لمساتُ الخِتام

أعطى مشمش الإشارة لشريكه خوخ، دلّت إشارته على بدء التّصوير، بدأ خوخ الحديث أمام آلة التّصوير مسترسلًا بثبات:

- مرحبًا بكم مرّة أخرى، أصدقاءنا الأعزّاء.

للأسف الشّديد نبلغكم أنّ هذه ستكون الحلقة الأخيرة في برنامجنا.

لم يستطع خوخ إكمال كلامه، كان السّبب واضحًا من إحباطه، أردف مشمش مكملًا الحديث: والآن سنعرضُ عليكم الحلقة الأخيرة عن طريق سؤالكم بعض الأسئلة لتذكّرنا بكم، وهذه الأسئلة هي:

- ما رأيكم في القصص التي ضِمن فئة الرّوحانيّات؟

- ما هي الكتب المفضّلة لكم من تلك الفئة؟

- من هو الكاتب المفضّل لكم ممّن يكتبون ضِمن تلك الفئة؟

إذا كان في الواتباد قم بالإشارة إليه.

-ما أكثر شيءٍ يعجبكم في فئة الرّوحانيّات؟

-ما الدّروس المستفادة التي تحصلون عليها من القصص ضمن هذا التّصنيف؟

قاطع سؤال خوخ مشمش قائلًا: أنا سوف أخبركم ما هي الدّروس المستفادة، إنّها...

لم يستطع الإكمال فقد أوقفه خوخ قائلًا: هذه الأسئلة للمتابعين، هل أخذتُ رأيك الجميل الآن؟

مشمش: صحيح! حسنًا أكمل.

أخذ خوخ نفسًا وأكمل:

- ما أكثر نوعٍ من المشاهد المبتذلة للقصص التي ترونها دائمًا ضِمن فئة الرّوحانيّة؟

- ما هي الحلول التي ترونها تنفع للقضاء على تلك المشاكل؟

- هل لديكم نصيحةٌ تريدون قولها لمن يكتب عن الرّوحانيّات بطريقةٍ خاطئة؟

عدّل مشمش إضاءة آلة التّصوير ليسترسل قائلًا بعدها: بعد أن عرفنا الرّدود على الأسئلة منكم ونحن فرحون أنكّم تفاعلتم معنا، نريد أن...

حمحم خوخ مقاطعًا إياه، لينهي حمحمته بنظرةٍ حادّةٍ غاضبة.

أكمل مشمش بحماسٍ في نهاية حديثه: حسنًا، أنا متحمّس لها وأريد أن أريها لكم، ألا وهي بعض الرّوايات المشهورة في تطبيقِ الواتباد ضمن فئة الرّوحانيّة.

فتح مشمش هاتفه على واحدة منهم لينطق تاليًا: أوّل روايةٍ بعنوان: «حبٌّ من أوّل نظرة».

أوقفه خوخ: مهلًا ماذا؟ ألا ترى أنّ العنوان سخيف؟

أكمل مشمش: فقط لترى ما بداخلها، أوّل فصلٍ يقول:

«مرحبًا اسمي سارة أنا فتاةٌ عربيّةٌ محجّبةٌ، وأنا فتاة ملتزمةٌ بديني جدًا ومن المستحيل أن أخالفه، جئتُ إلى لندن لأجل الدّراسة، تعرّفتُ في أوّل يوم لي على الكثير من الأصدقاء، دعتني صديقةٌ لي لحفلة فرقة ون دايركشن، صراحةً لا أعرف من تكون هذه الفرقة لم أسمع عنها قبلًا، ولكن مع ذلك ذهبتُ معها، كان الحفل صاخبًا والجو خانقًا خاصّةً كوني أرتدي حجابًا، لكن مهلًا! من هذا صاحب العينين الزّمرّدتين الذي ينظر لي من بين آلاف الحاضرين؟ تذكّرتُ إنّه أحد أعضاء تلك الفرقة!

في اليوم التّالي كنتُ في مقهى ما، عندما كنت على وشك المغادرة بعد استلامي لطلبي اصطدمتُ بشخصٍ ما، إنّه هو صاحب العينين الزّمرّدتين خارقة الجمال! عندما رآني ابتسم وأمسك بيدي قائلًا: أخيرًا وجدتكِ، كنت أريد أن أعترف بحبّي لكِ من أول نظرة.

و لكن مهلًا هل تمّ الاعتراف لي توًا؟ هذا جنوني! والأكثر جنونًا أنّني أبادله المشاعر نفسها من أوّل نظرة!»

بعد أن انتهى مشمش من قراءة الفصل الأوّل، نظر له خوخ لينطق قائلًا: يا ترى هل في الفصل الثّاني أصبح لديهما أطفال وعاشا في سعادة؟ أوه مهلًا دعك من هذا، ماذا حدث لالتزامها الدّيني؟

ابتسم مشمش بتسامح: اهدأ خوخ؛ مجرد حظٍّ أن تكون الرّواية الأولى تافهةً، أنا واثق أنّ الرّوايتين الأخرتين ستكونان رائعتين، والآن لنرَ، الرّواية الثّانية بعنوان: «أميرة بحجابي».

استقطع خوخ كلامه قائلًا: مهلًا! ما هذا الابتذال؟

مشمش: لا تهتمَّ للعنوان، اهتمَّ بالمحتوى، والآن دعني أقرأ:

«أجبرتُ على أن أتزوّج من شخصٍ سكير، يضربني، يخونني، يتجاهلني، لا يشعر بي ويشعرني أننّي لستُ موجودة، وأنا كلُّ ما أفعله هو الصّلاة والدّعاء حتّى يهديه الله ويعود شخصًا جيدًا.

حتّى أنّني قلت له أن يعاملني بالحسنة حتى لو أنّي لا أستحقّها، لكنّه ظلَّ يضربني بطريقةٍ وحشيّة.

حتى جاء يوم كان يضربني بعدما جئت من منزل والدتي؛ غُرزتُ إبرةً كانت بحجابي بإصبعه، أصبح الدّم يملأ إصبعه، من هول الموقف ظللتُ أبكي وأدعو الله أن يشفيه، عندما رآني هكذا جاء وقال أنه شعر بحبّي الحقيقيّ له وأنّه يبادلني الآن، لقد تناسيتُ كلَّ شيءٍ وعشتُ معه أيّامًا جميلة».

أخذ خوخ نفسًا عميقًا محاولًا السّيطرة على أعصابه بعد أن أنهى مشمش روي القصّة، أتبع مشمش قائلًا بذات الحماس: كانت النّهاية لتكون أفضل لو قتلها، لا بأس بقيتْ قصّةٌ واحدةٌ، أنا واثق أنّها تستحقّ.

خوخ بنفاذ صبرٍ: أوه! أجل لنرَ.

مشمش: القصّة الأخيرة بعنوان: «نقابي سرُّ جمالي ونجاحي» مهلًا ما هذا الاسم الغريب؟

خوخ: هل هذا كلُّ ما أثار استغرابك؟ أكمل واجعلنا ننتهي من هذا.

مشمش: حسنًا، لنبدأ:

«أنا فتاةٌ منتقبة وأحبُّ نقابي جدًا، وقتي كالذّهب بالنّسبة لي، في يومٍ كنتُ أنشر صورةً لي كالعادة دون النّقاب على موقع التّواصل الاجتماعيّ «انستغرام»، لاحظتُ عندها أنّ هناك أحدًا تغزل بصورة لي، ماذا؟ كيف له أن يفعل ذلك؟ ألا يعلم أنّي منتقبة؟ ألم يرى في الوصف أنّ نقابي هو سر جمالي؟

على العموم لقد دخلتُ لهذا الشخص وحادثته بطريقةٍ حادّةٍ جدًا؛ تخيّلوا ماذا حدث؟ نحن الآن أسعد زوجين بالمجرّة».

نظر خوخ لمشمش بنظراتٍ فارغة وقال: أعتذر للمتابعين، ولكن هل يمكنني أن أرى هاتفك لحظة مشمش؟

ليمد مشمش يده بكل طيبة نفس: أوه، أجل بالطّبع.

أعطى مشمش هاتفه لخوخ، قال خوخ بابتسامة متّسعة: شكرًا لك.

وفجأة ألقى خوخ هاتف مشمش نحو الحائط ممّا جعله يتحطّم، نظر له مشمش متفاجئًا بفمٍ مفتوح.

استأنف خوخ قائلًا: فلتشتري لك هاتفًا جديدًا، ويفضّل ألا تحمل ذلك التّطبيق مرة أخرى؛ حتّى لا يكون مصيره مثل أخيه.

أنهى كلامه بابتسامةٍ وغادر تاركًا مشمش في صدمته مبحلقًا في الهاتف المدمّر بحزنٍ.

•••

بعد أن انتهى كلٌ من خوخ ومشمش بثّهما قاما بالنّزول إلى مقر الأعضاء السّريّ بالأسفل، نظرا في الأجواء الصّاخبة بقلّةِ حيلةٍ من عدم هدوء الفريق.

مرّت زاثورا بجانبهما قائلة: مرحبًا هاديس وسيڤان، بثكّما كان رائعًا، أحسنتما!

ثم ذهبتْ كما جاءت، جالا بنظرهما في المكان، فهناك من يأكل البيتزا وكأنّه يقابل حبَّ حياته بعد طول انتظار وأعتقد جميعنا نعلم من هو! وهناك من يتمُّ رمي الأشياء عليه وضربه كونه أنهى آخر علبة بيبسي، وبالطّبع هناكَ مجموعة من الطّهاة الموهوبين في المطبخ يقومون بإعداد بعض الكعك والبسكويت بسبب انتهاء العيد! أو لإنّهم ببساطةٍ لا يشبعون.

حاولتْ هاديس الحديث عدّةَ مرّاتٍ لينتهي أمرها بالفشل، ممّا جعلها تذهب لسيڤان باكيةً بينما تخبرها: لا أعلم كيف لا يتعبون من كثرةِ حديثهم!

صدرتْ ضحكاتٌ عاليةٌ من سيڤان جذبت أنظار البعض لهما.

حينها صرخت زاثورا على أثينا التي تحدّثها دون انقطاعٍ: فلتصمتي! رأسي يؤلمني من كثرة العمل بالفعل.

تفاجأ الاثنان بعد ذلك بوجود طحينٍ يرشُّ عليهما من نيلوڤر قائلة لهما: فلتصمت كلتاكما!

نظرتا لبعضهما ثم لبقيّة الفريق، فجأةً عمّت الفوضى المكان فتناثر الطّحين هنا وهناك وعلى كلِّ عضوٍ موجودٍ بالمقر.

صاحتْ ماربل أنّ الطّعام جاهز، صمت الجميع مقتربين من الطّاولة بملابسهم وأجسامهم التي صارت بيضاء.

بعدما تناولوا طعامهم تفرّق الأعضاء من جديد وتبقّى بعضهم فقط حول الطّاولة، فتحتْ هاديس الحديثَ حول بثّها وتفاعل المتابعين معهم.

استهلّت زُهرة: بالمناسبة هاديس لقد شاهدته، وكان جميلًا كالعادة.

خجلت عندها هاديس وردّت بحياءٍ: شكرًا لكِ.

فقالت سيڤان: بما أنكم شاهدتموه، لِمَ لا تشاركونا إجاباتكم حول بعض الأسئلة التي طرحناها بالفعل؟

ردّ سنيم: من وجهة نظري الشّخصيّة فأنا لا أقرأ كثيرًا عن الفئة الرّوحانيّة إلا نادرًا جدًا، فأنا أقضي تقريبًا معظم وقتي في قراءة الكتب الدّينيّة الفقهيّة، أو سيرة النبّي صلى الله عليه وسلم، ولكن ليس روايةً روحانيّةً بها أحداثٌ وهكذا.

ثم قالت لياما: ومن وجهة نظري فأنا أرى أن الفئة الرّوحانيّة فئة مميّزةٌ ذات طابعٍ ديني، وأفضلُ روايةٍ قرأتها في الفئة هي: «كريسماس في مكّة» بالفعل رواية رائعة ومُميّزة، نهايةً الكاتب المفضل لديّ هو كاتب كريسماس أحمد خيري العمري.

بعد أن أنهتْ لياما كلامها، سمع الجميع فجأةً صوت بيانو يعزف نغمةً مرعبةً، التفتوا نحو مصدر الصّوت ليروا شادو تشير لأوزجان بطريقةٍ مسرحيّة.

حيتّها أوزجان قائلةً: شكرًا على أسلوب الدّخول الرّائع لي شادو، والآن سأخبركم برأيي، إنّ الكتاب الذي أحببته من صِنف الرّوحانيّات هو: «لأنك الله» فالكتاب حرفيًا يجعل من النفس المهمومة مطمئنةً، كما أنّه يقوّي إيمان ضعيف الإيمان، ويزيد الصّابر صبرًا، ويجعل من الحزين واليائس مؤمنًا بالخير القريب مهما طال الوقت فالله سبحانه يُمهل ولا يُهمل.

بعد أن انتهتْ أوزجان من كلامها قالتْ زُهرة فجأةً من دون مقدّمات: باعتقادي إنّ هذه الفئة مميّزةٌ وقريبةٌ للقلب خاصّةً عند الشّدائد، وأحيانًا أكون بأمسِّ الحاجة لقراءة رواياتٍ أو كتب غير روائيّة في هذه الفئة، بالنّسبة لروايتي المفضّلة في الرّوحانيّة هي: «شيفرة بلال» التي دمجتْ حياة الصّحابيّ بلال الحبشي بحياة بلال النيويوركي، وكتاب: «السّيرة مستمرة» الذي جعلني أعيش سيرة الرّسول عليه الصلاة والسلام وأشعر بما كان يشعر حينها في أوقات الرّخاء والشّدة، وكلا الكتابين للمبدع أحمد خيري العمري.

قالت هاديس بإعجابٍ: تبدو الكتب التي ذكرتها رائعة، زُهرة.

ثم قالتْ سيڤان فجأة قبل أن تنهض عن الطاولة وتذهب لغرفتها: وماذا عنكِ، بابلز؟

بابلز: بالنّسبة للتّعريف فأعتقد أنّها الكتب التي لها ارتباطٌ مباشر أو غير مباشر بالدّين أيًا كان، من الكتب الدّينيّة كتاب: «لأنك الله»، «شيفرة بلال» به بعض الرّوحانيّة، «حجاب أروى»، «فاتتني صلاة»، «عندما التقيتُ عمر بن الخطاب» و«غربة الياسمين»، أما بالنسبة لكاتبيّ المفضّلين فهما كاتبان، أدهم شرقاوي وأحمد خيري العمري.

هاديس: هذا رائع يا رفاق، شكرًا على مشاركتكم الثّمينة معنا!

قاطع جلستهم الهادئة صراخُ ريمي على الأعضاء حول اختفاء قطع البيتزا، ثم تبعها صياح الأعضاء ولومهم بعضهم البعض.

أنزلت سيڤان رأسها قائلة: لا أمل فيهم حقًا.

__

شكرٌ خاص لزملائنا أعضاء النّقد على ظهورهم كضيوفِ شرفٍ اليوم.

قام بشخصيّة مشمش العضو سيڤان بينما شخصيّة خوخ كانت من نصيبِ العضو هاديس.

دمتم بودّ. 🤎

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top