الفصل | 44
•مَا تَجْمَعُهُ الأَحْلَامُ تُفَرِّقُهُ اليَقَظَةُ•
اينجوي❤️
..
في اليوم الموالي استيقظت ميني باكراً، أبكر بكثير ممّا اعتادت.. فمن طلب العلا استيقظ قبل الأهالي ولم يسهر اللّيالي...!
لقد آمنت بأنّها ستفوز إن فكّرت في أنّ نجاحها سيكون هديّة لبيكهيون الذي عمل جاهداً لاعادتها للمصارعة وقابل غضبها وعنادها لتعود فقط، جميله لا يمكنها ردّه إلّا بفوزها.
هو قلقٌ بشأنها ويرغب في جعلها في قمّة هرم الفائزين لذلك ستحقّق ذلك له وستحارب لتُعيد توهّجها وقوّتها بما أنّ هناك شخصاً يؤمن بها.
هي ستؤمن بنفسها وتنطلق بكلّ قوّتها..!
كانت تغسل وجهها أمام المرآة وللحظة توقّفت لتنظر لذاتها العميقة التي نبض قلبها لها بسرعة.
ميني الصّغيرة تقابلها...
يدها امتدّت لتمسح ذلك الضّباب عن المرآة لتتّضح الرّؤية لها. ارتسمت علامات الشّوق على وجهها.
شوق ممتزج ببعض الحزن على تلك الذّات الصّغيرة التي غادرت هذا العالم وفضّلت العيش بعيداً بأعماق ميني الكبيرة.
" هل أنتِ بخير هناك؟ " سألت ميني بابتسامة حزينة.
كم مضي عليها من الوقت منذ تركتها وحيدة هناك وانتقلت لعالم الكبار بعقل ناضج وقلب متوقّف عن العمل .. أو ربّما هو قلب امتلك مفتاحه بيكهيون.
" لقد أطلقت حماسي وشغّلت طاقتي لأحارب من أجل حُلمنا، ستكونين سعيدة بلقاء جيكل بعد الفوز، أليس كذلك؟"
انتقل نظرها للباب الذي فُتح ليظهر بيكهيون بمظهره المبعثر إثر نومه العميق، هو لم يلمح ميني بسبب إغلاقه لعينيه وبطريقة عفويّة وقف أمام المرحاض على وشك التّبوّل أمام تلك التي وقفت هناك مصدومة.
كيف للحظاتها الجديّة أن تنقلب لمزحة ولقطات كوميديّة، والأكثر إثارة للاستغراب.. لمَ واللعنة ترتبط كلّ لحظاتها المحرجة بالحمّام؟
"أيّها الوغد" صرخت بأعلى صوتها حين استفاقت من شرودها به لترمي عليه المنشفة التي كانت تلتفّ حول رقبتها فأصابت وجهه وركضت فارّة بريشها.
" لمَ هي مزعجة هكذا، صوتها عالٍ جدّاً!" تذمّر وهو يزيل المنشفة المبتلّة عن وجهه ويركّز على عمله المهمّ.
لم يكن مبرمجاً ولا ضروريّاً أن يستيقظ باكراً ولكنّه يفعل ذلك من أجل حبيبته كي يكون بجانبها و يشجّعها كي لا تستسلم!
والواقع أنّها قرّرت التّوجّه للرّكض كتحمية صباحيّة. كانت تجلس عند الباب تحشر قدمها بحذائها الرّياضيّ حين ظهر بيكهيون من خلفها و قد تجهّز هو الآخر وبيده حليب فراولة.
كان ينظر لها بنعاس وهو يشرب الحليب.
" لمَ جهّزت نفسك؟ التّدريب يبدأ في المساء!" قالت بينما تقف لتقابله.
فتح عينيه جيّداً يدقّق بملابسها، هي لم ترتدي شورتاً كالمرّة الماضية لذا الأمر مطمئن.
" سأذهب معك، إن ركضنا سويّا فلن تملّي بسرعة " أردف بصوته النّعس ليتثاءب بعدها ويتمدّد.
هربت ضحكة صغيرة من ميني على شكله اللّطيف فلم تتمالك نفسها وقرصت خدّه " إلهي، أنت لطيف جدّاً "
"أوي، سايكو لا تريدين أن أظهر جانبي الرّجوليّ البارد، صحيح؟!"
ابتسم بلطافة آخر كلامه ليضيف " أين قبلة الصّباح؟"
ضحكت ميني لتضرب كتفه " ظننتك ستتصرّف ببرود حقّاً!"
اقترب منها ليسرق قبلة الصّباح وابتعد بعدها لينظر لعينيها مباشرة ويداه تحاوطان خصرها " لا أعتقد أنّي سأكون بارداً معك، أنت دافئة جدّاً ولا يمكن معاملتك ببرود"
..
في مقهى عصريّ وفي الطّاولة المركزيّة حيث يمكن للجميع النّظر لتلك الفتاة من الطّبقة البرجوازيّة كانت ييجي جالسةً ترتدي نظّاراتها الشّمسيّة كغرور منها فهي تعتقد أنّها تكون رائعة بارتدائها.
ومن الباب الرّئيسيّ ظهرت تشايونغ التي ترتدي ثوباً أصفر قصيراً وكعباً عاليّاً باللّون الأحمر من آخر صيحات المودا.
سارت بخطواتها الواسعة الواثقة محدثة صوتاً قويّاً صادراً من كعبها العالي، هي قد أرجعت شعرها للخلف بغرور فهي تعلم أنّ الجميع ينظر لجمالها وأناقتها.
ألقت التّحيّة على ييجي التي كان من الواضح أنّها شعرت بالغيرة منها ثمّ جلست لتقابلها.
أزالت ييجي نظّارتها الشّمسيّة ليتسنّى لها رؤية مايكب تشايونغ بوضوح.
" كيف حال خطّتنا؟ "
سألت تشايونغ.
" فلنطلب عصيراً لنشربه أوّلاً فالحديث سيطول "
أومأت تشايونغ لترفع يدها كاشارة لطلب النّادل الذي بدا معجباً بها منذ دخلت المكان.
وبعد طلبهما وحديثهما لوقت طويلٍ بشأن الخطّة قامت ييجي من مكانها لترتدي نظّاراتها وتردف بغرور.
" كفّي عن شراء مساحيق التّجميل الرّخيصة ستلحقين الضّرر بوجهك الجميل !"
ابتسمت بسخرية آخر كلامها لترجع شعرها للخلف بغرور وتغادر المكان بمشية عارضات الأزياء متباهية بطولها.
في حين تركت الأخرى خلفها مصعوقة من كلامها، هل تسخر منها لأنّها فقيرة الآن؟!
" اللّعنة عليك أيّتها العاهرة " هسهست تشايونغ بين أنفاسها المضطربة ففقرها هو نقطة ضعفها.
..
بجانب البحر وعلى ذلك الطّريق الطّويل المخصّص للمشاة ظهرت ميني التي تركض بكلّ جهد مستعملة كلّ طاقتها وعلى خصرها حبل امتدّ ليلتفّ حول وسط بيكهيون الذي كان يركض بشكل عكسيّ كي يصعّب الأمر على ميني وتحرّر كلّ قوّتها ومن جهة أخرى ستتعلّم الصّبر من حديثه المستمرّ ونعته لها بالضّعيفة.
وللمرّة الثّانية تغيّر الوضع وأصبحت ميني تجرّ بيكهيون الجالس في عربة صغيرة أحضرها معه تجّرها ميني بكلّ صعوبة فيما اكتفى هو بأكل الحلويّات والتّذمّر حول بطء ميني في الرّكض.
وفي لحظة أصبح طريح الأرض بعد أن توقّفت ميني وركلت العربة ليسقط على وجهه وكاد يؤذيه لولا امساكها لقميصه من الخلف.. ولكنّها شرّيرة لتنقذه فقد أفلتته ليرتطم أنفه بالأرض.
" سايكو " صرخ بيكهيون بأعلى صوته لتتبعه ميني بصرخة حماسيّة انطلقت بعدها تركض بكلّ سرعتها ولاحقها الآخر مهدّداً بأنّه سيقتلها إن وقعت بين يديه.
جميع الغرباء يجهلون أنّهما حبيبان ويظنّان أنّهما عدوّان يمقتان بعضهما البعض!
بقي يومان بالضّبط على البطولة، فكانت ميني تقضيهما في التّدرّب لوقت إضافيّ مع بيكهيون وتعمل على لياقتها البدنيّة وقدرة تحمّلها وحيلٍ ذكيّة تتعقّب بها نقاط ضعف الخصم...
" لا بأس، يجب أن تنهضي اليوم لتنامي براحةٍ غدّاً" شجّعت ميني نفسها لتقوم ثانية وتكمل تدريباتها المكثّفة.
في تلك الأثناء كان بيكهيون يراقبها بعد أن تنازلا وجلس ليرتاح قليلاً في حين وقفت هي لتواصل.
وبينما هو كذلك رنّ هاتفه معلناً عن وصول رسالة ففتح القفل ليصعق بقراءتها.
قد وصلته على إيميله المخصّص لإدارة أعمال جيكل.
" سيّد جيكل، لقد طلب مموّلوا البطولة أن تكون أحد الحكّام الثّلاثة بعد أن تمّ تنحية أحدهم لاختراقه القوانين، هذا أمر أكثر من كونه طلباً"
زمّ شفتيه وأغلق عينيه ليستنشق الهواء دفعة واحدة وكأنّه على وشك الإختناق فقد أغضبه الخبر، أن يكون الحكم هذا ليس من صالحه بتاتاً فلن يكون قادراً على البقاء مع ميني لآخر لحظة .
ذلك يحزنه ويغضبه لكنّه لن يكون قادراً على الرّفض وإلّا سيتمّ فضح هويّته للعلن فهو يملك أعداءً كُثر قد ينقلبون عليه لو رفض العرض ، وهذا ما لا يريده!
" سايكو، لقد تأخّر الوقت فلنغادر " قال ليغادر قبل أن يسمع ما تقوله.
هي قد لاحظت انقلاب مزاجه لذا مدّت شفتها في عبوسٍ من وضعه..
..
في المنزل جلسَ بيكهيون على الأريكة بجانب ميني التي أصبحت تشكّ في أمر غضبه، فربّما قد تمّ طردها من المسابقة!
لعقت شفتها واستنشقت كمّاً وفيراً من الهواء لتستجمع قوّتها وتسأل مباشرة " ما الخطب؟ يمكنك إخباري لن أحزن"
نظر إليها بحاجبين معقودين متسائلاً هو الآخر " ماذا تقصدين؟"
أزاحت نظرها عنه لتبدأ بفرك أصابعها " ربّما.. تمّ طردي وأنت لا ترغب في إخباري"
عمّ الصّمت قليلاً لتنتشر قهقهات بيكهيون في الأرجاء، مغيضاً ميني.
" غبيّة، ولمَ سيتمّ طردك؟ " استدار ناحيتها بكامل جسده ليتسنّى له الحديث معها بشكلٍ أفضل.
بقيت تراقب أصابع يدها لتجيب " لا أعلم، حظّي السّيّء لن يتركني لذا أنا قد جهّزت نفسي لأيّ صدمة محتملة "
أخذ يدها بين يديه لينقل لها الدّفء "التّفاؤل مهمّ كي تعيشي براحة، حتّى لو انتهت الأمور بشكل محزن ستكونين سعيدة بتفاؤلك..العبرة من حياة الإنسان ليست بطولها أو بنهايتها السّعيدة.. نحن نعيش لنكون سعداء بلحظاتنا الجميلة وذكرياتنا التي نصنعها معاً وإن كانت مؤلمة لنتذكّرها"
أخذ ميني بحضنها ليقبّل اعلى رأسها ويضيف " ما أريد قوله؛ يكفيك شرف المحاولة.. وعلى الأقل ستصنعين ذكريات شيّقة تتذكّرينها لاحقاً، رغم أنّي متأكّد من قدرتك على الفوز!"
دفنت وجهها بصدره لتستنشق رائحة عطره الرّجوليّ الذي يصيبها بالخمول وكأنّه يسيطر على خلايا مخّها ويدمّرها الواحدة تلوالأخرى..
" لولاك لما وصلت لهذا اليوم، لكنت أبكي في زاوية غرفتي على حلمي الضّائع.. أنت لا تعلم كم أقدّرك بيون بيكهيون "
شدّ الحضن أكثر ليهمس " شعور متبادل، شكراً لوجودك سايكو "
" ألن تكفّ عن مناداتي بهذا الاسم "
"لمَ، هل تكرهينه؟"
"لا، أصبحت أحبّه" ابتسمت لتغمض عينيها براحة .
...
يوم البطولة النّسائيّة.
كانت المتباريات مجتمعات في غرفة تبديل الملابس، بعضهنّ تتحدّث مع والدتها والأخرى تقبّل قلادتها التي تعتبرها تعويذة حظّها.
و عكس الجميع كانت ميني جالسةً تتفقّد هاتفها، فهي تراسل بيكهيون الذي أخبرها أنّ والدته مريضةٌ لذا سيأتي لتشجيع ميني لدقائق معدودة قبل انطلاق البطولة ويغادر لوالدته.
ميني قد شعرت بالحزن لكن هي والدته ولن تقبل أن يفضّلها عليها.. والدته أهمّ.
" سايكو "
صدح صوت بيكهيون من خلف باب غرفة تغيير الملابس لتنتفض ميني وتركض لتفتحه وتقفز على الواقف هناك.
راحت تقبّله قبلات متفرّقة على وجهه و تحتضنه بقوّة " ظننتك لن تأتي، الآن يمكنني هزمهنّ جميعاً"
قهقه بيكهيون وهو يحملها بين ذراعيه " كيف لي ألّا آتي وحبيبتي بحاجتي "
حدٌقت به بحدّة لتنزل " صدّقتك"
اختفت نظراتها الحادّة لتسأل باهتمام " كيف حال والدتك؟"
لعق بيكهيون شفته بتوتّر ليحكّ مؤخّرة رأسه مردفاً " إنّها بالمشفى، سأذهب لزيارتها والبقاء معها"
" لا بأس، أوصل لها سلامي ".
أومأ ليضع يديه على كتفيها وينزل وجهه لمستواها، هو قد نظر لها بتلك النّظرة الواثقة التي طالما رأتها في عيني جيكل من خلف القناع، وبذلك قد حرّك قلبها وجعله يقفز من مكانه، لمَ نظراته تشبه نظرات جيكل؟
" تذكّري الألم والتّعب الذي مررتِ به لتصلي لهذه المرحلة، أنتِ الفائزة اليوم ولا أحد غيرك. أنا أثق بك وبالشّعلة داخلك، يمكنك تفجير نجاحك في وجوه أعدائك"
ابتسم آخر كلامه ليقبّل شفتها ويردف " هذا ختم الحظّ الخاصّ بك.."
..
كانت الحلبة كبيرة بعض الشّيء تتوسّط حشد الجمهور الغفير وعليها سلّطت كلّ الأضواء..
" وهاهي دفعة المشاركات في البطولة النّسائيّة ترسم خطاها نحو حلبة النّصر لتكتب اسمها مقابل بطل كوريا جيكل الذي يترأّس لجنة الحكّام"
علا صوت صراخ الفتيات المعجبات ببيكهيون الذي ظهر بشخصيّته الأخرى وسار بكلّ ثقة مخفياً وجهه خلف القناع.
تلك المِشية وتلك النّظرات كانت أبعد مايكون عن شخصيّة بيكهيون، وكأنّه جانب آخر مختلف تماماً عنه، ليس وكأنّه يصطنع بل إنّه جزء مخفي منه.
وعلى المدرّجات وفي مقدّمتها كان دو كيونغ سو وبجانبه تشان يشجّعان ميني.
الوحيد الذي يعرف شخصيّة جيكل الحقيقيّة كان كيونغ سو الذي تابعه بنظرات ثاقبة، ماكان عليه القبول بترأّس البطولة فهناك ثغرات كثيرةٌ قد تضرّه مستقبلاً لو كُشف أمره.
وبإشارة من الحكم بعد إدلاء الحكّام بكلمتهم انطلقت البطولة النّسائيّة وباشرت المشاركات بالخسارة الواحدة تلو الأخرى.
إلى أن وصل دور هايجين لتخسر أمام ميني وتنتقل ميني للنّهائيّات بعد أن وجدت هزيمة الخصمات أمراً هيّناً فهنّ قد كُنَّ أقلّ مهارة منها.
" والآن ننتقل للمباراة الأخيرة بين كيم ميني و لي ميسو "
تعالت أصوات الهتافات حين صعدت ميسو الحلبة بعد ميني، فهي مشهورة جدّاً بقوّتها وفوزها باللّقب لمرّتين على التّوالي.
كانت ميني قلقة ومتوتّرة، بحاجة لتشجيع بيكهيون الذي كان من المفترض أن يجلس هنا بجانبها ويحفّزها بدوره مدرّبها.
أغمضت عينيها لتتذكّر تلك الآلام التي مرّت بها كما أخبرها بيكهيون، كي تشحذ نفسها بقوّة رهيبة.
" كيم ميني لن تستسلم " صرخت بأعلى صوتها لتقف بثباتٍ كالصّخرة وبمجرّد تصفير الحكم هجمت بكلّ قوّتها على الفتاة.
ولكن قبل أن تمسك بالفتاة كانت الأخرى أيرع منها وعرقلتها لتقع ويرتطم رأسها بالأرضيّة فشعرت ببعض الدّوار.
لكنّها ميني العنيدة.
وقفت ثانية، وراحت تنظر لجسد الخصم باحثة عن نقطة ضعف من حركاتها والمكان الذي تغطّيه بيدها.
قد أخبرها بيكهيون سابقاً أنّ المصارعين يعمدون لتغطية نقاط ضعف بوقوفهم بطريقة جانبيّة مخفين ذلك الجزء وقد يغطّونه بأذرعهم.
لكن.. هذه الفتاة التي تقف قبالتها لا تخفي شيئاً بل تهجم مباشرة غير تاركة الفرصة لميني لتحلّل حركاتها.
وفي لحظة دفعت ميني لترتطم بالحبال وكادت تقع لولا خفّتها فقد انقلبت لتدخل من بينها بسلاسة ..
كانت تلهث متعبة من عناد خصمتها.
وفي الخلف حيث يجلس الحكّام كان جيكل يعضّ على شفته وهو يراقب تعب ميني الظّاهر عليها.
" سايكو، اشحني قوّتك وانهضي " همس .
"المعذرة، ماذا قلت؟" سأل الحكم الذي يجلس إلى جانبه.
تجاهله ليركّز نظره على ميني.
زفرت ميني طاردة ثاني أكسيد الكربون من رئتيها وفي تلك اللّحظة تذكّرت تلك الحركة التي علّمها إيّاها بيكي وأخبرها أنّه تعلّمها بدوره من جيكل شخصيّاً.
" قبل تطبيق الحركة عليك التّصدّي لخصمك وعدم مهاجمته، دعيه يهاجمك إلى أن يتعب ويفقد السّيطرة ثمّ طبّقيها بحذافيرها.."
ابتسمت بجانبيّة لتتصدّي للخصم، وقد واصلت فعل ذلك مثيرة بذلك استغراب المشاهدين الذين ظنّوا أنّها ضعيفة وغير قادرة على الفوز.
هي قد تابعت تطبيق خطّة بيكهيون إلى أن فقدت خصمتها السّيطرة على قدميها فقد استعملت الكثير من الطّاقة وفي تلك اللّحظة ضغطت ميني على قدميها ترسل لهما الكثير من القوّة لترتكز على قدمها اليسرى وتدفع اليمنى تركض مندفعة نحو الخصم لتنقضّ عليها وتدفعها إلى الخلف إلى أن ارتدّت على الحبال ...
وقبل أن تندفع للحلبة ثانية أمسكتها ميني من ذراعها بعد أن قفزت على زاوية الحلبة وبعدها قفزت فوق رقبة الفتاة لتحاوطها برجليها ثمّ أرجعت نفسها للخلف لتترك كلّ ثقلها يسقط وينزل الفتاة معها وماكادت ميني تلامس الأرض حتّى ارتكزت على ذراعيها وقذفت الفتاة لتمرّ فوقها دافعة إيّاها بقدميها.
ميني قد استنزفت كلّ طاقتها في تلك الحركة لذا سقطت أرضاً غير قادرة على النّهوض.. يكفيها أنّها لم تر خصمها وهي تقف.
" فلتنهضي " همست لنفسها تحاول النّهوض كي يتأكّد فوزها.
أغمضت عينيها ولامست الأرضيّة بيديها لتحاول النّهوض ..لكنّها فشلت في ذلك.
كان بيكهيون يراقب صدرها الذي يعلو وينزل دليلاً على تعبها الشّديد..فلم يستطع إلّا أن ينهض من مكانه ويصرخ بأعلى صوته مثيراً دهشة الجميع .
"سايكو"
فتحت ميني عينيها بسرعة بسماع صوته الذي كسر الصّمت الذي حلّ لتنتفض متجاهلة كلّ تعبها وكأنّها شحنت بطاقة كهربائيّة.
المسكينة قد ظنّت أنّه خُيّل لها سماع صوته لذا قامت لتراه ولكنّه لم يكن هناك ولم تر سوى جيكل الواقف هناك.
اتّسعت ابتسامتها برؤيته وراحت تقفز وكأنّها لم تكن الشّخص المنهك قبل قليل " لقد فزت، جيكل أنا بمستواك الآن"
صرخت بذلك بينما الحكم يرفع يدها يعلنها الفائزة وحاملة اللّقب الجديدة.
" كيم ميني بطلة كوريا الجديدة " هتف الحكم لتتبعه هتافات الجماهير.
وقبل أن تتحرّك ميني ظهر تشانيول الذي حملها على كتفيه وراح يقفز بها، الآن هو مومياء محنّطة ثملة!
وبجانبهما كان كيونغ سو الذي يقفز بحماس لينظمّ إليهم المتدرّبون من نفس نادي ميني.
كانت الفرحة عارمة ينقصها بيكهيون الذي اعتذر للجميع وركض خارجاً ليظنّ الجميع أنّه مغادر.
نزلت ميني برفقة أصدقائها وأوّلها كيونغ وتشان حتّى أن فليكس وأصدقاءه قد انظمّوا إليهم لتشجيعها والاحتفال معها. ميني لا يمكنها أن تنكر أن محاضرات فليكس لعبت دوراً كبيراً في تمهيد طريقها للعودة.
"سايكو" صدح صوت بيكهيون الذي اقتحم غرفة الملابس حيث يحتفل الجميع بميني.
هو قد تخطّاهم جميعا وسحب ميني لتترمي في حضنه يعانقها بكلّ قوّته وكأنّه يرغب في دمجها بجسده.
" أنتِ الأعظم، لا يمكن لأحدٍ هزيمتك..مباركٌ لك"
" لقد استخدمت حركة جيكل التي علّمتني إيّاها، لولاك لما فزت"
"دعونا نحتفل بعد أخذ ميني للميداليّة الذّهبية" اقترح تشانيول بحماس .
وماكاد يجيب بيكهيون حتّى فتح الباب ثانية من قبل أحد الموظّفين يطلب ميني للقدوم لتحصل على ميداليّتها .
نقلت نظرها لبيكهيون الفخور بها لتبتسم له وتجرّه خلفها كي يستلمها معها.
صعدا للحلبة حيث يقف أحد الحكّام وبيده يحمل وسادة حمراء اللّون عليها وضعت الميداليّة.
" آنسة ميني، مبارك لك " قال الحكم.
انحنت له ميني بأدب ليكمل " لقد منحناك أعلى النّقاط منذ البداية، يبدو أنّنا نملك عيناً خبيرة في انتقاء الأبطال!"
ابتسمت ميني باتّساع "شكراً لدعمي..شكراً لك "
كادت تنحني مرّة أخرى إلّا أنّ بيك أوقفها ليهمس " أنت استحققت النّجاح بجدارة لا تنحني له فلا فضل له عليك"
قرصته على ذراعه تنهره عمّا يقول فقد سمعه الحكم.. لكنّه تجاهله ليرفع الميداليّة ليضعها على رقبة ميني.
أخذ قلبها يدقّ بسرعة وابتسامتها تتّسع مع اقترابه نتنظر اللّحظة التي ستهتف فيها بأنّها بطلة كوريا. ولكنّه توقّف فجأة بسبب أحد الحكّام الذي ركض ناحيته ليهمس في أذنه بكلام لم يتمكّن الآخرون من سماعه.
نقل نظره لبيكهيون ليردف " هل يعقل أنّك جيكل ؟ "
اتّسعت عينا بيكهيون وميني التي قهقهت بعدها " هما يملكان نفس النّظرة، صحيح؟ "
نظر الحكم لها باستهزاء " هل تحاولين التّغطية على الواسطة التي حصلتِ عليها منه للفوز؟ "
تجمّد الدّم بعروقها ممّا قاله فهي لا تملك أيّ علاقة بجيكل.
*هل يعقل أنّ بيكهيون طلب واسطة من جيكل؟*
كان هذا ما فكّرت به قبل أن يتحدّث بيكهيون " أنا جيكل ولن أنكر ذلك، لكن ما قلته عن ميني سأجعلك تندم عليه "
اتّسعت عينا ميني التي دفعها بيكهيون خلفه وقابل الحكم الذي أردف " لحسن الحظّ أنّ أحدهم قد كشف هويّتك وأرسل لنا صوراً لكما تثبت حقيقة مواعدتكما"
اقترب أكثر من بيكهيون ليقول بنبرته الخبيثة وكأنّه كان بانتظار وقوع جيكل بين يديه " كلاكما قد انتهى أمره، هي لن تحصل على اللّقب وأنت ستحال للتّحقيق بشأن اختراقك للقوانين"
النّهاية
أمزح أمزح لسا ما وصّلنا للنّهاية .
يتّبع...💜
هاي كوكيز، البارت حبيت أسرع في كتابته لانو بنوتة طلبت مني انشروا اليوم وما حبيت اكسر بخاطرها❤️😭.
كلمة في حقّ ييجي وتشايونغ يلي أطاحوا ببيك وميني مرّة وحدة.
توقّعاتكم للفصل القادم.. لا تطنشوا السّؤال بليز.🤸
شكراً على الدّعم❤️.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top