الفصل | 31
▪ مَازِلْتُ هُنَا..بِانْتِظَارِك▪
صور كعكة عيد الميلاد فوق + عزف بيكهيون على التشيلّو
Enjoy❤
...
تسلّلت ميني للمنزل وقت الظّهيرة وبيدها أكياسٌ عديدةٌ، هي قد تأكّدت من خلوّ المدخَل من بيكهيون حين أدلت برأسها من خلف الجدار ناظرةً لمكانه على الأريكة ثمّ التفّت لتنظر للمطبخ لكنّها لم تجده لهذا ركضت بسرعةٍ نحو المطبخ لتخفي ما أحضرته معها.
تربّعت على الأرض وراحت تخرج الأغراض الواحد تلو الآخر، طحين، بيض، زبدة، سكر وبعض الشّموع الجميلة.
بدت سعيدةً جدّاً وهي تجهّز المكوّنات لتقوم بإعداد كعكة عيد ميلاد بيكهيون الذي يبدو أنّه نسيَ أمرَه كليّاً. هي ممتنّة لذاكرتها حين التقطت كلام تشايونغ ذلك الوقت حين ساعدتها بإعداد كعكة عيد ميلاده..قالت أنّ السّادس من مايو هو ميلاد ملاكها الوسيم.
وضعت المكوّنات مكانها و هرعت للثّلاجة حين تذكّرت أمر الفراولة، لقد خطّطت لإعداد واحدة بطعم الفراولة كما يحبّها.
وبينما هي تقف عند الثّلاجة باحثةً عن النّاجِين من الحرب التي شنّها بيكهيون وأصدقاؤه على الفراولة ذلك اليوم..وفيما هي منغمسة تسلّلت يدان لتحيطا خصرها وأُريحَ ذقنُ ذلك البيكهيون فوق كتفها ينظر معها داخل الثّلاجة.
قبّلها على خدها ليسأل " عمّا تبحثين؟ "
عضت على شفتها مغلقة العينين محاولةً التّفاوض مع دقّات قلبها كي لا تفضحها أمامه..استنشقت كميّة وفيرةً من الهواء تغيث بها رئتها لتردف بعد أن استدارت بصعوبة محاولة الفرار منه " لاشيءَ معيّن! "
كانت ستنفذ من قبضته مدّعية أنّها مشغولةٌ وعليها الذّهاب لكنّه حطّمَ مخطّطاتها وسحبها ليرتطم ظهرها بالثّلاجةِ محاصراً إيّاها بذراعه الأيمن.
حدقاته احتضنتا حدقتيها اللّامعتين اللّتين تصرخان براءةً، هذا ما يحبّه بعينيها الفاتنتين.. الكثير من البراءة التي تفتن الرّجال وتسرق قلوبهم.
وبالتّفكير بذلك..هو يصبحُ غاضباً، آه لو أمكنه الإحتفاظ بهذا الجمال الإلهيّ له وحده.
تحدّث مقترّباً وجهه منها حتّى كادت تنعدم المسافة " إلى أين تهربين؟ سيكون مهربك منّي وإليّ فقط.. أنتِ تنتمين لهذا الرّجل، سايكو"
أنهى كلامه بالتقاط شفتيها في قبلة اشتاقَ لها، فهي قد عاقبته بعد كلامه ذاك و حافظت على مسافةٍ بينهما حتّى لا يتجرّأ ثانيةً على الإتيان بمثله!
مرتخيان فوق سحابة تجولُ بهما الكونَ، سعيدين بسماع دقّات قلبيهما التي تشاركت ذاتَ النّغم واتّخذت ذاتَ الإيقاع.. كلاهما مُولعٌ بالآخر وعاشقٌ له وهذا ما جعل هذه اللّحظات كارتشاف قطراتٍ شحيحةٍ من بحرِ الملذّات.
هي كانت مسكِرَتَه الأبديّة..!
ضربت على صدره بخفّة ليترك منفذاً للهواء وبصعوبة تمكّن من الابتعاد ليسند جبينه على جبينها ملتقطاً أنفاسه هو الآخر.
"ربّما سأفقد عقلي قريباً، جمالك لا يترك لي فرصةً لأتحكَم بنفسي" قال ليقبّل جبهتها ويكوّر وجهها بيديه ضاغطاً على خديها لتظهر شفتاها فهرع ناقراً إيّاهما طالما ميني مخدرة.
ابتسمت بخجل واضعةً يدها على خدّه تتحسّس بشرته وتمسح عليها بحبّ آسرةً عينيه بنظراتها " بيكي صغيري الوسيم.."
حرفيّاً ..إنّها تثيرُ حرباً بداخل قلب هذا الضّعيف أمامها، تقذفه لأعلى بقوّة تجعل قلبه ينبض بجنون ثمّ تعيده لأرض الواقع رغماً عنه!
كانت ستكمل حديثها لكنّها توقّفت هي لن تقول له تلك الكلمة إلّا حين يحضيان بأمسية جميلةً احتفالاً بعيد ميلاد بيكهيون.
أحاط خصرها بيده منتظراً إيّاها لتكمل فتداركت الأمر لتردف " هل تناولت غداءك؟ "
" استيقظت قبل قليلٍ وتناولت طعام الفطور، لذا لستُ جائعاً الآن" أجابها .
" ألن تذهب لأخذ قيلولة؟ "
" لمَ؟ هل تريدين النّوم بحضني أيّتها الصّغيرة؟" مازحها بنبرته الخبيثة ليتلقّى ضربةً على ركبته جعلته يفكّ قيدها.
كانت تحاول بكلّ جهدها إخفاء الأغراض التي أحضرتها ولكنّ مُفسد المفاجآت لن يهدأ له بالٌ إلّا إن كشفَ مخطّطاتها، وهذا ما حدث بالفعل فهو ظلّ خلفها يسأل ويلحّ على سؤاله.
كانتَ تقوم بغسلِ أطباق الفطور التي تركها في المغسلة وهو يحتضنها من الخلف ضاغطاً على كتفها بذقنه كي يضيّق عليها الخناق وتعترف ثمّ يقوم بتقبيل خدّها تارةً والهمس في أذنها بكلماتٍ تخجلها تارةً أخرى.
"سايكو، هيا أخبريني!"
"اللّعنة بيكه..." قاطعها بدمجِ شفتيه بشفتيها .
هو لا يرتوي من نبيذهما!
ابتعدَ لينقر جبهتها باصبعه " أخبرتك أنّك ستعاقبين إن قمتِ باللّعن"
هو لا يعلم أنّها تعشق عقابه هذا لذا ستستمرّ باللّعن لآخر يومٍ بحياتها.
"حسناً، لن أدّعي الغباء لذا.. أنا أعلم أنّك تجهّزين لعيدِ ميلادي، لكن.. ألا تظنّين أنّ تجهيزنا له مع بعصنا البعض سيكون أجمل بكثير؟" قال وهو يرجِع خصلات شعرها المتمرّدة خلفَ أذنها.
رفعت نظرها للأعلى مدّعية التّفكير لتفاجئه بالتّعلّق بعنقه مردفةً بمرح " سنلتقط الكثيرَ من الصّور، ونحظى بكثيرٍ من المرح أيضاً"
" رائع "
..
كانا يجلسان عند بار المطبخ وأمامها المكوّنات لإعداد كعكة الفراولة التي يحبّها بيكهيون.
السّعادة ظاهرة على وجوههما بشكل ابتسامة واسعة وضحكات تلقى هنا وهناك، ولم يخلو الجوّ من مطاردات ميني لبيكهيون الذي التهم معظم الفراولة تارةً أو شدّ شعر ميني تارةً أخرى ليضعه تحت أنفه متقمّصاً أدوار الممثّلين مسبّبا لها نوبة ضحكٍ هستيريّة.
تنهّد كلاهما حينَ أنهيا تزيين الكعكة ينظران لها وكلّ منهما ينتظر رأي الآخر بها.
"الشّكل لا يهمّ، أليس كذلك؟" قالت ميني خجلة من نتيجة تعبهما العظيم المشترك.
" المهمّ أنّها تحمل الكثيرَ من حبّنا." قال الآخر برويّة مركّزاً نظراته على الإضافات التي كان مسؤولاً عنها.
" والآن، دعينَا نجهّز الجوّ لعيد ميلاد يليق بالملك بيون بيكهيون محبوب الجميلات" قال بفخرٍ.
" محبوب الجميلات؟" قالت الأخرى غير مصدّقة ما سمعته.
هي لن تستطيع تقبّل فكرة أن تنظر فتاةً له بالخطأ في حين يتحدّث هو بهذه التّرّهات التي تزعجها.
" أجل " قال بسعادةٍ غير مراعٍ نار الغيرة التي أشعلها بداخلها.
ميني غيورةٌ جدّاً على ما يخصّها، ولا يمكنها تحمّل فكرةِ أنّ إحداهم تحظى بنظراتٍ من حبيبها الذي تعشقه.
ولكنّها لا تظهر غيرتها للآخرين بطريقةٍ مباشرة، بل تقاطع الجميع وتلتزم الصّمت فقط وهذا ما فعلته مع بيكهيون.
نظرت إليه وهو يهرع لمكان السّتائر يصرخُ بصدمة " أين ستائري الغالية؟ "
" اسأل جميلاتك جلالة الملك! " قالت بغضبٍ لتغادر نحو غرفة بيكهيون وتصفع الباب بقوّة مغلقةً إيّاه خلفها.
انفجر الآخر ضاحكاً على غيرتها اللّطيفة، قد التقطت الطّعم..
لحِق بها للغرفة يزعجها حول السّتائر متسائلاً عن غياب اللّون الأحمر في منزله المتواضع.
هما سيتقاتلان في نهاية الأمر ويتخاصمان فرغم حبّهما الكبير إلّا أنّهما لا يستطيعان إمضاء يومٍ سلمي يخلو من ازعاجهما.
...
في ذلِك الظّلام كانت تجلس تشايونغ قُبالة تلك الطّاولة التي وضعت عليها كعكة عيد ميلادٍ بطعم الفراولة متقنة الصّنع عكس التي صنعتها ميني .
بصيص الضّوء الشّحيح كان كلّ ما يضيء الغرفة، بملامحها الباردة كانت ترمق تلك الشّموع وتتذكّر كيف كانت تحتفل بعيدِ ميلاد بيكهيون وبرفقتهما ميني، حتّى أنّها سمحت لها بمساعدتها في اعداد الكعكات من المرّات السّابقة.
مضحكٌ جدّاً كيف تغيّرت الأحوال وأصبحت تقيم حفل عيد ميلادٍ وصاحبه غائب.
قد أرسلت العديد من الرّسائل لبيكهيون خلال الأيّام الفارطة تخبره أنّها من قامت باقتراح ميني ليواعدها هيونجين وحاولت إثارة حنقه ليأتي إليها وتراه ولا يهمّ إن تشاجرا وجرحها بكلامه.
أصبحت مهووسةً به كلّما صدّها وأبعدها عنه، قلبها المحطّم بسبب حبّها البائس يجعل هذه الأيّام تمرّ وكأنّها في حضن الجحيم.
قد كان سابقاً هنا يجلس قبالتها يقطّع الكعكة ويضحك بأعلى صوته بمرحٍ.. ثمّ تهديه هديّته التي جمعت مالها لشرائها له لتخبره بطريقتها أنّها مهمّ بالنّسبة لها.
في البداية تقرّبت منه حين علمت بثرائه ولكنّها لم تُطل الأمر كثيراً لتقع في حبّه فهو شخصٌ بشخصيّةٍ لا تُقاوم!
انزلقت تلك الدمعة الحزينة على خدّها حين باشرت غناء أغنية عيد الميلاد ثمّ نفخت على الشّموع لتنطفئ وراحت تصفّق متجاهلة سيل دموعها.
هي تعذّب نفسها بهذه الطّريقة وتزيد من حقدها على ذاتها، لأنّها باتت ترى نفسها كضحيّة عاجزةٍ عن الإنتقام.. وكأنّ الجميع عدوّ لها.
التهمت قطعة من الكعكة فانفجرت باكية حين تذكّرت نفسها وهي تُطعم بيكهيون..
"كلّ شيءٍ انتهى"
رفعت رجليها للكرسيّ لتضمّهما إلى صدرها وتدفن وجهها هناك غير قادرةٍ على مجاراة سيلِ دموعها.
هي الآن تجرّب شعور الفقد الذي جرّبته ميني.. وترتشف ذات السّمّ!
...
" هيّا أيّتها الأميرة " قال بيكهيون وهو يضع يده تحت ركبتي ميني التي تشبثّت بالسّرير فقد قرّرت مقاطعته اللّيلة.
المهمّ أن تشعره بذنبه وليحتفل لوحده!
حملها رغماً عنها كما يحمل العريس عروسه وأخذها لغرفة استقبال الضّيوف حيث التّلفاز..
قد أعدّ كلّ شيءٍ لعيد ميلاده برفقتها ولكنّها حين أنهت عملها تجاهلته وغادرت نحو الغرفة، قد بدت متناقضة جدّاً.
وضعها على الأريكة أمام الطّاولة التي وضعوا عليها مأكولات لذيذةً مع الكوكا كولا وبعض الفواكه.
" لا أعلم لما اختارو الكعك للاحتفال بعيد الميلاد، ألم يجرّبوا المأكولات الأخرى؟" قال وهو يريح ظهره على مسند الأريكة.
" هل ستحتفل هكذا؟ "
أمال رأسه متسائلاً عمّا تقصده.
..
" هل أدخل الآن؟ " هتف بيكهيون من خارج المنزل عند الباب .
ميني قد أجبرته -بلطافتها- على الخروج كي تحضّر له المفاجأة النّمطيّة وهدّدته بحرمانه من قبلاتها إن لم يمثّل أنّه متفاجئ!
" قادمة " هتفت هي الأخرى لتفتح الباب وتركض بسرعة للمطبخ كي تخرج من هناك حاملةً بيدها الكعكة التس صنعاها.
" ما الذي يجري، لمَ المكان مظلم؟ " قال بطريقة مبتذلةٍ مدّعياً التّفاجُؤ.
" عيد ميلاد سعيد " ظهرت ميني من المطبخ حاملة بيدها الكعكة .
كان ضوء الشّموع منعكساً عليها مضفياً إضاءة أبرزت ملامح وجهها الجميلة.
هو لا يصدّق أنّه يواعد ملاكاً كميني..
نحن نرى من نحب على أنّه أجمل ما في الوجود .. وهذا ما حدث لبيون بيكهيون.
اتّسعت ابتسامته حين شابكت يدها بيده وسحبته ليجلس على الأريكة ووضعت الكعكةَ أمامه.
" فلتطفئ الشّموع كي أقدّم لكَ هديّتك "
" ياللروعة هناك هديّة أيضاً "
صفّقت بحماس حين أطفأ الشّموع ولغبائها تذكّرت أنّها لم تتمنّى أمنيةً معه " لقد نسيت الأمنية"
" أنتِ كلّ أمنياتي ولا حاجة لي بأخريات" قال وهو يمسح على رأسها بحبّ.
عضت على شفتها وركضت للغرفة لتحضر الهديّة وتضعها بحضنه .
"هاهي هديّتك"
اتّسعت ابتسامته وهو يحمل تلك الآلة الموسيقيّة بين يديه..ولفرط سعادته بها راح يفتح الحقيبة وعيناه تشعّان فرحاً.
" تشيلّو! " قال غيرَ مصدّق.
هو يتذكّر أنّه أخبر ميني ذاتَ مرّة بحبّه للموسيقى ولآلة التّشيلّو لكنّه لم يعتقد أنّها ستكون دقيقةً لهذا الحدّ.
هو قد توقّف عن العزف على تلك الآلة منذ زمن، وذلك كان بسبب احترافه للمصارعة ودخوله لعالم الشّهرة .
ولعلّ شغله لمنصب مدرّب في نادي المصارعة الذي تنتسبُ إليه ميني كان بسبب بحثه عن مكان يختفي فيه عن الأضواء التي أرهقته.
" فلتعزف من أجلي " طلبت ذلك وهي تلتصق بذراعه مادّة شفتيها بلطف .
" من أجل عينيك "
أحضر كرسيّا وجلس فارجاً رجليه وبينهما التشيلّو، القى نظرة مبتسمة لميني قبل أن تقتحم أنامله عالم الفنّ لتعزف تلك الألحان الجميلة.
أنامله الجميلة كانت تعبث بقلب تلك القابعة أمامه فتسحر مسمعها بصوتٍ آتٍ من الجنّة.. وكأنّ تلك الآلة تملك لساناً يعترف بكلّ ما يختلج فؤاد الذي يعزف عليها.
ميني قد لاحظت اندماجه الشّديد باغلاقه لعينيه وتذوّقة للذّة هذه اللّحظة المقدّسة، كيف لا تكون مقدّسة وبجواره أكثر ما يحبّ في الوجود.
حبيبتاه، ميني والتشيلّو!
علت تصفيقات ميني التي تُشيد بموهبةِ بيكهيون الفذّة، قدرته على اللّعب بأوتار قلبها لا يستهان بها.
وضع التشيلّو جانباً واتّخذ مقعداً بجانبها متغطرساً متبجّحا لاعجابها بعزفه.
" من النّادر أن تجدي شخصاً يعزف ببراعتي" قال فارداً ذراعيه على الأريكة.
"معك حقّ، ليتك اخترت العزف بدلاً من المصارعة.."
ليته امتلك الشّجاعة لفعل ذلك!
"هيا كفانا حديثاً ولنلتهم هذا الطّعام قبل أن يبرد"
من الواضح أنّه لا يُريد الحديث عن ماضيه.
..
" والآن ماذا نفعل؟" سأل بيكهيون ممتلئ البطن.
"ما رأيك بمشاهدة فيلم ما؟" سألت ميني التي جاءت من المطبخ لتجلس بجانبه.
"ولكن أنتنّ الفتيات تفضّلن الأفلام الرّومنسيّة المملّة، تزوّجيني جولييت..أحبّك روميو" قلّد صوت الفتيات لتقطع الأخرى حديثه.
"من أخبرك أنّي فتاة؟ ماذا دهاك صديقي؟" قالت بصوتٍ خشن تقلّد الشّباب.
قهقه الآخر ليأخذها بحضنه " يالك من شابّ لطيف "
احتضنته هي الأخرى لتسأل " ما رأيك بمشاهدة فيلم مرعب، كفيلم قطار إلى بوسان..هل سبق وأن شاهدته؟"
"لا، وأنت؟"
"لا"
هي كانت صادقةً وهو كان كاذباً، لم يرد تخييب ظنّها أو كسر حماسها..فلا ضرر من أن يُعيد مشاهدته برفقتها فحتماً هو لم يجرّب هذا الشّعور من قبل.. أن يُشاهد فيلماً مرعباً مع فتاة!
كان متشوّقاً لمعرفة ردّ فعلها إزاء الرّعب وكيف ستتصرّف، وهل ستحتضنه طالبةً حمايته..!
" سأغلق الأضواء " قالت ميني لتضغط الزّرّ فانتشر الظّلام وما كسره إلّا ضوء التّلفاز.
سارعت لتختفي تحت الغطاء بجانبه ناعِمَين بتبريدٍ نابع من المكيّف.
أحاط يده بكتفها يضمّها أقرب إليه مردفاً "كي لا تشعري بالخوف "
ابتسمت على ما قاله، هو حتماً لا يعلم كونها لا تخاف هذه الأفلام.
كانا منغمسين في مشاهدة أحداث الفيلم التي صنّفاها على أنّها حركيّة وتتميّز بالأكشن أكثر من كونها مرعبة.
كان المشهد حين ضحّى ذلك الرّجل السّمين بنفسه لأجل انقاذ زوجته وأصدقائه من خطر الزّومبي حين أحسّ بيكهيون بصوتِ بكاء ميني الذي كانت تكتمه.
قهقه ضاحكاً عليها ليقبّل رأسها قائلاً " إلهي، سايكو مرهفة الأحاسيس!"
" لقد تعلّقت به، هل كان يجب عليه أن يموت؟" قالت وقد اغرورقت عيناها أكثر بالدّموع.
" أوي، لا تتعلّقي بأحد غيري" شدّ حضنه عليها ماسحاً دموعها .
" فلنكمل " قالت بعد أن توقّفت عن البكاء.
أكملا الفيلم للنّهاية حتّى مشهد الطّفلة وهي تبكي لأنّ والدها على وشك التّحوّل لزومبي والإختفاء تماماً من حياتها.
" أرجوك لا تذهب، لا ترحل...أبي، أبي" كانت هذه السّطور التي ألقتها تلك الفتاة الصّغيرة متمسّكة بقميص والدها الذي يهدف لإلقاء نفسه من على القطار كي لا يلحق بفتاته ضرّراً عندما يتحوّل لزومبي.
" لا أستطيع اكماله " كان صوت ميني المهتزّ.
بيكهيون كان منغمساً في الأحداث فلم ينتبه لميني التي كانت تذرف الدّموع كسيلٍ جارف.
" لمَ لم تمت الفتاة مع والدها؟ هكذا ستعيشُ حياةً مليئة بالألم.. والدها أنانيّ حقّاً."
" سايكو، لا تبكِ" هو يعلم أنّها تتحدّث عن نفسها..
دفنت وجهها بصدره وعانقته بقوّة ليضمّها هو أقرب إليه مربّتاً على ظهرها.
" أنا بجانبك، وسأكون مكان والدك .. إنّني الرّجل الذي سيجعل حياتك نعيماً، لا تخافي فبيون بيكهيون لن يترككِ" قال ليقبّل رأسها مستنشقاً عبيرها.
رفعت رأسها لتنظر لعينيه مباشرةً "أحبّك بيكي، ممتنّة لوجودك في حياتي"
" توقّفِ عن هزِّ ثباتِي بهذا العنف، لستُ قويّاً لأحتمل منظرك الباكي، اقتليني ولا تبكِ أمامي."
يتّبع...💜
نيهاو، كيفكم يا حلوين❤
أشكر وبشدّة كلّ وحدة أضافت الرّواية لقائمة قراءتها وحبّت تدعمني، مهما شكرتكم ما رح أقدر عبّر عن امتناني لكم..❤
بارت مليء بالرّومنسيّة كهديّة لكم لأنّكم تستحقون.
أنصح بمشاهدة فيلم قطار إلى بوسان لأنّه بجد رائع.. واذا بتعرفو أفلام حلوة مهما كان نوعها اقترحوها عليّ رجاءً❤
هل أصابكم التّصحّر؟😈
شكراً للدّعم الجميل ❤
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top