الفصل | 23


▪How do we rewrite the stars say you were made to be mine▪

-صورة برج نامسان فوق☝️ شوفوها لتخيّل أفضل❤

  اينجوووي❤

..

على السّرير كانت ميني متمدّدة تنام بكلّ راحة والبسمة على وجهها بسبب ذلك الحُلم الجميل الذي حلمت به، شفاه بيون بيكهيون  قد حطّت على شفتيها وتبادلا قبلة شغوفة!

أمّا في الغرفة الأخرى فقد ارتمى بيكهيون على ظهره فوق السّرير  يحدّق بالسّقف يتنفّس ببطء عكس دقّات قلبه المتسارعة، هو غير مدرك لما دفعه لاقتراف ذلك الذّنب فكيف له أن يقبّل صديقة حبيبته البريئة؟ قد يُعتبر كثير العلاقات لكنّه لم يجمع بين حبيبتين من قبل، وباختصار هو ليس خائناً إنّما ينهي العلاقة لينتقل لأخرى وهذه أوّل مرّة يقبّل فتاة أخرى وهو يواعد!

" لقد فقدت صوابي حقّاً!" قال ليغطّي عينيه بساعده نافثاً الهواء من رئتيه.. يكاد يختنق من كثرة النّدم الذي يضغط على صدره.

لقد اقترف ذنباً لا يُغتفَر!

"أتمنّى أن يُمحى ما حدث من ذاكرتها" تمتم لينقلب على بطنه واضعاً الوسادة على رأسه..

ليس من السّهل عيشُ هذا الإضطراب العاطفيّ، هو واقع بين نارين..

هو قد حاول مراراً وتكراراً النّوم لكنّ وجهها حين كان قريباً منها لم يُغادر تفكيره مطلقاً، بملامحها الضّاحكية، الباكية والغاضبة.. جميعها محفورة داخل عقله واسمها على رأس لسانه، حتّى أنّه أصبح يُجري محادثات وهميّة معها.

يتخيّل كيف سيتحدّث معها بكلّ وقّار مصرّاً على عدم إظهار أيّ إشارة تدلّ على ما فعله البارحة فعلى الأرجح هي لن تتذكّر أحداثها.

قفز من سريره على وشك البُكاء بسبب عدم قدرته على النّوم " بيون بيكهيون إنّها مجرّد نزوة لذا لا تُكثِر التّفكير بها.  حسناً، أعلم أنّ ميني..."

تغيّرت ملامحه من عبوس غاضبٍ إلى ملامح عاشقٍ حالم يرمش ببطء تاركاً المجال لقلبه كي يملي عليه ما يريدُ قوله فأكمل حديثه " رائعة، جميلة و فريدة من نوعها..فتاةٌ لا يكرّرها الزّمن مرّتين،  آه سيّد بيكهيون تمالك نفسك"

صفع نفسه وارتمى على السّرير ثانية يضربه برجليه الممدّدين بقلّة حيلة لا يعلم ما حلّ به..

توقّف لثانية ليهمس " حسناً، هي ليست نزوة..أنتَ معجب بها لكن...لا تتمادى، فلتضع حدّاً للأمر قبل أن يكبر!"

أومأ عدّة مرّاتٍ موافقاً ما قاله ليعود للنّوم ثانية ولكن هيهات كيف سينام وهو مشتاقٌ لرشفة من نبيذ شفتيها؟!

..

في الصّباح المتأخّر استيقظت ميني بشعرها المنكوش وثياب نومها المنكمشة من كثرة تقلّبها على السّرير وكُحل عينيها قد لطّخ عينيها بلون أسود .. الشّيء الوحيد الذي بدا لطيفاً في مظهرها هما خدّاها المحمرّان إثر نومها العميق.

ارتفعت بجذعها العلوي جالسة على ذلك السّرير وعيناها منتفختان بالكاد استطاعت فتحهما، راحت تنظر ببلادة إلى غطاء السّرير الذي بالكاد يغطّي جسدها ...

" آه رأسي"

" من أنا؟" سألت لتتثاءب بعدها مصدرة لحناً تبع تثاؤبها كعادتها الغريبة.

عاودت إغلاق عينيها لتدعكهما بيدها بقوّة وعلى حين غرّة منها تذكّرت أمر ثيابها..متّى غيّرتها، بل كيف عادت للمنزل؟

إنّها تتذكّر بوضوح جلوسها على ذلك الدّرج مع بيكهيون لكنّها لا تعي ما حدث لاحقاً.. وكأنّ ما عاشته قد اقتطع من حياتها، ولكنّها متأكّدة من أنّها لم ترتدي هذه الملابس ..هي مجنونة لكن لن تتجوّل خارجاً بثياب النّوم.

"بيون بيكهيون" صرخت باسمه لتقفز من سريرها وتندفع من خلال الباب الذي فتحته للتّوّ باحثة عن شريكها بالسّكن.

هي قد بحثت في غرفة تشايونغ التي كانت مفتوحة لكنّها لم تجده لذا اتّجهت للحمّام وبلا سابق إنذار فتحته على مصرعيه ليستقبلها ذلك المنظر، وكأنّ الأحداث تعيد نفسها والفرق الوحيد أنّه كان بصدد لفّ المنشفة البيضاء حول خصره.

جماد، هما قد انضمّا للأشياء الجامدة وبالكاد يتنفّسان، عيون مفتوحة على وِسعها و فكّان متدلّيان من شدّة الصّدمة.

" أيها القذر " وأخيراً انتبهت لنفسها فهرعت نحو غرفتها وهي تصرخ أمّا هو فقد أسرع للفّ المنشفة وركض نحو غرفة تشايونغ.

أغلقت الباب خلفها لتسقط أرضاً في مشهد شبيه لسقوط بطلة المسرحيّات المبالغ بها..تندب حظّ عينيها، غيرها يتمتّع بالمناظر الطّبيعيّة الخلّابة أمّا هي فمجبرة على رؤية بيون بيكهيون بكلّ سيّئاته!

" هل هو مجنون، يُغلِق باب غرفته ويترك باب الحمام مفتوحاً.. إلهي، هل حلّت عليّ لعنة تلك السّيّدة المتديّنة؟ " أخفت وجهها بين يديها تكاد تبكي لما رأته .

صورته وهو بذلك الشّكل عادت لترسم بين عينيها فصرخت تضرب الأرض بيديها ثمّ اندفعت تبحث عن ملابسها كي تهرب من هذا المكان الذي لم يعد آمناً.

هي وبكلّ روح رياضيّة قد ارتدت ملابسها وغسلت وجهها بقارورة ماء كانت موضوعة في غرفتها..ثمّ قفزت من النّافذة بعد عناء طويل في مراقبتها للمكان تتقمّص دور بطلات الأكشن.

" المتأوّه غائبٌ عن السّاحة، سأنفّذ العمليّة، حَوِّل " قالت لتقفز وتباشر التّسلّل من خلف المنزل  وحين أحسّت أنّها ابتعدت قليلاً توقّفت لتتحدّث باللاسلكيّ الوهميّ مردفة بثقة مفرطة

" لقد تمّ القضاء على المتأوّه، حوّل" صرخت آخر كلامها بحماس لتستدير قاصدة إكمال طريقها لكنّها ارتطمت بذلك الصّدر المعضّل فتراجعت للخلف ترفع رأسها لتنظر من هو.

قد كان شابّاً طويلاً وعلى رأسه خوذة درّاجة ناريّة، كانت تنظر له باستغراب لتسأله " من أنت؟"

" أليس عليك الإعتذار أوّّلاًً" تزامن كلامه مع نزعه لخوذته فاتّسع عيناها لتردف بصوتٍ عالٍ

" بارك تشانيول، لقد اشتقت إليك يارجل" ارتمت بحضنه مرحّبة به بحفاوة لتبتعد والابتسامة لم تفارقها.

بعثر شعرها " و أنا أيضاً، لكن لم تتسلّلين؟"

" هذه درّاجتك، صحيح؟" حاولت تغيير الموضوع لتهرع نحو درّاجته النّاريّة وتركب في الخلف مشيرة له بكلّ وقاحة .

" خذني في جولة" هتفت بحماس ليبادلها هو ذات الشّعور ويركض نحوها.

ميني غير مرتبطة اليوم بالجامعة لذا كلّ الفترة الصّباحيّة ستتمتّع بحريّة لا مثيل لها.. مع بارك تشانيول بكلّ تأكيد، هي قد خطّطت للتّسكّع معها حتّى وإن رفض فيمكنها اقناعه.

قد أخبرها أنّ خالته أرسلته في مهمّة وسمحت له بالبقاء يوماً واحداً كي يرفّه عن نفسه وأوّل ما خطر على باله كان زيارة ميني بشكل مفاجئ .. قد علم عنوانها من استمارة العمل الخاصّة بها في حقل الفراولة.

" تشان أوبا.. لا تسرع أرجوك!"  كان صوتها عالياً بسبب الهواء المندفع عكس اتّجاه سير الدّرّاجة النّاريّة.

شعرها يتطاير منجذبا للخلف و جسدها ملتصقٌ بظهر تشانيول ويداها تتشبّثان بقوّة به ملتفّتين حول خصره، أمّا هو فقد كان منحنياً للأمام قليلاً  يستمتع بسرعته الجنونيّة  غير آبه بتلك المسكينة التي تعاني من خوفها الشّديد، حتّى أنّ صوتها قد انقطع ولم تعد قادرة على فعل شيء سوى إغماض عينيها ودفن وجهها بظهره.

أمّا عند بيكي فبعد هروعه لغرفة تشايونغ صفع نفسه ولكمها بسبب ما فعله، لطالما وبّخ نفسه على عادته الغبيّة، يحبّ إغلاق باب غرفته ولا يفعل المِثل مع باب الحمّام..

جلس على حافّة السّرير وبينما هو مغلق العينين دغدغ ذلك الهمس أذنه قائلاً

" متّى أصبحت محبّاً لمثل هذه العروض؟! يالك من قليل أدب"

فتح عينيه بسرعة ليلمح نفسه ولكنّه على شكل ملاك صغير فوق رأسه حلقة البراءة الذّهبيّة.. تراجع للخلف مردفاً  " حتّى وأنا قزم مازلت وسيما."

"أنت قزمٌ بالفعل" أتى الصّوت الآخر من خلفه  ساخراً منه ليستدير بسرعة مرّة أخرى .

بيون بيكهيون صغير بحجم الجنيّة الصّغيرة لكنّه يملك قرنين أحمرَيْ اللّون بملامح شرّيرة جدّاً...

تجاهل بيكهيون وقاحته ليقوم بخضّ رأسه بقوّة حتّى شعر بالدّوار فقد ظنّ أنّه يحلم، غير أنّ جذب ذلك الشّيطان الصغير لأذنه جعله يستفيق متألّما  ليصرخ به " أيّها اللّعين"

رفع كتفيه بلا مباة قائلاً " أنا لعين حقّا لذا ذلك لم يغضبني."

رمش بيكهيون عدّة مرّات ليبتسم بشر حين طرقت تلك الفكرة باب رأسه المغلق، الشّيطان عدو الملاك لذا..

"اخرس أيّها الملاك" حرّك بيكهيون حاجبيه بتحدّ .

"كيف تجرأ أيّها الحقير!" صرخ عليه الشّيطان وقد استشاط غضباً، فكيف لإنسان حقير أن ينعته بالملاك بكلّ وقاحة.

" سيّد بيكهيون، يجب عليك الابتعاد عن ميني والاعتذار على خطئك" قال الملاك الحقيقيّ بصوته الهادئ متجاهلاً الشّيطان الذي يقوم بشدّ شعرات بيكهيون.

" توقّف" ضربه بيكهيون ليلتصق بالحائط منكسر الظّهر.

"لا أريد" قال بيكهيون مكتّفاً يديه، هو لن يعتذر لها مطلقاً..

" بيكهيون، عرض مهاراتك يعجبني كثيراً، إنّني أعترف بمدى قوّتها!" قال الشّيطان ليضحك بشرّ آخر كلامه، هو يؤيّد عروض التّعرّي التي يقوم بها!

" يالك من منحرف، فلتلتهمك نيران الجحيم" وبّخه الملاك ثمّ التفت لبيكهيون.

" أنت تحبُّ تشايونغ ولا علاقة لك بميني، ألقي بكلّ ما يخصّها من ذكريات عالقة بعقلك.. ولتعش من أجل حبيبتك مخلصاً نقيّاً"

" فلتذهب للجنّة " ضرب الشّيطان الملاك ليحلّق خارج النّافذة ثمّ أسرع لأذن بيكهيون ليهمس

" ميني تمتلك جسداً مثيراً كما تحبّه تماماً عكس تشايونغ المسطّحة،آه وأعلم أنّك تتغزّل بها في الخفاء، ذوقك رائعٌ يا رجُل " غمز لبيكهيون المصدوم من وقاحته غير مدرك أنّه يمثّل جانبه المنحرف والشّرّير!

" إن لم تكن تريدها فيمكنني..." لم يتركه بيكهيون ليكمل كلامه فقد التقطه بقوّة ليقيّده داخل قبضة يده واتّجه للنّافذة بوجه غاضب ثمّ استعمل كلّ قوّته ليقذف به ويلحقه بأخيه .

" لقد جُنَّ جنوني، ما بي أهذي هكذا؟!" صفع نفسه بعد الحديث الدّاخليّ الغريب الذس دارَ بعقله..

ميني ستقوده للجنون قريباً، فهي تُحدِث داخله ثورة دون ثُوّارٍ وحفلة دون مدعوّين.. يُفكّر بها طول اليوم ويحلم أحلاماً غبيّة هي بطلتها..لقد جعلته يشعر بشعور غريبٍ، شعور اللّاشعور، لا يفهم ما يدور حوله. وحين تكون هي بجانبه يصبح غبيّاً منقاداً لتأثيرها ليضربه القدر لاحقاً بماء شديد البرودة فيستيقظ ممّا هو فيه من حيرة ليجدها بعيدة جدّاً عنه غير قادرٍ على الاقتراب منها لأنّها وردة شائكة!

" حسناً.. سأتخلّص منها، هي لن تبقى عالقة داخل عقلي!"

هو غير مدرك أنّها انزلقت من عقله نحو قلبه واتّخذت كرسيّ عرشه مقعداً لها.

...




كانت ميني برفقة تشانيول يتسكّعان في الأرجاء على أقدامهما بعد توقّفهما للحظة بسبب غثيان ميني بسبب سرعته المفرطة، كانا يتجوّلان قريباً من برج نامسان حيث يجتمع العديد من النّاس ليقضوا لحظات جميلة ويسجّلوا أسماءهم على قُفل يعلّقونه على أحد جانبي الجسر.

نظر تشانيول إليها من فوق كتفه بسبب فرق الطّول بينهما " ما رأيك برؤية البرج عن قرب؟"

مدّت شفتيها بعبوس "لديّ تدريب، سأعاقب إن لم أذهب"

قلّص عينيه بخبث " سأرافقك للتّدريب، أعتقد أن بيكهيون هو مدرّبك كما أخبرتني، أليس كذلك؟"

أومأت بملل فما ينتظرها عظيمٌ جدّاً، خجلها من رؤيته بعد تلك الحادثة اللّعينة التي تتكرّر في كلّ مرّة وفوق ذلك هو مصرٌّ على معاقبتها.

" هيّا" جرّته من ذراعه تاركة خلفها برج نامسان الذي أرادت زيارته بشدّة، خاصّة في أجوائه اللّيليّة.

تنهّدت بقلّة حيلة جاهلة بنظرات تشان التي توحي على نيّة خبيثة يُخفيها " لا تقلقي سنعود بعد تدريبك"

التفّت نحوه بسرعة بعينين واسعتين متحمّستين "حقّاً!"

أومأ بابتسامة أظهرت غمّازته ..فانتشلت ميني يده بين يديه ونظرت نحوه بشاعريّة " يجب أن نتزوّج، أنت رائعٌ حقّاً"

قهقه ليقول " لا أظنّ أنّه سيسمح لي"

أمالت رأسها متسائلة من يقصد ولكنّه أبى إلّا أن يتركها تتخبّط مع فضولها!

" هيا " سحبها من معصمها وراح يركض لتتبعه هي.

كانا جميلين للغاية~




...

توقّفت درّاجة تشان أمام نادي المصارعة حيث كان بيكهيون.. بيكهيون الواقف أمام الباب وبيده عصاه الخشبيّة يضرب بها مؤخّرة كلّ متأخِّر.

كان المسكين مستنداً على الحائط بمزاج جيّد لولا هذين الكريهين اللّذين ظهرا أمامه ليقلباه رأسه على عقب فينزل كلّ الدّم إلى رأسه ويجتمع مشكّلاً ضغطاً شديداً يدفعه للانفجار ..هو سينفجر ويأخذ في طريقه ميني وتشانيول !

ما الذي قدِم به إلى هنا؟! وكيف التقى معها؟! ومنذ متى أصبحت ترافق الشّبّان وتركب درّاجاتهم..؟!

كيف تجرأ على الصّعود خلفه ومعانقة جسده بهذه الطّريقة المقرفة، وماذا..ماذا سمعها تقول؟ أوبا؟

تنادي تشانيول بأوبا بينما تتجوّل في الأنحاء لاعنة بيكهيون، هذا ليس عادلاً بالمرّة!

قلّص عينيه وزمّ شفتيه مع اتّساع فتحتي أنفه بسبب احتياج جسده لكميّة وفيرة للهواء، عضّ شفته وهو يرى تشانيول يساعد ميني في نزع خوذتها ..

طفح الكيل معه لذا أسرع ليسحب ميني ويجرّها من معصمها خلفه غير مهتمّ بتشانيول الذي طلب منه التّوقّف ولا بميني التي تحاول التّملّص من قبضته، حرارته جسده قد ارتفعت بسبب غضبه لذا رميها داخل النّادي واغلاق الباب خلفها بمفتاحه الخاصّ كان أنسب حلّ له..وبعدها سيتكفّل بطرد تشانيول بأكثر طريقة مهينة عرفها التّاريخ !

ذو الأذنين الكبيرتين  مستفزٌّ جدّاً...!

خطا بخطواته الغاضبة السّريعة نحو تشانيول ليقف أمامه متجاهلاً فرق الطّول ليهسهس " أنت تلعب في المكان الخطأ، ميني ليست سهلة المنال!"

ابتسم تشانيول بجانبيّة ليستند على درّاجته التي اهتزّت فكاد يقع أرضاً ماسحاً بكرامته الأرض أمام بيكهيون الذي قهقه ليردف

"أخرق"

بصق على الأرض مغادراً نحو الباب غير أنّ تشانيول أوقفه " برج نامسان، التاسعة مساءً..سأجعلها ملكي وسترى"

هزّة قلبيّة قد أصابته وخضّت مشاعره بقوّة، وكأنّ شيئاً نائماً قد استيقظ بداخله.. شعور أنّه على وشك خسارة شيء مهمّ في حياته، شيءٌ لطالما رآه على أنّه حقّ من حقوقه وشيءٌ يمتلكه بالفطرة، وهذا الشّيء على وشك التّحليق بعيداً!

لكن ما دخله هو وما دخل قلبه بالأمر؟!

تشانيول يحاول دفعه للاعتراف بمشاعره نحو ميني كي يزيل ذلك الالتباس عن قلبه مستعملاً نفسه كعجلة دفع للأحداث بينهما، فهو قد جرّب هذا الشّعور سابقاً حين وصل متأخّراً  ليجد قلب محبوبته قد سُلب منه!

التفّ قليلاً ليردف بهدوء " أتمنّى لك حظّاً جيّداً"

تحرّك بعدها للأمام غير آبه بتشانيول هل غادر أم لم يفعل، قد قطع وعداً على نفسه بعدم الإهتمام بها بعد الآن، هي لا شيء في حياته.

فتح الباب بمفتاحه و تجاوز ميني الواقفة هناك وكأنّه لا يعرفها، هي ولأوّل مرّة تراه بهذا الوجه ..وجه بلا تعابير، مرعب أكثر من وجه كيونغ سو!

لمحت طيفه وهو يختفي ملتفّاً لليمين، قد استغربت كثيراً من فعلته تلك.. من المفترض أن يجرّها من أذنها للتّدريب لكنّه لم يفعل، وتشانيول كذلك قد غادر مباشرة.

هزّت كتفها بغير اهتمام وولجت للدّاخل قاصدة غرفة تغيير الملابس وفي طريقها اعترضتها هايجين التي لم تلتقي بها منذ مدّة طويلة .

كانت تستند على الجدار بقرب باب غرفة التّغيير شابكة ذراعيها تضمّهما إلى صدرها بكلّ غرور بملابسها الضّيّقة المغرية تنظر بسخرية لميني.

كادت تتحدّث لتستفز ميني غير أنّ الأخرى مرّت بجانبها وكأنّها لم ترها، شبح غير ظاهر!

أغلقت الباب بقوّة خلفها لتفزع هايجين وتنتفض مرتعبة لكنّها سارعت للّحاق بميني دافعة الباب ترغب بالدّخول لتتفاجأ بكونه مغلقاً، ميني قد تعلّمت هذا التّصرّف من بيون بيكهيون.

...




مرّ ذلك المساء صعباً جدّاً على ميني التي أتعبها بيكهيون بشدّة قاصداً اتعابها لكنّها كانت قويّة جدّاً تتدرّب بجدّ وتنفّذ كلّ عقاباته بقلب رحِب . ومهما استفزّها تجاهلت وانصاعت لكلّ أوامره التّعجيزيّة.

قد جعلها تفكّر في أنّه يكرهها و لا يُريد رؤيتها بسبب صراخه المستمرّ عليها حتّى أنّه قام بكسر قارورة ماء زجاجيّة كانت بجانبه مفرغاً كلّ غضبه على ميني غير مدركة أنّها بتجاهلها له زادت من حنقه أكثر...

حين انتهى التّدريب استحمّت هناك وغيّرت ملابسها وغادرت فوراً تاركة بيكهيون خلفها يُحاول كبت غضبه بشغل نفسه بملفّات المتدرّبين بعد ان طلب من كيونغ سو المغادرة أيضاً.

جالسٌ لوحده في الظّلام مقابلاً ضوء الحاسوب يقوم بتدوين ملاحظاته حول المتدرّبين، وكلّ تفكيره بما سيحدث عند بُرج نامسان .. تنهّداته قد ملأت المكان وصوت ضربه يده على الطّاولة بقوّة لم ينقطع فتفكيره بميني لا ينقطع!

أغمض عينيه متراجعاً للخلف يستند على ظهر الكرسيّ ومسح وجهه بغلظة.. هو يكره هذا الشّعور الذي بثّه تشانيول بداخله.

حين أفمض عينيه تسلّلت إلى ذهنه تلك التّخيّلات.. تشانيول يعترف لميني ثم يقبّلها كما فعل هو ويأخذها بحضنه مربّتاً على ظهرها الذي ربّت عليه هو قبله ثمّ يمسح على شعرها الحريريّ الطّويل الذي يعشقه، ويتغزّل بجمال عينيها اللّتين ظنّهما حكراً عليه وملكاً خاصّاً له..هو الوحيد الذي له الحقّ بالتّغزّل بهما!

كان صدره يعلو وينخفض بسبب الغضب الشّديد الذي حلّ به دفعة واحدة فانتفض من مكانه دافعاً الكرسيّ بقوّة للخلف.. هو قد اندفع بسرعة راكضاً نحو سيّارته.

لن يترك ذلك يحدث، تشانيول لا يُناسبها ومن المستحيل أن تتوافق معه..هي هشّة وقويّة، خجولة ووقحة، طيّبة وشرّيرة..متناقضة بالقدر الذي لن يفهمه شخصٌ كتشانيول.

هو لن يكون قادراً على اخضاعها كما يفعل هو، وسيعجز عن ضمّها إلى قلبه مهدّئا عاصفتها الدّاخليّة.. ولن يفهم صخبها المختفي خلف صمتها، وحده هو ..بيون بيكهيون هو الوحيد الذي كان قادراً على فكّ لغزها !

خصوصاً بعد أن قامت بضمّه من الخلف .. حين وضعها على سريرها وهي ثملة وهمّ بالمغادرة أوقفته يداها اللّتان التفّتا حول خصره ورأسها الذي اراحته على ظهره هامسة بصوتها المتعب الثّمل " ممتنّة لقدر الذي رماك في طريقي، أنت أجمل شيءٍ حدث في حياتي.. شكراً لأنّك تجعل قلبي يرفرف برؤيتك! "

حسناً هو لم يعجب بكلمة 'رماك' لكنّه أسلوب ميني الفريد من نوعه، هي تحمد الله على لقياه ولهذا سيكون هناك من اجلها ويحميها من أيّ شخصٍ يتربّص بها وببراءتها.








...

ركن سيّارته قريباً من البرج ونزل راكضاً يبحث بين الحشد الغفير للنّاس ينظر بوجوه الجميع باحثاً عن ملامحها بهم ولكن لا أحد مثلها، لا أحد يشعّ باشراق في مقلتيه.. ولا أحد يتغزّل بنظراته كما تفعل هي!

أخذ يتجاوز النّاس ويدفع كلّ من اتترض طريقه يجري في الأنحاء باحثاً عن ميني.. ميني التي تراه على أنّه أجمل شيءٍ حدث لها في حياتها كلّها...

قد لفّ كلّ المكان ولكن لم يجد لهما أثراً وكأنّهما تبخّرا.. لذا توقّف مكانه يستردّ أنفاسه التي ضاعت وعيناه ما تزالان تجولان في المكان بحثاً عنها.

اعتدل في وقفته لتطرأ على باله تلك الكذبة التي قالها لميني، حين أخبرها أنّها لو أرادت رؤية شخصٍ تحبّه فما عليها إلّا إغلاق عينيها والمشي على قدم واحدة عادّة للخمسة.

هو وبدون تفكير أغلق عينيه وتنفّسه مايزال مبعثراً وراح يعدّ للخمسة دون رفع قدمه، كان خائفاً من ألّا تظهر أمامه حين ينهي العدّ ويفتح عينيه.. خائف من أن تتبخّر كحلم ربيعيّ جميل!

"خمسة" فتح عينيه تزامنا مع انهائه للعدّ.

هو لم يرها ولكنّ صوتها ومن بين كلّ الأصوات قد طرق طبلة أذنه ليدغدغ قلبه الذي أحدث ضجّة بدقّاته التي أخذت تعلو حين ظهرت ميني من بعيد برفقة تشانيول .

كانت تبتسن باشراق وبحوزتها كعك السّمك الذي التهمه تشانيول على حين غرّة منها فراحت تضربه على ذراعه.

تلك التّعويذة صالحةٌ حقّاً.. هي أمامه الآن برفقة بارك تشانيول سعيدة وتضحك أكثر ممّا هي عليه معه.

"فلتبقي سعيدة للأبد، كيم ميني" قال بصوت منكسر وابتسامة أجبر نفسه عليه اجباراً ليلتفّ بعدها مغادراً برج نامسان المضيء دافناً مشاعره بين هذه الأقفال.. بين أقفال الحبّ الأبدي!

لم يرد الوقوف عقبة أمام طريقهما فهو يملك تشايونغ ومن غير العادل تحطيم ثلاثة قلوب في آن واحد.. من أجل مشاعر عابرة قد تنتهي في أيّ لحظة..!

لم يكن سهلاً عليه ولكن..قد فعلها وتركها خلفه .












...

"هيا، تشان فلنغادر لا يبدو أنّ بيكهيون سيأتي" قالت ميني التي يبدو على وجهها الإرهاق .

" تشه، يبدو أنّ قلبه غير مستعد"

"لا أريد سماع المزيد من كلامك المبهم، أخبرتني أنّه سيأتي ولكنّه يبدو مشغولاً مع حبيبته"

"لابأس، يمكنه القدوم غداً" قال تشانيول قاصداً بأنّ مشاعره ستفضحه يوماً ما.

" لا يهمّني " قالت بغضب لتسير قبل تشانيول ويلحق هو بها.

لقد تمنّت قدومه وأرادت المرح معه هنا بهذا المكان الجميل ولكنّه مشغول بالتّأوّه كما ظنّت.. فمن سيترك تشايونغ من أجل ميني!










...

بعد مرور أسبوع

عادت تشايونغ لمنزلها وغادر تشانيول لقريته وعادت الأوضاع لسابق عهدها، بيكهيون لا يأتي كثيراً وإن أتى فذلك يكون ليلاً بعد نوم ميني ويغادر قبل أن تستيقظ ورغم ذلك إلّا أنّهما التقيا عدّة مرّات حين تسلّلا ليلا للملئ بطنيهما الجشعتين.

لكن.. مرّت أربعة أيّام وميني لم تظره لا في المنزل  ولا في نادي المصارعة وهذا لم يكن من عاداتها، هي منتظمة في مواعيدها!

بيكهيون كان قلقاً بشأنها فلربّما حدث معها مكروه..لابدّ له من سؤال تشايونغ لمعرفة الخطب الذي حلّ بها.

خرج من الغرفة يعدّل ثيابه التي ارتداها للتّوّ وهو عازم على سؤالها، وقف عند طاولة الطّعام وراح يطرق عليها بأصابعه كمحاولة منه للتّشجّع وازالة التّوتّر عنه ليسألها مباشرة بعد ذلك.

" هل غادرت ميني لمنزلها؟" سأل مدّعيا عدم الاهتمام.

لم تتوقّف تشايونغ عن تناول فطورها وقالت بلا مبالاة " أجل"

" لكنّها أخبرتني أنّها لن تذهب هذه المرّة، تغيّر رأيها بسرعة"

حملت صحونها الفارغة وسارت نحو المغسلة تردف بطبيعيّة تامّة " والدها توفّي لهذا غادرت"

اتّسعت عينا بيكهيون الذي أصبح أمام تشايونغ بسرعة يقبض على كتفيها بين يديه " متى ؟"

" منذ أربعة أيام، اتركني أنت تؤلمني" حاولت التّملّص من قبضته لكنّه زاد ضغطه عليها وهو يهزّها بقوّة مؤنّباً إيّاها على فعلتها .

" واللعنة متى كنت تنوين اخباري، ثمّ لم لم تذهبي معها كيف تركتها تذهب لوحدها .. ألا تملكين قلباً؟!" صرخ عليها فدفعته بقوّة ليبتعد عنها .

صرخت عليه هي الأخرى ودموعها بدأت بالتّساقط " أخبرك لتذهب وتحتضنها؟ هل تريدني أن أتنازل عنك من أجلها؟ "

نظر إليها بغير تصديق، كيف لها أن تفكّر بهذه الطّريقة؟

"ألم يخطر ببالك أنّها بحاجة لذلك الحضن منك أنت؟" قال بعدم تصديق لتقترب هي منه قاصدة أخذ وجهه بين يديها لكنّه تراجع للخلف وعلى وجهه ملامح اشمئزاز..

"أنت لا تصدّقين!"

" أنا أحبّك ولا أريد أن تأخذك مني" قالت باكية ليصرخ عليها

" واللّعنة لقد أخذتني.. ميني أخذت قلبي وانتهى الأمر!"

كسهم سامّ أثابت كلماته قلبها لتجعلها تبكي بهستيريّة فما توقّعته قد وقع، لطالما حاولت تشويه سمعة ميني لديه ولكنّ السّحر انقلب على السّاحر لكنّها لن تقبل باستمرار ذلك مطلقا..!

اندفعت نحوه تلفّ وجهه بيديها " أنت تحبّني أنا فقط، إنّها نزوة مؤقّتة وسينتهي كلّ شيء.. سأمنحك كلّ ما تريد"

راحت تقبّله بين كلماتها ليضيق ذرعاً ويبعدها بعنفٍ عنه وعيناه قد أصبحتا حمراوتين بسبب الغضب " فلننفصل"

ميني كانت بحاجته لأربعة أيّام لكنّه خذلها وتركها لوحدها تتلقى ذلك الكمّ الهائل من الألم..

هو يعلم حقّ العلم أنّها فتاته الباكية، الباكية التي لا تبكي أمام النّاس لتبكي بحضنه لاحقاً. سيقتل نفسه إن حدث مكروه لها أو سيموت بتأنيب ضميره.

سيمنحها ساعته إن توقّفت ساعة حياتها ويكون لها الحضن الدّافئ الذي افتقدته طوال حياتها، رغم شعوره بالخزي من مقابلتها بعد أربعة أيّام سوداء إلّا أنّه شغّل محرّك سيّارته متجاهلاً تشايونغ المتعلّقة بقميصه مغلقاً الباب بقوّة خلفه لينطلق بكلّ سرعة نحو بلدة ميني والخوف يأكل من قلبه.

"آسف ميني، سأكون بجانبك لما تبقّى من حياتي"

لقد كان مدركاً أن وجعها سيكون أشدّ من أيّ فتاة أخرى فقدت والدها، فهي تيتّمت للمرّة الثّانية وتحطّمت كلّ آمالها للأبد آخذة طريق المستحيل كمرقدها الأخير.

يعلم أنّها ستنهار بعد كلّ القوّة المزيّفة التي أظهرتها وتدفع الثّمن غالياً لتمثيلها أنّها بخير على الدّوام واخفاء كلّ ما يؤلمها داخل قلبها!

التّفكير بالأمر يقوده للجنون فضرب مقود السّيّارة بقوّة يهسهس بين أسنانه بغضب "اللعنة"

هو لم يجرأ على الاتّصال بها .. فكيف ستردّ عليه وهي بتلك الحالة؟!

الألم يحفظ عنوانها~











يتّبع...💜

مرحباً، كيفكم..!

صورة برج نامسان الفوق شوووفووها

أكثر بارت تعبت في كتابتو😭 والسّبب مجهول💔

بارت طويل شوي كتعويض بسبب تأخّري عليكم، عجبكم؟!

رأيكم بالأحداث، في حدا توقّع أنّ تشانيول هو صاحب الدّراجة؟!😂

ما رح أسألكم عن اكثر جزء عجبكم لأنو واضح انو مشهد الانفصال😂

توقّعاتكم؟!

ترقّبوا بارت كئيب وجهزوا مناديلكم بليز🙄

شكراااا❤

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top