الفصل | 38
• لا أحد يهتمّ إن كنت مكسوراً، انهض•
بيكهيون وكأنّه يقول : موتوااا😌
اينجوي❤️
بعضَ الأحيان نحن نفضّل أن نكون واضحين مع من نحبّ على أن نمثّل أنّنا لا نحمل في قلوبنا شيئاً ضدّهم ومن شدّة حبنا لهم نلومهم و نكسر قلوبهم ليلتفتوا لنا ويشعروا بنا .
كي يروا ويلاحظوا أنّنا كنّا نعاني في صمت من أفكار واعتقادات تدور حولهم، وذلك ما فعلته ميني.
هي لا تريد أن تبتعد عن بيكهيون أو تخسره ولو أراد هو ذلك ستحاول التّمسّك به وإعادته لوعيه فهي تحبّه و هذا ما دفعها لتتحدّث معه بطريقة مباشرة وصريحة لا تحمل بين طيّاتها أيّ شفرات أو عقبات قد تنهك سير علاقتهما.
قد أرادت أن يعلم بما تفكّر به ولكنّه قابلها بنظراته الحادّة التي توحي بأنّه لم يعجب بما قالته بتاتاً، كيف يفعل وهي تشكّ باخلاصه وبصدق مشاعره.
عضّ على شفته ليهسهس محاولاً التّحكّم بغضبه قدر الإمكان من أجلها.
" لو كنت كذلك لاخترت إحدى العاهرات وتخلّيت عنها صباحاً.."
نظره كان مركّزاً على عينيها كي يُشعرها بقدر الألم الذي تلحقه به كلماتها ..
أضاف بصوته الذي أصبح أثقل وأعمق " شكراً لايضاح طريقة تفكيرك بي، يبدو أنّي مجرّد زير نساءٍ بعينيك"
ابتسم بجانبيّة آخر كلامه.. هو حقّاً لم يكن ليبالي إن كلامها صادراً عن شخصٍ آخر، ولكن .. الكلمات من طرفها تُدمي قلبه كما يفعل السّكين.
تفرّقت شفتاها على وشك الحديث ولكنّه منعها حين وقف آمراً " هيّا لنغادر "
هي قد رأت كيف أنّ بريق عينيه اختفى، وكم أصبح حديثه جافّاً معها..قد جعلها تندم على ما قالته.
يجب عليها التّخلّص من هذه الصّفة السّيّئة بها فهي تتحدّث دون تفكير وتجرح الآخرين دون قصد.
أومأت له لتتجاوزه تسير أمامه كما طلب منها فلاحظ قدميها الحافيتين، هي كانت تسير بصعوبة بسبب الجرح الذي خلّفه الكعب العالي على قدمها اليمني.
وبلا أيّ مقدّمات تقدّم نحوها لينحني وتلامس يده اليمنى ظهرها في حين حملتها اليد الأخرى التي التفّت خلف فخذيها ليحملها بين ذراعيه متجاهلاً تلك الشّهقة الصّغيرة التي صدرت منها.
التفّ ذراعاها حول رقبته تتمسّك به جيّداً في حين أراحت رأيها على صدره.
سار بخطى ثابتة نحو الباب الذي يسمح له بدخول القاعة حيث الحفل ليدفع الباب برجله كي يُفتح وبكلّ عدم اكتراث للنّظرات والهمسات ولتشايونغ الواقفة هناك هو قد سار متجاوزاً الجميع وبين يديه ميني التي تُخفي وجهها.
كان كمشهد سينيمائيّ بالعرض البطيء في عيون الحاضرين، وجه بارد بلا تعابير وذراعان قويّتان تحملان حبيبته التي تلفّ ذراعيها حول رقبته.
" كيف تخسرين أمام هذه البشعة، أنتِ أجمل منها! " قالت ييجي باستهزاء . كلّ ما تفكّر به هو الشّكل والجمال.
ردّت تشايونغ بنظرات لا تفسّر " لم أخسر، الثّمار الجيّدة تأخذ وقتاً لتنضج "
أنهت كلامها بابتسامة جانبيّة .
أمّا خارج القصر؛ فقد وضع بيكهيون بالمقعد الأمامي واحتلّ هو مكان السّائق ويحرّك سيّارته مغادراً المكان.
هو لم يكن يرغب منذ البداية في الحضور ولكنّ ييجي هدّدته وهاهو يدرك أنّ إحساسه لا يخيب.
قد علم حين رأى تشايونغ أنّها خلف كلام ميني فهي لن تكفّ عن بثّ سمّها حولهما.
ولهذا لم يرد الحديث مع ميني أكثر فلو فعل ستسوء الأمور أكثر وتتعقّد وتُخلق مشاكل هو في غنى عنها.
قد ركّز على القيادة وكفّ صوته وكلامه عنها .. إلى أن همست وهي تنظر لأصابع يديها المرتجفتين.
" آسفة "
" امم"
اكتفى بالإيماء وعاد لصمته ففهمت أنّه خاصمها.
كانت ستتحدّث ولكنّه قاطعها بتشغيل الموسيقى على أعلى صوت ممكن...
هو قد ضاق ذرعاً من هذا الموضوع رغم أنّها لم تفتحه إلّا اليوم ولكنّه كان ثقيلاً ليتحمّله لهذا كان ايقافها عن الكلام أنسب لتفادي الشّجار.
هي لم تعجب بتصرّفه ورأته قاسياً بحقّها فامتنعت عن الكلام معه والتفّت بكلّ جسدها لتفتح النّافذة رغم الجوّ الممطر تنظر للشّوارع وللنّاس الذين يركضون بحثاً عن مكان يختبئون فيه.. صوت المطر جميل مع هذا الجوّ المظلم
أخرجت يدها لترتطم بها قطرات المطر الباردة..شعور خسارة بيكهيون يخيفها ويزعجها. هي تدرك أنّها مخطئة بحقّه وماكان عليها الاستماع والتّأثّر بكلام تشايونغ ولكنّها كالغبيّة وقعت في شراكها.
ظلّا على تلك الحال إلى أن أوقف بيكهيون سيّارته وركنها خارجاً ليترجّل ويسير نحو جهة ميني قاصداً حملها بسبب جرح قدمها.
هو كان جرحاً بسيطاً لكنّه في عينيه كان كبيراً، كبيرٌ بالقدر الذي يؤلمها به.
" يمكنني السّير، شكراً لك "
هي قد أوقفته بينما ترتدي كعبها العالي، تصرّفها هذا أزعجه أكثر لكنّه أخفى ذلك عنها وسار قبلها لتلحق به.
لم يأخذ الوقت كثيراً ليكونا بالمنزل، بيكهيون قد اتّخذ مكانه على الأريكة والتفّ للجهة الأخرى معطياً ظهره لميني التي بقيت تنظر إليه منكسرة القلب.
لم ترد أن تتأزّم الأمور لهذا تقدّمت نحوه دون أن تنير ضوء الغرفة الذي تجاوزه هو ليوحي لها أنّه يرغب في النوم .
جلست على الأرض تلامس يده بأناملها المرتجفة، قد أصبح ارتجاف يدها عادة ترافقها كلّما توتّرت..
" بيون بيكهيون، هل تعلم أنّي أحبّك كثيراً؟ أحبّك لدرجة تخطّيتُ فيها حدود مبادئي.. لن أكذب وأقول أنّي كنت حزينة لما فعلته معك.. لكن أنا فتاة بالنّهاية وقد أنقاد خلف عواطفي أغلب الأوقات.."
توقّفت قليلاً بسبب الغصّة المتشكّلة بحلقها لتضيف " أنت تعلم أنّي لا أقصد ما أقوله من كلمات قد تجرحك.. لقد انقدت خلف تفاهات غبيّة وأعدّك ألّا أفعل ثانية، لا أملك أعذاراً قويّة لكن.."
"أنا آسفة"
هو لم يلتفت أو يستجب لذا قامت من مكانها مكسورة الخاطر ..
"حسناً، لن أزعجك بحديثي طابت ليلتك"
خطت خطوات مهتزّة وهي على وشك البكاء، ربّما هي في طريقها لخسارته!
كادت تلتفّ لتتوجّه للغرفة الأخرى لولا بيكهيون الذي ارتطم صدره بظهرها وقيّدت يداه جسدها بقرب أذنها قد همس ..
" و أحبّك أيضاً "
شدّ عليها أكثر ليهمس ثانية " كعقاب لك ستنامين في حضني اللّيلة "
أنهى كلامه بتقبيل رقبتها مرسلاً رعشات شديدة في جسدها ثم أرخى نفسه عليها لتشعر بثقله.
"هيا احمليني كما حملتك قبل قليل، إلهي ظهري انكسر بسبب ثقلك.. سايكو يجب أن تدفعي مقابل الأكل الذي تتناولينه.. أنتِ تستهلكين الكثير بالفعل!''
استدارت بوجهها تحاول النّظر إليه " تذكّرت، ألا تدين لي بسيّارة لقد قلت أنّك ستدفع مقابل الطّعام الذي قدّمته لك مئات المرّات!"
رفع حاجبيه بتفاجؤ " متّى قلتُ ذلك؟ "
أبعدته عنها لتتخصّر موجّة اصبعها نحوه "لقد أصبت بالخرف، فلننفصل.. عليّ مواعدة شابّ قويّ يتمتّع بكلّ قواه العقليّة "
رفع حاجبه وكشّر عن أنيابه ليقول بتحدّ " اختبري قدراتي العقليّة وسترين كم أنا ذكيّ!"
قلّصت عينيها لتسأله بشكّ " 4 ضرب 6 كم تساوي ؟ أجب بسرعة "
"16"
لعق شفتيه منتظراً تعليقها على سؤاله كطفل ينتظر نتيجة اختباره.
"أحسنت"
اتّسعت عيناه غير مصدّق أنّه بات ذكيّاً " هل أجبت بشكلٍ صحيح؟"
أجابته الأخرى باختصار " لا "
صوت تكسير آماله كان مسموعاً.
"لا يهمّ، أنا قويّ انظري" قال ليهرع نحوها يحملها ..
وما إن حملها حتّى أصدر ظهره صوت طقطقة جعلته يتشنّج ويتسمّر مكانه..
قال بصوته الذي يبدو أشبه بصوت شخص يتحدّث من أعماق صندوق ما " يبدو أنّ ظهري تحمّس أكثر منّي!"
تلقّى ضربة توبيخيّة على رأسه من ميني التي نزلت لتحاول جعله يقف..
" اللّعنة، هل تساعدينني بالضّرب؟"
وبالفعل انتهى به الأمر يُحمل على ظهر ميني التي رمته على سريره حتّى سمعا طقطقة ظهره للمرّة الثّانية..
" أمّي " انتحب وهو يحاول الانقلاب على ظهره فميني ستقوم بدهنه بمرهم علاجيّ.
هو كان يخطّط لجعل ميني تنام بحضنه في هذا الجوّ الممطر فانقلبت الموازين لينام على بطنه يئنّ طول اللّيل بسبب ألم ظهره ..وفوقه وضعت ميني رأسها لتنام بشكل عكسيّ فاتحة فمها ولعابها يسيل.
ذلك كان حبّهما، لا يمكن أن يتخاصما لوقت طويل بل يسامحان ويتجاوزان كلّ شيءٍ فهما لا يريدان شيئاً أكثر من أن يكون مع بعضهما البعض فحسب.
قد يبدو حبّهما غير ناضج ولكنّه حبّ يضع لبنته الأولى فوق أساس قويّ يسمّى.. الصّدق.
كلاهما صادق مع الآخر لأبعد حدّ، لو قمنا بتجاهل قصّة جيكل!
..
في صباح اليوم الموالي استيقظ بيكهيون ليحاول الوقوف مختبراً ألم ظهره إن كان اختفى فصعق بتلك الشّرارات الكهربائيّة التي ضربت عموده الفقري وجعلته يجفل من شدّة الألم.
" هل استيقظت؟"
سألت ميني التي دلفت حاملة صينيّة طعام بيدها.
" لا أنا أقوم ببثّ تجريبيّ للاستيقاظ" قال ساخراً .
قلّبت الاخرى عينيها لتجلس على السّرير وتضع الطّعام على الطّاولة .
" ألم يزل عنك الألم؟" قالت وهي تدخل يدها تحت قميصه لتلامس بيدها الباردة ظهره السّاخن .
هي قد جعلته يتخبّط لشعوره المفاجئ بالبرودة "سايكو، هل أقسمتِ على قتلي؟"
رمشت عدّة مرّات بملامحها الباردة لتضيف كمختلّة عقليّة " لا.."
أضافت بعد صمتٍ دام ثانيتين " أقسمتُ على سرقة أموالك وتعذيبك، وبيع أعضائك .. لست قاسية لأقتلك!"
أنهت كلامها بابتسامة مصطنة ورمشات متتابعة.
" إلهي، لقد تلبّسها كيونغ سو وانتهى الأمر" انتحب بيكهيون وهو يدفن رأسه بالوسادة.
" بيكي " ندهت باسمه بصوتها الأنثويّ الذي لا تستعمله كثيراً.
رفع رأسه ليلتفت بفمه المفتوح المبتسم ونظراته المتيّمة " قلب بيكي " .
جفل بعد ما فعله فقد آذى ظهره بحركته السّريعة.
ياله من خروف ضعيف!
سألت مقطّبة الحاجبين بقلق وهي تمسك بيده" هل أتّصل بتشانيول ليأخذك للطّبيب؟"
" من أين لك برقمه؟ "
عبست لتجيب بسؤال " هل هذا ما يهمّك؟ "
اتّسعت عيناه ليصرخ بصوته العالي " هل تبادلتما الأرقام رغم تحذيري لكما؟ "
" تناول طعامك، لا يهمّني أمر ظهرك اللّعين" ضربت ظهره بقوّة ليجفل الآخر بألم.
هي قد غادت تاركة إيّاه يصرخ " كيم ميني، بيون ميني، بيون سايكو، والدة دايهيون "
هو قد جرّب كلّ الأسماء لكنّها لم تكترث له.. أو لم تكن تسمعه لانشغالها بتنظيف المنزل بالمكنسة الكهربائيّة التي تصدر صوتاً مزعجاً بسبب قدمها.
" سأضعها بقائمة المشتريات " قالت ميني لتخرج تلك القائمة التي يبلغ طولها مترين وثلاثة سنتميترات وتضيفها لها.
هي تخطّط لافلاس بيكهيون دون شكّ!
..
" ميني..سايكو "
كان منسدحاً على ظهره يضع يده خلف رأسه واضعاً رجلاً على رجلٍ يقوم بتنظيف أذنه بإصبعه.
فُتح الباب على مصرعه ليرتطم بالحائط بسبب ميني التي بدت كثور غاضب وبفعلتها تلك قد أفزعت بيكهيون المسكين.
" تبّاً لك بيون بيكهيون، إنّني أدرس ..ماذا تريد، طلبت الطّعام، الماء، الغطاء، الدّواء، أخذتك للمرحاض و قمت بحكّ مؤخرتك اللّعينة، ماذا تريد الآن؟"
قالت دفعة واحدة بصوتٍ عالٍ ظهرت عروق رقبتها بسبب.
هي حرفيّا لم تتوقّف عن الذّهاب والإياب للغرفة بسبب بيكهيون المدلّل.
" قبّليني "
مدّ شقتيه بطلبه الغريب..
" سمعاً وطاعة "
..
"أمّي، فكّي الجميل " انتحب وهو ممسك بفكّه الذي كادت تحطّمه ميني.
هي قد خدعته حين اقتربت منه قاصدة تقبيله لتلكمه بكلّ قوّتها..
" فلتنتحب أكثر أنا لا أسمعك" قالت الأخرى من غرفة استقبال الضّيوف جالسة أمام اللّابتوب الخاصّ بها.
" سأنتقم وستندمين سايكو"
يتّبع...💜
هاي كوكيز❤️
بارت قصير لاني رح كون مشغولة غدا ان شاء الله.
شكراً على الدّعم مسبقاً وأتمنى يعجبكم البارت..💜
Good night💜✨
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top