-الفصل الثامن-
ضِعْتُ بَيْنَ الخَلابَةِ والخَوَى
ما اسْتكَانَ الّلذعُ يمْلأُ جَوْفِيَ وما خَلا
لا ارتاح قلبي في الكِلفِ ولا الرّسيسْ
أعْسانُ التّتيُّمِ أنْبَتَت مِنَ الزَّهْرِ أريس
سودَاءُ الَّلونِ كديجورِ تبَاريحِكَ السَّديمَة
زَلالُ المْاءِ ما سقاها إنّما حصفُ أشجانِيَ السَّقيمَة
لَمْلِمْ الّلمْلَمَ الدَّنِفْ ما عادَ لَهُ
ولا ليْ في قَلْبِكَ مَرْتعٌ ولا كَنَفْ
أيّانَ أنا في متاهَةِ الثّمالة
ضِعْتُ بَيْنَ الصَّبْوَةِ والصِّبابَة
ذاكَ القَلْبُ أمْشاجُهُ والمتْنُ بما فيهِ دمْلِجْ
ما أصابه من السهٍّد والنّصَبْ ونيّف الّلاعِجْ
عزّيْتُ قلْباً بالخَيْباتِ مُترَعاً
ما فَتِأ بنِزال الشِّغَفِ الجَزوعِ مولَعاً
فيْ ساحَةِ الديْجورِ الذي صَنَعَتهُ أَباخِسُكْ
أقِمْ عَزاءهُ واكتُب على شاهِد لَحْدِه أماتَك لغْبُكْ
⌘⁂⌘⁂⌘⁂⌘⁂⌘⁂⌘⁂⌘⁂⌘
طرَقْتُ بابَ الغُرْفَة بقُوَّة حاولتُ تقليد نبرة تِلْك الخَرِفة، أنا لسْتُ بتلْكَ المهارة لكن لا ضيْرَ من المحاولة
"أنتِ أيّتُها الكسولَة استيقظي وإلّا سأخصِمُ من أجْرِك!"
حسناً يبدو أنّني نجحت إذ خرجت كاث على عَجَلْ بشعرها الأشْعَث تَفْرُك عينيها بقوّة علّها تستفيق
حالما رأتني إنهالت علي بالضّربات بقضبتها الضعيفة
"أيَّتُها ال...لقد أخَفْتِني! لم أكد أصِل عُمْقَ أحلامي حتى طَرَقتي الباب"
"آه صحيح اشتقْتُ لَك" ثم اندفعت لتحتضنني
قُلْتُ بتهكم وأنا اكاد اتنفس من شدّة وثاقها حولي "عجباً تشتمينني وتضربينني ثم تحتضنينَني!"
استلقيت على السرير في تعب جلست كاث بجانبي ثم قالت "تستحقين هذا أنْتِ لا تعرفين كم عانيتُ في غيابك"
لا أود أن تتعرض لأدنى أذىً هي أكبرُ منّي بسنتين لكنّني أُعاملها كشقيقتي الصغرى التي لم أحظى بها يوماً، أنا لا اريد أن تتم معاملتها بسوءٍ هُنا بالنهاية هي أتت بسببي وحمايتي لها كما حمايتي لكبريائها واجبٌ علي
قَلِقت "ماذا! هل تعّرض لكِ أحدٌ بسوء؟!"
"لا لكن تلك ال..ماذا تطلقين عليها؟!"
اردفت "الَخرِفَة"
"نعم الخَرِفة... تِلكَ الخَرِفة ما وفّرت فيَّ من طاقة! لقد باشروا تحضيرات الزّفاف، أنا اخدم بالقسم الشرقيّ من الطابق الثاني كما تعلمين لكنها اجبرتنا على إعادة ترتيب كامل الطابق الثاني بما فيه من أجنحة ومرافق ضخمة لأجل ضيوف القصر الذين سيحضرون، لقد تبقى شهر لمَ العجلة!"
لم العجلة بالفعل؟ الزفاف لن يقام على أي حال
"باشروا التحضيرات إذن؟ كاث هل رأيتي الأميرة إيلينا من قبل؟"
أرْدَفَت:"نعم لمَ؟"
"كيف ترينها؟ أعني تقييمك لها كأميرة؟"
"أنا اقيّم أميرة؟ لا يحقّ لي هذا"
اجبتها بغضبٍ طفيف "أخبرتك مئة مرّة لا تستنقصي من نفسِكِ أبداً سأضْرِبكِ إنْ فعلتِ في المرة القادمة، أنا لا امزح!"
"حسناً حسناً لقد نسيت، امممم هي جميلة حقّاً عينيها ذات لون مميز خضراءَ كالزُّمُرُّد من يراها سيعرف فوراً أنّها نبيلة، نبرة صوتها رقيقة وجه.."
لم تسمعيها تصرخ لينقذها خطيبها من -متوحشةٍ مثلي-
قاطعتها بملل "لقد قُلت كأميرة لا كأنثى"
"أوه حسناً لم اركّز بسبب النعاس، لا أعلم لم اخالطها ولم اتعامل معها بشكلٍ مباشر لكن تبدو جيدة تصرفاتها أيضاً توحي بذلك لمَ تسألين؟"
"لا شيء فقط رغِبت أن أعرف إن كان يراها الآخرون بمثل منظوري الخاص، وما المميز فيها ليختارها الأمير"
"لا تقولي أنّك معجبةٌ بِه! إيّاكِ هو الملك وسوف يتزوج قريباً يا زائغة العينين!"
حتماً النُّعاس أثّر على عقلها!
اجبتها اتظاهر بالكبرياء "م ماذا! زائغة العينين أيّتها الوقحة! لا تنسي أنني سيدتك حتى لو لم نعد بالقصر"
تثائبت وقالت "سيدتي في مؤخرتي لا تتعاملي معي بهذا الأسلوب وإلا أفشيت للقصر بأكمله أنّك هيز دانييل ابنة اللورد" ثم مدّت لسانها
كاث ماذا تغيّر في غيابي؟ لم أعهدك جريئة هكذا
شددت على أذنها "هل هدّدتني للتو؟!"
"أوتش هيز كنت أحاول أن ألعب دور الشريرة لمرة في حياتي اعتقي اذني وإلّا حقّا سأفسد عنكِ"
خبأت ضحكتي قدر الإمكان
"فقط لأني متعبة واحتاج النوم سأتركك"
ذهبت تكمل نومها الذي قطعته وكذلك أنا فعلت لكن بعد تفكيرٍ طويل بما سأفعل في الغد.
⌘⁂⌘⁂⌘⁂⌘⁂⌘⁂⌘⁂⌘⁂⌘
استيقظنا قبل ان ينفلق الضوء من الشمس كما العادة، يجب أن أُنهي أعمالي بأسرع وقت عليَّ التسلّل ليلاً لملاقاة مارلين
دخلْتُ قاعة الطّعام لوضع الأطباق على مائدة إفطار الملكة هيلانا وبيكهيون وقبل أن انصرف وصل لسمعي كلام الملكة
: " اشتقت لك، أعلم أنّك احتجت للراحة ولتقضي وقتاً مع خطيبتك، لكن الزفاف اقترب على أيّ حال
والمملكة تحتاجك الآن، هل ذهبت لرؤية الميجور جنرال ورئيس المستشارين؟!"
المملكة تحتاجك؟ لا بُدّ أن الوضع خطير، ابطأت من سير خطواتي أسترق السمع علّني أحصل على ما أريد
اجابها بصوته الأجش ويبدو انه استيقظ قبل قليل "نعم، بعد أن يُعقد الزفاف كل المشاكل ستُحلّ، سأجعلهم يندمون لعبثهم مع ملك مملكة إيڤانيس، سترين"
عقلي مشوّش التفكير، ما نوع الخطر الذي يواجهونه؟ يجب أن أعرف إذ على أساسِه سأتّخذ الخَطْوَةَ الأولى
أثناء عودتي للمطبخ ظهرت أمامي أُنثى الخنزير ماري تِلك، صوتها يوازي صوت ذاك الحيوان بالإزعاج
"ماذا تفعلين أيَّتُها الخادمة"؟
بربّك أنتِ تعلمين بالفعل ماذا كُنت أفعل لكنّك لا تفوّتين فُرصة لإلقاء الأوامر والإهانات يا ماري
"كما ترين لقد عُدْتُ توّاً من القاعة بعد أن وضعت الأطباق على مائدة جلالتهما والآن سأكمل باقي أعمالي" أكملت من بين أسناني "عن إذنك سيدتي"
نظرت لي بتركيز ثم قالت "ذكريني ما اسمك؟"
"هيز...إسمي هيز" أخبرتها اسمي الحقيقيّ لأن تزويري لإسمي الحقيقي سيزيد من شكّهم بي حتى لو كان بنسبة واحدٍ بالمئة
-أعظَم الكاذبين، أصدَقُهم.
"انصرفي الآن"
وكما قالت فَعَلْت، حلّ اللّيلُ سريعاً واقترَبَ نِصْفُهُ بلا أي أحداثٍ تُذكر
الآن أنا سأتسلّل للغابة السوداء، حيثُ مارلين كما كُنتُ أتسلّل بالأيام الخوالي لإلقاء نظرةٍ على تدريبات الفُرسان و-رجلي- المزعوم
وليخسأ ذاك اللّعين لأنه لا يستحق هذا اللّقب
كُلَّما اتذكر نبضات قلبي الحثيثة تُسابق صليل سيوفهم وأوتار سِهامهم خلال التدريبات خوفاً من أن تصيبه أكرهني وأكره قلبي الذي تبتلعه ترائب جوفي
القصرُ مُظْلِمْ لا يُنيره سوى خفوت ضوء الشموع، الجميع نيام ما عدا الحُرّاس بالطبع، توجهت للقبو هُناك حيثُ الممر السرّي الذي صنعته إحدى الجواري وهَرَبَت من خِلالِه
من ساعدها؟ أنا بالطبع، ذاك اليوم كنت ذاهبة لدخول القصر من أبوابه لنفس الغاية التي أسلفت، أُصلّي أن علّ وعسى يُدخِلونني وتشفعُ لي كنيتي "هيز دانييل ويلسون " عندهم
سمعت صوت نحيبٍ ضئيل، صادِرٍ من الجّهة اليُمنى التي أتيتُ مِنها، هي بعيدة عن عن مكان وقوف الحُرّاس على البوّابة والجِسر المؤدي لها، كما أنّ الحُراس الذين يقفون أعلى سطح القلعة لن يستطيعوا لرؤيتها مَبْلِغاً
الأشجار تُغطّي خرق الأحجار التي أزالتها لتصنع لها ممراً للعُبورْ، لكنّه كان ضئيلاً وهي ذاتُ جسمٍ مُحدد المعالم
"من أنُتِ وماذا تفعلين؟"
شهقت وأغمضت عينيها تُصلّي روحها التي ستغادرها تحت مقصلة الأخشاب والمَعْدِن، هكذا هيَ ظنّت~
"أخبريني وسأُساعدك لا تقلقي" أردفت بنبرة هادئة
أجابتني تتنفس بصعوبة إذ يبدو أنّها عالِقة مُنذُ فترة ليست بالهينة "أنا إحدى جواري القصر، إسمي إيزابيلا، أرجوكِ سأعود من حيثُ أتيت ولن أُعاوِد الكرّة"
أمسكتُ يديها أشُدُّها نحوي للخارج بقوّة وقُلت "صحيح لن تُعاودي الكرة، الكرة بقدومك هُنا والانصياع لشهوات أولئك الفُحول"
استعصى عليّ إخراجها لذلك ارتأيت أن أُزيل العديد من الأحجار ذات الأساس المهترئ، فالقصر موجودٌ منذ الأزمنة الغابرة تعاقب عليها قيامُ ممالكٌ وسقوطُ أُخَرْ
هذا الحل الوحيد فأنا لا اود أن أُحدِث الجلبة بالطبع! فنذهب أنا وهيَ بخبر كان
أزلتُ ما يكفي من الأحجار حتى استطاعت الخروج شكّرتني مراراً ووعدتني أن ترُدَّ لي الدّين، أنا لا انتظر هذا منها على أي حالْ، فعلتُ ما فعلت دون مقابل
"قريتك بعيدةٌ عن هُنا؟ استطيع مساعدتك إن أردتي"
"سأكونُ شاكرة حقًّا لكن لا لقد فعلتي ما يكفي بالفعل"
"لا بأس، خُدي عبائتي وغطّي رأسك، إنّها مُطَرَّزة بختم آلِ ويلسون، ما إن تصلين بسلام بيعيها اقبضي ثمنها وغادري بعيداً عن هُنا هم لن يترددون بإسترجاعك وعقابك"
وسعت عينيها لما نسبت يبدو أنّها استطاعت تمييز كنيتي
بكت "هل تسمحين لي باحتضانك حضرة الليدي؟"
أومئتُ بخفة فاحتضنتني ثُمّ قالت "قريتي اسمها روزدينيا رجاءً إن توفقتُ وهربت أخبري عائلتي أنَّني سأكون من ديڤد في أمان"
سألتُها "حبيبُك؟" أجابت بخجل "نعم، نحن سنتزوج حالما أهرب عن هنا"
ابتسمت لذلك، من الجميل التقاء قلبين محبّين في رباطٍ مقّدس كالزواج، حيثُ لا مفرّ ولا تزييف فقط نية صادقة بالحب الأزليّ
هل تُري سنفعل أنا وبيكهيون ذلك؟ هذا ما جال في مخيلتي سابقاً أنظُروا لحالنا الآن...
ليس وقت ندب الأحوال الآن، تِلك الصدفة مع الخادمة كانت الأفضل لشيئين، استطعت التعرّف على ممرٍ سرّي يُمكنّي لدخول القصر ورؤية بيكهيون
وثانياً لأنني حينما ذهبت لقرية تِلْكَ الجارية سألتُ عن عائلتها فدلّوني عليها وصَدَفَ أنها كانت أُختُ كاث التي أخذتُها يومها للخدمة في قصرنا حتى تستطيع مساعدة عائلتها بجني المال بالعمل الشريف
كاث الآن شقيقتي الصُغرى...
تِلْكَ القرية مُدجّجةٌ بالفقر، ما كان صعباً معرفة عائلة إيزابيلا، لأن العوائل هُناكَ كُلٌّ لديهم فقيد، أو مفقودين
ذكورٌ بالحرب، وإناثٌ كجواري
يتلهفون لمعرفة أحوال فلذات أكبادهم الذين ما أذنبوا سوى لولادتهم في عصْرٍ حُكِمَ فيهِ بالذُّلِ والهوان على فقيري الحال
ما كِدْتُ أدخل القبو حتى رأيتُ ماري، إنّها تظهر في طريقي أكثر من الأحلامِ في نومي
"لمَ لا زلتي مستيقظة أيَّتُها الخادمة؟"
"لقد ضاع عِقدي من والدتي المُتَوفيّة بالقبو وأنا أضع مِشْطَ العُشب الذي جزَزتَهُ عصراً هُناك"
"فلتؤجلي البحثَ عنْهُ غداً، أساساً ستصعُبُ عليكِ الرّؤية الآن في هذا السواد الحالك"
-رائع حان وقتُ التمثيل، تبّاً!
انزلت رأسي للأسفل استحضر دموعي ثم رفعته أناظرها وأنا مُتأكدة أن ضوء الشموع زاد من لمعان عينيّ بالتالي زيادة تأثيري عليها
"أرجوكِ لا استطيع النومَ بدونِه، لقد إعتدتُ وضعه في عُنُقي مذ كُنتُ في التّاسعة، إنها عادة لا استطيعُ منعها" أكملتُ بتلكؤ "ث ثم عل عليّ أن أبح ث عنهُ وأجده سريعاً حتى أنا م وأستيقظ باكراً لأؤدي مهامي بفاعليّة"
معالم وجهها توحي لي بأنَّ عرضي قد نجح ما فتأت تصمت قليلاً حتى أردفت "معكِ خمسُ دقائق جديه وإلا نمتي أم لا، لا يُهمُّني"
أومئتُ بسرعه كدتُ أبكي بحقّ! لقد عِشْتُ الدور قليلاً ربّما بالغت مهما يكُن~
"شكُراً لكْ فلتحيي طويلاً جلالتك" ليس رُبّما،أكيدٌ بالغت
قالت وظهرت شبح ابتسامة على ثغرها "مجنونة"
هل ابتسمت! واو هذا يُعدُّ تقدّماً اتطلع للتعرّف عليكِ قريباً يا ماري، أشعر أنّ وراء كرهي هذا هُنالك احترام سأكنّه لكِ يوماً ما!
أما الآن فالذهاب للقبو هو الأولى
"مهلاً! خُذي هذي الملابس وضعيها بغرفة الملك لقد بحث عنها اليوم واشتاط غضباً عندما لم يجدها، سأُحاسب المسؤولة عن ذلك غداً"
إلهي! إنّها فقط الغابة! السوداء! لست ذاهبة لأحظى بالمتعة لمَ الأمر بهذه الصعوبة!
"أمرُكِ سيّدتي"
مهلاً هل قالت الملك! لا! لا اريد مقابلته أكره ضعفي عندما أراه وارتجافي حينما يلمسّني، هو يعلم هذا لذاك يزيدُ كُرْهي للأمر
أصّلي أن تمرّ الأمور بسلاسة واذهب لمارلين حتى اعوذ بسرعة، إذ أظننا تخطينا منتصف اللّيل والشمس على وشك الطلوع
صعدت السّلم متوجهة إلى حيث جناحه، لقد بدأت ارتجف منذ الآن، وصلت الباب الذي تسدّه رِماح الحُرّاس المتعاكسة
"معي ثيابٌ للملك، أمرتني رئيسة الخدم ماري بوضعها في الجناح" أكملت "هو من طلبها"
أجابني احدهما بصوته الخشّن "انتظري هُنا"
طرق الباب قائلاً من خلفه "جلالة الملك ثيابُكَ أصبحت هُنا مع الخادمة،ندخلها الآن؟"
لحظات حتى خرج، شعرُهُ مُبعثر ثيابه يرتديها بإهمال وصفّ أسنانه الناصعة بارزة لوسع ابتسامته وددّتُ لو أحطمها، هل كانَ نائِماً؟
"تفضل جلالتك" قلت بغير اهتمام
كدتُ التفّ لأكمل ما نويت عليه منذ بداية هذا اليوم المشؤوم حتى قال "ادخلي لديّ ثيابٌ تحتاجُ للغسل"
لحظات حتى ترجم عقلي ما قال -ادخُلي-؟ لا!
"عليّ الذهاب للنوم جلالتك أو ستغضب مني رئيسةُ الخدم"
لا أُصدق أنني أُكلمه بهذا الاحترام...فقط لو لم يكن الحُرّاس هُنا
"أتعصين أوامر الملك لأجل رئيسة خدمٍ خَرِفَة"
خَرِفَة! لن أضحك لن أضحك على ما قاله بيكهيون هو سيظنني أضحك لأجله لا لأجل اللّفطة التي أكررها كُلّما أغضبتني ماري
سأدخل، ليس هنالك حلٌّ أخر
افسَحَ المجال ودخلت بثقة، حطّت كُلّها وكأنني بها ما دخلت
كانت إحدى الجواري مستلقية على سريره تناديه "جلالتك لقد تأخرت"
فَزِعَت لرؤيتي أو ربّما غضبت تظنّ أنني بديلتها من الجواري ستطارح -جلالته- السرير
قال لها بنبرة آمرة "أُخرجي"
"ل-لكن جلالتك نحن لم نبدأ بع.."
هسهس بحدّة "قُلت.أُخرُجي"
خرجت تضم ردائها على عجل، لا سترها ليلٌ ولا ثياب
أجبته باحترام لأنني لا اريد أن اعطيه مجالاً ليتعاطى معي الحديث "أينَ هيَ الثّياب جلالتك؟"
قال بنبرة غير واضحة المعالم "التي ارتديها"
هل هو ثملّ؟ أم جُنْ؟ يستحيل أن أفعل ما يفكر به أو ربّما أنا تفكيري القويم قد انحرف عن مساره؟
"ماذا تقصد جلالتك؟" لن أسمح له بتلمّس مواطن ضعفي لا في صوتي ولا في جسدي لذلك حرصت على الثبات وإبداء اللامُبالاة
"أقصد اخلعي لي ثيابي إنّها نتنة تحتاج للغسل"
"لستُ جاريتك ولا خطيبتك يا مولاي لا يحق لي فعل هذا ولست مخوّلة به"
مشى بتباطؤ ينظر في عيناي، وقف يواجهني "سهلة، لا زلتُ عِندَ عَرْضي، تذكرينه؟"
"لا جلالتك"
"إنْ كُنتِ تريدين إصبحي جاريتي، سأغير العرض قليلاً، لن تضطرّين لانتظار دورُكِ في صفوف المنتظرات من الجاريات..." إقترب أكثر ولم يفصلنا سوى بِضعُ أنفاس "إذ دورُك سيحلّ..." وضع يداه على خصري ثم شدّني نحوَه "الآن"
كان سيُقبّلني لكنني رُغم ارتجافي وتسابق نبضاتي دفعته بعيداً وأشرت عليه بسبابتي "إيّاكَ الاقتراب منّي مجدّداً بهذا الشكل أيُّها الوقح"
سُرعانَ ما أمْسَكَ يدي وثناها خلْفَ ظهري "قد كُنتُ هادئاً بالأيام الماضية حتّى خُيّل لَكِ أنّني حَمَلٌ وديع.."
احتدت نبرته كما عيناه وأكمل "لكّني أسَدٌ ضاري لا أرضخ لكِ ولا لغيرك أيَّتُها الطّفلة"
"أُسلوبُكِ هذا لا تستخدميه معي، أنا إن شِئت طرحتك على هذه الأرض الباردة واستكشفت بجسدُكِ
كل الثنايا والثغور"
"سمحتُ لكِ بالخدمة في القصر، لأنّني لا ارغب تضييع وقتي بعنادِك، أطرُدكِ ووالدك اللّورد من المملكة إن أردت
احذريني، وتصرفي كما يتصرّف الأطفال المهذّبون وإلّا هذّبتُ سُلوكك بنفسي، همم؟" قبّلني على خدي بلطف
لكنّي ما سكتّ :"حبّذا تقوّم سلوكك أولاً جلالة الملك، ليست الثياب بالنتنة، أنت النّتن"!
خرجت اهرول سريعاً، أجمع أنفاسي بعدما حدث، من الواضح بيكهيون لن يكون بهذه السهولة، على من أكذب لم يكن يوماً بهذا اللطف
صعبٌ انتقامي منه لكنّه ليس بالمستحيل
لقد أدخلني عمداً لكي أرى الجارية ويراقب ردّة فعلي ما إذا سأشعر بالغضب والغيرة أم لا، أنا واثقة هو لم يلمسها حتى، من الجيد أنني تحكمت بانفعالاتي، لن أسمح لأي إمرأةٍ بلمسه
نزلت للأسفل أحاول بشتى السُّبُل أن لا اتذكر أيّاً مما حدث
منذُ زمن لم تطأ شفتاه جسدي، اشعرُ بالخدر في خدّي
وصلت القبو الذي بدا قبل قليل كما لو أنّه صعبُ المنال
كُنت قد وضعت مجموعة من الخُرَق البالية في مكان الخرق بالجدار ثم وضعتُ فوقه ستار يغطيه، ودفعت خِزانة الأواني القديمة التي تحتاج للتنظيف والتلميع عليه لتغطيه
كان هذا منذ ثلاث سنين مضت، يبدو أن الخِزانة ما تحركت عن أخر موضعٍ لها وضعته يداي
لا حاجة لهم بذلك فهم يستبدلون الأواني والتحف القديمة بعد تلميعها وتنظيفها بأُخرى تبقى في الخِزانة لفترة ثم تمر بذات المراحل التي مرّت بها سابقاتها من الأواني
وبقولي هم "أعني الخدم"، بدلاً من الالقاء بها، يسرقونها لتلبّي أغراض معيشتهم الضنّك، لا أعتبر ذلك سرقة بأي شكل! هم أحقُّ بها من النّفايات وأصحاب الحانات والمحتالين
دلّيت بجسدي من الخرق في الجدار ثم أمسكت طرف الخرانة من خلف الستار الخفيف لترجع إلى ما كانت عليه، من الجيد هي ليست ثقيلة، كافية للتغطية على الخرق وحسب
وضعت غطاء عباءتي على رأسي ثم مشيتُ نحوَ شمال القصر، حيثُ الأعشاب والأشجار تغطيه، من حسن الحظ أن الطريق شمالاً أقرب للغابة السوداء ولا يلفت الانتباه، سيكون من صعب لو اتجهت جنوباً حيث البوابة تقع
أصبحت على أعتاب مدخل الغابة، مخيفة بحقّ لا سيّما في هذا الوقت، القمر ينير في الأعلى وظلّ الأشجار يُشكّل خيالاتٍ غريبة على الأرض ناهيك عن صوت فحيحها
أحياناً اتساءل لمَ هي تعيش منعزلة بمكانٍ كهذا؟ أمكنها الانعزال بمكانٍ غيرُ موحشٍ كهذا وسهْلُ العيش، هُنا الغابة حيثُ لا خدَمات ولا مرافق مناسبة والحيوانات المفترسن مع أنني لم أصادفها من قبل لكن بالأخر هي لا تزال غابة!
وإن كانت تخشى على علمها ونفسها من سلطة الكنيسة فلتذهب مع علماء الحملات إلى بلاد الشرق هُناك حيث العِلمُ والحضارة والرُّقي
بصراحة هي مُحقّة، البشر مخيفون أكثر البُعْدُ عنهم أفضل
استمررت بالمشي أتلفّت كل حين لكي التقط أي تهديدٍ بالخطر قبل حدوثه
كوخ هيز ليس بذلك التوّغل في عمق الغابة، ترى أتزال مستيقظة؟ ربّما فإلهام العُلماء دائماً ما يحضرهم بمثل هذه الأوقات حيث السكينة والسُّكون
نورٌ خافِت يترائى لي من كوخها، مشيت اقترب للباب أكثر وعزمت على أن أطرق ثلاث مرّات فإن لم تخرج عُدْتُ أدراجي
طرقتُ مرتين وثوانٍ تفصل بين المرّة الأولى والثانية، على وشك الثالثة حتى فتحت الباب، هل ذكرتُ مُسبقاً أنها جميلة؟ تجاعيد وجهها ما زادتها إلّا وقاراً ولمعة زُرقة عينيها بارزة في اللّيل والنّهار
"هيز! ماذا أتى بمثل هذا الوقت! ادخلي الجو بارد"
نزعت غطاء رأسي ودخلت، إذاً فالنور الخافت هو نور المدفأة جيد فأنا اقشعرُّ بشّدة بسبب البرد
"ماذا أتى بكِ لهُنا في هذه السّاعة؟ مرّت شهور على أخر لقاءٍ لنا هل أنْتِ بخير؟ والداكِ بخير؟"
"نعم كُلُّنا بخير، ماذا عنكِ؟"
"بأحسن حال، لا جديد بين الكُتُبِ والأعشاب"
"ما أخبرتني ما سر قدومك؟"
"لقد انتقلت للعمل بالقصر كخادمة"
"ماذا!" على عكس ما خرج منها هي..
"لا تبدين متفاجئة هل كنتِ تعلمين؟"
"وكيف أعلم؟ هل أنا مشعوّذة؟ صدّقتي كلام عديمي العقول في الخارج؟"
"قطعاً لا، لا أصدّق أيُّ شيءٍ يخرج من أفواه أولئك الثرثارين ولو رأيته بعيناي"
"أخبرتك سابقاً سأنتقم من الملك، وجودي بالقرب منه في قعر قصره سيقدّم أفضل الفرص التي لا تلوح لي وأنا في قصر عائلتي"
نعم هي الوحيدة التي تعلم بما حصل بيني وبين بيكهيون بعيداً عن ذكر التفاصيل، لم أخبر كاث لأنني لا أرغب بأن تختلّ صورتي في نظرها
كسري وجرح كبريائي بهذه الطريقة المذلّة من أول قصة حُبٍّ خُضتُ غمارها لهو شيءٌ مُخْزٍ بالفعل
أخبرتُ مارلين بقصتي لأنها من بدأت وافضت لي مكنوناتها، حدّثتني عن عاهرٍ لعين قد تركها كما فعل معي بيكهيون لكنتُ قُلت أنه هو من تتحدث عنه لولا معاكسة المنطق لأقوالي وتذكيري بإختلاف الازمان والأعمار بينهما
"وكيف ستنتقمين؟ هل دخلتي كهيز دانييل؟"
"أعلم تحديداً كيف أنتقم، نعم دخلت كهيز دانييل ولكن دون لورد ودون ليدي هم لا يعلمون هُويّتي الحقيقيّة لو علموا لن يسمحون لي بالعمل"
"جيد، فلتحذري من أفراد العائلة الملكية، لا تكوني العلاقات هناك"
"بالطبع لن أفعل، يكفي بيكهيون"
"بالمناسبة، أمازالت ماري ترأس الخدم؟"
"أتعرفينها!"
"بالطبع هي صديقتي"
مهلاً مهلاً مارلين وماري صديقتين! كيف! هذه عالمة لطيفة ومثقفة أما تلك...خَرِفة نَكِدَة!
خرجت أفكاري الداخلية كحدث وسألتها فوراً "كيف! كيف التقيتما؟ من كل نساء العالم ما اتخذتي غيرها صديقة!"
"لا يَغُرّنَّك بأسها الشديد، هي لطيفة حقّاً ومرحة لكن عملها كخادمة للقصر يتطلب الصرامة"
تذكرت حينما ابتسمت على هفوتي، بدت لطيفة...نوعاً ما
"بربّك إنهم مجرد خدم لا أفراد ثكنات عسكرية"
"ستتعرفين عليها مع الوقت، إنْ وقعتي يوماً ما في مأزق أخبريها أنّك من طرف مارلين هي ستتكفّل بالباقي"
أشُّك في هذا، هي ستتبرأ من معرفتك فقط لكي لا تساعدني"
قهقهت مارلين ثم بادرت اسألها :"كيف تعرفتما؟"
"فلنؤجل قصّة تعارفنا أنا وماري لاحقاً، أنْتِ ما قدمتي لي هذه الساعه إلّا لأمرٍ جلل صحيح؟"
أجبتها "صحيح بالإضافة إلى أنني أشتقت لك"
ردّت:" واضحٌ جِداً لقد انقطعتي عن زيارتي لمدّة ثلاثة أشهر"
"سيكون من الصعب القدوم عندك من الآن فصاعداً، بصعوبة تسلّلت اليوم"
"هيز لا تتهوري وتجازفي، انتبهي لتصرفاتك في القصر، هُناك حتى الجدران لها اذان"
"لا توّصيني، سأفعلْ حتماً!"
"مارلين هل حقّاً ستساعدينني؟"
"لقد شاركتك بقتلك -زوجيك- اأتوانى عن مساعدتك الآن يا هيز؟"
"هذه المرّة ليست ككل مرة يا مارلين"
دحتجني بنظراتها :"حسناً أعني عمتي ميرلين"
هي قد أخبرتني سابقاً بمناداتها عمّتي، لديّ أمّْ وخالات بالفعل، جدّة لا تناسب عمرها، وهي لا تملك أقارب ولا وِلدان لذلك كلمة بسيطة ك"عمتيَ" تسعدها جداً
"لن أقتله بالطبع، لكن يجب أن أفسد الزفاف بأي طريقة"
قالت: "لقد نسيت ولم اسألك من سيتزوّج؟!"
"إيلينا ابنة هنري ملك ليون"
خبّأت يداي بين يداها الكبيرتان وقالت :"وأنتِ...بخير؟"
لن أسمح لأحد بأن يرضى ضعفي "على أحسن ما يرام" أجبتها بابتسامة
"وكيف ستفسدينه؟ وماذا إن فعلتي ما المهم في ذلك سيتزوّج أميرة غيرها بالطبع"
"على جثّتني لن يهنأ بأحضان إمراةٍ غيري"
"ثمّ بإفسادي للزّفاف هُنالك عِدّة نتائج لصالحي ستترتّب على ذلك"
"وستفسدينه كيف؟"
"هذا تحديداً ما جئتك لإخبارك عنه، انت وعدتني ستساعدينني!"
ردّت "وأنا لن أُخلِفْ"
"جيّدٌ إذاً، نفّذي ما سأقوله لكي غداً...لا تأخير!"
⁂⌘⁂⌘⁂⌘⁂⌘⁂⌘⁂⌘⁂⌘⁂⌘⁂⌘
إيش الشيء اللي تخططله هيز برأيكم؟
وقاحة بيكهيون معاها؟
من يكره ماري يرفع إيده
الأشعار بالبداية من تأليفي👈🏻👉🏻
ألقاكُنّ قريباً إن شاء الله، التشابتر القادم حماسيّ للغاية🔥
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top