كتابُ الرّعب: تمثيليّةُ الاستهلال

يُفتح السِّتار ويتضح للقُرّاء معالم المسرح الخشبيّ المظلم، تُطفَئ الأنوار القليلة المتبقية فجأةً ويسود الصّمت.

السّواد يكتسح المكان، ويُسمع صوت صرير الخشب المهترئ، ثم تنبلج صرخةُ امرأةٍ يليها أسنانٌ لوحشٍ تنغرز في جسدها، تلتقي عيناها بخوفٍ بعينَيه الغائرتَين المرعبتين وقرنَيه الشبيهان بقرون الشياطين!

وفجأةً، تُنار الأضواء يظهر النّقّاد في زيّ المحققين، مع أحدهم عدسةٌ مكبّرة وفي فم الآخر غليونٌ ينفث فيه، يتناقشون في الدماء الّتي خلّفتها الجثّة مجهولة المكان ويتتبّعون الأدلة، شكُّ ناقدٌ في علاماتٍ مريبةٍ على الأرض، فيتبعها آخذةً إيّاه إلى مسجدٍ ما.

يُسمَع الآذان عالي الصوت، في ذلك المسجد حيث الروحانيّة تشبّع الهواء الّذي يتنفّسه كل المصلّين، إمامٌ كهلٌ في المقدّمة جهوريُّ الصوت يؤذن، الوقار والسكينة يملآن الرُكَع السّجود هناك.

يتبدّل الحال، وتُسمع الأهازيج والزغاريد من بعيدٍ، فيتقدّم جيشٌ على عتبة المسرح بالفساتين والبِدل الرسميّة، أوّلهم شابٌ سعيدُ المحيا وفتاةٌ تدمع من شدّة ما ملأها من حبورٍ، فأخيرًا قد ارتدت الأبيض وأمسكت بيد من كانت وستكون عاشقةً له محبوبها، متحدّيين كلّ المصاعب، أخيرًا اجتمعا في موكب حفل زفافهما.

أمام عينيّ ذاك النّاقد تبدّل الزمان وعاد إلى يومٍ لم تكن هذه الأرض سوى ساحة معركةٍ، بين جيشين يتبارزان بالبنادق والأسلحة، القنابل الّتي تُرمى والجثث الّتي تسقط الواحدة تلو الأخرى.

وعلى حين غرّة يتفشّى الصمت، ومن بين الجيوش والدبابات يخرج القائدان، ويتصافحان مبرمين عهدًا على السلام والأخوّة، وأن تتوقف هذه الحرب أخيرًا.

يُغلَق الستار ثمّ يُعاد فتحه، فتتبدل معالم الحزن والدمار لألوانٍ مبهرجةٍ شتّى، حيث السّيرك وحيواناته الّتي تتدلى من الحبال، أو الّتي تقفز في حلقاتٍ من النار، مثيرةً إعجاب وابتسامات كلّ من يبصرها.

ويجيء المهرّج، بأنفه الأحمر وببّغائه الناطق يلقي النكات فيعيدها الطائر، لتنبلج الضحكات من كلّ زاويةٍ على هذا المسرح.

تُمحى الألوان الزّاهيّة، وتحطّ سفينةٌ فضائيّةٌ على الأرض، يخرج منها تنّانينٌ صغار فضائيّون يطالبون البشر بالاستسلام والخضوع لهم، فيخرج من خلف المسرح العلماء المتسلّحون بسيوف اللّيزر، يرمي أحدهم زجاجةً مغلقةً فيفوح منها عطرٌ يذيب جلود التّنانين ليقضوا نحبهم، ويصيح الجمهور فرحًا بالنّصر العظيم.

يغلق الستار مجددًا، ويخرج جميع النّقّاد الممثلين لهذه المسّرحيّة ببراعةٍ تامّة، تتشابك أياديهم مع بعضها منحنيين للجمهور، خاتمين هذه التمثيليّة المبهرة.

في موسوعة الفئات، تجتمع كلّ الألوان الأدبيّة الّتي قد تخطر على البال صانعةً اللوحة الأجمل في عالم الرواية.

قد أعدّ لكم النّقّاد هذا الكتاب ليكون لكم المرجع والدّليل في كتابة أعمالكم، فاحتوى على كلّ الدروس والمعلومات وحتّى الفعاليّات الّتي ستصقل قدراتكم على كتابة قصّةٍ متكاملةٍ جذّابة. 🤎

من منكم مستعدٌ لشحذ أقلامه؟ سارعوا، فهنا سنبدأ رحلتنا متنقّلين في كلّ مرةٍ من فئةٍ إلى أخرى، مكتشفين عالمها وكيف نكتب قصّةً تندرج تحتها.

نادوا رفاقكم بـِ «منشن» هنا!

دمتم بودٍ. 🤎

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top