الخيال الخلاق

«إنّ رهافة البنيان النفسيّ تشجّع في المرء أحيانًا بعض الميل إلى أفكارٍ عجيبةٍ، فعلى قدر نموّ النّفس يكون الاستسلام إلى جموح الخيال.»

-فيودور دوستويفسكي

سلام الله على قلوبكم.❤

كانت هناك، تلك الفتاة الّتي تشاهد فيلمًا عن فئة الخيال العلميّ، أخذت تتناقش بداخلها وتقول: «فعليًّا لم أجد به شيئًا يشدّني، فقد تحدّث عن الروبوتات و...» قاطع حديثها دخول صديقتها إلى نفس الغرفة، فلمعت للفتاة فكرةٌ، لمَ لا تتناقش مع صديقتها حول هذا؟

بنبرةٍ لهفة نادت على صديقتها، فجاء ردّها سريعًا عليها، أردفت مبتسمةً: «أهلًا يا فتاة، ماذا هناك؟»

سرحت الفتاة في خيالها وهي ترتّب الجملة حسب ما رأت من الفيلم، وبنفس هدوئها خرج منها الحديث: «حقيقةً يا صديقتي أرى أنّ هناك الكثير من الابتذال في بعض قصص الخيال العلميّ، وهذا يجعلني أتوقّع باقي الفِلم قبل انتهائه! لا أستطيع التمتّع بفِلمٍ، الأفكار دائمًا تكون مكرّرةً.» 

تنهّدت بحزنٍ ثمّ أكملت: « أكره هذا بحقّ.»

تعاطفت صديقة الفتاة معها بملامحها العابسة، وحتّى تتوافق معها في الفِكر قالت لها: «أعطني مثالًا لطفًا منكِ لأرَ ما إذا كانت تتّفق مع الأفكار الّتي لديّ.»

اندفعت الفتاة قائلةً:« الفكرة تتلخّص بوجود الرّوبوتات يحتلّون كوكب الأرض، ويدمّرون البشريّة، ثمّ بعد ذلك ماذا يحدث؟ 

لم أرَ من قبل فِلمًا يتحدّث على ما بعد سيطرة الآليّين على كوكب الأرض، فهل سيقاوم البشر أم سيسلِّمون أم ما الّذي سيحدث؟»

هزّت صديقة الفتاة رأسها موافقةً لها، وقالت: «أوافقكِ الرّأي تمامًا، أيضًا نرى الابتذال عند قصص الزّومبي الّذين يهاجمون البشر، يأكلونهم لآخر نفرٍ فيهم دون تغييرٍ يُذكر، ألا يوجد تغييرٌ في هذا النّمط ولو بشيءٍ طفيف، وتغيّر جين مرض الزّومبي لينشأ آخر يصنع فجوةً بها؟»

لمعت أعين الفتاة بفكرةٍ لحلّ هذا الأمر، فتهامست مع صديقتها، وارتسمت نفس اللّمعة فيها كذلك ووافقتها على فكرتها، فصلت هذا الصّمت الفتاة بقولها: «أرى التّشويق قد نال منكم يا رفاق، تريدون معرفة الحلّ؟»

«حسنًا، سأخبركم عنه، كما قلنا فإنّ هناك تكرارًا في نفس الفكرة، دون إحداث أيّ تغيّرٍ بها، ولأجل أن نَحُلَ هذا الأمر، جئنا للأعزّاء ذوي العقول الخارقة لتغيير هذه الأفكار المبتذلة لأخرى جديدةً مبتكرةّ، والّذين هم أنتم بالطّبع!»

ولديكم مهمّةٌ عاجلةٌ هنا، عليكم بالتّفكير في كيفيّة تغيّر فكرة الرّوبوتات الّذين يحتلّون الأرض دون وجود أحداثٍ أخرى، وفكرة الزّومبي الّذين يأكلون البشر لآخر نفرٍ بهم دون حدوث أيّ ابتكارٍ بهم، إذًا فعاليّة اليوم تتحدّث عن كيفيّة جعل كلّ فكرةٍ من الفكرتين اللّتين تمّ طرحهما في الفصل إلى فكرةٍ مبتكرةٍ وجديدةٍ؟

جدّدوا أفكارًا ترونها من منظوركم مبتذلةً، لكم الحريّة في اختيار أيّ فكرةٍ من الفكرتين، وحتّى لا يطول الأمر معكم، أمامكم مهلةٌ لمدّة ثلاثة أيّامٍ، هيّا ننتظركم يا نجوم النّقد!»❤



Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top