الفصل | 19
▪ بِكَامِلِ رَغْبَتِي لَا أُرِيدُ أَنْ أَعْنِي شَيْئاً لِأَحَد▪
رح يتمّ سحب يوم السّبت من رواية موسم التّزاوج للتفرّغ لكتابة سايكو..💜
شكراً لكلّ الحلوات يلي يشجعوني بتعليقاتهم المحفّزة والجميلة مثلهم، أنا ممتنة كثير💜.
عم فكّر أحجز رواية زواج القرن من كتاب كامي للأفكار بعد انتهاء موسم التّزاوج.. شو رأيكم؟
بارت خالٍ من الفكاهة بسبب النّفسيّة الزّفت😔
Enjoy 💜
...
أوّل الكلام منها كان : " فكّ قيدي "
فلماذا خيّل له أنّها قالت : " كيف تجد هزّي لكيانك ووجدانك؟ "
كيف له أن يُريها قلبه المضطرب فتطيّب خاطره بلمسة حنان من أناملها المباركة، هو عالق في دجن اللّيل بينما هي في النّور تمرح.
لو أنّها تهزّه هزّة قويّة فيستفيق من هذا الهذيان ويرجع إلى عقله فيشرب حتّى يرتوي من قدح النّسيان.
هي أنثى لا نظير لها ولو لفّ كلّ بقاع الأرض، صدى خطواتها إلى قلبه مازال يُسمع فيثير داخله بلبلة لا تفكّ شيفراتها.
أيّ حبّ مجنون هذا الذي جعله مسجوناً بعد أن اعتاد على كونه السّجّان، أسير عينيها..عينان تصيبانك بحمّى كلّما قضيت هنيهة فيهما.
قربها يخيفه فهي تخلّف جراحاً لا تندمل ونزيفاً لا ينضبّ، سوداء العينين تلك مجرمة وسفّاحة قلوب متمرّسة!
وما أجمل الموت بين يديها بلمسة من نعيم قُبلها التي تموت قبل أن تولد، وما أحلى قُبلاً كانت للخيال أسيرة!
لقد أنساه حبّها المجهول تقاليده وطقوسه، فهدّت بابه واقتحمت عالمه لتنشر عبيرها العبق في أرجائه تعذبّه به .. تخنقه وترديه حبيباً.
روح الحبّ قد نفثت في فؤاده لكنّه ما فتئ ينكرها ويختلق الذّرائع لتبرير هفوة قلبه المجنون بها. كميّت يأبى تصديق أمر موته إلّا إن مات ألف مرّة ومرّة ولن يقنع، فحبّها حرب ضارية تخافها القلوب، وحقيقة تكذّبها أوتاره.
قطبت حاجبيها لتستلّ يده تبعدها عن صدره تحاول النّهوض عنه وقد نجحت في ذلك فهو قد فكّ قيدها وكلّ تفكيره منقوش باسمها، تائه هو يُعيد المشهد السّابق في خياله.. هل ما حدث قبل قليل صحيح أم أنّه ضرب أمنيات ضعيفة؟
نقل عينيه إليها ليلمحها وهي تتناءى مبتعدة عنه بخطواتها السّريعة تقبض على يدها بتوتّر مشابه لتوتّره هو..هل هذا يعني أنّ ما في قلبه توأم لمشاعره؟ أم أنّها بلا نظير لها..!
نهض من مكانه و نفض عنه غبار الوهم ملقيا لومه على هرموناته وبُعده عن تشايونغ، ربّما عليه العودة في أقرب وقت ليعود إلى رشده فهذا الجنون لا يعجبه.. من الخطأ أن يقع لصديقة حبيبته، هو ليس وضيعاً ليفعل ذلك!
انتبه للإسوارة بيده ينظر لها بعقل مشوّش، هل تريد التّقرّب لتشانيول باهدائها له؟
" ياله من أسلوب طفولي لاصطياد رجل !" سخر ليلقي بها في جيبه ويسير مغادراً الغابة ماسحاً خطوات ميني التي غادرت قبله.
ما سخر إلّا لأنّم لم يكن الرّجل المستهدف!
...
في منتصف اللّيل كانت ميني تجلس عند باب المنزل تحت سماء مارس الجميلة، تائهة بالنّجوم التي لا تُضاهي ضياء قلبها النّابض..
ماذا حلّ بقلبها، كيف له أن يتبعثر هكذا ويشتاق لرؤية شخص لطالما كرهت حتّى تخيّل مظهره؟!
قلبها الأبيّ الذي يرفض أن يكون سجينا لرجل يرفع راية الإستسلام أمام أوّل قبلة من بيكهيون. هل لأنّها كانت عازبة لوقت طويل صارت بهذا اللّين وسرعة التّأثر؟
النّوم قد جافاها و تعب القلب وافاها، منهكة هي بحقّ من مشاعر غزت قلبها لتنثر مسحوق الإضطراب حوله فتبقى هي في حالٍ مزعجة.
" ميني عودي إلى رشدك " ضغطت على جانبي رأسها بكلتا يديها في محاولة بائسة لاخراج تلك اللّقطة من عقلها.
"آه قبلتي الأولى" انتحبت باكية تخفي وجهها بين يديها.
رفعته ثانية و لامست شفتيها لتشرد بذلك الملمس الرّطب والشّعور الجميل الذي اختلجها، لا يمكنها تجاهل الأمر بهذه السّهولة المفرطة!
صفعت نفسها بقوّة لتتألّم، فراحت تفرك مكانها مردفة بحماس مصطنع " حسناً الرّياضة أفضل حلّ، سأركض حتّى أتعب وأنام! "
شجّعت نفسها لتنطلق مغادرة المنزل تركض بسرعة متوسّطة، تتعب نفسها لتنسى ولا تعلم أنّ القدر لن يسمح لها بذلك فعلى مرأى عينها برز لها شخص مألوف يركض هو الآخر والعرق يتصبّب من جبينه، فمن الواضح أنّه ركض كيلومترات كثيرة.
هل يعاني مثلها؟! والأجدر طرح سؤال..هل تفكيرهما منطبق؟!
توقّفت مكانها وقد بدأ قلبها باقامة حفلة صاخبة ترحيباً بالوافد المحبوب..، عاجزة هي عن ردع هذه النّبضات القويّة ابتي تسبّب لها الألم.. هل هذا بسبب احراجها من القبلة، ربّما!
كانت تظنّ أنّه سيتوقّف للحديث معها فهي قد أكلته بعينيها لكنّه فاجأها تاركاً إيّاها موسّعة عينيها بسبب تجاهله لها فهو قد تجاوزها وكأنّها غير موجودة.
" الوغد الحقير، هو من تسبّب بالحادث والآن يتجاهلني! " هسهست بغضب وقد تشكّلت غصّة مؤلمة بحلقها.. يبدو أنّها توقّعت معاملة أخرى!
نظرت للطّريق التي ركض فيها لتلمحه يتجاوز المنزل.. " هل يظن نفسه رائعاً، انظروا إليّ أنا بيون بيكهيون الذي يتدرّب في اللّيل، أحمق لعين " قلّدت صوته بتفخيم نبرتها.
زفرت الهواء ليتطاير شعر غرّتها السّوداء.. فتبعت فعلتها تلك بركل الحصى منفّسة عن بعض من غضبها لتعود أدراجها للمنزل ملغية فكرة الرّكض من عقلها فما فعله معها جعلها تحذف كلّ تلك الاحتمالات من عقلها.
فما أرهق تفكيرها سوى احتمال حبّه لها...!
...
انقضت اللّيلة الفارطة على خير، بعد أن عاد بيكهيون للمنزل في وقت متأخّر واستحمّ ليتّخذ مكانه بجانب تشانيول الذي سال لعابه من شدّة تعمّقه بالنّوم، أمّا ميني فقد نامت على الأريكة بغرفة الاستقبال لتستيقظ بظهر معوجّ يكاد ينكسر من الألم.
هذا اليوم هو يوم مغادرتهما للقرية فقد اتّفقوا معها على العمل ليومين بسبب ارتباطهما بتفاصيل حياتهما الأخرى.
" أين هي؟ " تساءل بيكهيون نازلا من السّيارة والإنزعاج بادٍ عليه بسبب تأخّرها الشّديد عليه.
تحرّك نحو الأصوات الصّاخبة لأهل القرية متوقّعاً وجودها معهم وعلى عكس تخمينه قد رآها وهي تركب بالطّرف الخلفي للشّاحنة غير المغطّى وبجانبها صندوق فراولة.. كانت تبدو سعيدة جدّاً وهي تودّع الجميع برحابة صدرها وطيبتها.
" توقّفي عن مغازلة القِردة جدّتي، هناك الكثير من الشّباب الوسيمين حقّاً " قالت كتوديع للجدّة وهي تقصد بالقرد ' بيون بيكهيون'
هي غاضبة منه لذا لا بدّ لها من شتمه ولعنه في كلّ فرصة وعند كلّ شخص.
ابتسمت العجوز لتردّ " لن آخذ النّصائح من قردة مثلك، صحبتك السّلامة "
نظرت إليها ميني بحنق وعينين ضيّقتين لتتجاهلها وتصبّ اهتمامها على تشانيول فيما اقترب بيكهيون من هذا الموقف المحيّر
عبست وهي تلوّح بضعف له لا تحبّذ فكرة مغادرتها " تشاني، لا تنسَ الإتّصال بي.. وزرنا في سول كثيراً "
اقترب تشان من الشّاحنة ليجذب يدها ويلقيها في حضنه هامساً بأذنها " أفعل هذا لأجل إشعال نار الغيرة بالواقف هناك "
ابتعد ليغمز لها تحت ملامح الدّهشة التي رسمت على وجهها، ماذا يقصد بكلامه؟ هي لم تحسّ إلّا وهو يمدّ يده ليقرص خدّها بلطف ثمّ يداعب شعرها.
كان الآخر منعقد الحاجبين كانعقاد أوتار الغيرة بقلبه، ما فعله تشانيول دفعه ليتحرّك بسرعة نحوهما بخطواته الطّويلة التي أعدمت المسافة بينهما وكأنّها بضعة أمتار فقط!
توقّف أمام ميني ليفتك بحريّة يدها التي أصبحت أسيرة قبضته وعلى محياه ملمح جديّ من النّادر رؤيته عليه خارج نادي المصارعة.
أمر "انزلي"
ما لعنته؟ لم يعاود جرّها أميالاً للخلف بعد أن قضت ليلة البارحة كاملة في محو ذكراه من عقلها، إنّه يعذّبها ويذبحها ليتركها تتخبّط في بحر من الشّكوك، كلّ ما يدور بعقلها كان حول ' لم يتصرّف هكذا؟ وما خطب قلبي؟ '
حسناً، هي إن وقعت فلن يسعفها أحد وستصبح في مأزق طرفاه بيكهيون وتشايونغ، فحتّى إن رضخت لحبّه ولشعلة المشاعر هذه ستحطّم قلبها الفتيّ في النّهاية.. عليها حماية قلبها مهما كلّفها الثّمن فليس من الصّواب الدّخول في مراهنة نتائجها واضحة منذ البداية ..' الخسارة والدّموع '
هو لن يحبّها مهما فعلت وهي لن تستطيع التّخلّص من حبّه إن وقعت لطبيعتها المخلصة والمتعمّقة في تفاصيل ما تحبّ.
جروحها التي تملأ قلبها تكفيها وتمنعها من أن تكون في درب السّائرين للعشق.. هي عصفور جريح ينتظر صدقة من المارّة لمساعدته. هي فقيرة حبّ عاشت في كنف المعاناة والحرمان.
لم تشعر يوماً بالحبّ ولا تريد أن تفعل!
سحبت يدها من قبضتها وتجاهلته تماماً كما فعل البارحة لتحطّم غروره أمام تشانيول.
" أجاشي، فلتنطلق " دقدت على الزجاج خلفها .
" هل تلاعبينني؟ قلت انزلي..أنت ستغادرين معي!" صرخ آخر كلامه فأفزعها لدرجة أنّها اهتزّت للحظة.
ألقى نظرة جانبيّة لتشانيول الذي يدقّق في ملامحه يقرأ تفاصيل قلبه الظّاهرة.. من الواضح أنّه على حافّة الجنون!
" لن ترغمني على ما لا أريد " قالت لتلتفّ للأجاشي هاتفة للمرّة الثّانية بأن ينطلق .
أغمض بيكهيون عينيه بغضب ليزفر قائلاً " يبدو أنّك لا تفهمين لغتي "
الجانب الذي لم تعرفه عن بيكهيون هو عصبيّته الشّديدة و غضبه السّريع، إنّف فتيل قصير سريع الإشتعال.
" سأرغمك على كلّ شيء إن أردت " قال بابتسامة جانبيّة خبيثة ليتحرّك نحو باب الشّاحنة وينزله ليرفع قدمه مقتحماً مساحة ميني التي علمت ما سيفعله لذا تشبثت بالحواف بسرعة.
ياله من مشهد مثير للشّفقة. ظنّت أنّها بتشبّثها ذاك ستعرقله ولكنّه في رمشة عين فتح أصابعها لتتلاشى تلك القبضة التي ظنّتها قويّة و ختم الأمر بلفّ يده حول خصرها والأخرى تسلّلت خلف ركبتيها ليرفعها كطفلة صغيرة وكأنّها ريشة لا تزن غراماً واحداً.
بين نظرات الجميع المعجبة بقوّته ورجولته هو قد تجاهل نظراتها المنصدمة وصراخها عليه لينزلها و قفز من على الشّاحنة غير ناسٍ صندوق الفراولة.
" فليساعدني أحد في حمل الصّندوق أيضاً "
فراولة مجانيّة لا يمكنه التّخلّي عنها!
" إنّه يحبّها " همس تشانيول بخبث لكن الجدّة كانت قادرةً على سماعه.
اقتربت منه الجدّة تلمس عضلات ذراعه بنظراتها المخيفة تلك " ماذا تحبّني؟ "
فتح عينيه على مصرعيهما ليبتلع ريقه، هو في عداد المتحرّش بهم!
سار متحرّكاً نحو سيّارته البعيدة بعض الشّيء عن المكان، وتلك الطّفلة خشت الوقوع لذا لفّت ذراعيها حول رقبته محاولة تجاهل الرّعشة السّارية بجسدها بسبب ملمس أصابعه على جسدها.
وعلى عكسها كان هو صارماً لم تتزعزع الجديّة عن محياه حتّى وصل للسّيّارة آمراً إيّاها بفتحا وقد فعلت لينتهي أمرها مرميّة بلا مبالاة داخلها حتّى أنّ ظهرها أصدر صوتاً بسبب ارتطامها بالمقعد الأماميّ.
أغلق عليها الباب كي لا تهرب و توجّه لصندوق السّيّارة الخلفيّ حيث سيضع الفراولة التي يحملها الشّاب.
" شكراً لك! " قال ليغلق الصّندوق ويعود أدراجه للأمام ويركب سيّارته ولم يزعج نفسه بالقاء نظرة للمتذمّرة بجانبه.
هي قد ظلّت تتذمّر وتتحدّث بلا توقّف في حين أنّه كان سعيداً بفوزه عليها وكسر شوكة عنادها.
مرّ وقت منذ انطلاقهما وتعبت ميني من الحديث فقرّرت أخذ غفوة لما تبقّى من مسافة ولكن ما إن رنّ هاتفها حتّى حطّم أحلامها بنيل قسط من الرّاحة فأخذته متأفئفة .. لكن حين قرأت اسم المتّصل سُعدت وردّت بسرعة.
-أمّي!
-ميني، فلتعودي للمنزل فوراً والدك قد جُنّ جنونه بسبب اتّصال يخبره أنّك تتدرّبين على المصارعة وتواعدين مدرّبك لضمان فوزك في البطولة.. فلتأتي فوراً.
- ماذا؟ من أخبره؟
كان الآخر ينظر بزاوية عينه متسائلاً عمّا حصل لكنّها تجاهلته وهي تستمع لوالدتها .
- ميني أرجوك فلتعودي أنا لا أستطيع إيقاف نوبة غضبه.. هو لن يهدأ إلّا برؤيتك أمامه.
- حسناً، سآتي في أقرب وقت.
أغلقت الخطّ لتحتضن يداها وجهها وهي تتنفّس بشكل مضطرب من شدّة الخوف من والدها، هي ستكون في عداد الموتى والذي زاد الطّين بلّة هو أمر مواعدتها.. فحتّى لو كان كاذباً لن يصدّقها وسيعاقبها أشدّ عقابٍ على ما لم تقترفه.
" هل هناك خطب ما؟ " سأل بيكهيون عاقداً حاجبيه باستغراب.
رفعت رأسها لتنظر نحوه بعينين خائفتين هزّا قلبه ونفثا حزنها بداخله.
" هل يمكنك ايصالي لأقرب محطّة نقل للمسافرين؟ " باغتته ميني بسؤالها ليجيبها بسؤال
" لمَ؟ إلى أين تنوين الذّهاب؟ "
" لقد اتّصلت أمي و..أخبرتني أنّ والدي مريض" حاولت ضبط انفعالها لتنطلي عليه كذبتها.
" لا بأس سأوصلك، أنت من جونجو، صحيح؟"
هو يعرف تفاصيلها، حتّى عنوان بيتها فتشايونغ تحدّثه دوماً عن مدى حظّها بعائلتها الغنيّة نسبيّاً.
" لا، هذا مستحيل .." اعترضت .
من غير الممكن أن تترك والدها يراه برفقتها فهو سيجهز عليه بلا شكّ.
" أخبرتك سابقاً أنّي أنا من يقرّر عن نفسي، لذا لا تجادليني " ردّ وهو يغيّر الطّريق بسلاسة نحو جونجو.
زفرت ميني الهواء بغضب لتدفن وجهها بين يديها للمرّة الثّانية وهي تهزّ قدمها بتوتّر ممّا ينتظرها.
" هل حالته حرجة؟ "
" لا أعلم "
...
حلّ المساء ووصلا أخيراً إلى جونجو حيث تقطن ميني وكادا يقتربان من منزلها لذا تحدّثت وقد زال بعض توتّرها.
" أنزلني هنا، سأكمل مشياً على الأقدام "
" أمام باب منزلك! " أجاب محطّماً كلّ آمالها في أن تنزل هنا..
هو سيزيد الوضع سوءاً!
" اللّعنة " هسهست بين أنفاسها فلم يسمعها أو ربّما ادّعى ذلك فقط.
التفّ بسيّارته يمينا ليدخل منطقة مليئة بالفيلات والمنازل الفاخرة، ومن بينها كان منزلها ذي الطّراز الأوروبيّ الجميل .
كان بابه مغلقاً ولا أحد أمامه فاطمأنّت قليلاً، هي ستجعل بيكهيون يغادر فور ما ينزلها وتقابل والدها الذي افتقدت وجهه لشهرين كاملين.
كانت ترتجف خائفة ممّا سيلاقيها فربّما سيمنعها من العودة لسول ويدمّر مستقبلها بعقليته المتحجّرة ويمنعها عن حلمها الذي أرادته بشدّة.
لكن بتفكيرها بالأمر حتّى لو قام بذلك ستهرب وتكمل السّير بخطى ثابتة نحو حلمها اللّامع..
لكن رغم القوّة التي تبعثها في نفسها هي غير قادرة عن كبح هذا النّبض المتوتّر والخوف المرتجف.. كانت تدعو وتتضرّع ألّا يخرج والدها ويرى بيكهيون برفقتها كي لا تتأزّم الأمور .
بلّلت شفتها الجافّة وعضّت عليها ناظرة لمنزلها تتخيّل ما سيحدث.
" شكراً لك " انحنت قليلاً لتلفّ عازمة على النّزول غير أنّ يده أوقفتها فعادت لتنظر نحوه بصدمة..ما الذي يريده؟
"لن تتركيني أغادر دون استضافة، ثمّ سأتشرّف بالتّعرّف على عائلتك وزيارة والدك المريض! "
اللعنة، هل يهذي؟ هي لا تريد حتّى أن يُلمح من طرف والدها وهو يرغب في الدّخول..
" لا، لا نستقبل الضّيوف.." ماكادت تكمل كلامها حتّى أحسّت بباب السّيّارة يفتح بقوّة لتسحبها يدٌ ما من مرفقها .
والدها كان الفاعل، هو قد سحبها بقوّة لتسقط أرضاً ويعيد حملها لتقف أمامه مقابلة نظراته القاتلة.
دوى صوت صفعة قويّة في المكان مزامنة مع نزول بيكهيون من سيّارته ليركض نحوهما .
" أيّتها العاهرة اللّعينة، هل تعصين أوامري؟ "
والدها كان طويل القامة نسبيّاً بشعر أكله الشّيب وعينين لا تشبهان خاصّة ابنته، كان حنطي اللّون بعينين ضيّقتين مجعّدتين وأنف مدبّب.
كانت تنظر إليه بعينين عاتبين، تمنّت لو أن لقاءهما كان أحضاناً وقُبلاً، لا مذلّة وصفعاً أمام بيكهيون.
هو يدمّرها في كلّ مرّة تراه، وما إن تراه حتّى تباشر بالبكاء رغماً عنه وكأنّ وجهه يحرّك الألم بداخلها.. يفتح جراحاً قديمة عجزت أن تلتئم!
كانت تبكي بصمت ناقلة نظرها بين حدقتيه تبحث عن ذرّة حبّ لها بهما.. لكنّها أنزلت رأسها خائبة الأمل لا تجد مكاناً لها في قلبه.. لتعود طريدة بلا رحمة.
الألم بداخل قلبها بشع جدّاً ومرهق للقلب، الشّخص الذي كرهته بسبب حبّها الشّديد هو سببُ آهاتها ليلاً وخوفها من الحبّ وذعرها من ربط علاقات مع أُناس يتركونها في النّهاية.
هزّها والدها بعنف لتستفيق من شرودها " أهذا هو حبيبك؟ تحدّثي "
كاد يوجّه صفعة ثانية لها لكن بيكهيون تدخّل ليمنعه ماسكاً يده بقوّة ليصرّ أسنانه قائلاً " أجل.. أنا حبيبها، مالذي ستفعله الآن؟! "
هو لم يرد التّدخل بادئ الأمر بسبب أنّه والدها ومن المعيب أن يلكم رجلاً بعمر والده ولكن رؤيتها وهي ضعيفة بين يديه دفعته ليتصرّف حتّى وهو يجهل ما الأمر..!
ميني لم تسمع ما قاله بيكهيون بل غاصت في دوّامة أخذتها في جولة مارّة بكلّ ذكريات حياتها، هذه هي أوّل مرّة يضربها بها..!
إنّه مؤلمٌ جدّاً~
" أبي " همست مزامنة مع دموعها المتساقطة بتلك الكلمة التي لم تقلها يوماً في حياتها..
لطالما كانت علاقتها به سطحيّة كشركاء سكن فقط، لا تراه كثيراً بسبب عمله وعودته متأخّراً.. هي قد حُرمت من سماع وقع اسمها على شفتيه فحرمته من منادته بأبي.
كلّ شيءٍ خاطئ بحياتها من البداية إلى غاية اقتحام بيون بيكهيون لها!
يتّبع...💔
رأيكم؟
توقعاتكم..
شكراً للقراءة والدّعم، أراكنّ يوم الإثنين إن شاء الله💜
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top