16.3. مشاعر هيدياكي
4.
تجوّلت هاناكو في قرية الأوتشيها، ومرارة الهزيمة في فمها. هل ستكون قادرة على الوفاء بوعدها لأساهي؟ ليست واثقة من ذلك. كل ما بوسعها فعله في الوقت الحالي هو إطعام أخويه، وإذا استلزم الأمر، قضاء الليل معهما. آكيرا لا يريدها في منزله. لقد خيبت أمله، نعم، لكنها – ولمرة في حياتها – لم تندم عن الإفصاح عمّا في خاطرها. الأمر مريح بشكل غريب.
طرقت باب البيت الذي وصفه لها الصبي: كوخٌ في حدود نطاق العشيرة، معزول عن بقية المساكن ببحيرة. دعتها فتاة صغيرة، ذات شعر أسود أشعث وأنف أحمر، إلى الداخل دون أن تنبس ببنت شفة.
— مرحبًا، لا بد أنك هانا.
أومأت الفتاة برأسها وهي تتبع زائرتها بفضول. بُعثرت الألعاب – بما فيها الدمى والشوريكن الخشبية – على التاتامي في غرفة المعيشة، حيث وُجِد طفل آخر يقفز بنشاط في الأرجاء، غير مبالٍ بوجود الغريبة.
— سورا!
اتسعت عينا الصبي وانفجر ضاحكًا. ركض نحو هاناكو وتشبث بساقها.
— كا-تشان!
— هذه ليست أمنا أيها الأحمق!
ضحكت هاناكو بلطف واحتضنت الصغير. امتلأت عيناها بالدموع في حين اخترق ألم ثاقب قلبها.
— لم تعد أمك بعد، لكنني هنا. لقد أحضرت لكما الكثير من الأشياء اللذيذة التي سنأكلها معًا!
سألها بصوت ضئيل:
— هل سنتناول الدانغو؟
— هممم... ليس لدي أي منها في سلتي، لكن يمكنني أن أشتري لك بعضًا منها إن أردت.
قال وهو يقفز لأعلى وأسفل:
— نعم، نعم!
— لكن ني-تشان لم يعد بعد. علينا أن ننتظره.
— أساهي لا يستطيع القدوم اليوم، لكن لا تقلقا بشأنه. هو من أرسلني ليقول لكما أن تأكلا كل شيء ولا تنتظراه.
— هل هو يتدرب ليصبح جنديًا؟ لقد أخبرني أنه عندما يصبح جنديًا، سيجلب لنا كل ما لذ وطاب.
أجبرت الكونويتشي نفسها على الابتسام.
— أجل، بالطبع!
يبدو أنّ الطفلين لم يفهما بعد ما معنى أن يصبح المرء جنديًا، لكن هاناكو لم تبذل أي جهد لشرح ذلك لهما. قدّمت لهما الوجبة التي أحضرتها وشاهدتهما يأكلان بشراهة.
خزّنت بقية الطعام – بما فيه الأرز والزيت والخضروات والبقوليات – في المطبخ. لم تجد المنزل في حالة سيئة، مما أثار دهشتها. الأفرشة موضوعة جانبًا، والأواني مغسولة، والثياب منشورة في الحديقة. أيًا كانت أم هؤلاء الأطفال، فهي تعوّل عليهم كثيرًا لتتركهم وحدهم.
بعد الوجبة، مشّطت الكونويتشي شعر هانا واستمعت إلى مغامراتها مع إخوتها وقصص دماها. فوجئت بعدها برؤية الفتاة تنظّف المائدة وتغسل الأطباق في حوض بجانب البحيرة. ففي سنها هذا، رغم أنها راشدة، ما زالت تعتمد على الخدم في غسل الأطباق حتى عندما تستمتع بالطبخ. وبقدر ما بدا الأمر طبيعيًا لها من قبل، فإنّ إدراكها أنّ هذه المهمة بسيطة بالنسبة لطفلة جعلها تحاسب نفسها.
— كم عمرك؟
نظرت هانا إلى أصابعها النحيفة، ثم أرتها للزائرة. قالت وهي تطوي إبهامها وخنصرها.
— خمسة وسورا ثلاثة!
قبّلت هاناكو جبهتها برفق. تمنّت البقاء في هذا المكان الدافئ رغم تواضعه. في منظر البحيرة سكينة لم تشعر بها في حديقة الزعيم الفاخرة.
خطرت فكرة في ذهنها: ماذا لو اختفت لبعض الوقت لإظهار غضبها ومواجهة آكيرا باحتمال فقدانها؟ على الرغم من لؤمه معها، إلّا أنّ والدها لا يستطيع الاستغناء عنها، فهو يعود إليها دائمًا، زهرته، ليذكّرها أنّ قسوته ليست إلّا تعبيرًا عن رغبته الصادقة في أن يجعل منها امرأة قوية لا تداس تحت الأقدام. وردة تهاجم أشواكها كل من يحاول قطفها.
— سأذهب لاشتراء بعض الدانغو لسورا ودواءً لك، عندما أعود، سنعد العشاء معًا، حسنًا؟
— حسنًا، هاناكو ني-تشان.
سارت الكونويتشي إلى الجانب الآخر من قرية الأوتشيها، حيث تجمّعت المساكن. عندما غادرت المستوصف، لمحت هيدياكي عند باب ماكي. لوّحت صديقتها مودعةً الشاب الذي ابتسم لها قبل أن يغادر.
عضّت هاناكو شفتها وعصرت قبضتيها. كما لو أنّ الألم الذي ألحقه والدها بها لم يكف، ها هو ابن عمّها يذكّرها بأنه يستغلها لتحقيق مآربه. أسرعت نحو متجر الحلويات عندما ناداها صوته الخشن.
— هاناكو، مهلًا!
توقّفت منتصف الطريق واستدارت له. امتدت شفتاه كاشفة عن أسنانه العاجية.
— هل جئتِ لزيارتي؟ أخبرتني هيكاري-سان أنك أتيت قبل يومين.
أجابت بنبرة جافة:
— بل جئت لأشتري بعض الدانغو.
— هل ترغبين في أن نتناولها معًا؟ لقد... اشتقت إليك.
أدار وجهه نحو منزله، مقابل المحل، واستطاعت هاناكو أن ترى احمرار وجنتيه على بشرته الشاحبة، والدال على استحيائه.
— ليست لي... لقد وعدت أحدهم بأن أشتريها له. سأتركك يا هيدياكي، اعتني بنفسك.
— مهلًا!
دون أن تنتظر ردّه، اختفت هاناكو داخل المتجر. إنّها غاضبة، بإمكانه الشعور بذلك في توتر الجو، ومن المستحيل أن يتركها تذهب دون أن يعرف ما الذي يضايقها ويحاول إبهاجها! لذا انتظر حتى ظهرت ثانية.
— أيمكنني مرافقتكِ؟
— توقف عن ملاحقتي يا هيدياكي، أنا في مزاج سيء اليوم ولا أشعر برغبة في الحديث معك.
— ماذا حدث؟
أبقت الكونويتشي على صمتها وواصلت مسيرها إلى البحيرة. نظر هيدياكي حولهما فلمح الكوخ.
— ماذا تفعلين هنا؟
أطلقت هاناكو تنهيدة يأس وتوقفت عن المشي. أخبرت ابن عمها عما حدث هذا الصباح، وعن نقاشها الحاد مع والدها ولقائها بأساهي وأخته وأخيه.
— فهمت... لن يغير الزعيم رأيه حتى إن طلبتُ منه ذلك، لكن يمكنني مساعدتك في الاعتناء بهم.
— لم أطلب منك شيئًا، سأتدبر أمري.
مصمّمًا على تحسين مزاجها العكر، أمسك الشاب حبيبته من خصرها وألصق جبهتيهما. جفلت من ملمس أنفاسه الدافئة على وجهها ومن عينيه المتلألئتين. تملّكتها الرغبة في تقبيله، ولكن ما أن قرّب شفتيه من شفتيها، أشاحت بوجهها.
ابتلع هيدياكي ريقه. هذه هي المرة الأولى التي يأخذ فيها زمام المبادرة، وها هو ذا يندم على ذلك. أرخى قبضته على خصرها متلعثمًا:
— آسف... أعدك أنني لن ألمسك ما دمتِ لا تريدين ذلك. أرغب فقط في قضاء بعض الوقت معك، أنا أفتقدك!
— كان بإمكانك أن تأتي لزيارتي، يبدو أنّك لا تمانع الذهاب لرؤية ماكي في بيتها!
— ماذا؟
رفعت هاناكو يدها، لكن قبل أن تطرق الباب، أمسك هيدياكي بمعصمها.
— ليس الأمر كما تظنين.
— أنا أصدق ما أراه وأسمعه.
— نعم، لقد قابلت ماكي اليوم ودعتني إلى بيتها ولكن...
— لقد أخبرتني بأنك كنت تتقرب منها... بعد عودتنا من أرض الدوّامات. إنها معجبة بك... وكانت واثقة أنّك تبادلها ذاك الشعور. ماكي لا تكذب، أنا أعرفها. وأعلم أنني... رفضتُ عرضك، أنا أتفهم حاجتك للمضي قدما، لم تكن سعيدًا بقرار أبي، وأنا لا ألومك، أعتقد أنّ ماكي مثالية لك، ولكن... عليك أن تكون صادقًا معي، ومع نفسك ومعها.
— سأكون صادقًا معكِ إن أعطيتني فرصة لأشرح لك.
— حسنًا...
طرقت الشابة على الباب ففتحت لها هانا. ركض سورا نحوها وقفز على ساقها. وببهجة، رافقتهما هاناكو إلى غرفة المعيشة وأعطت عصا دانغو لكل منهما. سألت الفتاة الصغيرة:
— أو-تشان، هل أنت جندي؟ هل يمكنك نفث النار أيضًا؟
سأل هيدياكي ابنة عمه بعينيه.
— نعم، إنه جندي قوي جدًا.
— وهل يمكنه الطبخ مثل أساهي ني-تشان؟
ضحكت هاناكو.
— ما رأيك أن تتذوقي طبخه وتعطيه رأيك؟ هل تمانعين اللعب مع سورا-تشان بينما أساعد العم هيدياكي في إعداد العشاء؟
أومأت هانا برأسها مبتسمة.
غسل هيدياكي الطماطم والخيار والجزر والملفوف، ثمّ قطّعها إلى قطع صغيرة في وعاء، وتبّلها ببذور السمسم وملعقة من زيت فول الصويا.
— أنا أستمع يا هيدياكي.
شطفت هاناكو كمية من الأرز وصبتها في وعاء به كمية كافية من الماء ثمّ علّقته على نار الإيروري التي أشعلتها مسبقًا باستخدام تقنية كاتون.
— لم أتقرّب من ماكي بغية الزواج منها أو أي شيء من هذا القبيل. حدث ذلك بعد أن عدنا، عانيت من الأرق... اللفافة، كاتانا، أنتِ... لم أستطع التوقف عن التفكير في كل ذلك ولم أرغب في الشرب ثانية، عادةً ما يساعدني الساكي على النوم، لكنني أقلعت عنه منذ أكثر من شهر. على أي حال... أنا أبذل قصارى جهدي.
اتكأت على الطاولة أمامه.
— ثمّ اشتكيت لها همومك!
— لم أفعل... ذهبت إلى المستوصف لأبحث عن دواء يساعدني على الاسترخاء والنوم، وكانت هناك. تحدثنا قليلًا وأخبرتها أن تتوقف عن مناداتي هيدياكي-ساما... أفترض أنها فسرت ذلك على أنني مهتم بها. لا أعرف... ما كان علي أن أتحدث معها. أنا ألوم نفسي على إعطائها أملًا زائفًا. لكنها تعلم بشأننا، لذا...
— أعتقد أنها تحبك منذ وقت طويل.
— ربما يا هاناكو، لكن صدقيني أنا لم أحب أحدًا غيرك، أحلم بالزواج بكِ منذ أن كنّا أطفالًا...
كتمت هاناكو ضحكة.
— لنفترض... أنني لم أقبلكِ بعد عودتنا وأنّ أبي لم يقرّر تزويجنا، أما كنت لـ...؟
قاطعها بحزم:
— لا!
— ولِمَ لا؟ ما الذي يجعلني أفضل منها؟ إنها طيبة، ولطيفة، وجميلة، وذكية، وأنثوية... أوه، إنها عذراء، أتعلم؟ وليست لديها ندوب قبيحة. جسدها مثالي يصرخ بالخصوبة. هي لم تستخدمه أبدًا لإغواء الرجال ثمّ قتلهم، إنّها غير قادرة على إيذاء نملة!
وضع هيدياكي يديه على رقبته وأطلق تنهيدة عالية.
— توقفي، أنت تثيرين أعصابي.
— إنها الحقيقة، لماذا انزعجت؟ أنا لم أعد تلك الطفلة البريئة. قلتَ أنّك ستكون صادقًا معي، إذن كن صادقًا يا هيدياكي! لماذا...
— لقد قتلت أخاها.
اتسعت عينا هاناكو من الدهشة. شقيق ماكي كان صديق هيدياكي الحميم، كيف استطاع أن يقتله؟ أهي مخطئة بشأن ابن عمها؟ أليس طيبًا كما تظنه؟ أوالدها على حق؟ هل بإمكان ابن عمها أن يستغلها هي وإخوتها، تمامًا كما استغل صديقه، لتحقيق مآربه؟
جثم الشاب على الأرض ومسح عينيه الدامعتين.
— إذن... المانغكيو شارينغان خاصتك...
— نعم.
جلست أمامه وأخذت وجهه بين يديها. احتقن بياض عينيه بالدم. هذه أول مرة تراه يبكي بحرقة. لا يمكن لشيء أن يجعلها تشك في صدق دموعه بعد الآن.
— ماذا حدث؟
— لقد ألقى السنجو القبض عليه، لكنه تمكن من الهرب. بدا لي الأمر مريبًا، فراقبته... واكتشفت أنّ هاما قد وضعته تحت تأثير غنجوتسو وأطلقت سراحه ليتجسس علينا. تبعته إلى مكان اجتماعه بها وهناك نشب شجار بيننا. أردت إيقافه وتحريره من الغنجوتسو، لذا حاولت إيذاءه، لكن بسببها... ضربتي كانت قاتلة.
انهار هيدياكي باكيًا وكل شبر من جسده يرتجف. أخذته هاناكو بين ذراعيها ودفنت رأسها في عنقه. بقيا كذلك لعدة دقائق، حتى استعاد هدوءه.
— إيقاظ المانغكيو شارينغان أمر لا يطاق... بدأت في الشرب بسبب ذلك. كانت الثمالة تنسيني الغضب الذي شعرت به تجاه نفسي وهاما والسنجو. مقتتهم، ولكن كلما قتلتهم كلما زاد الألم، لذلك شربت أكثر وكرهت نفسي أكثر.
— ماكي لا تعرف...
هز رأسه نافيًا.
— فقط أمي، نوبارا وتاجيما يعلمون. عندما أحضرت جثته، أخبرتها أنّنا تعرضنا لهجوم من قبل السنجو وأنه مات وهو يقاتلهم.
— كان الأمر مؤلمًا لها أيضًا، لكنها تمالكت نفسها.
— أعرف... أردت التكفير عن خطئي، لذا حاولت ملء الفراغ الذي خلقته في حياتها. لقد ساعدني ذلك على التغلب على شعوري بالذنب، كان بمثابة بديل للكحول، لكنني جعلت الأمور أسوأ. ما كانت ماكي لتقبل مساعدتي على أي حال، إنها فخورة للغاية...
— لقد أحبتك لهذا السبب على ما أعتقد.
— إنها لا تحبني، بل تقدّسني... إنها تعتقد أنني أفعل ذلك بدافع الطيبة لأنها لا تعرفني على حقيقتي وهذا لا يطاق، لن أستطيع أبدًا أن أكون على طبيعتي معها، لا يمكنني النظر في عينيها مباشرة. عندما أراها تعمل بجد لرعاية والدتها والأيتام الآخرين، أشعر بالخجل. لا أستطيع أن أجرح كبرياءها. لا أستطيع حتى أن أخبرها أنني أردت مساعدتها فقط لأنني آسف لأنني قتلت أخاها. ماذا تريدينني أن أقول لها؟ أنني لا أحبها وأنني شعرت بالشفقة عليها؟ حتى لو لم أكن معك، لن أستطيع أن أكون معها.
— أنا آسفة يا هيدياكي، لقد كان تصرفًا طفوليًا مني أن أحكم عليك وأقفز إلى الاستنتاجات. أنا... لقد شعرت بالغيرة. أشكرك على مصارحتي، هذا يعني لي الكثير.
— لا بأس، لقد تصرّفت بغباء بدافع الغيرة أيضًا. لقد أفادني التحدث معك عن ذلك.
وقف هيدياكي وساعد حبيبته على النهوض. لفت ذراعيها حول عنقه وقبلت خده.
— إنه لأمر ظريف أن أراك غيورًا، أود أن أعرف ما الذي فعلته!
— ليس ظريفًا على الإطلاق، صدقيني. سأخبرك لاحقًا.
***
تناول هاناكو وهيدياكي العشاء مع الطفلين على الكوتاتسو في غرفة المعيشة. بعد الوجبة، ساعدوهما على الاغتسال قبل أن يستقرا في فراشهما. تمنى لهما النينجا ليلة سعيدة وعادا إلى المطبخ حيث غسل الشاب الأطباق في حين أعدّت رفيقته الفطور.
سألته مترددةً:
— لقد اتخذت موقفًا من والدي، هل يمكنني قضاء الليلة في منزلك؟
مسح هيدياكي يديه وربّت على خدها.
— بالطبع، مرحبٌ بكِ دائمًا. ستسعد أمي برؤيتك، وهناك الكثير لأحدّثك عنه.
— صحيح، أنت لم تخبرني بعد عمّا فعلته بدافع الغيرة.
كتم الاستراتيجي ضحكة.
— تعرفين ذلك بالفعل.
— أود سماع القصة كاملة منك.
— حسنًا، كما تشائين! هناك أشياء أود أن أريك إياها أيضًا.
— هممم... وتريد تقبيلي أيضًا! سأسمح لك بذلك إن أخبرتني بالحماقة التي ارتكبتها.
ضحك العاشقان في تناغم.
— سيكون من الرائع لو كانت حياتنا الزوجية هكذا، أليس كذلك؟ أنا وأنتِ وأطفالنا...
أغلقت هاناكو علبتي الغداء ونظرت إلى ابن عمها. ابتسامة حزينة غطت ملامحه.
— هيدياكي، أنا أريد ذلك، لكن... لقد تحدثنا عن ذلك.
— أعلم، أعلم... يمكننا تبني هاذين إن لم تعد أمهما. ما رأيكِ؟
عانقته بقوة وتركت بعض الدموع تنهمر، ومعها، غمرت روحها الطمأنينة. ربما هذا هو ما يسمونه الحب. هذا الشعور بالاحتواء. بهجة التواجد رفقة شخص ما. الرغبة في تضميد جراحه والتخفيف من آلامه. صوت في رأسها – يشبه صوت والدها – صرخ فيها بأنّ هذا لا يبشّر بالخير، وأنّ عليها أن تقتل هذا الشعور في مهده، قبل أن يجعلها عرضة للخطر الذي يمثّله هيدياكي على عشيرتهم. لكن آكيرا أغضبها، وهذه الليلة قرّرت، كما في ذلك اليوم منذ أكثر من عامين في أرض الدوامات، أن تتجاهل أوامره وتنصت لقلبها.
— فلنذهب.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top