-الْفَصلُ الخامِسَ عَشَرْ-
꧁1350 C.E - ꫀꪜꪖꪀꫀ𝘴ᥴꫀ ☦︎︎꧂
كُتِبَ في صحيفة قدري الشّظف والحِرمان وعَكِفتُ أُقلّب صفحاتها واحدةً تلوَ الأخرى ألهث بتعب لكن بلا استسلام ولا جزع، علّني أصبو لصفحاتها العارية فأكسوها بحروفي التي أخُطُّها لأُضفي على عيشي الوَطَأ من بعد الشقاء
بيد أن القدر كان مني أسرع وأقدر، إذ ما إن حللت على إحدى الصّفحات حتى ألفيته يُدنّس نقاء بياضها بالسّواد ويمزّقها فلا يدع منها موضع قطرةٍ من حِبر
وقتها أُدرك أنني في صراعٍ مع عدوٍ جلِف، لا قدرة لي على حشد الجيوش لضرب صفوصه ولا إحتلال أراضيه وهو بتقليب صفحات صحيفتي يكسبني ويسحق دُنياي بلا أدنى مجهودٍ يُذكر
هو الْقَدَر...لا يجابهه كائن من كان وإنْ صَبَر، مصيره أن يركع له يوماً في خَوَر
أوّاه من نَصَبي الذي به يغلُبني ويعينه على إتلافي وأنا الذي ما عادي فيّ من صحّةٍ ولا صلاح...عُطِبتُ بالكامِل!
توالت عليّ نوائبُ الدّهرِ كذا مكائِدَ الْقدرِ وبِخُبثٍ ودهاءٍ التفّا حولي كشغاء الشرنقة حول اليرقة
غير أن تلكَ اليرقة تكبُر وتنمو فتغدو فراشةً زاهية الألوان، تطير في الأُفق بحريّة أما أنا فيتلبسني السّواد الحالك ويمتصّ مني روح الحياة...يطمُس ما حولي بالرّماد ولا أجد مخرجاً، فأين العدل؟
تكاتلت المسؤوليات على عاتقي وكبّلتني فأردتني طريح فراش الإلتزام القاسي لا أهنأ ولا أرتاح وإن امتلكت بدلاً عنه مئات الفُرِش الوثيرة ومُجدداً، أين العدل؟
لا عدل!
لم أعهد العدل ولو صدفةً في حياتي...منذ فقداني لوالدي قدوتي ومعلمي الأوّل، يتبعه أخي العكاز الذي أقاوم به الظّروف يسندني فأسنده دوماً، كما أعتدنا أن نفعل منذ نعومة أظافرنا وفي صِبانا وليتني أستطيع القول حتى حاضِر الأيّام...
تحنّ عيناي لرؤية والدي الملك يتوسدُ عرشه بكبرياءٍ ورِفعةٍ ظاهرين، في مجلسه وحوله أعيانه ومستشاريه ينصتون له بحواسهم المشدودة وينحنون بطاعةٍ وإحترام
يجاوره أخي الأكبر والوحيد ولي عهد إيڤانيس المغوار الذي لم يقدر على إحناء نحره أعتى الجيوش وأكثرها قسوة ففتك به المرض الذي يصدف أنّه من تصاريف الحياة...الحياة الغشيمة
لم أملك يوماً طمعاً بالمُلك ولم تزغ عيني لتاج المَلِك حتّى وإن اجتمعت شياطين الأرض لتنفح وساوسها في عقلي، كُنتُ راضياً وقنوعاً بمنصب الأمير أتدبر عيشي وأُرضي رغباتي وبعضاً من طيشي بالصّلاحيات المخوّلة لي وكانت تكفي لتقرّ بها عيني بل وأكثر
حلمتُ يوماً بمملكةٍ أهدم أسوارها التي بناها من قبلي، بجيشي الذي أُعدّه وأتقدّم طلعته لأشيّد بدلاً منها أسواراً باسقةّ صلدة تُجابه الزّمن وضربات الأعداء
أُحارب ببسالة فإما أنتصر وإلّا فلأمُت بشجاعة...
تعاونّي في حُكمي... مُهجةُ قلبي وسجّانة كياني
لكنّ حتّى هي ما عَدِلت معي بشأنها الحياة...
هجرتُها بلا وداع...بلا طلبٍ منها للغفران
بجميع الأحوال هل كانت ستقبله لو فَعَلت؟
ستمضي وتضعني وذكرياتنا طيّ النّسيان؟
تتستّر على حُبّنا وتلقيه في خانة الكتمان؟ كأنه ما كان!
أكُنت خائفاً من المواجهة؟
من أن أرى بريق الحُزنِ والخيبة في عينيها بعدما صرفتُ الوعود بلا حسُبان لتدابير القدر
أنا من حرصت دوماً على لملمة شتاتها وتقبيل قطرات مآقيها فلا تروح هدراً على الأرض وأنا أحق بها وبكل ما فيها، أخفتُ أن أكون سبباً بها؟
أم أنني كذبت على نفسي وأقنعتُني بأنها ما عادت تعني لي شيئاً وأنا بدونها بأفضل حال؟ الّلوم عليّ أم على مهارتي الدنيئة بالإقناع؟
سأمضي في حياتي قُدُماً وسوف تنساب هي ومشاعري من حياتي بسهولة كالماء عند الجريان؟
كان إنجرافاً بالمشاعر حُبُّ صَبْوةٍ زائل؟
لِمَ ما زلتُ لم أقتنع إذن؟
تسلّمت الحُكمَ وطفقتُ أخدُمُ شعبي وأسعى لرفاههم حيناً ثم أجبُر والدتي المكلومة بقرّة عينيها حيناً آخر
رُبِطتُ بأمراةً ما عنت لي يوماً بل والارتباط بها لم يكن حتّى ضرباً من الخيال فلا في نفسي ولا في عيني نظرت لها يوماً غير زوجة أخي المستقبليّة وبعد؟
تزوجتها وخُتِمَ على رغبات قلبي بالاندثار
أحتجتها بجانبي ترنّم تعاويذها السّاحرة على مسمعي، وتهمس بنفحاتها السّاخنة ضدّ جلدي فيخشع بمحضرها كُلّاً من قلبي وعقلي وجُلّ ما يرددانه أن لكِ السّمع والطّاعة
لو شِئتُ أحضرتها وعائلتها يجثون في مُلْكي دون أن أُحرك بنصراً...في الواقع شِئتُ وما شاءت الحياة
عاندتني وأطلقت الأسباب لتحوم حولي وتسُدّ في وجه قلبي الطّريق بشراسة
كالسّهل المُمتنع كان الوصولَ إليكِ يا هيز...
وبعد مُدّةٍ وجيزة من فُرقانا وصلني نبأ زواجك
فما كِدتُ أتخطّى شرخ قلبي الذي أحدثتِ حتّى بُتِرَ كُليّاً بنبأ زيجتك الثّانية
أنّبتُ نفسي حينها وحاولت السّيطرة على زِمام مشاعري الجّامحة لأنساكِ فأنتِ ما عُدتِ لي تنتمين وعارٌ عليّ إن رغبتُ بزوجةِ رجُلٍ أخر
وما استطعت!
لم أكد أُفكر بنسيانك، حتّى عُدتي للإشراق في ظُلمة حياتي مُجدّداً...
لِمَ؟ لم فعلتي هذا؟
سألتُ نفسي مراراً وتكراراً وما أستطعتُ أن أضع يدي على الجواب
في كُلّ مرّة ألحظ خيطاً يربطني بالإجابة ينسلّ من بين يداي فأعود لأحيك تفسيراً معقولاً من جديد
أهنتُك...خدشت أثمن ما تملكين -كرامتك- وعبثتُ بأضعف ما لديكِ -قلبك-
صفعتُك..عاقبتُك وعرّيت خدّي متجهزاً لتلقي المثل،
لكنّك ما بادرتي نحوي بشيء
وكم تمنّيتُ لو فعلتِ
ما توانيتِ عن فضْح مشاعرك نحوي ولو ما فعلتِ فنظراتُكِ تفعل
يوم زِفافي، قربي من إيلينا وفي كُلّ مرّة عمدتُ لتحطيم جُزءٍ منكِ لتبتعدي عنّي فوجودكِ في محيطي كان خسارةً لكلانا...وما زال
لم أضمن ألّا يثور قلبي عليّ ويركض نحوك ليُلعن لكِ الطّاعة من جديد
أعترف خشيتُ من هذا...
خشيتُ من أن يُهدم كُلّ ما بنيته بشقّ الأنفس، ومن تصدع ما رمّمتُ فيّ من بعد ما قاسيت
أن تُخرق كينونتي القشيبة وأنا الذي خِطتُ رُقَعَها من قماشٍ بالٍ
ذلك اليوم على التلّ...استشعرت في جوفي العلقم الذي أثمرته مرارة ذكريات الأيّامُ الحُلوة
والغيرة التي حرصتُ على تخبئتها بعيداً منذُ زمنٍ مضى، في رُكنٍ منزوٍ داخل فؤادي وفجأة ظهرت من العدم
أو بالأحرى أظهرها وجود جونغ إن
قلتُ حينها أيما كلام ولم أندم عليه كما لم أفعل تجاه أيّاً مما فعلت مسبقاً...
بالنهاية...أنا رجلٌ عاشق وفي سبيل العشق لا أُلام
في الواقع ندمت...بشأن أمرٍ واحدٍ فقط
وبجبروتها الذي زلزل عرشي وأخذ قلبي عندها رهينة عاودت الكرّة مرّة ورضختُ لها ألُمُّ شُتاتها كما اعتدت في السّابق
لكن هذه المرّة شتاتها الذي أنا بعثرت
وعند إحاطتي لها بشوقي قبل ذراعيّ ، سخونة جسدي وارتجاف حواسي خانتني وراحت تهرع لها تُمجّدها في صمت لما هي قادرة على فعله بي
وحدها ولا أحد غيرها~
-وأخيراً آن لهذا الحال الزوال-
عُدتُ ليلاً بعد نهارٍ حافلٍ خارج القصر
نهارٍ كهذا اعتدته من قبل ، والذي ما اعتدته هيئة إيلينا التي لاحت لي فور ولوجي لداخل الجناح صباح اليوم التالي
كنتُ قد نمتُ في إحدى الأجنحة الأخرى المخصصة للضيوف بعد شجاري وإيّاها وبعد كذبها عليّ، أنا ما زلتُ غاضباً لم أنسى ما فعلته
صعدت لجناحي لتبديل ثيابي فأستعد لمزاولة قائمة أعمالي لليوم، ألفيتها كانت مبعثرة الهيئة، مُمزقة الثياب، ووجهها يزفُرُ الإحمرار، تبكي بقوّة
تناسيت شجارنا وغضبي منها وهرعتُ تُجاهها أستفسر عن الأمر
لكنها ما أستجابت، كانت أضعف من أن تنبس بحرف لولا أنّها شهقت كما لو أنّها تُنتزع الرّوح، وهمست على مضض
"ب..بيكهيون...الطّفل"
خارت على الأرض وحملتها سريعاً بتلقائية فلقد توقف عقلي عن العمل وبدلاً من إستدعاء القابلة التي من المحتمل أن تتأخر حتّى تصل، قررت الذهاب بها إلى الطّبيب الملكي بنفسي دون إستدعائه هو الأخر
لا أعلم كم أخذ منّي الوقت حتّى أصل لكنني أجزم بأنني كُنتُ أسرع من رَمَشات عيناي اللي حدّقت بها بعدم تصديق
نزلت السّلالم سريعاً وصادفتُ جونغ إن الذي لحق بي دون أن ينطق بحرف، فحالتي ولا وضع إيلينا يسمحان له بعرقلة هرولتي بأسئلته الفارغة وجيدٌ أنّه مدرِكٌ للأمر
كان الطّبيب جوزيف يجلس بوقار يُطالع إحدى كتبه تلك المليئة بالرّسومات على ما أظن أو حسب ما يُطلِقُ عليها "مذكّراتٍ علميّة"، لقد اعتدت المجيء إلى هنا في صغري وهو يقوم بنفس الرّوتين منذ ذلك الحين بل وقبل هذا حتّى
هو متمرّسٌ ذو خبرة بما يعمل، درس الطّبابة وبرع فيها منذُ شَيبته، يعمل في القصر منذ عهد جد والدي الرّاحل أي...يُوثقُ بقدراته وتشخيصِه
وضعتُها رأساً على سريره مفتقداً لكافة آداب الإستئذان التي لم ألقِ لها بالاً من الأساس
القصرُ بما فيه ملكي، وملكٌ مِثلي لا يستأذن، أنا مقتنعٌ بهذا...
بصوته الأجلّ العَبِقُ برنّة الكهولة "أهلاً جلالتك ما الأمر؟"
ابتلعت ريقي استلّ نفساً للحديث، كنت قد بعثرت مثله الكثير في أثناء قدومي إلى هُنا
"لا..لا أعلم قم بعملك وتأكد من صحّة الجنين وإلّا حقّاً لن يسلم منّي أحد اليوم أولهم أنت!"
أومئ يسايرني وأشار بعينيه تجاه الباب يطلُبُ منّي الخروج بشكلٍ غير مباشر وفعلت!
لا لأنه طلب بل لأن ما يجري لا يحتمل النقاش أو إضاعة المزيد من الوقت
وقفتُ أستند على الباب أصلّي داخليًّا لتمرّ الأمور بسلام دون خسائر أو أضرار لا للطّفل... ولا لإيلينا
لستُ أثق بالقدر ولا ملجأ لي إلّا الرّب
"ما الأمر بيكهيون؟"
صدح صوته يتخلله بعضاً من القلق وضعت غيظي من أفعاله السّالفة مؤخراً جانباً، وأجبته بهدوء حرصت ألّا يلتقط منه أيّاً من توتري وإجهادي
"إيلينا ليست بخير... لستُ أدري ماذا حصل، لكنّ على ما يبدو الجنين قد تعرض للأذى"
فيما عداي أنا وإيلينا فإن جوزيف ورجال الكنيسة الوحيدون من يعلمون بأمر الحمل ولقد نبهتُ عليهم بطريقتي الخاصّة كتمان الأمر حتى أُعلِنَ عنه بنفسي
أما جونغ إن...كانت زلّة لسان ولا بأس بغض، النّظر عن الأمور الأُخرى فهو جُبُّ أسراري الأمين....ليس كُلُّها
همهم هو بهدوء وأردف "لا تقلق كل شيء سيكون بخير، تقلبّاتٌ كهذه تحصل كثيراً مع الحوامل، إسألني أنا"
لم ألتمس السخرية فيما قال، لظننت أنّه يحاول تلطيف الأجواء بلسانه المُنفلِت لكنّه كان جادّاً
"حقّاً؟ وكيف تدري؟ أتراك أنجبت من قبل يا فلذة كبد خالي؟"
قهقه كنقيق الدّجاج الصيّاح بإزعاج
"متى أصبحتَ ظريفاً! أنت تحرزُ تقدُّماً ملحوظاً!"
وأتبع "أُمي فترة حملها بشقيقتي الصُغرى كانت تزور الطبيب الملكي كل يوم، ولا أُخفيك بعضها خوفٌ مبالغٌ به من قبل والدتي، أنت تعلم...نساء"
هو لم يرى حالة إيلينا ليحكم عليها بالخوف المُبالغ...
هززت رأسي بلا مبالاة وعدتُ أسنُدُ رأسي على باب حجرة جوزيف
"بيكهيون! أتلك دماء؟!"
اتسعت عيناي حيثُ وجهتُ بصري لأسفل جذعي
سحقاً! إيلينا كانت تنزف! لقد فاض قلقي الآن ولو ملكتُ ذرّةً من الارتياح فلقد ذهبت مع الرّيح
فهِم جونغ إن ما جال في ذهني وتحديقي ببقعة الدّماء بتيهان
"كُفّ عن الهلوسة، كلاهما سيكونان بخير" أقترب منّي وشدّ على كتفي
وصلني صوت جوزيف يستدعيني للدخول، أغمضتُ عيناي بقوّة أستعدّ للآتي ثُمّ دخلت بتوجس
"ماذا؟"
نظر لبدني ثم أردف "أظُنُّكَ رأيتَ الدّماء"
همهمت "مات؟" لا داعي لتحوير الواقع، كان بائناً في قسمات وجهه ما هو مقبلٌ على إخباري به لذا سهّلتُ الأمر عليه واختصرتُ وقتي
تلحفتُ بعدم الاهتمام واللا مُبالاة أمامه، بيد أنّ بداخلي شرعت أُلِملِمَ خيبتي وطموحاتي لهذا الطّفل، هذا الأمل الجديد لي وللمملكة ولأمّي التي تداري وهْنها وإنكسارها بعيداً عن مرأى الجميع وأنا أعلمُ تماماً صعوبة هذا الأمر
كان الطّفل شُعلةً توهّجت في روحي بعد إنطفائها، زهرة الحياة التّي ذُبُلت مثيلتُها في حياتي
من تأملتُ الكثير بصحبته ومواساتِه لوحدتي وأعظم مفاقِدي
ومُجدّداً تخذلني الحياة وتهطل بظُلْمِها عليّ مدراراً
شعرتُ بتسلّل ملامح الجزع والحِرمان على مُحيّاي وانخفاض كتفاي في ضعْفٍ وخيبة
لذلك سريعاً ما اعتدلتُ بهيئتي ووضعتُ قناع البرود على وجهي فأخر ما أُريده الأن أن يُنْظَر لي بعين الشّفقة
إنها قاسية... تلقيتُ العديد منها عند موت والدي وأخي ولكم كرهتها وكرهتُ نفسي حينها وكرهتُ الحياة لمثابرتها على أن تقسم ظهري
لحسن الحظّ لم تعلم الملكة عن الحمْل، كان هذا سيُحطّمها لأشلّاء لا تقِل عنّي
اتّضح أن حِكمتي أصابت هذه المره!
فتحت إيلينا عينيها بتعبّ وأخذت تئن
"حالة كهذه سببها ال..."
شدّت على يد جوزيف الدانية منها
"أنا أتألم...أُريدُ ماءاً"
هرعتُ أصُبُّ لها قدحاً من آنية الماء الموضوعة على الطاولة
قرّبت الماء من فاهها وأخذت تشرب بعطشٍ فاحش
"كنت أقول...حالة كهذه لا تعدُّ طبيعيّة"
قطبت حاجباي وشيءٌ ما أخبرني بأن القادم لن يعجبني
"الشّيطان المطرود فلتلعنه السّموات هو من قتل الطّفل"
لوهلة شعرتُ بأنّ الأرض تهتز من تحتي، غيرَ مصدقاً لما سمعته قبل قليل
قد حدث وأن سبّب الشيطان النّكد والشقاء على حياة الإنسان منذ الأزل وما زال، لكن كيف!
نحنُ هُنا في القصر نواظب على الاعتكاف بالكنيسة كُلَّ يوم أحد، إيلينا ذاتها ذهبت للكنيسة بعد أن أعلمتني بنبأ الحمل
*وقد طلبت البركات من رجال الدين والكاهن وتضرعَت للرّب، ثم أمرتُ الخدم بإعداد الجناح وإغلاق الستائر لتستعد للإستلقاء دون أن أبوح لهم بالسبب
لقدّ أُعِدّ كُلّ شيءٍ بمثالية إذاً ما الذي حصل؟
طوِّقت إيلينا والطّفل بهالةٍ من البركات والحماية الربّانية فكيف واللعنة يؤذيها لوسيفر!
أصطادني جوزيف من عميق أفكاري وأجاب عنها دون أن أسأل
"مولاتي الملكة لم تتعرض لمسّ شيطانيّ، هُنالك من مارس الشّعوذة عليها ليلاً ومن الواضح بأنّه متمرس ولربّما ليس كذلك، إنّما إستعان بكتابِ تعاويذٍ من إحدى تلك التي حُظِر إستخدامها منذُ زمن وحرص والدك الملك على حرقها جميعها وإعدام مالكيها"
تتوالى عليّ الصدمات ولا أعلم كم سألبث على ذات وتيرة هدوئي هذه قبل أن أنفجر كقدرٍ محكم الإغلاق بوجه الجميع وأحطّم كلّ ما حولي
"أتقول بأن هنالك مشعوذٌ لعين في قصري أنا واللّعنة!" صرخت بغلّ
أكملتُ بنفاذ آخر قطرات صبري أصرّ على فكّي "كيف حصل على الكتاب إذا تم إحراقها جميعها إذن؟"
"جلالتك...أنا هُنا لا أُشكّك بنجاعة تدابير الملك وفاعليتها، لكن أنت تعلم...هذا النوع من الكتب كان منتشراً على نطاقٍ واسع حتى خارج المملكة، أولئك المشعوذون الدنيئون لهم طرقهم الخاصة بإخفائها والحفاظِ عليها"
لرُبّما كانَ محقاً، وأنا أساساً لم آخذ ما قال على المستوى الشخصي فأنا أتمّ العلم بحبّه وتقديره لوالدي الرّاحل ولقد أثبت هذا المواقف والمِحن
دار تفكيري بفُلْك التوّجس والشّك، أنا ذاتاً لا أثِق بأحدٍ في القصر فيما عدا أُمّي وجونغ إن
فمن تحديداً تجرّأ على الدخول لجناح الملك في غيابه وتعرّض لزوجته بالسّوء!
لأي مدىً من الدناءة سيصل أولئك المشعوذون؟
قسماً بأنني سأفتكُ بهم بلا رحمة وأُنبّش المملكة شِبراً شِبراً عن جميع أعوان السّحر والشعوذة فأدُكّ أعناقهم جميعاً في ساحة المملكة
ولسوف يعلمون أن كفّة الميزان دائماً تُرجّح لصالحي إذْ الباقيين ليس لهم وزناً ولا قيمة، ولأرى كيف سينفعهم سحرهم آنذاك
إستندَتْ إيلينا على واجهة السرير ونطقت بعد أن جاهدت لتزفر الحديث
"هيَ من فَعَلت"
استبشرت بما قالت هذا يعني بأنها رأت من دخل الجناح، وهذا سيُسهّل عليّ الكثير
هِيَ...أُنثى...فتاة أو بالتّأكيد عجوزٌ شمطاء هكذا هُنّ المشعوذات يرثنَ تلك الكُتب ثم يبدأن إتقان ما فيها بتقدمهنّ في السِن ليصلنْ ذُروة الخِبرة في كهلهنّ
وحتّى وإن كانت إمرأة، أنا لن أُبدي لها من الرّحمة نُتفة يشكين من غياب العدل والمساواة؟ إنّي لأوازيها بعقاب الرّجال وليعترض من سَئِم عيشه ومتلهفّ للقاء حتفه
"تِلك الجارية" همست إيلينا
جارية؟ جميع الجواري في القصر فتيات لا يتعدّين الخامس والعشرون من العمر
بئساً لها ولعمرها الفتيّ الذي أفنته تخدم قوى الظّلام الملعونة
"من قاطعتني من أجلها بيكهيون...وهجرت مضجعنا بسببها" شرعت تبكي بصمت وجوزيف يُحدّق مستفهماً
أبسبب جهله لهوية من يدور حوله الحديث أم خليلة الملك المزعومة التي يوحي بها ما أردفته إيلينا وإن كانَ لُبساً محْظ لا أساس لهُ من الصحّة
لكنني ما اهتممتُ بتلميع صورتي أمامه لأن لا إهتمام لي برأيه أو ما يسُرُّه من ظنونٍ ونوايا عني لا في هذه اللحظة الوشيكة ولا لاحقاً
"من أجلها، بسببها" تداعى فُلكُ تفكيري ومعه تداع كى برودي الظّاهر وقناعي الهشّ
هي...جارية...تقصد هيز بلا ريب
الوحيدة التي تنبثقُ منّي الأفعال والمواقف من أجلها، والتي عُقِدت أسبابي والمُسبِّب بها بسببها
لكنّني لن أظلمها وأُسقِطُ أحكامي عليها فأجرحها وقد فعلت ذلك العديدَ من المرّات
زمجرت بإيلينا "لا تهذي بالهُراء إيلينا، أنتِ خارج وعيكِ الأن فقط ارتاحي ولا تتحدثي"
"بيكهيون لا تكُن مُنحازاً وتنساق لمشاعرك! إبحث عن الكتاب في مهجع الجواري إن كُنتَ لا تُصدّقني! ستجده معها"
صاحت بألم ولأول مرّةٍ تفعلُ ذلك في وجهي! بل وأيضاً بوجود الغُرباء!
لحطمتُّ أضلُعها لو اختلف وضعها لكن لا بأس ببعض التأنيب
ضغطتُ على ذراعها حتّى أبيضّت مفاصلي وهمست بجفاء دون أن ألقِ بالاً لجوزيف
"لا تُظنّين أنّكِ تستطعين أن تتجاوزي حدودكِ معي فقط لوضعك الحرج هذا، لستِ وحدكِ من فقدتي الطّفل وأنا بالكاد أضعُ اعتباراً لهذا ولا أدُكّ عظامك أتفهمين!"
ولإحقاق الحقّ وأؤدي دوري كملكٍ عادل يتصرّف بعقله وحكمته خرجت من حجرة جوزيف ووجدت جونغ إن الذي ما زال يقف عند الباب يبتلع ريقه متنفسّاً بقوّة
"أما زلتَ هُنا؟"
"نعم.." توقف بُرهة وأكمل "كيف هي؟"
بعد اهتمامٍ مصنطعٍ أردفت
"مات الطّفل"
وقبل أن يُلقي بتعازيه وعباراته المتعاطفة المُقيتة، توجهت لعددٍ من الحُرّاس آمُرَهُم بتفتيش مهجع الجواري على عجل ولحقتُ بهم
أوّل مرةٍ تطأُ قدماي مهجع الجواري بعد أن تسلمتُ مقاليد الحُكم وحتّى سابقاً لم أكن هذا النّوع من الأمراء
حسناً رُبّما قليلاً من المرّات...لإشباع رغباتي الطائشة في الماضي وحتماً هذا كان قبل أن ألتقيها...تلك الطّفلة~
فور أن دخلت المهجع أستبشرت وجوههنّ كأنما رأين جنيّة الأمنيات...أنا لستُ آسِفاً لتحطيم آمالِكنّ
"لا تدعوا موضعاً دون أن يتم تفتيشه!" صحت
عدّت برهة من الزّمن، مثلها وأطول منها والكثير
فقدتُ الأملْ بالعثور على الدليل بل لم يكن لدي من الأساس
التفتيش كان شكليّ ولأثبتّ أنني لستُ مُنحازاً وأسيرُ طوعاً وراء عواطفي، لم يكن هنالك في داخلي وجود لأي فسحةٍ من الشّك تجاهها إطلاقاً
هي لن تفعل أمراً فظيعاً كهذا، هيز التي أحببتها ذكية وتقدّر الأمور بحكمة بعيدة تمام البُعد عن الشعوذة وما يمُتّ لها بصلّة، في الواقع لولا تأزم الموقف لضحكت فور أن إتهمتها إيلينا بالأمر
لا أتخيّلها تُمسك بإحدى تلك الكُتُب تلقي ما بها من تعاويذ لأذيّة الأخرين، إن هذا ضرباً من الخيال أُقسِم
ولو بدت قاسية الطّباع ظاهريّاً فإّنها لأرقُ من النّسيم في داخلها
معي كانت على طبيعتها بخلاف برودها وطبعها الحادّ حينما قابلتها لأول مرّة
هي مهما بدت إمراةً صلبة ذات جبروت...تبقى طفلتي التي تذوب بين ذراعاي~
لم أرَها حين دخلت أين هي؟ أيعقلُ أن يلتقطها بصري عند خروجنا من المهجع بين كمّ الجواري؟
"جلالتك تعال إلقِ نظرة"
نفضتُ رأسي وما فيه من أفكار وسرتُ إلى حيث الحارس أشار
ألفيت تحت فراش أحد الأسرّة التي بعثرها الحرّاس كتابٌ بنُيّ جلديٌّ متهالكٌ رثّ، عليه ختمٌ بحروفٍ غريبة لم أرها من قبل، لا أعلم رُبّما ليست أحرف رُبّما هي رموز لكن ما زالت صفة الغرابة تطغى عليها
كُنتُ على وشك إستكشاف فحوى صفحاته قبل أن يُنبّهني الحارس قائلاً أنّه فعلاً إحدى كُتب التعاويذ تلك ويجب التعامل معه بحرصٍ وحذرٍ شديدين
إذن فعلاً هنالك مشعوذٌ بالقصر! ومِن بين مَن؟ بين الجواري السّاقطات، أخرُ ما توقعت!
"أحضر مسؤولة المهجع إلى هنا" صرخت
قليلاً وانتصبت قامتها أمامي والخوف يعتلي سحنتها
"لمن هذا السرير؟"
"إ...إنه للجارية هيز"
للجارية هيز...كلمتان أوقفت عقلي وعقدت لساني
كلمتان ما أشدُّ وقعهما على كياني...
على حين غرة ضعُفت...ضعُفت وضعُف حالي وما استطعت أن أُفلِتَ حرفاً حتّى أصوغ أمراً ينشغل به الحراس من حولي ويدعوني لأواسي نفسي وأمحي خيبتي واستنكاري
خرجت على عقباي مُنكساً رأسي كأنما أحمِل عليهِ أكواماً من العار والخذلان
أمشي بهوان والجدران من حولي أتّخذها كأعوان لتمنع سقوطي وينفضح أمري
حاولتُ أن أجِد منفذاً يُبرئها عندي قبل الأخرين، حاولتُ وحاولت لكن تلك الخيوط التي جرّبتُ أن أحيكها سابقاً وانسلّت منّي قد جمعت نفسها واتّضحت الصورة المنقوشة عليها ظاهرةً للعيان...
هذا ما جاءت لأجله...هذا ما كانت تهددني بهِ مُسبقاً وأنا ما ألقيت بالاً للأمر
هي تكرهني وهذا كان إنتقامها منّي أوكان يستحق الأمر، أن تؤذيني بتلك الطّريقة؟
الرّب أعلم على ماذا نوت أكثر من هذا لو ظلّت حقيقتها ملقّنة بالظلام إذ لا يبصرها الأخرين
أدموعها تلك كانت حقيقية؟ وإفشائها بحُبّها لي وتفشيّ فيها أيضاً؟ مُحال! ما كانت لتؤذيني لو أنها تفعل
لوعةٌ انتصفت فؤادي وحطّمته قِطَعاً سيتطلبُ منّي دهراً لأجمعها ولستُ واثقاً إن كان سيُسهُل عليّ إعادة تشكيل تلك القطع كسابق عهدها
واقُع أنّها تحبّني كان المكان الذي رغبتُ العيش فيه بعيداً عن ما أُقاسيه في حياتي
المكان الذي أعثُرُ فيه على روحي لعلمي أنني سأجدها هُناك تنتظرني لتموضع رأسي في حجرها وتأخذ شعري وكذا قلبي بين أناملها تمررهما بينها كيفما شاءت
مواساتي الوحيدة كان وجودها في القصر فأسقي روحي التي ذبُلت برؤيتها وما ترنّمه بلسانها عن أنّها ما زالت تفي بوعودنا التي أخلفت وما زالت تحبّني
أجْزَعتِني يا هيز فماذا أنا بفاعلٌ بِكِ؟
مُنذُ عودتي للقصر الذي به تربيتُ وقضيتُ بِضعاً من أيّامي التي أضافت فوق سنيّ عُمري لتجعلني البالغ الذي أنا عليه
ما طرأ على عقلي أنْ أيّاً من هذا سيحدُث
فور ما رأيتها عرفتُ أنّها هي...من سرقت قلبَ ذاك اللا مُبالي وجعلتهُ عجيناً بين يديها لولا أنّها نضُجت الآن وأصبحت أجمل وذات فُتون...
إنّي لو شككتُ قليلاً فاضطراب بيكهيون الذي يجاهد لإخفائه عند ذكرها أو رؤيتها قد أثبتَ لي هذا..
من أجلِه جعلتها جاريتي ومن أجله منعتُ ذهابها لليون ولن أكذب من أجلها أيضاً
هي ما تزال تحبّه وأعي وجودها لتكون هنا بقربه وتحت أنظارها
تعمدتُ أن أستفزّه بقربي منها وتملّقي لها بين الحين والأخر لعلّ ذلك العاشق الذي مات فيه يعود من الرّميم الذي ما زال يحتفظ به بين ثنايا عقله وقلبه
لستُ وغداً لأُحبّ إمرأة أخي وألُفُّ حولها مكائدي كما أفعل مع النساء الأخريات
أحببتُ بيكهيون الذي كان غارقاً في نعيم الحُب يتوه ويسرح عند عودته بعد موعده معها للحظاتٍ طِوال، أضايقه وأعمد لإحراجه بذكرها بين الحينِ والأخر
لكن بيكهيون تغيّر، الآن هو الملك بيكهيون له مسؤوليات وله زوجة وشعبٌ جميعهم يعولون عليه وأنا لا ألومه
ما فعله يتطلبُ شجاعةً عظيمة لا يقدر عليها الفرسان
هي فتاةٌ جميلة ذكية كاسِرة، طيّبة القلب ورأيتُ هذا بمواقف عديدة، يشوبها أنّها معلّقةٌ بزمنٍ إعتاد فيه بيكهيون أن يكون جزءاً كبيراً منه إن لم يكن كُلّ ما فيه
دوماً ما شعرتُ بالأسفِ نحوهما ولمشاعرهما التي يكبتانها بصعوبةٍ وغباء
بعد أن رأيت بيكهيون الفَزِع علمتُ أنّ خطباً ما أصاب إيلينا وما توانيت لحظة عن التخفيف عنه فأنا لم أعتد رؤيته هكذا
أسترقتُ السّمع من الباب الذي تركه مفتوحاً لتسرّعه وخوفه مما سيواجهه فور دخوله مجددا لحجرة جوزيف وعلمتُ ما دار بينهم من حوار وما قذفته إيلينا من إتّهام
بالمناسبة أنا لا أُحِبُّ تلك الفتاة...حسناء خبيثة
توجهتُ سريعاً لمهجع الجواري وأمرتهنّ أن يخرجن للرّدهة لأنني سأختار واحدة أقضي معها الليلة كحُجة..ومن يعلم رُبّما أفعل
عادةً المسؤولة هي من تتكفّل بهذا لكنّني تعمدت أن أخرج عن الأصول المعتادة حتّى أختلي بهيز النائمة عن الجميع
أخبرتني مسبقاً أنّها تستيقظ مبكّراً والوقت الآن يسبق الظّهيرة بقليل وما زالت نائمة، مع ذلك أنا ما تعجبّتُ من هذا
أخبرتها بنيّة بيكهيون التي ما أفصح عنها بعد لكنّه سيفعل فور أن يكتشف الأمر ويتبيّن صدق إيلينا حتّى إن ما أراد ذلك، فمكانته كملك وفظاعة التّهمة الموجهة لهيز تُحتّم عليه هذا
وقبل أن يرتكب أي حماقات مزيدة فلديه العديد منها ويحتاج أن يكفّر عنها، جمعتُ هيز شتات نفسها ثم غادرت فوراً قائلة بأنها ستجد طريقاً للفرار وعليّ أن لا أقلق
لا أعلم كيف لكنّي وثقت بقدرتها على فعل ذلك، سبقتُ خروجها من المهجع وصرفتُ إنتباه الجواري اللاتي كببن إنتباههنّ وحواسهنّ نحوي، حتى رأيتها تتسلّل وتتوارى عن أنظاري
إخترت من وقع عليها نظري لأُساير الموقف وحسناً لو عدِلتُ عن رأيي وقضيتُ معها الليلة فهي ستفي بالغرض...إختيارٌ موفّق جونغ إن!
عدتُ لناحية حجرة جوزيف قبل خروج بيكهيون بلحظات لقد حالفني الحظّ هذه المرّة بيد أنني وجدتُ صعوبه لأستلّ نفسي وأرُدّ عليه دون أن يلحظ هذا
تبّاً كان ما حدث سريعاً كاللّعنة
هو ذهب لمهجع الجواري، أنا زفرتُ أنفاسي ولحقتُ به....مجدّداً أعود لذلك المكان. إلهي العزيز!
وصلنا وعندئذٍ...حدث ما حدث...
ولا أجدُ مبرراً للأمر...مطلقاً!
لكنّني لستُ نادماً على مساعدتها للهرب هي بريئة وأنا موقنٌ بهذا.
༒𝟙𝟛𝟝𝟙༒ 𝐄𝐯𝐚𝐧𝐞𝐬𝐜𝐞-𝐎𝐜𝐭𝗼𝐛𝐞𝐫
مُنذُ ذلك اليوم قُلِب الحال وتبّدلت الأوضاع
إنتزع منّي العُمُرُ ما يزيد على الحَوْل ونيّف وأنا نزعتُ جلدي وتلبّستُ أخراً،أكثر قسوة لا يقدِرُ على مضغه الوحوش
ما تعلمته طيلةً حياتي لا يساوي شيئاً مما تلقنتهُ السّنة الماضية، نُقطة لها
أثبَتَت أنني لستُ كفؤاً وعديم الخبرة والذي تعلمته أو إن صحّ التعبير الذي ظننت أنني تعلمته سيخرّ ببساطة عند إحتدام الأمور وتأزُّمُها
العيبُ فيّ أم أن القدر جاد عليّ بما يفوق قدرتي وخبرتي الضئيلة؟
تغيّرت إيڤانيس والحُصّة الأكبر من هذا التّغير كانت من نصيبي
هي للأسوأ وأنا للأفضل وإن كان للأخرين رأيٌّ أخر في هذا
فقرٌ مُدْقِعٌ يدُكُّ حصون إيڤانيس، كثرت علينا الحروب ورُغم بسالة جيش المملكة وقوتنا العتيدة وتماسك حصوننا إلّا أنّ الكثرة غلبت الشجاعة والقوّة وما ينطوي تحت ذات المفهوم
دوماً هكذا المعادلة كانت، ونتيجتها بغضّ النظر عن المتغيرات، تُساوي الظُّلم أو اللا عدْل
مخزوننا يوشك على النّفاذ، غدرنا حُلفائنا على رأسهم الكهل المتصابيّ هنري حماي!
لولا معاونة مملكة نيس لكُنّا سقطنا منذُ زمن
تحامل علينا الجميع، الحلفاء القدر والحياة
إنّها التراجيديا بأبهى صورها!
الثرثرة إنتشرت في المملكة والألسن تلوك سمعتي بلا رحمة
أولئك الأوغاد! أوكان ذنبي أن حاربنا الجميع؟
حصار الممالك من حولنا علينا وشُحّ مخزوننا؟
فَشَلة عديمي فائدة ليلهم يقضونه في الحانات ونهارهم يحاولون عبثاً أن يتخلصون من آثار الثمالة
يأكلون لحمي بثرثرتهم تلك ثُمّ كتحليّة يرمون على عاتقي ما آل إليه الحال بالمملكة
ماذا فعلتُم يا سُذّج؟ لولاي وجيشي لأصبحتُم عظاماً تنهشُها كلاب الممالك الأخرى
لن أستسلم وسأسحق جميع من شكّك بقدرتي وإستحقاقي للحكم بلا رحمة
غمامة الشؤم تِلك سأبدّدها غصباً عن كُلِّ مسبّب
لقد أقسمتُ مذ أن إستلمت مقاليد الحكم بجعل المملكة تعمُرُ بالازدهار وسأفني حياتي في سبيل ذلك
تِلْك من أجد إطلاق المسمّيات عليها عبثاً فرّت منّي وواثق أن لذلك اللعين جونغ إن يدٌ في ذلك
لن أُسامِحها أبداً
إستئصلتُها منّي وردمتُ ما تبقّى وأستعصى عليّ التخلص منه في القبر الذي دفنتُ فيه بيكهيون القديم
بيكهيون الذي إنصاع لرغباته وسار خلفها كالشّاة إلى أن تنساق للمسلخ حيثُ هنالك نهايتها
أنتِ من وضع نهايةً لنا ولكل ما شملته ال"نا" بيننا،
فما عاد يجمعنا إلّا الإنتقام والبُغض
هذا ما ندمتُ عليه من بين جميع ما أقترفت ...
ندمتُ أنني أحببتك ولحياتي أدخلتك وجعلتها تتمحور حولك
عاصفةٌ هوجاء ضربت مملكتنا، قلبتْ أوضاعها وجرّتها للهاوية، فأردتها شبهَ خاويةً على عروضها
إنْ كان المثَل المعتاد عن الزجاجة واقعيّ فإننا حالياً بعنق الزّجاجة بالفعل
مُنذُ ذلك اليوم تغيّر كل شيء، طوال سنين خدمتي هنا ما عهدتُ شيئاً كهذا
مررنا بالمصاعب في عهد والد الملك بيكهيون وكذلك أخيه الرّاحلين لكنّ الظّرف الحالي أصعب بمراحل مما سبق
ليسَ تقصيراً منهُ بالطّبع، هو فعل الكثير في سبيل المملكة بظرفٍ زمنيٍّ قصير وأيُّ عاقلٍ أو حتّى مخبول سيدرِكُ أنّه ملكٌ عظيم ذو فِطنة وحِكمة يشهدُ بها الكثيرون
فجأةً خسرنا أعواننا وحلفائنا من الممالك المجاورة والصّديقة، نقمت علينا وبعضها حاربنا مسبقاً والآن يرفضون السّماح لتُجّار مملكتنا بالمرور والنّفاذ من خلال أراضيهم لأجل جلب المنتجات من بلاد الرّب المديدة
فقدنا إتصالنا بالعالم بالفعل، لا الشّرق ولا الغرب
يصلنا الحديث عن تلك المملكة العدوّة، والتي كانت في طور النّسيان حتّى استلم عرشها ولي عهدها الشّاب
والآن هي المسيطرة على ما حولها
وثأرهم مع إيڤانيس على ما يبدو سيعود للحياة
ونحنُ الذي دفناه مع دفن ملكهم السّابق الذي قتله جونغهيون ثأراً لأبيه
هيز رحلت كذلك ولم أسمع عنها أي شيءٍ منذ ذلك اليوم
لا أحد منّا قادرٌ على أن يقتفي لها أثراً ولا حتّى مارلين صديقتي
الملك بيكهيون أمر بإعدامها ولم أستغرب الأمر، بالنهاية كما قلت هو ملكٌ فطْن ولن يترك مشاعره تسمح لهيز بالنّفاذ من العقوبة -عقوبة إستخدام الشّعوذة لإيذاء أحد أفراد العائلة المالكة-
هو يتستّر على حقيقة أنّها قتلت الطّفل وأجهل لماذا
أخبرتني مارلين بحمل إيلينا بكل ما جرى بينها وبين هيز في الّليلة التي سبقت نهار الحادثة
يؤسفني أن أرى شابيّن مثلهما يفقدان ما نما بينهما من أحاسيس صادقة جيّاشة
المشهد نفسه يتكرر مجدّداً بنفس التفاصيل مع إختلاف الأطراف
في مرحلةٍ ما بيكهيون كان ما يزال يكنّ لها المشاعر رغم البعد بينهما
وما فعله معها في الحدّيقة خيرُ دليل، وأنا حاولتُ أنْ ألعب دور المَلَك كيوبد وأصوّب أسهم الحُبّ نحوهما ليستفيقا من غفوة الكبرياء تلك
لذلك أخبرتها أن هو من جلبها لحجرتي علّها تفطِن بملاحظتها الدّقيقة أنّه ما يزال يهتم بأمرها
أمّا الآن وبعدَ ما جرى لا أدري إن خلّفا ورائهما رسيساً من الحبّ ليتبادلانه لاحقاً
تعرفتُ على هويتها فور دخولها للقصر مع خادمتها الصغيرة تِلك..كاثرين
جهِلتُ سبب قدومها وإقدامها على تضحيةٍ وتهورٍ كبيرين لكنّ الأسباب إتضحت لي فيما بعد، ورُغم معرفتي بعلاقتها مع صديقتي العريزة مارلين ومكانتها المرموقة في مجتمع المملكة إلّا أنني عاملتها سواسية مع باقي العاملات في القصر وهي لم تشكو!
هي فتاةٌ لبيبة حادّة المِزاج والطّبع أحياناً بيد أنّ الإنكسار والضّعف في عينها يلوحان بوضوح على معالم وجهها كقرص الشّمس الباسقِ في السّماء
أشفقتُ عليها كثيراً من المرّات، ولا أرغب بوضع نفسي في مكانها إذ هي لا تُحسد عليه
رُبّما لم تعلم، لكنّها كانت محبوبة من الخادمات
أنبأتني ثرثرتهنّ بمواقف بطوليّة لعبتها هيز لمساعدة كثيراً منهنّ بشتّى الطُرق، رُغم أنّها لم تختلط معهنّ،
فقط كاثرين كانت صديقتها الوحيدة
هي مختفية وهو تغيّر كليّاً ولو كان غليظاً بارداً لا يطاق فالأن أصبح أسوأ من ذي قبل والفضل في هذا يعود لها ونحنُ من يتضرر بسبب مزاجه الحادّ على الدوام
لو أستمرّ الحال على ما هو عليه، ستندثر إيڤانيس ومعها رميمُ عظام جثثنا التي ستموت من الجّوع والفقر
حقّاً أُصلّي لحدوثِ معجزةٍ إلهية تهطل على مملكتنا وتغدقنا ببركاتها فتثمر أراضينا وتعود حياتنا وإيڤانيس مزدهرة مجدداً كما كانت آنياً بل وأفضل
ومعها يعود بيكهيون القديم، رُبّما؟
𝙴𝚅𝙰𝙽𝙴𝚂𝙲𝙴✞|(•𝟷𝟿𝟻𝟸•)|
"بيكهيون ما عُدتُ آبه لشيءٍ على وجه الأرض سوى سلامتك" سقطت دموعها تخُطّ طريقها على يداي المتشابكتين اللتين أضعهما في حجرها
"فقدُت العديد من الأشخاص في حياتي بالفعل ولا أود أن أفقِدكَ أبداً، أقتُلُ نفسي من بَعْدِك أُقسِم!"
زادت نواحها وأنحنت بجذع جسدها المتموضع على الكرسي نحوي لتحضتنني وتشهق بقوّة
أجلس أرضاً عند قدميها بجمودٍ أتلفني وأنهك تفكيري
ناقماً على الحياة وناقماً على القدر لتدابيرهم الغاشمة والظالمة بحقّي وحق مملكتي
كُلُّ ما مررتُ بِهِ مُسبقاً يهون عند دموع أُمي التي تتسابق لتنذرف وهوان حيلتها المنجلية أمامي لأول مرّة
لقد تحمّلت بما فيه الكفاية وهذه القطرة التي أفاضت الكأس وأنكسر من بعدها
"عظيمةٌ أنتِ، رجالٌ ضِخام لا يقدرون على تحمّل بضعاً مما أنتِ تدبرتي بل وتفوقتي على كلّ الظّروف وحاربتها بقوّةٍ وشجاعة"
ارتجف ذقني ينبهني بوصولي لحدّ التماسك الأخير، وجاهدت لأصُّف الكلمات التي أصقلها ببرودٍ هشّ
"لا أعلم إن ما زلتِ تفخرين بي بعد خراب مملكتنا، لكن في حال أنتِ تفعلين، فاعلمي أنني فخورٌ بكِ أكثر مما تتصورين"
دفعت بجذعها للخلف ونظرت بعينيها الحمراوان لشدّة بكائها وهمست بضعف
"لو كان أبيك وجونغهيون موجودان، صدقني سيخبرانك عن كم هما يفخران بِك وحتّى أكثر مما أنا أفعل وحينها...سأتشاجر معهما كما أعتدنا أن نفعل بالأيّام الخوالي عند تدليلك وقرص وجنتيك لأن لا أحد سيُحبّك ويفخر بك كما أنا أفعل، لقد أثبتّ بجدارة أنّك سليل عائلة بيون بُنّي"
ضمّت وجنتاي بيديها الحنونين وعادت تبكي بمرارة وأنا دموعي إستغلّت الفرصة وألقت بنفسها من شرفة عيناي كما أودّ أن أفعل بنفسي من شرفة القصر لإرتاح
مُنذ مُدّةٍ بعيدة لم أبكِ
يقال البكاء يجلب الإرتياح إذن لِمَ لم أشعر بهذا؟
ما الذي يتطلبه الأمر لأشعر بالرّاحة بحق الرّب؟!
أود إسدال جفوني والنّوم بسلام لكن حتى هذا لن يحصل سوى بعد أن آخذ رمقي الأخير وأترك هذه الحياة بلا وداع ولا شعورٍ بالخسارة، الموت أرحم مما أشعر به
"أبكِ يا صغيري، لقد ظننتُ بأنك خويت من الحياة فيك"
كأنما أقف على جُرف الإنهيار وما قالته دفعني تلك الدّفعة الوشيكة وألقاني مترنحاً من أعلاه
إستبدلتُ يداي، وغمست رأسي في حجرها أبكي ويبكي معي قلبي الذي منذ مدّة ينزف بألم وبات يعتصرني ليجفف أخر قطرات هذا النّزيف قبل أن يجفّ ويهلك بالكامل
هي تربتّ على شعري وتبكي معي ولا تزيد الطّين سوى بلّة
حتّى البُكاء تعبت منه وصرتُ أرجو دموعي لتنزل هي الأخرى علّها تغسل روحي بمائها فتسعفها من جديد
لقد بُتُّ خاوياً من أي شعور ولا مكون ماديّ أو معنويّ يعتريني، لا أشعر بشيءٍ على الإطلاق!
لممت شُتاتي ومسحتُ صفحة وجهي بكُمّا قميصي، عادة أفعلها منذ الصّغر
"أُمّاه...أعِدُكِ سأعود من أجلكِ فقط، إذ لا رغبة لي بالعيش ولا قيمة للحياة في حساباتي،
سأعود وأُخرِسَ أفواه جميع من تطاولوا علي عليكِ وعلى أحقيّة سُلالة بيون بتسّلم الحُكم،
لن أرحمَ أحداً"
أومئت لي وقبّلت جبيني
"أنْتَ رجُلي، وأنا أثِقُ بك، عُد سالماً"
قبّلتُ وجنتيها وكذا يديها وغادرت جناحها أستعدّ لخوض المعركة التي ستنشب على بُعدٍ فراسخ قليلة من هُنا
المملكة العدوّة بعدما عاثت بمملكتنا دماراً وأضعفتها دقّت طبول الحرب وأعلنت عن هجومٍ ضارٍ ستشنه علينا
لستُ متفائلاً، نحن لا نملك شيئاً سوى رجالنا يتسلحون بأبسط المعدات وبأسهم المحتقن
ثم أرواحهم التي استعدوا لتقديمها من أجل مملكتنا الأُم إيڤانيس
أجهل قوّة خصمنا ومعداتهم، لكنني إستطيع التخمين...
-فتّاكة-
ما بين المحافظة على روحي لأجل أُمي ولكيلا لا أتركها وحيدة وبين الدّفاع عن المملكة وما ضحّى أجدادي بحياتهم من أجله سأختار الثاني
هي لديها خالي وجونغ إن، أثق بهما وتحديداً بالأخير
سيكون لها عوناً وإبناً رُبّما أفضل منّي حتّى
لقد أصرّ على المشاركة في هذه المعركة لكنني نهيته وأمرته بالبقاء مع والدتي في حال إقتحم العدو أسوار القصر
لبست درعي الفولاذيّ، خوذتي وثبتُّ القطع الحديدية حول معصميّ
أمسكتُ سيفي الذي ورثته عن أسلافي وخرجت أمتطي حِصاني وأتقدّم طليعة الجيش نحو أرض المعركة
بجانبي جونميون قائد الجيش، لقد أثب ولائه وإنتمائه لي قبل المملكة في الفترة الصعبة الماضية وأنا أدين له بحياتي
تركت جونغسو كبير مستشاريّ ليتصرف إن طرأ أمرٌ طارئ، هو الأخر وجونميون من بقي لي من بين الجميع
لستُ أثِق بخلافهما في ظلّ إنتشار الخونة والنّواطس.
يلفحنا الهواء البارد من حولنا، والسّماء المُلبّدة بالغيوم فوقنا ستشهد على الملحمة على وشك الوقوع
نزلت عن صهوة حصاني ووقفتُ أبُثُّ الرّوح التي خلت منّي بالجّيش وأيضاً لرُبّما هذا وداعي الأخير لهم...
"أيُّها السّادة"
تهامس جموع الجيش في إستغرابٍ ودهشة
"سادة لأنكم من تذودون عن وطنكم ومن فيه، أعلم أنّكم تتذيلون ترتيب طبقات المجتمع الدنيء أساساً، لكنّكم في مقياس الرّجولة والشجاعة، التضحية والفِداء تتربعون على عرش القائمة وهذا الأهم"
"كُنتم من رافقني خلال الفترة العصيبة الماضية، مكثنا سويّاً أكثر من الوقت الذي مكثته مع زوجتي يا رفاق!"
السطور الأمامية علت صيحاتهم وأمّا الخلفية فهي بعيدة عنّي ولا أعلم بحالهم
"مملكة إيڤانيس تفخر بكم، أسلافي ليشعرون بالفخر بوجود رجالٍ مثلكم يحمون ما دفعوا أرواحهم ثمناً من أجله"
إبتسمت رُغماً عنّي وشعرتُ بجفناي متيبسين هذا لأنني لم أرفعهما على شاكلة إبتسامة منذُ زمنٍ طويل
"ورائكم تركتم نسائكم أطفالكم وعائلاتكم، أنتُم هُنا لتوفير الحماية والأمن لهم، تُبعدون الدنّس عن شرف المملكة، بصرف النّظر عن ماهية النتيجة
أنا واثقٌ وفخورٌ بكم"
تربيت جاءت على كتفي تبعها صوت جونميون
"كان هذا محفزاً يرجف له الأبدان"
أبتسم وكبت ضحكته ثم نبس "أحسنت"
بادلته التربيت وعدت لظهر حصاني حتى وصول جيش العدو
رُفِعت الرّايات، وصدح صوت الجنود وعباراتهم التهديديّة للطرف الأخر
أخذت هذا كإشارة وصرخت بملئ جوفي
"إما الإنتصار وإلّا فالموت بكرامة! اهجموا!"
مع كل خطوة بإتجاههم تزداد سرعة حصاني ماكسويل وضربات قلبي أعلنت النّفير
وضعت كُلّ شيءٍ على المِحك ورفعتُ سيفي أغرسه في كل جسدٍ يدنوني وأضع نصب عيناي أوليڤر ليكون غمد سيفي الأخير
كرٌّ وفرّ أعدادٌ وفيرة من الأجساد تتساقط أرضاً، الدّماء صبغت التراب بقانيها والغُبار يكتسح المكان
يداي تزاولان عملهما وتفكيري يمثل ما يجري على أرض الواقع فيتقاتل في رأسي، تارةً ينصب على أوليڤر وما سيفعله إن إستولى على المملكة وتارةً أُخرى أُحصي خسائرنا من أرواحٍ وعتاد ونسبة أن نكسب هذه الحرب
ومجدداً لستُ متفائلاً
نزلت عن ظهر ماكسويل بعد أن إستشعرتُ بأن الوقت حان للنزال على الأرض
تربّصت حواسي بأي خطرٍ قد يمسني وزدتُ من تركيزي لألّا تطالني يد الأعداء
"جلالتك من خلفك!"
قبضتُ بقوّة على سيفي والتفتُ أنحر الجندي من خلفي إلى نصفين
قطرات دمائه طالت وجهي لعنته بداخلي، ومجدداً انكببت أبحث عن أوليڤر لأُذيقه بعضاً من الويل الذي أوقعني ببراثنه طيلة المدة الماضية ثمَّ أقتلع قلبه بيداي
مضت مدّة ولا أيّاً من طرفي المعركة ينوي التراجع أو الإستسلام
تمكن منّي البعض وأصابوني بخدوشٍ سطحية بدأتُ أشعر بنفاذٍ الدّمِ منها
وما يزال أوليڤر متوارٍ عن بصري
لكمة من لا مكان أخذت طريقها ليدي ونتيجة لها سقط سيفي فهرعت ألتقطه، غير أن مُسببها دفع بكتفي فوقعتُ أرضاً
وضغط بقدمه على قلبي وبدأ الضّغط يشتد
ما تبيّنت هويته فلقد كان يضع حامِ الوجه المُتّصل بالخوذة لكنّه قال بشرّ رُغم ما حولي من ضجيج وصهيل وصل مسمعي
"أما زلتَ تذكُرني؟ أعلم أنّك بحثتَ عنّي كثيراً وسأضع نهاية لجهدك وبحثك يا عزيزي"
رحّل قدمه عن قلبي وبدلاً منها غرس السيف واضعاً نقطة نهاية لحديثه...ثأره..لهذه المعركة
ونهايةً لحياتي.
ما طولت صح!!!🥺
الفصل نار وشرار المشاعر والأحداث فيه مختلطة وعارفه يمكن عندكم كثير فراغ واستفسارات بس لا تستعجلون كل شي بوقته 🤫 وكما أقول كالعادة ركزوا بكلام الشخصيات
أبيكم كلكم رجاءً تجاوبون رأيكم بالأحداث بشكل عام وبالفصل هذا بشكل خاص وتوقعاتكم للقادم
إلى أن نلتقي إن شاء الله💙
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top