ركيزة العلم

الفصل السّادس: ركيزةُ العِلم. 

نصّ الفصل:

هناك بقعةٌ محدّدةٌ كي تتجمّع فيها الفئات وتجني عن دونها أُلْفة القُرّاء حيثُ تسلب يَقَظتهم، تلك البقعة تحديدًا قد لاح لأجلها شراع زورقنا، وامتدّ الزّورق بهيكله علّ أوّل موجةٍ لاقته متأهّبًا لتقارن وفير رفقة أمواج البحر لأجل إِدراكه لمحطّته المَرغُوبة لليوم، وإن صحَّ القول محطّتنا المرغوبة، فمن منّا لا يبْتغي جولةً في محطّة الخيال؟

الجميع يحبُّ قصص الخيال! أولستم؟

في جَوْف عالمنا البرتقاليِّ نُبصر اكتظاظ العديد من الفئات فيه، ولكنّنا نُبصر بشكلٍ جَليٍّ أكثر قَصد غالب القُرّاء لفئة الخيال عن دُونها من الفئات! لذا دعونا نصطحبكم الآن لأحدِ أصناف الخيال وتفرّعاته، والّذي من المؤكّد كذلك كون غالبكم يحبّذه، ذاك الصّنف هو الخيال العلميّ وهو كذلك الصّنف الّذي سيتَنَاوله موضوعنا لليوم، إذًا هل سبقَ وقرأتم قصصًا ضِمن الخيال العلميّ؟

وهل سبقَ وقام أحدكم بكتابةِ قصّةٍ تنتمي لهذه الفئة؟

والآن دعونا نتطرّق لمفهومه، الخيال العلميُّ واحدٌ من الفنون الأدبيّةِ المميّزة، يُبنى على خيال الكاتب ولكن يلزمه ركائزٌ علميِّةً تدعمه حتّى يتحقّق مفهومه، كالاستناد على قوانين الطّبيعة، النّظريات العلميّة والفلسفيّة، وأمّا عن ارتباط الزّمكان به فقد تنشبُ أحداثه في زمنٍ قريبٍ أو مستقبلٍ بعيد، على كوكب الأرضِ أو الفضاء.

ولكن كيف تقوم ببناءِ حَبكةٍ مناسبةٍ لهذا النّوع من القِصص؟

وقبل اعتماد جوابٍ لسؤالنا، دعونا نتّفق على أنَّ الحَبكة هي ركيزةٌ أساسيّةٌ في بناء القصَّة، وهي الّتي توثّق الأحداثَ مع بعضها بِوثاقٍ وطيد.

لذا عند كتابةِ حَبكةٍ لقصّة الخيال العلميِّ، عليك وضع قوانين خاصَّةٍ بعالمك الخياليّ الّذي تُشيّد أحداث قصّتك عليه واعتمادها، فمثلًا لو كانت قصّتك عن التّطور الكبير الّذي وصلتْ له البشريّة لدرجة تمكّنهم من التّنفّس تحت الماء، فأنت بالتّأكيد لست قادرًا على صياغة حدثٍ تجعل فيه بطلتك تغرق في حمّام سباحة! صحيح؟

عليكَ أن تقوم بتحديدِ المسار الّذي ستخطو عليه قصّتك خطوةً تلو الأخرى، وهذا بالتّأكيد يلزمُ أن يكون ضمن إطارٍ منطقيٍّ؛ فتضرّر المنطقيٌة سينتج عنه تضرّرٌ في الحبكة بالتّالي فقدان مِصداقيّة الكاتب بالنّسبة للقارئ.

وباللّجوء لسؤالٍ آخر فهل يجب عليك توضيحُ جميعِ القوانين، والحقائق الّتي ستُبنى عليها قصّتك منذ الفصل الأوّل؟

لا، ليس من الضّروريِّ كشف أوراقك بأكملها من البداية، بل قُم ببناء الحَبكة بطريقةٍ تدريجيّةٍ، شيئًا فشيئًا… اعرض أفكارك وساندها بالحقائق العلميّة ومع تقدّمك في عرض الأحداث، قُم بجعل القارئ يفقه عن الأمور بطريقةٍ تكفيه لفهم الطّريقة الّتي تَهِدجُ عليها الأحداث ومعرفة توجّهك، وبكلِّ تأكيدٍ قبل إتمام كلِّ ما سبق ذكره، عليك أوّلًا إدراك تلك القوانين حتّى تتمكّن من تطبيقها.

كذلك حاول بناء الحَبكة على تطوّراتٍ علميّة، كتطوّرات العلوم الحاليَّة، واستخدم هذه الأفكار في ربطِ أحداثِ قصّتك مع بعضها.

صحيحٌ أنَّ الخيال العلميَّ يحوي الكثير من الخيال، ولكن ماذا لو كان العِلم الّذي شُيٌدت عليه قصّة الخيال العلمي خاصّتك بعيدٌ كلّ البعد عن العلوم الّتي يعرفها النّاس؟

عندها لن يفكّر القُرّاء في قراءتها، فالعِلم الخياليُّ في بعضِ الأحيانِ في الخيال العلميِّ يُستخدمُ للتّغلّب على بعض المشاكل مع حَبكتك.

وختامًا حاول دائمًا طرح سؤال ماذا لو؟ عند صياغةِ حَبكة قصّتك وادمجها مع الواقع والأفكار العلميّة، كذلك حاول رَبط جميع الأحداث مع بعضها، ولا تهمل أيَّ حدثٍ من الأحداث، فبطبيعة الحال أيُّ حدثٍ يتمُّ إهمال توضيحه يعتبرُ إهمالًا لحَبكة قصّتك، وادعم كلَّ حدثٍ بالحقائق والبراهين العلميّة الّتي بنيته عليها، ولا تضع للقارئ مجالًا للشّكّ في صحّة الحقائق الّتي أُسّست عليها أحداثك، اجعلها واقعيَّةً منطقيّةً يتقبّلها العقلُ وبسيطةً بَيّنة بعيدةً عن التّعقيد.

تمًت كتابة الفصل بواسطة العضو أثر.

المراجع:

ويكيبيديا.

موقع قصص وروايات.

موقع موضوع.

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top