CH 04


...
أغرقُ بعيْدًا وسَط كَومةٍ مِنَ الأَفكارِ ،
أعِيشُ بيْن صفحَاتِ الذكْريَاتِ لعّل ذِكراكَ تَعودُ يومٍا كَحلمِ ديسَمبرَ
...

"ما الذي يحدث معك و اللعنة انسة بارك لقد بلغ التقييم عقده العاشر و انت للان مازلت تخفقين في نفس الحركات التي و على ما اعتقد انت معتادة عليها كمحققة !"

صرخ بوجهها يوبخها و هي عضت على شفتيها كاتمة غضبها حتى لا تفتك به

امتدت يدها ترفع خصلاتها الامامية الملتصقة بجبينها المتعرق تنساب قطرات العرق على صفحة وجهها و وجنتاها المحمرتان بشدة

عقدت حاجباها بغضب و تقدم منها بيكهيون ليردف

"تمتلكين المهارات و الاساليب انت ذكية لكنك تفترقين للقوة و الاهم من ذلك السرعة "

"و الحل اذا ايها القائد ؟"

تساءلت في وجهه حت ربت على كتفها لكنها انتشلته بسرعة من بين يديه و عادت نظرتها الحادة نحوه ، فاستقام بجسده امامها و عقد ساعديه عند صدره و صرح

" ساشرف على اعادة تدريبك مع التركيز على المبدأين اللذان ذكرتهما سابقا "

"لكن ماذا عن العمليات الخاصة  اسيتم استبعادي عنها ؟ "

"لا، ستتوقف العمليات الى ان ينتهي تدريبك حينها نبتدا  عملنا و سيكون شرفا لكي ان تفتتحي اولى عملياتنا "

اومات له و استقامت تسحب حقيبتها و قبل ان تخرج من القاعة اردف يوقفها

" وشمك مميز اليس كذلك ؟"

تجاهلت كلامه و خرجت من القاعة برمتها و هي شاردة في عقلها تتمنى لو تمر فترة التدريب بسرعة لعلها تختم مخططاتها التي باتت تصنع متاهات داخل فكرها المشوش

سارت وسط تلك الساحة الفسيحة تصلها اصوات الجنود يتدربون و هتافهم يتعالى مع كل خطوة يقومون بها

مرت من جانبهم و هي تحدق بهم ببرود جامد تطالع حركاتهم السريعة تجاه بعضهم و كلام القائد قد اعيد على مسامعها

"ما رايك بنزال صغير ايتها المحققة "

اردفها احد الجنود الذي سبق و ان راته عند مركز الشرطة  اثناء شجارها مع كانغ 

رفعت  سبابتها مشيرة على نفسها باستغراب حتى تاكدت لما اومئ جميعهم هناك

ابتسمت بجانبية و فرقعت اصابعها فيما بينها و تقدمت نحوه و نظراتها تتوعده بالقتل لا بالشنق فقط

وقفا على وضع الاستعداد ليصفر الجميع و يندفع كلاهما نحو الاخر

كان الجندي يسدد ضربات متفرقة نحوها اما هي فكانت تتخطاها بسهولة دون ان تردها له بفعل خفتها  و في كل مرة يقارب على لمسها تسارع بالابتعاد عن هدفه

دقائق قليلة و بدا الجندي يشعر بالتعب يتسلل الى اوصاله و ما ان ادركت ايلا ذلك حتى اقتربت منه بسرعة و اطاحت به لما ركلته بقدمها فاضحى يفترش الارضية

صفقت يديها مع بعضها تنفض الغبار عنهما و دوى  صوت هتاف الجنود باسمها بالنسبة لهم هي قامت بانجاز حتى تحول هتافهم الى ضحكات و قهقهات مرحة عداها فقد ظلت تنظر لهم بملامح جامدة حتى خاطبها بعض منهم

"ما بك ايتها المحققة الا تبتسمين ؟ لقد هزمت الرقيب كيم جين !"

"دع الابتسام للاغبياء لدي ما هو اهم " 

ابتعدت عن محيطهم بسرعة تاركة اياهم مندهشين حالهم كحال قائدهم الذي يطل عليهم من نافذة مكتبه و كان قد شهد ذلك النزال الذي قام برمته

وضع يديه عند جيبه و تنهد بتعب 

" شتاؤك حل بلا ثلوج "

...

جالس على كرسيه بخيلاء كملك العرش و يده ممتدة على سطح الطاولة تطوق كاس نبيذ مخمل اللون 

بذلته الرسمية الفاخرة عانقت جسده و قد فصلت ازرار قميصه عن بعضها عند بدايته تعطيه هالة غامضة كمثل من هم بمنصبه

ارتشف بضع قطرات من نبيذه لتسيل تلوث شفتيه لما ابتسم بجانبية مظهرا غمازته

انكعست انوار الشموع على حدقتيه المظلمتان و قد زينت الطاولة امامه بشريط قرمزي اللون عند منتصفها تحيطها جماجم مسلّمة مخطوف لونها الابيض تزيد المكان جوا مهيبا

"السيد كانغ يود لقاءك سيدي "

اشار له بان يفتح الباب فتقدم المعني بملابسه السوداء و راح يزيل كمامته عن وجهه يكشف عن ملامحه لسيده فانحنى لما اقترب منه

و برغم من انه يكبره باعوام الا انه لا يبالي تقوس ظهره مقابل الحفاظ على حياته

" تفضل هيونغ شيك لتجلس "

"ليس قبل ان اسلمك شيئا سيد لي "

تقدم نحوه اكثر لما اومئ له و رمى بعلبة رمادية اللون على سطح الطاولة على مقربة منه

فتحها المعنى لتقابله عدة صور بشعة  لجسد مشوه مصحوبة بمسدد ملطخ بالدماء مع دبابيس لا تختلف عنه حالا و يبدون ان العلبة قد سرقت من مخزن الادلة بمركز الشرطة

و لكن ليس كذلك نظرا لمكانة كانغ هناك

"كما ترى سيدي انه نفسه حارسك الشخصي القديم لقد وجد مكبلا اليوم و جسده مشوه بالكامل و الغريب في الامر ان المفتعل لم يترك ادلة تدينه او تكشف عن هويته حتى التحليل النووي لم يكشف عن وجود بصمات شخص، كما ان المحققين قد اثبتوا لي ذلك بالفعل "

وضع لي كاسه عند الطاولة و رفع احدى الصور التي تظهر ذراع المشوه و قد نقش عليها عدة حروف غير مفهومة

"ما هذا ؟"

"لقد كتب عليه
"The Snowflake

همهم الاخر و ابتسامته تكاد تشق شدقيه لما سمع ما قاله فصفق يديه و استقام متوجها نحوه بوقار ظالم مهيب

"لقد احسن رجالك عملا هيونغ شيك  احضر الكثير في المرة القادمة  كما انني احتاج راس هذا المشوه لازين بجمجمته رفوف مكتبي الفارغ هممم !"

"جونغسوك ! الا ترى انه يجب علنا التقدم نحو الخطوة التالية هذا المخرب يفوتنا خطوات كثيرة الا يكفي
عدد رجالنا الذين خسرناهم ! "


اردفها كانغ بترجي نحو عظيم الهيبة الواقف قبالته لكن و بسرعة كبل جونغسوك عنقه بانامله يضغط عليها حتى تطبعت العروق بارزة عليها و سحب الهواء من رئتيه

وسع جونغسوك عينيه بينما يزيد من قبضته حول عنق الاخر الذي امتدت اصابعه تحاول ايقاف هذا المختل لكن دون جدوى ، فلما احس باخر ذرات الاكسجين تغادر فوهة فمه شهق مرة اخرى لما اعتق عنقه جاعلا منه يتنفس بقوة و علو

"انا السيد لي جونغسوك اتفهم ! ثم لا شان لك بهذا العصابة انا زعيمها و من الافضل لك ان تغادر و ظلك من هنا قبل ان اخسف ببقايا رجولتك المنعدمة "

ركل كرسيه بقوة و صوته يتعالى مع كل كلمة ينطقها فلم يكن لكانغ سوى ان سحب نفسه متعرجا من هناك خشية لقاء ما لا تقوى عليه نفسه

مسد جونغسوك صدغه يطالع خيال من غادر فتنفس بقوة عله يهدئ من ثورته الهائجة و بثواني قليلة ضرب كاس النبيذ عرض الحائط فتهشم الى قطع صغيرة و تطاير المشروب على الارضية

"الحرب ستبدا يا زهرة الثلج خاصتي "

...

تتسطح  فوق  سرير  غرفتها بالمعسكر تطالع السقف بذهن شارد تائهة في بحر ذكريات طفولتها التي لطالما ا تمسكت بها فهي من تواسيها وسط آلام  حياتها المريرة

و برغم من انها تزيدها الما اخر الا انها تؤنسها في ايامها المعتمة

رفعت يدها عاليا ثم عانقتها تتلمس وشم معصمها الذي ابتسمت لرؤيته لكنها سرعان ما مسحت تلك الابتسامة العقيمة من على محياها

ملامحها الجامدة قد صقلتها بنفسها و تعودت على اظهارها حتى في خلوتها فما كانت سوى اسيرة داخل سجون الحياة تتعذب بين جدرانها حتى غدت جسدا جامدا لا تسكنه الروح غادرته ملامح الابتهاج و الشعور

وصلها صوت طرقات خفيفة على الباب فزفرت الهواء بانزعاج و صاحت متحدثة

"تفضل "

ادارت راسها صوب الباب الذي فتح فتجلت لها هيئة الشابة الفاتنة المدعوة مي راي

امتعضت ملامحها فهذه الحسناء الواقفة امامها لاتروقها بتاتا بداية من لقاءهم الاول هذه الصبيحة

برغم من انها لم ترى منها شيئا سيئا الا ان دواخلها تخاطبها بشعور من الشك و الحذر

"كنت اود التحدث معك اكثر انسة ايلا "

رفعت احد حاجبيها تتابعا مع تكلم الاخرى حتى طالعتها بنظرة تحثها على اكمال حديثها و ذلك بعد ان عقدت ذراعيها مع بعضهما مثل كل مرة تفعلها بعجرفة

فركت مي راي اصابع يديها بتوتر ضد بعضهما و هي شعرت بالحرارة تتسلل الى جسدها بسبب  الشابة قبالتها و التي تكاد ترشقها بنصال نظراتها الحادة

حمحمت بحرج و ارجعت يديها خلفها و اردفت بهدوء

"يبدو انك استغربت كوني عرفت اسمك مسبقا لكن عندما سمعت خبر ضمك للفريق سارعت بتفحص سجلك المرسل الينا لانني كنت متحمسة للقائك وقتها عرفت اسمك و هويتك  و كان ذلك باليوم الذي سبق لقاءنا الاول"

زادت ايلا من عقدة حاجبيها ضد بعضهما و قد راقها ما تفتعله من حروب ضارية بدواخل الانثى برفقتها حتى اعتقت كلماتها بعد معركة التحديق الحارقة

"لكن ماذا عن لقاءنا الاول انت تعلمين بالفعل ما حصل احتاج تفسيرا "

"في الحقيقة كنت صبيحة ذلك اليوم اقوم بعملية خاصة و صدف ان مررت بالمقهى فقررت ارتشاف شيء يعيد لي طاقتي و قتها وجدتك هناك و كنت قد تعرفت على هيئتك لكن يبدو انك من النوع الصارم قليلا "

ابتسمت مي راي اخر كلامها و قد تنفست الصعداء لما تراخت ملامح ايلا و اندثرت الحدة  من على وجهها ليحل محلها البرود و ذلك ازعج مي راي كونها تقف قبالة قطعة من الجليد المتجمد فارغة الملامح 

قلبت عينيها بتذكر و ضمت يديها عند المقدمة مردفة بمرح

"تعلمين انا الفتاة الوحيدة بهذا المكان اللعين و بما انك اصبحتي من ضمننا فما رايك ان نصبح صديقتان ؟"

عضت ايلا على شفتيها و راح عقلها يحلل تصرفات مي راي و قد اخذ منها ذلك قليلا من الوقت جاعلا من الاخرى تعبس ببؤس

"فكرة جيدة !"

قالتها ايلا في وجه مي راي  لما اطالت صمتها حتى اتسعت ابتسامة الخرى  و انكمشت عيناها لكنها اقتربت بسرعة نحوها و قالت

"بما ان الليل اقترب تعالي معي اريك مخزني السري ستحبينه "

سحبتها معها بل خطفتها تتشبت بها كالاطفال الصغارو الحماس قد استولى على كل نطفة بجسدها الذي راح يقفز و سط الغرفة بجنون

عندها ايلا ضحكت بسخرية و خاطبت دواخلها بصمت دون ان تسمعها الفتاة برتبة ملازمة 

-هل تقبل ان تكون لي صديقة اخرى غيرك؟ -

🔮🔮🔮

أراكم بالشابتر القادم باذن الله

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top