مشاعر | البارت 9 *

قبل قرابة الثلاث أسابيع وفي اليوم التالي لهرب إيرينا اسرعت طفله في الرابعة عشر من عمرها متجهة الى مكتب اخيها الأكبر رين والسعادة تكاد تقتلها، فتحت باب المكتب بلا اي استئذان متجاهله نظرات الحارس وصرخت.. [اخي رين! هل ما سمعته صحيح ؟!]..

كان غارقا في عمله بصفته وريث الملك، فأحس بالانزعاج منها ولقلة احترامها له بعدم طرق الباب لذلك لم ينظر إليها وهو يركز في الورقة التي كانت بين يديه.. [وما ادراني بما سمعته؟ اخرجي فأنا مشغول]

كانت تعلم بانزعاجه منها لكنه تجاهلت ذلك وعيونها تلمع. [تلك القمامة!! سمعت انها هربت !!].. توقف عن الكتابة بريشة الحبر ونظر لها بقوه وهاله مرعبه.. [احذركِ يا ايما! انطقي بهذه الكلمة امامي مره اخرى ولن تري خيرا!].. تراجعت برعب فهي تعلم بأن اخيها لا يمزح ابدا، لكنها لم تكن لتدعوا تلك الفتاه باسمها ابدا! فهي بنظرها مجرد خطئ قام به والدها ولم يقم بمحوه..

[ع-على اية حال اخي رين ان ابي يطلبك في القاعة الملكية] قالت كلامها وخرجت بخطوات سريعة ليتنهد رين.. لا يعلم ما الأمر مع هذه العائلة؟ لماذا يضعون كلّ لومهم على فتاه لم تفعل شيئا خاطئا؟ لقد قامت ليفيا بغسل أدمغة أطفالها بشكل غير معقول ...

[جايون].. نادى باسم مساعده ليظهر فجأة من العدم، كان يرتدي الأسود من أوله لآخره ووجه قد غطي بقناع فاحم فلم يظهر منه شيئا، انحنى باحترام [هل ناديتني؟]..

[ماهي اخبار ايرينا؟].. اومأ جايون وقال [لقد انطلقت نحوا الميناء يا سيدي، ولقد ابلغت كافت السفن بأن لا تقبلها عدى سفينة الحرية]..

ابتسم رين براحه.. هكذا سيعتني بها كين ولن يقلق بشأنها لفتره.. [لكن يا سيدي هل ستكون الآنسة بخير مع السيد كين؟ فأنت تعلم شخصيته].. ابتسم رين بتكلفه [لا، ان كنت سأقلق على أحد فسيكون اعدائه فهو محترف حقا في التعذيب، ذلك المختل بالتأكيد يوجد ثقب في عقلة ولكن لذلك السب أحبه].. ضحك رين واومأ الخادم موافقا لكلام سيده فهو منذ معرفته لكين كانت شخصيته فضيعه حقا وقد استطاع السيطرة عليها مؤخرا وحسب، نهض رين متجها للقاعه الملكية وورائه جايون كظله..

عندما وصل انحنى الحارسان نحوه وفتحا الباب ليدخل واغلق الباب ورائه، تقدم في القاعة الكبيرة على السجاد الأزرق حتى وصل الى أمام كرسي العرش والذي يجلس عليه والده. بينما ذهب جايون الى الزاوية واختفى..

اجتمع اخوته على جانب السجاد واقفين وعلامات السعادة على وجوههم، وبشكل غريب كانت ليفيا عكسهم تماما فالغضب اخذ مأخذه منها وهي تنظر بحقد الى رين بأعين متهمة، انحنى لوالده باحترام لا يشعر به حقا، فهو يكرهه بشده بسبب فعلته لإيرينا ...

[ما سبب استدعائك لي يا والدي؟]. سأل رين واضعا على وجهه قناع الجدية بينما هو يعلم في الحقيقة السبب، فصرخت ليفيا وهي تقترب منه.. [هل تتظاهر بالجهل؟!! انا اعلم انها هربت بمساعدتك!! تحدث الى اين ذهبت ؟!!].. نظر لها بوجه متسائلا وهو يدّعي الغباء. [ماذا؟ هل هربت قطتك الأليفة؟ ابحثي عنها بنفسك يا عمتي]..

كان رين يرفض دائما أن ينادي ليفيا بالأم الثانية تماشيا مع قواعد القصر، فليفيا قد تزوجت والده بطريقة جعلته ينظر لها بازدراء، هي ترى أن والده قد أحب والدته ولكنها أصرت على الزواج وحتى أرادت أن تصبح الزوجة الأولى؟ باه! إن والدته ليست امرأة عاديه لذلك لم تقدر ليفيا على فعل شيء على أية حال..

إن رين هو الابن الوحيد للملكة والزوجة الأولى كارتي والتي اختفت فجأة في أحد الأيام ولم يجدوا لها أثرا.. وكل ما تركته هو رسالة صغيره تقول..

" عزيزي هانز..
لقد اكتشفت بعض الأمور المثيرة وانا ذاهبه للتحقق منها ~ ♥︎.. ربما لن اعود لفتره لذلك اعتني برين ~
من محبتك.. كارتي ♥︎ "

هكذا كانت امه دائما محبه للاكتشاف وامرأه حيوية ونشطه.. لهذا السبب تخاف ليفيا دوما منها فقد تعود يوما وقد تكون سببا في طردها فعائلة كارتي تحمل قوة ومكانه بين النبلاء، احمر وجه ليفيا بشده عندما أستهزئ منها رين بشكل غير مباشر..

[رين].. كلمه واحده اسكتتهما لينظر رين لوالده بوجه خالي من اي تعبير..
[انت تعلم ان تحريرها لن يجلب شيء جيد للعالم]
[ .... لا اهتم بالعالم، انها الرغبة الأولى لأختي الصغيرة وسأساعدها بكل ما املك..]

[... خذوه الى السجن].. عباره واحده جعلت وجه ليفيا يبتسم، ونظرت لرين بسخريه وكأنه خسر مكانته لكنه بادلها الابتسام وببساطه تبع الحراس وكأنه ذاهب الى نزهه ولكن ليس قبل او يقول لوالده بابتسامه لعوبة..

[احلام الناس كالشجرة التي تنموا ولا تتوقف إلا عندما ينتهي عمرها.. لذلك فلتبقى في عرشك كالقطة الخائفة ايها العجوز].. وغادر وهو مبتسم بسعادة لتحقيقه هدفه الأول..

فظل الملك هانز ينظر لأثر ابنه الأكبر بانزعاج، دائما لديه وجهه كالقناع بإمكانه تغييره كما يريد تماما، لذلك برأيه هو الأفضل لأن يصبح الملك من بعده، لكن تصرفاته الغريبة هذه كلها بسببه تلك الوحش، كما توقع ما كان عليه ابقائها على قيد الحياة.. حتى وان كان طلب منه..

سمح لهم بالانصراف فأمسكت ليفيا كتفي ابنتيها وهي بمزاج رائع وقالت.. [هل استعديتما؟ فعليكما الذهاب الى الأكاديمية الخالدة غدا].. تذكرتا بانزعاج فلماذا عليهما الذهاب اليها رغم ان لديهم معلمين خصوصيين، لكنه كان أمر من والدهما وهكذا وبدون اي اعتراض انتقلتا الى المسكن الداخلي للأكاديمية ...

___________________

عند ايرينا وفي الصباح الباكر وصلتها رسالة من شينا ومعها صندوق.. فحملته وهي تدخل لغرفة ريان.. والذي كان مستيقظا ويقرأ في أحد كتب ايرينا باهتمام وهو على السرير..

[صباح الخير]. انتبه لدخولها فرد بهدوء. [صباح الخير كابتن] لماذا يناديها بالكابتن ومن هو ريان؟ لنعد قليلا للوراء ...

بعد يوم استيقظ القرصان من نومه على وجه ايرينا التي كانت تكتب شيئا ما في مذكراتها وهي تجلس على كرسي خشبي بجانب سريره ...

[ ...... ]

[اوه!! استيقظت اخيرا!! يال فرحتي، هل تشعر بأي الم في جسمك؟ جائع؟ لا تخجل وأخبرني بأي شيء!].. [... هذا الصوت، انت تلك الخادمة؟].. كان صوته اجش وحلقه جاف، فنهضت لتحضر له كأس من الماء وهي تبتسم ...

[هيهه اجل انها انا ولم اعد خادمه.. قبل اي شيء أخبرني باسمك!]..
[اه.. انا ريان في 21 من عمري]..
[اوه إذا انت أكبر مني بأربع سنوات!] لمعت عيناها وهي تقترب منه فنهض ليعتدل في جلسته [إذا ريان اريد منك ان تنظم الى طاقمي !!] ...

نظر لها بشكل غريب وسرعان ما ابتسم قليلا [..... انتِ مباشره حقا.. هل انتِ قرصانه؟].. [اجل! حلمي ان اصنع طاقم عظيم وان اسافر حول العالم واكتشف كل الأماكن وان ازيل كل الفساد في الأرض وان -].. قاطعها وهو يرفع يده.. [فقط كم حلما لديكِ ؟!]..

ابتسمت وكأنه سأل عن شيء غبي جدا.. [الا تعلم ان الأحلام كالشجرة تنموا حتى ينتهي عمرها؟ ان احلامي تمثل فروع الأشجار واوراقها! فحتى الآن تظهر لي احلام جديده اريد تنفيذها!]

لم يقتنع تماما بما قالته لكنه لم يعارضها، نظر لوجهها المتحمس وفكر في حياته حتى الآن، لقد ظل يتجول هنا وهناك بعد تلك الحادثة وقد فقد هدف حياته، لا يوجد فرق حقا وربما يحدث شيء ما عند الانضمام لها، لذلك تحدث على مهل [حسنا.. لقد أنقذت حياتي فلا مانع لدي]..

أشرق وجهها وقالت. [حقا؟!!! حقا!! حقا!!].. [نعم لذلك ابعدي وجهك قليلا]..

[ظننت أنك ستسخر مني وتقول ان المرأة لا يمكن ان تصبح قرصانه].. قال لها مستغربا. [ومن قال لكِ ذلك؟ الا تعلمين ان أحد اقوى اربعه قراصنة هي امرأة؟].. اتسعت عيناها فهذه هي المرة الأولى التي تسمع فيها ذلك.. ظلت بعدها تتحدث معه لوقت وهي مستمتعة تماما..

من يومها وريان يناديها بالكابتن فأصبح مزاجها يصل للسماء وهي تسمع هذه الكلمة منه، على اية حال وضعت الصندوق على الأرض وفتحته فوجدت فيه ملابس مدرسيه لها ولريان مع رسالة قصيرة..

"لقد سجلتكِ انت وذلك الحثالة في الأكاديمية.. هذا كل ما سأفعله، عليكِ القيام بباقي الأمور بنفسك، اما بالنسبة الى الشيء الذي اريد منكِ استعادته فهو اسوره من الألماس الأسود نحت عليها بعض الكلمات الغريبة"

" انه حقا يثير اشمئزازي ".. جعدت الرسالة وألقتها في أقرب قمامة، طرق الباب ودخلت لورا بفستان ازرق فاتح وهي تحمل سله ممتلئة بالضمادات والمطهرات.. [صباح الخير ايرينا، ريان!].. وضعت السلة وبدأت في تغيير الضماد لريان..

[اسمعي لورا..]. قالت ايرينا بتردد، فلورا اصبحت بمزاج رائع جدا منذ عودتها حتى انه بإمكانك رؤية زهور ورديه ورائها..
[ماذا؟]
[سأغادر بعد تعافي ريان].. توقفت عن التضميد ونظرت لإيرينا بصدمه، لتعود مره اخرى للابتسام بطريقه غريبه وتكمل التضميد ثم تسحب ايرينا معها لخارج الغرفة، حتى وصلت الى غرفة لورا واغلقت الباب ورائها وقد بدت غاضبه نوعا ما..

[امم ... لورا؟]
[لماذا ... لم تسأليني للانضمام الى طاقمك؟]..
بدأت الدموع تتجمع في عينيها [انا اعلم انني حمقاء وعديمة الفائدة، لذلك ادرس الطب كي أصبح مفيدة يوما ما.. لذلك ايرينا! لا تتركيني في الخلف!].. صدمت ايرينا منها! الم تخبرها من قبل انها تكره القراصنة؟ لذلك لم تتوقع ابدا ان تقول لها هذا الكلام، شهقت لورا وهي تكبت بكائها رغم دموعها الساقطة.. لم تحتمل ايرينا أكثر فعانقتها وهي تعتذر..

[اسفه.. لن افعل ذلك مجددا.. لهذا عندما يحين الوقت الذي تصبحين فيه طبيبه رائعة سآتي لأخذكِ معي في سفينتي التي سأبنيها!] حينها بدأت لورا بالبكاء بصوت عالي.. صديقتها الأولى في حياتها اعطتها وعدا بشيء سيجعلها تبذل قصارى جهدها.. فلم تحتمل هذه السعادة..

ظلت ايرينا تربت على ظهرها حتى هدأت ونظرت لها بابتسامه لتبادلها الأخرى وقد شعرتا برابطه صداقه قوية قد نشأت بينهما الآن ...

[هل نذهب لتناول الإفطار؟]. اقترحت ايرينا..

[اجل لنذهب]..

___________________

وبعد أسبوع قرر بورسل أن ريان قد تعافى وبإمكانه الخروج إن أراد فحزمت ايرينا اشيائها وحجزت عربه لـ تقلهم الى الجزء الجنوبي من القارة والذي تقع فيه الأكاديمية..

بعد ان وصلت العربة لأمام باب العيادة بدأ لوكا بالبكاء لذهاب ايرينا فهي قد اصبحت بنظره كالأخت الثانية له، لتربت على رأسه وتهمس في اذنه شيئا فتوقف عن البكاء، ركبت العربة هي وريان بعد ان ودعتهم بحراره ثم انطلقت..

سألت لورا لوكا باستغراب..
[ما الذي قالته لك؟].. ابتسم وقال [هذا سر!].. ثم دخل للعيادة بفخر
(اخي الصغير اريد ان اراك رجلا قويا عندما اعود فتوقف عن البكاء)

___________________

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top