CH 3
...
وَ ظَلَّ خَيَالُكَ يُطَارِدُنِي يَا مَنْ بَعَثَ سَلاَمًا بِعُقْرِ حُرُوبِيْ.
...
عشعش ظلام دامس يغطي الارجاء اناس نيام تداعبهم غفوات الاحلام و اخرون تنهشهم نزوات الكوابيس الدهماء
تعالت اصوات النباح و طرقات تضارب زجاجات الكحول ببعضها و انتشرت جماعات المشردين و السكارى تجول الاحياء
جدران بالية متصدعة تكاد تنهار على اعقابها تسيل منها مياه عفنة و روائح لاذعة تتقطر من على السطح قطرات ندية وقعت على وجهه المدمى
انتفض جسده المكبل بسلاسل تثبته بذلك الكرسي الخشبي المهترئ فغطت وجهه كدمات و علامات ضرب مع بقع دمائه المخملية الجافة تقابله تلك النافذة المهشم زجاجها تتناثر قطعه على سطح الارضية
رفع راسه بثمالة و عكس ضوء القمر المتسلل من النافذة حالته الكارثية
نظر بالم و عينه المدماة بزرقة بنفسجية الى ملامح المكان المحتجز به فظهرت له غرفة سوداء داكنة عارية من الاثاث تتوسطها ساعة بريطانية قديمة
حرك جسده بعنف و يداه خدشت لاحتكاكه بالسلاسل التي تكبله و انسابت قطرات غيثه تتسابق من على جبيبنه
رفع بصره الجاحظ بتفاجئ لما دوى صوت الساعة المقابلة له لتشير لدقات منتصف الليل كسندريلا خافت ان يزول سحرها
فارتعش حاجباه لما سمع صوت صرير الباب المزعج و تجلت له هيئة انثى مدفونة داخل ملابس ليلية دكناء و قد انسدل شعرها القصير متطايرة خصلاته بخفة ،تنطوي ملامحها خلف كمامتها التي تركت مجالا لعيناها فقط بالظهور
تقدمت نحوه بهالة يغطيها الغموض و خوف اكتسح دواخله ترتعش اطرافه رهبة ممن تقابله تبعد عنه بخطوات قليلة
انحنت لما صارت على مقربة منه فلمعت حدقتاها لما انعكس نور القمر ينيرها و عقدت يداها عند صدرها تناظره بحدة
"اين ذهبتم وقتها؟"
"من انت ؟"
"ليس هذا هو الجواب الذي اريده "
تاتات بفمها بحسره و تقدمت نحوه اكثر
"بما انها اجابة خاطئة فهاك هذا "
غرزت بقوة ذلك الدبوس المدبب عند معصمه و هو عض على شفتاه كاتما صرخته حتى لا تندثر بقايا رجولته امامها
"لا داعي للمراوغة فانت ستخسر بالتاكيد الا يكفيك وجهك الوسيم الذي تدمر بفضلي "
همهمت اخر حديثها و لم يستطع تحليل ردة فعلها بسب ملامحها المخفية عن ناظريه فراح يتنفس بعمق لما غرزت دبوسا اخر بعمق على بعد مسافة من سابقه
"هو يعرفك جيدا و لا يخفى عنك انه سيكتشف هويتك بسهولة موتي لن يحدث تغيرا انتي فقط تضيعين وقتك و تستنفيذين من عداد حياتك هذه الدقائق "
اندفع يهاجمها بفتات كلمات جمعها تدافعت من فوهة فمه يعيقها صوت تنفسه المتعالي بقوة و هو يطالع هيئتها الشيطانية قبالته
"سالتني من اكون صحيح
انا ليل ليلى الادهم شيطانك الذي لا تتبرا منه يسجل خطاياك بقلم دماء دامية ،
انا ظلك المعتم الذي يطاردك شبحا لا ينفك يلاحقك في حياتك الاخرى يدنسها "
بخت سموم كلامتها عند وجهه ببطئ قاتل ومع كل حرف تغرس خنجرها الفضي عند راحة يده تضغط عليه بقوتها و تديره ببطئ تهشم عظامه التي وصلها صوتها على مقربة منها يمتزج مع خاصة صراخاته المتالمة لترتسم ابتسامة جانبية على ثغرها من تحت كمامة وجهها
تصاعدت اخر شهاقاته مع انفاسه المتهافتة الاخيرة لكنها لم تهتم بذلك و اقتربت بخنجرها تنقش كلماتها على ذراعه الاخر
...
تسير بين الاروقة التي ينير عتمتها سماء الليل المرقطة بنجومها اللامعة
دفنت يديها داخل سترتها الفضفاضة اكثر تشدد وثاقها لها لعلها تقي نفسها برودة رياح الخريف الليلية تحرك شعرها في اتجاهها
رفعت يدها لساعتها اليدوية فاشارت عقاربها على اقتراب الشروق الذي تجلت ملامحها لما ارسلت الشمس اشعتها الاولى على الافق تنطوي بعدها عتمة الليل
حركت راسها بعشوائية و خرجت من الزقاق يظهر لها الشارع الفارغ من الناس عدا قلة منهم يرتادون المقاهي لاستقبال الصباح
سارعت بخطواتها تنظر هنا وهناك فانتهى بها المطاف تقرع اجراس باب احد المقاهي القريبة
نزعت يداها من جبيها لما تحسست دفئ المكان و ساقتها قدماها نحو الطاولة المطلة على الشارع فوضعت قدما على اخرى و سرحت تطالع المارين من خلف الزجاج
مراهقون بعمر الزهور و مراهقات جميلات يتمشون بينما يتبادلون اطراف الحديث فيما بينهم نحو طريق مدرستهم
شد انتباهها شابة صغيرة تختبئ خلف ظهر اخر يقف قبالتهم طالب يكبرهم و قد و صلها صوته يدافع عن من خلفه ببسالة حتى اخذ بيدها يسيران بعيدا عن طويل القامة ذلك
ازالت كمامتها من على وجهها فابتسمت ببهوت و نظرها لازال معلقا عليهم بينما راحت ذاكرتها تعرض لها شريطا قديما تمرره امام مرآها
...
...Flash Back...
"ابتعد عنها "
"يفضل ان لا تتدخل بما لايعنيك ايتها الحشرة الضئيلة ، رفاق دعكم منه هيا "
دفع ضئيل البنية و سار هو و رفقته بعيدا عنه غير مبالين بتلك الطفلة الصغيرة التي كانت تختبئ خلفه
زحفت ببكاء تقترب منه و هو قام بسرعة يكفكف دموعها بيديه الصغيرتان
"ما كان يجب عليك فعل ذلك لقد تاذيت "
و بكل كلمة تنطقها يتعالى صوت شهقاتها بينما هو يسارع بمسح قطراتها المناسبة على وجنتيها زهرية اللون
"لقد اخبرتك انني ساكون رجلك "
...End Flash Back...
...
مسحت تلك الدمعة الطائشة بعنف من على عينيها و توا انتبهت لهيئة امراة يافعة تشاركها الطاولة
"انت جميلة يا فتاة على البكاء "
مدت يدها لتمسح على شعرها لكنها و قبل ان تلامسه باغتتها تمسك معصمها
" لا اعرفك حتى تشاطري بمكالمتي و حتى مجالستي "
دفعت بمعصمها لها و استقامت تغادر المقهى تاركة الاخرى تبتسم بغموض نحوها
"انها تشبهك كثيرا ايها الرئيس "
...
اصطفت تلك سيارة رباعية الدفع سوداء لامع لونها لتترجل منها عصبة من الشبان تغطيهم ملابس عسكرية دكناء
افسحوا الطريق لقائدهم حتى يتراسهم و هو استدار بدوره يقابلهم ليخاطبهم
" اليوم سنستقبل بالمحققة بارك اودكم ان تتجهزو و تستعدوا عند ساحة المعسكر و ذلك عند اول دقة للتاسعة مفهوم ؟"
"مفهوم حضرة القائد بيون "
نظر لساعة هاتفه ليجدها تشير للثامنة و نصف فابتسم و اعاده لمكانه و قال يخاطب نفسه
"هل ترى بامكاننا ترويض تلك القطة الثائرة "
حرك راسه عند الجهتين بمزاح و مضى يجهز المعسكر لاستقبال المحققة بارك و قد اشرف علي اعداد افراد فرقته لهذا الحدث البسيط
دقائق توالت وراء اخواتها مشكلة نصف ساعة مرت ليصطفوا عند الساحة منتظرين
ثوان و تجلت لهم سيارة من نوع فاخر تصطف على مقربة من خاصتهم
ترجلت منها و بحثت بنظرها حتى ظهرت لها هيئتهم واقفين بنظام عند منتصف الساحة
نزلت تلك الدرجات بحذر و اقتربت منهم حتى اصبحوا عند مرمى بصرها فتقدم بيون نحوها
"قوة الوحدة !"
اردفاها معا بينما يقومان بالتحية العسكرية ليبتسم القائد في وجهها مستهلا كلامه
"يسرني لقاؤك للمرة الثانية محققة بارك ايلا "
مد يده لها لتصافحه لكنها دفعت بها بعيدا و ابتعدت عنه تتقدم نحو الجنود
"انها المرة الثالثة قائد بيون ماذا ؟"
"بيون بيكهيون "
سار معها متغاضيا عما بدر منها لوهلة و اشار بنظره للاخرين بان ينصرفوا الى اعمالهم
مشى يعرفها على الاماكن و المرافق الموجودة بالمعسكر فهو مركز تدريبي خاص بالقوات العسكرية الخاصة تم تجهيزه باحدث المعدات اللازمة لضمان تدريب الجند .
"هنا مهجع الاعضاء و هناك سيكون مهجعك ما دمت ستقيمين هنا هو منفصل عن الاخرين لكي راحتك
هناك مكتبي في حالة اردتي استشارتي على مقربة منه مخزن الاسلحة و على يمينك ذاك يكون غرفة التدريب الخاصة و هذه ساحة المعسكر "
رفع يداها عاليا لتتافف مزامنة مع ذلك حتى انزلها مكملا حديثه
"سيتم تقييم نشاطك الميداني بالاضافة الى ذلك سيتم تدريبك عسكريا بطريقة خاصة و من طرفي انا"
شدد على اواخر كلامه فلاحظت قربه الشديد منها لذا هي علقت نظرها على خاصته بتركيز
"الحقيني لدي شيء اخر لك "
راحت تجاري خطواته السريعة مقابل خطواتها البطيئة لما ابتعد عنها كثيرا وسط تلك الساحة التي لمحت اولئك الشبان منذ وهلة يتدربون عندها و قد انبهرت لقوتهم و سرعتهم التي لا تضاهي خاصتها لكنها لم تظهر اي رد فعل بارز على ملامحها فقد ارادت ان تظل خصالها مخفية عن الجميع هنا
لطالما كانت بارعة في اخفاء رد فعلها وراء ملامحها الجامدة فلم يسبق لها و ان كشفت جزء من شخصيتها الدفينة لاحد مذ تعلمت ان لا تثق باحد فهي ترى ان البشر كدمى الماريونيت المتحكم الوحيد بخيوطها هو الحياة
طرق بخفة على باب مكتب منعزل حتى وصله صوت ياذن له بالدخول فتقدمت هي خلفه لتظهر لهم هيئة شابة حسناء تدفن راسها بحاسوبها و اناملها تعبث على مفاتيحه
رفعت راسها للاخران لترتسم ابتسامة على وجهها و تتقدم من القائد منحنية باحترام
"هذه الملازمة يون مي راي عالمة حواسيب و الكترونيات و هي الفتاة الوحيدة التي يمكنك ايجادها هنا "
نظرت ايلا نحوها بعمق اما الاخرى فرفعت راسها نحو من تطالعها و صاحت بتفاجئ و حماس
"انها انت !"
"هل تعرفان بعضكما ؟"
"لا لكنني التقيتها صباحا عند المقهى لم يكن لقاؤنا بتلك الروعة لكن سعدت بلقائك مجددا ايتها المحققة بارك ايلا "
عند تلك النقطة تكلمت ايلا بابتسامة جانبية مخيفة على ثغرها
"كيف عرفتي اسمي اذا و انا لم اعرف عن نفسي بعد حضرة الملازمة ؟همم"
...
ارائكم اذن ؟
ساحاول ان يكون التحديث سريع لانه مؤخرا عقلي اصبح عبارة عن متاهة و انا احاول انظم افكاري حول الرواية لذلك ساحاول كتابتها باسرع وقت لعل افكاري تتنظم
❄❄❄
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top