الفصل | 12
▪أردت أن أضيئه فأحرقني▪
أهلا بكم في البارت 12، أتمنّى يعجبكم❤
Enjoy❤
...
نظر لميني وغمزها "هي من ستقرّر كم سأبقى!"
تنهّدت الأخرى مستسلمة وسارت نحوه لتأخذه من يده وتجرّه للخارج خلفها.
كان ينظر إلى شعرها المتطاير مع تمايلات سيرها، لقد بدت جميلةً جدّاً من الخلف.. عيناه نزلتا لتنظرا ليدها الصّغيرة وهي تعانق يده الكبيرة.
إنّها لطيفة جدّاً لتكون مصارعة!
بيكهيون كان تحت تأثير سحر ميني، لا يعلم لمَ ينقاد خلفها كالخروف ويبتسم علاوة عن ذلك، هو حتماً لم يكن مدركاً لما حلّ به ورأى كلّ شيءٍ على أنّ شخصيّة ميني تعجبه وتلائم طريقة تفكيره..رغم أنّه لا يعرف شيئاً عنها.
هو يجهل ميني الحقيقيّة!
ابتعدا قليلاً عن السّاونا واتّجهت به ميني لأحد الأزقّة الضّيّقة وجعلته يستند على الحائط لتستند على المقابل له تكتّف ذراعيها عند صدرها.
كلّ هذا وهو يواصل التّحديق بها بلا توقّف، هو قد حاول كبح رغبته الجامعة في ملئ عينيه بها لكنّه لم يستطع !
قلّصت عينيها تنظر نحوه بشكّ "والآن أخبرني، لمَ تلاحقني؟"
حشر يديه بجَيْبَي بنطاله يمدّ شفتيه كطفل في الرابعة من عمره "أريد عودتك للمنزل.."
تلك الجملة عادية عنده لكنّها ثقيلة الوقع على قلب ميني البريئة، أحدهم يريد عودتها للمنزل، أحدهم يهتمّ لأمرها..!
لكنّه..حبيب صديقتها!
ابتلعت ريقها ترمش مرات متتالية كمحاولة يتيمة لإعادة ضبط اعدادات قلبها الذي أصبح يتفاجأ من كلّ شيء حوله.
"لن أعود، عد لمنزلك ولا تتعب نفسك معي" ربتت على كتفه وسارت مبتعدة.
هو كغيره بالتّأكيد، ككلّ شخص مثّل حولها لبعض الوقت وتركها بنهاية المطاف...
ميني كانت واضحة مع نفسها وصارحتها بأنّ أفعال بيكهيون واهتمامه البسيط بها حرّك مشاعرها وجعلها تتخيّل ما إن كانت هي مكان تشايونغ هل كانت لتحظى بقدر أكبر من الحبّ؟
ماذا لو أنّها تجد حبيباً من أجل نفسها، هل سيحبّها ويبقى معها للأبد..هل سيعوّضها بالحبّ الذي حرمت منه في صغرها.
هل سيسمع حين تصرخ مستنجدة به ويعتصرها في حضنه حين تكون كالطّفلة الخائفة؟
لا...لن يفعل، لأنّها ترى نفسها كفتاة فاشلة في مجال العلاقات ومن الصّعب أن يحبّها النّاس أو يؤسروا بشخصيّتها.
خرجت من ذلك الزّقاق وأكملت السّير تحت سماء سول اللّيليّة وعقلها مشوّش بالتّفكير ببيكهيون وما فعله وقاله.
بعثرت شعرها تحدّث نفسها "ميني أرجوكِ لا تدخلي متاهة غبيّة كهذه"
"إلى أين تذهبين؟ ما رأيك بتناول بعض اللّحم؟"
نظرت إلى جانبها الأيمن لتجد بيكهيون يزامن خطواته مع خاصّتها وينظر بسعادة ناحيتها.
تنهّدت بقلّة حيلة لترسم ابتسامة جميلة كخاصّته وتردف بنبرة لعوب "أنت عنيد حقّاً..إن كنت تريد الإفلاس تعال معي"
انتشلت يده لتعانقها بأصابعها النّحيلة وراحت تركض ليلحق بها.
مازالت حركة تمايل شعرها تعجبه وتجعل قلبه يدقّ قليلاً.. شعرها الأسود الطّويل جميلٌ حقّاً.
بعد دقائق من الرّكض توقّفت ميني أمام أحد المطاعم تلتقط أنفاسها الضّائعة ويدها ما تزال في يد بيكهيون الذي غيّر الوضع لتصبح يدها بحضن يده.
"هذا المطعم يقدّم لحم البقر بأشهى طريقة ممكنة، سآكل كثيراً لذا جهّز نقودك للدّفع"
هو قد أحبّ ابتسامتها الصّادقة ولمعان عينيها وحماسها الطّفوليّ، قد بدت بسيطة جدّاً كشخص يسهل إسعاده والتّعايش معه!
"سأزيد السّعر على تكاليف تدريبك" أَرْقَص حاجبيه وهو ينظر ليديهما المتشابكة.
سحبت الأخرى يدها من يده وتنحنحت لتضيف "لا دخل لي بحساباتك الوهميّة"
هزّت كتفيها عدّة مرّات ودخلت المطعم ليلحق بها بيكهيون يرجع شعره للخلف والابتسامة لم تفارقه منذ التقى بميني.
..
"يا، إنّك تقودينني للإفلاس..هل أنت بشريّة حقّاً؟"
"مازال هناك الكثير من المتّسع للمثلّجات!"
ضرب رأسه بطاولة المطعم ينتحب بسبب ميني التي لم تتوقّف عن طلب المزيد من الأكل.
قد كانت تضع قطعة لحم من القطع التي شواها بيك، تضعها في ورقة خسّ مع بعض الخضراوات وتلتهمها على وِسع فمها بينما هو يراقبها...
في البداية قد بدت كفتاة لطيفة لكنّها تحوّلت لتصبح وحشاً مفترساً وكأنّها احتجزت بلا أكل لما يزيد عن مئتي سنة.
وبينما هي على تلك الحال اهتزّ هاتفها معلناً عن وصول إشعار للمجموعة الخاصّة بالمتدرّبين.
هي قد خرجت منها عدّة مرّات لكنّها تجد نفسها منظمّة إليها في كلّ مرّة يوبّخها فيها المدرّب العجوز بسبب عدم سماعها بآخر المستجدّات.
تفقّدت الإشعار بينما تمضغ قطعة اللّحم لترميه ثانية بلا مبالاة وتكمل تناول طعامها.
"ماذا؟ أهو خبر مزعج؟" سأل بيكهيون وهو يقطّع اللّحم ليشوي المزيد منه.
"إنّني أواعد..وأنا آخر من يسمع؟" مدّت شفتها السّفلى بقلّة حيلة.
"ماذا؟ كيف ذلك؟" ترك الشوكة من يده ونظر نحوها بتركيز
"هكذا فقط" هزّت كتفيها
"تواعدين من؟" هو قرّر طرح السّؤال الأهمّ
"أنت"
فتح عينيه على مصراعيها ليُتَأْتِئ"أ..أ..أنا؟"
لم ترد شرح ماهو مملّ كهذا الموضوع لذا أخذت هاتفه وشغّلته لتعطيه لبيكهيون وهو بدوره راح يقرأ ما كُتب في ذلك المقال.
"المدرّب يواعد ميني" قرأ على مسامعها التعليقات.
•يمكنني توقّع وجود اسمها في البطولة النّسائيّة من الآن!
•كيف كشفتم الأمر يا رفاق؟
•بالتّأكيد هما يتواعدان فقربها الدّائم منه سيغويه بالنّهاية!
•ألن يخبرني أحدكم كيف كشفتم أمرهما؟
•جديّاً أنا سمعته مرّة يقول لها أنّه عليها احترامه حتى لو أنّهما يعيشان معاً.
•سمعت أنّهما متزوّجان ولديهما طفل!
انفجر بيكهيون ضاحكاً على التّعليق الأخير، و أعاد بعدها الهاتف لميني ليردف:
"كم عمر ابننا يا ترى؟"
"سأسألهم لاحقاً" أجابت ميني تدّعي الاهتمام.
اِلتهم قطعة لحم وأردف ينظر لميني"يبدو أنّك معتادة على الأمر!"
"في المرّة السّابقة اتهمت بمواعدة المدرّب العجوز، وهذا ما جعله يكرهني..." قالت لتبلل حلقها بشربة ماء.
"لم يكرهونك وأنت فتاة لطيفة؟" قال بعفويّة يراقب حركاتها.
ابتسمت بحزن قائلة " لا أعلم، لم أتساءل يوماً لمَ لا يحبّونني..ربّما الأصح أن أسأل لمَ سيحبّونني لأنّي لا أرى بي شيئاً ملفتاً للقلوب، باختصار معهم الحق في أيّ احساس يكنّونه لي..فلن يجرحني ذلك ! "
هو قد استشعر ذلك الشّعور باللّامبالاة في نبرتها وطريقة حديثها، من الواضح أنّها تدفع الجميع بعيداً عنها وتحجز نفسها في قوقعة عالمها الخاصّ.
"ماذا عنك، هل تحبّين نفسك؟"
"لا أعلم، ربّما اعتدت أن أفعل" ابتسمت آخر كلامها لتنقل نظرها بطريقة مفاجئة إلى عينيه.
هتان العينان تحوزان على قسط أكبر من اعجابه كلّما نظر إليهما أكثر، وتداعبان أوتار قلبه ليعزف لحناً دافئاً وغريباً عنه.
"ماذا عنك؟ هل تحبّ نفسك؟" سألت تسند ذقنها على ظاهر يدها.
أجاب بكلّ ثقة بعد أن بلّل شفته "أجل، لا أحد وقف بجانبي سوى نفسي، لهذا أراها جديرة بكلّ الحبّ في هذا العالم!"
"هل تعلم شيئاً؟" قهقهت بخفّة تنظر لبيكهيون ليبتسم هو من غير إرادته.
" كنت أكرهك كثيراً لدرجة أردت فيها قتلك"
"ماذا عن الآن؟"
"لا زلت أكرهك وأريد قتلك في أول فرصة تمنح لي!"
قهقه بصوتٍ عالٍ ليستند على كفّه كما تفعل هي ونظر إلى حدقتيها وكأنّه ينقّب عن شيء ما داخلهما.
"لكنّي لم أكرهك ولو ليوم واحد.."
ابتسمت ميني وكادت تردّ لولا ما أضافه "أنا لم ألحظك منذ البداية ومازلت لا أراك لصغرك أمامي!"
أنهى كلامه بابتسامة منتصرة ليعود للخلف مستنداً على الكرسيّ.
"إن كنت حاولت قصفي فأقول لك أنّك مثير للشّفقة" وضعت الشّوكة وضربت الطّاولة بيدها لتغادر غاضبة.
أمّا الآخر فقد لحق بها متجاوزاً الطّاولات الكثيرة يضحك على ما فعلته، فمن الواضح أنّها استحملته بسبب الطّعام فقط.
سار خلفها وذراعاه خلف رأسه يشابكهما، يضحك على طريقة سيرها السّريعة الغاضبة.
هو قد حاول مجاراتها طول الطّريق للسّاونا لكنّها ظلّت تدفعه بعيداً عنها .
انتهى بهما الحال جالسين إلى جانب بعضهما البعض يرتديان ملابس السّاونا.
"اسمع، لا دخل لي لو تشاجرت مع تشايونغ، أنت من قرّرت البقاء هنا ولم أرغمك على شيء" قالت ميني.
تمدّد بيكهيون على الأرض مستنداً على ذراعه ينظر لميني التي تنظر إليه بدورها.
"لست طفلاً لأبرّر لها أفعالي..يمكنني البقاء أينما أردت" أنهى كلامه بابتسامة .
"أخبرني، هل هذه مرّتك الأولى في المكوث هنا؟"
كان سؤالها عشوائيّاً جدّاً بالنّسبة له.
"أجل"
"أنت لا تعلم مدى انتشار الإشاعة هنا، راقب فحسب!" غمزت له لتبدأ مشهدها التمثيليّ.
"ماذا قلت؟ عزيزي أرجوك لا تتركني" راحت تهزّه بقوّة وتدّعي البُكاء والآخر مصدوم لا يعلم حتّى ما تفعله هذه المجنونة.
انتبه شخصان أو ثلاثة لتمثيليّتها لذا زادت من نحيبها وصوتها العالي وقد ارتمت بحضن بيكهيون الذي جلس مرتفعاً بجذعه..وبفعلتها تلك جمعت الجميع حولهما.
"لا تتركني أرجوك سأمنحك كلّ راتبي ولن أتذمّر بشأن ضربك لي" أنهت كلامها بشهقة تلاها صوت بكائها المزيّف وهي تحاوط خصر بيكهيون وتدفن وجهها بمعدته بينما المسكين ينفي بكلتا يديه للنّاس الناظرين بحدّة نحوه.
لقد أصبح يبتسم بتوتّر بتذكّره الجدّات الوحشيّات من المرّة الماضية وهذا مازاده ذعراً.
حاول التملّص من ميني التي تحتضنه بقوّة إلا أنّه لم يستطع فرفع يده يريد ضربها على رأسه لكنه توقّف حين شهقت تلك الفتاة وأخرجت هاتفها توثّق الجريمة.
"بنيتي هل نتّصل بالشّرطة؟"
"ياله من وحش، لعنتك الآلهة"
"لهذا أخبرتكنّ أنّ الرّجل عنصر سامّ في هذا الكوكب!"
انفجرت ميني ضاحكة ضدّ بطن بيكهيون ولحسن حظها هو الوحيد الذي أيقن أنّها تضحك بينما الباقون ظنّوا أنّها تبكي.
"إنّها تكذب لا تصدّقوها" انتحب بيك وهو يحاول ابعاد ميني الملتصقة به.
"أخبرتك أنّي لن أجهض طفلنا، إنّه جزء منك ومنّي"
قامت ميني تقف على رجليها وتنظر بعينيها الباكيتين نحو بيكهيون الذي ما يزال جالساً تحت تأثير الصّدمة.
"حسنٌ، سأخرج من حياتك ولكن تذكّر جيّداً..لو حدث لي مكروه شبحي سيطاردك لآخر يوم في حياتك، أحبّك يا والد طفلي"
ركضت بطريقة دراميّة وغادرت للقاعة الأخرى تاركة بيكهيون المسكين خلفها وهو يحاول توضيح الأمر للنّاس هناك لكنّهم جميعاً كانوا يدفعونه للّحاق بها ومصالحتها.
وكما طالبوه هو قد لحق بها للقاعة الأخرى من السّاونا...
هو قد توقّف عند المدخل يشدّ على قبضة يده بقوّة يتخيّل نفسه يبرحها ضرباً ويشوّه عينيها الجميلتين.
تنهّد مسيطراً على غضبه مقترباً منها، هي قد كانت جالسة في الزاوية تمثّل أنّها تمسح دموعها.
جلس بجانبها على الأرض.. ينظر إليها بإشادة.
"لا أحد ينافسك في الاحتيال، أهنّئك على التلاعب بعقول الجميع!" صفّق بفخر بينما هي ترجع شعرها خلف أذنها.
طرأت فكرة شرّيرة لعقله لذا استند على يده وأخذ يقترب نحو ميني أقرب أكثر فأكثر وهي تزحف للخلف إلى أن ارتطم جسدها بالحائط خلفها.
أصبحت محاصرة من بيكهيون الذي سمح لنفسه بالاقتراب أكثر وعلى وجهه تلك النّظرة المنحرفة ما أخاف ميني وجعلها تتلعثم بينما تحاول إرجاعه للخلف بيدها الموضوعة على صدره.
"ت..توقّف"
هو كان قريباً جدّا منها حين همس وعيناه مركّزتان على شفتيها.
"ما رأيك بصنع أخ لطفلنا الوحيد، هكذا ستضمنين بقائي بجانبك..حبيبتي" أرجع خصلات شعرها المتمرّدة خلف أذنها ليعود للنّظر إلى عدستيها اللّتين بات يحبّهما.
قد بدت لطيفة جدّاً وهي خائفة ومصدومة ممّا قاله، كان بامكانه سماع دقّات قلبها المتسارعة ما جعله يبتسم لها.
يتّبع...💜
رأيكنّ؟
أكثر جزء عجبكن وما عجبكن؟
توقّعاتكن للبارت الجاي؟
شكراً ولقاؤنا قريبٌ إن شاء الله❤😳
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top