الفصل الثاني| حَانة بيرقدار

"و هكذا يكون بإمكانك التفرقة بين اللوغريتمات الثنائية، العشرية، و اخيراً المركبة" أردفتُ مرجعاً ظهري الذي صدئ للوراء.

اغرورقت عينيّ أدهم بلمعة -للمرة الألف على التوالي- ثم صاح حَمِيـاً : يا مُعلم، أنتَ الأفضل على الإطلاق.

بسمتُ بإختيال و أنا أحكُ أنفي : حسناً هذا لا شئ.
ثم تبعت مُستذكراً : ماذا فعلت في إختبار ذاك الأصلع؟

شهق أدهم متذكراً : ياللهول تذكرت لتوي !
ثم تابع بحماسة جَلية : لن تصدق لن تصدق! حصلت على علامة كاملة بالفعل.
"لقدُ كنت مرتعداً تلك الليلة بالفعل، قد وعدنا مُسبقاً بإختبار عويص"

حسناً، أهذا ما يدعونه بشعور الفخر؟ ليس بذاك السوء.
"اسمع يا ادهم، أُسديك نصيحة مجانية.
البشر مُجرد أفواه كبيرة جداً ذات رائحة سيئة." صرَّحت قبل أن يقهقه أدهم.

أشحتُ وجهي لغروب الشمس قبل أن يتدارك أدهم هذ.ا
"مُعلم، انا اسف عليَّ المغادرة.
انت تعرفُ والدتي" تفوه بها أدهم و هو يعيد كل شئ للحقيبة بتوتر.

أومئت له بتململ.
حسناً، طالما حصلت علي طعامي، لا أهتم فعلياً بأي شئ آخر.

"أشكركَ كثيراً لليوم، أنا أُدين لك بالكثير"
انتفض يركض و بقي يلوح لي كثيراً حتي إنعطف.

وقفت أُعدل تروس مفاصلي التي صدئت.
كم أنت رائع يا سِراج، لنعُد للبيت الأن.

بدأ الناس يغلقون متاجرهم.
تعلمون؟ احيانا اتمنى إن كُنت أملك متجراً.
كنتُ لأحصد الكثير مِن المال !
لكن أحياناً يرادوني شعور رائع بعدم إمتلاك واحد، فأنا أكسل من أن أديره.
ربما أريد أن امتلك واحداً و تديره أمي.
تقنياً لا أهتم بأي وسيلة أريد المال و حسب.

قطع حبل أفكاري شئ ضخم فتق مؤخرة رقبتي.
تآوهت كثيراً من الألم، هل بدأ أجاويد الحرب؟

التفتُ لسقوط كرة قدم ضخمة أرضاً،
يا ويلي انها مهترئة جدا رغم ثِقلها.

"انتبه أيها العجوز أفسدت المباراة !"

رفعت نظرة ساخطة لطفل قمئ وسط حشد من نفاية أمثاله!
لقد بدأ بالقهقهة مع من حوله !
هل يتعمد إستفزازي!
سأريك.
إلتقطت الكُرة دون رفع مقلتاي الساخطة عنه،
و بكل ما أوتيت من قوة سددتها نحو أنـفه.

اللعنة لقد سقطت أرضاً! هل أنفه تُدمي؟ لا و اللعنة سيبدأ البكاء.
بدأ يشهق ثم انهمر يبكي ككتلة مُقرفة، صخب فجأة بـ :
"أخــــي"

اللعنة لن أتخلص من حفل الأطفال اليوم.
ظننت هذا لبُرهة، قبل تَدخل ما يُدعي "أخي" هذا.

انـهُ مِشعل، يا ويلي...

بصوت متذمر يواصل الشهق"لقد كسر هذا العجوز أنفـي"

رفع مِشعل مُقلتاه إلي، لقد كانت مضطرمة بأجيج يتوعد بقتلي قبل الميعاد المُحدد.

لم أشعر سوى بساقاي نحو أي مكان يسعُني الجري فيه.
و اللعنة! و اللعنة! و اللعنة! سأموت خلال دقائق !
أشعر به خلفي، خلفي تماماً !
تلكؤ واحد و سأكون بين قبضتيه !

"أنتَ ! ستمُوت اليوم !"

حسناً شكراً، كنت أشك في هذا.

لما من بين كُل الإخوة أنت يا مِشعل ! هنالك ملايين الدَنِسيـن في هذا العالم !

كله من وراءك يا أدهم، تباً.
ليتني تضورت جوعاً.

حسناً...لقد غرُبت الشمس بالفعل، الظلام حليفي.

اتجهت خلال أزقة مقالب النُفايات.
انها ضيقة و حالكة.

قُمت بإفتعال ضجة خلال الإسطوانات حتي لا ينتبه لضجة إنغماسي في أقرب إسطوانة عملاقة للنفاية.

بقيت على حالى لثلاث دقائق، صدِقوني لا مانِع من أن أبيتَ الليلة هُنا.

حسناً الرائحة قاتلة هذا يكفي.

__________________________
ما إن وطئتُ أول خطوة داخل المنزل ليتخلل إلي صخب أمي " ما هذه الرائحة النَتنة"

قَدِمت قِبالي قبل أن تشهق : سِراج! و كأنك عُدت من مقلب نفاية.
ثم تابعت بعبوس : إما أن تستحم أو تغادر هذا المنزل للأبد.
________________________

إستيقظتُ منتصف ليل هذه الليلة، لا..لم أحلم بمشعِل يقطع رقبتي بتاتاً.

أياً يكن، بدأت أحملِقُ بالسقف عاجز عن مواصلة ليلة هانئة.

تباً سأضطر للتفكير في هلاكي القابع بعد أسبوعين.
لحظة متى يبدأ العد ؟ هل ضاع اليوم بالفعل ؟!
مـــــاذا؟ هذا لا يُحتسب !
رباه، ليت أجاويد يموت.

حسناً لدي الأن مساران، إما أن استمتع بآخر أيام حياتي قبل الموت.
او ان اعمل بكد و جد مقرف و تلك الأشياء المجتهدة دون شهادة ضمان عدم الموت.

او ربما ينسي أجاويد الأمر برمته، لا؟
آخ، علي من أضحك.

لأكون صريحاً لا أريد الموت الأسبوع القادم.
مصيري جهنم لا محالة.

اعتقد اني مضطر لسلك المسار الثاني.

نهضت عن الفراش، سأباشر العمل بكل نزاهة و عِزة للحصول على قوت يومي خلال عرق جبيني، و الأن !

______________________
حَانة بيـرقدار -القابعة غرب عسير - ، الساعة الواحدة و النصف بعد مُنتصف الليل.

لا تخبروني أنكم توقعتم عملاً شريفاً.

تلك الحانة ذات صومعة شامخة، لكن السقف بحاجة إلى ترميم.
إن سقط سيفتك رؤوسنا.

بالمناسبة لما الحانات دوماً ذات إضاءة برتقالية؟
أياً يكن ها هو ذاك الأحمق هناك ينظف الاكواب.

مع إتخاذ أولى خطواتي كدت أدعس جثة ما !
لا لحظة، انه سطام هامد أرضاً مُجدداً.

إتخذت مِقعداً أمام ذاك الاحمق -الذي ما لا يزال ينظف الاكواب-
تمالكت انفاسي قبل : اسمع ...

" لا " قاطعني بكل برود

بحق الله لم أكمل حتى الجملة !
وجهت له نظرات بغيضة قبل أن يبادر : أدينُ بالفعل لغسان، انت لا تود أن أُطرد صحيح؟
أقصى ما يمكنني المبادرة به مشروب مجاني من العيار الرخيص.

"إسحاق أنت الأسوء" تلفظت حانقاً.
ثم تبعت آملاً : هل من شخص قد أقامره؟

" لا، الجميع يعلم انك تَغُش." تفوه دون ابعاد ناظريه عن الاكواب

" و اللعنة لا أغُش! انا أستخدم عبقريتي الفذة!
انتم أبلهُ من إدراكها. " تلفظت ساخطاً

وجه إسحاق نظراته لي قائلاً: هذا لا يهُم الأن، الجميع يظنك تغُش.

" هل كُنت سَكِراً حين قررت أن أدين لذاك العجل الضخم ؟!" صَخِبتُ خابطاً الطاولة.

قدم إسحاق المشروب لشخص بجانبي قبل أن يرد : أنتَ تعرف، هذه هي الحياة.
كلٌ يَدين لأحدهم، و من سوء حظك أنكَ لا تملك من يُدين لك.

من يُدين لي ها ؟
هذا يجعلني أعيد التفكير...

يُتبع..

_____________

أسرع مما توقعت😆

أي أسئلة ؟🏃

انتظروا الفصل القادم😳

وداعاً🏃😆

٢٠٢٢/٨/٧

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top