CH 05


.

..


حلقةٌ مفرغةٌ من الكوابيسِ ، أنا لازلت سجينتها ...

...

"مي راي انا منهكة توقفي عن الركض بكل مكان كالمجانين " اردفتها لاهثة و قد احست بقدماها تكادان تخونها فتقع ارضا

"هيا ايلا انه الغروب يجب ان نصل للتلة حتى تشاهديه"

زادت الاخرى من وتيرة سرعتها لتلحق بها ايلا تجاري خطواتها السريعة

صعدت بحذر عند التلة و هي تتشبتت بالهواء حتى لا تسقط من عليها و قد رفعت راسها لمي راي التي صعدت بسرعة ووقفت تشير لها بالاسراع لذا هي خطت خطوات كبيرة حتى وصلت لتمسك يديها

لمعت عينا ايلا لما لمحت شجرة صفصاف عارية الاوراق تتدرج من ورائها على لوحة السماء الوان الغسق الخريفية

شردت بمخيلتها تراقب الغروب و حداقتاها تجمعت عندهما قطرات ندية سارعت بمسحها قبل ان تلحظها الشابة الاخرى فناوبت نظرها بين منظر الغسق و الصفصافة العتيقة المتموضعة هناك

"الجو رائع الان اليس كذلك ؟" قالتها مي راي و مافتئت تلتفت لايلا حتى دوى صوت صافرة قوي جعلها تنتفض مكانها

مسدت ايسرها ثم تقدمت عند اخر التلة حيث يظهر امامها المعسكر باكمله و ذلك تحت انظار ايلا المتعجبة من الانذار الذي سمعته و من رد فعل مي راي كذلك

زادت عقدة حاجبيها لما راتها تقف مع تحية عسكرية و عنقها مشرئبة للاعلى فتقدمت منها مستغربة و ما وصلت امامها حتى تفاجأت بما تراه امام مرآها 

جميع اعضاء الفريق بما في ذلك القائد بيون يقفون عند منتصف الساحة و حالتهم كمي راي مصطفين بوقارهم العسكري في صمت رهيب كان كممت افواهم

لحظات صمت مرت فقدت فيها ايلا اخر ذرات عقلها كونها الوحيدة التي لا تفهم ما يحدث هنا و ثواني و عاد الجميع الى حالتهم الطبيعية و اعمالهم الخاصة

عند تلك النقطة و ما ان استدارت مي راي حتى فوجئت بمظهر ايلا العاقدة ساعديها عند بعضهما و حاجبها الايسر مرفوع عن الاخر

"احتاج تفسيرا لما يحدث هنا "

فركت عندها الشابة الاخرى شعرها عند مؤخرة راسها حتى صرحت
"لقد نسيت ان اخبرك بذلك ، حسنا ستعرفين و نحن في الطريق الى مكتبي "

تحركت مي راي تنزل التلة و لحقتها ايلا بتفحص فهي تتلهف لتكتشف ما حدث نوعا ما فضولها يطغى على باقي صفاتها لكنها طمسته بوقحاتها المتعمدة و عجرفتها اللامتناهية

سارعت بخطواتها عند نزولها تحاول الاسراع بقدر الامكان و يبدو انها تناست كون الارض رطبة قليلا و قد ظهر ذلك لما انزلقت قدمها و كادت ان تقع لولا تلك اليد التي امسكتها قبل ان تكمل تزحلقها على طول التلة

رفعت عينيها لصاحب اليد فظهرت لها هيئة بيون متمسك بذراعها

"كوني حذرة "
ا

لقاها في وجهها ببرود استغربته كونه راته صباحا يمزح معها لكنها لم تبالي بذلك فقد اكتفت بالانحناء له و راحت تلحق بمي راي التي وقفت تشاهد المشهد الحصري الذي امامها بابتسامة لا تبشر خيرا 

"كان عليك ان تكوني حذرة ايلا ، كما انها الساعة السادسة لذا لنذهب و نحضى بعشاء معا انا و انت هناك ما رايك ؟ "
رفعت يدها عاليا تتنتظر ردها حتى تجمدت مكانها لما تخطتها و صاحت من خلفها

"موافقة !"

"يا الهي على قطعة الجليد تلك اشعر بالبرد بمجرد رؤيتها "

...

" من فضلك بطاقة الهوية للتحقق "

رفع بطاقته امام الماسح حتى ظهر له لون اخضر و ظهرت صورته و اسمه على الشاشة

"تم التحقق من الهوية ، اهلا بك سيد لي كوانغ "

فك وثاق ربطة عنقه المشدودة حوله و عدل ساعته اليدوية حتى تقدم نحو المدخل خلفه مساعده الخاص

صعد الدرجات بوقار و احدى يديها مغلولة الى جيبه فتقدم نحو باب اخر ليفتحه

تجلت امامه هيئة شاب يصغره بالكثير منسدلة شعراته السوداء على جبينه باسطا جسده بتملك على الكرسي امامه طاولة زينت بمختلف انواع الطعام مع اصناف متعددة من الكحول و الخمور الراقية 

تقدم اكثر حتى وضع بجسده على احدى الكراسي القريبة من الاخر

"عودة ميمونة ابي كما ترى ابنك جهز لك عشاء فخما يليق بك "

"بالتاكيد فابني جونغسوك ولد جيد "

عدل جونغسوك هيئته و فك ازرار قميصه العليا كعادته و امتدت يده لزجاجة الخمر حتى يسكب القليل بكاس والده

"انت هكذا تجعلني اشعر بالفخر ابي احس انني افضل من تلك الطائشة التي تركتنا حتى تبحث عن مستقبلها "
ابتسم بجانبية عند نهاية حديثه فرفع كوانغ كاسه و اردف

" لقد ارادت ان تعبث بطريقتها الخاصة لكن ليس امامنا فاللعبة لم تبدا بعد و هي قد فقدت شيئا عزيزا"


"و ما زلنا بدائرة الزيادة "

...

داعبتها الرياح الباردة لما فتحت زجاج السيارة تطالتع اضواء المدينة تنعكس بين حدقيتها الداكنتين

انعطفت مي راي بسيارتها بين الشوارع فاستدارت لها ايلا و اردفت بترقب

"اذن ؟"

اومات لها بان تنتظر و اندفعت تشرح لها تحت نظراتها المترقبة

"ما سمعتيه كان نداء لاداء وقفة صمت ترحما على ارواح قاطني حي sinsa-dong بعد المذبحة التي حدث منذ 14 سنة "

جحظت عيناها و فغرت فاهها بتفاجئ حتى اردفت مرة اخرى "لم افهم بعد ، ثم ما علاقة ما حدث وقتها بالمعسكر ؟"

"في الحقيقة المكان الذي شيد به المعسكر هو نفسه ماكان سابقا حي sinsa-dong ، و ما حدث قبل 14سنة كان جريمة بحق الانسانية حيث قتل سكان الحي شنقا من طرف عصابة مجهولة و من نجى قد فُقد الان لذلك و منذ ان اصبحت تحت قيادة بيكهيون و نحن نقف وقفة صمت كل يوم بعد الغروب على ارواحهم "

لمحت ايلا نبرة الاسى على صوتها عندما انهت حديثها و لم تكد تتكلم حتى سبقتها مي راي مرة اخرى "في الحقيقة تلك التلة و الصفصافة قد شهدتا على تلك الاحداث فهما لم يتم ازالتهما بامكانك القول ان عمرهما يفوق 14سنة بالفعل "

همهم لها ايلا و تحدث بخفوت مع نفسها

"اذن كنت محقة ! "

"ماذا قلتي ؟"

"لاشيء. لقد وصلنا "

ترجلت كلتاهما من السيارة و سارعت مي راي بخطواتها كعادتها فلحقتها ايلا و التي ما ان فتحت باب المطعم حتى تقابلت بحدقتان داكنتان عند خاصتها

ترنحت مكانها حتى تقدم منها من يقف قبالتها

"انا اعتذر انستي هل انتي بخير ؟"

تحدث من تحت كمامة وجهه فسرت رعشة بانحاء جسدها لما تخلل مسامعها صوته

حركت راسها عند الجهتين بان لا و سارعت بدخول المطعم مقفلة بابه بسرعة و انفاسها المتسارعة جعلت من صدرها يعلو و ينزل دون توقف

مسدت عند صدرها و رددت كلماتها كتهويدة لعلها تهدئ من روعها

"كلا بارك ايلا انتي تتوهمين كل شيء بخير "

عدلت من هياتها لما استجمع شتات نفسها و سارت تبحث عن مي راي غافلة عن هيئة الاخر المتمثلة من خلف باب المطعم الزجاجي

انزل كمامة وجهه و استدار يسوق خطواته نحو سيارته و ابتسامته لا تفارقه

"لقد سرني لقاؤك محققة بارك "

...

قرص ناصع البياض زين سماء سبتمبر و قد تبعثرت نجوم لامعة تزين صفحتها تزيدها جمالا

وسط تلك الليلة الهادئة ظل جالسا متكأ بظهره على الشجرة عند سطح التلة وحيد كحال قمرها المضيء عاليا واضعا يدها من خلاف راسه و خصلاته البندقية الداكنة تنسدل عند حدقتيه التى تراقصت انوار النجوم عندها  تزيدها لمعانا

زفرة منهكة اخرجتها روحه المثقلة و ملامحه الذابلة كحال صفصافته المتساقطة اوراقها و المتناثرة على سطح التلة العتيقة

رفع بانامله الناصعة شعره عن وجهه و تنهد مخرجا كلماته بصعوبة

"القمر بدر اليوم امي ، لقد مر عام اخر و مازلت وحدي انا و هذه الصفصافة لا احد غيرنا "

"ترى هل هي تتخفى كالنجوم فتظهر مرة كحلم ديسمبر ام انني انا من يتوهم "

زفر زفرات متتالية و انامله راحت تعبث بشعره باهمال

"يبدو ان الشهاب قد ظهر لكنه ينتظر اللحظة التي يلمع بها "

"وداعا امي "

لوح بيده للنجوم و نزل من ببطئ بينما ذهنه يسبح بعيدا في بحر افكاره حتى راح يتمشى وسط الساحة بتبختر و وقار حزين

قطع خلوته اصوات غريبة على مقربة فارست افكاره سفينتها و رمى ببصره على الارجاء يبحث عن مصدر الصوت

لمح هيئة شابة ضئيلة الحجم تجر اخرى تتكئ على كتفها تحركها بصعوبة 

اقترب منهما بسرعة حتى امتعضت ملامحه و تكلم بانزعاج امامهما ان لم يكن بتوبيخ

"ما الذي تفعلينه هنا انسة بارك ثم ماذا بها الملازمة يون "

اعتدلت ايلا بجسدها و نتج عن ذلك سقوط مي راي التي تسطحت ارضا تمثل الموت و هي تضحك بقوة

"هذه الحمقاء شربت زجاجة  من النبيذ باكملها و جلست تقذفني بكلمات غير مفهومة كما انها جعلتني اسوق الطريق الى هنا و انا لا احمل رخصتي و اخيرا جعلتني احملها و اراهن ان عضلات كتفي قد اتمزقت"

اندفت تصيح بغضب بينما تلوح بيديها في كل الاتجاهات

تفاجئ بيكهيون من ملامحهت  الطفولية الغاضبة و التي تختلف كثيرا عن ملامحها الحادة التي قابلته بها صباحا فاتقدم منها يقابل وجهها و اردف بشك

"هل انت ثملة انسة ايلا ؟"
امتعضت ملامحه لتدفعه باصبعها من صدره حتى يبتعد عنها
"انا شرطية لا اشرب الكحول "
 
ضحك على حالها و انحنى يلتقط مي راي بين ذراعيه يحملها متجاوزا ايلا الثائرة و التي لحقت به بخطوات متسارعة

"الى اين تاخذها "

"يبدو ان سحر مي راي سريع المفعول ايلا "

"يا! لا تناديني باسمي و الا قتلتك بيكهيون !"

همهم لها يستفزها حتى نطق يفسر لها "انا اخذها الى مهجعها لذلك لا داعي للتحليلات الخارجة عن نطاق المؤلوف "

See you again...❄

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top