22.2. واغاسا
2.
أرض النار – الحدود بين عشيرتي أوتشيها وسنجو
انتظر كاتانا عند البحيرة ونفاد الصبر يغلي في جوفه. هل عساها غيّرت رأيها؟ ألن تأتي؟ هل حدث طارئ لصديقتها؟ أم...
عندما وقعت عيناه على المرأة التي خرجت من بين الأشجار في المرج كفراشة في يوم ربيعي، تلاشت كل شكوكه. ومضت ابتسامة عريضة على وجهه، عاكسةً النشوة التي غمرت قلبه في تلك اللحظة.
حيّته بخجل ورافقته إلى الكوخ، عرض عليها سروالًا وسترة هاوري حتى لا تتلف ثوب الكيمونو الذي ترتديه وتتمتّع بحرية أكبر في الحركة.
عاد الشابان إلى المرج ووقف كل منهما في مواجهة الآخر وهما يتبادلان ضحكات متوتّرة.
— قبل أن أعلمك القتال، سأريك أولًا كيفية صدّ الهجمات والهروب! ليس الهدف هو الفوز في القتال، بل إنقاذ حياتك. لذا سنترك الهجوم للنهاية ونبدأ بالدفاع.
— أمرك سنسي.
ضحك كاتانا تحت أنفاسه.
— هذا غريب، نادني كاتانا فحسب! لا حاجة للرسميات.
هزت السنجو كتفيها.
— في هذه الحالة، نادني نانامي فقط.
— حسنًا، سن... نانامي. سنقوم بمحاكاة مواقف هجومية، سأهاجمك وأشرح التقنيات الصحيحة لمواجهة كل هجوم. هل أنتِ مستعدة؟
أومأت برأسها وتتبعت حركات الشاب بانتباه. جاء من خلفها وخنق عنقها بذراعه.
— يجب أن يكون لديك رد فعل سريع لصدّ ذراع خصمك، وأن تنزلقي للأسفل أو تنحرفي جانبًا، اعتمادًا على ما إذا كان يستخدم ذراعًا واحدة أو ذراعين.
امتثلت الشقراء وتمكّنت من تحرير نفسها من قبضة كاتانا.
— جيد. والآن، حسب الموقف، إمّا أن تهربي بأقصى سرعة أو أن تشلي حركة عدوك.
— إذًا عليّ أن أهاجمه؟
— لا لهزيمته بل لتجنب لحاقه بك وكسب الوقت لك بالهرب.
— ماذا يجب أن أفعل؟
سعل الأوتشيها ثم قال:
— إذا كان رجلًا، اركليه بين ساقيه. إذا جرّبت ذلك علي، فلن ترى وجهي مرة أخرى! سينجح الأمر، إلّا إذا...
— إلّا إذا ماذا؟
— إلّا إذا كان أسرع منك وأمسك بقدمك. حينها سينتهي أمرك.
— وماذا أفعل في تلك الحالة؟
— سأعطيك بديلًا لهذا الهجوم، ولكننا سنتدرب عليه لاحقًا. إنه يعمل على الجميع!
— حسنًا. كلي آذان صاغية.
— الكثير من الناس لا يعرفون هذا، لكن هنا...
أخذ كاتانا يد نانامي ووضعها بين صدرها وبطنها.
— هناك باب حيوي في دورة التشاكرا، يمكنك مقارنته بالقلب والدورة الدموية. يمكن الوصول إلى هذا المكان بسهولة، وإذا وجّهت لخصمك ضربة عنيفة، فلن يتعافى منهل بسهولة. حتى أنه قد يموت أو يصاب بالشلل. ضفي على ذلك أنك إن تسببت في كسر للأضلع على هذا المستوى، فستحدثين نزيفًا في الكبد وتمزّقًا في الحجاب الحاجز المسؤول عن التنفس. على سبيل المثال، يمكن لأعضاء عشيرة هيوغا رؤية هذا الباب وجميع قنوات التشاكرا بفضل البياكوغان. التنكوتسو الخاص بهم هو نوع من التايجوتسو يقوم على مبدأ إيقاف تدفق التشاكرا باستخدام التشاكرا، مدهش صحيح؟ ولكن... كما قلت، يجب أن تكون الضربة قوية ودقيقة.
— أنت مثقّف، كيف تعرف كل هذا؟
«لأنني جاسوس يملك الشارينغان، وهو ليس بكفاءة البياكوغان في تحديد التنكوتسو وبوابات التشاكرا... أحتاج إلى معرفة حدودي ونقاط قوة أعدائي.»
— لأنني أحب الاستكشاف. أنا أسافر كثيرًا، وألتقي بالناس...
— هذا رائع! أودّ أن أسمع المزيد عن رحلاتك. هل تعتقد أنه يمكنني أن أكون مثلك يومًا ما؟
ابتسم الجاسوس منبهرًا بحماس نانامي، وخطرت بباله فكرة. «فكرة سيئة» سمع صوت أخته يتردد في رأسه. ولكن لمَ لا؟ بإمكانه مرافقتها في رحلتها، إنه يرغب في ذلك. بل أراد ذلك بشدة! أراد أن يجوب العالم معها.
— بالطبع. لمَ لا؟
— هذا كفيل بتحفيزي. لنواصل تدريبنا!
— حسنًا إذًا. لنفترض أنك أخطأت في ركلتك وأمسك بك... ارفعي ساقك واركليني!
— هل يمكنني فعل ذلك؟
— أجل.
مر الشابان بسلسلة من التقنيات والحيل حتى قطع المطر جلستهما، فركضا عائدين إلى الكوخ وهما يضحكان، ورويا عطشهما بجرعات كبيرة من الماء قبل أن يستقرا تحت النافذة للاستمتاع بالمنظر الطبيعي في الخارج. اشتكت نانامي بصوت خافت:
— جسدي محطّم.
— ستعتادين على الأمر، لا تقلقي. أأنت جائعة؟
هزت رأسها.
— قليلًا.
— أنا بلى!
قفز على قدميه وأحضر وعاءً من التوت من ركن المطبخ ووضعه بينهما. سألته بمرح:
— إنها صالحة للأكل، أليس كذلك؟ أعاد لي هذا الذكريات.
— نعم... لا تخجلي، تناولي بقدر ما تشائين.
تتبعت أعين كاتانا أصابع نانامي وهي تلتقط حبة توت بنفسجية اللون وتضعها في فمها. انقبضت معدته. لقد سمّم إمدادات السنجو وما من سبيل لتغيير تلك الحقيقة. أي حق له في قضاء الوقت معها بعد ما فعله؟ ولكن لو لم يفعل، فإنّ عشيرته ستخسر أمام السنجو. يجب ألّا يضعف. يجب ألّا يستسلم. رغم شدّة الإغراء وبغض النظر عن شعوره بالذنب. إنه من الأوتشيها، وهي من السنجو. سألته مندهشة:
— ألا تريد أيًا منها؟ سآكلها كلّها!
— بلى...
وضع حبة توت في فمه وتذوق طعمها الحلو الحامض، شيء أشبه بما يشعر به في هذه اللحظة.
عندما توقّف المطر، غادر كاتانا الكوخ ليسمح لضيفته بارتداء الكيمونو. عدّلت رداءها الأخضر وأسدلت شعرها الأشقر قبل أن تنضم إلى مضيفها الجالس على مقعد في الحديقة الصغيرة خلف الكوخ.
— أتريد أن نشرع في التدرّب على النينجوتسو الطبي اليوم؟
— أفضل أن نأجل ذلك للغد. أنت مرهقة.
«وأود أن أراك مرة أخرى.»
— لا مانع لدي، لكن الأمر عائد إليك. أفترض أنك متعب أيضًا.
— نعم... صباحًا، قبل التمارين. سيكون كلانا نشيطًا.
— حسنًا إذًا، من الأفضل أن أعود للبيت الآن وقد توقّف المطر.
ابتسمت له بلطف ووقفت، ولكن ما أن خطت بضع خطوات حتى أمسك بيدها.
— مهلًا لحظة!
اتّسعت عينيها ونظرت إليه باستغراب.
— ماذا هناك؟
في غمضة عين، عاد إلى الكوخ، وعاد بواغاسا حمراء وسلّمها لها.
— خذيها معك، عسى أن يهطل المطر... إن أردتِ، يمكنني مرافقتك.
التقطت المظلة وتفحصتها، إنّها أثقل مما تخيّلت. عرض الشاب وبادرته أثّرت فيها. تمنّت لو بإمكانها البقاء أطول أو العودة صحبته، لكنها لم ترد أن يرجع وحده تحت المطر.
— شكرًا جزيلًا لك... كاتانا. يمكنني تدبّر أمري، أراك غدًا.
— هذا سيف غمده عصا هذه الواغاسا. يمكنك الاحتفاظ به، سأعلّمك كيفية استخدامه لاحقًا. ستحتاجين إلى هذا النوع من الأسلحة السرية.
فتحت نانامي فمها وفصلت مقبض المظلة عن عمودها، كاشفة عن النصل الحاد بداخلها.
— شكرًا جزيلًا... سأعتني به جيدًا، حتى وإن كنت غير واثقة من قدرتي على استخدامه.
— لا تدعي هذه الأفكار تعيقك... لقد أبهرتني اليوم. أتوق إلى التدرب معك مرة أخرى!
— سأحاول... أراك غدًا!
— أراكِ غدًا!
3.
أرض النار – نطاق عشيرة سنجو
شعرت نانامي بالتوتر بمجرد أن دخلت المنزل، حيث استقبلها جو جليدي مظلم. همس لها أخوها وهي تشق طريقها إلى الحمام:
— أمي ستقتلك، أسرعي إنها تنتظرك!
لن يتبخّر غضب والدتها عند رؤيتها، ولكن إذا شمّت آيامي العرق المتصبب من جسدها بعد تلك التمارين البدنية، فإنها ستنفجر.
نظيفة ومرتدية يوكاتا بيضاء، انضمت الطبيبة إلى والدتها في المطبخ. قطّعت آيامي البصل بعنف، وعيناها تدمعان. زاد وجود ابنتها من وحشية إيماءتها وانتهى بها الأمر بجرح سبابتها. أخذت نانامي يدها وحاولت إيقاف النزيف باستخدام النينجوتسو الطبي، لكن آيامي دفعتها.
— ابتعدي! هذا كلّه بسببك!
تلعثمت الشقراء.
— أماه...
رفعت السيدة حاجبها.
— أأصبحت أمك الآن؟ تتركينني محبوسة في هذا الجحر ثم تلعبين عليّ دور الضحية. أين كنتِ يا نانامي-ساما؟ ألآن فقط تذكّرت أنّ لكِ أم؟ أهكذا تشكرينني بعد كل ما فعلته من أجلك؟
تشكلت غصّة في حلق الشقراء ولم تمض برهة حتى غمرت الدموع وجهها. كل الفرحة التي شعرت بها بعد ظهر اليوم تحوّلت – في جزء من الثانية – إلى شعور بالذنب. هل يمكنها حقًا الذهاب وترك والدتها بمفردها؟ ما الفائدة من التدريب؟ هي تعي أنها غير قادرة على القتال، وأنّ ذلك مجرّد وسيلة هروب من واجباتها ومسؤولياتها. عانقت أمها وهي تعالج خدشها.
— أنا آسفة... لقد خرجت لإحضار عشبة ولم أستطع العودة مبكّرًا بسبب المطر.
قالت آيامي باستنكار:
— عشبة لـ كاوري، أليس كذلك؟
أومأت الشقراء برأسها.
— إذن كاوري أهم من أمك التي عانت بسببك وأطعمتك وجعلتك ما أنت عليه!
قبَّلت نانامي خد ويد أمها.
— بالطبع لا. لا أحد أغلى منك عندي. لقد عانيت بسببي حين حملت بي وأنجبتني وأرضعتني وأطعمتني. لقد جعلتني امرأة. أنا ممتنة لك أبد الدهر ولن أوفيك حقّك لو مهما فعلت. أعلم أنك تريدين الأفضل لي، لكن أرجوكِ افهميني! كاوري صديقتي، وهي أم أيضًا، وأود مساعدتها... حتى لو لم أستطع إنقاذها من أيادي الموت، يمكنني على الأقل التخفيف عنها بهذه الأدوية!
تنفست آيامي الصعداء وفصلت نفسها عن ابنتها.
— افعلي ما يحلو لك، أنت جاحدة مثل والدك... إن كنت تظنين أنك تستطيعين خداعي بهرائك هذا، ففكري مليًا. أنا لست حمقاء!
بدون كلمة أخرى، غادرت السيّدة المطبخ.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top