بداية الموسم الثّاني (فكرة ثانية)

" ما هدفك من العمل في شركتنا؟"

" المال"

كانت إجابتها مختصرة تدلّ على مدى برود شخصيّتها...

أطلق زفرة ساخرة وهو يعدّل نظّارتـه..

" هل تظنّين أنّي سأوافقك على توظيفك وأنتِ تجيبين بهذه الطّريقة؟"

"نعم"

رفع حاجبه مندهشا من ثقتها بنفسها.

" هل سبق لك العمل في شركة ما؟"

"لا"

" ما مستوالك التّعليميّ؟"

" ترجمة من جامعة سيؤُل"

جامعتها عريقة، لا تبدو كشخص غبيّ بل هي ذكيّة جدّا!

" هل تسعين لجني المال فقط في شركتي؟"

فتحت فمها وقالت دفعة واحدة

"من منّا لا يحبّ المال؟ حتّى أنت..أنت تسعى يا سيّدي للمال بتوظيفي في شركتك، فهل نلومك على ذلك؟"

ابتسم معجبا بحذاقتها..
" مثيرة للاعجاب"
همس لنفسها ونهض مغادرا قاعة المقابلة.

نهضـت من مكـانها وغادرت الشّركة وما إن وضعت رجلها خارجا حتى أطلقت زفرة راحة..

" كدت أموت"  قالت وهي تضع يدها على قلبها

"لماذا عليّ العمل في شركة ذلك الحقير!" هسهست بغضب.

بعثرت شعرها ولكمت الهواء بغضب " ذلك اللّعين، ياله من مغرور "

"تشه، سير بيون بيكهيون؟ من يظن نفسه!"

بيون بيكهيون هو حبّها الأوّل، والشّخص الذي رفضها حين كانت بعمر الرّابعة عشر.

لقد كان أكبر منها بعامين!

زمت فمها على شكل خطّ مستقيم " لن أستسلم من أجله..سأحارب من أجل شراء منزل لنفسي..لن أواصل العيش مع عائلتي المجنونة!"

لم تكن تعي أنّ بيكهيون يشاهدها من نافذة مكتبه، يرى كيف تلكم الهواء بغضب..

ضحك" تلك الغبية، ما تزال نقيّة كما كانت"

" كيم ميني " ردّد اسمها بينما يقرأ استمارتها.

ابتسم..

••

ركضت بأقصى سرعتها في أزقّة الحيّ الضّيّقة والمظلمة، كانت ترتدي ملابس كاجوال غير رسميّة..

تسابق الوقت للوصول للمنزل في الوقت المحدّد.

في عائلتها ممنوع أن تدخل المنزل بعد الغروب!

"لقد عدت" قالت بصوت يتفحص المكان.

حاولت استغلال الفرصة للتسلل نحو غرفتها، على الاقل لن تكون مضطرة لتوبخ من طرف والدتها.

سارت على أطراف أصابعها..

"توقفي!"

صدح صوت والدتها الغاضب فتصنبت مكانها، سرعان ما رسمت بسمة على شفتها واستدرات..

" مرحبا، هل تناولت العشاء؟"

قالت وهي تعي كبر الورطة التي وقعت بها.

ركضت أمها خلفها وهي تتوعدها بالقتل لو أمسكت بها..

وأخيرا أمسكتها من أذنها " أيتها الصغيرة المشاغبة، أين كنتِ؟ عاطلة عن العمل وفاشلة وفوق هذا تتسكعين بكل حرية؟"

"أمي ...هذا مؤلم!"

قالت وهي تضع يدها على يد أمها تحاول التحرر من قبضتها.

" يجب أن يؤلمك كي تستفيقي أيتها الفاشلة"

••

في المدرسة الثّانويّة كان الجميع يركض ويلعب، بينما تلك الفتاة تجلس في الزاوية تراقب ذلك الذي خطف قلبها..

ذلك الفتى الوسيم الذي تتبعه نظرات الفتيات أينما ذهب..!

استدارت بخجل حين التقت عيناها بعينيه.

احمرت خجلا دون أن تدري، هل هذا هو الحب؟

هل هذا هو الشخص المناسب لها؟

هل تعترف له؟

لكنه يبدو مشرقا جدا من بعيد، مشرق لدرجة تخطف بصرها ..

لكنها وبفضل تسرعها، قررت الاعتراف له..

انتهى بها الأمر تسير تحت المطر مفطورة الفؤاد، تبكي بسبب جفائه معها.

لقد رفضها بدم بارد، لم يراعِ حتى مشاعرها اتجاهه.

سارت نحو المنزل بحزن، وعقلها منشغل بإعادة ذلك المشهد، حين رفضها!

توقفت عند باب منزلها واتسعت عيناها بصدمة وهي ترى الناس يقفون أمام الباب.. يتهامسون بينما والدتها تبكي عند العتبة.

" أمي " همست والغصة تتشكل في حلقها.

كان المكان مظلما، لا ينيره سوى ضوء العمود الخافت!

تبعت ذلك السرير المتنقل الذي يحمله رجال الاسعاف..وفوقه جسم رجل ميت..

تلك اليد المتدلية..

"أبي!"

" أبي...!" صرخت بأعلى صوتها وانهارت أرضا.

هي تراه ميتا أمامها، يغادر الحياة قبل أن يعتذر عن الدمار الذي أحدثه في قلبها!

"لا يمكنك المغادرة، أنا لم أسامحك بعد" قالت باكية وركضت لتوقف رجال الاسعاف.

" أبي، استيقظ.. نحن لم نتصالح بعد.. أنت لم تصلح ما دمرته..أبي"

وهكذا ارتبط ذلك الشخص ..بموت والدها!

بيون بيكهيون يذكرها بذلك اليوم القاسي!

..

السلام عليكم

نشرت هذا كبداية، أتمنى تعجبكم..حبيت تكون الفكرة غير عن الجزء الاول ..

ادعموها بكل حب

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top