10
"هَـل أنت جاد؟" ألتفـتُ أنـظُر إلَـى وجه الچنرَال صاحب التعبِير الحَـائِر.
وقفنَا لثوانٍ نُـحدِق ببعضنَا، أنا فِـي موقفٍ حَـرِج، وهو لا يُدرِك أي شيء في الواقِع، وإبن عمِـي الذِي كاد يذرف الدمُـوع لكثرة ضحكَـه علَـى ما أُبتلِيت بِه.
"لكِ خالِص إعتذَارِي، هَـل سألتُ عَـن شيء لا يحق لي السُؤال عنهُ؟" وأخـيرًا تحـدَث أحدنَا بعد مُدة لَـيست بقصيرة أو طويلَـة.
أهو حقًا غير مُدرِك؟
أيَـجِب أن أُسـايرهُ بهذَا حتَـى النهَـايَة؟
رُبمَا هذَا طبيعي..رُبما ليس كل النَاس لدَيهِم خبرة بالأمور العاطفية، لذا لا ضَـير من المُـساعدة.
"لَـيس تمامًا في الواقِـع...هذَا شَـيءٌ يَـجِب أن تعلمهُ بنفسك، أو أن تكتسِب الخبرة به مَـع شخصٍ تُكِن لهُ المشَـاعِر" تنهـدتُ أُحاوِل الشَـرح لأتخلَـص مِن هذا الوضَـع سريعًـا.
"أخبرتكِ سابقًا، أنا لا أعلَـم كَـيف أشعُـر"
مُجددًا كان ردهُ المرِيب يتكرر.
إلهِـي أنقذنِـي، لمَ مِـن بين كُل البَـشر أكُـون عالقَة مع هذا الرَجُل الذي يسبب لي الذُعر؟
إنهُ فقَـط مثير للريبَة..
كَـيف علَي أن أجيب؟
أي نوعٍ من النَاس لا يعلم كيف يشعُـر؟ ما الذِي يعنيه ذلك المشعوز الغريب؟
"اذًا علَـيك أن تتعلَـم، والأن عُذرًا منك أظن أن لدَي شيء لأُناقشهُ مع إبن عمِـي" استخدمتُ چونجكوك كَـحُجة هروب ثُم أسرعتُ أتحرَك مِـن أمامِه قَـبل أن يسُـوء المَـوقف ويُصبَـح أكثر حرجًا.
أثناء سيري بالسَـاحَة وحتَـى صعودي إلى حيث يَـقِف؛ كانت لدَيه تِلك الابتسامة التي لا تنفك تُفارِق وجهه لثوانٍ.
"مَـاذا؟ أنال العَـرض إعجابك أيها القائِد؟" سألتهُ أعكِف ذراعاي، بعض الإنزعاج...لا بل الكثير منهُ يظهر واضحًا بوجهِـي.
كَـان چونجكوك هادئًا لبعض الوقت، يُحاوِل التَـحكم بابتسامته التِي تبدُو وكآنهَا آلَـمَت وجههُ لوقتٍ طَـويل؛ ولكنهُ بالنهَـاية أخَـذ يضحَـك مُجددًا.
"ذلَك الچِـنرَال المُخِيف وأنتِ...بدوتمَا لِي كزوجٍ من الأحباب المتوافقِـين لوهلة، أنا أعتذِر؛ ولكن المشهد مُضحك عن بُعد" هُـو رفَـع كفهُ ليُغطِـي وجههُ بَـعد أن أستأنَـف ضحكاتِه الساخرة منِي ووقفتُ أنا أعقِـد حاجبَاي مُنتظِـرة منهُ أن ينتهِـي.
"علَـى كُلٍ، لمَ أنت هُنَا؟" سألتُ أحاوِل إيقافَه عن إصدار الضجَة.
"أليس هذا واضحًا؟ لأسخر منكِ بالطبع" ردَّ يرفَـع كتفيه.
"چونجكوك!" صِحتُ أرفَـع يدَاي بالهوَاء حِـين بلغتُ مُنتهَاي من الصَـبر وعاد هو يضحك.
"أعتذر، سأخبركِ" هو أوقَـف نفسهُ عن الضحك ووقف يتحمحم لثوانٍ وكأنهُ يعيد ضبط نفسهُ.
"والدكِ المَـلِك طَـلَب منِـي إحضاركِ، قال أنهُ أمرٌ طارئ يجِـب مُناقشتهُ، وقد بدَى جادًا حقًا" تجَـهم وجهُ چونجكُـوك وهو ما لا يُبشِر بالخَـير.
لا أحُب هذا، أنا لا أُحب هذا.
أكرهُ حين يصبح أبي جادًا فهو دائمًا يحمِل الأخبار المشؤومة لِي بالنهايَة.
"هلَّا ذهبنَا؟" ابتسم يُحاوِل أن يبعَث الإطمئنان لِي ورُغم أن هذا لم ينفَع إلَّا أننِي أُقدِر هذا لهُ.
هو استدار يسير مُرشدًا إيَاي بَـعد أن أومأتُ.
"استرخِ، لن يكون الأمر بهذا السوء" مرة أخرى ابتسم چونجكوك يسير للدَاخِل بإتجاه أبِـي ذُو الوجِه القلِق.
أردتُ الإلتفات والهرُوب ما إن وقعت أعينهُ علَـي؛ ولكن كان علَـي مواجهـة هذَا.
ولكن لننظُر للجانِب المُـشرِق، إبن عمِي لم يرحَل ويتركني هُنا بهذه القاعة المخيفة أمام الملك المهيب، وحدي..
"أردتُ مُناقشة شيء ما رِفقتِي أيهَـا المَلِك؟" ابتلعتُ غُـصتِي حين طال الصَـمت طويلًا.
لا أعلَـم لمَ؛ ولكن تِلك الأجواء، ذلك السكُوت، إنهُ يجعلنِي مذعورة بداخلِـي..ولسببٍ ما أخذت قدمَاي ترتعِش.
"أردتُ إعلامِك أننِـي غدًا...سأبدأ بعـقِد ترتيبَات زفافكِ"
هَـل ما سمعتهُ صحِـيح؟
لا لرُبمَا أُذنَاي لَـيست صائبَة.
"عفوًا منك، لم أسمعك جيدًا يا أبي" قُلتُ أرفَع وجهِي لهُ.
"هِـيميرَا، قريبًا ستُصبحِـين راشِـدة أي أنكِ عُـرضَة للنكَسة و للخَـطَر الذِي يُصيب أي عذرَاءٍ بالغة في بلادنَا، ولا أُرِيد جعلكِ عُرضة للخَـطَر، لذَا فستبدأ المُنافسَة علَـى الزواجِ بكِ بدئًا مِن الغَـد، لإختيار مَـن سيكُـون كُفئَة لحمَـاية أميرة البلَاد ما حيَّا، أُمرَاءٌ ونُبلَاءٌ سيحضرُون لنَيل شرف وهب حياتهم لأجلكِ؛ لذَا أتـوقَع منكِ الإستعدَاد جيدًا.."
لَـيس وكأننِـي كُنتُ بتِلك الصدمَة داخلي؛ فذلك اليوم كان سيأتِي عاجلًا أم آجلًا.
أنا فقط لستُ مُستعِـدة.
أنا فقَـط لا أُرِيد أن أتزَوج بتِلك الطرِيقة.
وأنا لا أرِيد النظَـر لنفسي كجائزة فاز بها أحدهم.
وكأي فتاة فقَـد عبرَّت تِلك الخيالَات اللطِـيفة حَـيث سأتمَـكَن مِن الوقوع بحب أحدهم بإرادتِي يومًا؛ أظُن أن الوقت حان للتخلي عنها فقَـط.
أسأُنافِق ذاتهَا وأخبرهَا بأننِـي رَاضيَة؟ وأننِـي مُستعدة بالكَـامِل لأكُـون مَـحض المُنافسَة بين رجالٍ لا أعرفهم وبَـعد أيامٍ أُصبِح ملكيَّة أحدهَـم، مهما كان فارِق العُمر، مهما كانت الهويَّة والشخصيَّة؟
أستجاهَل حقيقَة أن هذَا يقتلنِي ذعرًا وحُزنًا من مُتنِي وحتَـى صميمي؟
هَـل أملك حق الرَفض؟
"أمرك أيهَـا الملِك"
ألتفتُ أجعل من ظَـهرِي مواجهًا لكُلًا مِن أبي وإبن عمي بالخِلف، وسرعتُ أوجه نظرِي أرضًا حتَى خرجتُ عن مرمَى بصرهم.
وهُناك حيث لم تعد تقوى قدمي علَـى حملِي وسقط أرضًا، مازلتُ ساكنة، مازلتُ أحدق بالأرض.
خطواتٍ حفظتها عن ظهر قلبٍ تبعتنِي للخارِج وقد حاولتُ النهوض كي لا يراني بتلك الحالية المُزريَة؛ ولكن لا طاقة لدي بهذه اللحظَـة.
"هيميرَا، أنا لن أسمَـح بوقوعكِ بين أيدِي غريبٍ قَـذِر! أنا أيضًا سأتقَـدَم للمُنَافسَة لأجلك لذَا أمحِـي ذلك الإستياء عن وجهكِ"
________________________________
الأحداث هتحتد من البارت القادم 🙆
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top