيسا:
انتبها لـ أنفسكما!.
حجز نامجون شقة في فندق حتى يجد منزلاً له و مينا كذلك على الرغم من محاولات تاي و هيسا ان يبقيا ولو لهذه الليلة.
مضت اول ليلةٍ على خير فـ وجد تاي نفسه يستيقظ من صوت هاتفه.
تاي:
اسم نامجون على هذه الشاشة لكن ماذا يعني هذا؟
هيسا:
هذا اتصال، اضغط الاخضر.
رد تاي على اتصاله فـ سأله ماذا اراد
نامجون:
انهُ خبرٌ رائع!
..........................
نهاية الجزء الرابع.

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top