من هؤلاء ؟! | البارت 43
منذ الاف السنين ، وقبل اختفاء الأجناس .. كان هناك تنين قوي بشكل هائل لدرجة لا تصدق .. كان قادرا على هزم كل من حاول معارضته .. حكم اراضيه لملايين السنين .. ويوما ما ، قضى نحبه لسبب مجهول ..
ومن قلبه خرجت .. حمراء صافيه كالدم .. انها الدليل الأوحد ولا يمكن الشك بها ابدا ..
لكن الأمر لم ينتهي عند هذا الحد .. حدث مالم يتوقعه اي احد ،
هل هو حقا ... مات ؟
***
اهتزت الصخره العملاقه بشكل هائل لتحرك البحر و تهتاج الأمواج .. رويدا رويدا .. هدأت وكأن شيئ لم يكن .. و توقفت العاصفه لكن الغيوم الرماديه لم تختفي ..
همس ريان بدهشه . [ ماهذا ؟ ] ..
لينظروا نحو الفتحه الكبيره التي فتحت لداخل الصخره .. نظر ريان لأيرينا التي اصبحت جاده ، هناك شيئ غريب .. فمن مكانها بأمكانها ان ترى درجا يمتد للأعلى .. كيف فتح هذا المدخل فجأه ؟ ولماذا لم يسمع احد ما عنه ؟ ..
***
[ سيدي .. لقد فتح احدهم المدخل ] ..
نظر له المعني بصدمه هائله . [ هذا مستحيل تماما ! لا تكذب ! ] ..
احنى رأسه باحترام . [ لايجرأ هذا الجندي على ان يكذب ، سيدي ]
ضاقت عيناه بخوف . هذا المدخل لم يفتح ولا مره واحده منذ ان تم
بنائه .. لا ، لا احد يجرأ على فتحه . ومن المستحيل تماما فتحه من الخارج .. هل هناك خائن بينهم ؟ .. هذا الأحتمال مستحيل ايضا .. إلا ان اراد احدهم الموت لهم جميعا ..
[ اذهب و القي نظره .. لايهم من هم امسكهم و احضرهم لي ] ..
[ سيدي .. وان قاوموا ؟ ]
اظلمت عيناه ببرود . [ حينها قم بقتلهم بدون اي تردد ]
[ كما تأمر ] ..
***
حل الصمت بينهم .. ونظروا لأيرينا التي دخلت الى وضعية التفكير السريع .. لتصبح عيناها جاده وقالت لريان . [ لندخل .. و اينهو رجائا احضري لونا لا اريد تركها هنا و انا لا اعلم ماقد يخرج من اي مكان ] .. اومأت اينهو وذهبت لتحمل لونا النائمه ..
اما البقيه اسرعوا للأستعداد بعد ان قالت ايرينا . [ لدي شعور سيئ .. تجهزوا جيدا فلا اظن ان الأمر سيكون سهلا كأي مره ] .. لقد اقلقها الأمر .. فهي لم تخطأ بحدسها إلا قليلا و استمرت بالتمني بأنها ستكون على خطأ هذه المره ..
وليس اي امنيه تتحق بسهوله .. فقد ايقنت بالفعل انها مغناطيس للمشاكل ..
بعد ان استعد الكل انزلوا المرساه و ذهبوا الى الدرج عن طريق قارب .. وبعد ان وصلوا .. اخرجت لورا و ريان المشاعل لأنارة الدرج المظلم و الذي امتد للأعلى بشكل مخيف .. الغبار كان فضيعا وهم يخطون كل خطوه للأعلى على الدرجات الحجريه .. و الجو خانق لقلة الهواء الذي دخل الى المكان ..
قالت لورا بأسى . [ لا تقولي لي اننا سنصعد كل هذه الدرجات ؟ ] ..
ابتسمت ايرينا . [ ان شعرت بالتعب فسأحملكِ كالأميرات يا لورا ] .. [ اوه ايرينا بالله عليكِ توقفي عن المزاح ! ] ..
التفتت لمايكل الذي كان في تلك اللحضه يستمر بالشجار مع توري الذي كان على كتف داركس .. وجه داركس كان جادا جدا وهو يحرك بعينيه من اليمين الى اليسار .. و اظلم وجهه ببرود .. ليبتسم قليلا و يعود بعدها الى وجهه البارد المعتاد .. لكن ايرينا لاحظت ايضا مالاحظه داركس .. هناك احد يراقبهم ..
رغم ذلك لم تبالي حقا بقدر ماهي قلقه على احساسها الغريب و الذي تزايد في كل لحضه ، شعورها الذي يأمرها بعدم التقدم لكنها تجاهلته تماما .. حتى ان كان شعورها هذا هو احد اسباب بقائها على قيد الحياه في تلك الأيام الجحيميه لم تكن لتسمح له بأفساد متعتها في المغامره ..
بعد عشرة دقائق و التي بالكاد قطعوا جزءا بسيطا جدا من الدرجات سقطت نوفا على الدرج وهي تلهث راغبه بالهواء هزت رأسها بجنون . [ لن اقدر على التحرك اكثر من ذلك ! سأموت ان فعلت ! ] ..
على الفور حملها ريان بابتسامته الهادئه وقال . [ حسنا ، ، اذا دعي الأمر على الرجال امثالي ] .. احمر وجهها و كادت ان تلكمه على وجهه لكنه تفاداها بسهوله .. و استمر بالصعود وهي تشتمه محاوله
ان تفلت منه .. لم تستطع طبعا فريان اقوى مما يبدوا عليه ..
ضحكوا عليها وهم يصعدون .. ونظرت ايرينا للونا النائمه على ظهر اينهو .. شدت خديها بعبوس بسيط . [ يا الهي متى تنوي ان تستيقظ هذه الطفله الكسوله ؟ .. ] .. تحدثوا بمرح لتجاهل تعبهم و ليمر الوقت بسرعه .. كان يراقبهم بحذر ..
" بشر ؟ وحوش شيطانيه ؟ و .. ذلك الشاب ذو الشعر الأشقر .. هذا مستحيل .. كيف اتى من العالم الخارجي بسلام ان كان منهم ؟ .. ت-تلك الفتاه !! هذا الأحساس ولون العينان الصفراء .. انها من السلاله الغامضه الغرباء .. كيف ذلك ؟ ان شعرها بلون اسود وهذا مستحيل لمن هم في تلك السلاله .. هاه ؟ تلك الطفله النائمه ينبعث منها احساس غريب ؟! .. " ..
اظلم وجه ريان و نظر للمكان الذي يراقب منه .. كان ينظر له بنظرات تحذيريه .. " اختفي من امامي ايا كنت ! " .. ارتجفت اوصاله من نظراته .. كما توقع تماما انه منهم !! هم وحدهم من يملكون هذه الهاله المرعبه ! ..
[ كابتن كم سيصبح عمركِ هذه السنه ؟ ] سألت نوفا بفضول وحماس .. فحاولت ايرينا التذكر . [ اممم .. اظن انه قد مرت سنه ؟ لذلك على الأغلب انا في 18 هذه السنه .. ] .. تنهدت نوفا . [ اذا كنتِ بهذا العمر فلماذا لا تتعقلين قليلا كابتن ؟ ] .. ضحكت ايرينا وقالت . [ انا كمن قال احدهم ذات مره .. الطفوله مملكه لا يموت فيها احد .. سأبقى كما انا حتى بعد عشرين سنه ] ..
اتسعت عيناه عندما قالوا كابتن .. " تلك الفتاه هي كابتنهم ؟ اذا هم قراصنه .. " .. ضاقت عيناه برعب منها .. " كيف لفتاه صغيره مثلها ان تجمع طاقما مرعبا كهذا ؟ .. هم لا يصلون الى مستوى الجنرالات لكن يظل بعد القليل من السنوات سيصبحون مرعبين بحق ! " ..
على اية حال ان نظرنا للمنطق فأفضل شيئ فعله هو القضاء على الشبل قبل ان يتحول الى اسد .. هم لايزالون ضعفاء في هذا العالم الواسع .. وهذا ما قرره هو .. اختفى حضوره فأحست ايرينا بالأنزعاج .. هذا امر يثير القلق وكأنه يحضر لشيئ ما ..
استمروا بالصعود و الصعود و الصعود .. مرت ايام وهم يصعدون بلا توقف .. يرتاحون قليلا و ينامون ثم يكملون بلا ملل .. حتى وصلوا ! .. كان هناك باب كبير حجري قديم جدا .. حتى ان ايرينا شكت ان بأمكانهم فتحه .. لكن اينهو امسكت بالمقبض ليلمع شعرها الطويل باللون الأخضر الفاقع .. و عبست بشده وهي تسحب الباب حتى انزاح من مكانه ..
دخل اليهم الهواء المنعش النقي .. كان مايكل اول من انطلق ليرمي نفسه على العشب الأخضر و الرياح تلعب بخصلات شعره الحمراء .. نظر للسماء الصافيه من الغيوم ليأتيه احساس قوي و مؤلم .. خليط من الحنين و الحزن .. ماهذا الشعور الغريب ؟ ..
قفز توري على وجهه ليصرخ بغضب . [ مالذي تفعله ايها الغراب ؟! ] .. ( افعل ما يحلوا لي ) .. استمرا بالشجار و ايرينا تنظر لهم بسعاده فمايكل كان يصنع وجها غريبا عن عادته لذلك قفز توري عليه ... فقط لو توقفا عن شجاراتهما الغبيه لكانا الآن افضل صديقين ..
على اية حال .. نظروا حولهم للطبيعه الخلابه .. كانت خلابه بمعنى الكلمه .. تقدمت نوفا لتشد ايرينا نحو الأمام بوجه غير مصدق وهي تقول . [ انظري .. هذا لا يصدق ! ] .. تقدموا ليجدوا ان الباب الذي خرجوا منه كان على رأس جبل عالي .. نعم جبل !! .. نظرت ايرينا من الحافه لتجد الجبال الهائله و البحيرات الكبيره .. [ اولسنا على صخره هائلة الحجم فكيف يوجد كل هذا على صخره تمتد للسماء ؟! ] .. و ايضا ..
شحبت وجوههم و بالأخص لورا بينما خرجت . [ هممم ] .. من فم داركس .. لمعت عينا ايرينا بذهول و حماس ارتجفت قدماها تحثها على القفز من الجبل ! .. هيا انهم هنا .. صرخت بحماس وهي تشير الى السماء . [ انظروا انظروا !!! الم اخبركم ؟! انها موجوده !! التنانين ! .. هل تصدقون الآن ؟! ] ..
في وسط السماء و فرق الغابات الواسعه كانت تطير بحريه .. شعور فخم خرج منها وهم يتأملونها .. تملك فخرها الخاص بها وهي تحلق لأعلى السماء .. لا احد يقدر على حجزها . عبر احدهم من فوقهم ليلقي بظلال جسده الضخم عليهم و ايرينا تنظر له بوجه يقطر من السعاده .. [ اريد الطيران ايضا !! هل تعتقدون انهم سيسمحون لي بالركوب على ظهرهم ؟ ] ..
تنهد ريان وهو يفكر انه قد اصبح كثير التنهد هذه الأيام بينما صرخت نوفا بجنون . [ اولا اقزام و الآن تنانين ؟!! مابالي ارى اشياء مستحيلة الوجود منذ ان انظممت لهذا الطاقم ؟!! يا الهي هل هذا امتحان لي ؟ ] .. عدى مايكل فقد كان ينظر في اتجاه مختلف تماما .. قلبه ينبض بقوه يخبره ان يذهب الى هناك ..
اما اينهو شحب وجهها و اسرعت تصرخ بفزع . [ هي ! الا يبدوا وكأن ذلك التنين يتجه نحونا ؟!! ] .. نظروا بسرعه للأمام ليجدوا تنينا ازرق غامق اللون يتجه نحوهم بشكل مرعب و الهواء من حوله تسبب بأرجحة الأشجار من شدة سرعته .. انه لا ينوي خيرا ! ..
عبست ايرينا بسرعه فالسيف لا فائده منه امام حراشفه الصلبه .. صرخت لهم . [ ابتعدوا بسرعه !! ] .. في اللحضه الأخيره استطاعوا الأبتعاد عن حراشفه الحاده كالسكاكين لكن لم يسلموا من ذيله و لا من الرياح التي قذفت كل واحد منهم الى اتجاه مختلف ليسقطوا جميعا من فوق الجبل ..
ابعد مايكل توري بسرعه عن طريق ذيل التنين لتصيبه الضربه كالسكين الحاد على صدره ليتسبب بشق كبير و بصق دمائا من
هول الضربه شهق و اتسعت عيناه وهو يسقط من فوق الجبل ..
اظلمت الدنيا من حوله ووصلته ذكرى تبدوا مألوفه ..
[ لماذا ؟ ] .. همست بألم لماذا سيفعل ذلك ؟
التفت لها مبتسما .. كانت ابتسامه حزينه لا تليق بوجهه المرح و الأحمق .. [ لا خيار اخر .. علي فعلها ] ..
[ لماذا .. لا تتركني وحيده .. ارجوك لاتفعل هذا بي ] ..
ربت على رأسها الأحمر و الدموع تهطل كالمطر من عينيها ..
وهمس بينما ينتشر الظلام ..
[ اغفري لي .. اراكِ لاحقا .. *** ] ..
_____________________
بروح اذاكر 🌚
اراكم في البارت القادم ...
جانا ~
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top