زهرة الكوكب
يتجلّى لنا الكوكب الأحمر واضحًا، قد تغنّى به القدماء كثيرًا، نراه يتردّد في أساطيرهم، فلو وقفتم على سطح كوكبكم الأزرق سترونه بكلِّ وضوحٍ!
هل عرفتم ما هذا الكوكب؟ نعم إنّه كوكب الزُهرة.
فكما نرى كوكب الزّهرة من على سطح الأرض جليًّا، فحتّى السّرد والوصف يكونان ظاهرَين منذ أوّل خطوةٍ نحو القصّة.
السّردُ والوصف في قصص الخيالِ العلميِّ مهمّان جدًّا؛ فهما مرتبطان بكلّ العناصر الأخرى الّتي لا تقلُّ أهميّةً عنهما.
فيرتبطُ أوّلًا مع شخصيّاتِ القصّة، تخيّلوا معي كائنًا فضائيًّا شفّافًا، تلك الشّفافيّة الّتي فيه بسببِ عدم وصفه شكليًّا لذا هكذا يكون تخيّل القارئ لشكلِ الكائن!
لكن ماذا إن قلنا أنّ هذا الكائن يعيش على كوكب الزّهرة، الكوكب حارّ لذا سيكون المخلوق ناريًّا مثلًا وتجري بعروقه حممٌ مشتعلة، كوكب الزّهرة تُمطر عليه أمطارٌ من ماسٍ وحجارة؛ لذا يمكننا جعل هذا الكائن يعيش داخل صدفةٍ ألماسيّةٍ تحميه.
أتخيّلتم معي؟ هكذا نصف الشّخصيّات محاكيةً لفكرةِ قصّتنا وحبكتها!
لكن ماذا عن قصّةٍ شخصيّاتها بشرٌ لكنّ المكان هو فوّهةُ بركانٍ خامد؟
بركانٌ خامد لن يكون الأمرُ مثيرًا كثيرًا، لكن بوصفه وجعلِ داخل الفوّهة بحيرةً فيروزيّة، وتلك البحيرةُ بوّابةٌ لبعدٍ آخر موازٍ ينقل مئات السّنوات الضوئيّة، أصبح وصف المكان واضحًا، تناسج مع التّشويق، المكان والوصف.
رأيتم كيف أنّ السّرد والوصف هو بدايةُ الخيط نحو بقيّةِ العناصر؟ كذلك فإنّ شحَّ الوصف سوف تصبحُ القصّةُ أشبه بغرفةٍ بيضاء وكلُّ ما فيها شفّاف! يبعثُ الملل في نفس القارئ ويجعله لا يفكر إلّا بترك القصّة.
يصبح تخيّلُ القارئ محدودًا عندما يقلُّ الوصف، فوصف معالم القصّة الزمنيّة والمكانيّة مهمُّ للغاية بقصص الخيال العلميّ؛ فتفسير الأمور العلميّة والظّواهر شيءٌ مهمٌّ، فمثلًا لما تلك البحيرةُ هي بُعدٌ ناقل؟ تفسير الأمر زمنيًّا بحقائق علميّة داخل القصًة يجعل الأمر واقعيًّا ويرتبط هذا بسرد القصّة وطريقة عرضها.
لا يجدي استخدام تقنية التّلخيص في الوصف والأحداث هنا، فكلُّ حدثٍ وعرضٍ لشخصيّةٍ أو قوّةٍ خارقة للشّخصيّة يحتاج لوصفٍ وسردٍ عميقٍ دون تلخيصٍ فيه؛ فوصف القصّة هو من يقود القارئ للعيش في أحداثِ القصّة.
كختامٍ لفصلنا آمل أنّكم استفدتم منه.
وها أنا أمنحكم فعاليّةً صغيرةً في الختام، صِفوا لي وابتكروا فكرةً من هذه الأماكن والشّخصيّات:
- حيوانٌ أسطوريٌّ يعيش في البقعة الّتي يصبُّ فيها شلّال.
- مخلوقٌ يعيش ويتغذّى على الصّخور الموجودة حول كوكب زُحل.
- شقٌّ سبّبه زلزال.
- وباءٌ مصدره حشرةٌ كانت متجمّدةً داخل جبلٍ جليديّ. -المرض وأعراضه-
الفصل من كتابةِ العضو جود ✨.
دُمتم بودٍ.
المصادر:
-الصّفحتان ١١٦و١١٧ من كتاب تنمية الخيال العلميّ.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top