[ عينُ الروح: لمسة من شغَف. ]
[ μάτι ψυχής: ένα άγγιγμα πάθους ]
|
همهَمت تصمُّها اللحظة و تعميها عن واقعهمَا ،عن كل ما وعدت به نفسَها ثانية بعد.
شاهدتهُ يتحطم لثانية بَعد ، ذلك الوعد.
فقط ثانية تغرَق دون الإكتراثِ باللحظة التي ستُنتشل بعنفٍ ،أو بأن هذا مجردُ تمويه أغلبَ الظن...
فقرّرت أن تنتشل نفسَها بنفسها قبل أن يغرق حطام وعدهَا أكثر ،رمّمته.
-- كان هذا لتانيث صحيح؟
هي خلفنَا.. --
التفت النحات ثوانٍ يتأكد ، لم يُدر رأسه بل جانبَ وجهه فحسب ليلمح الشخص بجانب عينهِ و الذي كان قد رحَل ، ثم قهقه يجيب.
-- في الواقع كانَ لجيم ،اقتربتِ. --
تنهدت نوڤالي و وضعَت سبابتها أسفل ذقنها ،حركة تفعَلها عندما تفكر، لكنها قالت ساخرة
--لما هل كان معجبًا بك هو أيضا؟--
-- تخيلت منظرا لا يجدُر بي تخيله،
إلهِ نوڤالي،
حس دعابة كهذَا سيقتلني يومًا. --
-- إذا من الجيدِ أنني محضُ
صديقة صيف.--
سارَت بعيدا و خلّفته صامتا، هادئا على غير عادته دون ردٍ و هذا غريبٌ عليه ، لم تسمَع خطواته ورائها.
استدارت بعد لحظَات و قالت متهكمة المحيا..
-- ما الخطب؟ تعلم أنني لا يمكنني رؤية
وجهك لأقرأَ طلائعَ ما بك...--
تجاهلَ مصيبتها الأخيرة و ركزَّ على المصيبة الأولى التي قالتها ،أو ألقتها.
-- هل هذا ما تظنينَه ؟ أنكِ صديقة
للصيف ،تنقَضين بإنقضائه؟ --
-- لستُ أظن فيما به تأكِيد ،كل شيء يشيرُ لذلك.
لا ضغائن ،الأمر كليا بلا معنى.--
و في الإستعمال اليوناني "بلا معنى" كان وقعهَا أعنف و أكثَر سوداوية، كأن تقول أنّ لا شغفَ في ما تقصده بالجملة.
أي أنهَا ببساطة أخبرته أن بقائها أو رحِيلها و هذه العلاقة برمتها ليس لها هدفٌ ليكون لها شغف.
اقترب منها ،استشعرت أنفاسه القريبة و تخيلته بينما هو بالفعل قد انحنى قليلا لمستوى يخوله رؤية ملامحِها جيدا.
قابضة أعصَاب حاجبيها، ظل عيناها الكستانيء أدكن يرسمُ الطرف الحاد لكل عينٍ و يجعلها أكبر.
رموشها أكثَف بالماسكارا و حبة الخال أسفل جفن عينها اليسرى بَهتت.
شفتاها الثخِنة بلون كراميلي لذيذ كانت تبدو منزعجَة.
-- لما أنتِ غاضبة مني؟ --
أرجعَت رأسها للخلفِ نصف زاوية ،عاقدةً ذراعيها لصدرها تظلمِه كرجل بهكذا فعل قريب، لكن كيانهُ أجمع كان منصبًا في فهم خطأه.
-- أنتَ حقا يجب تثقيفكَ حول العلاقات و المعاملات ،إن لم تكُن الأمريكية فالبشريَّة على الأقل...--
نظَر مرتابا متعجبًا ،وجهه به حيرة كافيَة حول مقصَدها لكنه اضطر لسؤالهَا
-- ماذا! --
-- لقد مرّ أسبوع..--
-- إذا ؟
"اشتقت لكِ" التي نبستهَا منذ لحظاتٍ
لم تمُت ،ليست بسبب جيم فحسب
،لقد فعَلت.--
زفرَت تعبها من نوبة غبائه المفاجِئة هذه.
-- لا تتملقني ، قصدت أنكَ لم تتصل!
كما يحدثُ عادة ،لكن..
و أنا أمامك الآن، استوعبتُ أن الأمر بلا معنى.
يالساذجتي. --
أعادت الكرة، صراحَة نوڤالي لاذعَة أحيانا.
يفصلهَا عن الوقاحَة خيط رفيع.
ابتعَدت عنه و حتى الآن لا يعلم إليثيان لما تفعَل ذلك هي التي لا تدري أين تذهب أو ما يوجَد في الكوخ.
اقتَرب حثيثا و بدَل أن يستدير ليقابلَها هو أدارها إليهِ بالقبض على زنديهَا.
لحظةَ ملامسة يداه لجلدِها قد تكون الشيء الأكثر غموضا ،سحرًا و حياةً بعد الإنفجار العَظيم ،لو كانت النظرية صحيحة.
جرمان هائلان اصطدمَا و تفجر منهما الكونُ و نجومه و أثيره..
إليثيان و نوڤالي.
و كان للنحات أيَادي تبعثُ الحياة بكل شيءٍ حتى هي ،أكثر الأشياء موتًا (شغفها للعيش.)
-- إذا علميني، كوني معلمتِي كما سأكون.
سأعطيكِ لتعطيني ،أفلا؟
لن تشعري إن كنّا كذلك بأهمية لتوطيدِ علاقة تعلمين جيدًا أنها بالفعل تعدّت ذاك بمجرد أن نتحدّث كما نفعل ،أو أن نرقص كما نفعَل ،
لن تشعري بالحَاجة.. لـ... لنصلَ للمنتصفِ أو النهاية بتمهل فقط لأجلِ مواكبة نمطِ المعاملات و العلاقات البشريَة!
حبي ،نحنُ سنخلق نوعًا جديدا من العلاقات،
و أؤكد لكِ أنها أكثر من صداقة صيف. --
هذا رجلٌ يجيد التحدث ،و هو أمر خطير آنساتي.
-- و كيفَ تنوي فعل ذلك؟
لا تريدُ علاقة نمطية ،فما سأعلمكَ ؟--
قصدت "ما الذي قد أعلمكَ إياه؟" لكنها بدَت أظرف بوجهها الذي ينقشعُ عنه الإنزعاج السابق بسبب كلامه لكنها تريدُ إبقاء هيبة موقفهَا منه.
صمتَ هو قليلا يفكر فيما يخبرهَا به و بأي طريقة ،نظر بوجهها جيدا ،ثم الفستان العنابي الذي يُشعره بالظمأ و شعرهَا المنسدل بمثالية خلف ظهرهَا و قد قُسم بالمنتصف كليا لتحمل كلا الجهتين الأماميتين خلف أذنيها.
التموجات بهِ تبدو طبيعية جدا أقرب لحور البحَار.
تذكر -رغم أنهُ ليس المكان و لا الوقت المناسب- حديثهم بالبارثنون ،في السيارة ،شجارهم في أول لقاء و فكّر في الأسبوع الذي مر و كيف قد اشتاق لها حقًا بذكريات قليلة كهذه.
نعم، هو لم يكن يتملقهَا، لقد اشتَاقَها.
هو لم يشعُر بذلك منذ مدة، سنوات ،حتى نسى لذتَه، لذة البداية ما يجعل كلّ شيء قادم يهون في نظرَك و يدفعك للموافقة و الإندفاع نحوَه معميا.
لكن هذه قصَّة الفتاة التي لا ترى و الفتى الذي سيجعلها تُبصر.
قصة النحات الذي جعَل كفيفة ترى تماثيله و ظلّ هو شاردا فيها ، في كيانها ذا الرخام النادر و ما تفعله.
ظلَّ شريدا جوف تمثاله...
حتى تحدّثت تنتشله من أفكاره.
-- و إذا..؟ --
-- علميني كيفَ أشعر مجددا، افصلينِي عن
كل ما سبَق ، علميني كيفَ أغرق يا حبيبة البحر..
لأنني سبحتُ بالسطح كثيرا و لم يكُن
ذاك وطني يومًا.--
-- و كيف نفعَل هذا؟ --
ابتسَمت راضية أخيرا ،رغم رهبة الآتي و ما قد تؤول إليه أمورهمَا و هو شاركهَا.
-- أولًا نختمُ العقد. --
قال بنبرَة غامضَة ،يُؤثمها التفكِير في مقصدٍ قد تعنيهِ نبرة كهذه.
و قبل أن تسأل كيف، و قد تسارع خافقها مرتين ،جعلهُ يتوقف عبر لثمِ مكانٍ دافيء أسفل خدّها.
-- هكذا ، ختمُ الشيطان.. --
أصدَر صوتًا كإنفجار علكة من خلف أسنانهِ و بإستعمال لسانه و الهواء فقط ،ذاك صوتٌ للتفاخر و لو كانت ترى لشاهدتهُ يغمز في نفس اللحظة و لكانت حاملا الآن.. نعم.
تصنمت هيَ لا تدري ما تقول أو تفعَل بعد ذلك، لا تريده أن يشعُر بأن ما فعله جريمة ما و تبالغ ردة فعلها كمَا لا تريدُ فقط تخطي الأمر.
و على ذكر تخطي الأمور، نوڤالي جديا لا تعرفُ كيف ستتخطى الشعور بنسيجٍ شفتيه الحار على جلدها الحساس.
-- نوڤالي أنا لم أتصل بكِ لأنني سأحب
دومًا رؤية وجهكِ ،عندما نتحدث و
عندمَا نضحك و عندما أفاجئكِ..
كالآن تماما.--
قهقَه باتساعٍ فدفعَته بعيدا و قد أصابَت الهدف ألا و هو صدره.
-- متملقٌ لعين.
ظلَّ يضحك عليهَا حتى قالت
-- هذا غير عادلٍ إليثيان، غير..
أنا أيضًا أريد ذلك.--
لكنهَا لم تسمح له بسؤالهَا عن قصدهَا حيثُ خرجت من طريق قدومهَا و سمحت لرييه بأخذها للخارج.
كان الحفل قد بدأ عندَها.
_______________________
________
لم يكُن أحد ليحزر إن كان الأشخاص الذين يتصرفون بجنون هناك متبعثرين على رمال الشاطئ ،يرقصون و يهتفون و يغنون كأنَّهم خلقوا لذلك...
لم يكن ليحزر أحد إن كانوا جميعًا سُكارى أو فقط هذه روحهم الحقيقية و طريقَتهم في نهلِ حرية يفتقدونها عندما تعود الشمس للبزوغ و الأيام للنمط العملي و الدراسي.
إن البشر يضعونَ تنظيما هائلا لحياتهم يساعد الصورة الخارجية لهم على الظهور بأفضل ما يمكِن ،بينما داخليا يشعرون بالتقييد من قبل أنفسهم أولا..
عادت هايزل للسيارة المركُونة بعيدا عن الشاطىء نسبيا، لإحضار شيء ما و حمدت نفسها على عدم إعادة كل مشترياتها لجناحهما.
-- ما الذي تفعلينه هنا يا حُلوة؟ --
باغتهَا الصوت ذو الحروف السلسة فشهقَت ما أدى لإصطدام رأسهَا بسقف السيارة ،ثم وضعت يدها على مكان الإصابة تعود للخلفِ بعد استلقائها للبحث بين الأكياس لترَى ذلك الحذق يتكأ بذراع واحدة على السقف و ينظر لهَا أسفل جفناه كمحقق.
-- هذه الكلمَة مبتذلة جدا، من يقول
هذا لفتاة ؟--
-- أنا ، و الآن لا تتلاَعبي..
كانت تعليماتُ أزا واضحة، لما التلصصُ عند الشاطيء و الهرب مني؟ --
رفعَت ذراعيها لصدرها و مررت سبَابتها على أرنبَة أنفها تستنشقُ بعنف ثم تخبره تستوحِي كل ذلك من فيلم عصابات.
-- هل تتجسس علي الآن؟ لوي.. --
ضيّقت عيناها لتُرهب عيناه شبيهة عسل أزهار الشمَال الفاتح.
كان كلاهمَا مستمتعا لحد ما بالوضعِ المبالغ فيه شرط أن تستمر اللعبة.
-- ربمَا..
أفعالكِ مريبَة بالقدر الكافي ،هايزل غرايس.--
قال بنفسِ نبرتها و أخفض رأسهُ يضغط سبابتهُ بمقدمة أنفها ،بالنسبة لطول هايزل فهذَا قد يكون نادرا ،أقصدُ بالطبع أن يخفض أحدهم رأسهُ لينظر لك..
ذلك جعَل هذا المشهد بالكَامل مميزا بالنسبة لهَا، و أقول مشهدا لأن هايزل ترى الحياة كلهَا بعدسة الكاميرات و على طريقة الأفلام.
و للسخريَة ،كانت كاميراتها لا تزال تتدلى من رقبَتها و تخيلت لو تخرج من جسدهَا تلتقط صورة لهما من بعيد بالزاوية المثالية و تعودُ لتعيش باقي المشهد.
فرقَع لوي أصابعه أمام وجهَها لتنتبهَ له.
-- ماذا بالكيس علَى أية حال؟ --
-- ألم تعلمكَ أمك أن لا تتدخل في
شؤونِ غيرك؟--
شدت الكيس لصدرهَا تخفيه.
-- لا ،كانت مشغُولة بالمسلسلات و
التذمّر من أبي...
الآن --
فتحَ كفه لتضعَ الكيس فيه لكن الماكرة استدَارت لتركضَ بعيدا عنه ،وثبَ هو فوق سياج الصخُور الذي يحدد الشاطيء فوق المرتفع هناك حيث تُركن السيارات.
باغتها يقف أمامها فتتوقفُ متفاجئة و لأن سرعتها كانت أكبر من توقفها هي ارتدّت للخلف بنفس القوة فجذبها ناحية جسده متعلقًا بحزام فستانها.
-- تريدين أن نلعَب بالطريقة الصعبة؟ --
-- هاتِ ما عندك يا فتى. --
تحدّته تضيق عيناها تبتسم بشرٍّ كما يفعل و الحماس يغلفهمَا ، ربما أكثر من اللَازم للاشيء سوى روح التحدي بهما.
جذبَ الحزام و كردِّ فعل هي عادت للخلف تعيقهُ ذلك جعله يضيق الخناق على خصرهَا لكنها لم تتوقف لذا جذبهُ أكثر.
-- سلمي ما لديكِ أو سأخنقك حتى الموت.--
هدّد التافه ،يده يشهرها.
-- أفضلّ الموت على الخضوعِ لرجل.--
قالت الأتفهُ منه يروقها استحضاره لروح الأفلام فمثّلت البطولة بطريقتها الخاصة تضعُ يدها على جبينهَا متأثرة بتضحيتها في سبيل كيسٍ بثلاث فرنكات.
إنه الخيـا🌈ل.
لكنّه معرَّضٌ للتدمير في العالمِ الواقعي لأن الحزام لم يتحمّل و ذلك الضغط أدى لتمزقه فسقطَت البطلة المغوارة في ساحَة المعركة بكل شجَاعة إلا أن العدو كان أكثر فطنة و أمسكها للمرة الثانية.
ينحني ليدعمَ ارتخاء جسدها الذي كان يتحضّر للسقوط و التحطم أرضًا ،كان لوي يُمسك ضحكته بصعوبة حتى فتحت هايزل عيناها.
-- الحركة الكلاسيكيّة للأفلام و الفانفيكز ،كان علي أن أتوقع.--
قالت هايزل ساخرَة من مؤلفة الرواية ، لوي لم يستطع كبح نفسهِ عن القهقهة أكثر و هي تأملته بهذا القرب.
-- كان عليكِ إخباري من البداية أنه
هدية لأزاليس ،يبدو أنّ لديك نزعة درامية،
هايزل غرايس.--
نظرَت أين حطت عيناه ،كانت العلبَة ظاهرة ترقد بسلام على صدرها فتغطيه لأن الحزام جذبَ الفستان للأسفل أكثر بهكذا وضعية.
-- لقد كنت مستمتعًا بذلك ،لا تكذب عزيزي.--
نظرَ لجرأة الفتاة ،هي غالبًا لا تعرف مع من تعبث و ليس لديهَا أدنى فكرة عن تاريخ الشاب الذي ترتاح بين ذراعيه الآن كأنه بيت أبوها.
بذراعه اليمنَى شدَّ خصرها أكثر و قد تحولت ملامحُه للآثمة فجأة ،كان ذلك ليعوض افلاتهُ لجسدها باليسرى.
رفع يدهُ و قربّ سبابته من صدرهَا يجعلها تعجُّ نبضا و احمرارا ،راقبتهُ متوترة و لم يرى بها ذلك حتى الآن.
أخفض العلبة لداخل الكيس يهمسُ بصوته الناعس.
-- مستمتعٌ.. لآخر.. لحظة..--
قضمَ طرف شفته عندَ نهاية حديثه، كانت تلك عادة لوي لكنه جعلَ هايزل تسافر بكل رضى لأرضٍ أخرى.
-- هايزل غرايس ويتلي بحقِّ كلما هو مقدس
ما هذا الذي تفعلينه؟ --
الجملَة كانت صراخًا متعجبا صدرَ عن جانب مشهدهَا و تضرعت أن تكون حاسَة سمعها خاطئة لكنها بالفعل تأكدت منه
-- خالي! --
صاحَت و لوي تركهَا لمصيرها السابق، السقوط أرضا.
-- خالكِ ؟--
نظَر للرجل بسروال فضفاضٍ و قميص كتان مفكوك الأزرارِ أحمر يجعله هذا اللون ملفتا للإنتبَاه و قد وضع نظاراته الشمسية الصفراء لحمايته من شمس الشاطىء.
شبكَ لوي ذراعيه خلف ظهره ببراءة ريثمَا تقف هايزل و تعدّل نفسها.
رمق الخال حزامهَا و هندامها بحنقٍ و كانت الوضعية برمتها أكبر سوء فهم.
-- يمكنني الشرح ،لا تعطيني تلكَ النظرة.--
-- أسرعي يا فتَاة ،أسرعي..--
قال نافذًا صبره، بينما لوي وقفَ هناك كمزهرية
رمقتهُ هايزل من أسفل لأعلى ثم نظَرت لخالها تشير أنَّ
-- كما ترَى خال ،طولهُ مناسب و
ذراعيه قويتان. --
-- آه..
حسنًا إذا ،استمتعَا بالحفل.--
ابتسَم و لوي حرفيا سقطَ فاه مصدومًا عندما مشى "خالها" كما تدعي بعيدًا.
-- مهلًا أنتَ مدعو؟ --
سألته هايزل فأشار بإبهامه خلفهِ دون أن يستدير كان السيد جينوڤان أطلس هناك مع تيموثي مساعدهِ ،كلاهما يبدوان فاخرين حتى بملابس خفيفَة و إماراتُ إستغراب قوية على وجهيهما.
في الواقع جينوڤان فقط لأن تيموثي كانَ يكتم ضحكاته عن موقف صديقه القديم هناك.
-- لوي لقد مرّت سنوات لكنكَ لا تزال
تفاجؤني كلّ مرة بأفعال لا تصدرُ سوى عنك.--
ضحكَ بإحراج و حكَّ رأسه يصرح
-- ماذا عسايَ أقول؟
أنا طفرَة بشرية.--
_________________
____
رحّب باقي الرفاق بالخال وجينوڤان وتيموثي.
إليثيان و أزاليس و رييه كمَا تعرفت نوڤالي على تيمُوثي و الذي تبين أنهُ كان عضوا من عصابتهم أيضا.
أزاليس همسَت لها بذلك بعيدًا عن الخال ثم اندمجُوا بالحضور خاصة فتاة الميلاد الفاتنَة.
لم يحصُل إليثيان على فرصَة لحديثً آخر مع نوڤالي فيبدو أن هذا الحفل برمتهِ يعرفه و لن يدعه و شأنه.
كان يتحدث مع شابانِ و فتاة يذكرهمَا من الكلية عندما لاحظَ رييه الضجَر على وجهه فتضاحكَ غامزا.
جينوڤان كان يرقصُ مع فتاة ما و لوي و تيموثي يتحدثان بعيدًا عن مجريات حياتهما.
و في وسطَ الضجيج و الرقص ،كانت نوڤالي تجلسُ على حافة الشاطىء لأن رأسهَا أكثر ضجة.
وصلَت هناك أخيرا لتريحُ قدميها و بعد أن تأكدت من إحضار هايزل للهدية.
أزاليس حرفيا ظلت معهمَا طيلة الصباح ،دعتهما لحفلها دون إخبارهمَا أنه عيد ميلادها.
و كانَ هرب هايزل من لوي فحواه ذلك عند معرفتهَا بالأمر.
تنفّست بعمق تفكر بكلّ ما يحدث ،ما قاله إليثيان لها و ما قد يريدُه منها.
عندما وقفَت تنوي العودَة لجوف فوضى الاحتفَال ،ترفرف بها الرغبَة بذلك ، إذ بخصلات شعرهَا تُجذب للخلف.
لم يكن الفعل قويا بحيث يُؤلم رأسها و لا هو خفيف حد أن لا تشعُر به، فأمالت رأسها كرد فعل و صاحَت.
-- Who in earth is this? /
من هذا ؟--
لكن الترجمَة الحرفية للجملة الإنجليزية الغاضبة من نوڤالي هي (من على الأرض هذا؟ )
و الجَواب حملَ سخرية من الطريقة الأمريكية في الحَديث:
-- هناك تريليون كائنٍ على هذهِ الأرض،
--Guess /إحزري ؟
شعَرت بأنامله الثقيلَة و المُشبعة بالحياة تداعب أطراف شعرهَا المموج يرسُم طرقه الملتوية للأسفل.
يرفعهُ بيد و الأخرى ترسمُه كما ينحتُ النحات تماثيله.
-- من بين التريليُون ،كان يجبُ أن تكون..
أنت؟ --
حاجبيهِ ارتفعَا و قهقهَة نزقة غادرَت ثغره فابتسَمت نوڤالي لما سأل
-- لما التذمرُ حبي؟
هل كنتُ تفضلين آخرًا؟ --
-- جوني ديب مثلًا، على الأقل..--
ضحكَا ،كان إليثيان يقتربُ خطوة في كل جملَة يقولها و عند ذلك الحد كانت رائحتهُ قد زاحمت رائحَة الشاطىء في رئتيهَا.
الموسيقى بدَت بعيدة عندمَا قال
-- نعم، للأسَف، لست جوني..
لكن يمكننِي القيام بمشهد واكر و أليسون
من فيلم الطفل الباكي° ،
بمساعدةٍ منكِ بالطبع ،حبي. --
شعرَت نوڤالي بكل قطرة دم في جسدِها و هي تصعد و ترتطمُ بوجهها ،أذنيها حيث جفَّ إحساسها برقبتها تماما عندمَا لامسها نسيم منه.
من حروفه الجريئة الحارقَة مثله ،و لا زال يعبثُ بخصلاتها.
ابتلعَت نوڤالي صدمتها ،و احتفظت بخلاياها العقلية التي جعلتهَا تقول بنبرة تشبهُ خاصته.
-- "Cry baby "
ليس حتَى في قائمة مفضلاتي عن
أفلَام جوني. --
-- حقًا؟
فلنُحيي مشهد الدون خوان
دي ماركو ،أفلا؟ --
همَس آخر كلمة كما يفعَل دوما، يقولها بطريقة شاعرية قريبَة من حافة أن لا تصدُر عن إنسان حقيقي بل شخصية ما من فيلم.
و هو أمر مثير للسخرية ،حيث أنَّ إليثيان رفع إحدى يديه في السمَاء دون تحرير شعرها من الأخرَى و قال بدرامية مفرطة
-- مشهد اللقَاء أخيرا ،بعد مرير الفرَاق ،بعد فقدان الأمل و المعنى كان هناك..
يندفعُ برغبة مميتة نحوها قد تحرق جلدهَا،
رغبة ليسَ لها تفسير ،لا تقَال، لا تُرى،
بل تُلمس. --
كان صوتهُ ينزل في السلم الموسيقي درجة درجة و عند آخر كلمة كان قد وصل لها بالفعل.
يدٌ على خصرها تتوق منذُ زمن للخمر العنابي الذي ترتديه و الأخرى جعلَت نصف شعرها ينسدل أماما على كتفها ثم تستقر هناكَ.
لقد نسَت كيف يتنفس الكائن الحي و لا يمكن للتريليون الذين على كوكب الأرضِ أن يجعلوها تتذكر طريقة ذلك.
كل ما فعلتهُ هو إمساك أطراف أصابعِها لتوقف الرعشة التي بدأَت تتشكل.
-- إليثيان أظن أنكَ تتمَادى في
هذه اللعبُة..--
قالَت شبهَ هامسة متردِدة بين ما تريد و ما عليهَا أن تفعل.
هو أبعد يدهُ عن كتفها ،كان ظهرهَا كما سابقا لصدره لكنه كَان يرى ذلك، كيف تفشَّى بها التوتر كروح شيطانية يرتجفُ لها كيانها.
أمسك يدَها اليمنى تلك التي دومًا ما ترتجف أكثر ،قرّب وجهه حتى صار بنحرها فشعرت بحرارة وجوده.
وضع أطراف أصابعها على شفتيه كمَا فعل بالبارثنون ،لكن هذه المرة
هو قبلهَا بشغفٍ لم تشعر به نوڤالي في ذاتها أجمَع منذ سنوات ،
أحرق جلدهَا فذابت عليه.
رأسهَا انحنت رويدًا للشعور حتى اتكأت على رأسه هو الذي يغمضُ عيناه مسلوبًا و قد عنّف خصرها كما يفعل دوما.
-- هل أنتِ متأكدة نوڤالي؟ --
سأل حين أنهى قبلتهُ و قد تعمّد الأمر برمته ،كانت يحتفظ بأصابعها قريبا.
-- الأشياء التي تفعلهَا ستقتلني يومًا.--
أعادت جملتهُ من حديثهمَا في الكوخ ، كانت قد اختارتهَا بعد دراسة و قهقهَت تتنفس بإعتدالٍ أكبر.
نوڤالي و رزانتهَا ،بهذا جعلتهُ يشاركها الضحكَة و الغرابة بعدَ أي فعل مشابه لما فعله النحات ، رومانسي كانَ أو محرج أو موتّر...
لم تكن لتُوجد بينهما هما بالذات من بين التريليون كائن حي.
-- آنستي أنا ما كنتُ لأخاطر بحياتكِ
للاشيء..--
حرّرها أخيرا يشعر بالحَاجة لرؤية وجهها و ردات فعلهَا العفوية بعيدا عن قيدِ يديه الغامرة.
عندها استدارَت له ،شبكت ذراعيها ،نظرها كالعادة لجهة واحدة ،ميت..
لكنها ابتسمَت ماكرة الناب تطَالبه.
--أعطني سبَبا وجيها لذلكَ إذا... --
-- خدماتي ليسَت مجانية حبي، عليكِ الدفع لمعرفة السر.--
-- ماذا تريدُ عزيزي ؟ /darling --
ابتسمَ يدنو منها.
-- سرًا بسر.. العدل.--
أومئَت مترددة من سيد الألعابِ و المفاجآة هذا ،فأخبرها لما قد يخاطِر بحياتها أو حياته.
-- يا حبيبة البحر إنَّ الحياة التي لا تسبحين
فيهَا عبر الخطر و المجهُول لن تكون ذاتَ معنى..
ألستِ أنت من قال أنّ كل شيءٍ بلا معنى منذ ساعات قلال ،
ها أنا ذي..
أعطيكِ إياه ،الخطر ليس سوَى تذكرة دخول للحيَاة.--
و كمَا قلنا سابقا فإن المعنى اليوناني يساوم "لا معنى للأمر" بالشغف تجاهَ ذاك الأمر..
و لو حاولنَا تبسيط ما قصده إلثيان فهو سيكون مساومته للحياة بالشغف الذي لن يتسنى ما لم تكُن رغبة المخاطرة.
-- " تتنوع الحياة بالرغبَة "
صحيح ؟ --
-- تمَامًا ،لكنكِ رغم ذلك لم تفهمي بعد. --
كان ينظُر لعيناها عندما قال ذلكَ بدون سبب محدد.
أبعدَت شعرها عن كتفها ،شتته لوهلَة و أعادته تقول.
-- اجعلني أفهَم. --
-- إنَّ الرغبة تجلبُ الخطر و الخطَر يجلبُ الحياة.
و رغمَ أنهمَا جزء منها إلا أنهمَا يصنعانها لأولئكَ الذين يعيشون في الهامش ،في خوفٍ دائم من المجهول أو القدر.
ذاك الذي يقتلهم ببطء ،و الموت...
الموت الحقيقي ؟
لم يكُن يوما توقفَ نبض قلبك بل هو توقفُ الحياةِ فيك ،في روحك قبل قلبك. --
كان إليثيان يتحدث و الموسيقَى هناك تبتعدُ أكثر و أكثر لأنه كل الموسيقى التي تُهمّ.
هي وقفَت هناك شاردَة فيه.
كان حديثهُ مشابه لما قالته أزاليس صباحًا عن حطام السفن في البحر ،لكن بإختلاف الزمن.
كانت أزاليس تتحدثُ عن الماضي أما إليثيان فيحدثُها عن الحاضر ،عن طريقة العيش حتى وصول المُستقبل.
جمعت ذراعيهَا لصدرها و قد بدى هذا الكلام أجمَع يخصها و يهمها للغاية ،بان ذلك على سيمَاها الفاتنة و هي تقول ،حاجبيهَا يذوبان كصوتها
-- الموت الحقِيقي هو فقدَان ما يربطك بالحيَاة، هكذا نموت. --
استوعب إليثيان ما كانَت تعنيه ،و على حسب القصة التي رويتهَا هايزل فإن نوڤالي كانت الأقرب لوالدها من أي شخص آخر.
لكنها فقدت شيئا آخر أيضًا ،ألا هو القدرة على الإستمرار.
-- يحرصُ الرب دومًا على منحنا حبلا واحدا على الأقل في كل مرّة يقطع عنا حبلين.
آنستي ،الشبابُ الذي يتدفق في جسدكِ
النضر يحتم علي أن أخبركِ ذلك. --
ابتسمَت تلتفت صوبَ نسيم البحر ،كان يحمل أطراف الفستان في الفضاء و كانت ساقيهَا تعبثُ طريقا في عقله.
إنعكاس الأحمر القاني على بياضهما كادَ يجعلهُ آثما دون إثم.
-- دورك الآن ،أي سرٍ ستطالبني بمعرفته؟--
وضعت نقطة وهمية في نهايَة قررتها هي للموضوع السابق المثقَّل بالشعور.
هو همهم يبتسِم و يقف جانبها الآن معتدلا، يدٌ في جيبه كانت تداعب ولاعته.
-- لماذَا أردتِ اتصالي ؟ --
تريثَت نوڤالي ثم قالت ترمي به بعيدًا في البحر.
-- أردت مرافقًا سياحيا و أنت،
كما سبَقني إخبارك ،شخص ممتع. --
قصدت سبق أن أخبرتُك لكن الجملة أعجبته أكثر بطريقتها ،استدارت لتغادره أيضا فتبعها يمشي الهوينة.
-- لنتحدث عن الأجر، يمكنني الإستفَادة من
دخل إضافي..--
-- بحقِّ السماء لديك يخت و شقتين! --
صاحت من مكانِها و هو اقترب يسيرُ لجانبها الآن.
-- في الواقع أربعة ،كما قال رييه ملكياتنا مشتركَة.
لكن هذا ليس مبررًا لتستغليني آنسة نوڤالي ،العمل يومي و يجب عليكِ الدفع إكراما لجودة خدماتِي الترفيهية.--
تذاكى بكياسة رجل أعمَال و هي توقفت عند عبارة واحدة.
-- عمل يومي ؟ ماذا؟ --
أمسكَ يدها يقودها لإمساكِ ذراعه حيث يده
في جيبه لا تزال ترتاح.
-- بالطبع حبي ،و عقد العمل تم ختمه أيضا
منذ قليل بأصابعكٍ الجميلة هذه.--
دقَّ أنامله بأطرافِ أصابعها عند قوله كأنما يعزف على البيانو.
كانَ يقصد تقبيله لأصابعها كما ختمَ عقد علاقتهما غير النمطية منذ ساعات، ختم الشيطان.
و بتلك الخصل السوداء على جبينه ،القميص المفتوح و الطريقَة التي سار بها معها ناحية الجموع يُشعل سيجارته عندما جلسَا على مقعدين قريبين للراقصين، بدى كذلك فعلا.
لهيب ولاعتهِ كان جحيميا ،و نظرتهُ لنوڤالي بعد ذلك قد تكون تذكرة لدخوله.
خزر بعيدًا بعد تسريح دخانه من بين شفتيه، لوّح لجينوڤان و تيموثي و الخال ثم أشَار له أن لا يأتي و يقاطعه ،بكل وقاحَة.
أزاليس كانَت تضحك مع مجموعة فتيَات استطاع إليثيان معرفة وجه واحد منهن فابتسم لها.
هو لم يرى ذلك الوجه منذُ زمن ،بحبة الخال فوق شفتها و القصة الصبيانية ،حولت شعرها للونِ الزيتوني أيضا و كانت ملابسها من الجلد الأسود اللامع.
سكَار كما ينادونها ،كانت فردًا من عصابتهم أيضا.
انتبه للكأسين الذين وُضعا على طاولته و نوڤالي ،كان رييه قد أوقف الموسيقى و استلَم الحديث عند ذلك.
-- شكرا للمنسق الموسيقِي كرو صديقي.
الآن أود تمني يومٍ جيد لفتاتي المفضلة لو سمحتُم فإليَّ بالهدوء..--
أشار لأزاليس بكأسه فابتسمَت بإتساع و أمسك الجميع كؤوسهم.
-- أعلم أن السنوَات الأخيرة كانت صعبة عليكِ، أنت التي لا تقولين شيئا.
لكنني فخورٌ بك أزا، فخور بما أنجزته و ما تنجزينه و أريدُ أن أخبرك أنني سأكون دوما هنا لأجلكِ و لأجل إليثيان بالطبع كما كنتما هناك لأجلي.
و في ذلك، أشكرُ حضوركم جميعا للإحتفال بهذه المرأة العظيمَة معنا ،الأصدقاء القدامى ،الشيء الوحيد الذي بقي من الماضي، شكرا لكم.
و شكرٌ آخر لنوڤالي و هايزل لجعلِ هذا الصيف حماسيا ،أهلا بكمَا معنا.--
هايزل أومئت له شاكرةً ،كانت قد وصلت لأزاليس و الفتيات عند ذلك.
و نوڤالي ضحكت تهمسُ "عفوا" فهي لا تدري أين يقف، العيون كانت عليهما.
-- أفترضُ أنه دوري الآن..--
تحدث إليثيان يرفع نخبه، خزر أزاليس باسمَ الثغر و الجمع غفير يناظره.
نوڤالي لسبب ما لفّت رأسها ناحيته فبدت كأنها تنظُر إليه ، عيناها كانت عليه.
-- آمم.. حسنًا ،أزاليس.
شكرا لبقائكِ معي رغم الأشياء الغبية التي فعلتها أو قُلتها ،جديا لا أعلمُ كيف تتحمليننا أنا و رييه معا.
--
ضحكَت المعنية كالجميع ،جينوڤان كان يشعر بالحنين للماضي و لأوقاتهم معا.
-- أزاليس ،كانت و ستظّل شخصا مميزا للغاية في حياتنا جميعا ،الكل يعلمُ هذا صحيح؟
وافقوهُ كلٌ بهمهمة أو إيمائة و لوي صاح من باب الكوخ " آمين "
-- لذا سأكون أنانيًا مرة بعد و أتمنى أن تظل هذه المميزة في الجوار للصيف القادم.
عيد ميلادٍ سعيدا حبي.--
غمزَ لها و الجميع شرب نخبه ،جينوڤان اقترَب منها يأخذ يدها فيقبلهَا ،أخرج سوارا ذهبيا من جيبهِ و ألبسها إياه.
كانت تربطهُ تسعةُ أحجار صغيرة براقة.
هايزل تشعر بالضيَاع الآن.
-- لا أجيدُ التعبير بالكلمات الشاعرية و أعلمُ أن أزا ،سندي و صديقة السنوات ،لا تفضلها لذا.. و إكرامًا للسنوات ،لنكرر ذكرَى من ميلادها السابع عشر. ما رأيكم؟ --
من حضروا ذلك الميلاد توسعت عيونهم و سرى فيهِم الإستمتاع ،إليثيان صاح بأجل مرارا و رييه قفز إلى هناك.
أزاليس كانت تشعر بالإنغمارِ ،باليوم، بالأمس ،بهم.
-- ماذا؟ ماذا حدثَ في عيد ميلادها السابع عشر؟ --
سألت نوڤالي رفيقها المتضاحك ،كان لوي قد جهز كل شيءٍ بالفعل منذ الصباح و سكار أشعلت النار بعيدا عندمَا بدأ رييه خطابه.
أخذ يدها و سار الجميع نحو الشاطىء ،لم يبقى الكثير منهم على أي حال فقد احتفلوا لساعات، فقط المقربون حول النار بالشاطىء.
أفرشة خفيفةٌ و الهواء الليلي المنعشُ لصيف أثينا كان يداعب جلد نوڤالي وإليثيان يقودها وسطَ المسير إلى البقعة التي جهزها لوي.
هايزل كانت ستقتربَ من الخال لكن ذراعَ لوي امتدت تجذبهَا للخلف.
-- ماذا تريد؟ --
هتفت في وجهه حانقَة و هو قهقه يشير بسبابته للمجلس ،حيث استدار الجميع حول النار و القمر في السماء بعيدا ينعكس على البحر فيجعل المنظر أزرقًا و تتوهج النار دفئا أسفله.
-- قلتِ أنك تبحثين عن مكانٍ جيد
لإلتقاط صور. --
نظرت و عجزَت عن إجابته بعد لكنه وقف جانبها على أي حال ،هي التي تعبث بالكاميرا خاصتها بملامح محترف أعجبته.
-- علمت.. أزاليس لم تُخبركما أنه ميلادها ،و ارتجلتِ الهدية عندما عرفتِ ،لهذا تتلصصين. --
-- نعم لكن التلصّص لأنك كنتَ كالألم في المؤخرة تلاحقني.--
-- آه ،فهمت ،شكرا للتوضيح.--
قال بوجه جادٍ و نبرة استنتاجية راضية ،هو يعلم أنه كذلك.
-- العفو ،أي وقت.--
لمحهما الخال فابتَسم ،كان هو الوحيد الذي لا يملكُ رفيقة و لا يسمحُ بواحدة من هنا الجلوس قربه ،كان سعيدا بجلوسه على الصخرة فاردا ساقيه كأنه زعيم ما.
-- نبدأُ الآن ؟ --
سألهم رييه مصفقًا و هو الذي يقف متحمسا ،نظر للجميع و حينها تذكرت نوڤالي سؤالها المعلق.
جذبت قميص إليثيان لينحني صوبها فتهمس
-- لم تجِب، ماذا حدث ؟ --
-- آه ،في عيد ميلاد أزَا السابع عشر
تعرضنا للهجوم في مقرنَا السري ،أُفسدت الكعكة و دمرت الهدايا و أزاليس حطّمت مسجل الأغاني الوحيد لدينا على رأس أحد المهاجمين عندمَا كاد ينال من جينوڤان.
عند تخلصنا منهم ،كان حفلهَا الصغير قد تدمر أيضا ،لم تكترث كثيرا لكنَها كانت حزينة لأن المسجل هديَة سابقة من جيم.
أذكَر جيدا أن الساعة كانَت تقترب من الثانية عشرة عندما بدأ رييه الغناء لأجلها ،تبعناه جميعا رغم أصواتنَا المقززة و المليئَة بدمائنا و كانت أول مرة نرَى فيها أزاليس تبكي.
كانت سعيدَة بصدق.--
دفء تلكَ الذكرى خاصتهم شعرت به نوڤالي حتى في داخلها و عندمَا بدأ رييه الغناء تبعه الجميع كما في الماضي ،حتى إليثيان.
أصواتهم مجتمعة كانَت تغمر الحواس و لم تتعجب نوڤالي بكاء أزاليس سابقا و حتى إن فعلت الآن لأن دموعهَا هي كانت على الحافة بعد كل ما مرت بهِ اليوم.
--
إذا سألك أحدهم
كيف سيبدو الإشباع الكامل
لرغباتنا،
أدر وجهك..
وقل: هكذا.
عندما يذكر أحدهم
رشاقة السماء الليلية،
تسلّق السطح
وأرقص: هكذا.
إن سأل أحدهم
ما هي الروح؟
ماذا يعني "العطر الإلهي"؟،
أحن رأسك نحوه.
أبق وجهك قريبًا: هكذا.
عندما يقتبس أحدهم
صورة شعرية قديمة
حول سُحب تكشف القمر،
أرخي ببطء سلاسلَ رداءك عقدة بعقدة.
هكذا.
إذا تعجّب أحدهم،
كيف يُحيي يسوع الموتى،
لا تحاول تفسير الأعجوبة.
قبلني على شفتي.
هكذا، هكذا.
عندما يسأل أحدهم
ما الذي يعنيه
"الموت لأجل العشق"،
أشر هنا، هكذا.
إذا سأل أحدهم كم يبلغُ طولي،
أعبس
قِس بأصابعكَ المسافة
بين التجاعيد على جبينك.
هذا الطول، هكذا.
تغادرُ الروح أحيانًا الجسد، وتعود.
عندما لا يصدّق أحدهم هذا،
سِر نحو منزلي،
هكذا.
عندما يتنهد العشاق،
فإنهم يخبرُون قصتنا.
هكذا.
أنا سماءٌ حيث تعيش الأرواح.
أحدق في الأزرق العميق،
بينَما يروي النسيم سرًا.
هكذا.
رياحٌ قليلة نظفت العينين.
هكذا.
--
كانوا يضحكُون تارة في خضم غنائهُم ثم ينصهرون في الكلمَات ،اللحن كان تنهيداتهم و رييه كان يقتادهُم كنجم.
عند الجملة الأخيرَة أمسك إليثيان يدها ،يتمنى لو تفهمه ،لو تفهم مما قالهُ سابقا شيئا.
أن تتوقف عن الإرتجَاف كالآن كلما اقترب منهَا الحياة لأن خوفها يقتلها ببطء و هي جاهلة به.
مرة بعد العيون عليهِما و هي التفتت لجهته كانَ وجهه قريب و شعرَت به بالفعل.
عيناها الميتتان تنظران للفراغ كأنهَما يبصران أرواحا غير أجساد البشر ،لكن لا.
هي لا تُبصر بعد.
إليثيان قد أراح مقلتيهِ على وجهها الهاديء ،القمر كان فوقهُما ،ودَّ لو ترى نفسها فحسب بعينَاه مرة واحدة فقط لتُدرك أنها تستحق.
النار توهّجت و عين الروح في كفَّي هايزل التقطَت المشهد من زاوية مثالية.
__________________
_______
/
° Cry baby
° Don juan DeMarko
أفلام الممثل المفضل جوني ديب (واضح يعني يا آيڤي خلاص رنغ رنغ ).
المشاهد الي يتكلم عنهم إليثيان رومانسية و كل واحد أثقل من الثاني.
\
•الي غنوها بالأخير ليست أغنية في الواقع بل شعر أو خاطرة لجلال الدين الرومي ،قمت بتعديلات عليها.
لو لاحظتم فيها أشياء مرتبطة بآخر بارتين.
• و طبعا كيف تعرف أن الرواية لآيڤي؟
١ البطل يقبل البطلة في أماكن غريبة الله لا يبلانا.
٢ برو الشلة لازم تسوي حفلة و يغني/يغنوا فيها بنفسهم في مرحلة ما.
٣ الكاتبة تتفلسف على أمنا و تسوي نفسها عميقة و وواعية الله يهديها.
،
أتمنى عجبكم ،أحس راضية عليه شوي ،
كونوا بخير 💜:3
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top