21.1. الكوخ بجانب البحيرة
ديسمبر – ستٌ وعشرون عامًا قبل تأسيس قرية كونوها
1.
أرض النار – نطاق عشيرة سنجو
في طريقها إلى المستوصف، تحت أشجار القيقب المشتعلة، التقت فويومي بماكوتو قاصدًا ساحة التدريب.
— تبدين أفضل حالًا اليوم. أتحسّنت كاوري-ساما؟
عضّت النينجا الطبية على أناملها وهي تذكر الليلة قبل الماضية، عندما أخبرت صديقها عن خوفها من فقدان كاوري المريضة.
— لقد استدعاني بوتسوما-ساما هذا الصباح. يريدني أن أرافق كاوري إلى أرض الدوّامات.
— جديّا؟ أليس من الخطر عليها أن تسافر وهي مريضة؟
— أظنّ أنّ تغيير الجو سيفيدها. لديهم أطباء أكثر كفاءة هناك، ستكون بخير... أتمنى ذلك.
— بما أنه قرّر إرسالك معها فهذا يعني أنه يثق بمهاراتك، أنا فخور بكِ يا فويومي-ساما.
انفجرت ضاحكة وضربته على ذراعه.
— كُفَّ عن مناداتي هكذا!
— أنا جاد. يومًا ما ستصبحين نينجا طبية عظيمة! لم يسبق أن رأيت طموحًا مثلك.
— آه، يا ماكوتو... أنت لا تنفك عن مجاملتي.
— بل أنا أشجعك.
— أخبرني بوتسوما-ساما أنّه أرسل رسالة توصية إلى زعيم الأوزوماكي لكي أتدرب هناك...
— أترين؟ بوتسوما-ساما يبحث عن الفعالية قبل كل شيء، لم يكن ليفعل ذلك لو لم ير إمكانيتك على التفوق.
— لكنني تحت ضغط كبير! أخشى ألّا أرتقي إلى مستوى توقعاته، أنا لست أضاهي حتى نانامي-سنباي، لا أجرؤ على مقارنة نفسي بالأوزوماكي.
ضربها ماكوتو على ظهرها.
— بالطبع لست كذلك أيتها الغبية! أنت ذاهبة إلى هناك للتعلّم، لا للتفاخر، هيّا، هيّا إلى العمل!
لوّح لها بيده قبل أن ينضم إلى تلاميذه. وجدت فويومي نانامي في غرفة العلاج، تتفقّد أوعية الأعشاب الطبية وتدوّن الناقصة كمها على ورقة. بعد تحيّة ومناقشة وجيزة حول المناوبة السابقة – حيث تبادلتا التعليمات – تطرّقت الطبيبة ذات الشعر الفضي إلى موضوع رحلتها مع كاوري وخطاب توصية بوتسوما.
صاحت نانامي قائلة:
— هذه فرصة لا ينبغي لك تفويتها! ستكون تجربة ثرية، لذا استفيدي منها إلى أقصى حد. لا تترددي في حضور المحاضرات وطرح الأسئلة.
— سأبذل قصارى جهدي، لكن ذهني مشغول بـ كاوري. أصبحت أجد صعوبة في التركيز.
أخذت نانامي يد فويومي وقالت بنبرة لطيفة:
— إن سمحت لقلقك بأن يصيبك بالعجز، فلن تكوني ذا نفعٍ لـ كاوري. أخبري نفسك أنك تفعلين هذا من أجلها. عندما نصبح أطباء أفضل، سنكون أكثر فائدة لمرضانا.
أومأت فويومي برأسها.
— شكرًا لكِ، سنباي.
— على الرحب والسعة. سأذهب لجمع بعض الأعشاب الطبيّة لإتمام تحضيراتنا وبعض الخشخاش من أجل كاوري. أراك لاحقًا.
— حسنًا، أراك لاحقًا.
2.
أرض النار – الحدود بين عشيرتي أوتشيها وسنجو
أحبّت نانامي المشي خارج نطاق السنجو. الأيام التي تخرج فيها لجمع الأعشاب الطبية تنعش روحها. وبينما هي تتجول عبر المروج وحقول الأرز – بعيدًا عن الغابة الكثيفة – لفت انتباهها كل نبتة، وكل جرو، وكل فراشة، وكل نحلة، وكل عش نمل. سحرتها قطرات الندى المتلألئة تحت ضوء الشمس. بدت السماء الزرقاء المنقطة بالغيوم – التي تخفي وراءها شمسًا خجولًا وقوس ألوانٍ هائل – أكثر رحبة. وبدا الهواء الذي تخللته رائحة الأرض الرطبة أنقى.
بيدها سلة من الخيزران، انطلقت على طول الممرات نحو قمة جرف. لقد زارت هذه البقعة عدة مرات لقطف نوع من الخشخاش استخدمته لصنع مسكن قوي وفعّال للألم. وبمجرّد وصولها إلى هناك، اقتربت من الحافَّة وتأملت المنظر المنفتح أمامها. امتدت المساحات الخضراء إلى الأفق واختبأت بين كتل كثيفة من أشجار الصنوبر والسرو والصفصاف والزيتون أحياء أكثر العشائر إثارة للرعب والجدل في البلاد، الأوتشيها والسنجو. قريبة للغاية من بعضها البعض وبعيدة كل البعد. في الأسفل، تدفّق النهر الفائض بالمياه في هذا الفصل الشتوي، بمعدل مرتفع.
ودّت الشابة لو بقت في هذا المكان لساعات وساعات، تتأمل الطبيعة دون أن ملل أو كلل، لكن واجب العودة – لإعداد الدواء، والقيام بالأعمال المنزلية وإعداد وجبة المساء – ناداها. حملت سلتها، المملوءة بالأعشاب، ونزلت الجرف خطوة بخطوة، وإذا بقدمها تتعثّر على الأرض الموحلة وفي غضون وهلة – كافح فيها جسدها لاستعادة توازنه – سقطت في النهر. حاولت إبقاء رأسها فوق سطح الماء بحركات فوضوية بساقيها وذراعيها، لكن تيار الماء قادها إلى بحيرة حيث تشبّثت بأوراق شجرة صفصاف متدلية وهي تتقيأ السوائل التي ابتلعتها.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top