11

"أوقعت بشراك حُبِي أيها القائِد ؟" حَـاولتُ صُـنع مَـزحَة حِـين رأيت وجه إبن عمي القلق يُحدِق بِي.

أعلَـم أن چونجكوكِ يرانِي كالأخت الصُغرَى التي يجب عليَه حمايتهَا؛ لذَا تَـقدمهُ للمشَـاركَة بالمُنافسَة القتالَية لأجل أن ينَال حَـق الزوَاج بِي كانت الطرِيقة المُثلَى ليُتمم واجبهُ.

ورُغم أن هذَا سيكُون صعبًا لكلينَا، ولِي لرُؤيته كشريك حياةٍ لا كأخٍ إلا أنهُ لا يُقارُن أن أُصبِح جزُءًا من حياة شخصٍ لا أعرفه فقَـط من أجل اسطورة سخيفة أبتُدِعَـت.

"لـو كُـنتُ أملِك كَامل الحق للوقُـوع بحبكِ، لو كَـانت أوضاعنَا مُختلِفة، ولو كَـانت المسافة بين قلبينَا أقرَب لأريتك حُبًا لَـن يأتِيكِ به سُكَان الأرض إن أجتمعُو ولأصبحَـت علاقتنَا كمَا الشمَس وقَـمرهَا، وسمَاء اللَيل المُـنطفئة ونُـور نچومهَا؛ ولَـكِن ما بيدِي من خيارٍ سوَى أن أبقَى خلف الحدُود التِي صنعتهَا الحياة لنَا"

لا أعلَـمُ إن كُنتُ أتخَـيل أم أننِي لوهلَة رأيتُ وهجًا لامعًا بعينيه، كمَا لو أنها المجرَات والنجُـوم معًا.

ألا بأس لِي إن وقعتُ بالحُب؟

"لا" ركلتهُ فتأوى ينحنِي.

"ما الذِي تعنينهُ بِلا؟" هُـو عقَـد حاجبيه يرفَع وجهه إلَي.

"كُف عن مقالبكِ السَـخِيفة، إنهَا واضحَة بشكلٍ مُبالَغ" أستدرتُ أحدِق بالمرآة أمامِي.

كُنت أقضي الوقتَ مُنذ الصبَاح أتجهَز؛ أو أفسد مظهري إن صح القول.

لم أضع أيٍ من مساحِيق تجمِيلِي، لَـم أسكُب الحُمرة فوق وجنتَاي فقَـد بللتهَا دمُوعِي، لوددتُ تمزِيق ردائِي الأبيض المُبهرَج لولَا لَفت الأنظَار لي.

وكان إبن عمِي المُزعِج يقف ليشاهِد.

"لم يكُن مقلبًا بل كُنت أستعرض مهاراتِي بالحوار، وظننتنَا سننتقل لذلك الجُزء من الرواية حيث تُكنين مشاعر سرية لِي" هو وضَع يدفَع شعرهُ للخلَف كمراهقٍ ساذَج.

"حياتِي ليست رواية سخيفة تدرسهَا بصفوف الشِعر، والأن إن لم يكُون لديك ما تُخبرنِي به، إرحَل" قُلتُ دُون الإلتفَات لهُ.

"لا في الواقِع..لدي ما أُصارحكِ به" هُـو بدَى مُترددًا، وعلمتُ أنهُ على شفَا التحدُث بخصوص شيءٍ جاد لذا أعرتهُ انتباهِي.

"كَـيف...كيف سنتفادَى ذلِك الشيء؟" هو قال يحك رأسهُ، عينيهُ تدُور وتدُور دُون الإستقرار بنقُطة مُعينة وكان يُفصِح عن توترهِ الصريح.

"ماذَا تقصِـد؟" انحنَى حاجبي للأسفَل في تساؤُل.

"يا إلهِي هذا مُحرِج" سمعتهُ يتمتم أسفل يده التي غطت وجهه.

"تعلمِين أن الملِك يعرِض جائزة لمن يكُمل جمِيع الاختبارَات كَـي يجذب أكبَر قدرٍ من الأمرَاء الأقويَاء اللذِين يستحقُون شرف الزواج بِكِ" هو قَـال لايزال غير قادرًا على مواجهتِي.

"أجل؟" لم أعلم أكانت إجابة أم سؤالًا؛ ولكنني لم أفهم ما يرمِي إلَيه.

"حسنًا...يُصادِف أن الجائزة لَـيست المال ولا المجوهرَات وإنما تقبيلك"

كدتُ أصدِم رأسِي بالمرآة أمامِي.

ما الذِي يُفكِر به والدي!

"ولأننِي أعلم ما يدُور برأسكِ، فهذَا لأن بعض البُلدَان بالفعل تخشى الأسطورة التي تُرهب المواطنين هُنا، لذَا شيءٌ من ابنته التِي يتحاور الجميع عن جمالهَا سيكُون حافزًا للشُبَان....اللذِين أراهم حثالة قذرين"

تنهدتُ أغلق عيناي لثوانٍ، وكنتُ أستطيع الشعُور بشفقة چونجكوك وشعوره بالذنب والمسؤلية تجاهِي يغمراننِي.

"ولكن لا تقلقي! سأحرص على الفوز ثُم يُمكننَا التظاهر ونخدعهم!"

أقترب الواقف خلفي ليضع يدهُ فوق ظهرِي الذي كان جُزءٌ منهُ مكشوفًا بحكم تصميم ردائِي، وحين رفعتُ رأسي هُو قابلنِي بابتسامة دافئة وانحنَى ليُقبِل رأسي.

"حتمًا سأنقذكِ من كُل هذَا"

إنهُ ملاكِ الحارس.

-

أولًا لدينَا الرمَاية حيث يتنافس الأُمرَاء على استخدام القوس والسهم.

ثُم لدينَا الفن حَـيث يَعرض كُلٌ منهم كفاءتهُ فيمَا نتعلَم كجُزءٍ من الأُسَر المالكَة.

أراهن بحياتِي أن إبن عمِي سيتقمص دور شاعر البلدة.

يأتِي تاليًا القتَال بالإيدِي حَيث يكُون كُل متنافسٍ أعزَل دُون سلاح.

ويليه مبارزة السَيف.

في كُل مرحلة يتم إقصاء عددٍ من المتنافسين حسب رُؤية والدِي، إلى أن يتبقى فردَين في النهاية ومن يفُوز هو صاحب الحق بالزواج بِي.

لم يكُن علَـي أن أقلَق، أعلم أن چونجكُوك قادرٌ على الفوز فهو الأعلى كرُتبة حربية من بين جميع الحاضرِين.

ولكننِي لم أستطع تمالك نفسي.

كنتُ أجلس عن بعدٍ لأُشاهِد، ردائِي الخانِق يكاد يقطَع سبيل الهواء إلَي، وكنتُ أشعُر بكل الأعين تخترقنِي كالسهَام.

أصطَف عددٍ لم يمكنني إحصائه تحديدًا من الأمراء لربما يفوق العشرِين عن بعدٍ أمامنَا بالساحة وأنضم لهم إبن عمي، حيث وُضعت لهم أدواتهم الحربية.

ووقف كُل منهم بثقة يُمسِك بقوسِه وسهمه.

أبعدتُ ناظرَاي لوهلة عن چونجكوك الذي كان يبتسم ليُطمئننِي لأتفحص الباقِ منهُم من دافِع الفضُول.

بعضُ منهُم لسببٍ ما كان يرتدُون أوشِحة تاركين أعينهم ظاهرة بينما أخفو الباقِ من وجوههم ليبقُو هويتهم سرًا حتى النهاية.

لم يستحق شيءٌ أخر اهتمامِي لذا عُدتُ بنظرِي إلى حيث كنتُ.

"ليتقدَم المُنافِس الأوَل"



Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top