-الفصل التاسع-


شغلوا الموسيقا بالأعلى، على نمط موسيقا الحقبة التي تدور فيها أحداث الرواية ~























أعجَزَني الثَّكلُ وحُبُّكَ ما ثَكِلت، حَطاطُ الخِذلانَ فاحَ كرائحةِ الحِمامِ المُدْلَهِمّ، أتخَمْتَ روحي بُحبّك حتّى أصبحتْ بلْدحٌ ثُمّ أرديْتَها هَقِلةٌ تَقتاتُ الفَرَزذَق الذي لا يُسمِنُ ولا يُغني، عبّأتُ ذخيرَتي بالحقْدِ والغِلّ، أُقنِعُني أنّي ما عُدْتُ أهتمّ، ما فتأت جُيوشُك تُهاجمني حتّى حاصَرتني ورَفعتُ الخرْقَة البيضاء في خسارةٍ بِرِضا وخُنوع، ما قَبِلْتَني في مملَكِتكَ ونفيتَني مسافَةَ أسفارٍ بعيدَة، خنْخَستُ بغيرِ هُدى، أجوبُ ثنايا الذّاكرَةِ كمتسوِّلٍ بلا منزل، مُغْتَرِبٍ بِلا وطَنْ، عَرْكستُ شَتاتي وقُلتُ سأعود لذاتي...عُدتُ لَكِن هي ما عادت، غَضْبانَةٌ مِنّي ومِن خضوعي المستمرّ قالَت إمّا أنا أو ذاك الغريْب الذي ما كانَ لَكِ يوماً نِعْمَ الحَبيبْ. أجْرَمْتُ بحَقِّ نفسي وحانَ وقْتُ الحِساب، فائِدَةٌ أدْفَعُها فوق الدّيون، لَكِنّ جيوبي خاليَةٍ إّلا من الثُّقوبْ، سأقتَصُّ مِنْكَ بنَفسي لأجْلِ نفسي وكِبريائي المَهدور، ثُمَّ رُبّما نعودْ، كأحبّاء أصدقاء غُرَباء، أنْتَ من تَخْتار، لأن تِلْك المُضْغة المُنزَوِيّة في وَسْطِ ترائبي... لا تَزالُ تَنْبِض وما دامت كَذَلِكْ إِذن أَنْتَ موجود، وُسِمَ اسمُكَ هُناك ليُخْبِرَ كائِن مَنْ كان.... نادِني مِلْكَه .















عُدْتُ من الغابة مع طلوع الفجر بعْدَ أن ودَّعتُ مارلين ووعَدْتُها بِلقاءٍ قريب.

أخبرتُها بشأن ما جِئتُ لأجلِهِ بالتفاصيل المُملّة، هي اعترضت بالبداية لكنني تكفّلتُ بالإقناع، اشعُرُ بالرّاحة التي لن تكتمل إّلا بعد أنْ يُكلّل بالنجاح، يجِب أن أصل القصر، غُرفتي وكاث تحديداً قبلَ أن يحين موعد الاستيقاظ فيكتشفوا غيابي وأقع بورطة أنا لا أضمن الملك الآن، حديثُهُ معي بالأمس جعلني أشعر أنّهُ ليس بيكهيون الذي ألِفت، شيءٌ بِهِ تغيّر تهديداتي لُهُ لن تَنْفَع، لكن الأفعال ستفعل.

دخلْتُ كما خَرَجت، تسلّلتُ على أطرافْ أصابعي، حتى ولو كُنْتُ أرتدي حذاءً مسطح، الهدوءُ هنا قاتل لو وقعت إبرَة دوَّت كمِعُوَلِ فِلاحةٍ ثقيل، لحُسن الحظّ الغُرَف تقع ببُقعةٍ مُنزوية بالقصر بالطّابق السُّفلي، إذ الطابق الثاني مُخصّص لأجنِحةْ العائلة المالكة وضيوفِهِم.

وصلْتُ الغُرْفة بشقّ الأنفس، تدثّرتُ بالغطاء الخفيف على سريري المُهترئ، لمَ يضعونَهُ مِنْ الأساس؟ لا يغطي أكْثَرَ مِمّا يكْشِف ولا يقي مِنَ البَرْدِ أوْ نسيمْ الصّقيع المُتسلّل مِن النافذة المُهمَّشة

حينَما أتينا للقصر فتّشوا حقائبنا وتخلصوا من كُلّ ما يظنّونه غيرُ لازِم، عليهم الّلعنة تِلك الخادِمات لا بُدّ أنّهُنَّ عانينَ ليُحضِرْن تِلك الأشياء من بطّانيّات وأغطيّةُ أسِرَّةٍ نظيفة بَدَلاً من تِلكَ النَّتِنة، على الأرجح لم يغيروها مُنذُ جيلِ الخادماتِ الأوَّلْ

الجارياتْ لا يَحْصُلنَ على مِثلِ ما نلقى من سوء مُعاملة وعدم اهتمام، بالطبع! يجِب أن يَكُنَّ بأحسَنِ حال إلى حينِ قضاء ليلَتِهِنّ مع المَلِك

من الجيّد أن ذاك الخَرْق بالجدارْ موجود، سَبَق وأن دسَست الأغطية الدّافِئَة والوسائِد المُريحة مِنْ خِلاله، ثُمَّ أستيقِظُ قبْل وصول ماري رئيسة الخدم أُخبّئها بالخِزانة وأُعيد الوضع إلى ما كان عليه

على ذِكْرِ هذا، أنا مُضطَرّة لسحب الوسائِد والأغطية على سرير كاث لأُخبّئها وجَعلِها تستيقظ، هي ذاتُ نومٍ ثقيل

في قصرنا ما كانَ لَها وَقْتٌ مُحدَّد للاستيقاظ، هي ليست خادِمة بالمعنى الحرفيّ لكنّها مع ذَلِك لمْ تستغل مُعامَلة عائلتي مَعَها وكانت دوماً تُنْجِز أعمالها بكمالٍ ونشاط دون تمَلْمُل

"يا سو لِمَ فعلتي ذلك!" قالت بخمول

"استيقظي وإلّا ستأتي الخَرِفَة توقِظْكِ بطريقتها!"

نهضت بسُرعة "الّلعنة عليكِ وعلى ساعة طاوَعتُك وأتيتُ معك إلى هُنا"

ثوانٍ حتى سَمِعنا صُراخها من وراءِ الباب، ها قد أتت، يومُ عَمَلِ مُنْهِكٍ أخر

ذهبت كُلٍّ مِنّا إلى حيثُ يجب أن تكون، ساعدت الطُّهاة في المطبخ، مَسَحتُ قاعَةِ الطّعام، غسلت الملابس مع باقي الخادمات وبدأتُ أشعُرُ بالتّنمُّلِ في أطرافي

مهلاً...هل هذا القميص الذي كان يُريدُني أن أُخْلِعهُ إيّاه البارِحَة؟ أمسَكتُ تلابيبَه وبقدرِ ما بَقيَ فِيّ مِنْ جُهْد شَقَقْتُه، ليسَ كُلّه لكن بما فيه الكِفاية ليُصبِح غيرَ قابِلٍ للاستخدام...بالخطأ طبعاً

عَبَثي هذا رُبّما يعودُ عليَّ بالضرر، لكن لا بأس إنْ كُنْتُ سأراهُ مُشتَعِلْ الوجه

أشْعُرُ بالنّعاس الشّديد، لم أنَمْ مُنذُ الأمس لا طاقة لدي لفِعْلِ أيّ شيء، حان وقت الغداء ويجب أن أذهب لأُساعِد بتحضير المائِدَة

كُنْتُ في طريقي لوضع الأطباق بين يدي على المائدة، رأيتُه،..رَغِبتُ أن أراه مُشتَعِل الوجه لكنْ بسببي، ما الذي يُغضِبْه الآن؟ كانَ يمْشي على عَجَل أخبَرَتْهُ ماري أنْ وَقْتَ الغداء قد حان لكنّه تخطّاها دون أن يستمع لحَرْفٍ مِمّا تقول

أصرّت عليه فنهرها :"أبتعدي أيّتُها العجوز"

كانَ هذا مُحرِجاً لها بعضَ الشيء، هي دائماً ما تتصرّف وكأنّها ذاتُ مكانةٍ عظيمة في القصر وبِفعل بيكهيون لهذا أمام الخدم والحُرّاس فقد حَطّ مِنْ قدرها

لَنْ أُشفِق عليها، فلتشربي من نفس الكأس الذي يشربْهُ الخدم كُلّ يومْ

لملمت ملامِحَ وجهِها المُنْحَرِجَة ثُمّ قالت:" كُلٌّ يَذْهَب ليُكمِل أعمالَه هيّا!"

تِلْكَ ال...! ألأجل صُراخَه عليكِ مُنْذُ قليل تصرُخينَ علينا!

يَبْدو أنّ الملكة وبيكهيون لن يتناولا الطّعام، لكن أنا جائعة! هيز تماسكي! ليس وقتُ التفكير بمَعِدَتي الآن

شِبْهَ أنهيت أعمالي، لذلك عَزِمْتُ على أنّ أصعَد للأعلى وابحث بموضوع هيَجان بيكهيون

وكحُجّة في حالة تم الإمساكْ بي، خَرَجتُ أجلِب بعض الثياب التي نشرناها بعد غَسْلها، سأقول أنّني أتيت لوضعها في الجناح

صعدّتُ الدَّرَج الطوي، اتّجهتُ حيث جناح بيكهيون لكن لم يكُنْ هناك، إذن لا بُدّ أنّ بجناح المَلِكَة هيلانا

كما توَقّعتُ صحيح، لقدْ أبْعَدَ الحُرّاس من على الباب، تقدمت ثُمّ فتحتُ الباب بخفّة، في جناح المَلِكة يُقابلك ممرٌ طويل قبْلَ أنْ تظهَر ملامح الجناح من سرير مرآة وما شابه، استندتُ على الجدار الذي يُحاذي الممر نسيتُ ما حولي وركّزتُ انتباهي وأذُنايّ مع حديثِهما

استمع لهُما منذُ دقائق، سعادتي لاتوصف أنا لا أصَدِّقُ أذُناي، أخيراً انتقامي قد حان، انتظر فأنا أُخبئ لكَ الكثير.

"ماذا تفعلين!"

قاطع غبطتي الداخليّة همسُ تِلْكَ الخَرِفة

أمسَكت معصمي بشدّة وجرّتني نحو الخارج، بعْدَ أن أغلقت الباب خلفنا بخفّة "هل كُنتِ تتنصَّتين؟"

اردفتُ بسرعة "لا سيّدتي، أتيتُ لأضع الثياب"

تحسّستها وقالت ترفع حاجبيها "هي ما تزال رَطِبَة، ثُمّ كيف ستضعين ثياب الملك بيكهيون بجناح الملكة؟"

أنا سيئةٌ بالكذب، أُجيد العديد من المهارات لكنَّ الكَذِب ليسَ إحداها، قَد اختلق كذبة او كذبتين محكمتين لكنّ الباقي سيفضَحُني حتّى لو كانَ الموقِفُ لصالحي، كما حصل بالضّبط مُنذُ قليل

ادّعيتُ التلعثم والاستحياء "عُذراً سيّدتي، تعلمين..فُضولُ الخَدَم"

أنا هالِكة لا محالة، هي تكرَهُني، ستخير الملك والملكة ولا أعلم ما قد يفعلانه بي، قد يتهمونني بالتجسّس وأنّني تسللت للقصر لأوصل أسراره للأعداء

يا إلهي! ما الذي أقحمتُ نفسي به! هل أُخبِرْها أنّني أعرِفُ مارلين! مارلين أخبرتني أن أفعل هذا إذا ما وقعتُ بورطة

قاطع نقاشي ونحيبي الداخليّ صوتُها "ستُضاعَفُ مهامُك ولن تخلدي للنوم كما بقيّة الخدم بنفس التوقيت المُعتاد، وستستيقظين قَبْلَهُم بنِصفِ ساعة، انصرفي الآن"!

حملقتُ بِها لوهله...صدمت توقُّعاتي حقًّا! هذا فقط! أهذا يومُ سَعدي! سأحرِصُ على أنْ اذهب لأصلّي بالكنيسة لاحِقاً

صحيحٌ أنّي أشعرُ بالنّعس الشديد، التّعب كما الجوع لكن هذا أفضل من أن تفضَحني بكامِل القصر، سأضع القميص بجناحه وأغادر

رُبّما هي لا تكرهني، منْ يَعلَم، أنا شاكرةٌ لها على أيّ حال.

    ⌘⁂⌘⁂⌘⁂⌘⁂⌘⁂⌘⁂⌘⁂⌘⁂⌘⁂⌘              

"حبّذا تقوّم سلوكك أولاً جلالة الملك، ليست الثياب بالنتنة، أنت النّتن"  كلماتُها لا زالت ترّن في أذني أنّى لها تِلك الجرأة بحق الإله! رُبّما هي استساغت لُطفي كما تشاء

أعِدُك يا هيز أنّك سترين وجهيَ الآخر من الآن فصاعداً، أنا ما عُدتُ ذاك الشابّ الغريق في غَمرة الحُب، أنا أكثر نُضجاً وعلى عاتقي مسؤليّةُ دولَةٍ بأكملها، ما تغيّرت إنّما نضجت وأصبحت على ما أنا عليه الآن

أخطأتُ حينَما اقتربت لتقبيلها، لم تكُن بوادر الثّمالة ظاهرة على مُحيّاي لذا لا عُذرَ لي لديها الآن

رَغِبْتُ بها وبشدّة، هي لم تكن ترتدي أفخم القُماش وهيئتُها يبدو عليها التّعب لكنّها فتنتني كما فَعَلَت سابِقاً، لكُنتُ فعلت ما أندَمُ عليهِ لاحِقاً إن أنا قبّلتُها

قُبلة الخدّ كانت كافية، أحببت كيف أقشعّرت بين يدي لقُبلة خدٍّ فقط! كما كانت تفعل في الأيّام الخوالي، هذا يعني أنّني ما زِلْتُ أملُكِ تأثيري الخاصّ عليها

تُرى هل كانت تقشعرُّ هكذا بين يديّ زوجيها؟

مُحال، جَسَدُها يَعلمُ مُسبقاً أنّهُ مِلكي حتى ولو لم نتمادى بلمساتنا من قبل

فكرة أن هُنالِك من لمسها مثلي ورُبّما أكثر تزرع الأشواكَ حولَ عُنُقي وتَخنُقني

أنا لستُ أنانيّ، صحيحٌ افترقنا لكن هي ملّكتني نفسها وقالت أنّها لي وغيري لَنْ يَبُلُغ لها مرام

فلتَكُن عِنْدَ كلامِها إذَنْ، أمّا أنا فأصبحتٌ ملكاً الآن حتى لو رغبت بتنفيذ وعودي وإيّاها، المملكة وقوانينُها تحكمني

ذهبت لقاعةْ العرش كما العادة كلّ يوم، ينتظرني حِلفُ المستشارين على رأسهم الدوق بارك جونغسو

نتناقش أحوال الرّعايا، إن كان هنالك مخاطرٌ تُحيطُ حدود المملكة، مخزوننا من الحبوب، سريان تحالفاتنا مع الدول المجاورة والصديقة، الوضع الصحّي وإذا ما كان هنالك أمراضٌ سارية ومعدية حتى نتّخذ الإجراءات المناسبة بشأنها

الجميعُ ينحني ويُبدي لي الطاعة، أعلم أنّ هُنالِك وجوهٌ مزيّفة تكرهني وتكره سُلالة بيون من الأساس، يطمعون بالحكم ويُظهِرون الإخلاصْ المُبطّن بالخيانة، فليجرؤا أن يظهروها علناً أو يُفكروا بتطبيقها، والنّحرُ لهم بعْدَ التعذيب أمام الملأ جزاء

لسْتٌ بمتساهِلٍ  معَ أحد، علاقتي وإيّاهُم لا تتجاوز حدود سياسة الحُكم، لا أثق إلّا بالدوق بارك جونغسو، لقد عُيّن بمنصبه من قِبَل والدي الملك الراحل، هم رِفاق منذُ سنين طويلة في المراهقة الشباب والحُكم، لكن ليس هذا ما أهّله لهذا المنصب بل وفاءه وذكاءه الكبيرين، لقد كانَ خيرَ عونٍ وسند ولا زال، لم يطمع يوماً بمنصبٍ أو مكانة

عِنْدَ مقتل والدي كان سيتنازل على المنصب ويعيش كما باقي العامّة، لكنّ إصرار أخي الأمير جونغهيون الذي استلم الحكم وإقناعه لبارك جونغسو بأنه قليل الخبرة والحِكمة بالنسبة لملك وحاجته بمساعدته، أثنته عن قراره

رحل أخي كما أبي وحانَ دوري...هذه المره هو لم يأتِ بسيرة تنازله عن المنصب، لم أكن سأتوّسله للبقاء بجميع الأحوال...أُحبّه كما لو كانَ عمّي وأُكنّ له شديد الاحترام لكنّي لا أتوسّلُ أحد

رجُلٌ أخر جديرٌ بالثّقة وهو الميجور جنرال كيم جونميون، أمّا هوَ فلقد كانَ صديق أخي جونغهيون المقرّب، بعد أن استلم أخي الحُكم ولّاه على الجيش، فلقد برَزَت مهارته القتاليّة أثناء تدريبات الفُرسان، ثمّ ظهرت لاحِقاً تخطيطاته الاستراتيجيَة المُميّزة، هو لا زال بعُمرْ الشباب لكنّهُ أهلٌ لتولّي منصب قائد الجيش، لديهِ روحٌ قيادية وعسكريّة توّزع على كُلّ الكَهَلة الموجودين في هذه القاعة

أنا لا اعتمدُ عليهم، دائماً ما أدقّق خلْفَ أعمالهم، ولا أُمرّرُ لهم أيُّ زلّة، لا يعترضون لكنّ ذلك بادٍ عليهم، هم حتماً يكرهون مُعاملتي لهم بهذه الطريقة خصوصاً وأنهم يكبرونني بسنينَ كثيرة

لا يُهمّني أنا الملك وأفعل ما أراهُ صحيحاً، لا يظنّوا لو للحظة أنّني سأتّبعُ أساليب والدي كما أخي بالحكم

هذا عصرٌ جديد، عصر الملك بيون بيكهيون، ومن يعترض سأنحّيه فوراً، أساساً أنا أود بتجديد مجلس قاعة العرش وبثّ روح الشّبابِ فيه

لسْتُ بجاحدٍ لوالدي وأخي ولا أُقارن نفسي وإيّاهم، أنا والمملكة شاكرين لهما حتى الممات على كل ما فعلاه لأجل الملك

لكنّني لن أكون نسخة لأحد.

تقدّم منّي الدوق بارك جونغسو يُعطيني مرسولٌ ملكيّ وبحسب اللُّفافة يبدو أنّه من مملكة زوجتي المستقبليّة إيلينا

"تفضّل جلالتك وصَلَ هذا من رسول مملكة ليون صباحاً" صدقت توقُّعاتي

"إذاً لا بُدَّ أن الرسول خرج من ليون ليلاً ليصل بوقتٍ مبكر في الصباحء، تُرى ما المُهم لهذه الدرجة؟"

باشرت أقرأ وشعرتُ بأوداجي تحترق من الغضب

حافظتُ على هدوئي، صرفت المجلس واتجهت سريعاً لجناح والدتي هذا إن لم تكن بقاعة الطّعام

عرقلت خطواتي ماري فنهرتُها أمام الخدم منهم هيز، لم اتمالك نفسي لا بُدّ أنّها جُرِحت، اللّعنه على المرسول وعليك يا هنري

لا أضمن أن أُحافِظ على هدوئي في الداخل، سأصرخ ويعلم الجميع ما لا أريدهم أن يعلموه، لذلك صرفت الحرّاس أمام باب جناحها قبل أن ادخله، سينتهي بي الأمر بصرف جميع من في القصر اليوم

دخلت متجهّم السحنة وقد احسّت هيَ باضطرابي

اردفت بقلق "عزيزي بيكهيون ما بِك!"

قلت بدون مقدمات" هنري سيُلغي الزّفاف"

صاحت "ماذا! لماذا؟ ألم يكونوا يتطلعون لهذا الزَّفاف قبل أسبوع!"

"أمي لا أعلم ماذا حصل، كُلُّ الأمور كانت على ما يرام خِطابَهُ كانَ شديد اللّهجة هو غاضبٌ من أمرٍ ما أنا أجهله"

"عليكَ الذهاب إلى ليون واستطلاع الأمر بأسرع وقت، تبقى أسبوعان على الزَّفاف، وضْعُ المملكة حرج، نحنُ نحتاج لهذا التحالُف"

"سأفعل، سأنطلقُ ليلاً، نحنُ لسنا نلعب كيف يلغيه بهذه البساطة! لقد كانَ مقرّراً لحصول هذا الزّفاف مُنذُ سنين"

"اعلمي يا أُمي أنّني سأحاسبه على هذا سواء تزوجتُ إيلينا أو لم أفعل، حتى أنْتِ لن تنمنعيني"

اقتربت مني واحتوت وجهي بين يديها "رويدُك بُنيّ، هنالك سوءُ فهم بالتأكيد"

خرجت ولا زلت أشعر بشرارات الغضب تتطاير حولي

دخلتُ جناحي أستعد للذهاب، خطفت بنظري للسرير ورأيتُ قميصي الذي بالأمس موضوعٌ على السرير، رَطِبْ ومشقوق الصدر، لا احد يجرؤ على فعل ذلك

عَبِثْتي معي بالتوقت الخطأ يا هير، أنا أغلي الآن

صرخت بالحرّاس أن يستدعوا ماري رئيسة الخدم،

لحظات حتى أتَتْ وأردفت كاسفة البصر "مُرني جلالتك"

أجبتُها بحدّة "تِلك الخادمة بالشّامة تحت عينها، من أرسلتها البارحة لوضع الثياب، أُريدُها.حالاً"

"هل ارتبكت أيُّ حماقة جلالتك؟!"

صرخت بها" ماري وفّري فضولك وأخبريها أن تأتي لجناحي في الحال!"

سِرْتُ نحو النافذة علّني أجد ما يصرف غضبي هذا عنّي، انتظرت تلك الطفلة حتى تحضر وهي ما تأخرت

أحسست بها تقف خلفي على بعد بضع خطوات، نبست بثقة توحي لي بعلمها في سبب استدعائي لها

"هل هُنالك مُشكلة جلالتك؟"

قُلتْ وما التفت لها، بقيت انظر لانعكاسها على زجاج النافذة "ذاك القميص على السرير من أحضره؟"

"أنا جلالتك"

"من غسله؟"

"يداي جلالتك"

"إذن أنْتِ المسؤولة عن الشقّ فيه؟"

"نعم"

ما أنكرت! ولا ترددت بالإجابة! تلك الوقحة!

لقد حذرتُكِ يا هيز، لاتلوميني

انقضيّتُ عليها كالوحش وأمسكت تلابيب ردائها الرثّ أشُقُّه لنصفين

صرخت واسرعت تستر جسدها بيديها وما بقي سليمٌ من قماش الرداء

أمسكتُ شعرها بقوة وهسهست في أذنها "إنْ كُنتِ لا تُجيدين أعمالك كخادمة" صمتّ ثُم نظرتُ لجسدها من أخمص قدميها لرأسها وأكملت" فأنا مُتأكّدٌ أنك ستجيدين أعمالكِ كجاريّة"

هل يُخيَّلُ أم أنَّها على وَشَكِ البُكاء؟ لا تُحاولي لن أُربّت عليكِ كما كُنْتُ أفعل

نبست من بين أسنانها "أتركني أنتَ تؤلمني، دع شعري"

قرّبتها إليَّ أكثر حتى التصقت بي وأخذت تنظر لعيناي بغضب "ذاهِبٌ أنا لليون، صلِّ أن أعود سالِماً، لأنني سأقيم انتصاراتي على أراضيكِ يا عزيزتي

لا تقلقِ سأخبر ماري أن تعفيكِ من مهامك كخادمة، أريدُكِ بأوج نشاطك، فنحن لن ننام حتى تشهد الشّمسُ على ما فعلنا"

"لستُ عاهرتك أيُّها الحقير" كادت أن تصفعني لكنني كُنتُ أسرع صفعتُها ووقعت أرضاً

يَدٌ تُمسّد مكانَ الألم في شعرها، ويدها الأخرى تتحسس مكان الصفعة

ستبكي في أي وهله، قوّتها تتداعى أمامي، هيز أنتِ لستِ نِدّاً لي

نهضت سريعاً تضربني بقبضاتها التي ما آلمت بي شعره صرخت :"أيُّها المسخْ تضربني! ليس رجلٌ من يتجبّرُ على امرأة، لقد عُرّيتَ من رجولتك منذ أن حنثت بوعودِكَ معي أيُّها الخائن، أنْتَ لست رجل ولا امرأة، عارٌ على النّساء إن نسبتُكَ إليهِنّ...أنتَ نَكِرَة"

دموعُها تهطل أمامي بسببي، ليس بسبب غيري وهذا مريحٌ نوعاً ما، إن كُنتِ ستبكين بسببي أو من أجلي فابكِ

أمسكتُ قبضتيها ووضعتها خلفها ثم قلت بجفاء "وعودُنا تِلك لا قيمة لها، هي وعود شباب في غَمْرَةِ الوجْد، لا تعوِّلي عليها كثيراً، مشاعرك تِلك تخلصِ منها"

دفعتها ثم اتجهت نحو الباب وقبل أن اخرج قلت "ستأتيك ماري لتأخذك لمكانك المناسب الجديد، استمتعي وكوني بانتظاري" رفعت طرف شفتاي ثمّ خرجت

الشمس غابت، حانَ وقتُ ذهابي لليون سأصل غداً صباحاً إنْ أنا خرجت الآن

اعترضت الملكة على خروجي دون مرافقين لكنني نفّذت ما يحلو لي، أحتاج الانفراد بنفسي لأفكّر بعمق

دموعها تلك ونظراتها لي لا تنفك تُهاجم أفكاري، كُنت دائماً ما أمسحها لها وأقبّل خديّها،لم تبكِ يوماً بسببي ولم أضربها

اليوم لقد أخرَجَتْ بعضاً من اسوأ ما فيّ، كُنتُ غاضباً بما فيه الكفاية بسبب مشاكل المملكة التي لا تَبْرَح عقلي وإلغاء الزِّفاف

تمادت اليوم وقد حذّرتُها أنني سأتصرف معها بطريقةٍ مغايرة عمّا سبق، فلتتحمل نتيجة أعمالها إذن، أنا لسْتُ بيكهيون ذاته الذي أحبّته وأحبّها

ما تزال تذكر وعودنا التي رتّلناها على ذلك التلّ، اشتقت الذهاب إليه، أنا لم أفعل ذلك مُنذُ مُدّة

بعدما أخبرتُها بضرورة الانفصال، ذهبت إليه بضعُ مرّات أتذكرها وأتلمّس أماكن جلسونا وقُبلتنا الشغوفة على تراب أعلى التلّ، بعد عودتي من ليون لا بُدّ أن أذهب إليه

أخيراً أنا على أعتاب ليون، امشي بحصاني بين المارّة في ممرات الساحة الكُبرى ، لحسن الحظّ أنّني أرتدي العباءة، لقد شاهدوني مع أميرة مملكتهم إيلينا وهم على علمٍ الآن بأنني ملك إيڤانيس وخطيبُها، سيتهافتون عليّ كأسراب النمل إن رأوني

أزلت غطاء العباءة ووصلت بوابة القصر، وصلني صوت أحد الحُرّاس وهو يمُدُّ رُمْحَهُ تجاهي

"من أنت وماذا تفعل هنا؟"

لم أُكلّف نفسي بالردّ، يبدو أنه جديد لا بأس سأمررها له

صاح به الحارس الذي يحاذيه :"إنّه ملك إيڤانيس خطيب الأميرة إيلينا أيها الابله"

سريعاً انحنيا لي وادخلاني

سرتُ بأنفةٍ وكبرياء، حتى لا يظنّ ذلك العجوز أنني سأتوسلّه ولو للحظة، أنا وكبريائي والطوفان من بعدنا

"بيكهيون أتيت، كما توقعت" نبس بها وسار نحوي يحتضنني

عجيبٌ أمره، إن كان ليس بغاضبٍ منّي إذاً لمَ سيُلْغي الزِّفاف؟

"الملك بيكهيون، ونعم لقد أتيت لأرى ما سر تغيير مخطط الزِّفاف المفاجئ"

"بيكهيون بني اجلس"

لا تقل لي بني أنا بالكاد احتملك

جلست ليه لأنه أمرني بل لأنني متعب وأود أن نجد حلّاً لهذا سريعاً

"انا اسمعك" قلت له

"سيُلغى الزِّفاف لكن لا تقلق تحالفاتنا أنا والممالك الصديقة المجاورة لن تتأثر بهذا أنا أعدك، أنا من سيُلغي الزِّفاف وأنا من سيتحمل تَبِعاتُه"

"أتسمع ما تقول؟!" قلت بحدّة وما عدت بقادرٍ على الاحتمال "زفافٌ مخطّطٌ له منذ سنين يُلغى ببساطة بشقفة من البردي! ما هكذا تتصرف الملوك"

فليُفسّر كلامي كما يريد، كُكُنت أغصب نفسي على احترامه بحكم أنه والد خطيبتي والآن على ما يبدو حصون الاحترام الهشّة بيننا على وشك الانهيار

"هنالك لعنة ملقيةٌ على عائلتك، أولاً مقتل أبيك ثم وفاة أخيك بالوباء، أنا لا أظن أنّ مستقبل ابنتي معك سيكون مزدهر، أريد لابنتي الوحيدة عيشةً هنية رغيدة لا شقاء فيها ولا أظُنُّها ستتحقّق معك"

هذا العجوز! طفح الكيل "أتَسمَعُ ما تقول؟ ماذا تهذي أنت! ما هذه الخرافات؟ أيُّ لعنة وأيُّ هُراء! من أخبرك بهذا؟"

"لا يهمّ من أخبرني، المهم أنني أصدقه وأؤمن بهذا، الزِّفاف سيُلغى بيكهيون تقبّل هذا، ولنحافظ على صداقة مملكتينا كما كانت منذُ الأزل، لا دخل لإلغاء الزِّفاف بهذا"

يوماً ما سأستأصل الجهل من المملكة حتى لا يبقى فيها من هم بنفس تفكير هذا العجوز، إنّهم خطرون أكثر من الممالك المُعادية أُقسِم

"تذّكر أنّك أنت من ألغيته، لا تأتِ لي راجياً متوسلاً" قلت ما لدي ثم غادرت أشد على قبضتيّ من الغضب

رأيتُ إيلينا أثناء خروجي وعينيها تلمع أثر الدموع أكملتُ طريقي وصاحت من خلفي عالياً "لا زلتُ أريدُك يا بيكهيون"

وأنا كذلك لكن هذا كلّه خطأ والدك يا إيلينا

أشعُرُ بالإهانة، أيُّ رجلٌ سيكون أفضل منّي لإيلينا أو غيرها؟ لم يُخلق بعد ما دُمتُ أتنفس على هذه الأرض

نحافظ على صداقتنا؟ بالطبع مملكتك أيضاً ستستفيد، نكرةٌ أنت دون تحالف إيڤانيس معك

سأعود للملكة وأعلن خبر إلغاء الزِّفاف عندَ العامة، ما عاد من بالأمر فِرار، القرار أصبح محسوم، اسيُصابون بالإحباط، فلقد وصلت القصر أصداء سعادتهم لزواجي

الشمسُ لا تزال باسقة في السماء، في طريق عودتي مررت بجانب إحدى البحيرات فتوقفت لأروي ظمأي وأتناول الطعام، ذلك المرسول سدّ شهيتي مُسبقاً

انهيت طعامي وقبل أن أكمل طريقي لفتتني تِلك السّوداء التي تُفسِدُ خُضرة المكان بطريقة مميزة عن باقي الزهور الملوّنة، أشعة الشمس تعكس البنفسج المستترّ بسوادها على المياه

مميزة هذه الزهرة، كهيز تماماً، الورود والزهور منعشة الألوان لكنّها سوداء، سوادٌ ما أخلّ بسحرها وجمالها إنمّا زادها إيّاهما، رُبّما لهذا السبب هي تفضل زهور السوسنة تحديداً، أتذكر سعادتها حينما أهديتها باقةً مِنْها تحت شُرفة قصرها

سأقطف البعض، لكي آمرهم بزراعتها في حديقة القصر-  ليس من أجل هيز هي لا تستحقها، لا زلتُ غاضباً منها

      ᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽

يمشي الخيلاء في ثقةٍ، وسيمُ الطّلعة هوَ، عريضُ المنكبين حادُّ الفكّ، جسدٌ تتجلى فيه قُدرة الإله فتقول هذا مخلوقٌ ربانيّ بلا شَكّ، هو في زيارةٍ لمملكة إيڤانيس بعد أن استدعته الملكة هيلانا بسبب ظروف المملكة الطارئة، أميرُ مملكة نيس وولي عَهْدُها الأمير كيم جونغ إن. 24 عاماً

᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽

لا أصدّقُ أنّهُ صفَعَني ما آلمتني الصّفعة كُثر ما آلمني أنّها مِنّه ومن يدّه التي غَرَفَت لي الحنان يوماً من أكثر المنابع تصحُّراً، ردّدتُها لَهُ ضربات لا أظُنُّ أنّها آلمت أنملة منه

جسدي يرتجف من البكاء، بكيت لكبريائي الذي اهتزّ ولتلك العضلة في جوفي التي آلمتني فوق ألم خدّي وشعري أضعاف، لقد شقّ ثوبي كذلك

أتت ماري بعد خروجه بقليل مسحتُ دموعي سريعاً، أمسكت بي ترفعني عن الأرض "لقد أخبرتك لا تتورطي وأحسني التصرّف" ما بدت مؤنبة لي إنّما قلقة؟ حزينة؟ لستُ بوضعٍ لكي اهتمّ

غطّتني بالعباءة التي أحضرتها معها ثم أخذتني لغرفتها، هذه أول مرّة أراها، لم أستطلعها وما فيها، لستُ بمزاجٍ مناسب لذلك، مسحت على وجهي بالماء وأعطتني فُستاناً باللون الأحمر لست غبيّة لكي لا أفهم

هي تجهزني لأخذي لمخدع الجاريات، إذاً هذا سبب الاهتمام المفاجئ ~

وضعت بعضاً من تلك المساحيق على وجهي ورافقتني للأسفل، أشعر أنّني كالدّمية تلعب بي كما تريد بلا روحٍ ولا حول ولا قوّةٍ منّي، نفضت يديها عنّي وقلت "يكفي دورك لهنا، لا تمسكيني بهذه الطريقة مرّة أخرى" ما دُمتُ لم أعد خادمة تحت سيطرتها إذن فلاستغل هذا جيّداً

الفتياتُ هنا كُثُرْ، حسناوات وفاتنات، لقد تم اختيارهنّ بعناية أم اقول خطفهن واجبارهنّ على المجيء؟ بعضهنّ راغبات لكن معظمهنّ لا، لديهنّ أحباءٌ في الخارج معلّقةٌ قلوبُهنّ معهم، عائلات وصديقات

البؤسُ بادٍ على وجوههنّ، معهُنّ حق، من سترغب أن تكون أداة لتفريغ شهوات الملوك والأمراء؟ منذ مجيئي إلى هُنا لم أرَ غير ذلك اللعين أيُعقل أن كلهنّ موجوداتٌ ها هنا لتسليته هو فقط! ذاك الفحل العاهر!

الأسرّة هُنا مريحة أكثر من أسرّة الخدم، هُم من يستحقون المعاملة والخدمات الأفضل، الأولوية لجاريات الملك بالطبع!

اشتقت لكاث، لا بُدّ أنّها قلقة عليّ الآن

استلقيت على سريري في إنهاك لم أنم منذ البارحة، ولا رغبة لي بالأكل بعد ما حدث

أحسست بكتلة تحجب النور عنّي، لا داعي للتخمين، هذا النوع من العاهرات اللّاتي ذكرتهنّ سابقاً، أمثالها هُنا برغبةٍ منهنّ ويطمحن للحصول على مكانة في قلب الملك أو في سريره، لقد جاءت لتتنمر علي، مستجدّة مثلي تُمثّل وجبة دسمة بالنسبة لها، سنرى بشأن هذا، ما أحسنت اختيار التوقيت

"ما اسمك" قالت بغرور ولم ارُدّ

"كم عمرك"

"من أي قرية أنتِ؟"

صاحت "هاااي هل أنتِ صمّاء؟"

أمسكت بكتفي تهزّه وتغرس أظافرها فيه، سريعاً قبضت على معصمها ولويتُهُ لها حتى أصبحت تئنّ من الألم، نظرت لها بشرّ ثُمّ قلت :"إيّاكِ ولمسي مجدداً أيَّتُها العاهرة، وإلا فإنني سأشوّه وجهك كما مفاتنك تلك التي تستعرضينها أمام الملأ، ثم لنرى أين سيُلقي بك الملك بعد ذلك، فأنتِ بالنسبة له جسدٌ فقط، هو لن ينظر إليكِ مرّة أخرى إن كان سبق وقد فعل، حتّى أنتِ ستشنزين من نفسك"

فرّت الدماء من وجهها "متوحشة اتركيني"! تركتها وابتعدت عنّي سريعاً

متوحشة؟ لقد سمعتها من قبل، آه صحيح لقد قالها لي عندما هاجمني دفاعاً عن تلك المُدّعية

أفكاري تعصف في مخيّلتي حتّى أردتني حبيسة النوم


𖧷
𖧷
𖧷
𖧷
𖧷
𖧷
𖧷
𖧷
𖧷
𖧷
𖧷
𖧷
𖧷

استيقظتُ صباحاً ولكن هذه المرة حظيتُ بقسطٍ وفيرٍ من النوم، لا شيء أفعله، مللٌ فقط، لقد هجرت الكتب منذ مُدّة، لا يوجد وقت لقراءتها بسبب انهاك العمل المستمر، كُنت أستغل ساعات اللّيل المتأخرة أحياناً

اشتقت لمطالعة صفحاتها وحروفها المكتوبة بعناية، رُبّما يجب أن أُلْقِ نظرة على مكتبة القصر! لا بُدّ أنّها تحوي على أفضل الكُتب وأندرها

مرّ الوقتُ ببطئ ولا شيء غير الملل القاتل مع محاولات بعض الفتيات للتقرب منّي إّلا أنني لا أرغب بتكوين أيّ علاقاتٍ جديدة، اشعُرُ بالانطواء

دخلت إحدى العاملات التي لم يسبق لي رؤيتها من قبل "أنتِ!" هل تقصدني؟ أشرتُ إلى نفسي استفهمها بصمت ثم أردفت "نعم من ترتدين الفستان الأحمر تعالي إلى هُنا"

إلهي هل حقّاً سيُنفّذ ما هددني به؟ هذا أول ما جال في ذهني

جرّتني إليها وأخذت تسير بي لإحدى الغُرف، دخلنا ورأيتُ بالدّاخل فتاتين يافعتين قالت لهُنّ "باشرن عملكنّ"

سرحنّ شعري ووضعن المزيد من تلك المساحيق، إلهي أنا أكرهها لقد كانت تجبرني والدتي على وضعها في المناسبات الاجتماعية للطبقة المُخمليّة، أهي ضروريّة حقّاً؟

عادت تلك التي أخذتني من المخدع بالبداية وسارت بي مجدداً إلى الطّابق الثاني ظننت أننا سنذهب لجناح بيكهيون لكننا مررنا بجانبه قبل قليل، بضع خطوات حتّى توقفنا أمام باب إحدى الأجنحة التي لم يسبق لي رؤيتها من قبل

"أُدخلي متّعي سيّدك وأحسني التصرّف" ثُمّ ذهبت

لن أكذب أنا أشعر بالخوف من يكون يا ترى؟ كيف سأتصرف، اتخذت قراري سأكشف عن هويّتي إذا ما تمادى معي، لن أُجازف بنفسي

طرقت الباب ووصلني صوته يسمح لي بالدخول، حالما دخلت استقبلني رجلٌ...رجلٌ وسيم؟ لا هو فوق هذا أنا لا أجد الكلام لوصفه، لكن هو حقّا حقّا وسيم!
لم يكن يرتدي القميص عرجت ببصري إليه سريعاً و...ربّاه لديهِ جسدٌ منحوت...

أخذ ينظر لي مطوّلاً بوجهٍ لعوب، وكأس النبيذ متموضعٌ بين يديه، ابتسامته جذّابة للغاية أهو ساحِرٌ ما؟

"أهلاً يا فاتنتي، أخبرتهم أن يجلبوا لي أيُّ جارية ترتدي فُستاناً أحمر لأنني أفضله، لكنني أرى أنّهم جلبوا إحدى الحوريّات" معسول اللسان...

لا أعلم اأطلق عليه وقح لنظراته تلك أم لطيف لمدحه حُسني أم الاثنان معاً؟

اقترب مني وأخذ بضع خُصلات شعري المنثور، ووضعها خلف أُذُني، سألني "ما اسمك" أجبته بهدوء وحاولت إخفاء توتري وخوفي بعيداً "هيز" .

"هممم اسمٌ شرقي" كيف عَرِف ذلك! لم يسبق أن فعل ذلك أحد من قبل

لم أكبح فضولي فسألته لكي أشتته عن ما ينوي فعله علّ الليلة تمر بسلام "كيف عرفت؟"

"الكتب، في الكتب يا عزيزتي تنزوي أعظم الأسرار ورُغم جلائها للعيان إلّا أنّهم لا يقرأونها ويعوّلون على الخرافات" مثقفٌ كذلك!

أردفت أنازله في عِراك الفلسفة هذا :"الكُتب تُظهر الحقائق، لكنّ الخُرافات تبقى خرافات منسوجةٌ من خيالاتهم ورغباتهم الدفينة هُم يعلمون أنها لا تصل حدود المنطق لكنّهم يفضلونها بكل الأحوال لأنهم يسيّرونها حسب حاجاتهم"

"ذكية، جميلة و...مُغرية" صمت قليلاً ثم أكمل ينظر صوب عيناي "تُعجبينني يا ذات الشّامة"

ذات الشّامة! بحق الإله هذا أغرب لقب أطلق عليّ، أغرب من الأرملة السّوداء حتّى

اقترب ليُقبّلني وقبل أن أبعده بدأتُ أشعُرُ بالدوران وجفناي متثاقلان للغاية، جسدي سيهوي على الأرض بأي لحظة احتواني بين يديه وقال "هل أنتِ بخير؟"

"أنا..." يعصى عليّ إكمال الحروف أشعر بلساني قد شُلّ
أُحاول التماسك بكل ما أملك من قوى، لا أُريد أن يُغمى علي بجناحه وبين يديه أنا لا أثق به، فُتِح الباب بقوّة وكان أخر ما وصل سمعي "ما الذي يحصُلُ هنا" قبل أن يُغمى علي.


























تقييمكم لأحداث الفصل بشكل عام؟

توقعاتكم للقادم؟🔥


مين اللي دخل على الأمير جونغ إن وهيز؟👈🏻👉🏻


ياااههه كيم جونغ إن إن ذا ايريا انتبه بيون بيكهيون🥳

اراكم قريباً إن شاء الله

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top