فصل النتائج: روح بيضاء.

كلّنا نمتلك ذكرياتٍ جميلةًٍوأخرى سيئةًن ماضينا، ومنها ذكريات طفولتنا، ذكريات أيّام براءتنا ونقاء قلوبنا، أيامٌ كنّا فيها صغارًا نبتسم لمَن هبّ ودبّ. ولكن ها هنا نحن الآن متخطّين تلك المرحلة، فها هنا نجد مراهقًا وها هنا بالغًا وهناك نجد راشدًا، لكن رغم كلّ هذا فالحنين لتلك الأيّام لا يتركنا، فهو دائمُ العودة، يذكّرنا بأيّامنا الماضيّة، وبمشاعرِنا السّابقة، ليمتازَ فريق النقّد هذه المرّة بلقب «الحنين».

فكما تعرفون قد جئناكم سابقًا بمسابقة أدب الأطفال الّتي تتميّز بطابعٍ سبيستونيّ، لترجع بكم ذاكرتكم للماضي، فتستنشقوا عبق الذّكريات المختلط بالفرح والحزن في آنٍ واحدٍ. ليبدأ كلّ واحدٍ منكم في خطّ قصّةٍ قصيرةٍ تعبّرعن موضوعٍ مختلفٍ ومغزًى مفيدٍ. لكن كما نعلم لكلّ مسابقةٍ شروطها، وعددٌ محدّدٌ مِن الفائزين فيها، لتفوز معنا أربع قصصٍ في مسابقتنا الجميلة هذه.

واليوم سنرى قصّتين فقط، وفي الغد قصّتين، أمّا لمَن لمْ يحالفهم الحظّ هذه المرّة فلا بأس، لا تيأس ولا ترفع الرّاية البيضاء، بل اعتبر هذا حافزًا للتّقدّم والاستمرار والمحاولة لتطوير نفسكَ. وتذكّر أنّ فريق النقّد دومًا بالجوار.

والآن لنرحّب بأوّل قصّةٍ فائزةٍ معنا في قسم المشاركات المفتوحة بالمركز الثّاني، قصّةٌ رائعةٌ ومشوّقةٌ، ذات أحداثٍ حماسيّةٍ ومغامرةٍ مذهلةٍ. فقد حملتنا القصّة بين طيّاتها لعالمٍ آخر، عالمٍ مليءٍ بالمغامراتِ والعجائبِ، عالم الجنيّات ✨
فهل عرفتم قصّتنا الفائزة أحبّائي؟

-----------

نعم إنّها قصّة «سنُّ صوفي»، الفائزةُ بالمركز الثاني مِن قسم المشاركات المفتوحة.
لجميلتنا      spirit_maze

فلنباركَ لها الفوز جميعًا، فقد استحقّته عن جدارةٍ ⁦♡

والآن لننتقل لفقرتِكم المفضّلة, فقرة الجوائز. حيث سنبدأُ بتقديم نقدٍ بسيطٍ لعنصريّ الفكرة والمغزى، مقدّمٌ مِن فريق النقّد طبعًا.

لنسافر في رحلةٍ خياليّة مع صوفي.

بعض العادات السيّئة يمكنها أنْ تتسبّب بكوارث كبيرةٍ، خصوصًا إنْ اضطررتَ لتحمل عقاب أفعالكَ، ولم تنفد بريشكَ ككلّ مرّةٍ.

بفكرةٍ غريبةٍ عُرضتْ في قالبٍ أغرب، يمكننا أنْ نقول أنّ مخيّلة الكاتبة أبدعتْ باختلاقِ فكرةٍ مبتكرةٍ تمثّلتْ في مغامرة صوفي في عالمٍ خياليٍّ لتدفع ثمن أفعالها غير المسؤولة، والّتي تسبّبت في اقتلاع سنّها قبل موعده.

حيث تتمّ معاقبة صوفي مِن قبل جنّية أسنان، فتحوّلها إلى قزمٍ وتنقلها إلى عالم الأسنان حيث ستصلح خطأها. وفي كلّ خطوةٍ تخطوها صوفي كانتْ أمورها تتعقّد، إلّا أنّها تمكّنتْ بعد خوضِ الكثير مِن المغامرات المتعبة والمشوّقة مِن إصلاح سنّها الّذي دمّرته الشوكولا، لتعود أخيرًا إلى عالمها.

كانتْ القصّة ملائمةً لعقول الصّغار، ومناسبةً لمخيّلاتِهم الكبيرةِ. كما احتوتْ على القيم والمغازي ما يساعد في زرع المفاهيم الصّحيحة في نفوسهم الغضّة.

حيث وجدنا في القصّة بروز مبدأ أنّ ارتكاب الأخطاء عمدًا له عواقبُ يجب أنْ نتحمّلها، كما تبيّنا مِن إصرار صوفي على إصلاح سنّها مغزًى مهمًّا وهو العزيمة الضروريّة لإصلاحِ أخطائنا والتّكفير عن ذنوبنا.

مغزًى آخر كان بارزًا، وهو الجانب الإيجابيّ في جميع النّاس حتّى ولو كانوا أشرارًا في نظر الجميع، فها هو الوحش في الجبل كان يحتاج لأصدقاءٍ وعائلةٍ وكان فرِحًا بملصق النجمةِ هديّةً لعيد الميلاد. وتلك السّاحرة الشّريرة التي كانتْ مظلومةً في السّابق والَّتي ساعدتْ صوفي للنّجاة.

ومغزًى آخرَ تشكّل في أنّ لكلٍّ منّا قصصٌ مختبئةٌ خلف جدران شخصيّاتنا.

وعديدٌ مِن المغازي التي أبدعتْ الكاتبة بسردها بين سطور هذه القصّة الرّائعة.

كانتْ القصّة مليئةً بالإبداع والجمال كما أنّنا وجدناها قد حيكتْ ببراعةٍ وإتقانٍ لتلائم عقولًا صغيرةً ستقرأها يومًا ما. نشكر الكاتبة على جمال كلماتها ونتمنّى لها مزيدًا مِن التقدّم والإبداع.

دمتم بودّ.

فريق النقّد دائمًا في الجوار♡♡

وبعد رؤيتنا لهذا النّقد الجميل، سننتقل للجائزة الثَّانية، وهي عبارةٌ عن غلافٍ فخمٍ مقدّمٍ مِن فريق جنود التّصميم.


ومِن المركز الثَّاني ننتقل للمركز الأوّل، لتكتسحَ الصّدارة قصّةٌ مميّزة ٌوبسيطةٌ، ذات حبكةٍ رائعةٍ، وسردٍ جميلٍ، فقد تميّزتْ قصّتنا بلغتها الجيّدةِ، وفكرتها الأخّاذة، قصّةٌ حكتْ معنى الاحترام والشجاعة، وتكلّمتْ عن قضية العنصريّة بامتيازٍ.
فهل تمكّنتم مِن معرفة قصّتنا الفائزة؟

-----------

نعم إنّها قصّة «القطّ المنبوذ»، الفائزةُ بالمركز الأول مِن قسم المشاركات المفتوحة، لمميّزتِنا  

Bothaina_ali

لنبارك لها الفوز جميعًا، فقد استحقّتْه عن جدارةٍ ⁦♡

ليقدّمَ فريق النقّد نقدًا لكلٍّ مِن عنصريّ المغزى والفكرة:

(لا فرق بين عربيٍّ وأعجمي إلّا بالتقوى)

يُنبذ أناسٌ طيبون في الحياة لأسبابٍ سخيفةٍ تتعلق باللّون والأصل وعدد الأموال، رغم أنّ مَن تمّ نبذُهم قد يمتلكون قلبًا طيبًا وخُلقًا حسنًا.

قد تُكسر قلوبٌ، وتُهدم مجتمعاتٌ، وتُظلم عوائل لأسبابٍ صغيرةٍ كهذه، وقد عالجتْ كاتبتنا الموهوبة في قصّتها «القطة المنبوذة» هذه القضية.

وهي مِن أهم القضايا الرّائجة في العالم الآن، لذا نهنّئ الكاتبة على هذا الاختيار.

وكوننا متشوّقون لعرض الفكرة وخباياها لا يعني أنّنا لن نعرضها  من ناحية الأهمّية والتحليل، فما هي الفكرة؟

تعتبر الفكرة بداية العمل الأدبيّ، ولا يمكن أنْ تبدأ أيّ عملٍ دون فكرةٍ محددةٍ حوله، وهي وثيقةُ الارتباط ببقيّة العناصر، وتؤثِّر بشكلٍ مباشرٍ عليها، فإنْ كانتْ فكرتكَ اجتماعيّةً واقعيةً يجب أنْ تجد شخصياتٍ ذات طابعٍ مناسبٍ، كما أنّكَ لا تستطيع أنْ تقتل الواقعية لتفوز شخصياتكَ، إذًا باختصار، الفكرة مهمةٌ ومؤثرةٌ على العمل بأكمله.

ومِن المعروف أنّ الفكرة لا يتم الإعلان عنها في القصّة، بل إنّها تصل للقراء المستهدفين مِن خلال تتبع الأحداث وتفاعلها، وبالتالي يجب أنْ تحوي غايةً وهدفًا معينًا. إذًا الفكرة تعتبر قصّة، والقصّة هي كيفية تقديمكَ للفكرةِ.

كيف كانتْ فكرة قصّتنا؟

وُجِّهَت الفكرة للأطفال مِن أجل إيصال قيمةٍ في نفوسهم، فقد تكلّمتْ عن قطٍ أسود فقد صاحبته في المدينة، وكان حزينًا لذلك، وبعد مقابلته لصديقٍ مؤنسٍ، تلقی مِن بقية القطط وحتّی البشر معاملةً ونظرةً قاسيةً بسبب لونه الأسود.

لكنّه رغم حزنه مِن كلامهم أثبت لهم العكس بأفعاله الحسنة والطيبة، وكان جزاؤه عودته لمالكته.

كما العادة تكون الأفكار الموجّهة للأطفال في هذا النوع الأدبيّ بسيطةً سهلةَ الفهم على المتلقّي، وهذا ما كان، فقد كانتْ فكرةً سلسةً لطيفةً، يمكن لأيّ شخصٍ أنْ يفهمها ويعي ما تحمله.

فكرةٌ رغم كونها غير مبتكرةٍ فنحن لمْ نلحظ أمرًا يجعلها مختلفةً كليًا عن طابع بقية القصص مثل بينوكيو مثلًا، إلّا أنّها لَم تكن مبتذلةً ولا رائجةً بين الكُتَّاب، لذا يمكننا القول أنّها فكرةٌ عاديةٌ مناسبةٌ للفئة.

وفي العادة لا تتضمَّن قصص أدب الأطفال أفكارًا ثانويةً معقدةً تضاف للفكرة الرئيسيّة وتزيدها تعقيدًا، بل يكتفي الكاتب بعرض فكرته الرَّئيسة بشكلٍ بسيطٍ مفهومٍ، وهذا ما رأيناه في قصّتنا وأحسنت الكاتبةُ فيه.

أمّا فيما يخص ارتباطها مع بقيّة العناصر فقد كان واضحًا جدًّا، فقد جعلتنا نتعرَّف على جوانب الشخصيّات بشكلٍ أفضل _وإنْ أهملتْ جزءًا منها_ إلّا أنّها كانتْ مناسبةً للتّعبير عن شخوصها وعرض بقية عناصرها بطابعِ الواقع الحالي مع رشّةٍ مِن الخيال.

أمّا عن المغزى الّذي هو دلالة القصّة ومعناها الخفيّ المتواجد بين طيَّاتها، إنّه العنصر الّذي أتت الفكرة وكُتبتْ القصّة لأجله، الهدف الّذي يحاول أنْ يوصله الكاتب لقرائه.

وحين يكون ذلك القارئ طفلًا، يجب أنْ يكون المغزى سهل الفهم واضحًا قدر الإمكان، يشعر به الطفل داخل نفسه، حتی وإنْ لَم يفهمه بشكلٍ حرفيّ.

وقد كان مغزی قصّتنا مِن هذا النوع، فقد تواجد مغزًی رئيسٌ يحثّنا على نبذ العنصريّة، وليس طائفةً معينةً ولا عرقًا. وتبيّن هذا المغزى مِن خلال تعامل القطّة الغنيّة بشكلٍ متعالٍ مع قطّنا البطل، لكنّها ندمتْ حين أنقذها مِن الاختطاف والبيع، وتجلى لنا ندمها وعدولها عن فكرتها مِن خلال الحوارات خلال النصّ.

كما تواجدتْ مغازٍ فرعيّةٌ لطيفةٌ تشّجع على قوّة الصداقةِ، فقد كان صديق القط ملازمًا ومحبًا له رغم كلّ الظروف، حتی حين أعماه الحزن والوحدة. وكان حبّ الخير وبذل المساعدة مهما كانتْ الظروف مغزًا آخر ظهر حين أصرّ القط علی مساعدة القطة المخمليّة وإنْ كانتْ قد أساءت له ونبذته.  وذلك الخير سيرّد إليكَ بحجمٍ أكبر، ورأينا ذلك فقد عاد قطُّنا العزيز لمالكته المحبَّة بعد أيّامٍ مِن الضياع والوحدة.

ارتبط المغزى بكلّ شخصيةٍ بشكلٍ فرديٍّ، وقد كان الارتباط وثيقًا جيّدًا لم تتخلله أسبابٌ غيرُ منطقيّةٍ ولا ثغراتٌ عقيمةٌ.

أحسنت الكاتبة في توجيه وعرض مغازيها ببساطةٍ وسلاسةٍ لتصل مباشرةً إلى نفس القارئ.

علی هذا الأساس كانتْ قصّتنا تستحق الفوز بمركزها، وقد لاحظنا محاولات كاتبتنا الحثيثة السّابقة في مسابقاتنا، وفرحنا لفوزها اليوم. نرجو أنْ تستمري طموحةً واثقةَ الخطى نحو التَّطوُّر والمزيد مِن النجاح.

وتذكّري، فريق النقّد دومًا في الجوار لأجلكِ.💜✨

والآن سننتقل لجائزتِنا الثَّانية، غلافٌ فخمٌ مقدمٌ مِن فريق جنود التَّصميم.

وهكذا نكون قد انتهينا مِنْ عرض فائزي قسم المشاركات المفتوحة، أمّا فائزي القسم الآخر فسنعرفُهم غدًا بإذن اللّٰه.

ترقّبوا النّتائج أعزائي ⁦.♡

كانتْ معكم القرمزية الحمراء.

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top