[إصطفت النجُوم، قرعَت الكؤوس.]
[Τα αστέρια παρατάχθηκαν, τα κύπελλα χτύπησαν]
|
كتبت بإلهَام من الأغنية (Lucky ones) لكن البارت أصبحَ فيه منها أكثَر مما فيه من شريد :)
___________________
|
دقَّ رييهياس أصابعهُ يجذب انتباه صديقه الذي يبدُو هناك مغيبا عن واقعِ الأمور إلاها هيَ،نوڤالي..
-- إليثيان ما هذَا؟--
لكنّ الآخر غمزَ له و أشاح صوبهَا جُلّه مجددا، حيثُ كانت ساكنَة، مظهرا.. و داخلهَا شيءٌ كفوضى العودة من حلمٍ مطموس.
إنّ شرودها فيه سببهُ هذا الشعور بالذَات،أنه حلم.
غير حقيقي هذا الذي يُشاجر كفيفة..
غير حقيقي هذا الذي يطلبُ مراقصتها..
غير حقيقي، الذي يجعَلها تشعُر أنها نفس الفتاة السابقة و أنّها الآن تراه و لم تفقِد بصرها قط.
صدرَت عنها قهقَهة مائعة لصمتٍ جديد، تأخرت لتجيبه أخيرا بإستنتَاج:
-- ألسَت رجلا مميزا..--
-- و أنتِ صريحة، هذا يُعجبني.--
رفعَت حاجبيهَا و قهقَهتها السابقة تحوّلت لضحكة من قلب، حينها كان قد انسَحب رييه في لحظة ما لم تنتبه لهَا.
-- ماذا لاحقا؟
هل ستَدعو شخصا مثلِي لموعد..--
وقفَ حين وقفَت و رمت جملتَها تلك وسط ضحكهَا لكنه بالجهَة الأخرى لم يستمتِع، كانَ ثغرهُ مستقيما و حين فتحهُ أمسكَ يدها ببطنِ يده المحموم.
-- تيربسيكوري كانَت ترقص مغمضَة
العينين دوما.--
إلهةُ الإلهام للرقص و العزف في الأساطير اليونانية و التي كادَت نوڤالي تتعثّر في تذكر ما تعرفه عنهَا، كان ذاك حينَ ثبّت جسده قربها و أخذ يدها داخل دائرة ذراعه لتشابكه.
مرّة بعد التقطَت رائحته و شعرَت فجأة أن المكان يضيقُ عليها لما دنا صوته من أذنها
--ثمّ أنني ما كنتُ لأدعو غير شخصٍ مثلكِ، و هذا، حبي.. ليسَ غزلا.--
دونَ اعتيَاد لجرأته، قادَها للأسفل بخطوات سلسة عبر الدرجَات العديدة كأنه فعل هذَا مرارا.
و بنفس السلاسة ثبّت يدهَا على كتفه يُجلُّ وجهَها و تعابيرها التي تتغيّر وفق تحركاته هو.
أخيرا، سيفعَل ما أراده منذ مدة الآن، مقتا للإنتظار.
لفَّ ذراعه حول ظهرهَا و أخفَض إصطياده قليلا يُمسك خصرهَا عنيفا، متلهّفا..
فغرقَت السنَارة و غاصَ صيدهُ حتى ارتجَفت تطلبُ الهواء.
كان قريبا جدا، أقرَب مما يجب عليهِ أن يكون و حتى حين خفّف وطئة يده و إشتباك أنامله، خصرها ارتجف، خصرهَا الذي يحفظ تفاصيله الملموسة كمَا قال رجلُ الأفعال هذا.
فشدّ يدها له و اللحَظات بعدها كانت هادئة، ينظر لوجهها و هي تشعرُ بقربه و كمَا قال
تيربسيكوري رقصَت مغمضة العينين بمثالية و الجميع حولهُما تركُوا لهما مجالا أكثر لما رأوها.
ألأنها آلهَة، أم لأنها كفيفة؟ لا أحَد يعلم..
لكنّ كلاهما في تلك الأثناء شعرَ أنه في حضرة شيءٍ مقدس.
القدَر يجعَل النجوم تصطفُّ بيوم معين كلّ فترة ليحدثَ هذا،
ليشعر إثنان بقدسيّة لحظة ما جمعتهُما،
ثمّ لا يعنيه ما يفعلان بها لاحِقا.. أيتبعان غبارَ النجوم أو يُكملا الطريق.
و بينَ الألف و الواو حياة كاملة،
و الياءُ لأنها أ،أخر حرف.
وَ و، وحيدة...
القدر جعلهَا بدايةُ جميع الأفعال التي قَد تحدُث بينهما:
يرقُصان، يهمسَان، يلتفان حولَ القرب و البُعد و يعيشان اللحظة أكثر فأكثر.
-- You're a fine dancer sir.
أنتَ راقصٌ جيدٌ سيدي.--
-- I was thinking the same way about you.
كنتُ أفكر بنفسِ الطريقة حولكِ.--
بانَ صفّ أسنانها لما رفعَت ذقنها ضاحكَة، الإستمتاع بادٍ عليهما و أزاليس و جينوڤان الذي تركَ رفيقة رقصه تتعثر بثمالتِها بعيدا قد لاحظا ذلك.
الخال التَفت حيثُ ركّزت أزاليس أثناء مراقصتهِ ليلمح نوڤالي بين ذراعي إليثيان.
كان يحرّكها بروية، يحرصُ على خطواته و خطواتهَا معا و حين ترتَجف أو تحتارُ في سبيلها يعيدُها إليه سالمة.
شافَ صديقهُ خلفها يراقصُ فتاة صهبَاء، كان رييهياس يلاعبُ حاجبيه صوب إليثيان مبتسم الثغر و الآخر لم يستَطع إمساك ضحكته داخلَ حلقه.
-- ماذا هناك؟--
تسآلت نوڤالي بين يديهِ فوضعَ رأسه جانبَ رأسها لتسمعهُ و بينمَا تموت قهقاتهُ قال
-- أثركِ يا حبيبة البَحر.. إنه أثركِ.--
سكنَت خطواتهَا رويدا و انتظر إليثيان ردة فعلهَا بصبر نافذ.
جمعت زمامَ قبضتها و حطّت بها منتصف صدرهِ حيثُ أخفض عيناه ثمّ رفعهما صوبها.
-- كنتُ أعلم أنّه أنت!--
و ابتَسمت تمثّل التوعد، لكن صوتهُ و تجاوبَه معها لم يأتي و جسده كفَّ عن رقصتهما.
نادتهُ مرة و في الأخرى شعرت بيدهِ الثانية على خصرها أيضًا.
كان ينظرُ للجانب الآخر، و للحظَات فحسب شرد بالثنائي الذي يسلّم على جينوڤان.
الرجلُ ذو ملامحَ بريطانية بإمتياز، شعرهُ مزيجٌ من البني الداكن و الشُقرة المتسخة، كان قد ارتدَى سروال جينز يتسع في الأسفل و سترةََ تناسبه و المكان.
الفتاة قربُه تزدان بفستَان ناعمٍ زهريٍّ فاتح بفتحَة صدر أنيقة كقصة شعرهَا التي تلامس كتفيْها.
كان يخبرهَا منذ سنوات أنه يفضله طويلا، لكن لم تدَع شعرها يطول منذ انقَضت تلك السنوات.
و قبلَ أن يلتفتا لجهتهِ كون جينوڤان أشار لهما صوبَه، أدار إليثيان وجههُ لنوڤالي التي تغضّن حاجبيها و ظلّ يرجؤها مطولا حتى إستطَاع العودة لحديثهمَا...
بل إستطَاع العودة من مكانٍ قصيٍّ كان يُضنيه.
-- كنتُ قد استنتجت ذلك من تعاملكِ معي.--
-- أخرسكَ الصمت مطولا حتَى ظننتُك
لن تعُود..--
-- ظننتُ ذلك أيضا.--
بكلتا يداه خلف ظهرها إستطاع تقريبها أكثر، وكانت هذه الوضعيّة أكثر أمانا لدعمِها.
-- ماذا فعلتُ بك لتستنتجَ أنني.. كشَفتك؟--
قهقهَ إليثيان و تناسى أمر الثنائي لوهلَة لكن رييه اقترَب منه لحظتهَا، كان واعي و جاد تماما..
وضعَ يده على كتف الآخر و همس
-- مثلمَا أخبرتني بالشقة، أثبِت أنك لم تعدُ تشعر كما يُفترض بك أن تشعر تجاهَها.--
و ابتعَد دون إنتظار جوابه يسيرُ نحو الرباعي، جينوڤان و أزاليس و السيد بران صديقهم.. و هي: تانيث.
كان الجميع يتَهامس حولهما، سيد الأعمال و المغنية المشهورة و علاقتهُما التي أُعلنت للصحافة منذ مدة قصيرة عبر مجلة ما و قد ملئتها صورهُما معا.
لم ينظُر له إليثيان أثناء ذهَابه أيضا بل أكمل آخر ألحان الأغنية مع نوڤالي مجيبا
-- تتجاهلينَني..--
-- I thought it's the other way around since you didn't say a word up there darling.
ظننتُ أنه العكس تماما بما أنك لم تنبِس بكلمة واحدة فوق عزيزي.--
-- بدوتِ جميلة و فرحَة هناك، لم أُرد إعادة مشهد المينَاء..--
--و لما تُؤمن بأنني لن أعيدهُ الآن؟--
قالت بعدَما إلتفا للإيقاع و سكنَا.
-- لأنني سألتكِ لموعد.--
بهُتت لسرعة إجابته و ماهيتها و راحَت تصرخ لكن صوتها يذوب في الضوضاء دوما
-- متى.. متى فعَلت؟--
-- هذا المَساء.. حبي.--
هو مُمتع و هذا يقتُلها، لا تستطيع الإحتفاظ بجديتها معه فضحكَت تخبره أن يوقِف مزحته لكن صوتا خلفه جعلَه يستدير باترا حديثهُما.
-- خشيتُ أن لا تأتي فقدمتُ لأخذك..--
قال النصف بريطاني مبتسمََا، تانيث قربه ترمق الإثنان بعيناها المُحببة و وجهها السموح.
-- أردتُ إنهاء الأغنية، تعرفني، لا أحبُّ ترك الأشياءِ غير مكتملة.--
نظرهُ و معنى حديثه وقعَ على تانيث، بينما يده صافحَت السيد بران و الأخرى حول خصر نوڤالي لا زالت، يبعدُها عن باقي الأجساد.
-- لم تتغيّر كثيرا إذا.--
قالت تانيث بنبرَة وديعة تضعُ تروس الحرب الخفية بعيدا و تمد يدها ليصافحها أيضا.
-- ألن تعرّفنا؟--
قال بران و رفع حاجبيه صوبَ نوڤالي التي لسبب ما لا تنظر لهما كمَا يعتقدان.
يداه كانا في جيبه فأخرجَ واحدة يستعد لعرض يدهِ لها عندما يجيب إليثيان
-- تدعَى نوڤالي..--
و ما تركَ للحديث بقية بينهم فقط إجتذبها يسيران صوبَ طاولة الرفاق.
اختطف نظرةََ لها يحاول معرفة ما تضمرهُ بجوفها فلم يسعفه الوقت.
-- حسنا، شخصٌ ما ليس مسرورا بوجودهمَا.--
-- في الواقِع كلا، إطلاقا و هذا غريب.
لم أحبّذ مقاطعته لي، ولا داعي لإخباري أن ذلكَ كان وقحا..--
خرجا من ساحة الرقص، يدها تتوسّد ذراعه فشعَر أنها تستريح على أيسره فتريحُ الضغط الذي كان ليتولّد بمقابلته لتانيث و جيم.
-- فلنرقص في وقتٍ لاحق إذا، نكمل...
الآن، أنا عطشى.--
كانَ يميل برأسه ليسمعها و عندَما إنتهت رفعَ رأسه و أشار للساقية الشابَة عند البار بإحضار مشروبين لطاولة جينوڤان.
إقتادها هناك و جلسَا، أصدقائه الثلاثة نظرُوا لوجهه و رييه كان يبحثُ عن شيء ما في ملامحه لكنّه لم يجده، بعد.
عندمَا قدمَ جيم و تانيث للجلوس أحضرت الساقية مشروبهُما تزامنا، مالت بجذعها رويدا تضعهما أمام الإثنان وانسحَبت مرحة الخطوات.
-- هذا يَدرُّ الذكريات، لقد مر الكثيرُ منذ
إجتمعنا هكَذا..--
إستهلّ جيم الحديث ينظر لوجوه الرفاق المبتسَمة لكن حول هذه الحلقة كان هناكَ توتر طفيف، يكاد لا يلاحظ لولَا أن هؤلاء الستة قد أمضوا كثير الوقت معا.
-- نوڤالي هؤلاء جيم و تانيث، كانوا من مجمُوعتنا كذلك..--
شرحَ جينوڤان فأومئَت مبتسمة ثمّ وضعَت يدها على الطاولة تبحثُ عن قعر الكأس لإسعاف عطَشها الذي سبّبه هذا الرجل قربها و لإخفَاء شعور المتطفلة الذي بدأ يساورهَا.
حملتهُ دون مساعدة و تجرّعته كليا و لا زَال الثنائي لا يفهَمان لما تلك النظرة عليها.
-- إليثيان لم تعلمنَا من تكون رفيقتك؟--
سأل جيم يجعَل المعني ينظر صوبه ليجيب
--ظننتُ أنني جعلت الأمر واضحا..--
كان يقصدُ بذلك كونه لا يريد إعلامهُما لكنه أحاط الجواب بغير معناه،
تنهّد جيم و اختطَف كأس إليثيان يشربه ليستفزه لكنّ الآخر هز رأسه بثغر مائل.
أزاليس مالت تهمسُ لتانيث أن نوڤالي كفيفة فأخبرت حبيبها، بدَى متفاجئا ثم هادئا أكثَر ثم متوترا عندَما قهقهت نوڤالي قائلة
-- أحدهم أخبرهُ أنني عمياء صحيح؟
نخبُ الأشخاص المميزين،أليسَ كذلك سيد إليثيان؟--
رفعَت كأسها لتشرب و الرجل المميز قربها قرعَ رأس كأسه بكأسها قبل أن تفعل و إبتسم يتبعها، كذلك الجميع.
-- إقتراحَ النخب بقرعِ الكؤوس كان عادَة للإحتفال بربح الحرب.--
نبسَ جيم يجعلهُم يلتفتون بإنتباه صوبه، يحاولون معرفة ما يود أن يصل إليه.
لعَق إليثيان جانب شفتهِ السفلى و أشارَ بكأسه متحدثا
-- ذلك ما حدَث، أفلا؟
لكنّ المحارب الروحي سيختَار الوقت المناسب لإعلان ذلك، و سيستغرق وقتا للتأكد بالطبع.--
تانيث بصرتهُ و هو يتحدث عنهَا كشيء ماضى في حاله، و إن شعرت بإعتصَار جوفها فهي لم تظهر ذلك.
لديها جيم الآن و لديهَا مستقبل زاهر، بعيدا عنه.
لكن هل فعلا قَد نسي كلّ شيء.
-- لكنكَ كنتَ تقُول أنه لأجل السلَام على المحاربين أجمَع أن يحاربوا للأبد أو يموتوا؟--
قالت تانيث و هي تُدير سبابتها على فوهة كأسها ترشقهَا بأسهم عينَاها الشهلة.
-- كُنت.
علمت لاحقا أنّ السلام مجرد وهمٍ يزول أو يرتحل من بلدٍ إلى بلد. --
جعلَها توقف حركة إصبعها و ترمقُه و رييهياس كان ينتظرُ هذه اللحظة بالذات حتى يتأكد شكّه.
-- السَلام مجرد قصص أطفال... --
قالَ جيم ينوِي مجادلة إليثيان حيث يريد أن يذهَب حديثهم لكن أزاليس قاطعتهم
--السلام الحقيقي هو.. الموت!
و الآن لنستمتع.--
قهقَه الجميع على مزاجها، هي أزا التي لا
تتغير أبدا.
و كما قالَت فعلوا، أخذت تانيث جيم للرقص،
دار حديثُ البقية حتى قدمَ إحدى رجال جينوڤان يعلمهُ بحلول السيد فينسنت.
-- يطلبُ إحضار الخال أيضا؟--
سأله و تيموثي أومأ بهالته الهادئَة، استدار جينوڤان يستأذن و يرسل الفتى لإيجادِ الخال و دعوته.
بدأَت عندها أغنية هادئة جديدة في المكَان من المفضّلات لدى رييه و أزا فتوجها للرَقص، كانَت الأغنية لمارلين مونرو أيقونتهُما الموسيقية و حبهما الأول في الثانوية، كلاهما.
-- This song is phenomenal.--
نبسَت نوڤالي فأومأ موافقََا ثم انتبهَ فأجابَ بنعم و أردَف
-- ليسَت الوحيدة.--
و قبل أن ينخرِطا بالحديث مجددا قاطعتهُما عودة جيم دون تانيث الذي لا بد أنها قصدت الحمام.
وضعَ كلتا يديه على الطاولة بوقعٍ قوي نسبيا و راحَ يقول بينما يُبقي القليل من إرتخاء ملامحه
-- ما نوع الألعَاب التي تمارسُها الآن إليثيان؟
نحاول فتح صفحة جدِيدة معَك لكنك تجرحُ أناملها بالورق.
إسمعني جيدا، أنا لا أكتَرث لأمر رضَاك قترة، لكن تانيث يعزُّ عليها ما آلت له الأمور بيننا و بينكُما فأنت كنت... كنت الأقرب لها.--
تحدّث بسرعة و غضبٍ صريح من عروقه البارزَة علي جانبي رقبته، فاجأ بذلك نوڤالي حتى عرفت الصوت لكن إليثياين راقبه حتى إنتهى.
-- حديثٌ كهذا لا يُجرى هنا، بل لا يجرَى بأي مكان لأنه أصبح بلا معنى و تصرّفك هذا يعد قلة إحترامٍ لضيفتي.--
زمّ جيم شفتيه بعد أن صب عليه محاورُه بنزينا، نظرَ لجسد نوڤالي المتوتر ثم لعلامات التحذِير على وجه إليثيان.
-- ظننتُ أنك تثمّن أصدقائك أكثر من عائلتك؟ هذا كلامك؟ كيف لكَ التصرف هكذا و رميُنا تحت الباص لأجل شخصٍ بالكاد تعرفه؟--
كان رييه قد أخبرَهما بأن لقاء الإثنان كان اليوم فحَسب، و هذا جعل تانيث تستَاء أكثر لتصرف إليثيان مع كلاهما.
و رغم أن جيم قالَ أنه لا يكترث له لكنه جمَع نفسه معها في حديثه.
-- لا أحبذ إعادة كلامي لكنّ لأجلكَ عرض خاص حبي، حسنا..
أنا قد تغيّرت فعلا، كما قلت.
لأن الأصدقاء الذينَ ثمّنتهم رموا بي في البحر و ليسَ أسفل الباص فقط.
آه، رفيقتكَ الصغيرة تناديك هناك سيد بران، أخبرهَا أنني قد إشتريتُ كتابا جديدا عندمَا إمتلأت الصفحات بالدمَاء،
فلتضمد أصابعها. --
نظرَ جيم خلفهُ ثم إقتربَ لإليثيان يجعل تانيث قلقة من بعيد، عدّل ياقة سترته و الآخر الهادئ تركهُ يعبث حتى دنا منهُ يهمس له
-- واثقُ الكَلم حتى كدتُ انخدع و أنسى أنّ كل هذا لأنك لا تستطيع تقبل الواقع.--
إبتَسم إليثيان له و أخذ مشروبه عبر الفراغ القليل بينَ وجهيهما يرتشف منه
-- أنظُر إلى نفسك، لا أعتقَد أنني المقصُود.--
تركهُ جيم لما لاحظ قدوم رييه نحوهم، يتصبّب حنقًا أكثر مما أتى و قد صوبَّ له إليثيان ذاك السهم.
رامي السهام الذي وضَع كأسه بعد أن رآه ينسَحب، نظر للفتاة قربه ليعتذَر لكنه لاحَظ يدها جانب وركها، ترتجِف ثم تموت كيوم الميناء...
لمَا ظهر صوت رييه و أزا لها هي قالت بشبهِ إرتعاش
-- سررتُ بمقابلتكم، تعلمون، مجازيا..
هلّا ناديتَ هايزل لأجلي؟--
آخر جملتهَا كانت له، بنبر أخفَض.
هو نظَر حوله يبحثُ عنهَا بملامحَ قاسية لم يدرِك أحد سببها، وجد هايزل غرايس مرمية بين الأجساد مترنّحة.
--صدقيني لن ترغبِي بإستئمانها الآن،
سأرافقكِ للأعلى مع حديثٍ ، استمتعُوا.--
قادَها عبر الجمع و قد وصلا الدرَجات، أوقفها هناك يخبرها
-- أفترضُ أنكِ تودين معرفة ما جَرى.--
-- ما أودّه هو العودة للمنزل وإحتضان كلبي، البشر، خانقون، لا تفهمني خطأ. --
-- لا أفهَم...
لما تستثني نفسكِ من الدائرة، هناك، مرتين.--
فاهَها بما يشوب خاطره منذُ بدأت تقلل من ذاتها.
-- أنتَ تتعمّق أكثَر مما يلزم..--
-- إن كان البحرُ يستحق، فأجل سأفعَل.--
شدّ خصرها له مجددا و قادهمَا في رقصة جديدة،مجهُولة، و دون سبيلٍ واضح...
لما شهَقت وضع يدها علَى كتفه
-- لا أحبُّ ترك الأشياء غير مكتملة، وعدتِ أن نكمِل يا حبيبة البحر، أفلا؟--
كانَت هادئة هذه المرة، لم تضحَك أو تتحدث فإختار هو ذلك.
-- أعتذرُ عن تصرفه، كنت لأجبره على ذلك بنفسهِ لكنه سيكون بلا معنَى.--
-- إختيارٌ صائب، ليس كباقي إختياراتك.--
تغضّن أنفه بغيظه.
--ها أنتِ تفعلين ذلك مجَددا.
حبي إنّ الصواب الدائمَ ممل و أنَا أعيش على الشغف و الإحتمالية في مسار الكون.--
قهقَهت هذه المرة بعد أن فهمَت ما قاله كونهُ إستخدم كلمات يونانية صعبة.
يبدو فصيحََا، مثقفا و أنيق الروح دونما أن ترى مظهَره و الأهم كان غير متوقّع ذو وقعٍ عنيف و أسرارَ تكفي لعيش الحياة دون ملل كمَا قال.
إن الإصطدام بهكَذا رجل نادرٌ جدا، لكن ماذا قد تفعَل فتاة تعلم أنّها تفقد عندمَا يُمنح لها.
فترجِمُ روحَ البدايات كشيطان حتى تختفي و تضمحل.
توقّفت نوڤالي عن متابعة خطواته فتبعَها حين لاحظ ذلك، نزلت يدهَا عن كتفه وإنتشلت نفسهَا منه.
-- ما بكِ؟--
-- أشكُرك على الرقصة سيدي، قضيتُ وقتا ممتعا برفقتك.--
قالت بالإنجليزية و إنتظرت إجَابته، لكن ما أتاها هو صوت طلقٍ ناري في المكان.
إنتفَض جسدها ثمّ أخفضت رأسها بين يديها
كرد فعلٍ و صاحت
-- هايزل!--
ذراعُه أخفضتها أكثر بعد أن عاد للوراء، الأخرى يُمسك يدها ليستطيع إقتيادهَا.
كان هناك صراخٌ مختلط و أصوات ركض وتحطم، طلقة أخرى لكنها أبعد و شعرت نوڤالي بجسدها يثبّت على جدار ما.
للحظة ظنت أنه ليس مُراقصها و غزتها الرهبة حتى إكتسحها الإرتجاف مجددا.
-- إهدئي، سأخرجكِ من هنا..--
قال جانب وجههَا لما شعر بخوفها حيث كانَ يطل خلف الجدار لمعرفة ما يحصل و للبحث عن رفاقه.
لكن الجميع كان في حالَة فوضى و مهما حدث لم يرى أي منهم بالمكان الشاسع.
-- أين هايزل؟ ماذا يجرِي إليثيان؟--
-- تعالي معِي الآن فحسب.--
قال بعد صمتٍ وجيز عندمَا إنطلقت رصاصة ثالثة من مكان ما.
قادها لاحقا للخلف، في رواق ما فارغ تقريبا و نزلا بسلم آخر ذي أربعة درجات.
سمحَ لها بالإعتدال في وقوفها ثم سمعته يتحدث عبر الهاتف
-- هل.. هل أنتم بخير؟--
كان ذلك رييهياس الذي يتحدث همسًا و الصراخ حولهُ، يشير لجيم أن يخرجَ من طريق ما مع تانيث لأنهما أبعد من أن يصلا له و لأزاليس.
-- أجل فقط أخرُج أنت، سأجد طريقي و..
يا إلهِ!--
-- ماذا هناك؟--
صرخ إليثيان حتى شعَرت نوڤالي بأن قدميها أصبحت لزجة.
-- إنها هايزل، سنخرجهَا أنا و أزا، هل لا زالت الأخرى معك؟--
-- نعم هي معِي، تعلم أين تذهب؟--
قال يتنفس الصعداء و يفحَص نوڤالي بعيناه لا يخف إرتجَافها البتة.
-- أخبرتُ ذلك الأهوج أن يحلّ مشاكله قبل فعلِ هذا، بئسا.. نعم إليثيان، نلقاك هناك.--
أغلق الخط و نظرَ لأزا تنزع كعبها و ترميه.
-- هما بخير؟--
قالت أسفلَ البار و كانت هايزل نائمَة كدب في الجهة الأخرَى تماما.
-- أجَل، سنذهَب لمنزلي مع الضيوف.
عليّ إبتياع مزيدٍ من الطعام...--
همهمَت له موافقة ثمّ عدت للثلاثة ليشرعا بالركض، حمل هايزل و الخرُوج من باب الحمام.
__
-- ماذا عن الخال؟--
هتفَت نوڤالي بينما يجرها إليثيان خلفَه عبر الرواق، لم يبقى الكثير ليصلا للباب الخلفي الذي دخلَت منه هي و الخال و هايزل نفسه.
-- هو أكثر من آمن معَ جينوڤان، صدقيني.
تقريبا...--
-- إلهِ، ما كلّ هذا؟--
صاحت بالإنجليزية و هو صمَت يفتح الباب رهقًا و ينزلها من خصرها للأرض مباشرة.
صوتُ قفل سيارتهِ صدر من مكان ما فتبعه، كان يستطيع سمَاع الفوضى خارج الملهَى من هنا، و التي جعلت نوڤالي ترتاع أكثر.
جعلها تركَب بالمقعد جانبهُ و ربط حزامها بما تبقى لديهِ من ثبات.
شغّل المحرك و إنطلق بعيدا قدر الإمكان آملا أن جينوڤان لم ينسَى مهارات الصغر و ما علّمه لهم الشارع.
-- لقد إبتعدنَا الآن، إسترخِي...--
كان يقول و قد شعَرت بذلك فعلا لكنه ليسَ أمرا تتحكم به.
-- كنتُ لأعطيك الهاتف لتحادثي صديقتكِ لكنها مغيّبة تماما عن الوعي منذ ساعات لذا..--
كان يسترقُ لها النظر ليجدها ترتجف بنفسِ الوتيرة، يخبرها بتلك الأمور و يجعل في صوتِه مرحا و مواساة.
جمعت يديها ببعض لتوقف إرتجافهَا، و تنفسهَا بدأ يتنظم.
-- إنها حالة مرضيَّة، أعطني بعض الوقت.--
أوقف السيارة بمكَان ما و أخرَج قارورة من الصندوق وسط المقعدين.
سمعت صوتَ فتحها و حين كان يضعها بين يديها قال
-- ليسَت ماء لكنها ستفي بالغرض.--
أخفضَ النافذة جوارها ليلفحها بعض الهوَاء، هو كان يرتجِل فحسب بما يعرفه عله يساعدها.
رفعَت زجاجة المشروب الغازي لفمها و تجرّعت نصفها، ثمّ أجرمت بحقه بعد كل ما فعله.
قامت بتحرير شعرِها...
____________________
_ الظروف المفاجئة خلتني أنسى تسلسل الأفكار و المعاني التي أردت وضعها بها لذا أعتذر عن الإبتذال، الخلط،الفوضوية..
سأحاول العودة للتحديث المنظم والسريع ♡️
كونوا بخير.
____________________
|
_ تيربيسيكوري آلهة الإلهام للرقص و الموسيقى لدى الإغريق.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top