الفصل التاسع

الفصل التاسع|| غمرة شعور

_أمي فقط!

اختصر معاذ إجابته على سؤال خليل، وحُقَّ له الاختصار هذه المرة، فالأمر مؤلم بالنسبة له، فهو لشدة حبه لوالده لم يرغب في ذكر أنه مات حتى

حتَّم الموقف على خليل أن يقول شيئا يعالج به الموقف، سارع إلى فعل ذلك بالقول:
_حفظها الله لك وبارك في عمرها، لن أطيل عليك؛ فلا شك أنها في انتظارك، اذهب الآن!

شكره معاذ ببضع كلمات ثم غادر نحو منزله، شعور ما تأجج في صدره تلك اللحظة، إن كان سيستطيع تحديده فلا جرم أنه الاشتياق، شوق عارم يغمر قلبه الذي انبثق إلى عالم آخر اليوم، عالم عاش فيه كل من يحب سواه، عالم بقيت أحلامه وأمنياته تنتظر فيه بشوق لقياه، عالم كان فيه كل شيء عداه

اليوم فقط عثر على ذاته التي غابت طويلا، اليوم وجد الطريق الذي يقوده إلى النور، ذاك النور الذي اختفى دهرا من حياته عاد مجددا ليدله على الطريق الحق، طريق الإله، يهدي الله لنوره من يشاء، ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور!

ترك الأخوين خلفه ورحل، هو يعلم ألَّا ضير في ذلك، ما يستحوذ على اهتمامه الآن هو الكيفية التي ستستقبل بها إياه عائلته

شغل الأمر تفكيره فلم ينتبه إلا حين وجد نفسه واقفا أمام باب منزلهم، رفع يده ليطرق الباب ثم أخفضها، كرر الأمر مرارا، تفكيره بما سيفعله عقب دخوله شوشه وتسبب في تردده، لم يعد يألف شعور العطف والتآلف، وكل مشاعر منبثقة من اجتماع الأسرة وتوادها

لكن يبدو أن من في الداخل قد طال عليه انتظاره، فقرر الخروج للبحث عنه، فُتح الباب ليجد نفسه وجها لوجه مع أخيه الذي يصغره، ظل كل منهما يحدق بالآخر لوهلة، حتى نطقت والدته:
_منذر ماذا دهاك؟ هيا اخرج وانظر أين ذهب أخوك

تربعت ابتسامة لا إرادية على ثغر معاذ وهو يسمع ما قالت، لا زالت تهتم لأمره وتقلق عليه رغم كل ما حدث، عاد منذر إلى الوراء بضع خطوات ثم قال:
_ادخل!

دخل معاذ بخطوات وئيدة، دخول هادئ لم يعهدوه منه إلا في الآونة الأخيرة فقط، أغلق منذر الباب خلفه، وظل واجما في مكانه؛ ينتظر تأكيدا من معاذ أن كل شيء بخير، سحب معاذ نفسا من قعر رئتيه ليتمكن من جمع قواه لما هو مقبل عليه، نظر ناحية أخيه مبتسما وقال:
_لا بأس الآن، لقد ذهب الوحش وعاد معاذ

ترقرقت الدموع في عيني منذر، بادر بتطويق معاذ بيديه وضمه إليه وهو يبكي، كان بكاؤه هو المعبر الوحيد لما اختلج في قلبه آنذاك، ذاك هو الوضع حين تعجز الكلمات عن التعبير، أشياء أخرى تنوب عنها لتكون هي لغة المتحدثين: الصمت، التحديق، الدموع، وربما أشياء أخرى تحلو لفاعلها

من قال أن البكاء فقط للأطفال؟ ربما نحن الكبار بحاجة إليه أكثر منهم، ربما صدورنا أكثر امتلاءً وأشد حاجة للتفريغ منهم

انطلاقا من تلك القاعدة التي تحصر حق البكاء للأطفال حاول منذر كبت بكائه، ظن أنه وحده من كان يبكي، لو رفع رأسه فقط إلى وجه معاذ لرأى كيف أن الدموع تغطي وجهه، بيد أنه قد اعتاد على الصمت حتى في بكائه، ولو نظر خلفه فقط لرأى كم أن والدته وشقيقته نسيبة هما الأخريتان قد أصبحتا في ركب الباكين

ابتعد عن معاذ حين أحس والدته خلفه، تركها لتروي ظمأ اشتياقها، عانقها معاذ وضمها إليه وأخذ يبكي بصوت مسموع، قبَّل رأسها ويديها وهو يطلب سماحها، وحين انحنى ليقبَّل قدمها أمسكته بكل قوتها وهي تقول:
_يكفي يا بني يكفي!

تحدث بصوته المتهدج:
_سامحيني يا أمي، أرجوك سامحيني!

ضمت رأسه إلى صدرها وهي تقول:
_لا تفسد فرحتنا بالحديث عن الماضي، سعادتي بعودتك الآن تعادل أحزاني في الماضي كلها

أخذ يمسح دموعه بعد أن أطلقت والدته سراحه، ليحين دور نسيبة التي لم تَقِلَّ عن والدتها فرحا بعودته وشوقا إليه، ليكمل إخوته الصغار حفل الاستقبال الحميمي هذا، مشرعين بذلك باب بداية جديدة، تمنوا أن تكون جميلة وهادئة

**********

وعلى ناصية تلك الأيام وصل يوسف العائد من مدينته ليستقبل خبر الإنجازين _إن جاز التعبير بذلك_ اللذين قام بهما خليل، شعور بالسعادة غمر قلبه، لم تسعه الأرض لشدة فرحه، خبر أضفى على لقاءهما رونقا خاصا من البهجة

وظن خليل أنه لم يعد هنالك أي داعٍ لأن يعرف يوسف ما حدث في الماضي، لكن إصرار هذا الأخير على ذلك قد جعله يسرد عليه كل ما حدث

لكن ما يخفيه يوسف كان الشيء الذي لا زال خليل يود معرفته، أنى له أن يتخلى عن سماع ذلك في العادة، كيف وقد أصبح الأمر يثير فضوله؛ نظرا لما حدث له هو الآخر، ظن أن شيئا مشابها قد حدث مع يوسف، أعطاه هذا الأخير وعدا للحديث عن ذلك مساء أحد الأيام القادمة

**********

أسدل الليل ستاره مشرعا باب الزيارة أمام خليل، فانطلق من فوره بعد إشارة الغسق أن موعد الزيارة لصديقه قد حان، حظي باستقبال كبير من يوسف وعائلته، فقد كان ضيفا خفيف الظل، طاب معه الحديث ثم السمر

غادر الجميع بعد سويعات قليلة من تناول العشاء، بعد أن هاجمتهم جيوش النوم والتعب، عدا يوسف الذي طاب له السمر مع خليل، وفي تلك اللحظة بالذات، لم يلبث الأمر طويلا إذ بادر خليل بالسؤال قائلا:
_والآن ألن تخبرني بما حدث معك؟

طالعه يوسف فالتقت عيناه بعيني خليل لتنبثق أمامه ذكريات ذلك اليوم، الذي كان فيه حاضرا في منزل عمه، في ضيافة أقامها العم لأجل أخيه سعيد _والد يوسف_

كان في المجلس أبناء عم يوسف، من بينهم أمجد الذي يسكن في حي قريب من الحي الذي يسكن فيه يوسف، ورغم ذا يوسف لا يعرفه كثيرا، فهو قليل الاختلاط بالآخرين

ذات يوم حاول يوسف أن يفتتح معه بابا للحديث ولكن دون جدوى، بدا شخصا قليل الكلام، متعمدا في ذلك، علق يوسف عقب هذه الذكرى التي مرت في ذاكرته:
_أخبرتك من قبل وسأبقى أقول ذلك، ليس هنالك شيء يثير الاهتمام، عدا أنني وجدت أحد أبناء عمي مختلفا عنهم، قليل الكلام مع الآخرين، عديم الاندماج معهم، قد تقول أن هذا شيء طبيعي، فأمثاله كثر، لكن ما أثار استغرابي أنه يتعمد فعل ذلك، ليس كما لو انطوائي غير قادر على التصرف بشكل جيد

فكر خليل بكلامه قليلا ثم سأل:
_وكيف عرفت أنه يتعمد ذلك؟ أقصد كيف بنيت هذا الرأي عليه؟ هل رأيت منه شيئا ما يدل على ذلك؟

تمردت تنهيدة حارة من يوسف ليقول مجيبا:
_هو من قال لي ذلك، حينما رأى إصراري على الاحتكاك به لاستخراج ما في نفسه استغل فرصة انفرادنا ذات يوم وقال: اسمع أيها الفضولي، أنا لا أرغب في التحدث مع أحد، ولا أحب سماع أي شيء، وقد أتيتُ إلى هنا لأن عمك العجوز المزعج هذا يصر على إحضاري إلى اجتماعات العائلة في المناسبات، ولولا أن الناس ينفضون من حول الشخص الذي يكون مثلي لما عدت إلى هنا أبدا

تنهد يوسف بأسى وهو يذكر ذلك، ثم علق:
_بالطبع كان يقصد بعمي العجوز والده، لقد جعلني ازداد استغرابا بسبب أسلوبه الفض هذا، سألته حينها محاولا استغلال فرصة تحدثه معي وقلت: لمَ تعامل والدك بهذا الجفاء؟ فقال بلا مبالاة: لأنه هو من حكم على نفسه بهذا، لقد جعلني أذوق المر بسبب سوء تصرفاته معي، وحين تركته وبنيت نفسي ولم أعد بحاجة إليه أصبح يتذلل إليَّ، ويحاول إعادتي إليه، واستمالتي واسترضائي

استمع خليل بإنصات، فرفع يوسف نظره إليه وقال:
_عمي ليس من هذا النوع الذي وصفه أمجد، لم يُعِدْه لأنه أصبح يعمل في إحدى الشركات، وأصبح لديه مرتب شهري عالٍ، بل إنه أراد أن يعتذر له عن نوع المعاملة السيئة التي عامله بها في الماضي كما علمت

عانقت عينا خليل الأرض عقب جملة يوسف الأخيرة، ليبحر به فكره نحو معاملة والده له في الفترة الماضية، تساءل: هل يمكن حقا أن تدفع معاملة الوالد السيئة ابنه إلى هجرانه، وكرهه، وعدم تصديقه في شيء؟

ليس كل الناس سواسية على أية حال، هو يعلم كم أن سوء معاملة الوالد لابنه مؤلمة ومدمرة، يمكن لكلمة سيئة من الأب أن توازي بثقلها عليه ألف فعل سيء من غيره، وربما أكثر

كاد أن يبتعد كثيرا بتفكيره لولا صوت يوسف الذي انتشله إلى واقعه حين قال:
_إن كنت تريد الحقيقة فقد آلمني حاله، أتمنى حقا لو كان بإمكاني فعل شيء من أجله، ومن أجل عمي الذي تغطي نظراته رداءات الحزن كلما نظر إليه

لم يعرف خليل ما يقول، فحل بينهما صمت طويل، كسره يوسف بسؤاله:
_برأيك ما الحل؟ سيما أنه يسكن في حي قريب منا، أود استغلال ذلك، علَّ وعسى أن يجدي الأمر

حدق به خليل لوهلة ثم قال بحزم:
_أولا: لا تتهور بشيء، ثانيا: التوفيق بيد الله سبحانه، إن كنت تسألني من واقع تجربتي مع معاذ وجمال فصدقني أني لا أعلم كيف جرت الأمور حتى وصلنا إلى هذا الحال، لعل كل ما مررنا به جميعا كان ممهدا للطريق أمامنا لنكون على ذات الدرب في النهاية، لكن لا بأس من المحاولة، إن أتتك فرصة حاول استغلالها جيدا، وتذكر أن ما تفعله أكثر تأثيرا مما تقوله، مع هذا لا تهزأ بقدر الكلمات، فهي أحيانا أكبر صوتا، وأكثر عمقا وتأثيرا

لم يعرف يوسف ما يفعل حقا، شعر بالإحباط، ربما عليه استغلال الفرصة التي ستواتيه في قادم الأيام إن أتت كما قال خليل، فضل أن ينهي الأمر عن هذا الحديث هنا، وفتح موضوعا آخر قائلا:
_بعيدا عن هذا أردت أن أسألك ماذا فعل عمي عبد العليم بشأن جمال؟ أما زال مصرا على عدم تصديقه؟

أسند خليل ظهره على الحائط ثم تنهد بعمق وأجاب:
_هو ذلك الرجل الذي تعرفه، عنيد بشكل لا يمكن تصوره، أتساءل من الذي سيقدر على جعله يدك السور الذي صنعه بيننا وبينهم!

ضحك يوسف على ذلك التعليق، هو يعلم كم أن هذا الرجل متعصب لآرائه في العادة، لكن حينها لمعت في رأسه فكرة بعد كلام خليل ذاك، سارع إلى طرحها عليه:
_ما رأيك أن تجعل معاذ يتكفل بالأمر؟ لديه تجربة معك من ذات النوع، كما أنه لَبِقٌ في الحديث، وقد رأيته كيف تحدث حينما دعيتنا في ذلك اليوم، ألا تعتقد أنه يمكنه تغيير شيء؟

فاجأت خليلا هذه الفكرة كثيرا، لكن يوسف لم يلتقِ معاذا سوى ذلك اللقاء، لذا هو يظنه كثير الحديث، أو شيئا من هذا القبيل، إنه لا يعلم كم عانى خليل في السابق ليستخرج منه كلمة واحدة كجواب على الذي يقوله له، لكن ما إن أمعن النظر في الأمر حتى راقت له الفكرة، بالفعل معاذ لبق في الحديث إن أراد أن يتحدث عن شيء ما، إنه لا يزال يذكر انبهار والده بكلامه حينها، رد على يوسف ببعض الحماس:
_لمَ لا؟ لنحاول، ولنرجو النجاح في ذلك!

فرح يوسف لتجاوب خليل معه بعد أن ظن أن فكرته بدت سخيفة بعد عرضها، علق مبتسما:
_إذن موعدنا الأسبوع القادم؟

_حسنا

بذلك أجاب خليل لينهيا سهرتهما تلك ببعض الأحاديث المشابهة القليلة، قبل أن يتفرقا، كلا عائد إلى سبيل حاله، الفجر بعد ساعات قليلة، وسهرهما سيقلصها أكثر، لذا توجب عليهما إنهاء تلك السهرة، حتى يكون استيقاظهما فجرا أمرا سهلا بلا نصب

**********

وحين ألقى خليل جسده على سريره بغية النوم زارته ذكرى معاذ وهو يتحدث ذلك اليوم، كان هادئا لدرجة تجعل من يجالسه يصاب بالعدوى، ما يسمح له بالحديث بأريحية، فينصت له الآخرون، حينما انغمسوا في الحديث عن تلك الليلة التي أعقبت توبته سأله خليل بتلهف:
_أود حقا معرفة ما فعلته بعد أن غادرت الجسر، هل يمكنني ذلك؟

طالعه معاذ لثوانٍ من الصمت ثم أجاب:
_عدت إلى البيت طبعا، كنت خائفا ومتوترا، كنت خائفا أن أموت قبل أن أتمكن من أداء الصلاة، هرولت للوضوء، وحين شرعت بذلك أحسست أنني لا زلت عالقا في براثن الماضي، شعرت أن كل ما فعلته في الماضي لا زال متكدسا على ظهري، شعرت أن الوضوء لا يكفيني، ربما قد يقول أحدكم أنني مخطئ، لكن هذا ما شعرت به آنذاك، لذا اتخذت قرارا آخر

نكس رأسه يرقب الأرض وكأن تلك المشاهد تعرض له هناك، نطق مكملا:
_خرجت حينها إلى غرفتي، أخذت أفضل ما لدي من ملابس، وذهبت للاغتسال، شعرت وكأن النيران التي كانت لا زالت تتسلل من تحت الرماد بين جنبيَّ بدأت بالانطفاء، لم أبقَ طويلا بل سارعت إلى الخروج، كنت خائفا من الموت، كنت أخاف أن أموت وأنا في الحمام، لم أرغب في أن تكون نهايتي هناك

رفع رأسه محدقا بخليل الذي يجلس قبالته، استرسل في حديثه قائلا:
_خرجت مهرولا وسط اندهاش عائلتي التي لا تعرف ما يحدث، لم يخفَ عليّ توجسهم من هذا الفعل، رغم أنهم كانوا يحاولون أن يبدوا متفائلين، دخلت غرفتي وأوصدت الباب، وحين طالعتها تفاجأت، لم يكن هنالك سجادة للصلاة في غرفتي!

مع ابتسامة أسى قال جملته الأخيرة، فعجز أي منهم عن التعليق، اللهم إلا إن كان أحدهم سيهمس في نفسه بالحوقلة، لم يسمح لذلك الصمت أن يطول، أكمل:
_دُهشت من نفسي حينها، لم أعتد ذلك في السابق، بدا لي الأمر كما لو أنني أشاهد قصة شخص غيري، لكن ومجددا كنت خائفا أن أموت قبل أن أصلي، هرعت إلى فراشي، أخذت الغطاء الذي أتدثر به وجعلته سجادة لي، فرشته نحو القبلة، وكبَّرت...

صمتَ عقب اختناق صوته في كلمته الأخيرة، إنه لا يسرد لهم ما حدث له حينها فقط، بل يعايش تلك اللحظات مجددا

كيف يمكن لأحدهم أن يصف لك فيضان مشاعره في موقف ما؟ كيف وإن زاد على الأمر إن كان لم يعتد على إظهار عواطفه؟

لقد عاش معاذ دهرا يقاتل عواطفه وينفي دموعه، وهي الآن تبدو كمن يود الانتقام منه، تتمرد بين حين وآخر، وهو الذي لم يعتد على ذلك، كان يحاول جهده كبتها والتجلد كلما حاولت إظهار ضعفه، لكنه الآن يعيش تلك اللحظات من جديد، لا زال يذكر كيف أن صوت بكائه ونشيجه العالي قد وصل إلى مسامع عائلته، لم يتدخل أحد حينها فهم ليسوا بحاجة إلى افتعال المشاكل معه مجددا، لقد رجوا أن يكون ذلك بداية تغيره

ابتلع كل تلك المشاعر ليسرد ذكرياته للمنتظرين سماعها بشغف من حوله، تحدث بنبرة أكثر تجلدا:
_لن أخفيكم كم بكيت حينها، لقد بكيت كما لو أن أثقال الدنيا قد جثمت على صدري، وخلاصي الوحيد منها هو البكاء، صليت وقد غرقت في دموعي، لكنني كنت مرتاحا لما أفعل، أدركت جيدا أن هذا هو الطريق الصحيح، أدرك جيدا أنه ينبغي عليّ نبذ الماضي بل دفنه، أدركت أنه لا يكفي أن أضع قدمي في بداية الطريق، بل يتوجب عليّ المسير، بعثت الصلاة حينها في قلبي الأمان والراحة، والطمأنينة والسكينة، بيد أن قلبي الظمآن لم يستكفِ بها، فعمدتُّ إلى تنفيذ وصية خليل الثانية

سُعِدَ خليل وهو يسمعه يقول ذلك، وكيف لا يسعد وهو الذي يعلم قول النبي صلى الله عليه وسلم «فو اللَّهِ لأنْ يهْدِيَ اللَّه بِكَ رجُلًا واحِدًا خَيْرٌ لكَ من حُمْرِ النَّعم»

إنه يرى بعينيه جلاء الغُمَّة التي حلت به، ويشهد بنفسه حكمة الخالق في كل مصيبة تبدو لنا شرا محضا، فسبحان الذي قال {لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ} ولقد كان في تلك اللحظة أشد الجالسين شغفا لسماع ما فعله معاذ بعد ذاك.

¶____________________¶
انتهى الفصل التاسع

يا الله لك الحمد قدرت أنزل فصل ثاني ⭐_⭐

بصراحة هذا الفصل كان جيد، وما أحتاج لكثير تنقيح

عموما ايش رايكم فيه؟

مثل ما قلت من أول الشخصيات بتأخذ حقها في الظهور بهذه النسخة، وها قد أطل على الساحة أمجد، انتظروا المفاجآت الآن :)

ادعوا لي أقدر أنزل فصل جديد بسرعة

وإلى اللقاء قريبا بإذن الله 💙

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top