الفصل | 2
■ذهني مُمتلئ بتفاصيلك.■
enjoy💕
__
دخول أسطوري واثق لميني أسطورة المصارعة الحرّة، هي أسطورة لكن في هذا المكان الضّيّق فقط...
جسدها الممشوق مع شعرها الحريري الطويل الذي صففته على شكل ذيل حصان، ونظراتها الواثقة، كلّ هذا يجعلها محطّ أنظار الجميع، كلّهم مسحورون بجمالها لكن لا يمكن لأحد منهم الاقتراب منها، لماذا؟
لأنّها وبكلّ بساطة..شرسة جدّاً، كلّ من حاول التّودّد لها والاقتراب منها انتهى به الأمر فارّاً بسبب قصفها العشوائي له، إنّها سليطة اللّسان لحدّ يجعلك تتمنّى خنقها حتّى الموت.
تلك هي ميني التي يعرفونها، أو ربّما ذلك ما عمِدت أن يعرفوه عنها!
التفت جهة اليمين متجهة لغرفة تغيير الملابس حتّى تباشر تدريباتها اليوميّة.
فتحت الباب لتتفاجأ الفتيات اللواتي كنّ مجتمعات، لقد كان أمرهنّ مكشوفاً..هنّ كنَّ يغتبنها.
كالفرآن المذعورة انسحبن من المكان الواحدة تلو الأخرى مرتبكات أما هي فقد دفعت الباب خلفهم بقدمها واتجهت لخزانتها.
خرجت بعد دقائق من الغرفة نحو الحلبة.. حيث تتمّ عمليّات التدريب المحاكية للحقيقيّة، أو بالأحرى حيث تعذّب ميني الفتيات اللواتي يزعجنها.
ليس وكأنّ ميني لا تقهر ولا تتألّم، لكن كل ما في الأمر أنها أشدّ صبراً منهنّ!
ميني من النوع الذي سيصرّ على اقتلاع آخر شعرة من رأسك، لن تستريح حتىّ تجعلك أصلعاً مئة بالمئة.
تحت أنظار الفتيات انساب تحت الخيط المطّاطي مقتحمة الحلبة تقفز عدّة مرات كتحمية بسيطة لليوم.
نظرها مثبّت على تلك الفتاة المصطنعة التي تدّعي اللّطف، إنّها تثير غثيانها بسبب لطافتها اللعينة، وهي مصرّة على تلقينها درساً لن تنساه .
"سونغ هايجين، ما رأيك ببعض الكدمات على وجهك الجميل؟"
نظراتها مخيفة جدّاً، هي عازمة على تشويه وجه هايجين الجميل كما قالت.
ثقتها وهي تتحدّث قلبت موازين القوّة لدى هايجين، وزعزعت كيانها، ميني مرعبة هي تبدو مجنونة بكلّ ما في الكلمة من معنى.
"ماذا، هل تشعرين بالخوف؟" نطقت بسخرية تحاول إيقاع الأخرى في شبكتها.
هي قد سمعتها قبلا في غرفة تغيير الملابس وهي تغتابها وقد نعتتها بعديمة الأنوثة لذا هي زاعمة على جعلها مثلها، بلا أنوثة!
"قد جنيت على نفسك ميني" صرخت هايجين تشتعل غضباً لتقفز فوراً داخل الحلبة تقف في وضعية الاستعداد.
عيناهما تشتعلان غضبا، هما حاقدتان على بعضهما البعض مذ أنّهما بمهارات وقدرات متقاربة.
"ودّعي وجهك الجميل!" صرخت ميني لتهجم على هايجين بسرعة .
تصدّت هايجين لهجوم ميني وكبّلتها قاصدة إيقاعها لكن ميني كانت أسرع منها لتعرقلها بقدمها وتوقعها أرضاً .
كان الجميع شاهداً أن الصّراع بينهما بدأ بشكل طبيعي محترف وِفق معايير وقوانين المصارعة الحرّة لكنهم تفاجؤوا لاحقا برؤية الفتاتين تسحبان شعر بعضهما البعض تصرخان..
قد تحوّل الأمر من قتال محترفتين إلى قتال قطط شوارع، كقتال فتاتين على أوسم فتى بالثانوية.
" ما الذي يجري هنا ؟" صرخ المدرّب العجوز وهو يتقدّم نحوهما.
لكن الفتاتين لم تأبها له وأكملتا حرب القطط الضارية، هما تكرهان بعضهما بكلّ تأكيد.
" توقفا "صرخ ثانية متسبّبا في تشنج رقبته..
فقلبت الأدوار بعد أن كان الجميع متجمّعاً حول الحلبة أصبحوا الآن يلتفّون حوله بعد سقوطه أرضاً.
"أيها الحمقى ساعدوني"
فزع الجميع بسبب صراخه ليركض أحد الفتيان طالباً المساعدة من الفريق الطبّي فيما هرع الآخرون لجعله يقف متوخين الحذر كي لا يلحقوا به أيّ ضرر.
"كيم ميني، سونغ هايجين، ستندمان شرّ ندم"
هدّدهما وهو محمول على نقالة المشفى يتألّم، وهذا ماجعلهما ترتجفان خوفاً..هذا العجوز معتوه مختلّ.
هذا الموقف جعل ميني تتذكّر كيف أجبرها على ملاحقة صراصير النادي كي يوافق على انظمامها.
أمّا هايجين فقد دبّ في قلبها الرّعب وهي تتذكّر كيف عاقبها بسبب مساحيق التجميل.
التفت هايجين ناظرة لميني..تلومها على ما حدث.
"أنت السبب"
"أطبقي فمك وإلا جعلت أسنانك تتساقط تِباعاً"
رفعت ميني قبضتها أمام وجه هايجين مهدّدة إيّاها.
وكالمتوقّع أكملا قتالهما مستخدمين ألسنتهما الحادّة!
ألا تدركان أن مدرّبهما يعاني من وعكة صحيّة الآن؟!
--
كان بيكهيون بمنزله الخاصّ، في غرفته يتمدّد على سريره مغلقاً عينيه بتعب.
منزله يناسب أصحاب الدّخل المتوسّط، قد كان خاليا من كل مظاهر التّرف..بسيطٌ لأبعد حدّ.
كلّ الأنوار مغلقة، والصّمت سيّد المكان هنا..الشّيء الوحيد الذي يصدر صوتاً هو هاتفه المهتزّ معلناً وصول رسائل متتالية له.
أحدهم يبدو متحمّساً للحديث معه!
سحب هاتفه من على الطاولة الصغيرة بجوار السّرير وأطفأه راميا إياه بلا مبالاة إلى مكانه السابق ثم انقلب على بطنه مكملا سباته الطّويل.
لكن اللحظات الجميلة لا تدوم للأبد، فقد عكّر صفو مزاج بيكهيون الهمجي الذي يطرق على بابه بكل وحشيّة.
"إيش" بعثر شعره بعد فشل محاولته في تجاهل الصّوت دافعا نفسه للخلف كي يقف.
جرّ قدميه بكسل مقحما يده داخل بنطاله القماشي الواسع يفرك مؤخرته متثائباً..من يراه سيظن أنه بالصباح الباكر، بينما هو في سباته المسائي، إنها الخامسة والنصف مساءً.
فتح الباب مطلّا بنصف جسده يتحقّق من المزعج، ابتسم بغباء برؤية صديقه دو كيونغسو.
أفسح له الطريق ليدخل
"مرحباً بالبومة" رحّب به بسعادة فتلقّى لكمة قويّة على بطنه جعلته يتأوّه بألم.
تبع كيونغسو نحو غرفة الاستقبال التي كانت مدمجة مع المطبخ.
جلس كيونغ على الأريكة لينهار الآخر عليها ممثّلا الإغماء، معلومة .. بيكهيون دراميّ جدّاً!
"يبدو أنّك أرهقت نفسك !" قال كيونغ بخبث جاعلا الآخر يقهقه لكنه توقّف فجأة ليقف .
معلومة أخرى، حركاته غير متوقعة~
أخذ يتمرّن أمام صديقه نابساً " قوّتي لا تضاهى، أنا ثور حقيقي" شكّل قبضة يده لتظهر عضلات ساعده.
"يمكنني الصمود لأربع وعشرين ساعة دون توقّف!"
"ولهذا أنت الأفضل في مجالك" مدح صديقه بشيء من السّخرية مقلبا عينيه بملل...
أراح بيكهيون مؤخّرته على الأريكة بجانب صديقه، تزامناً مع تحدّثه.
"على كلّ، بيكهيون لقد وجدت لك عملاً مغرياً، منصبٌ رائع كما تريد"
أردف في محاولة لاغراء بيكهيون بهذا العمل "سريّ، وليس معروفاً"
--
"لمَ واللّعنة قام برفع تكلفة تدريبي، ها؟ لمَ لا يعاقب هايجين مثلي؟"
بعثرت شعرها تتحدّث مع نفسها ولسوء حظّها قد التقت بذات المرأة من المرّة الماضيّة.
الاختلاف الوحيد أنّها كانت لوحدها دون طفلها " فلتحمنا أيّها الرّب" أعادت نفس جملتها تلتصق بالحائط خلفها تتسلّل في مشيتها كي لا تلمحها ميني.
"افرنقعي من أمامي وإلا لعنتك أشباحي" صرخت رافعة قبضتها.
صرخت المرأة "أيها الرّبّ" فارّة بجلدها من هذا المأزق.
بعثرت شعرها بقوّة تكاد تشدّه من شدّة غضبها، أين كانت حين وُزّع الحظّ على العالم؟
"حسناً، لا تغضبي، لا تغضبي" شهقت ثم زفرت تحاول ضبط عدّاد غضبها ..
فما كاد العدّاد يشير للصفر حتى قفز للمئة فوراً بل كاد ينفجر ويُحلّق عقربه إلى كوريا الشّماليّة بسبب الظهور المفاجئ ل'بيون بيكهيون الملعون'
هو في طريقه لمنزلها، وهذا يعني يوماً آخر دون نوم!
" إن كنت تريد رؤية أطفالك مستقبلاً فلتختفي من أمامي" صرّت على أسنانها تتفادى النظر له.
كانا يسيران بمحاذاة بعضهما...
"ما هذا؟" سحب الكيس من يدها متجاهلا تهديدها.
"واه، إنّها مثلّجات"
عضّت على شفتها محاولة السيطرة على نفسها كي لا تطرحه أرضاً.
"ستدفع ثمنها شئت أم أبيت" شهقت حين التهم واحدة منها بشراهة.
"ظننت أنّها هديّة منك، يالك من بخيلة!"
بخيلة؟ هي؟ يبدو أنّه لم يتعرّف على حبيبته تشايونغ جيّداً، هي أشدّ بخلاً منها بمراحل!
كادت تغتاب تشايونغ أمامه لكنّها عدلت عن الفكرة بسبب فكرة أخرى شيطانية مربحة!
توقّفت مكانها تتبنّى ملامح الحزن باحترافية تمطّ شفتها السفلى في منظر مثير للشفقة.
"من اللّؤم أن تسخر من فقيرة مثلي هكذا!" نظرت إليه بعينين دامعتين.
جلست أرضاً تحتضن نفسها مثيرة جلبة ببكائها المصطنع كي تحرج بيكهيون أمام الملأ!
"أنت حقير جدّاً، كيف تسخر مني أنا التي تعمل ليلاً ونهاراً لتشتري هذه المثلجات لك!"
ابتلع ريقه يرمش عدّة مرات، هو لم يقصد احراجها أو معايرتها بفقرها..لكنّها تحرجه أمام الناس لذا هو قد سحب من جيبه مبلغاً معتبرا ووضعه بيدها مقابل المثلجات التي التهمها وركض مبتعداً يلقي نظرات متتالية إليها حتى اختفى.
أما هي فقد كانت تراقبه بنظرات جانبية وعند اختفائه قفزت بسعادة تعدّ المبلغ الذي وضعه بيدها.
"عشرة آلاف وون" شهقت عند ادراكها للمبلغ، هذا البيكهيون سيصبح مصرفها الجديد.
ركضت خلفه تلاحقه صارخة باسمه "بيكهيون-شي"
ألم يكن قبل دقائق، بيكهيون اللعين؟!
اقتحمت المنزل بشكل مخيف تبحث عنه لتجده جالساً عند طاولة المطبخ بجانب حبيبته .
قد أفزعتهما باستنادها على الطاولة وضربها عليها بخشونة مركّزة نظراتها الحماسيّة على بيكهيون.
"يمكنك توظيفي كحارستك الشخصيّة"
لمست جراح وجهه بعنف متجاهلة غيرة تشايونغ عليه.
"يمكنني الدفاع عنك، مقابل 50 ألف وون في الشهر، هذه الكدمات لن تشوّه ثانية وجهك البشع.. ااا أقصد الوسيم"
ابتسمت بغباء تنتظر موافقته، هي تراه حزمة من النقود الآن وليس كبشر!
...
كان بيكيهون يسند رأسه على ذراعه متدّدا يجانب تشايونغ التي تحتضن صدره العاري ..
تساءل بعد طول تفكير "هل ميني فقيرة إلى ذلك الحدّ؟"
ردّت تشايونغ بسخرية مختلطة بنبرة حسد " فقيرة؟ تشه، والدها يملك سلسلة محلاّت مشهورة في منطقتها..لم تعاني يوما الحرمان"
قهقه على نفسه، كيف لفتاة أن تخدعه بسهولة، يالها من كاذبة محترفة!
"مثيرة للاهتمام!" همس بصوت لا يكاد يسمع ...
-يتّبع-
هاااي اغاااان، هواغيو سنيوغيتاا😍
اشتقتولي؟ بعرف اشتقتو للرواية مش ليا انا بس يلااا مقبولة منكم🙏😭
رأيكم يهمني،💚
اتمنى تتفاعلوا لحتّى صير أحدث بسرعة لأني شخص يتغذى على التشجيع🙄
أيا في أمان الله ليزوم💕
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top