الفصل الثالث عشر

الفصل الثالث عشر|| منعطف حاد


تشاجر رجلان قرب طاولة معاذ ويوسف بحدة، تطور الأمر حتى وصل إلى اشتباكات بالأيدي، ما جعلهما ينهضان ليفضا هذا الاشتباك، حينها أتى مدير المطعم وطردهما، ليعود كل من يوسف ومعاذ ليجلسا على طاولتهما

شعر معاذ أن خيوط الكلام قد أفلتت منه بالكامل، عادا لشرب كوبي الشاي الذين أمامهما بصمت، حينها نطق معاذ على خجل:

_أعتذر لأني دعوتك إلى هنا ثم لم أقل شيئا، لكن يبدو أنني لم أعد قادرا على صياغة كلماتي، لكن سأحرص على أن أخبرك بذلك قريبا

كان يوسف يطالعه باستغراب وكوب الشاي في يده، وضعه على الطاولة ثم قال ممازحا:
_لا بأس أكلت وجبة شهية على حسابك وهذا كافٍ

ضحكا بخفة على ذلك التعليق، ثم ترك معاذ المجال ليوسف ليقول ما شاء، لم يبقيا طويلا فعلى أية حال هما في مطعم وليسا في منزل أحدهما، غادرا المطعم ويوسف يكاد يموت فضولا لمعرفة ما الشيء الذي جلبه معاذ لأجله، لكن ما بيده من حيلة سوى انتظار فرصة أخرى

**********

في غرفتها أخذت ميمونة ترتب أدوات الزينة على طاولتها حين دخل يوسف، كان ممسكا رأسه وقد بدا أنه يؤلمه كثيرا، سألته قلقة:
_لمَ لا تذهب إلى المشفى لترى ما قصة هذا الصداع؟ هذا جنون إنه لم يتوقف منذ أن شعرت به أول مرة

جلس على سريره وهو يتأوه ثم أجابها:
_أنا لا أعرف ما القصة، لم ينفع معه أي دواء

طالعته بخوف ثم قالت:
_اتصل بخليل ليأتي لمساعدتك في الذهاب إلى المشفى، إن كنت لا تستطيع الذهاب وحدك

حينما فكر بكلامها وجد أنها محقة، والده رجل كبير في السن، سيتعبه معه فحسب، ولؤي مشغول بعمله، وإن عاد فسيكون متعبا بلا شك، لم يبقَ سوى خليل، وهو لن يمانع إن كان ليس مشغولا

سمعت ميمونة والدة يوسف تناديها فخرجت لتجيبها، أما يوسف فقد أخذ هاتفه واتصل بخليل، أجاب هذا الأخير ليخبره يوسف بالأمر، لكنه ظن الأمر ليس بتلك الخطورة، وبدلا من أن يخبره أنه لا يستطيع الذهاب معه اليوم كونه مشغولا فضل أن يمزح معه قائلا:
_هل تبحث عن عذر بسبب اقتراب امتحانات الجامعة؟ لن يصدقك أحد أيها المسكين

ما لم يعلمه خليل أن يوسف يمسك الهاتف بيد ليحادثه، بينما الأخرى تمسك رأسه من شدة الألم الذي فيه، رد عليه بوهن:
_هذا ليس وقت المزاح، أنا جاد فيما أقول

شعر خليل بالقلق لكنه فضل إخباره بالحقيقة فقال:
_أرجو المعذرة أنا الآن مشغولا، ألا يمكنك أن تذهب مع شخص آخر؟ أو تؤخر ذهابك إلى الغد؟

شعر يوسف باليأس فرد عليه بنفاد صبر:
_إن كنت لن تأتي الآن فأخبرني بذلك منذ البداية، ليس لدي رغبة بالتحدث أكثر من هذا، وداعا!

أغلق المكالمة وسط صدمة خليل، رمى هاتفه جانبا وتمدد على سريره، إن استطاع النوم فهذا أفضل ما سيحدث له مع كل هذا الألم

**********

في صباح اليوم التالي ظل يوسف في غرفته، كان عاجزا عن السيطرة على ذلك الألم الفظيع الذي يلتهم رأسه، اتصل بخليل فلم يجب، غضب من ذلك فرمى الهاتف أرضا ليتطاير أجزاء، تزامنت رميته مع دخول ميمونة التي أفزعتها تلك الحركة، صرخت عليه وسط فزعها:
_ماذا تفعل يا مجنون؟

بدا أنه غاضب هذه المرة، لدرجة لا يستطيع فيها السكوت على ما قالته، نهض من مكانه ورد عليها بصوت عالٍ:
_إنه أخوك الأحمق هذا الذي قلتِ لي أن أطلب مساعدته، إنه لا يقدر ما أنا فيه

شعرت ميمونة بالغضب بسبب ما قال فردت عليه بذات النبرة:
_لا يزال لؤي موجودا لمَ لا تطلب مساعدته؟ أم أنك لا تحسن الغضب إلا حين يتعلق الأمر بخليل؟

انحنت لتلقط قطع الهاتف المتبعثرة فجاءها رده:
_إنه طلبك ووعده، أم أنكما لا تحسنان سوى الثرثرة؟

استغربت ميمونة أسلوبه الفض هذا الذي لم تعهده من قبل، نهضت لتقف في وجهه قائلة:
_ما بك؟ هاه ما بك؟ هل تناولت متفجرات؟ أم أن الصداع قد أتلف عقلك؟ لم أفعل بك شيئا لتصرخ عليّ هكذا، راجع نفسك أو اغرب عن وجهي

أثارت كلماتها غضبه فوق ما كان ثائرا فدفعها عن طريقه وهو يقول:
_ابتعدي إذن عن طريقي

دفعها حتى وقعت على الأرض صارخة من الألم، ظن أنها كعادتها تخاف من أي شيء، خرج دون أن ينظر إليها حتى، كانت غرفته تقع في الدور الثاني من منزلهم وقبالتها غرفة شقيقه لؤي، التقى لؤي في طريقه ليسأله هذا الأخير مستفسرا:
_ما الأمر؟

تركه يوسف ونزل وكأنه لم يسمع شيئا، وجد والدته في طريقه تنظر إليه باستغراب، مر من جانبها متجاهلا لها ليخرج من المنزل

نادى لؤي زوجته وطلب منها أن تذهب لترى ميمونة ماذا حدث لها، سيما بعد أن سمع صوتها وقد بدت متوجعة، صعدت والدته لتدخل مع سكينة في نفس الوقت إلى غرفة يوسف، وجدتا ميمونة قرب سريرها تتألم، سارعت أم يوسف إليها لتسألها:
_ماذا حدث؟

أجابت ميمونة بضعف جاهدة على إخراج حروفها:
_لا أعلم ما به، دفعني من طريقه فانزلقت قدمي، لقد أصبت بضربة أسفل ظهري بطرف السرير

صعقت والدة يوسف وهي تسمع كلامها، ميمونة في شهور حملها الأولى، ضربة كهذه قد تتسبب في إسقاط جنينها، حاولت مساعدتها على الجلوس في حين تحدثت لسكينة قائلة:
_اطلبي من لؤي أن يعد نفسه لنأخذها إلى المشفى، يجب ألا نتأخر عليها، أنتِ أيضا تجهزي ستذهبين معنا

نهضت سكينة ممتثلة لكلامها مسرعة نحو زوجها لتخبره بطلب والدته، شعر لؤي كأن مصيبة ما حطت على رأسه، ما بال شقيقه يتصرف هكذا؟ لقد غادر المنزل حتى، لم يجد بُدًّا من الإسراع في تنفيذ ما قالته والدته، سارعوا إلى أخذ ميمونة إلى المشفى، وقد كانت الأخيرة تنزف إثر تلك الصدمة التي تلقتها


كان الثلاثة ينتظرون خروج الطبيبة من غرفة ميمونة حين أقبل والداها رفقة خليل والاستغراب يلفهم، سأل خليل دون مقدمات:
_ماذا حدث؟

لم يعرف لؤي كيف يجيبه، الأمر بالنسبة له هو غير قابل للاستيعاب، لم يستطع قول شيء سوى:
_حينما تراها اسألها، فنحن لا نعرف ما القصة!

كان خليل خائفا من أن يكون ليوسف يد فيما حدث، سيما بعد أن أخبره عن ذلك الصداع، وهو الآن لا يراه، سأل ليزيل شكوكه:
_وأين يوسف؟ لماذا لا أراه هنا؟

شعر لؤي أنه حشر في الزاوية، ولا مناص من قول الحقيقة، لكنه حقا لا يعلم أين يوسف، فقد كسر هاتفه وخرج، كيف يمكنهم التواصل معه؟ حينها خرجت الطبيبة قائلة:
_أين هي عائلة ميمونة صالح؟

تقدمت والدتها نحوها بقلق وقالت:
_أنا والدتها، أخبريني كيف هي؟

أجابتها الطبيبة دون لف أو دوران:
_يؤسفني أن أخبرك أنها فقدت الجنين، كما أنها متعبة جدا

لم تستطع والدتها مغالبة دموعها لكنها قالت برجاء:
_أود رؤيتها، أرجوك أيتها الطبيبة اسمحي لي برؤيتها

منعتها الطبيبة من الدخول ثم قالت:
_سيتم إخراجها إلى غرفة أخرى كون حالتها مختلفة، حينها يمكنك رؤيتها

حاولت والدة يوسف مواساتها قليلا ثم أجلستها على كرسي الانتظار وهي تكاد تموت من القلق، لقد كان واضحا أن ثمة شيئا سيئا حدث، لكن لن يقول أحد شيئا بلا شك، لذا عليها انتظار رؤية ابنتها لتعرف منها كل شيء، وذا ما كان يقلق عائلة يوسف التي لم تعد تعرف ما تقول

**********

في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل دوى رنين مزعج أخذ يصدر من هاتف سعيد والد يوسف ما جعله يلتقط هاتفه بغضب، من الذي يتصل به في مثل هذا الوقت المتأخر من الليل؟ وكأنه مستعد لسماع مزيد من الأخبار السيئة، كان رقم المتصل غير مسجل في الهاتف، كاد أن يرفض المكالمة ويرمي هاتفه في عمق الصمت، لكنه توقف فجأة حين ذكر يوسف، هذا الأحمق خرج حينها بدون هاتف ولم يعلموا أين ذهب، قام بفتح المكالمة وسأل دون مقدمات:
_من المتصل؟

أتاه صوت بدا له غريبا في البداية:
_مرحبا عمي أنا أمجد، آمل ألا أكون قد أزعجتكم بمكالمتي في هذا الوقت

توضحت معالم الصوت بعد هذه الكلمات لسعيد الذي شعر بنوع من الاطمئنان وقال:
_مرحبا يا أمجد، خيرا إن شاء الله؟

_هو الخير إن شاء الله

قالها أمجد محاولا طمأنته قبل أن يقول ما اتصل لأجله، لم يلبث طويلا حتى قال:
_أردت أن أخبرك أن يوسف عندي هنا في منزلي، وجدته خارجا من المنزل وهو في حالة غير طبيعية، أخذته إلى منزلي ولكنه لم يهدأ، لذا أخذته إلى المشفى

لم يطق سعيد صبرا إذ بادر بالسؤال:
_وماذا؟ ما به؟ هل هو بخير؟

_لا تقلق لا تقلق! إنه عارض فقط بسبب المذاكرة المكثفة والسهر شبه الدائم كما قال الطبيب، هو بحاجة للراحة وسيكون بخير

قال أمجد جوابه سريعا كي يطمئن عمه، شعر سعيد بالراحة كونه اطمأن على ابنه، لكنه لا يستطيع قبول ذلك كمبرر لما فعله بميمونة، إنه حتى لا يعلم بما فعله، أو ربما هو يعلم ولكنه يعرف حجم خطئه فولى ظهره عاجزا عن التبرير، ومن باب الاحتياط تحدث سعيد قائلا:
_أين هو الآن؟ أريد مهاتفته

_المعذرة! إنه نائم الآن، لقد نام للتو، والآن فقط وجدت الفرصة للتحدث معك

شعر سعيد بالخيبة بعد هذا الجواب لكنه لم ينسَ أن يرد فقال:
_شكرا لك يا أمجد، سأتواصل معك غدا لأجل الجديد

_في أمان الله

ختم أمجد المكالمة بهذه الجملة، ليضع سعيد هاتفه جانبا، هل يفرح؟ أم يحزن؟ إن يوسف ليس طبيعيا أبدا، هل السهر والمذاكرة سيوصلانه إلى هذا الحد؟ إنه حتى لم يلتفت على صوت صراخها، هذا غير معقول! ألقى همه جانبا على أمل الغد الذي سيسعى فيه إلى فعل شيء حيال هذه المعضلة

**********

دموع صامتة تجري من عينيها، وأفئدة حائرة تسكن من حواليها، لا أحد يفهم سبب تصرفات يوسف، إنها حزينة ومقهورة لمرات وليس مرة واحدة، أكثر ما يؤلمها هو فقدانها للطفل الذي كانت تنتظر وصوله إلى هذه الحياة بكل لهفة وشغف، لا زالت تذكر تلك الدمعات التي تجمعت في عينيها حين أخبرتها الطبيبة أنها حامل، لا زالت تذكر كم كانت سعيدة لدرجة أنها بادرت إلى سؤال يوسف بعد عودتها إلى المنزل قائلة:
_يوسف ماذا ستسمي الصغير إن كانت فتاة؟

نظر إليها باستغراب وقال:
_إن كانت فتاة؟ أليس لي الحق بتسميته إن كان فتى أيضا؟

لم تستطع كتم ضحكاتها التي تمردت إثر رؤيته مستغربا، ثم علقت:
_الفتى لي تسميته، والفتاة لك تسميتها

كاد يوسف أن يعلق قائلا «تلك إذن قسمة ضيزى» لولا أنه أحب الاطلاع على الاسم الذي معها فقال:
_أولا أخبريني أنتِ ما الاسم الذي اخترتِه ليكون اسما للفتى؟

_خليل!

هتفت بحماس فور أن أكمل سؤاله، ثم عقبت:
_أنا أحب خليل كثيرا، ولا أظنك ستمانع هذا أيضا

شقت ابتسامة عريضة طريقها على وجهه ثم قال:
_لا تعليق لدي بعد هذا، ولكن صدقا أنا لم أفكر باسم الفتاة من قبل

مطت شفتيها كناية عن عدم رضاها على ما قال، تكلمت بإحباط:
_ما هذا؟ ألهذه الدرجة لا تستطيع اختيار اسم؟ إذا لم تختر اسما فسوف أختار لها أنا

_مهلا مهلا ما هذا الطمع؟ لا تستعجلي سأختار لها اسما أنا، لا يزال أمامنا مدة كافية

ضحكت على تعليقه السريع ثم تركته وشأنه حينها، لقد اختار اسما بالفعل بعد تلك المدة، إنه «خديجة» تيمنا باسم أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، لم يجد خيارا أفضل من هذا، لقد كانت سعيدة أيضا بهذا الاختيار، هو اسم تحبه هي الأخرى، وإن لم يكن الطفل القادم فتاة فسيبقى هذا الاسم لأول مولودة تأتيهم، ولكن...

ولكن ليس بعد الآن عليها التفكير بهذا، لقد ذهب الذي كان موجودا، فلمَ التفكير بالذي لا زال في علم الغيب؟ إنها في هذه اللحظة لا تتمنى حدوث شيء أكثر من مجيء يوسف، تود أن تتحدث معه، تود أن تسأله ماذا دهاه؟ ما الذي حل به؟ كيف يجرؤ ليس فقط على أذيتها بل على أذية طفلها الذي ربما كان لا زال لم تنفخ فيه الروح بعد؟ أين هو؟ فقط أين هو؟ لمَ يستمر بالهرب؟ كم تتمنى الآن لو أنها فقط تراه

ليست وحدها من كانت تتمنى ذلك، الكل يريد ذلك، سيما خليل الذي قال يوما أنه سيحطم رأسه إن تجرأ على أذيتها، إنه على الأقل يود أن يستفسر منه سبب كل هذا

**********

أصبح سعيد بالقرب من منزله يجري اتصالا مع أمجد الذي قال أن يوسف غير مستعد لسماع ما يضره، وأنه سيخبره بالذهاب إلى منزله حالما تتحسن صحته، وذلك الوقت سيكون بعد خروج ميمونة من المشفى، فقط ليته يعلم ذلك، أراد والده الذهاب إلى منزل أمجد لرؤيته لكن هذا الأخير قال أنه ذاهب في موعد عودة إلى المشفى لأجل يوسف

هناك حلقة مفرغة بلا شك قد توسطت الأحداث، هذا ما كان سعيد يشعر به لولا أنه رجل لا يعرف سوء الظن بالآخرين، وربما هذا أسوأ شيء فيه، وأكثر شيء يجعله يدفع الثمن دائما


في اليوم التالي خرجت ميمونة من المشفى، وعادت الأسرة إلى المنزل أخيرا، كانت أسرة يوسف تشعر بالحرج مما حدث، لذا فضلوا العودة إلى منزلهم إلى حين عودة يوسف؛ ليذهبوا معه إلى هناك، لعل الأمور تكون قابلة للحل

لا أحد يعلم ما حدث لميمونة من غير العائلتين، إنهم يخبرون الناس أنها انزلقت قدمها وتضررت ما أدى إلى إسقاط الجنين، لقد فضلت ميمونة اختراع كذبة كهذه ليتمكنوا من حل الأمور بعيدا عن الناس، لكن الكرة الآن في مرمى يوسف، فكيف سيبلي يا ترى؟

حين كان خليل خارجا من منزلهم ذلك اليوم وجد معاذا في وجهه، كانت ملامح هذا الأخير لا تبشر بالخير، بدا في حالة كئيبة، دُهش خليل وهو يراه هكذا فسأله:
_ما بك؟ ما هذه الملامح التي تحملها؟

جره معاذ من يده حتى ابتعدوا عن مرأى الآخرين وقال:
_أين يوسف؟ أنا لم أره، وأنا واثق أنه خلف هذه المعمعة، أنتم تخفون الأمر، ولكن هذا لن يمر عليّ مرور الكرام

لم يستطع خليل إخفاء الأمر بعد ذلك فقال:
_الأمر كما قلت، لكنني لن أزيد حرفا واحدا، أيضا يجب ألا يعلم أحد بهذا

أغمض معاذ عينيه بقوة وكأنه قد سمع نبأ مصيبة حطت على رأسه، تنهد بحرارة، أخذ يطرق قدمه بالأرض باستمرار وكأنه يود قول شيء ولكنه لم يستطع، لاحظ خليل توتره فسأله:
_ما بك أنت أيضا؟ وكيف عرفت أن ليوسف علاقة بالأمر؟

حدق بخليل لبرهة ثم قال:
_إنه خطأي، خطأي لأنني لم أخبركم بالأمر

_أي أمر؟ وأي خطأ؟ ماذا يحدث يا معاذ؟ تكلم!

خرجت كلمات خليل تلك تباعا، لقد بدأ يشعر بالخوف، هناك قصة ما مخفية على ما يبدو، سأل معاذ قبل أن يخرج ما في جعبته:
_وأين هو يوسف الآن؟

طالعه خليل بنظرات شبه تائهة، لقد تذكر أخيرا، لقد قال سعيد أن أمجد اتصل به وأخبره أن يوسف عنده، رد محاولا تسريع الأمور ليفهم:
_إنه عند أمجد

احتدت نظرات معاذ مع تلك الإجابة ثم نطق:
_كما توقعت!

كما توقع؟ ما معنى هذا؟ أسئلة دارت في رأس خليل، إن تذكر الآن فهو يذكر ردة فعل معاذ ذلك اليوم حينما قابلوا أمجد، ويتذكر كيف أنه رفض الإفصاح عن أي شيء حينها، بل إنه نفى معرفته به، فهل كان يخفي عنهم أمرا ما؟ وهل يعرف أمجد من قبل وكذب بأنه لا يعرفه؟ الشيء الوحيد الذي يعرفه خليل الآن أنه لن يتركه هذه المرة ليفلت بجلده دون إجابة.

¶____________________¶
انتهى الفصل الثالث عشر

أعتذر عن التأخير في التنزيل، أحيانا تكون هنالك بعض الأمور التي أقوم  بتغييرها، أعتذر مسبقا إن وجدت بعض الأخطاء مستقبلا بسبب هذا التغيير، يمكنكم تنبيهي على ذلك

حاليا أقوم بكتابة الفصول الأخيرة من الرواية، وأشعر بالاشتياق من الآن :(
إنه كشعور الوالدة التي تودع ابنها المسافر 💔

قضيت حتى الآن أمتع اللحظات معكم، آمل أن نسطر المزيد والمزيد من اللحظات الرائعة معا دائما

دمتم لي خير قراء ❤

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top