-الفصل الثالث-
استيقظت صباحاً باكراً كما لم افعل منذ سنين عديدة، فاعلية شعور الحقد اقوى من صوت الديك فجراً لقد انتظرت ثلاث سنين من اجل هذه اللحظة سوف استغلها احسنَ استغلال ما عدت ابكي لكي افرّغ ما فيني من مشاعرٍ متضاربة، الان حان وقت الافعال يكفي بكاء.
كنت جهزت حقيبتي وما يلزم امس، كذلك فعلت كاثرين، لا زالت غير مقتنعه بمجيئها لكن ليس لديها فرصة للاعتراض
سوف احرص على ان لا يعلم احد بهويتي ومن اكون فعلا ًلا اهتم لكن لن اسمح لأولئك الاغبياء بالاستهزاء من عائلتي لأي امرٍ كان خصوصا هذا الامر، ليست كل فتيات العائلات الارستقراطية يفعلن مثلي اعني تركهن حياتهن المرفهة والعمل كخادمة بغض النظر عن مكان الخدمة.
ليس صعباً فمنذ وعيت على هذه الحياة لم اكن من محبي حياة البذخ والاستعراض نادراً ما كنت اذهب لتلك المناسبات المقامة في ارقى الاماكن حيث المأكل والمشرب يكفي لإطعام المملكة بأكملها، كثيراً ما كانوا يصدمون لرؤيتي ولمعرفة أني ابنة "الشرقية" وزوجها اللورد دانييل ويلسون.
كانت احدى المرات النادرة التي ذهبت فيها لحفل اللورد فيرغسون، هناك حيث قابلت ابنه ريتشارد...زوجيَ الاول، اعجب بي ولم ينفك يطلبني للرقص حتى استسلمت لالحاحه ورقصنا معاً بمشاعر خاويه على الاقل من جهتي
استمر بالمجيء لمنزل عائلتي بأعذارٍ مختلفه مره للاطمئنان على صحة والدي ومرة اخرى ليتذوق الكعك الشرقي الذي تعده امي وغيرها الكثير، فجأة اصبحت الصداقة تربط عائلتينا وكثرت الزيارات المتبادله التي لم اكن طَرفاً فيها بالطبع، قد استغربت بالبداية لم اكن اعلم ان هنالك مخطط زواج يُحاك ليلبسوني إياه دون إذنٍ منّي
لم اقبل بالبدايه وهذا ما جرح ريتشارد قليلاً وانا آسفه على ذلك..ربما، لقد اضطررت للموافقه بعد ان جاء والدي واحسست باضطراب نبرته والغموض الكامن فيها فوافقت! غريبٌ كيف يمتلك ذلك التأثير علي لكني اثق به واعلم ان سبب اتخاذه قرارٍ كهذا لم يأتِ من فراغ، كنت قد قررت انني سوف انهي الزواج بطريقةٍ او بأخرى لذا لا مانع من تنفيذ كلام والدي دون نقاش
تزوجنا وكان كل ما يقابل ريتشارد هو الصّد والبرود فقط، كنا ننام بجناحين منفصلين حتى انني ما شاركته الطعام يوماً، لم اعامله كزوج ولا حتى كصديق اذ انني لم ارغب في زرع بذور الامل بداخله فيتمادى اكثر، لكن لم يفلح معه ما فعلت، بعد مرور شهر جاء القصر ليلةً وهو ثمل حاول ان يعتدي علي فصديته ضربني وترك كفّه علامة على خدي لمدة اسبوع
كانت هذه غلطةً فادحةً منه بحقي،وما فاقمها اكثر هو كلامه لي باليوم التالي اذكره كما الآن "لقد حاولت معك بجميع الاساليب لم اوفر جهداً داريتك كثيراً وما أنتِ بمستجيبة لذلك ترقبي معاملتي الجديده لكْ سوف تصبحين عاهرتي قريباً"
مسكين لم أُعطه الفرصة فلقد اتجهت باليوم التالي لعمق الغابة السوداء حيث تقبع الساحرة مارلين اردت ان اقتله بطريقة لا تبعث على الشك لن استعمل السكين او اي اداة اخرى ،اردت شيئاً يفوق تفكير الاشخاص الطبيعيين والسحر هو الحل هو الحل ، انتشرت الاقاويل بكثرة عن مارلين وعن تلك الغابة ولم تكن بالاقاويل الحميدة، لكن إصراري على الدفاع عني نفسي وحقدي ليلة ضربه لي تحكما فيني ووجدت نفسي اطرق باب كوخها الموحش
اساساً لست من مصدقي القيل والقال ولا احكم على شخصٍ او شيء انا لم اجربه لذا لم اكن خائفة لذلك الحد حينما دخلت الكوخ ووجدتها تطعم قطتها وكلتاهما يتلفحان السواد، حقاً اكره القطط للحظة وددت التراجع لكن اوقفني سؤالها: "ما ذا جاء بك يا هيز دانييل؟"
شككت بقدراتها للحظة فأنا ابنة عائلة معروفه وامثالها بالطبع يحفظون افراد الطبقة الرفيعة عن ظهر قلب، فهم يجنون الاموال من خدمات الشعوذه والسحر التي يقدمونها لهم، لم تتدخر لحظة حتى الجمتني عن الكلام فقالت:" ذلك الساقط قد ترك كفّه علامة على خدك هيز انتِ حتماً لن تصمتي على ما فعل وهذا سبب مجيئك هنا صحيح؟"
رمشت للحظات احاول إيجاد اي ثغرة للتشكيك بكلامها لكن لم اقدر او بالاحرى عقلي لم يفق من الصدمة بعد، اومئت برأسي وقلت:"اريد ان اقتله، ليس رجلاً من يتمادى على إمرأة، اشباه الرجل كثر عددهم وبتخليصي للمجتمع من احدهم سيكون عملاً خيّراً بحق"
ظهرت شبح ابتسامة على شفاهها وردت:" سأعطيك السُّم ضعيه بالأكل ولا تقلقي إنه سم بدون اعراض سيتسبب بخفقان سريع للقلب ثم...ليرقد بسلام"
اجبتها بعد تفكير:" الن يشك احد؟ اواثقةٌ انتِ ان لا اعراض ستظهر؟ اكتشاف القتل بالسم ليس صعباً هذه الايام اكملت بتهكم: ريتشارد ابن عائلة ثرية قد يحضرون طبيب البلاط الملكي لمعرفة سبب الوفاة"
:"هيز اتثقين بي؟" وجدتني اهز رأسي بالإيجاب تلقائياً رغم مقابلتي لها منذ دقائق معدوده! ثقتي هي كنزي الثمين فلا اظهره لأي كان، ربما هي هالتها الوقورة والحكيمة التي تشع منها
:"إذا خذي السُّم ضعيه مع الطعام، مثّلي أنك الزوجة المُحبّة لمرة واحدة على الاقل قبل موته"
ناولتني السم دون مقابل ما اثار استغرابي لكنها قالت بأنه عمل خيّر كما ذكرت انا سابقاً بسخريةٍ طبعاً، وضعت غطاء ردائي على رأسي وعدت للقصر.
لا اعلم تفسير ما جرى بيني انا ومارلين لكن ما اعلمه انني اود زيارتها مرةً اخرى! صديقتي الوحيده هي كاثرين لست من محبي تكوين العلاقات صداقةً او ايّاً كان مسمّاها، لكن لا مانع من ان اضم مارلين للقائمة، اظنها جديرةٌ بذلك من يعلم ربما احتاجها مستقبلاً...انانية؟ ربماً لكن انا فقط استبق الامور بخطوة حتى اأمن غدر الحياة
فور وصولي اعددت الطعام ريثما يرجع ريتشارد، كنت اشترطت قبل الزواج بمنع دخول الخدم للقصر لست اثق بهم ولا بأيٍّ كان، فقد كانوا سيكشفون خطتي بلا شك اذا ما تواجدوا معي بنفس القصر، الخدم وُشاة بطبعهم -لا اعمم- وظروفهم تجعلهم يلهثون من اجل قطعة ذهبية واحدة، ما بالك لو فكروا بإخبار ريتشارد اذا ما رأوني اضع السُّم بالطعام! قسماً لن يترددوا للحظة عن ذلك
لو فقط اعتذر لو فقط جاء وطلب مني الغفران عمّا فعل ربما كنت سامحته ووضعت له عذراً كونه كان ثمِلاً لكن تهديده لي باليوم التالي اظهر ان ريتشارد حقاً لا ينوي على خير ولن يحل السلام بيننا الا بطلاقي منه وهو الشيء الذي لن يعطيني إياه، او...قتله كحلٍّ نهائي.
جاء ريتشارد كان يناظرني بقسوة يتحدث معي وكأنني حيوانه الاليف، مثّلت الطاعه وطيبت خاطره ببضع كلمات ثم وضعت الطعام على المائدة وجلست اقابله اتصنع الابتسامه، ما اكمل الثلاث لقمات حتى جحظت عيناه برزت عروق عنقه ووضع يده على صدره...نفس اليد التي صفعني بها، رفعت حاجبي وناظرته باحتقار ثم قلت:" سوف اصلي لترقد بسلام يااا...زوجي العزيز"
حاول ان يمسكني من عنقي لكن قبضته كانت هزيلة ضحكت على هذا، دقائق حتى دوى صوت وقوعه عن الكرسي وارتطام جثّته بالارض كما قالت ميرلين لا اعراض لا ماده بيضاء تخرج من الفم او دماء لا الوان غريبه تطفح على الجلد احسست بالراحه! ثِقلٌ وأزيل عن عاتقي، ما يشغل باليَ الان تمثيلي دور الزوجة المحبه وكيف سأقنع تلك القطرات المالحه بالنزول لأجل هذا الساقط امام الملأ حتى يصدقوني.
تمّ العزاء صدق الجميع انها وفاة طبيعية اقتنع الجميع بأنني اعددت الطعام لزوجي العزيز جلسنا لتناوله كأي زوجين بالعالم ثم توفى على حين غرّة واصبحت ارملة بسن التاسعة عشر...لا اهتم
ما ساعدني ان الجميع يعلم بتقرب ريتشارد مني بفترة ما قبل الزواج حتى ظنوا بأنه زواج شغوف عن حب، لست فقيرة ولا احتاج لقتله حتى ارث منه الاموال والاهم انني بنت عائلة مرموقة لها سمعتها هذا كفيلٌ بإسكات عبيد المظاهر ذوي المعايير المزدوجه فلو كانت فتاة من عائلة متواضعه بدلاً مني لقذفوها ورجموها بالاتهامات التي لا ترحم
فلأتوقف الآن عن استعادة ذكرياتٍ التي اود لو امحيها ولأنزل للأسفل لكي احظى بأخر فطور هَني كالليدي هيز ابنة اللورد دانييل قبل ان اصبح الخادمة هيز،
فقط هيز دون ايّ القابٍ رفيعة.
وداعٌ حافلٌ بدموع أمي وتحذيرات أبي وتوصياته التي بدأت تشعرني بالغرابة، هنالك ما يخفيه عني لكن لا بأس سوف اعلم ما هو لاحقاً الان وقت التركيز على الاهم، كاثرين ملكة الدراما تلك! ما انفكت تجوب القصر ذهاباً وإياباً تتلمس الاثاث والجدران وانا حقاً لا اعلم ما الفائدة من ذلك ليس كأن رائحتهم ستعلق بها فتشتمها كلما اشتاقت الى تنظيفها كما اعتادت!
":عزيزتي لا تقلقي سوف تنظفين ضعفها قريباً وتكونين صداقة وطيدة معهم".
":سو بربك نحن نمشي منذ ساعات لِمَ لمْ تدعينا نستقل العربة لقد سأمت حقاً من قراراتك المتعجرفه" قالت بلهاث واضحٍ من التعب
":غبية كالعاده، انت لن تفضحيني وتجعلين الجميع يعلم عن هويتي إيّاك! كما اوصيتك راقبي كلماتك ونحن هناك حبذا لو تلتزمين الصمت
سوف نذهب مشياً مثل باقي الخادمات، نرتدي الملابس البالية المليئة بالرُقع ثم نؤدي مشهدنا التمثيلي كما اتفقنا عليه حسنا؟!"
اجابت بتأفف: حسناً!
وصلا القصر لم تكونا الوحيدتين اللتين طلبتا العمل في قصر الملك، فقد صادف وجودهم عدد من الفتيات ذوات الوجوه الذابله مشقّة الحياة قد تجلّت في محياهم
احست هيز بالذنب فمن المعروف ان خدم القصر لا يُنتقون بعشوائية، هي واثقة من اختيارهم لها فلقد جهزت لهذا اليوم كثيراً لكن بسبب هذا ربما قد يُحرمن من يحتجنَّ هذا العمل، هي تشعر بالاسف والاعتذار لهُنّ من الأن
كانت هيز تقف امام كاثرين في الطابور القابع اما بوابة القصر تنتظران مع بقية الفتيات إذن الدخول، قَدِمت رئيسة الخدم تطرق الارض بحذائها وملامح الصرامة باديةً على وجهها الذي احتلته بعض التجعدات، وشعرٌ غزاه الشيب بثيابٍ زادتها رزانةً ووقار
": ادخلن بهدوء ودون تدافع، سلوككن سوف يُقيُّم منذ هذه اللحظه، نحن نحتاج خادمات لا بهائم لخدمة القصر...تحليّن ببعض الانوثة"
دخلن وعين هيز تراقب رئيسة الخدم تارةً تلوح بيدها لهذه حتى تخرج من القصر دلالةً على عدم قبولها وتارةً اخرى تلوح بيدها لتلك حتى تقف جانباً ريثما يتم تصفية جميع الفتيات
وقفت هيز بثبات واخفت بعضاً من ثقتها حتى تتقمص دور الفتاة الفقيرة الضعيفة على اكمل وجه، وبقيت تناظر الارض جرح كرامتها هذا قليلاً لكن كل هذا يهون في سبيل تحقيق خطتها..
اجابت رئيسة الخدم بصوت منخفض": لدي الخبرة الكافية بالطعام والحلويات من حدود مملكتنا إيڤانيس الى حدود الدول الشرق اوسطية، العمل طوال ساعات الليل والنهار لا يشكل اي مشكلةٍ لدي، اجيد خدمة اميرات القصر بشكلٍ ممتاز فأنا احيك الثياب وتسريح الشعر بأبهى الطرق شيءٌ بديهي بالنسبة لي
كادت ان تتحدث كاثرين فأسرعت هيز القول ":هي ابنة عمّي الذي توفي بالحرب خدمةً لمملكتنا الحبيبة ماتت زوجته بسبب الوباء ولديها شقيقٌ كفيف." اكملت كاثرين بعيونٍ دامعة وقد اجادت التمثيل: "لقد تربينا سويّاً لذلك نتقن نفس الامور اعطنا الفرصة رجاءً لخدمة قصر ملكنا المبجّل حامي مملكتنا العظيمة ونحن لن نخيب ظنّك"
:"من الاحسن لكما ان لا تفعلا" لاحت بيدها حتى يقفن مع صف الفتيات على جانبها، ابتسمت هيز خِفيةً ونكزتها كاثرين بخفّة لسعادتها بنجاح مشهدهما التمثيلي وكذبتهما التي انطلت على رئيسة الخدم
وصلوا للقسم المخصص للخدم هناك حيث توزيع المهام، كاثرين هي وخمسة من الفتيات الأُخريات على عاتقهم تنظيف القسم الشرقيّ في الطابق الثاني من القصر والاهتمام به،
اما هيز و اثنتان معها فمسؤولياتها توجد بالطابق السفلي قاعة الطعام وما يجاورها من نواحٍ اخرى مثل الصاله الملكية المخصصة لأفراد العائلة المالكة حتى الممر المؤدي لقاعة العرش في القصر وهيز لم تتذمر من ذلك بل على العكس تماماً شكرت الرب مراراً وتكراراً في سرّها
دخلتا للغرف المخصصه للخدم ولحسن الحظ هما يتشاركان نفس الغرفه او بالاصح نفس الصندوق، فهي بالكاد تكفي الاسرّة وخزانة صغيره لكلتيهما قد فرغا بها محتويات حقائبها وسريعاً عادتا لتباشرا بتنفيذ المهام
انهمكت هيز بالاعمال المطلوبه منها ودت لو تمسك ذلك العاهر وتقتله بالحال لكي تنهي هذي المعاناة وتعود لسريرها الدافيء لكن لكل شيء ضريبة عليها ان تتحمل
عند وقت العشاء اخذت هيز الاطباق لغرفة الطعام الملكية كانت تجاهد لكي تبقي عينيها مفتوحتين، فلقد استيقظت منذ الفجر جاءت للقصر على الاقدام ووضعت كل مجهودها المتبقي بالتنظيف، تود فقط لو تحصل على النوم ولا تفكر بأي شيءٍ غير ذلك
تقدمت لتضع طبق الحساء الساخن على الطاولة فسقط سهواً منها على الشخص الجالس بمحاذاتها.. علا صوت صراخه اثناء انحنائها لتعتذر منه :" اللعنه ايتها الحم..." ما إن رفعت رأسها حتى قطع الصمت ضجيج الصراخ ثم ما كان منهما إلّا ان علقا بتواصلٍ بصريّ طويل كأن لا احد موجود سواهما~
تشابتر طويل من الصبح اكتب فيه😭😭😭 واخيراااا بيكهيون ظهررر والتقوا بيكهيز
التشابتر القادم بنشوف pov بيكهيون يكفي سوجين ثرثرة من بداية الرواية😀
عرفتم الان قصة مقتل زوج هيز باقي الزوج الثاني، شيئا فشيئاً بتنكشف لكم الاسرار وتظهر شخصيات جديدة بالرواية طبعاً ما بتكون كثيرة بس كافية لتلبية حاجات الحبكة
سي ياه سون💋💙 لا تنسون الڤوت⭐️
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top