-الفصل العاشر-
ازحت حمل الزِّفاف عن عاتقي وتوجهت لجناح الملكة ازُفُّ لها الخبر، مُنْهَكٌ للغاية اضطررت لخوض الطريق مرّتان، كان من المفترض أن أصل بوقتٍ أبكر
طرقت الباب بخفت حتى أذنت لي بالدخول "عزيزي عُدت! لمَ تأخرت؟ لقد قلقت" اخذت تمسح على وجهي وشعري، أمسكتُ يدها أُقبّلها "كُلَّ شيءٍ على ما يُرام، لقد عَدِل هنري عن قراره، الزِّفاف سيُقام بموعده"
السعادة جليّة على مُحيّاها، هي لا تُصِرّ على هذا الزواج فقط من أجل المملكة، هي تُحبّ إيلينا وترى أنَها المناسبة لي
"حقًّا! كيف؟ هو صعبُ المِراس لقد كنتُ فاقِدَةً للأمل حتّى أنني استدعيتُ جونغ إن لتتفقا فيما بينكما على استراتيجيّة الدّفاع"
جونغ إن! مرّت مُدّة...لقد اشتقت لهذا الشقيّ
"لقد حاولت إيلينا الانتحار..."
"ماذا! غيرُ ممكن إيلينا إمرأة عاقِلَة"!
Flash back
بعد أن نِلت كفايتي من الطعام ووضعت الازهار في الجيب الجلديّ إذ بي اسمع أحدهم ينادي بإسمي من خلفي "جلالة الملك بيكهيون توقف رجاءً" نظرتُ خلفي وقد كان أحد فرسان مملكة ليون هذا ما نبأني به الشّعار على صدره
نزل من على ظهر حصانه، انحنى لي ثم طفق يتكلم "جلالتك لقد حاولت الأميرة إيلينا الانتحار، الملك يطلب حضورك في الحال"
ما اسعفتني الصدمة من تحليل ما يقول امتطيت حصاني سريعاً وتوجهت إلى حيثُ غادرت قبل برهة من الزّمن وتركت الفارس خلفي يجاهد ليلحقني
حلما دلفت للقصر استبشرت وجوههم وكأنّهم رأوا اليسوع
هرع هنري إلى حيث أقف "بيكهيون لقد حاولت الانتحار..إيلينا..لو حدث لها مكروه ما كُنتُ لأسامح نفسي..هي ابنتي الوحيدة" لعثماتٌ عديدة ولا مزاج لي لأُعطيها ذرّة من الاهتمام
صعدت إلى حيث يقبع جناحها، رأتني والدتها أثناء خروجها "رجاءً بيكهيون تحدّث معها وطمأنها" أومئت لها وتركتها تمسح دموعها، كانت ستحتضنني لكنني دخلت الجناح سريعاً، زوجها بالأسفل فلتُفرغ دموعها ونياحها بأحضانه، لستُ بمُراعٍ جيّد لعاطفة النّساء الجيّاشة
الصّمت يُغلّف الغرفة، كانت تستلقي على سريرها وتنظر للسقف دون حراك
جلست على الكرسي بجانب سريرها، حالما وقع بصرها عليّ انذرت عينيها بأنها على وشك البُكاء
بصوتٍ ضعيف نبست "بيكهيون أتيت! لن أسمح له بتفرقتنا، بسبب مشعوذة غبيّة"
ما دخلُ الشعوذه بالزّفاف؟ وأي مشعوذة تقصد؟ جيّد سأحصل على تساؤلاتي منكِ إيلينا
امسكت يدّها اربّت عليها واتحرّى مكان الجرح على معصمها لكنّه ما كان موجود، ولا أثر للحبل على عنقها...يديها كالثّلج إضافةً لشعرها الرّطب... هل حاولت الانتحار غَرَقاً؟! تلك المتهوّرة!
"لا تفعلي ذلك مُجدّداً وإّلا أنا من سأتركك، أنا جادٌّ بهذا إيلينا"
"لن أفعل...طالما نحنُ معاً" ابتسمت أطمئنها، وشرعت أستلّ منها أجوبة تساؤلاتي
"لمَ ألغى والدك الزِّفاف؟"
ابتلعت ريقها واردفت "لقد جاءتهُ إحدى المُشعوذات وطلبت منهُ البقاء معه على انفراد، وقفت خارجاً اتنصت من خلف الباب.." صمتت تمسح دموعها "ادّعت أن عائلة بيون ملعونة، مستقبلي وإيّاك معاً لا يسُر ولا يصبُّ في صالحي أو صالح المملكة، لا أعلم ماذا فعلت بالداخل لكنّه اقتنع، لا زلت اذكر تعابيره الهلعة ذلك اليوم، كيف اقنعته بتلك السرعة أنا لا اعلم!"
ذلك الخَرِف أحياناً أتساءل كم بقي في اليقطينة التي ينتعها بين كتفيه من تعقُّل، أيُلغي زِفافاً مخطط له منذُ سنين وعلاقة مملكتين ضربت بالجذور لأجل مشعوذة، هل هذا من سيُصبح حمايّ؟ يا للعار
مملكتنا لا تملك أي عداوة مع السحرة والمشعوذين بالعكس، الكثير من رعايا المملكة يترددون لأماكنهم المتعارف عليها بانتظام، هم وإن استحقروهم علناً لا يستغنون عن خدماتهم...بالضبط منافقون
"ما اسمها؟" هذا أوّل ما جال في عقلي، سأعرفها عاجلاً أم آجِلاً و حقّاً لن تسلم منّي...هي ستلعن الشعوذة التي مارستها ضدّي وستتخذ الرّهبانيّة حياةً لها بفضلي
"لا اعلم، لكنّها ليست من مملكتنا أنا مُتأكدةٌ من هذا"
أنا لن أسألكِ إيلينا كيف علمتي أو هل تتعاملين مع المشعوذين..فقط لأنّ وضعك حالياً لا يسمح بذلك سأعفو
"جيّدٌ أنَّكِ بخير، يجب أن اعود الملكة ستقلق إن تأخرت"
أومئَتْ سريعاً وقبل أن انهض هي فعلت وقبّلت خدّي، من الغريب أنّها كسرت الحواجز التي بيننا بهذه السرعة واصبحت تقترب منّي بسهولة،
لستُ بمعترض هي ستصبح زوجتي وانا اود ان اعيش حياة زوجيّة طبيعية لن اسايرها واعاملها بالحسنى إن هي كرهتني ورفضت الانصياع لي بحجة اعتراضها على هذا الزواج المخطط ورغبتها بواحدٍ حقيقي كما في القصص الخياليّة
من المريح أنّها واقعة في حبّي لحدٍّ خطير...لحد جعلها تُقدم على الانتحار... لو كُنتُ فتاة لفعلت المثل ~
توجهت للأسفل اشحذ هنري بنظرات الانتصار، سأتلاعب به قليلاً ليدرك أنّه ليس بيكهيون ومملكته من تحتاجك بل العكس
تقدم نحوي سريعاً وحطّ يداه على كتفيّ "بيكهيون نحن لن نلغي الزِّفاف، سيُقام بموعده إنّه خطأي لقد تسرعت" هممم جيّد لكن حاول قليلاً بعد
عقدت ذراعاي لصدري واردفت ببرود "من قال أننا لن نلغيه، لقد اعلمت القصر مُسبقاً بهذا القرار!"
خرّت ملامح وجهه "لا بيكهيون ارجوك إيلينا ستغضب منّي كثيراً، بعدما حصل أنا لا يمكنني التنبؤ بردود أفعالها"
رفعت حاجبي وابتسمت "الآن ادركت أنّ ردود أفعالها لا يمكن التنبّؤ بها؟ مؤسف أنّك لا تستطيع التنبّؤ بأفعالي، اما وقد كُنتُ موافقاً على هذا الزواج فإنني الآن ألغيه"
تدخلت الملكة لإقناعي ودموعها وجدت طريقها إلى خدّيها، هي لن تنجح باستعطافي أبداً مهما حاولت
"بيكهيون أرجوك، راعي قلب أُمٍّ وبيل الهمّ والقلق على فلذة كبدها الوحيدة، إنْ كان هنالك ما بالإمكان فعله لتعويضك عن ما بدر من هنري فأنا مستعده لفعله"
"لا دعيه، انا من سيتكفّل بهذا إنّه خطأي من البداية"
هذا يكفي لقد ارضى غروري ورمّم كبريائي الذي خدشه ذاك الكهل
وجهت سبابتي نحوه، ضارباً بكل الرسميات والاحترام عرض الحائط "موافق، من أجل إيلينا فقط، اما التعويض فسنناقشه في وقته، لا تحسبنّ أنني سأنسى ما حصل واتغاضى عنه"
END FLASH BACK
أخبرتُ والدتي بقشرة الموضوع و أخفيتُ عنها اللُّب، سكنت لوهله حتى أردفت "كانت لحظة تهور هي لن تُعاودها، المهم الآن أنّ الزِّفاف سيُقام في الموعد المُحدّد"
قالت تُحاول إقناعي بأن إيلينا مناسبةٌ لي قد تظُنّ أن محاولتها للانتحار ستحُطّ من قدرها وتشوّه صورتها المثالية في عيني لكن لا داعي أساساً لقد اعجبني الامر...
"أنا متعب سأذهب لارتاح، وقبل أن تسألي نعم لقد تناولتُ الطّعامَ مُسبقاً"
ابتسمت تُرّبت على كتفي"اذهب لرؤية جونغ إن، لقد بحث عنك حالما وصل، اشتاق لك حتّى لو لم يُفصح عن ذلك" قهقهت نهاية حديثها
"في جناحه هو؟" أومئت لي "رائع سأفسد متعته لا بُدّ وأنه يستفرد بإحدى الجواري الآن "
مررتُ بجناحي أضع زهور السوسنة في إحدى المزهريات هناك حتى آمُرهم بزراعتها لاحقاً، اتجهت لجناح جونغ إن ودون أن اطرق دخلت، على أيّ حال، هو معتادٌ على هذا
حالما دلفت الجناح إذ بهيز تتوسط ذراعيه عرفتها بسهولة أنا لا يمكن أن أخطئها هي هيز واحدة وليس لها مثيل...أنا احفظها
هو ملتصق بها والرَّبُ يعلم ما كانوا سيفعلون إن لم أقاطعهم "ما الذي يحصل هنا؟"
التفت جونغ إن إلي وصاح بي "بيكهيون لقد أُغميَ عليها"
كنت غاضباً لوضعيتهم تلك ولم انتبه على هيز التي ارتخى جسدها على وشك السقوط الذي حالت ذراعا جونغ إن دون حدوثه
أسرعت نحوهما أبعده عنها وحملتها أضعها على سريره
كم كرهت هذا..رؤيتها تنعم بالراحة والدفئ في سريره وبين اغطيته لهو مشهدٌ غيرُ محبّب لي، هي لم تفعل ذلك من قبل في سريري، لم تكن علاقتنا قد وصلت لذلك الحدّ بعد
اردفت بنبرة هادئة أخفي بها الغضب المستعرّ في داخلي "ماذا فعلت لها جونغ إن؟"
اجابني بضياع "لم أفعل شيء أقسم، هي فجأة توقفت عن الحديث ثم رأيت أنت باقي ما حصل"
لم أهدئ ولو لقيد انملة "أساساً هي ماذا تفعل هُنا؟"
"بيكهيون جاريةٌ هي، أنت تعلم لمَ هي هُنا لا تتدّعي البراءة التي لم تألفها يوماً يا ابن خالتي "
ذلك العاهر لا يتغير...
"اذهب واجلب المسؤولة عن الجواري "
تخصّر واجابني "ولم لاتفعل أنت؟"
"لأنّني الملك، إضافةً إلى أنّها في جناحك إذن أنت المسؤول عنها " لا أصدق أنني اتشافه وإيّاه كالأطفال، انا أمسك نفسي بصعوبة حتى لا الكمه
"اقنعتني وفقط لأنني اقتنعت ولأنني قلق على صحّة هيز الفاتنة سأذهب"
"جونغ إن اذهب سريعاً وإلا فإن قبضتي من ستوصلك"
ابتسم بسخرية وخرج من الجناح، انا بالفعل تغاضيت عن الكثير ابتداءً من نبرته التي استخدمها وإيّاي حالما دخلت انتهاءً بأسلوبه الوقح قبل قليل، في المرة القادمة لن أُراعي صلة الدم بيننا، سأضربه حتى يخرج منه ذلك الدّم الذي يصلنا
ثم ماذا؟ هيز الفاتنة؟ انا بالفعل تأخرت لقد تعارفا مسبقاً اتساءل إلى أي مدى وصلت احاديثهم؟ هي كيف تسمح له بالاقتراب منها بهذا الشكل؟ ما هذه هيز التي اعرفها
في السابق كنت اجلس بجانب إيلينا والآن هيز، كلتاهما يُحبّانني، تُرى من تزيد على الأخرى؟
إيلينا كادت تضحّي بحياتها من أجلي ماذا قد تفعل هيز؟
امسكتُ يدها انفخ عليها كما اعتدت ان افعل في الماضي، أيّام كِلفنا الجميلة، اشتقت لقربنا هذا، أنا لا أحبها كنت أفعل فيما مضى لكنّها مشاعر فتوّة عبثية زائلة، مع ذلك اشتاق قُربها، حضنها، احاديثنا والنظر إلى عينيها، ماذا قد أُسمي هذا؟
رُبّما ما لَمْلَم حُبّيِ المدثور بقاياه وهذه أثاره كما أثار بعد الثّمالة تصاحبك وتفتك برأسك ورُشدك، لكنّها تزول كذا هذه الاحاسيس الغريبة...ستزول
اذكر عندما صفعتها، هي هُنا بسببي ...لقد استحقت ذلك، كنتُ غاضباً بما فيه الكفاية وبمشاكساتها تلك كأنّما تزُجُّ في النّيرانِ حَطَباً
وجهها شاحبٌ مُصفَرّ، ظننتها جاءت لتلعب وتلهو هنا، تضايقني بين الفينة والأخرى لكنّها جادّةٌ في عملها وتؤديه على أكمل وجه، هذي هي هيز التي اعرفها
أنا افعل هذا...أراقبها دون درايةٍ منها، اراها كيف تتشكى وتتذمر، تسُبُّ ماري وتُعاند الأُخريات
كانت تنزل للحديقة تلصّصاً لتقرأ إحدى الكتب، ولكنها ما عادت تفعل...على ذكر الكتب..هي لم تسأل عن الكتاب الذي اهديتها إيّاه وغفلت عنه في حديقة قصر ليون..هي فقط اكتفت بسؤال هنري وهو وعدها لكنّه ما أوفى... هذا مُزعِج
رفعت الغطاء لأعلى حتى يُغطّي عنقها بالكامل..هو مُغرٍ وأنا لا اثق بجونغ إن...لستُ مُرتاحاً لبقائها هُنا في جناحه لكن ما باليد حيلة، أنا لا يحق لي أن انهاها عن ذلك، وحتّى إن فعلت ذلك سيجلب الشّك، وجونغ إن رجُلٌ لمّاح
الا استطيع اخذها معي لجناحي حتى تستفيق؟ على الأقل إن حاول جونغ إن الاقتراب منها ستكون قادرة على ردعه، رُبّما هي لن تردعه! جونغ إن وسيم ليس أوسم مني بالطبع، وذو جسدٍ قوي مُجدّداً ليس أقوى منّي، إنّي وإن كُنت أقصر منّه إلّا أن نزالاتنا سويّا تشهَدُ على هذا، رُبّما تُعجب به؟
لا اهتم ~
دخل جونغ إن ومسؤولة الجواري فاستقمت على الفور، انحنت لي وحمحمت تطردنا بشكلٍ غير مُباشر، إمّا أنّه يُعاني بُطئاً في الاستيعاب أو أنّه يفكّر بشكلٍ قذر حالياً وحسب معرفتي به أنا أُرجّح الخيار الثاني
لا تحلم بهذا في وجودي...شددت على ذراعه أجُرّهُ معي للخارج، من الجيّد أن مسؤولات الجواري في القصر مؤهلاتٌ لمثل هذه الامور، مُنذ عهد أجدادي يتم التشديد على صحّة الجاريات، لأننا من سيتضرر منهنّ بشكل مُباشر، وفي نادر الأحيان يُفضّل الأمير أو الملك إحدى الجواري فيحرص على سلامتها لتكون متوفّرة لمتعته وقتما شاء، لا يُثنيها مرضٌ أو عِلل
"إذاً ستتزوج أخيراً؟" قاطع جونغ إن تفكيري الداخليّ، كان مستنداً على الحائط الذي يوازي الباب
"نعم..تشجّع وافعلها أنت أيضاً"
ضحك وكأنما ألقيتُ إحدى الدُّعابات "أتزوج؟ بيكهيون وكأنك لا تعرفني! أنا والزوّاج لن نتفق يوماً، أُفضل حياتي كما هي"
"ستُضطر لفعل هذا يوماً ما، سواء اتفقتم أم لا"
"تقصد حينما أُنصّب مَلِكاً؟ آه لا تذكرني يا رجل أنا امقتُ كوني وليّاً للعهد بسبب هذا!"
"لمَ التشاؤم يمكنك الحفاظ على الجواري والاستمتاع متى ما اردت، انطر للناحية الإيجابية"
ربّت على كتفيّ بقوّة واتسعا شدقيه "هذا بيكهيون العاهر الذي اعرفه! اشتقتُ لك"
لويت ذراعه وهسهست بهدوء "لا تتعدى حدودك معي، أنا بعد زواجي لن أفعل هذا بالطبع، لذا العاهر الوحيد هُنا هو أنت"
"إلهي لقد كُنت أمزح، اترك ذراعي أيُّها القصير وإلّا وضعتك في وعاء الخيار بالمطبخ"
ما كدت انبس بحرف حتى خرجت مسؤولة الجواري، عدّلنا وضعيتنا واشرت لها بالحديث
"هي بخير، تحتاج لتناول الطّعام فقط، على ما يبدو أنّها لم تتناول أي شيء مُنذُ مُدّة، إن أفسدت ليلتك سمو الأمير فيُمكنني أن استبدلها بأفضلٍ منها، هذا ليس تقصيراً منّا صدقني، هي ما انضمت لباقي الجواري إلّا بالأمس"
جفل جونغ إن سريعاً " لا لا أريد غيرها...إيّاك أن تقسي عليها فيما بعد أتسمعينني؟"
انزلت رأسها وأجابت "كما تأمُر سمُوّك" ثم انصرفت
"ما الذي تُدبّر له جونغ إن؟ أنت بالكاد تعرفها لم كل هذا الاهتمام؟"
"أيُّ اهتمام أن فقط اتصرّف برجولة ونُبل كأمير، والآن عن إذنك الفاتنة بالداخل رُبّما استيقظت"
غاضبٌ وبشدّة، أستطيع التنبؤ أن مكوث جونغ إن هُنا لن يمُرّ بسلام
صارعت داخلي بين الدخول والاطمئنان عليها وبين عدمه حتى قررت...ولكن سأنتظر قليلاً حتى لا تظُنّ أنّني قلِقٌ عليها .
❁❁❁❁❁❁❁❁❁❁❁❁❁
أشعرُ بالراحة، لأول مرة منذُ وطأت قدماي القصر، شعور الدفئ يتغلغل لأعماقي ويُغلِّفُ جسدي، فراشٌ وثير وقمرٌ مُنير يلوح في الأُفُقِْ الظّاهرةِ للعَيان بوضوح، لم اعتد رؤيته من نافذة غرفتي وكاث بالقصر، سطوعٌ قويّ ناتجٌ عن تلك الشموع، رمشتُ عدّة مرات...أين أنا؟ كُلّ شيءٌ اشعُرُ به يبدو مُختلفاً
"استيقظتِ يا فاتنة؟" صوتُهُ يبدو مألوفاً
همست بضعف "أين أنا؟"
"في جناح الامير كيم جونغ إن، يا لحظّك!"
كيم جونغ إن؟ جناحه؟ متى وكيف؟!!!
مرّر يده عدّة مرات على صفحة وجهي قائلاً بهدوء "هل ترينني؟ كفاكِ دلالاً مُجرّدُ إغماء"
تذكرت! لقد جئتُ لجناحه! أنا كجارية تُلبّي رغباته!
نهضتُ فَزِعَة استند بيداي على فراش السرير من تحتي وقلت بغضبٍ طفيف لم تُساورني حدّته بسبب التعب: "ابتعد عنّي إيّاكَ أن تلمسني!"
رفع طرف شفاهه وهزّ رأسه جانبياً، أهو يستهزئ بي الآن؟
ثُمّ لمَ يجلس بهذا القرب؟ على طرف السرير ولا يفصلنا إلا القليل! بحق الإله هل أُمراء هذا الزمان ما عادت
الكراسي تُغري مؤخراتهم اللّعينة؟
ثبّت يداه على كتفاي وناظرني:" أنتِ جارية في هذا القصر، إن لم ألمسك لهو أمرٌ غير طبيعي..." أكمل برويّة :" لكنّي فعلت المُغاير للطبيعة والعادات الملكية في القصر ولم ألمسك، كنتِ بين يداي ضعيفة غيرُ مُدرِكة أمكنني فعلُ الكثير بكْ، لربما كنتِ تحملين طفلاً بأحشائك الآن، لكنّي أميرٌ شهم وضعتُكِ بفراشي ورعيتُك لذا كوني شاكرة "
قرص وجنتي وما عتقها، انحنى تجاهي أكثر "أيَّتُها المُشاكسة، على كُلٍّ، لقد كُنا بأوجِ حديثنا، نحن لم نُكمله بعد، أتوق لسماع المزيد من فلسفتك أيَّتُها الفاتنة" ثُمّ غمزني
تزامن وحديثه دخول أحدهم بعنهجيّة دون طرق الباب الذي يواجه السرير مُباشرة من على بُعد
من يجرؤ على الدخول هكذا لجناح أحد الأُمراء؟!
بجمودٍ قال "جونغ إن، أراك لا تُضيّع الفُرص، أم هي التي لا تفعل؟"
ومن غيره ذاك الحقير، أكان هو من دخل قبل أن أفقِد الوعي؟
لم يُغيّر من وضعيته التفّ برأسه ناحيته "إلهي لم تُحب إفساد اللحظات الجميلة؟ لم استغل الفُرصة بعد، هُنالك العديد من الفُرص والليالي بالمستقبل لِمَ العجلة؟" أنهى حديثه يناظرني بابتسامةٍ لعوب
"ثم انظر لهذه الوجنة الطريّة المُمتلئة تُودُ حقّاً أن تَقرُصَها لا بل أن تعضّها أيضاً!"
ما مشكلة هذه العائلة مع العضّ؟! هل بالصُّدفة تداخلت إحدى فُروع الكلاب المسعورة مع شجرة نسلهم؟
ردّ بيكهيون ببرود "اترُكها" "جِد لك غيرها من الجواري هُنالك مُمتلئات الخدود والأجساد أيضاً"
ما الذي يقصده هذا الحقير! أاتعرّى الآن ليروا بديع جسدي المنحوت؟ بماذا أفكر الآن! متى أنحطّ تفكيري هكذا؟ سأُعاقبني على هذا لاحِقاً
رفع كتفيه بعدم اهتمام "لا بأس معي بما لديها، أريدُها وإن كانت مُقفرّة المعالم كالأرض الجرداء"
قليلٌ بعد وسأقلب الجناح رأساً على عقب فوق هذان السّافِلان
"أنتُما! من سمح لكُما بتقييم جسدي؟ أُقسم إن لم تصمُتا سأُفقِدكما أعزّ ما تملكان حتى ينتهي الأمر بكما بلا جسد ولا ذكورة خاصةً أنت" أشرتُ بسبابتي على بيكهيون، إن كان سيقيّم جسدي فلينظر أولاً لجسده ذاك القصير
الأمير جونغ إن مُعفى من كلامي لكنني وازيته وإيّاه حتى لا يظُنّ باستثنائي له أنّني امنحه الأفضلية ويُفسّرها بما يشاء
ما كان يجب أن اقول ما بدر منّي قبل قليل على الاقل امام الأمير، حتّى لا يشُكَّ بي، تمكّن منّي الغضب واللعنه
اقترب الأمير من أُذُني وهمس "إنّه الملك، إنْ كُنتِ لا تعلمين، راقبي كلماتك وإلا ستقعين بورطة أنا حتى لستُ بقادرٍ على إخراجك منها وحقيقة لا أود أن أفقدك بهذه السُّرعة"
مشى ناحيتنا وشدّ الأمير من قفى قميصه وقال بغضب :"لا تُمارس دنائتك مع الجواري أمامي، إيّاك أن تستغل صلتنا كأقارب لتتصرف كما تشاء في قصري"
ابعد الأمير يد بيكهيون بهدوء" أنت ملك إيڤانيس لكنني أيضاً وليُ عهدُ مملكة نيس لا تتصرف معي هكذا فنحنُ لسنا سيّان بيكهيون أم أُذكرك بخيباتك الماضيه؟" اجابه بمكر
قهقه بيكهيون بخفّة "ذكّرني، فلتفعل يا...نيني"
احمرّ وجه الأمير وضغط على يديه بقوّة "سأذهب لأحضر لها الطّعام" ثُمّ فرّ للخارج على عَجَل
نيني! ذكّرني هذا بأرنبي اللّطيف لقد اشتقته بشدة اريده الآن في حِضني أُربِّت على فِرائه الكستنائيّ النّاعم
جلس بيكهيون على السرير فنشزت بعيداً عنه حتى لمس ظهري لوح السرير خلفي، نظر لي بصمت وما تلاقت أعيُننا إذ اشحت ببصري بعيداً حيثُ القمر البائن من النافذة، وضع يده على خدّي يُسيّر وجهي ناحيته اقشعرّ للمسته بدني، أكره تأثيره عليّ وأكرهه
نظر لخدي مطوّلاً ثمّ أردف بتيهان :"مُخيّبٌ للأمال...تلك الصّفعة...رُبّما لم تكُن بتلك القوّة حتّى تُبقي بأثارها على وجنتك، أم رُبّما شحوبُ وجهك واصفراره قد غطّى عليها؟"
امسكت يده ازيحها عن خدّي لكنّه امسك بفكّي واحكم قبضته، أسرعت انازله بساحة الكلم "لا تقلق، اما أنا فسأحرص على ترك أثرٍ منّي في حياتك لا ينقشع، كالصّدأ على المعدن يأكله، يُغيّر لونه يُضعِفه فلا يعود قابلاً للاستخدام، إلى أن يُصبِح هشّاً ثُمّ يختفي كما لو لم يكُن موجوداً من قبل"
ابتسم بتهكم وقال "لمَ المعدن تحديداً؟"
هو يعلم الجواب مُسبقاً، سأعطيه إيّاه ثُمّ أُتمّ الإجابة بما غَفِلَ عنه، اردفت وما كُنتُ يوماً بمثل هذه الثقة:" لأنكَ صلبٌ قويٌّ كالمعدن، أساس أعظم العِتادِ والأسلحة وأكثرها فَتْكاً، أما انا كالصّدأ، لن تشعر بي ولن تلقِ لي بالاً حتى استفشي فيكَ واُغطّيك، أُضعفكَ داخليّاً قبلَ أن أنهشك من الخارج واحزر ماذا؟ لن تكون قادراً على التخلص منّي لأن الأوان قد فات، احذرني بيكهيون أنا رحيمة كفاية لاُحذّرك"
تنهد ومسّد على شعري :"رُغمَ أن تِلكَ الطّفلة هيز قديماً لا زالت بداخلك اراها كُلّما نظرت لعيناكِ، إّلا أنّكِ كبُرتي، كبرتي كفاية لتدركي أنني ما عُدتُ بيكهيون القديم، لقد نضجت، أصبحت ملكاً لمملكة بأكملها، مَلِكاً عليكِ، ومُمتَلِكُك.
رغم انطواء صَفَحاتِ السّنين، لا زلتِ تذكرين الوعد القديم ولا زال اسمي محفورٌ ها هُنا" لمس بسبابته أعلي أيسري
ابتسم بسخرية "لِمَ كُلّ هذا الحقد؟ سأتزوج قريباً تزوجتي أنتِ بالفعل، إذن تخطي الأمر"
"آه بالمُناسبة! لا أراكِ تضعين مِثل تِلك القابعة أسفل عينك على خدّك الأيسر؟ هل تترصدين لفُرصة ثالثة؟"
مُجدّداً، يُعيّرني بما لم يكن ذنبي من الأساس، بما قاسيته وأنا بانتظاره، وتحمّلتُهُ لأجله خرجت منّي وأشعر بأوداجي تحترق من الغضب "أنت قَذِرْ، أقذر من وليم وريتشارد أنت من تستحق الموت لا هُما"
ازدادت ابتسامته اتساعاً كعاهرةٍ تَلقى المديح من مربوبها على إتقانِها لعُهرها الآثِم :" ليْست كُلُّ وعود الزواج تُكلّل بالنجاح يا صغيرة، تعقّلي فكما أنتِ رحيمة لتحذيري أنا شهمٌ ونبيل لسكوتي عن مشاكساتِك...
لا تحسبِ أنّي بمُتساهلٍ معك فقط لسماحي بوجودك في القصر" شدّ من قبضته على فكّي "ما تلفظتي بِهِ قبل قليل من بذاءة لسان بوجود الأمير جونغ إن لن أسكُتَ عنها في المرّة المُقبلة، حدّدي ليلةً لتُريَكِ ذكوريتي التي تستهينين، كيف ستطلبين الرحمة بدلاً من إعطائها"
ابتسمت على قذارة تفكيره، أمسكتُ فكّه كما يُمسكني واردفت "لا شأن لي بتهديداتِك الواهيه، كُلٌّ يُشكّل من الأحرف ما يحلو له، قتلتُ اثنان وها أنا ذا حيّة أُرزق لم يُصِبني الجزعُ ولا الضرّ، القليل من القيل القال فقط ولو أرَدت لقطَّعتُ ألْسِنَتَهُم دونما أدنى جُهدٍ منّي
أنا إنْ هدّدت أوفيت، إنْ كُنتَ قد سلبتَ الأرواح في المعارك التي خُضت وجيشُك، فأنا أسلُبُها متى ما شئت، قوّتي سيفي وغضبي جيشي، لا حاجة لكثرة المعارك فأنا أُنهي الحرب بمعركةٍ يتيمة محسومة النتيجة، لا جيشَ قادرٌ على أنْ يَغْلُبَ إمرأة"
بيكهيون أنت لن تُضعِفَني هذه المرّة، أنا الآن قويّة وواثقة كما لم أكُن من قبل، أنا إمرأة قويّة كباقي النّساء ما دمُت أملك الأنَفَة والذّكاء فلا أحد قادر على إيقافي، تحذيري لهُ لم يكن من فراغ...
أَوَتسألونَ عنْ قُوّةِ جُيوشِ المَغّولْ رومَا وصَلاحُ الدِّين؟ بَلْ إِسألوا عَنْ قُوَّةِ إمرأةٍ كَليمَةٍ بالْعِشق ثُمَّ احذَروها!
"حَوّاءُ خُلِقت من اعوجاجِ ضلع آدَمَ لتُسوّي آدم نفسه، من أنت حتّى يستعصي علّي تسويتُك؟ إني لمُضعِفَتُك وأميتَنُّكَ ألفَ مرّة وفي كُلِّ مرة أترُكُ جروحُك التي أنا سبّبت تلتئم حتى لا تعتاد طعناتي وتألَفُها ثُمّ أُعاود الكرّة"
تأتأ بلسانه وهزّ رأسه بخفّة: "ما خُلِقَت حوّاءُ إلّا لتؤنِسَ آدم، هي إنّ سوّت اعوجاجه ما سوّته إلّأ لأنّهُ تركها على حلِّ شعرِها يُداريها وتُداريه، أنا لن أحشُدَ جيوشي ضِدَّك، إن كُنتِ ستُعلنينَ الحربَ عليّ فأنا لها كفُؤ، احشدي جيوشك والنّساء أجمعين لكن لا تنُحنّ لاحقاً تُطالبن بالمغفرة"
أشعرُ بالجوع والتّعب، مُلاسنتي وإياه لن تصل لنتيجة، سدود الفصل أقامت أساساتها بيننا منذُ زمن وأضحينا ما نحنُ عليهِ الآن...
"ثرثرت كثيراً، لا طاقة لي على ذلك لم أتناول شيئاً مُنذُ الأمس، ثُمّ لا تستبح لمسي كما يحلو لك، أنت لا يحقُّ لك ذلك، أنا اتقزز مِنك"
"ماذا؟ هل أعجبتك لمساتُ الأمير جونغ إن أكثر؟"
"أعجبتني أم لا هذا أمرٌ عائد إلي لا تحشُر أنفك"
حرّك إبهامه على شفتيّ فشهقت بخفّة بلا إرادةٍ منّي
ابتسم بوقاحة "أوحقّاً تتقززينَ منّي؟!" "لا داعي لأذكرك أن تُحسني استخدام ألفاظك معي، هيز أنا لا امزح"
نهض من جانبي متوجهاً للخارج، امسك مِقبض الباب والتفت إليّ "جونغ إن ليس بذلك اللُّطف، لا تجعليه يتمادى معك"
ما شأنك...لكنّه خرج قبل أن ارد
تُرى ماذا حدث عند ذهابه لليون؟ أسار كلّ شيءٍ حسبَ ما خططت؟
تلك اللّيلة حينما ذهبت لزيارة مارلين اتفقتُ وإيّاها على ان تذهب لليون تُقنع هنري الملك بأنها إحدى المشعوذات، هو أحمق استناداً للأيام القليلة التي عاشرته فيها لكنّه ملكٌ فطن، لكن ما فطنة ملك أمام خيميائية ماهرة ذكيّة كمارلين؟
أخبرتُها أن تُريه إحدى تجاربها الكيميائية هي أدرى وأعلم منّي بكل الأحوال، إن هي محرومة من عرض تجاربها على العلن فها قد أتت الفُرصة لها على الأقدام
فلترَ إن كانت تجاربها ناجحة كفاية لتثير دهشة الملك وجعل الخُدعة تنطلي عليه أم لا
كُرة زُجاجية عادية حولها العديد من الفُقاعات والغازات مع بعض التمتمات بأسماء المواد الكيميائية على أساس أنها صلوات شيطانيّة والملك سيقع خاراً عِنْد قدميها عظمةً وتبجيلاً لقواها
النّاسُ هُنا متخلفون بدايةً من الملوك مروراً بعلية القوم حتى الأشخاص العاديّون، تُسيّرهم الكنيسة بما يهوى باباواتُها ورجالُ الدّينِ فيها، ستخبره مارلين بأنّها مشعوذة وقادرة على التنبؤ بوساطة كُرتها السّحرية وتواصلها مع العالم السفلي تالياً..بيكهيون وإيلينا لا يليقان ببعضهما وستحدث العديدُ من اللّعنات إن هُما تزوّجا، بيكهيون وعائلته ملعونون وهكذا دواليك...
دخولها للقصر لن يكون بتلك الصعوبة، مع شدّة مُقت الجميع للمشعوذون وإطلاقهم لأسوأ الصّفات عليهم إلّا أنّهم يلهثون ورائهم كلهاث كلاب المال وراء لمعة الذّهب
يسألونهم عن مستقبلهم علاقاتهم وسُبُل تخليصهم من اللّعنات التي حلّت عليهم، بحق الإله أيُّ لعناتٍ تلك؟ ما اللّعناتُ إلّا أعمالكم الخسيسة التي تحصدونها بعد حين متناسين ما اقترفتم وما افتعلتم بالآخرين، وانا منكم رُبّما...أدرك أن جرائمي التي اقترفت ستحاصرني يوماً ما او لربما هي حاصرتني بالفعل وها انا ذا أُلاحق سراب رجلٍ كنّيتُ قلبي باسمه قتلت في سبيل حُبّه لكن ما كافئني إلّا بالبُعدِ والخِذْلان، وألم في حشايا الصّدر غيرُ قابل للنسيان
حسبما سمعت من حديث بيكهيون ووالدته، لاحقاً ذهابه لليون هذا يعني بأن خُطّتنا نجحت، لكن هو لا يبدو مُستاءاً إطلاقاً! على حدّ علمي هذه الزيجة مُهمّة لكلا البلدين والمملكة بحاجة لإتمام الزّفاف بأسرع وقت نظراً لما يُحيطها من أخطار.
دخل الأمير مبتسم الطلعة "لا تُهملي نفسك مرّةً أخرى، حتى المساحيق لم تُخفي شحوب وجهك أنتِ بحاجة للأكل، ولا ترفضي لأنك ستبدين جاحدة إن رفضتِ الطّعام الذي احضره الأمير جونغ إن بيديه هاتين تعلمين؟"
هو لطيف رُبّما يجب أن أُرخي قليلاً من موقفي العدائي تجاهه لكن لن أثق به "لم أكن سأرفض، أنا اتضوّرُ جوعاً"
تقدم نحوي ورفع حاجبه "لا تطمعي أنا لن أُطعمك"
"لمَ أنتَ متسرع بإطلاق الأحكام! أنا لم أفكّر بهذا حتى"
وضع الطعام على إحدى الطاولات في الجناح وجلس على السرير يقابلني "لستُ متسرع، لكنكِ جارية ولُطفي هذا قد تستغليه لحد المُبالغة"
برمتُ شفتاي للأسفل "ظننتُكَ حكيماً كفاية لتُدرِكَ أنّ الحُكْم على الآخرين بناءً على مظاهرهم أمرٌ غير سليم"
أكملتُ بجديّة "الجاريات لا يُردنّ الدلال ولا يطمعنَّ بالكثير، فقط العودة لمنازلهنّ والعيش وسط عائلاتهنّ، لا تظُنّ أبداً أنّهُن قد يرغبن بفقد عذريتهُنّ مع أحدٍ لا يُحببنّ، حتى لو كان الملك، كفاكم انحطاطاً بالتّفكير أيُّها الشهوانيون"
اتسعت عيناه نهاية حديثي" رويدك، أنا لم افعل ذلك من قبل معَ أيِّ جاريّة، اجُسّ النّبض إن كانت ترغبني ثُم أُقبِلُ عليها وإن لم تفعل اترُكُها، لكن أنتِ لا تُنكرين أنّ كثيراً منهنّ راغبات لا مُجبرات صحيح؟"
هززتُ رأسي "لا، لا أُنكر هنالك الكثير منهنّ راغبات، طمعُ السُّلطة ورُبّما جاذبية الأمراء تُغْريهنّ"
صمت يُحدّق بعيناي حتّى أردف بنبرة عميقة دبّت القلق فيّ "وأنا ألم أُغريكِ؟ ألستُ جذّاباً؟ نحنُ لم نقضي ليلتنا مثلما يجب أن تكون"
كان بقمّة النُّبل في حديثه قبل قليل والآن انحطّ لقعر الأرض، انا لا حيلة لي بهذه الحالة في صدّه إن هو أقدم على فعلٍ دنيء ما عساي أفعل؟
أجبته وحاولت أن لا أُظهر له قلقي "لم تُغريني، وكما أسلفت هنالك الكثير مُجبّرات أنا منهنُّ، أستُعاكس حديثك قبل قليل وتُجبرني على ما لا أُطيق؟"
ابتسم ووضع يدَهُ على رأسي "أنا رجلٌ صادِقُ الأفعال والأقوال، لا داعي للقلق الذي أراهُ في عيناكِ"
أهو واضحٌ لهذا الحد! أم هوَ من يُجيد لغة العيون حقّاً؟
"شُكراً للُطفك" لا أعي ما قلت ولا حتى لمَ أنا بهذه الوداعة معه
قهقه وبانت تلك الغمازة الخجولة على وجنته "الطعام سيُبرد لقد أخبرتهم أنّهُ من أجلي، وأنا أكولٌ شَرِهْ لذا تناوليه كُلّه ليُصدِّقوا كذبتي ".
ابتسمت بالمقابل وتوجهت حيث الطعام لأُرضي بطني الصغيرة، فلقد عانت من إهمالي بما فيه الكفاية
❁❁❁❁❁❁❁❁❁❁❁❁❁❁❁❁
قبل انقشاع اللّيل عُدتُ لمخدع الجاريات بعدما سمح لي الأمير بذلك، أنا استلطفه لكن لا زلت لا أثق به، معشر الرجال غير جديرون بالثّقة
مصيري أصبحَ معلقاً الآن، مريحٌ وجودي في مخدع الجواري أكثر منه في غرف الخدم، لكنني لا أستطيع الابتعاد عن كاث، عليّ رؤيتها والاطمئنان عليها
تسلّلت للأعلى وأدعو ألّا لا تراني ماري، حتى لو أنّ ما عادت لها عليّ سلطة، هي لن تتوقف عن مضايقتي، وتلك المسؤولة عن الجواري ستعيدني للمخدع إن رأتني، أنا لم أتبيّن طبعها بعد، هي إمّا تكون طيبة أو مُتسلطة لستُ متفائلة بجميع الاحوال
عرجت لغرف الخدم وعلى ما يبدو الوقت قد تأخر وجميعهم انتهوا من أعمالهم وتوجهوا للنوم، بسبب الإغماء ذاك أنا مغيّبة عن الأوضاع من حولي، لا أعلم كم نمت
دخلت الغرفة وأغلقتُ الباب بهدوء، كانت كاثرين تستعد للنوم، تفرش الأغطية التي نخفيها، تتثائب وتحك رأسها كالبلهاء، كتمتُ ضحكتي وبجمودٍ اردفت بغية مفاجئتها "ماذا تفعلين؟"
جفلت ورمتني بفرشاة الشّعر بجانب السرير، لحسن الحظّ تفاديتُها سريعاً "اللعنة عليكِ من فتاة! لم تفعلين هذا دائماً! ثم أينَ اختفيتي منذُ الأمس لم أقلق عليكِ لكن اعتدت ان توضبي هذه الاغطية قبل وصول ماري اللعينه"
قفزتُ على السرير الذي يهتزّ من الاهتراء وما زدت الطّين إلّا بلّة اجبت بعدم اهتمام "تشاجرتُ والملك فعاقبني بنقلي لمخدع الجواري، اتيت للاطمئنان عليكِ"
رمشت عدّة مرات "هكذا فقط بسهولة؟ تشاجرتُ والملك؟ وكأنك تشاجرتي مع إحدى الخادمات الأخريات؟ أنتِ حقاً شيءٌ ما! لا افهم كيف لم يضع الملك عنقك تحت المقصلة بعد! هل سحرتيه؟ انا لا استبعد هذا أنتِ مجنونة"
ما عدت استطيع كتم ضحكاتي، ضحكت بقوّة "أيتها الحمقاء إن أنا سحرته لكنت تزوجته بدلاً من أن يضعني بمخدع الجواري"
تلعثمت "ن- نقطة وجيهة"
"اذهبي الآن اريد النوم لا زلت غاضبةً منكِ، لدي الكثير من الأعمال غداً"
"اننن ليس وكأنني ملتصقةٌ بكِ، ثُمّ ما الجديد دوماً لديكِ أعمال أيّتُها المُهمّة"
"تبقى أقل من أسبوعان على الزّفاف لقد بدأت الاستعدادات"
عقدت ما بين حاجبي وسألتُها "أيُّ زفاف؟ سمعت بأنه سيُلغى"
"يُلغى؟ لما؟ لقد عاد الملك اليوم من مملكة ليون وفوراً بدأت الاستعدادات بأمرٍ من الملكة"
تبّاً! هل عَدِل هنري عن قراره! أنا استعرُ غضباً بدأت أضرب كُلّ ما حولي السرير الطّاولة والخِزانة، هلعت كاث وحاولت إيقافي لكن ما استطاعت أنا احترق من الدّاخل لقد أُفسد مخططي لكن بسبب من وكيف؟ انا لن ارحمهم أقسِم بهذا،لقد كُنت رحيمة بما فيه الكفاية
فَلْتظهَري يا شَياطِيني، وسّوِسي لي واحرِفيني عنِ الصّوابْ إِنّي سأُعاديهِ والملائِكَة، حتّى ذلِك الَملَك على يمينيٓ.
❁❁❁❁❁❁❁❁❁❁❁❁❁❁❁
تأخرت عليكم بالتحديث عارفه بس اختبارات😭😭😭
رحبوا بالكوڤر الجديد
تقييمكم للفصل والصّدمات اللي فيه
تبينت لكم مشاعر بيكهيون؟ لان كثيرين مو فاهمينه
إلى أن نلتقي بإذن الله 💙
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top