[ "يُخبرني أسفَل البارثنون" ]
[ "μου λέει κάτω από τον Παρθενώνα" ]
|
• معبد الأكروبوليس بالعاصمة آثينا:
• يعتبَر أهم معبد يوناني و يضمُّ العديد من المعالم إضافَة للبارثنون و هو المعبد الأكبر الخَاص بالإلهة آثينا:
____________________
__________
🔛|
كان بإمكَانها الشعور بشمس آثِينا التي تلتهب روحُها عند اقتراب الظهيرَة..
و عندما تسلك مسارها لتتوسط ساحَة السمَاء، ترقصُ أشعتها بصخب أكبر.
لا زالت نوڤالي تذكُر منظرها جيدًا دون جميع الصور التي ترميهَا ذاكرتها المُبصرة في القعر.
و كانت تذكُر أيضًا كيفَ تبدو السماء و شمسهَا الراقصة في هذا المكان ،أكروبوليس أثينا.
و رغمَ الحر كانَ نسيمٌ بارد يرحمُ السياح بين الدقائق و حين يفعَل ،كان فستانها يرفرف.
كريميُّ اللون ناسَب بشرتهَا معَ حبات كرزٍ صغيرة تلطخه.
أنصتَت لخطوات إليثيان قربهَا عبر الطريقِ المرمل لمدخلِ الأكروبوليس ،احتكاك الأشجَار و قبلات الورق على الجوانب جعَلها تستحضرُ صورتها كذلك.
ترجّل رييه من السيارة التِي عادت بهم لقلب المدينة أولا مباشَرة لعمله بالأستوديو، واحد من كثيرين.
عندمَا أنزلت أزا الفتاتين قربَ الفندق كان الخال بإنتظارهما معتذرًا و قلقا بالفعل.
و الذي يسير مع نوڤالي الآن قال أنه سيوصلُ أزا لعملها و يعُود لأخذ نوڤالي في "الموعد".
جعَل الخال يقلق أكثر لكنّه قهقه و قال
-- أنتُم الأجانب تبَالغون بتعريف المواعيد
حتى يظنُّها البعض عقد عبودية..
آنستي سأكون هنَا بعد ساعة لنتمشى،
أنا و أنتِ، بمكان ما.--
و دون إنتظار حرفٍ آخر منها أو منه هو ركِب بجانب أزاليس و غادر.
ابتَسمت نوڤالي لتذكر ذلك ،هو لم يتأخر بالقدوم لاحقًا و هايزل ساعدتهَا بإيقاف نوبة الإشتياق/إلتصاق التي أصابَت أوسكار غراي لتبعدُه و تتجهّز.
و حسب ما قَالت هايزل التي تفحّصته من شرفة جناحهِما عند قدومه ،كان إليثيان يرتدِي سروال جينز مريح و قميصًا ضيق الصدر أخضرٌ قاتم.
يرفع شعرَه بنظاراته سوداء ريبان.
لماذَا يفعَل كل هذا ؟
لما سيأخذُ كفيفة لـ "رؤية " معلمٍ أثري ويتجهّز لذلك أيضا.
و قبلَ أن يدخلا الأكروبوليس لم يعُد بإستطاعتها الإحتفاظ بسؤالهَا لنفسها أكثر.
-- هل تظنّ إحضار ما لا يرى لهنَا فكرة
جيدة حتى؟--
قصَدت شخصًا كفيفا بيد أنها أخطئت بالجملَة لكن بالنسبة لهُ بدت مميزة أكثر.
اقتربَ منها و أمسكَ معصمَها يجعلُ يدها تتكأ على إنثناء مرفقه و هما يصعدَان التل.
-- أتينَا لنتمشى، تذكرين؟
يُصبح المكان مزدحمًا هنا تمسكِّ جيدا.--
لقد استدَار حول السؤالِ ثم ركله بعيدًا عن إزعجاهما، كلاهما.
و قد ظلاَّ هادئين في خضمِ صخب السياح إلى أن وصلا المدرجات حيثُ بنيَ أول مسرحٍ بالعالم و لا زال حيًا.
تركَها هناك و سار لعربةٍ قريبة يُخبرها برغبتهِ في شيء بارد بهذَا الحر، حينها فقط تركَت ذراعه.
أحضر مشروبات لكلاهما و حريصًا على دحر شعُور الغرابة لحالتها خاصة بعد ذلك السؤال..
هو جعَلها تجلس فوق أولِّ صفوف المسرح المدرج حيث اعتاد أن يجلس المتفرجين قبل آلافِ السنين.
بعد خطواتٍ قليلة من مكان وقوفها الأصلي ،قعَدت نوڤالي تشاطرُه أنفاس روح الصَرح الأثري الغالي للوجود البَشري..
عندما أعطاهَا قارورتها وضَع خاصته جانبه و رفع يدهُ للسماء يبدأ طقوسه ، السَلام للقدماء والسلام لَـ اللَحظة.
فتحَ كفه يرجأ ظلالَ انحسَار الشمس أسفله و لسَعاتها في راحته وتسائل عن الذين نظرُوا لهذه السماء قبلَه و ما كان تفكِيرهم في ذاتِ اللحظة.
هل أتوا هنَا لعبادة الفن أو الحَرب أو الآلهة.
-- هل أنتِ متديّنة نوڤالي؟ --
-- همم، لا تقُول إسمِي كثيرا.--
قهقَه و سمحَ لها بركل سؤالهِ بعيدا كم ركَل خاصتها منذُ قليل ،صوته بدى مستمتعًا.
-- أتمانعين؟ --
-- لا ،لكن... لديك طريقَة ناعمة في نطق
حرفِ الڤي...--
قهقه يستسِيغ قصدها و رغبتهَا التي تخفيهَا ثم نبَس يفاجئها
-- voilà, la vie à vouloir variée/
إليكِ، تتنوّع الحياة بالرغبة.--
تسمّر ظهرهَا لعيانه ثمّ ابتهج وجهها ضاحكًا حين اعترفت
-- لا أعلَم ما قلته تمامًا لكن إلهِ..--
-- Life is varied by desire. --
ترجمَ لها الجملة الفرنسية مركبة و مربكَة القوام للغتها و هي ابتسَمت شطرا.
-- يقال أنّ متعددي اللغات لديهم نسبَة أعلى من الذكاء، أنا.. بالجانب..
أجيد الإنجليزية لأنها لغتي الأم، و رغم زياراتي لليونان منذُ الأزل لا أزال أتعثّر.--
ارتَشف من زجاجته قدرا سمعتهُ كونه قربها ،يناظرها و ينتظرها لتنتهِي من جملها البطيئة و التي تمنحهُ صفاء التفكير.
-- تقصدين أنكِ رأيتِ هذا من قبل؟--
يداها سقطَت لحجرها كرأسها و الخصل المتحررة على خط ذقنها القاصل.
-- أنا لم أذكُر ما كنته قط..--
جوابهُ أتى لاحقا ،أسرعَ مما توقعت.
-- استنتَجُ ذلك عندما ترمشين، الذي حدَث...
ليس قديمًا كذلك، يمكنني استنتاجه من استمرار العادَة للرمش إن شعرتِ بشيء قرب وجهكِ.
تعلمين،متعددي اللغات لديهُم نسبة عالية من الذكاء.--
أكّد لها، و دون أن يعَالج الموضوع كشيء محرج شرحَ نقاطه و هي استمعت بحرص.
رفعت زجاجتها، انتظرت، تريّثت أن يسأل لكنه لم يفعَل.
كانَ إليثيان يسترق النظر لها ثم يجوب ما حوله باحثًا عن الإلهام الجديد.
-- ألن تسألنِي؟--
--عما؟--
أسقَط رأسه على كتفه يتأملها باسطًا ساقيه بسبب الحر.
-- عن ما حدَث.--
-- هل تريدينني أن أفعل؟--
هذه المرة عادةٌ أخرى حركتها، استدارت ناحيتهِ و من حيث صدرَ صوته قابلته.
حاجبيها يرتخيانِ في آخر نقطة فراقهمَا ،أنفها الصغير و الفراغ الضئيل بين شفتيها الندية من سابق شربها.
كان هناك رحيقٌ مشمشي يتناثر فوق وجنتيها، أو هكذا بدى له.
نفَت تحرك رأسَها للجهتين و الخصُل شابهَت هيجَان الموج، حبيبة البحر في نظرهِ هي بالفعل.
في تلك اللحظَة اكتشفَ إليثيان شيئا:
لقَد وجَد الإلهام الجديد في النجمِ الجديد، نوڤالي.
______________
|
سارَت هايزل عبر الشارع المؤدِي لمحطة الباصات ،الرحلة من هنا لمقصِدها ستكون أفضل على قدميهَا و هذا ما تفضله في مدينة جميلة كأثينا لكنها قد تتأخر.
آلة التصوير معلقة على رقبتهَا، و بضعُ معدات بحقيبتها رفقة ملف التسجيل.
مسابقَة ‹ السير معَ الفن › هي حدثٌ ليس كمثله شيء تم الإعلان عنهَا في شتاء هذه السنة و تضمُّ جميع الفئات من مصورين و رسامين و تشكيليين.
الجائزة أكثَر من قيمة لكن القيمة الأكبَر ستكون لإشتهَار إسم الفائز على الساحة العالمية، الأمر كالقفز للسماء و العيشِ بين السحاب في غضون أشهر.
هذه المسابقَة ستمنحُ هايزل الدفعة التي تحتاجها كمَا تمنحها التمويه المثالي لإحضَار نوڤالي إلى اليونان في هذا الوقت تحديدًا.
كَانت هايزل قلقة لفترَة من كيفية معالجة الأمر مع نوڤالي لكن يبدُو أن لأثينا سحرا ما حقًا و الثلاثي ذاك قد يسهّل عليها الأمر.
ابتَسمت و هي تنزل من الباص أخيرًا أمام المبنى عصري التصميم من عدة طوابقَ تحمل نوع البذخ الذي تتسمُّ به تصاميم " الأرت ديكو".
هنا و بالطابقِ الرابع ستضع ملفَ التسجيل الأخير لتأكيد طلبها بالمشاركَة.
و قد كان مزدحمًا حد الخنق، يمكنهَا رؤية جميع أجناس البشرية هنا..
هنود، آسيويين، روس، عرب، إنه يومُ المحشر.
أخذت رقمًا بعد أن أشَار لهَا أحد المتسابقين بذلك.
بدى لطيفا، مؤسفٌ فرق الطول.
و لمّا كادت تتخذ مقعدا لهَا لمحت شخصا مؤلوفًا يخرج من قاعة المقابلَة الأولية.
-- أزاليس؟--
تمتَمت و هي ترَى ذلك الجسد المتناسق يلفتُ العيون بسروال كلاسيكي ينتهي فوق سرتها و قميصٌ أسود دون أكمام تمنحهُ الياقة العالية منظرا رسميا.
توجهت أزا لآلة القهوَة و وقفت تنتظرُ خروج طلبها بينما تدعك جبينها.
فتحت عيناها لتنظرَ بتفاجئ لليد أمامها، كانَت هايزل تعرضُ حبة بيضاء وسط كفها.
-- لإيقاف الصدَاع ،سحرية.--
قالَت باعتياديَة لكن لسبب ما التواجد مع أزا يوترهَا ،هالة الأخرَى تزخر قوة.
نظَرت أزاليس لها بعد رفع رأسِها قليلا ،كانَت ترتدِي ملابس جديدة.
بذلة القطعة الواحدَة رمادية دون كمين، عمليٌّ خاصة بالحقيبة و الكاميرا و اليوم الطويل الذي ستخوضه.
استنتجت أنها متسابقَة أيضا و أخذت الدواء منها تبتلعه شاكرَة.
-- هل قال الخال شيئًا عن ما حدث البارحَة ؟--
سألت أزاليس تطلبُ قهوة أخرى للفتاة.
-- هل فعَل السيد أطلس؟--
أجابتها و أزا قهقَهت لطريقتها ، الفتاة تجيدُ التحدث عندما تكون بوعيهَا إذا.
-- هل ستجعَلون المقابلة عاطفية في الداخل؟--
-- أنا و العَاطفة لم نتخطى الأحقَاد القديمة.
و على كلٍ، لا تتوقعي المسَاعدة فقط لأنكِ تضحكينني.--
صرّحت الناقدة الفنية و هايزل ابتسَمت تخدشُ ذراعها.
انتبَهت أنّ أزاليس شردت بمكان ما فتبعتهَا للرجَال الذين يتوجهون للمصعد.
أحدهم مؤلوفُ الملامح ،يبدو أجنبيا و الذي بجانبه لديه شعر طويلٌ نسبيا يربطه بعقدة رجالية و هذا ما رأته دون وجهه.
خلفهم البقية يبدون للحراسة.
-- جيم؟ --
نبسَت أزاليس و طريقة تعجبها لوجُوده هنا مع شخصٍ يفوح منه الخطَر كذاك لم تفت هايزل.
___________________
|
أنهَت زجاجتهَا قبله هو الذي أحبَّ هذا الهدوء بعد الكلام، الخدوش والكُسور بالمقاعد الحجرية ،نسمَات أخرى وسطَ الحريق ،و هي جانبه.
-- أؤمنُ بوجود اللّه في المعجَزات كمَا وجوده في المهَالك الكُبرى.
أؤمن به ،لأن الشر و الخيرَ يعيشان منذ الأزل بهذا العَالم ،لكن ،لم يتغلب أحدهُما على الآخر بعد.
هذا جوَاب سؤالك.--
فاجئتهُ و كالعادَة حتى الأخطاء اللغوية الطفيفَة التي تقترفَها تجعَل لجملها وقعًا فريدا.
--تقريبًا..
لكن بمَا أننا تحدثنَا بالأمر، تعالي.--
وقفَ و قد سمعتهُ يفعل، لحقته و هو أخذ الزجاجة من يدَها و أعاد تشابكُهما السابق.
سارا عبرَ الصف بتريثٍ و قد انتظَرت أن يخبرها مقصدَهما التالي، سمعته يرمي الزجَاجات بمكان قريب وأنفَاسه بدت "مرحة".
صعدَا أكثرَ و مما تذكُره عن الطريق ،همَا يسيران بإتجَاه البارثنون.
الأعمَدة المهولة التي تسندُ البناء التاريخي و السقفَ الرخامي جعَل للأصوات صدى خفيف يُوهم البعض أن لا شيءَ تغير و أن الكهنة و العابدون لا زالوا يصلُّون لآلهة الحكمة العذراء أثينا.
-- لقد شُيِّدَ هذا المعبَد كليًا من الرخام البنتيلي، جبلُ بنتيلي الذي يبعُد بالقليل عن هنا، رخَامه أبيض لا تشوبه شائبة غيرُ دموعٍ من اللون الأصفر الميت لفراقِ موطنه، ما يجعَله يتلألأ بلون ذهبي تحت أشعة الشمس لأنّه جميل عندمَا يبكي.
كلّ هذه السنَوات و لا زال يبدُو عظيمًا حتى بوجُود الدعامات الحديدية البشعة التي تمنعه من السقُوط.--
قال بعدَ أن تجولا قليلا ،هنا الصَوت أوضح..
صوت كلّ شيء يحدثُ حولهما أو بينَهما و هذا كل ما تحتَاجه نوڤالي و تجربة "التمشي" معه بدَت أكثر من ذلك.
لقد أجَاب عن سؤالها الأول دونَ قول شيء ،إنها لفكرَة جيدة إحضار "ما لا يرى" إلى هنَا بالذات.
تذكرت أين إنتهَى حديثهم لتستدركه
-- هل يمتلكُ هذه المعلومات جميعُ فتيان توصِيل التحف؟--
سألت مستبعِدة هكذا احتمَال مأخوذة بطريقَة وصفه وإليثيان لم يفهَم قصدها إلا بعد تذكره أنها تظنهُ فتى توصيل من يومِ تسليمه لتمثال حبيبة البحر في فندق الخَال.
ابتَسم النحات.
-- كما قلت، تتنوّع الحياة بالرغبة ،و
أنا رغبتُ بالعديد. --
نقرَت كتفه بسبابتِها تزم شفتيهَا فتكمش أنفهَا و الطرفُ الكروي أصبحَ أوضح و أكثر عرضَة لخطر العض.
-- هذا لا يُجيب شيئًا.--
قهقهَ و عبر الصدَى كان وقعها أعلى و أعمَق و قد جعَلهما يلفتان العيون هناك.
-- لكنه كافٍ.--
صمتَت قليلا بينما يسيرَان ،حذائيهما يصنعَان وقعا متناغمًا.
-- أين نحنُ تحديدًا؟--
سألتهُ بنبرة أخفض و لم يخفَى عنه افتقارُ رغبتها بطرح هكذا سؤال.
-- الجدران التِي تروي ولادَة أثينا.--
طريقتهُ في وصف الأمور، لا عجَب أنه في المجال الفني و محاطًا بأصدقاء من نفس المجال.
اقتَادها أكثر.
-- هنا ، تروي القطع القديمة الصرَاع الأسطوري بين أثينا و بوسايدن حولَ حكم هذه الأرض.--
صمَت قليلا ثم خرجَت من بين أسنانه ضحكة ميتة ،أقرب لصريرِ القفل ثمّ تابع
-- حربٌ مدمرة محتمة النتِيجة و لا طائل لهَا ،الحكمَة غلبت إله البحر الأرعن.
و الضحَايا هباء.--
كان يقصدُ حكمة الآلهة أثينا و خبرتهَا بالحروب.
-- هم لم يكُونوا آلهة يومًا...--
قالَت فجأة تجعلُه يركز بوجهِها قربه و قد ظن أن جمِيع الأذان تسترق السمع لهذا السر الخطير.
-- ستسجنُنا دار الثقافة اليونَانية لو
سمعكِ أحد.--
-- ماذا؟ لا، جديًا...
الآلهَة المعروفة بالحكمَة التي يُعميها الغضب و إله البحر الذي يدمر لأجل الإنتقَام؟
أخبرتكَ، الإله لا يدعَ الشر و الخير يتغالبَان.
هؤلَاء ،أغلبَ الظن، كانوا من ذوي النفوذ و السُلطة و قد سُخر لهم ما قد يتوارثهُ البشر لاحقًا مع المبالغة بأنه قوى خارقة، أخبركَ أنها لم تكن سوى نتاج العديد من عبيدهم أو جنودهُم.
لا أقصدُ إهانة.--
بعيدًا عن رجاحة منطِقها ،هي لم تتردّد حتى في إخباره كل ذلك بأسرع ما يمكن للغتهَا اليونانية أن تفعله.
لقد أحرزا تقدمًا ها هنا و الآن.
ابتَسم النحات و مال رأسهُ يخزرها ،عدّل النظارات ليدفع خصلاته للخلف مجددا و هي شعرَت بذلك بينما يهمهم.
-- لقَد كانا في حرب و كَان على كل إله أن يفرِض قوته و يعظّم سخطه و البشر ضحيَة القوى العليا دومًا.--
شرَح بيسر، سيقُودها للإكتشاف و ستقودهُ لعمق تفكيرها الذي بات يستهويه.
-- ميدوسَا لم تكن ببشر!--
هتفَت دون داعٍ لذلك، كانا الآن قد وقفَا قريبا من الغرفة المركزية المسَماة بالسلَا حيث كان يتعبد بها كهنة المعبَد بإعتبارها مقدسة.
نوڤالي علمَت ذلك لأنها أكثر ما ظلّ عالقًا بذهنها من آخر زيارة فعلية للبارثنون.
-- كانت خليقة عن إله ،و كاهنة بمعبد الإلهة التي
لعنتهَا لاحقًا في غمرة الغضب.--
توقفَ إليثيان عن السير مستذكرًا اليوم الذي أوصل تمثالهُ للخال، نوڤالي قالت أن الميدوسَا هي أسطورتها المفضلة.
هل يعبثُ بعقلهَا كما يفعل عادة أو يدعُ الأمر ليمر.
-- لكن، حسبَ نظريتكِ التي ترمي بالسحر القابع في حضارة اليونان عرضَ الحائط ،أثينا ليسَت آلهة لتستطيعَ إنزال لعناتها هنا و هنَاك.--
محقٌ لحد ما، فكرت نوڤالي تضعُ سبابتها أسفل ذقنهَا و هي حركة غريبة.
-- That's why we call it a myth ,darling./
--لهذَا نسميهَا أسطُورة عزيزي.
ابتَسمت بإتساع.
-- ميدوسَا حقيقة.--
-- ماذا؟ --
-- لا بأسَ بذكائكِ بالنسبَة للامتعدد لغَات.--
غير الموضُوع بسلاسة.
-- هل هذَا مدحٌ أو ذم؟--
-- إعجَاب.--
توقفت عن المَسير ، هو حقًا عليه معرفة الإختلافات بين المجتمع الأمريكي و المجتمع اليوناني.
-- هناكَ خيط ضعيفٌ بين الصراحة و الجرئَة.--
-- هناكَ خيط أضعَف بين حلول اللحظَة المناسبة و فوات الآوان أيضًا، و أنا حبي منتَهز للفرص.--
فجأة كانَ قد ابتعَد عنهَا ،شعَرت بيده تمتد لساقيها و الأخرَى تقبض خصرهَا كما فعل سابقا ،عنيفًا.
صاحَت مرتَاعة لما أصبح جسدَها يطفو بالهواء ثم ارتطَم جانبها بالقميص القطني الخفيف الذي يرتدِيه.
لقد حملهَا بطريقة العرُوس و هي تمسّكت لتفاجئها بكتفيه.
شعرت بخطواته تسرعُ لجهة ما و أخفضت و رأسها
-- ما بحقِّ السماء أنتَ فاعله؟--
سمعت ضحكَاته المكتومة من هكَذا قرب بينما يهرول.
لقد قفَز المجنون بينما يحملها ليتخطى شيئا ما و في لحظَات أصبح المكان باردا بدرجة من الرطوبة و رائحَة الجير و الصخر المبلول.
وضعَها أرضا حينهَا و شعرت به يجلس و يجذبُ يدها لتبرك قربه تماما ،لكن نوڤالي كانت ترتجفُ بالفعل لمجرد قلقها و تفاجئها.
عبسَ للفكرة ،و أراح يدها التِي يمسكها على كفه و بالأخرى فتحها يمسّد باطنها ذهابا و إيابًا.
-- لقد أدخلتُنا غرفة السلا المقدسَة، المكان الآن مظلم تقريبا و التماثيل هنَا يُحرم لمسها كما يحرم دخول المكان. --
ما حدث سابقا هو أنّ النحات راقب الوضع حتى انشغَل الحارس في الممر الأمامي و سار الموكب السياحي معَ مرشده الرسمي لمكان آخر من المعبد.
كان هناك أيضًا أربع رفقَة باكستانيين انشغلُوا بإلتقاط الصور عنهما.
هو انتهَز الفرصة حرفيًا عندما نطق بذلك.
استرجَعت نوڤالي أنفاسهَا لما توضح تنفسه المنتظم على وجهها و جانبهَا.
و لا زال يمسد يدهَا بين يداه حتى ظنّت أنها خُلقَت بينهما.
-- إذا أنتَ لا يمكنك رؤيتي؟--
قالت بعد هنيهَة من الصمت.
-- أراكِ أفضل من أيِّ وقت مضى.--
لم تحتَج لسؤاله عن ما يفعلانهِ هنا بعد أن قال ذلك.
إن كان يريد مواساتهَا عن شيء ما بطريقته فليفعل، إن كان يريد مساعدتَها بطريقته فليفعل..
لكن ليفعلهَا بطريقته بالذات ،بينمَا يهدهد كفها هكذا.
-- على الأرجح سنعَاقب للدخول إلى هنا.--
-- قد تلعننا أثينَا أيضًا من يدري ،لكن...
لمسَ ما لا يفترض لمسه يستحقُّ المخاطرَة.--
رفع يدها عاليًا يضعها على الجدار الذي يستندَان عليه ،كانَ به تعرجاتٌ لأشكال ما.
-- إنها إمرأة؟ لحظَة، شعرها ليس.
ميدوسَا!؟--
سألَت لملمس جسدِ الأنثى الواضح بيدها و الشعر الذي حرصَ النحات أن تحلَّ سره هو أفاعي ،كان إليثيان يقود أناملها باحترافية حتى تعرف.
همهم كإجَابة فشهقَت سعيدة بإكتشافها الصغير.
أبعَد أناملها عن الجدَار و قربها لوجهِه فهربَ من نوڤالي نفسٌ.
وضعَ رؤوس سبابتها ،وسطاها و بنصرهَا على شفتيه و ذلك فجّر الدماء عبر خلاياها بسبب الغليَان في أسفل بطنها.
-- إليثيان...
لم يدَعها تكمل فجعل كلاهُما يقف ،و رغم الظلام كمَا يدعي كان يسير كمن اعتَاد المكان حتى قادهَا للجانب الأيمن.
وضعَ يدها المرتخية في قبضته على صخرة ما.
مهلا و دمائهَا لم تهدأ بعد من ملامسة شفاههِ ، لقد وضع يدها على تمثَال لجندي فوق رأسه الذليل تماما.
تركَ يدها هنَاك فاستدَارت لجهته.
تكادُ تقسم أن تشعُر بجميع جسدها يرتجفُ لكنها في الواقع لا تفعَل.
إليثيان كان يقابلها أيضًا ،لا يستطيعُ رؤيتهَا لكنها يراها أفضل من أي وقت، كما سلفَ له القول.
-- إلهِ ، من أينَ تأتي أنت؟--
سألَت بعد إستعادة نفسِها ،كان الغرض منه إجلال اللحظة و الأفعال التي يصنعهَا و ما يصنعُ بها من أثر.
-- من هنا.. من هنا تمَامًا حبي.--
لم تكُن تراه فاستنتجَت أنه لا يقصدُ شيئا معينا سوى جسده،لكنه في الواقع عنَى ما هو أعمق.
عنى من يكُون هو فعلا و من أينَ بدأت القصة ،البارثنون.
و قد أخبرهَا كل شيء أسفل البارثنُون.
___________________
_______
|
• واو رومانسية ،معوقة شوي بس هذا حدي قسم+ أنا و الفرنسي أيضا لم نتخطى الأحقاد القديمة و لكن رشة منها بالروايات لها طعم.
و المتخرجين من اكسفورد اعفوني الجملة حرفيًا صنعها الكيبورد و طلعت مناسبة للإستعمال uwu
س: من منكم فهَم ما أراد إليثيان قوله لنوڤالي في آخر مشهد ؟
الجملة موجودة ببارت المدخل ;)
_
.دعواتكُم لأصحاب البكالوريا.
_____________
• BONUS :
.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top