الفصل | 26
▪العَالَمُ مُزْدَحِمٌ جِدّاً لَكِنّي لَا أَرَى غَيْرَك▪
اينجوووي❤
...
" يالها من محظوظة!"
وفي تلك اللّحظة لامست يده يدها عند فتحة الكيس حين رتّب القدر التقاءهما قاصدين الأخذ من محتواه.
دقات قلبهما قد زعزت المكان لدرجة أنّ القطّة وكيبوبد مع زوجته و الثّنائي بيكهيون الشّيطان والملاك قد استفاقوا جميعاً من نومهم منزعجين بسبب الصّخب الذي أحدثه قلباهما~
قامت بسحب يدها بسرعة لكنّه أمسكها منتبهاً لفرق الحجم بينهما، يدها صغيرةٌ بالنّسبة ليده الكبيرة.. لقد كان ملمسها ناعماً جدّاً!
يدها تتناسبُ مع يده وكأنّها خُلقت من أجله فقط، هو قد رفع بصره نحوها يطرق باب قلبها بنظرات محبّة عاشقة مع ابتسامته الجانبيّة الجميلة السّاحرة.
"اتركني" حاولت سحب يدها بالقوّة لكن قوّته تفوقها بأشواط.
" لن أتركك حتى تعترفي، لمَ قبّلتني؟"
هو يبتسم بخبث وهي تفتح عينيها بصدمة، من سيخرجها من هذا المأزق، و بماذا ستجيبه..هل تخبره أنّها انقادت خلف هرموناتها؟!
" ك-كان ذلك خطأ هرموناتي" تلعثمت وشفتاها تمتدّان مدافعة عن نفسها.
سخر مستصغراً كلامها "هرمونات، ياللسّخرية!"
هو قام بأكثر شيءٍ تكرهه، السّخرية من حديثها!!
" آه، أليست الهرمونات هي من يجعلك تتأوّه ليلاً وتزعجني خلال نومي؟ واه..هل نسيت ذلك اليوم حين لكمتك وأنت تسير نائماً نحو المرحاض. أتذكّر مظهر أنفك النّازف!" انفجرت ضاحكة آخر كلامها غير مدركة للكلام الذي قالته.
عمليّاً هي الوحيدة التي تضحك بينما الآخر ينظر نحوها بحنق يفكّر في قتلها، ففي ذلك اليوم هو قد ألغى مصارعة مع شخصٍ مشهور وقويّ فقد لأنّه احتاج لأسبوع كي تُشفى إصابة أنفه.. وفوق ذلك ميني كانت تضحك على شكل أنفه وهو مغطّى بالشّاش الأبيض، وفي كلّ مرّة رأته سخرت قائلةً " يبدو أنّك اشتريت ملابساً جديدة لأنفك البشع!"
" كنتِ الفاعِل أيّتها الشّقيّة، رغم أنّي اتهمتك سابقاً ولكنّك أكّدت الأمر لي الآن"
"Who cares!"
نجحت هذه المرّة في ابعاد يدها من قبضته لتقلّب عينيها بملل، هي لا تهتمّ بمشاعره أو بقدر الأذى الذي ألحقته به.
تجاهل تقليبها لعينيها وسار نحو مكتبتها الصّغيرة ليسحب كتاباً ما بشكل عشوائيّ ويقوم بتصفّح بعض صفحاته ..
"إنّ المال هو السّعادة البشريّة بصورة مجرّدة عن الشّعور.."
أغلق الكتاب لينظر لميني التي أبعدت عينيها فورما التقت نظراتهما، هي لن تعترف أنّها كانت تتغزّل بطريقة استناده على الرّفّ بطريقة رجوليّة ساحرة!
" أخاف على ثروتي منك، أنت تعشقين المال حقّاً!" قال بنبرة توحي بأنّه في ورطة.
هزّت حاجبيها تقول بخبث " سأقتلك وآخذ كل مالك!"
أعاد الكتاب للرفّ مردفا" لا تتحاذقي كثيراً، لكن هل تعلمين شيئا؟!" سأل لتتجاهله ورغم ذلك أضاف.
"توماس أديسون، أينشتاين ونيوتن، جميعهم بحثوا عمّا تبحثين عنه.."
قاطعته ميني " وعمّا أبحث أنا؟"
"العقل" هزّ حاجبيه ثمّ أخرج لسانه يضايقها.. إنّه يقصد أنّها بلا عقل.
أليس أولئك الثّلاثة الأذكى على الإطلاق؟
رمت عليه وسادة ليلتقطها "شكرا، كنت بحاجتها." وضعها خلفه يستند عليها.
" ربّما لهذا السّبب قد ماتوا، لو لم يبحثوا عن العقل لكانوا أحياءً الآن!"
صوت صفير عقل بيكهيون القاحل لا يكفّ عن إثارة الصّدى داخل أذن ميني، لمَ واللّعنة جعلها تحسّ أنّ عقلها فارغ كعقله، لا بدّ لها من قطع كلّ صلتها به فالغباء معدٍ!
" ولهذا ارضي بغبائك وانشريه في الأرجاء" قال ساحباً كتاباً آخر.
"كما تفعل الآن!"
"أوي، سايكو أنت تقرئين هذا النّوع من الكتب أيضاً .. كما هو متوقّع من كيونغ، لم يخطئ حين وصفك بالمنحرفة!"
قطّبت حاجبيها تتساءل عمّا يقصده وماكادت تعصر عقلها حتّى تذكّرت أمر تلك المانهوا المصوّرة فقفزت من سريرها وسارعت لأخذها من يده و الجلوس عليها.
قهقهت بتوتّر " أوّلاً هي ليست ملكي ثانياً إنّها مانهوا وليست كتاباً عاديّاً، اعذرني للتّصحيح فأنا مهووسة بالتّدقيق...!"
أرجعت خصلات شعرها خلف أذنها ترمش عدّة مرات غير قادرة على اخفاء توتّرها.
" لطيفة " همس بيكهيون قاصداً الجلوس بجانبها.
أحسّت بمستوى السّرير ينزل إثر جلوسه لتختلس نظرة إلى جلسته الرّجوليّة، لقد كان يرتدي ملابسَ منزليّة، هل سيقضي اللّيلة هنا؟ في منزلها؟
"هل ستقضي اللّيلة هنا؟" سألت بعد أن جمعت قوّتها لتنظر إليه.
أدار وجهه نحوها ليقرّبه منها ويقول بغباء مصطنع " لما؟ هل تريدين أن أقضيها بجانبك؟"
هو يملك شهادة جامعيّة في مفاجأة ميني بكلامه..
نقل نظره للسّرير ليقول بغير رضا " إنّه صغير ولن أجد راحتي، أملك سريراً أوسع منه في منزلي!"
" كيف تجرأ؟" صرخت بوجهه لتتبعها بشدّه من شعره وضربه على ظهره الذي انحنى.
كان يضحك فهي لا تؤلمه، فكيف ستفعل وألمه أصبح ألمها؟!
" إيّاك والاقتراب مني أكثر من مترين..لا بل ثلاثة أمتار، إن رأيت قدمك تعدّت سنتيمتراً واحداً ستحدث لك أمور لا تُحمد عقباها!"
وانتهى الأمر باغلاقها الباب خلف بيكهيون الذي نزل ضاحكاً لينام بجانب صديقيه أمّا هي فقد ظلّت ترفسُ الغطاء بسبب خجلها، هي حرفيّاً فجّرت فقاعة أدبها.. رأته بلا ملابس وقبّلته وهاهو الآن يأتي ليتجرّأ على مخاطبتها بتلك الطّريقة رغم أنّ قصده كان بريئاً!
استلّت هاتفها لتتفقّد حسابها على الكاكاوتوك فوجدت رسائل عديدة فاتتها.
Chanii:
لقد حصلتُ على عنوانك، أتمنّى أن تكوني بخير. أنا قادمٌ إليك!
ابتسمت بقراءة رسالته، طريقته في الحديث فريدة من نوعها وكأنّه يُلقي أسطراً من مسرحيّة رومانسيّة.
يريد baekhyunee التّواصل معك
اتّسعت عيناها برؤية اسمه يظهر ضمن صندوق دردشتها، هو يملك رقم هاتفها لكن لم تتوقّع أن يُضيفها على حسابه الشّخصيّ.
باشرت رحلة التّحقيق في حسابه والتّنقيب عن أيّ شيءٍ مهمّ وغير مهمّ.
" أيقو، إنّه نرجسيّ" علّقت على كثرة الصّور التي ينشرها..
"لكنّه ملك السّيلفي بحقّ!" ضحكت بتذكّرها حادثته الكاذبة مع جوغ.
" انتظر، هل زار هذا المكان حقّاً، ياله من محظوظ!" انتحبت باكيةً حين رأت صورة ذلك المكان الخلّاب بأعالي الجبال.
ميني رغم خوفها من المرتفعات إلّا أنّها تعشق الجبال وهواءها النّقيّ الذي لم يلوّث بقدر كبير من أنفاس البشر!
ضغطت على زرّ المراسلة لتوافق على طلبه وتكتب له
■طلبت منك الابتعاد عني بقدر ثلاث أمتار فجئت إلى هنا، أنت حقّاً شيءٌ ما!
ظهرت علامة قراءته للرّسالة فهرعت هي للخروج من صفحة المحادثة كي لا يظنّ أنّها كانت تنتظر رسالته.
كانت تعضّ على شفتها لتظهر رسالته بأعلى شاشة هاتفها ..
"هل أنتظر خمس دقائق؟!"
هزّت رأسها بموافقة ورمت الهاتف بجانبها لكنّها عادت لتأخذه وتقرأ الرّسالة فوراً، هي ضعيفة أمام فضولها خصوصاً فيما يخصّ بيون بيكهيون الوسيم.
□ هل أترك مسافة هنا أيضاً، أعتقد أنّهم لم يضيفوا هذه الخاصّية بعد!
ابتسمت على طريقة كتابته اللّطيفة.
■لمَ لا تخلد للنّوم باكراً؟
كان يحتضن الهاتف فرحاً بكونه يُحادثها.. وكالأبله أسرع لقراءة رسالتها ولو استطاع لقرأها قبل أن ترسلها من شدّة حماسه.
□كنتُ أفكّر بإحداهن!
■من؟
□بكِ...
اتّسعت عيناها غير مصدّقة ما تقرأ، هل جنّ هذا الشّاب؟
أضاء هاتفها معلناً عن وصول رسالة أخرى ..
□ أكاد لا أصدّق..كيف تقرئين مانهوا منحرفة!
■إنّها لابن جارنا وقد صادرتها منه لأنّي أعتبر نفسي أخته الكبرى وليلة مليئة بالكوابيس!
□ انتظري، كنت أمزحُ فقط .. مزاجك حادٌّ فعلاً!
□أرسل baekhyuneeفيديو.
ضغطت على مقطع الفيديو ليظهر لها وجهه وهو يدّعي البُكاء بسبب صوت شخير الشّابّين بجانبه.
ضحكت على شكله لتكتب..
■تستحقّ ذلك!
هما قد قضيا كلّ اللّيل يتحدّثان ويتبادلان أطراف الحديث حول العديد من الأشياء، وكمثال قد اكتشفت أنّ بيكهيون شارك في مسابقة موسيقيّة حيث تنافس مع الآخرين مستعملاً آلة التّشيلّو لكنّه خسِر وتخلّى عن حلمه في أن يٌصبح مغنّياً مشهوراً.
قد جعلها تتذكّر ذلك اليوم حين عانقها جيكل الذي كان يحمل على ظهره آلة تشيلّو أيضاً، المصارعة والموسيقى جانبان مشتركان بين بيكهيون وجيكل!
هي لم تعاني تلك اللّيلة من تذكّر وجه والدها الميّت أو إعادة ذكرياته الواحدة تلو الأخرى فبيكهيون كان بجانبها وخفّف عنها باشغالها بالحديث المستمرّ.
كانت الخامسة صباحاً حين غطّ كلاهما في النّوم!
...
خرجت والدة تشايونغ من الغرفة لتلمح ابنتها الجالسة على الأريكة تضمّ ركبتيها إلى صدرها ..
هي لم تذق طعم النّوم والرّاحة منذ غادر بيكهيون المشفى، إنّها مدركة لحقيقة بقائه بجانب ميني ... هو يحبّها الآن!
حتّى تشايونغ تُعاني بسبب ميني وليست ميني الوحيدة التي تُعاني..
تشايونغ تفسِّر الأمور من منظورها هي، ميني تنعم بكلّ ما تتمنّاه: المال، الذّكاء، بيكهيون وحتّى الأحلام، في حين حرمانها هي من كلّ شيء.. فقيرة تعمل جاهدة فوق طاقتها لتكون من الأوائل .. هي تعيش حلم والدتها وفوق ذلك خسرت بيكهيون الذي رأته يوماً على أنّه منقذها من حياتها البائسة.. وكالغبيّة وقعت في حبّه!
"ليتني لم أفعل، ليتني لم أحطّم قلبي" همست لتدفن رأسها بين قدميها.
لقد كانت تبكي طوال اللّيل، تريد عودة بيكهيون إليها. قد منحته كلّ ما أراده وسارت على الطّريق التي أرادها لها... أخبرها أنّه يحبّ الفتاة اللّطيفة البريئة فادّعت البراءة وكانت لطيفة من أجله. قال أنّه يحبّ الفكاهية التي تضحكه فأصبحت تُلقي نكتها في كلّ وقت وحين. كيف له أن يختار ميني التي لم تمنحه شيئاً.
سمعت صوت والدتها بجانبها وهي تسخر منها " هل أنتِ في حداد؟ أهكذا تعيدين ما هو ملكٌ لك؟"
أضافت حين قابلتها ابنتها بالسّكوت" أخبرتني أنّك ستحملين منه، ما الذي تنتظرينه، أم أنّك غير قادرةٍ على الإطاحة به الآن؟"
رفعت رأسها لتنظر لوالدتها بابتسامة جانبيّة ساخرة " سأعيده شاء أم أبى، حتّى لو كان الثّمن تدميره!"
"أثق بك، لا تتركي تلك اللّقيطة تسرق منك لقب زوجة وريث هيونداي الوحيد" قبّلت جبهتها ابنتها بعدها ..
...
حلّ صباح اليوم الموالي وقد تأخّر كلّ من بيكهيون وميني عن الاستيقاظ باكراً عكس تشانيول وكيونغ اللّذين تناولا فطورهما و خرجا معاً للتّجوّل رغم متلازمة توم وجيري التي يعانيان منها!
كانا يستندان على سور بظهرهما واقفين بغرور يستعرضان وسامتهما على الفتيات المارّات بجانبهما.. مرتديين نظّارات شمسيّة مع هذا الجوّ الملبّد بالغيوم!
هما قد تراهنا البارحة على من منهما أكثر جاذبيّة وهذا ما جلبهما اليوم ليقفا كالأبلهين يستعرضان وسامتها للعيان.
وبينما هما كذلك أتت فتاة تختالُ في مشيتها تحرّك شعرها القصير بغرورٍ ..وعند رؤيتها اعتدل تشانيول في وقفته مستعدّاً لاثبات قوّة جاذبيّته.
"راقبني وتعلّم!"
انتظر اقترابها منهما ليلقي بقدمه في طريقها فتعثّرت بها وكادت تسقط لولا امساكه بها في لقطة من مسلسلٍ رومنسيّ.. نظر لعينيها ليزيل نظّارته الشّمسيّة كي يتسنّى لها رؤية سحر عينيه.
انتفضت من بين يديه لتقف ثابتة على قدميها فاستقبلتها ابتسامته التي تظهر غمّازته.
"لمَ عرقلت سيري وحاولت إيقاعي، هل جننت؟" قالت بصوتها العالي الذي جذب النّاس من حولها فيما بقي كيونغ يراقب المسرحية بابتسامته السّاخرة.
مسح تشان تحت أنفه بغرور ليرفع بصره إلى وجهها ويردف بشاعريّة " كي أمسك بك، فأنت من الآن ستواصلين الوقوع من أجلي!"
ضحكت بسخرية غير مصدّقة وقاحته الممزوجة بغبائه " وهل تراني عاجزة عن التّوازن لأقع..يا صاحب الأذنين الكبيرتين!"
قال كيونغ مبتسماً .." ذلك صحيح، لست الوحيد الذي يستغرب من حجمهما!"
ابتسم تشان مظهراً غمّازته عن قصد آخذاً يدها لتقبيلها
" هل تريد أن تظهر لك غمّازة أخرى؟" سألت وهي تنظر ليده التي احتضنت يدها.
" بالطّبع فذلك سيجعلني أوسم"
"خذ هذه إذن"
دوى صوت صفعة قويّة في المكان تبعه صوتُ صراخ كيونغ سو الذي ركضَ بأقصى سرعته مبتعداً عن المكان وقد تمكّن تشانيول من رؤيته لأنّ وجهه استدار إلى تلك النّاحية بعد أن صفعته.
" واه، ياله من جبان.. ، هاي أنتِ كيف -"
قطع كلامه بصراخه وهروبه فوراً لاحقاً بصديقه بعد ما رآه.. كوابيسهما تتحوّل لحقيقة!
بعد ابتعادهما عن المكان بقدر كيلومتر كامل استندا على أحد الجدران وانسابا ماسحين الحائط بظهرهما ليقعا أرضاً.
" قلبي لا يتوقّف عن القفز، ربّما عليَّ زيارة طبيب ما..!" قال كيونغ سو بانتحاب يلتقط أنفاسه.
" اللّعنة، لقد سمعتها حين نادتها بجدّتي" خلخل تشان أصابعه بشعره الذي بات مبلّلاً بعرقه.
أضاف تشان فارداً رجليه الطّويلتين " كيف لفتاة فاتنة أن تكون حفيدة تلك العجوز الشّنطاء، هذا غير منطقيّ"
" شمطاء أيّها الغبيّ شمطاء!" قال كيونغ بانزعاج فهو مثل ميني يكره الأخطاء اللّغويّة.
"المهمّ أنّك فهمت قصدي"
" لكن، لمَ ركضت عند رؤيتها، هل تعرفها؟" سأل تشان بعد تذكّره للأمر.
كيونغ سو لا يعرف العجوز المتحرّشة من حقل الفراولة فكيف له أن يخافها أكثر من تشانيول؟!
" ل-لقد بدت مخيفة، هذا كلّ ما في الأمر" تلعثم محاولاً إخفاء اضطرابه عنه.
صمت تشانيول لبعض الوقت لتتسع حدقتاه مديراً رأسه نحو كيونغ، هو قد هتف بصوته العالي ممّا أفزع كيونغ.
" هل تعرّضت للتّحرّش من طرفها؟"
وقبل أن يفهم الأمر تلقّى لكمة على خدّه من كيونغ إثر فزعه، فهو قد تصرّف بسرعة دفاعاً عن نفسه.
"هكذا ستصبح لديك ثلاثُ غمّازات!"
...
كانت والدة ميني جالسةً أمام التّلفاز تُشاهد الأخبار حين رأت ذلك الشّريط الأحمر وكُتبت بأوّله كلمة 'عاجل'.
" قاتل متسلسلٌ هارب.. يجول أنحاء جونجو بلا خوف، إلى متى سيستمرّ استهتار محافظ البلدة ؟"
أوّل فكرة خطرت على بالها أو بالأحرى كان وجه كيونغ سو الجادّ!
"لا، لا تظلمي الولد .. إن كان قاتلاً لأجهز علينا البارحة لمَ سينتظر لليوم؟"
أغلقت فمها بصدمة من الفكرة التي خطرت على بالها " هل يُريد خطفنا و تعذيبنا قبل ذلك، لالا.. كفاكِ تخيّلاً، إنّه لطيف وقد قام بغسل الصحون من أجلك!"
هزّت رأسها بالإيجاب لتنزل من غرفتها بعد أن أيقظت ميني النّائمة التي عادت للنّوم بمجرّد مغادرتها.
ألقت نظرة على غرفة الضّيوف حيث ينام بيكهيون النّائم على بطنه كميني تماماً " إلهي، سيكونان زوجين مثاليّين!"
توجّهت بعدها للمطبخ لتقوم باعداد طعام الغداء، وبعد ساعات قليلة عاد تشانيول برفقة كيونغ سو ..
" ألن تخبرني لمَ كنت تحمل بخاخ الفلفل؟"
سمعت صوت تشانيول الضّاحك الذي يستفز كيونغ سو الذي من الواضح أنّه أصبح يحمله معه أينما حلّ وارتحل ..بعد ماحدث له مع العجوز المتحرّشة، ولسوء حظّه لم يحمله معه اليوم بالذّات وإلّا انتقم منها شرّ انتقام!
" تشاني، س-سيّد دو كيونغ سو ..طعام الغداء جاهز" ندهت والدة ميني عليهما من المطبخ فذهبا ليغسلا يديهما ويعودا للجلوس معها منتظرين ميني وبيكهيون.
" أين هما؟" سأل كيونغ سو .
" نائمان، يبدو أنّهما أمضيا اللّيل في التّحدّث مع بعضهما البعض وإلّا ماكانا ليناما حتّى الآن" قالت وهي تسكب الحساء بصحن كيونغ سو.
هي ولسبب مجهول تحترمه، وكأنّه هو الأكبر منها.
" أو ربّما فَعَلا شيئاً آخر!" همس تشانيول متذكّراً تلك القبلة التي يحتفظ بدليل على حدوثها في هاتفه.
"ماذا قلت؟" سأل كيونغ ليجيب الآخر:
"قلت أنّي سأناديك باسم ديو D.O، هل تعلم ما معناه؟" قال الآخر بتحاذق ليهزّ كيونغ سو رأسه نافياً.
ردّ الآخر مادّاً شفتيه ببراءة " أنا أيضاً لا أعلم "
" ساعدني أيّها الرّبّ" تأفأف الآخر ليبتلع الحساء وما استطاعت والدة ميني أن تحذّره بكونه ساخناً جدّاً بسبب تردّدها فانتهى به الحال يأكل مسحوق السكّر ويشرب الحليب ليُشفى لسانه.
..
غادر تشانيول برفقة كيونغ ثمّ افترق كلّ منهما نحو منزله، والجدير بالذّكر أنّ ديو كما أصبح يناديه تشان قد منحه بخاخة فلف جديدة كي يحمي نفسه فكما قال "أنت ذاهب لعرين الأسد فلتكن حذراً"
وما الأسد إلّا تلك العجوز التي جعلتهما دجاجتين جبانتين، وبيكهيون غير مستثنى من ذلك!
بعد مغادرة الاثنين ظلّ بيكهيون يومين آخرين برفقة ميني حتّى استعادت بعضاً من قوّتها وأصبحت قادرة على الوقوف دون أن تشعر بالدّوار.. هي لم تكن بحاجة لمسكّنات أو أدوية أعصاب.. كانت بحاجة حضن دافئ، يدٍ حانية تمسح دموعها عن خدها و شخصٍ مرحٍ يرسم البهجة عن وجهها!
هي قد قرّرت العودة لسيول كي تكمل دراستها ففي النّهاية الحياة لن تقف عند أحد، ووالدها حيٌّ في قلبها للأبد...
في البداية قد تردّدت في ترك والدتها لوحدها ولكنّها شجّعتها وأخبرتها أنّ ابنة خالتها ستأتي للمبيت عندها ولن تكون وحيدة، وبصعوبة وافقت ميني على ذلك.
غادرت برفقة بيكهيون بعد أن وضّبت أغراضها وقام هو بوضعها في الصّندوق الخلفيّ للسّيّارة، هما قد توجّها للمقبرة لتزور قبر والدها..أين ودّعته و أخبرته أنّها ذاهبة لسول وستعود قريباً لزيارته.
حاولت بجدّ اخفاء دموعها عن بيكهيون لكنّه ضغط زرّ البكاء لديها حين سحبها من يدها لترتطم بصدره القويّ ..
"سجّلي هذا الحضن في ذهنك، إنّه غير مجّانيّ!"
"أين المسافة؟"
" منعدمة"
قد جعلها تبتسم مع دموعها ~
...
حلّ اللّيل سريعاً حين وصلا لسول، حاول بيكهيون اقناع ميني بالذّهاب معه مراراً وتكراراً لمنزله لكنّها واصلت بتذكيره بالمسافة التي يجب أن يتركها بينهما.
"ألن تتراجعي؟" قال وهو يقف عند باب منزلها.
" لا، سأحضر أغراضي وأحجز غرفة في قندقٍ ما، وبعدها سأبحث عن منزل فارغ."
"سأنتظرك لأقوم بايصالك لفندق والدي، رفضك مرفوض" قال بسرعة وهو يدفعها للدّاخل فانصاعت لأوامره.
فيما بقي هو خارجاً يخطّط لايقاعها في حبّه رغماً عنها، واضعاً في عقله أنّها معجبة به على الأقلّ والقبلة خيرُ دليل!
حشر يديه في جيبي سروال الجينز خاصّته وراح يضرب الحصى بقدمه تعبيراً عن خجله حين تذكّر القبلة.
ياله من لطيف!
"أوبا!"
استدار ليرى ذلك الوجه الذي كان آخر وجهٍ تمنّى رؤيته وبسببها زالت ابتسامته الواسعة لتتحوّل لعبوس.
تشايونغ أسرعت ناحيته لتعانقه ولكنّه تصدّى لها وأبعدها عنه " لاحقّ لك في احتضاني"
"أوبا، ما خطبك؟"
" خطبي الوحيد أنّك مازلت وقحةً رغم ما فعلته، قد تجرّدت من صفة الإنسانيّة تشايونغ!" قال وعلامات الغضب قد بدت عليه.
اغرورقت عيناها بالدّموع لتردف بصعوبة " كيف تحاسبني وأنت السّبب في ذلك؟"
" لست سبباً في حدوث أيّ شيءٍ يخصّك، ولا دخل لي بك بعد الآن، وجودكِ قد انتهى وأنت من أنهيته بيدك"
" اعذريني" أحنى رأسه قليلاً كمعاملة رسميّة تخصّ الغرباء.
كاد يستدير لكنّها سحبته من يده لتديره ووقفت على رؤوس أصابعها لتلتقف شفتيه في قبلة كريهة بات يمقتها بعد أن عشق طعمها يوماً، ولكنّه وبطريقة غير متوقّعة لم يستطع دفعها للخلف!
ولسوء التّوقيت ميني قد أطلّت من الباب حاملة أغراضها بيدها لترى ذلك المشهدر الذي حطّم قلبها، أو ما بقي منه...
" لا دخل لك بهما، فلتسيري وتتجاهليهما فحسب!" همست والغصّة قد تشكّلت بحلقها .
الأمر كثير عليها.
دفعت قدمها لتتحرّك متجاوزةً إيّاهما وكانت ستغادر لولا بيكهيون الذي استفاق ليدفع تشايونغ عنه وينده باسم ميني ولحق بها منتشلاً رسغها يقيّده بين أصابعه الطّويلة.
" الأمر ليس كما تعتقدين"
توتّره وخوفه من أن تسيء فهمه كان واضحاً جدّاً لكنّها لم ترى شيئاً منه بل قد هزّت رأسها نافية لتبتسم رغماً عنها ودموعها على وشك الإنهمار.
"لا يهمّ ما أعتقده..لا تقلق نفسك "
وقبل أن يتحدّث أضافت
" آسفة، أنا لن أحجز في فندق عائلتك، شكراً لك" أبعدت يده عنها والتفّت جارّة حقيبتها خلفها.
من البداية كان الأمر واضحاً بالنّسبة لها، هو ينتمي لتشايونغ وهي الشّخص الظّالم في قصّتهما...
قالت سابقاً أنّ الشّخصيّات الثّانويّة مهمّة أيضاً ولكنّها لا ترى أيّ أهميّة في كونها شخصاً ثانويّاً في حياة بيكهيون، هي حتّى لم تعرقل علاقته مع تشايونغ أو تدفعها للأحسن.
كلّ شيء مازال ولا يزال على سابق عهده، هي الوحيدة التي تغيّر قلبها وانقلبت حياتها رأساً على عقب.
يتّبع...💜
مساااء الخير ❤
كان المفترض نزل البارت قبل الآن والحمد لله أني قدرت نزلو الآن.
بتعرفو صرت حسّ أنّو الشّخصيّات صارت تتصرّف لحالها وتكتب أحداث القصّة ..وتتحكّم فيها، طيّب شكلي جنّيت😂💔
أشكركم أوّلا على التّفاعل الحلو❤❤❤
-تنحني باحترام-
ثانياً، خبروني أيّ جزء عجبكم ؟
عصبتوا آخر البارت؟😈
يلا باي ، لقاءنا البارت القادم إن شاء الله!
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top