البَّوابة الأخيرة
تناثرت البوّابة مع الرّيح فور أن وطأت قدما الشّابة والأرنب الغرفة. جذب صوت الموسيقى العذب الضّيفين فأغمضت أليس عينيها لثوانٍ مستمتعةً باللّحن الشّجيّ قبل أن تفتحهما عندما أحسّت باشتداد قبضة الأرنب على كفّها. بدت الدّهشة على ملامحها وهي تراقب النّوتات الموسيقيّة الّتي تتجمّع معًا مشكّلةً جملًا متعدّدة الصّيغ. ما كادت تستفسر عمّا يحدث حتّى سمعت صوتًا من المجهول.
-«هل تريدين معرفة ما كتبته النّوتات؟»
تلفّتت الشّابة ذات اليمين وذات اليسار تبحث مع الأرنب عن مصدر الصّوت لكنّ محاولتها باءت بالفشل. ليعاود الصّوت الحديث:
-«أنا هنا يا آنسة، في منتصف الغرفة.»
مع انتهاء كلماته، تحوّل نظر أليس إلى منتصف الغرفة، إلى مصدر الصّوت والألحان حيث يقبع بيانو كبير. لم تستغرب أليس قدرة البيانو على الكلام، فقد رأت الغرائب على مدار هذا الاختبار، فلم تلبث تحدّق كثيرًا بالبيانو وجالت بناظريها في الغرفة. لم تكن الغرفة مميّزة الزّينة بل بدت خاليةً لولا وجود البيانو في منتصفها، والعديد من الشّاشات الّتي تعرض مشاهد مختلفة الممثّلين، إلّا أنّ المشهد واحد. هذا غير وجود هذه الجمل الّتي تطفو في أرجاء الغرفة، وتتراقص مع لحن البيان.
-«أأنتِ مهتمّةٌ بما تعرضه الشّاشات ومعنى هذه الجمل؟»
سأل البيانو بعدما طال شرود الفتاة بالشّاشات تارةً وبالجمل تارةً أخرى.
نكزها الأرنب بعينيه الدّمويّتين مخرجًا إيّاها من شرودها لتهزّ رأسها مجيبةً بالإيجاب على السّؤال.
«أجيبي على سؤالي ليتوضّح لكٍ جزءٌ ممّا يدور في هذه الغرفة.»
لم يعطها البيان فرصةً للردّ قبل أن تشكّل النّوتات جملةً ذهبيّةً على عكس الجمل البيضاء الأخرى، ثمّ علا صوت مسؤول الغرفة وهو يقرؤها.
-«ما هو المشترك في مجموعة الجمل هذه، وما المشترك في مجموعة اللّقطات؟»
ما إن أنهى كلامه حتّى تحلّقت مجموعة جملٍ حول أليس مشكّلةً ما يشبه أبيات الشّعر العاموديّة، وانطفأت معظم الشّاشات عدا أربع. تطلّعت أليس في الجمل بيد أنّها لم تستطع قراءتها لأنّها كُتبت باستعمال النّوتات، وليس لها فهمٌ بلغةِ الموسيقى، فبدا عليها الارتباك والحيرة لينجدها الأرنب عندما بدأ بقراءة ما كتب.
-«-السّطر الأوّل: هرب أمير مصّاصي الدّماء إلى عالم البشر بعد محاولة قتله، واحتجازه الفتاة الّتي اكتشفت هويّته ثمّ وقوعه في حبّها.
- السّطر الثّاني: شُرب مصّاص دماءٍ لدماء فتاةٍ بشريّةٍ وانجذابه لدمها ثمّ وقوعه في حبّها.
- السّطر الثّالث: اختطاف مصّاص دماءٍ لبشريّةٍ شكّ باكتشافها لحقيقته ومحاولة قتلها ثمّ وقوعه في حبّها.
هذا ما كتب في هذه الأسطر الثّلاث.»
حدّقت أليس لجزءٍ من الثّانية في الجمل قبل أن تنظر إلى منتصف الغرفة وتتمتم،
-« أهذه أفكار روايات؟ لما ثلاثتها تدور حول وقوع مصّاص دماءٍ في حبّ بشريّة؟ ما هذا التّكرار الممل؟»
لم يجبها البيانو إنّما ارتفع صوت الموسيقى بلحنٍ بدا سعيدًا لإجابتها السّريعة، قبل أن تختفيَ الجمل مفسحةً المجال لملاحظة اللّقطات المعروضة في الشّاشات الأربع.
-«ٌما هذا أيضًا؟ لما تعرض الشّاشات نفس الأحداث، فتاة هجينةٌ مع نبوءةٍ عنها كمنقذةٍ لعالم الخوارق ووقوع ألفا الذّئاب بحبّها؟ لا شيء مختلف بين الشّاشات الأربع سوى ملامح البطلة، لكن رغم اختلاف ملامحها إلّا أنّها أجمل فتاةٍ في القصّة، حتّى أنّهم لم يتعبوا أنفسهم في تغيير البطل، فكٌّ حادٌّ وملامحٌ رجوليّة، طولٌ فارعٌ يناهز المترين وعضلاتٍ تبرز من فوق قميصه، أليس هناك ممثّلون آخرون ليستبدلوا بهم البطل؟»
تحدّثت أليس وعلامات الامتعاض باديةٌ على وجهها، ليجيبها البيانو بصوتٍ مستنكر:
-«للأسف يا عزيزتي، عالم الفانتازيا قد ملِئ بهكذا قصص، سترين الكثير منها عندما تدخلين عالمنا، والآن هل اكتشفتِ سرّ ما يعرض؟ هل عرفتِ الكلمة الّتي تعبّر عن الاختبار؟»
همهمت أليس لثوانٍ قبل أن تجيب بثقة:
-«التّكرار حدّ الابتذال، جميع هذه الجمل واللّقطات الّتي رأيتها تدور حول الأفكار ذاتها، حتّى التّفاصيل ذاتها تقريبًا، هذا التّكرار الشّديد أوصل هذه الأفكار إلى نقطة الابتذال فبات من المملّ رؤيتها.»
أجابت الشّابّة وهي تتطلّع في الشّاشات الّتي عادت للإضاءة والجمل الّتي تدور من حولها، ليرتفع صوت عزف البيانو وكأنّه يوافقها الرّأي، قبل أن يتحدّث ثانيةً:
-«سأطلب منك الآن يا عزيزتي استنتاج أبرز الأفكار المتكرّرة في هذه الغرفة، أعلم أنّك لا تجيدين قراءة الجمل، لذا استخلصي فكرتين مكرّرتين من اللّقطات المعروضة، وطريقة سير الأحداث، والأرنب الصّغير سيستنتج فكرةً مكرّرةً معروضةً في الجمل مع طريقة سير الأحداث، على الأفكار أن تكون مغايرةً لما ذكرتِه سابقًا.»
-« هل عليّ حقًا رؤية مثل هذا الابتذال؟ هذا تلوّثٌ بصريٌّ بحتّ.»
تحدّثت بامتعاضٍ واضحٍ على ملامحها محوّلةً ناظريها للأرنب، لكنّها صدمت برؤيته يرتجف بعدما سقط فروه ناصع البياض وخطٌّ من الدّماء يخرّ من إحدى عينيه:
-«استعجلي يا صغيرة، يبدو أنّ وقت الأرنب معدود.»
كلمات البيان جعلت قطرات العرق تنهمر على جبهة الشّابّة والقلق يكلّ من نظراتها المصوّبة للأرنب الّذي سارع لتهدئتها:
-«أنا بخير، فلننهِ هذا الاختبار بسرعة.»
-«لكن...»
حاولت الاعتراض إلّا أنّ نظارات الأرنب أسكتتها، لتتنهّد ناظرةً للشّاشات تستشفّ إجابة سؤال البيانو.
مرّت بضع دقائق سريعًا قبل أن يبدأ الأرنب الحديث:
-«معظم هذه الجمل الّتي قرأتها حملت ذات الفكرة، عن مستذئبٍ يقع في حبّ بشريّة، تبدأ القصّة بذهاب بشريّة إلى غابة حيث يعيش قطيعٌ من الذّئاب عن طريق «الصّدفة» أو رحلةٍ ميدانيّة، فيحاول أحد الذّئاب مهاجمتها لظنّه أنّها تحاول التّعدّي على حدود أرضهم، لكنّ الألفا -ملك القطيع- يكتشف أنّها رفيقته فيوقف حرّاس القطيع عن مهاجمتها»
توقّف هنيهةً يزدرد ريقه قبل أن يكمل:
-«أو يكون الذّئب الذّي يهاجمها هو نفسه الألفا ويتوقّف عندما يكتشف أنّها رفيقته، ثمّ بعدها يأخذها مجبرةً معه إلى القطيع حيث يعارض القطيع أن تحكمهم بشريّة، لكن بعد رؤية مدى لطفها ورقّتها يبدأون بتقبّلها وينتهي الأمر بها بالزّواج من الألفا وتنصيبها لونا -ملكة القطيع-، النّهايات ذاتها ولم تختلف، حتّى وصف البطل وجماله لم يختلف، وكذا جمال البطل الّذي لم يرى مثله من قبل، وشخصيّتها المحبّة والعطوفة، كما قالت أليس سابقًا، قراءة مثل هذا الابتذال والتّكرار مرهقٌ للنّفس.»
عرض الأرنب ما توصّل إليه بصوتٍ واهنٍ محفّزًا نظرات أليس للاستقرار على الأرنب بقلقٍ قبل أن تبدأ بعرض ما لديها:
-«ممّا شاهدته، جميع هذه اللّقطات تناولت فكرةً واحدةً تشعّبت منها حبكتان، إذا كانت الفكرة ذاتها بانتقال البطل/ة لعالم روايةٍ يقرؤها/تقرؤها. أمّا الحبكتان، فالأولى، والّتي تكرّرت أكثر، تحدّثت عن دخول البطلة إلى عالم روايةٍ قرأتها ومحاولتها إنقاذ الشّرير من الموت على يد البطل ثمّ وقوعها في حبّه. أمّ الثّانية فكانت عن دخول البطل إلى روايةٍ وتقمّصه دور الشّخصّية الّتي من المفترض أن تموت أو تتعذّب على يد البطل، وفي سبيل النّجاة يقوم البطل -عن طريق الصّدفة- بتحقيق إنجازاتٍ تجاوزت شخصيّة الرّواية الرّئيسية.»
قطعت حديثها لبرهةٍ تلتقط أنفاسها وعيناها ما زالتا على الأرنب المرتجف، لتستدرك حديثها بعدما لاحظت كتابةً بلغةٍ تفهمها تشير لها بعرض ما استنتجته بتوسّعٍ أكبر:
-«لاحظت أنّ الأحداث تشابهت في جلّ ما رأيته من لقطات وقصص منذ دخولي للغرفة، ففي قصص حبّ مصّاص الدّماء والبشريّة، جرت الأحداث بطريقةٍ متشابهةٍ وبتفاصيل مشتركة، من ذهاب مصّاص الدّماء لعالم البشر ثمّ اكتشاف الفتاة البشريّة ذات الدّماء المميّزة لهويّته، يليه اختطافه وتعذيبه لها، ليقع في حبّها ويأخذها لمملكته حيث تعارض عائلته علاقتهما وبعد عدّة معارضاتٍ يتزوّجان ويعيشان معًا.»
أنهت كلماتها محوّلةً بصرها للبيانو تنتظر منه أن يعلن انتهاء هذا الاختبار قبل أن تسوء حالة الأرنب، لكنّ جملة البيانو التّالية خيّبت آمالها،
-«إذًا، ما رأيك بنهايات هذه القصص المكرّرة والمبتذلة؟ وكيف برأيك يمكن تحويل الابتكار إلى ابتذال؟»
زفرت أليس بضيقٍ واضحٍ قبل أن تجيب على البيانو:
-« تشابهت نهايات غالبيّة القصص ذات الفكرة المشتركة، إذ غالبًا ما انتهت قصص الحبّ بين مصّاص الدّماء والبشريّة، وبين المستذئب والبشريّة بزواج كليهما وعيش حياةٍ هانئة، أمّا عن فتاة النّبوءة الهجينة غالبًا، فقد انتهت قصصها بإنقاذها لعالم الخوارق وزواجها من رفيقها وعيش حياةٍ سعيدة، أمّا قصص الدّخول لعالم روايةٍ ما فقد انتهت ببقاء البطل أو البطلة في عالم الرّواية حيث ينعمون بحياةٍ سعيدةٍ بدل العودة لعالمهم وعيش حياةٍ روتينيّةٍ وكئيبة، لا أقول أنّ هذه النّهايات سيّئة، بل هي مريحةٌ للبال، لكن ما زال يمكن الابتكار في النّهايات وتغييرها، أو تغيير بعض التّفاصيل.»
أخذت نفسًا عميقًا مكملةً:
-«فعلى سبيل المثال، قصص فتاة النّبوءة الهجينة، لاحظت التّركيز على عرض حبّها مع رفيقها بدل التّركيز على دورها كمنقذةٍ لعالمها، فبدل التّركيز المسهب على الفئة العاطفيّة، يمكن عرضها بما يناسب كونها فئةً ثانويّة، بالإضافة إلى أنّه بدل عرض قصّة حبٍّ لما لا تعرض عاطفةً عن العائلة أو الصّداقة مثلًا، وهذا يأخذنا لجواب سؤالك الثّاني، كيف يمكن الابتعاد عن الابتذال؟»
صمتت للحظاتٍ قبل أن تكمل:
-«نستطيع تلخيص هذا في نقطتين، إمّا الإتيان بفكرةٍ غير مألوفةٍ ومبتكرة، أو تبنّي فكرةٍ مكرّرةٍ وعرض تفاصيل فريدةٍ ومختلفةٍ عن المتداول. إذ بدل انتقال بطلٍ أو بطلةٍ لعالم رواية، لما لا تستبدل الفكرة بأخرى مقاربةً لها كاستدعاء الكتب لأشخاصٍ للدّفاع عن قيمها فتحملهم على جناح صقرٍ لمملكةٍ غريبةٍ حيث تبرز قيمهم، أوليس هذا هادفًا، مبتكرًا ومفيدًا على غرار الفكرة المكرّرة عن الدّخول لعالم رواية؟»
بدا عليها التّفكير قليلًا ثمّ تباعت:
-«أمّا عن النّقطة الثّانية، فأرى أنّه لا مشكلة كبيرة بتبنّي فكرةٍ مكرّرةٍ من قبل مؤلّفٍ مبتدئ قبل الانتقال إلى مرحلة الإتيان بفكرةٍ مبتكرةٍ من تأليفه، لكن بدل تكرار الحبكة والأحداث والنّهايات، لما لا يضيف لمسته الخاصّة بحيث يبتكر التّفاصيل ويبدع في النّهايات؟ فمثلًا على فكرة وقوع مصّاص دماءٍ بحب بشريّة -أعرف أنّي تحدّثت عن هذه الفكرة كثيرًا لكنّي لاحظت أنّها أكثر الأفكار الّتي طالها التّكرار والابتذال-
فلما يجب أن يكون مصّاص الدّماء أميرًا هرب من مملكته لأنّه شعر بالملل؟ لما لا يكون مجرّد مصّاص دماءٍ نُفيَ خارج مملكته بعد اتّهامه بجريمةٍ معيّنةٍ وتمّت إصابته بعدّة جروحٍ أثناء هربه لتنقذه فتاةٌ بشريّة، وبعد تعافيه يصبحان صديقين ويخبرها بحقيقته وعمّا حدث معه، لتقترح عليه قصّ جزءٍ من قصّته حول الجريمة الّتي اتّهم بها على حبيبها المحقّق، حيث يساعده على اكتشاف حقيقة الجريمة ومنفّذها، لكنّ مصّاص الدّماء قرّر عدم العودة إلى عالم مصّاصي الدّماء لأنّ عائلته ميّتةٌ ولا أحد له هناك، ومع مرور الوقت يتعرّف على شقيقة الفتاة الّتي ساعدته ويقع في حبّها. هذا كلّ ما خطر في بالي الآن، أتمنّى أن تكون إجاباتي صحيحة، وأسرع رجاءً بانهاء الاختبار لأنّ حالة الأرنب تسوء.»
قبضت بقوةٍ على يد الأرنب بعدما أنهت كلامها، لتسمع صوت البيانو:
-«أوه لا تقلقي كثيرًا، إجاباتك صحيحة عزيزتي، وقد انتهى هذا الاختبار، يمكنكما العبور الآن لبلاد الفانتازيا، لكن خذي نصيحتي من الآن، استعدّي لرؤية أغرب الغرائب هناك، أتمنّى لكما وقتًا سعيدًا في بلادنا.»
فور انتهاء كلام البيانو، اختفى وكأنّه لم يكن، لكنّ صوت ألحانه لم يبهت وكذا النّوتات الّتي بدل تشكيل الجمل، اصطفّت على جانبي صفٍّ من البلاط مشكّلةً ما يشبه قوسًا. تقدّمت أليس والأرنب تلقائيًّا للأمام، ومع كلّ خطوةٍ خطواها على البلاط، تعالى صوت اللّحن وبدأ لون البلاط يتغيّر للونِ العشب النّضر، قبل أن تلوح أمامهما بوّابةٌ بلون الذّهب الورديّ تتمايل مع اللّحن وكأنّها كائنٌ دبّت فيه الحياة. مع كل خطوةٍ تزايدت دقّات قلبيهما وتعالى نبضهما، حتّى شعرت أليس وكأنّ قلبها على وشك الانفجار بعد أن بات لا يفصلها عن البوّابة إلّا بضع سنتيمترات. أحكمت قبضتها على يد الأرنب مهدّئةً ارتجافه الملحوظ، أخذت نفسًا عميقًا وكذا فعل الأرنب، قبل أن يضعا قدميهما في البوّابة.
ما إن وطأت قدماهما الأرض العشبيّة المزركشة بزهورٍ عجيبةٍ تتحدّث فيما بينها، لم تكد أليس تقع في سحر المكان حتّى شعرت بيد الأرنب تنسحب من كفّها، لتسمع صوت طقطقة عظام.
تلفّتت ناحيته لتجده يهتزّ بشدّةٍ كما لو أصابته صاعقةٌ كهربائيّة، حاولت وضع يدها على كتفه، إلّا أن جسده حلّق في الهواء، قبل أن يصرخ بألمٍ شديد.
ما هي إلّا لحظاتٌ حتّى تحوّل جسد الأرنب الصّغير إلى كتلةٍ ضخمةٍ بدت كشعلةٍ في السّماء. اختفى الأرنب الصّغير الخال من الفراء، ليحلّ مكانه تنّينٌ مهيبٌ بجناحين ضخمين ومخالب حادّة. دنا التّنين من الأرض ثمّ انحنى أمام أليس المصدومة لتتلاقى عيناه الدّمويّة بعينيها الصّغيرتين، قبل أن يهمس لها بهدوءٍ
-«هل ترافقيني في جولةٍ ببلاد الفانتازيا يا صديقتي؟»
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top