2.1. شينيا

1.

أرض النار – نطاق عشيرة ياماناكا

أمسكت هاناكو سوارها بالوسطى في محاولة يائسة لسحبه من تحت الحبل الذي يقيّد معصميها. لو فقط استطاعت استخراج الشفرة التي بداخله، لكن...

«سحقًا!» تمتمت تاركة جبهتها ترتطم بالأرضية الخشبية والدموع تملؤ عينيها. لا فائدة. حتى لو حرّرت معصميها، فذراعيها ورجليها مكبّلين أيضًا. يستحيل أن تفكّ قيودها دون أن يلاحظها أحد.

اقترب صدى خطوات، فتجمّدت مكانها، متظاهرةً بالإغماء.

— ماذا نفعل بتلك العاهرة، آنيكي؟ إن بعناها في تانزاكو، فسنجني ثروة لا محال.

— لا تفكّر في الأمر حتى أيها المغفّل! إنها مصدرٌ قيّم للمعلومات. ربما يكافئنا القائد لقبضنا عليها.

— القائد؟ أتمزح؟ أراهن أنه مغشي عليه في أحد بيوت الدعارة في حين كلانا عالق في هذا الجحر القذر مع عدوٍ يملك الشارينغان.

— احترس لكلامك! إن ظنّت أنها تخيفك، فسيجن جنونها مرةً أخرى. سئمتُ من تهدئتها!

— هوّن عليك يا صاح! لقد استنفدت التشاكرا خاصتها، لا أظنّها تستطيع القتال بعد الآن. ثم إنّ...

وعينيها نصف مفتوحتين، لمحت هاناكو أحدهما يمسك قضيبًا معدنيًا ذا نهاية مسطحة، غمسه في نيران الإيروري التي تدفئ الغرفة. لمعت عيناه ذات الأزرق الفيروزي بمكر ورسمت شفتاه ابتسامة ملتوية. أطبقت الشابة جفنيها وعضّت على لسانها.

— لا عليك... فلنلهو معها!

تنهّد رفيقه بملل:

— دعها وشأنها. إن فككت حبالها فستهرب.

— لا توجد ألف طريقة أخرى لجعلها تتكلّم.

— سيحاول شينجي قراءة عقلها. إن عرفنا المزيد عنها، فسنستطيع استخدام جسدها للتسلل إلى نطاق الأوتشيها.

ردّ الآخر بنبرة ساخرة:

— لن يستطيع ذلك ما دامت تستخدم ذلك الغنجوتسو اللعين. العاهرات أمثالها لا يفهمن سوى لغة العنف. سترى... سأجعلها تعترف حتى باسم والدتها.

— افعل ما شئت... ولكن ابقِ فمها مغلقًا. لا أحب سماع نحيب النساء.

— يا لك من ضعيف!

تردّد صوت خطواته البطيئة على الأرضية الخشبية في آذانها وهو يقترب منها، تناغمًا مع دقات قلبها المتسارعة. ارتجف جسدها والعرق يتصبب منه. عضّت على لسانها راجية الخلاص، هل من دعاء ينقذها من بين يديه؟

— معذرةً أيتها الشقيّة، سيترك هذا ندبات جميلة على جسدك الغالي... أرجو ألاّ تلوميني، فلم تتركي لي خيارًا آخر!

2.

أرض الدوامات – المحيط

فتحت هاناكو عينيها على مصراعيها ونهضت بفزع. مرّرت يديها المرتعشتان على ذراعيها، ثم تفقّدت ما حولها. في الظلام، أنار ضياء القمر المنبثق من النوافذ ملامح نوبارا الناعمة، وهي نائمة على السرير المجاور.

أخذت الأوتشيها نفسًا عميقًا وأبعدت خصلات شعرها الملتصقة بجبينها المتعرّق. أمسكت الواغاسا خاصتها وغادرت المقصورة. على الأقل حظيت ببضع ساعاتٍ من الراحة، وإن كان نومها مضطربًا بالكوابيس. حان دورها لتولي الحراسة وترك هيدياكي يرتاح. بمجرّد أن انجرفت أفكارها نحو زميلها، رصدته جالسًا في مقدمة السفينة وظهره إليها، وهو يحدّق في السماء المرصعة بالنجوم.

قال قبل أن يستدير:

— هاناكو؟

أصابها صوته بالقشعريرة. لم تتوقع أن يشعر بوجودها بهذه السرعة. بدا منغمسًا في التفكير وصوت الأمواج مرتفعٌ جدًا لأن يسمع خطواتها الحذرة. قطعت نصف المسافة بينهما وتوقفت أمام الصاري. هبّت الرياح بقوة، مالئة الأشرعة. بمثل هذه السرعة، سيصلون إلى وجهتهم في الصباح الباكر. رفعت صوتها قائلة:

— اذهب لتستريح! لا يزال لدينا من العمل الكثير.

تقدّم نحوها وبمجرد أن وصل إليها، لفّ ذراعه حول خصرها وضمّها إلى صدره. اكتسحت قشعريرة جسدها، وما أن شعرت بأصابعه على أردافها، حتى تراجعت إلى الوراء مضيّقة عينيها في استغراب.

— نمتِ جيّدًا؟

أجابت متلعثمة:

— قليلًا. رأيتُ كابوسًا... الكابوس عينه.

قال مازحًا:

— أوه، حقًا؟

أومأت برأسها. توقعت أن يسألها عن ذاك الكابوس الذي لم تخبره عنه قط، ففضول هيدياكي لا يقاوم؛ هو لا يخفق أبدًا في استخراج أدق التفاصيل من فمها. ومع ذلك، أدهشها الردّ الذي تلقّته منه أكثر من تصرّفه الغريب:

— ماذا لو... نمنا معًا؟ لن نشعر بالبرد... ولن تري المزيد من الكوابيس!

عكفت حاجباها لرمشة عين، ثم قالت مبتسمة:

— أودّ ذلك... لكن على أحدنا أن يتولّ الحراسة، لا يمكننا الاعتماد على نوبارا. لذا سأكتفي بعناق!

— آه! من دواعي سروري.

لفّ ذراعيه حول رقبتها وأسند ذقنه على رأسها، ثمّ سحب كوناي من تحت كمِّ قميصه موجهًا نصله الحاد إلى مؤخِّرة رقبتها ويداه ترتجفان.

دفعت هاناكو ساقها بين قدميه ووجّهت له ركلة بين فخذيه، فصرخ: لماذا؟ أدارت برجلها كاحله، جاعلة إياه يفقد توازنه، ثمّ قذفته. سقط على بطنه وارتطم فكّه بالأرضية. جلست الكونويتشي على ظهره وأمسكت بكلا معصميه، مديرة كتفيه للخلف. ارتخت يداه فألقى سلاحه على مضض.

تحوّلت قزحية عينيها إلى القرمزي وقالت:

— استغرقت وقتًا. أراهن أنك لم تقتل أحدًا في حياتك...

صرخ:

— لا تسخري مني! لا أصدق أنك كشفتني بهذه السرعة.

— لا تقلّل من شأن الأوتشيها يا فتى. من تخالني لأصدق مسرحيتك تلك؟

عضّ بقوة على أسنانه. ثقل هاناكو عليه ضاعف ألمه. نطق بصعوبة:

— كيف عرفتِ؟

— عرفتني قبل أن تراني، افترضت أنك شعرت بـ التشاكرا خاصتي. هيدياكي لا يملك مثل هذه القدرة.

أجاب مقهقهًا:

— أتستهزئين بي؟ لا يمكنك مهاجمة حبيبك لافتراض تافه كهذا.

ضحكت هاناكو بهدوء.

— هذا ظريف! أتعتقد حقًا أننا حبيبين؟

— فهمت... أخطأتُ الفهم.

— في الحقيقة... عندما رأيتك هذا الصباح، علمت فورًا أنني التقيت بك من قبل. لكن... لم أدرك حينها أين... لقد تغيّرت!

— أأنعشُ ذاكرتكِ؟

— كلاّ، لا داعي... كان ذلك عندما تسلّلتُ إلى جبال عشيرة ياماناكا. كنت أنت، صحيح؟ الشخص الذي ساعدني على الفِرَار...

— لم أنس يومًا وجهك، بالرغم من الحالة المزرية التي كنتِ فيها...

— لم أخبر أحدًا، أتعلم... بشأن هويتك. لم أعلم أنك تُكِنُّ لي الضغينة. كان يجدر بي أن أنبّه هيدياكي.

أطلق ضحكة مكبوحة.

— تتحدّثين كما لو كنا أصدقاء قدامى! لم أرغب قطّ في مساعدتكِ! أغويتني بدموع التماسيح تلك. أعي أنّ يامامارو تمادى كثيرًا بتشويهك... أشفقتُ عليك، هذا كل ما في الأمر. لكن لو عرفتُ هويتكِ حينها، لتركته يعذّبكِ حتى الممات!

صرصرت هاناكو بأسنانها. اخترق ألم حاد قلبها وتضببت رؤيتها.

— محزنٌ أن يتفوه صبي بكلماتٍ كهذه... هل كوني من الأوتشيها يُبيح تعذيبي واغتصابي؟

سقطت دمعتان على ظهر يدها التي انغرزت أظافرها في جلد هيدياكي.

— خيّبت ظنّي. خِلتُك طيّبًا... ليتني لم ألتق بك ثانية. على الأقل، كانت لي ذكرى حسنة عنك.

أجاب بأعلى صوته:

— منافقة! هذا ما أنتِ عليه. أأكون شخصًا صالحًا فقط إن ساعدتكِ؟ في حين كنتِ تتجسسين على عشيرتي لمصلحة أعدائها؟

ابتلعت هاناكو ريقها. ارتجفت شفتاها بحثًا عن إجابة، لكن الكلمات لم تأت. منافقة. أكانت منافقة؟ لم تعرف ما الذي يجب أن تفكِّر فيه أو لماذا أثّرت فيها هذه الكلمات لهذه الدرجة. خيبة ظن. هل أصيبت بالخيبة؟ لماذا قد تشعر بكذا مشاعر تجاه شخص يُفترض أن يكون عدوها؟

تعالى صدى دقات قلبها في أذنيها. وكأنّ التاريخ يعيد نفسه. تمامًا كما في السابق، مع تلك الشابة الشقراء... لو أنها لم تفسح المجال لمشاعرها، لما أخفقت في إنجاز مهمتها. الآن تحتّم عليها أن تقرّر في أي صف هي. فلن تستطيع الاستمرار في خداع الجميع، في عيش حياة ضبابية...

أغمضت عينيها واستنشقت بعمق. إنها أوتشيها هاناكو. سليلة أوتشيها هيكاكو، أحد أعظم القادة الذين عرفتهم عشيرتها. بصفتها كونويتشي، أقسمت أمام اللّوح الصخري المقدس أن تكرّس جسدها وروحها لمجد عشيرتها، لتشريف أسلافها، وهي فخورة بذلك.

— نحن... لا نقاتل في سبيل الغاية عينها! عشيرة أوتشيها... ستجلب النظام والسلام لهذا العالم الفوضوي!

ضحك عدوها باستهزاء.

— أوه، حقًا؟ تأثّرت! ربما كنتُ ساذجًا... لم أعرف شيئًا عن عشيرتك. خادمٌ يتيم يجلب الطعام للسجناء وينظف فضلاتهم... كل يوم، تدرّبت مع سيدي لأنضمّ إلى الجيش وأصبح فخرًا لعشيرتي. أنتِ دمّرتِ حياتي. بسببكِ... لأنني أشفقتُ على شيطانٍ مثلك! وتركتها تفلت... عشيرتي خسرت المعركة ضد الأوتشيها. فقدنا أراضينا. نعتوني بالخائن، وحاولوا قتلي. خسرتُ كل شيء بسببكم يا حفنة الشياطين! أيتها الوحوش البشرية!

ملأت المرارة فم الكونويتشي. في عالم كهذا، هذه الأمور حتمية. القسوة ترافق الشفقة، والخداع خليل السذاجة، الفوز والخسارة وجهان لعملة واحدة، لكن الاستماع إلى هذه الاعترافات أمر مزعج لا يطاق. ومع ذلك، عضّت لسانها وتركته يفرغ ما في جعبته.

— عشتُ هاربًا... نادرًا ما وجدتُ ما يكفي من الطعام لسدّ جوعي... لكني لم أفهم ما الضرر في مساعدة امرأة مسكينة. إلى أن استقبلتني عشيرة أخرى... حينها فهمت لما لم يشفق عليك يامامارو. لأنني رأيت بأم عيني أي وحوش أنتم! تستخدمون قوتكم لسلب الضعفاء أراضيهم، وإن احتجوا، تتسلّون بتعذيب أطفالهم واغتصاب نسائهم وحرقهم أحياء. عن أي سلام تتحدثين؟ في الحقيقة، سيكون هذا العالم أفضل حالًا دونكم أيها الحثالة... والمنافقين الآخرين... السنجو!

تخدّرت أطرافها وانقبض حلقها. آلمها قلبها. آلمها بطنها. لم ترد سماع ذلك.

صحيح أنها لم تشارك في معركة قطّ، لكنها تعرف ما تعنيه الحرب. مات العديد من زملائها. بعضهم على ساحة المعركة، وآخرون من جرّاءِ مضاعفات جروحهم. الأعداء يموتون أيضًا. تلك هي سُنّة الحرب... والحياة. شعار الجنود: اُقتل أو تُقتل. الجنود الأطفال ليسوا استثناءً. هي نفسها اغتالت جنودًا وقادة عندما تطلّبت مهامها ذلك، لكنها لم تقتل قطّ أشخاصًا مسالمين، غير مقاتلين... أو بغرض التسلي. على حد علمها، الأمر ينطبق على زملائها، كاتانا وأرايا. من الصعب أن تتخيّلهم يفعلون ذلك. لم يكونوا مثاليين، لكن معظم الجنود الذين تعرفهم آباءٌ صالحون. فلِمَ قد يلحقون هذا الضرر بعائلات ضعيفة مسالمة؟

قالت لنفسها: كلاّ! هو يكذب. إنه يشوّه الحقائق ليُبرّر ضغينته وفعلته! أوتو-ساما لا يحب الهدر، فلِمَ قد يموِّل حملةً ضد عشيرة ضعيفة لا تشكّل أي تهديد لنا؟ ثمّ إنّ... جيشنا يوفّر حمايته للعشائر الأخرى... أراضيهم تُعدّ حقّنا الشرعي!

ملأت رئتيها بالهواء مُنعشةً أفكارها. واصلت حوارها الداخلي، معزّزة قناعاتها: فقد أُنعِم على عشيرتها بالقوة والشارينغان من أجل حلّ النظام في هذا العالم الفوضوي. مهما بدت وسائلهم قذرة، فإنّ هدفهم يظل نبيلًا. الكونويتشي التي صارت عليها تعي ذلك جيدًا، أنّ توازن العالم قائمٌ على مبدئٍ بسيط هو: القوي يأكل الضعيف؛ ولهذا فهي لن تسمح لبشرٍ بأن ينعت إخوانها بالوحوش المتعطّشة للدماء.

— أنت لا تعرف شيئًا عنّا، لا شيء قطعًا... لذا اخرس! ما أنتَ سوى أحمقٍ يخال نفسه ذكيًا. حري بك أن تدرك ذلك... أنني أعرف تقنيات عشيرتك السرية! أنت حتى... لم تتكبّد عناء جعل لعبتك أكثر مصداقية، بل كشفت عن نفسك بنفسك! هيدياكي ما كان ليجرؤ على لمس مؤخرتي، أيها المنحرف! هو... أوتشيها محترم. لن أغفر لك أبدًا استغلال جسده بهذه الطريقة القذرة. والآن... انتهت اللعبة!

شدّدت قبضتها على معصمي القائد بإحدى يديها وسحبت باليد الأخرى خنجرًا من غمده المثبت بحزام حول فخذها. ما أن لامس النصل البارد رقبة الشاب حتى ابتلع ريقه وقال بنبرة ساخرة مرتعشة:

— بما أنك تعرفين تقنيات عشيرتي السرية، فلابدّ أنك تعلمين أنّ هذا سيقتل صديقك أيضًا. لا يبدو أنك تمانعين ذلك. أهذه هي طريقتكم كنينجا، أنتم الأوتشيها؟

غرزت هاناكو خنجرها قليلًا، فسالت قطرة دَمٍ من رقبة هيدياكي.

— لأصدقكِ القول... هذا أفضل ممّا توقّعت. لا تترددي في غرس هذا السكين في حلقه! في اللحظة المناسبة، سأعود سالمًا إلى جسدي وهو... حسنًا، هو سيموت! هذا أفضل انتقامٍ يمكنني الحصول عليه. قد تحاول الفتاة الأخرى قتلك للانتقام لشقيقها، ولكن في أفضل الأحوال، ستعدمك عشيرتك لقتل قائدكِ. أليست هذه سخرية القدر؟

أطلقت الشابة ضحكة خفيفة.

— شكرًا على التوضيح. كما قلت، أنتَ غبي يظن نفسه أذكى من الآخرين!

«ياماناكا لعين!»، كيف أقنعت نفسها أنه سيترك جسد هيدياكي إن جعلته يعتقد أنها مستعدة لقتله؟ هو حتمًا ليس بالغباء الذي تصورته... ليس من الحكمة التقليل من شأنه.

مسحت دَم هيدياكي بأصابعها وقامت بسلسلة من الأختام اليدوية، ثم فتحت راحة يدها على الأرض.

— تقنية الاستدعاء!

ظهر أمامها قط رمادي يتثاءب.

— كنت في منتصف حلم يعجّ بالسمك نيا، لِمَ عساكَ تزعجني في وقت كهذا، نيان؟

اتسعت عيني الهر المستديرتين من الذهول وصرخ:

— مهلًا، أنتِ هنا! بحق السمك ماذا تفعلين فوق هيدياكي-تشانيا؟

— سيطر أحد الياماناكا على جسد هيدياكي بتقنية تحويل الروح، وهو يتحكم فيه. أريدك أن تستخدم حاستك في الشم للعثور على جسد المستخدم. إنه في مكان ما على القارب. يجب أن نجده قبل أن تعود روحه إليه.

— ماذا نيا؟ هل تخالينني كلبًا، نيان؟ أنا لا أتلقى أوامرًا من البشر، نيان!

— ولكن... ألا ترغب في مساعدة هيدياكي؟

انفجر الشاب ضحكًا. رفع رأسه وحدّق في أعينها القرمزية.

— قط يتكلّم؟ استدعاء مثير للاهتمام، لكنه دون جدوى! بمجرّد أن ترخي دفاعك، سأعود إلى جسدي وأنهي أمركما.

— دائمًا ما تقلّل من شأن أعدائك، يا هذا! على أي حال، فات الأوان... لقد وقعت تحت تأثير الغنجوتسو خاصتي.

اتسعت حدقتاه في حَيْرَة ونظر حوله، انعكست ألسنة اللهب في عينيه الفيروزيتين. وجد الأشقر نفسه مستلقيًا على ظهره، وقد اختفت السماء المرصّعة بالنجوم فوقه، وكذا هاناكو والقط. وحيدًا في مكان مظلمٍ بلا حدود واضحة، محاطًا بالنيران وهي تقترب منه بسرعة متزايدة، غازية هذا البُعد بِرُمَّته. خائفًا ومذعورًا، هزّ يديه وقدميه في محاولة بائسة لحماية نفسه. صرخ بأعلى صوته عند رؤية جلده المخملي يتحول إلى أحمر قان. لم يشعر قطُّ في حياته بألمٍ نابض كهذا.

تمتم لنفسه: عليّ أن أتمالك نفسي... هذا محض غنجوتسو. إنه وهم! غير حقيقي! اهدأ يا شينيا، هدّئ من روعك. أغمض عينيه وركّز التشاكرا في جميع أنحاء جسده، محاولًا تحرير نفسه من الغنجوتسو.

خفّ الألم تدريجيًا إلى أن اختفى. تنفس الأشقر الصعداء. لكن بمجرد أن فتح عينيه، انفجر بكاءً. اجتاحته خيبة الأمل من منظر جسده المُتَفحِّم، فدخل في حالة اضطراب جنوني، وهو يبكي مثل طفل يبحث عن أمه وَسَط النيران التي استمرت في التهامه.

المعجم

الإيروري: موقد ياباني تقليدي يستخدم بشكل أساسي لتدفئة المنزل والطهي. يتكون من فُتْحَة مربعة في الأرض يعلوها خطاف تُعلَّق فيه أواني الطبخ.

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top