وقفت يوكينا على جرف عالي لتشاهد رحيل سفينة إيرينا ، عبثت الرياح بشعرها الأبيض الطويل لفتره حتى اخذت نفساً عميقاً و ابعدت نظرها متجهه نحو المدينة التي اصبحت فوضوية ، كانت عيناها حادة عندما سارت بخطى ثابته ..
فليبدأ عصر جديد لسلالة الغرباء ..

.
.
.
.

في الجانب الآخر للبحر و بالتحديد في القارة الخضراء ، بداخل مكتب صغير القى شخص معين رأسه على الطاوله و قد خرج صوت الشخير منه معلناً غرقه في عالم الأحلام ..

فجأه ، فتح عينيه عندما شعرت غريزته التي دربت عبر العديد من الصعاب ان هناك حذاء طائراً نحوه مما جعله يرفع رأسه فوراً ..
ظن انه قد تفاداه لكن لم يلحظ ان هناك كتاباً قد القي ايضاً لذلك اصطدم الكتاب بوجهه بقوه ..
دمعت عينه و ابعد الكتاب بينما يقول بأسى ..
[ كولد !! الن توقف عادتك برمي الأشياء نحوي ؟ ] ..

كان ذلك ميكامي الذي تم إجباره على ان يصبح احد اعضاء المجلس الملكي بعد الثورة التي حصلت ، نظر نحو كولد الذي لم يعطه اي اهتمام و بدأ بترتيب الأوراق على المكتب اثناء قوله ..
[ لن افعل ، حتى تقوم بعملك جيداً كرجل محترم ] ..
عبس ميكامي وقال اثناء رمي الكتاب على الطاوله ..
[ اعلي ان اطردك و حسب ؟ كرامتي ذهبت مع الرياح بسببك ] ..

ظهر تلميح ابتسامه في اعين كولد و اخذ الكتاب بينما يقول ..
[ من يدفع راتبي هو والدك ، إن اردت طردي فاذهب و تحدث معه ] ..
عندما سمع ميكامي ذلك ارتعش دون حسيب ولا رقيب ، لقد هرب اخيراً من وراثة اسرته تاركاً الأمر لأخيه الأصغر و بسبب ذلك شعر ان والده قد اصبح جهنم السوداء ، ما إن يرى ميكامي حتى يشبعه ضرباً ..
إنه يشعر احياناً ان حياته حزينه جداً ..
" اااه اين عزيزتي ايرينا ! " ..

وضع رأسه على الطاوله بتعب و هو يلعن نفسه عندما وافق على إقتراح رين !! ماكان عليه مساعدته بالثورة ! ..
عدى ذلك لكان مستلقياً الآن على سريره بينما يخطط لزواجه مع إيرينا ..
*إقشعر شخصاً معين و نظر حوله باستغراب* ..

وضع كولد كومة اوراق جديده بينما يقول ..
[ إن رئيس المجلس ، السيد شينا قد اصدر امراً لك للتو ، اذهب لمملكة كاليفي كسفير للمجلس ] ..
إتسعت عينا ميكامي و رفع رأسه على الفور اثناء صراخه ..
[ ماذا ؟! ذلك الشيطان !! لم علي ان اذهب ؟! الم يقم بتجنيد اعضاء آخرين عداي ؟! ] ..
تجاهله كولد وهو يخرج قائلاً ..
[ لقد قال إنك الأكثر كسلاً بينهم ، لقد جهزت حقيبتك بالفعل و السفينه تنتظر غداً ] ..
وهكذا خرج و اغلق الباب ورائه بينما سقط ميكامي على الأرض من الصدمه ..

لا انتظر لحضه ، اليست كاليفي هي مملكة ايرينا ؟ ..
" اوووه نعم !! "
شعر فجأه بالقوه تخرج من جسده لذلك نهض وهو يصرخ ..
[ كووولد !! سنغادر اليوم ! اليوم !! ] ..

.
.
.
.

رست سفينة إيرينا في الميناء بعد اسبوع ، وعندما هبطت ساقيها على الرصيف المألوف شعرت بالحماس ، لأنها رأت ان الأجواء في الميناء قد تحسنت بشده خلال المدة التي غادرت فيها ..
في الماضي كان هناك العديد من الفقراء و العبيد يعملون بكل وقت ، و من بين ملابسهم القذره تستطيع رؤية اجسادهم التي التصق جلدها بعظمها ..
حتى ان الجنود احبوا العبث في كل مكان ..

لكن الآن ..
انتشرت الإبتسامات في المكان و اختفى الجو الكئيب ، رغم انها لا تعلم ماهي الإصلاحات التي قام بها أخيها ، إلا انها شعرت بالسعاده حقاً ..
[ عزيزتي إيرينا ] ..
خرجت ايرينا من شرودها و نظرت لكارتي التي وقفت في وقت ما بجانبها ..
كان برنارد قد عاد بالفعل للأكادميه قبل فتره ، ضاقت عينا كارتي و امسكت بيدي ايرينا بينما تقول بحزن ..
[ الن تبقي حقا ؟ يوم او يومين ؟ ] ..

كانت عينا كارتي تلمعان مع نظرة حزينه جعلت ايرينا تتجنب النظر إليها بذنب ، بالطبع هي لا تمانع بالبقاء ليوم او يومين لكنها قد تحدثت بالفعل مع اينهو مسبقاً حول زيارة الجزيره الشيطانيه ، عدى انها لا ترغب برؤية اخوتها حالياً و لا ننسى العفريته ليفيا ووالدها ..
لذلك تنهدت و قالت ..
[ عمتي كارتي ، ان القصر حالياً ... اه ، سأعود طبعاً للبقاء هنا بعد ان انتهي من زيارة الجزيرة الشيطانية ]
كادت ان تفضح افكارها و اسرعت بالتحدث وهي تدفع كارتي نحو العربه التي كانت تنتظرها ..

تنهدت كارتي و احتضنت ايرينا بقوه وهي تهمس ..
[ عزيزتي ، لن امنعك فانطلقي لكل بقاع العالم .. تذكري فقط ان عائلتك هنا دائماً ، منزلك هنا ] ..
ابتسمت ايرينا بخجل ، إن عمتها لم تتغير ابداً ..

عندما استقلت كارتي العربه نظرت للخلف نحو ايرينا التي وقفت لوحدها على الرصيف مودعه اياها ، جعلها ذلك تشعر بالسعاده و تمتمت ..
[ لينا ، ان تلك الطفله قد اصبحت بالفعل شخصاً يُفتخر به ] ..

بعد ان غادرت العربه التفتت ايرينا و صعدت للسفينه بينما تصرخ ..
[ ريان ! .. لننطلق ~ ! ] ..

.
.
.
.

بعد اسبوعين ..

كان داركس مستلقياً على سطح السفينه بكسل ، بينما يفكر احياناً ان عليه تحريك جسده ، شعر بأحدهم يقترب منهم ففتح عينيه ليرى ايرينا وقد ضاقت عيناها الذهبيه بتفكير عميق ..
جلست بجانبه صامته ولم يعرها داركس اي اهتمام فعاد لإغلاق عينيه ..
[ داركس ، اشعر انني نسيت شيئاً ما ] ..
ضغطت إيرينا على جبينها وهي تتحدث ..
[ شيئ ... كان شيئاً يزعجني ، هممم ] ..

منذ ان انطلقوا وهي تشعر انها قد نسيت شيئاً ، لم يفتح داركس عينيه لكنه قال ببرود ..
[ ساحره .. ]
عندما قال هذه الكلمه اتسعت عينا ايرينا و صفقت بيديها بينما تصرخ ..
[ نعم !! لقد تذكرت !! تلك الساحره العجوز ! لم اشعر بوجودها منذ ان غادرنا الجزيره !! ] ..
تثائب داركس وهو يفكر ان كان عليه ان يسد اذنيه عدى ان توري قد قاطع تفكيره حيث هبط على رأس ايرينا وهو يقول ..
( هي ! ان هناك شيئاً غريب في الأمام ) ..

نهضت ايرينا و اتجهت نحو ريان و نوفا الجالسين في المقصوره ..
عندما دخلت شاهدت وجه نوفا الشاحب ، مما جعل ايرينا تتسائل باستغراب ..
" لم اقم بأي شيئ بعد فلم هي شاحبه ؟ " ..
انتي تعترفين بجنونك .. على اية حال عندما رأى ريان انها وصلت قال ..
[ كابتن ، هناك شيئ غريب في الأمام ] ..

اشار نحو مقدمة السفينه ، نظرت ايرينا لكنها لم ترى سوى البحر الأزرق الصافي و لا شيئ غريب ، مما جعلها ترفع حاجبها باستغراب و كادت ان تسأل ريان عدى انها توقفت و فركت عينيها قبل ان تنظر مجدداً ..
امامها ، كالضباب ظهرت كتلة ارض هائلة ..
لا ، بدقه كانت قاره هائلة ..

[ ايه ؟ ] ..
قبل ان تقول اي شيئ دخلت لورا و اينهو مع لونا بفزع بينما قالت لورا بسرعه ..
[ ايرينا !! هناك شيئ غريب يحدث ! ان عيناي بخير لكنني ارى وهماً امام السفينه ! ] ..
اوه ، اذاً ليس الأمر و كأنها تتخيل ، هناك حقاً وهم لقاره ضخمه امامهم ..
عدى ان لونا رفعت اصبعها الصغير و اشارت نحو السماء بينما تقول بحماس ..
[ ايرينا-ني .. إن توري و مايكل قد بدأ القتال مجدداً ] ..

[ .... ]
رفست ايرينا الباب و اخذت سيفها لتلقيه بقوه نحو الإثنان في السماء وهي تصرخ ..
[ تعاليا إلى هنا فوراً قبل ان اشويكما على العشاء !! ] ..
ارتعد الإثنان و نظرا نحو لونا التي اختبأت ببرائه خلف ايرينا وهي تمد لسانها نحوهما ..

في الجهه الأخرى وقف داركس وهو ينظر لوهم القاره الضخمه امامهم ، شعر انها موجوده بلا شك و لكنها في الوقت نفسه ليست كذلك ، و كأن هناك حاجزاً يبقيها مخفيه .. قد تظهر و قد تختفي ..
اقتربت اينهو من ريان وهي تقول ..
[ إنها المره الأولى التي ارى فيها هذه الظاهره ، لقد عبرت هذا الطريق عدة مرات من قبل و لم يحدث شيئ ] ..

كانت تشعر بالقلق ، احدث شيئ في الجزيره ؟ ..
عقد ريان يديه وقال ..
[ الا تعتقدون ان وصف هذه القاره يشبه شيئ ما ؟ ] ..
عندما قال ذلك توقفت ايرينا عن ضرب توري و مايكل و نظرت له بدهشه للحضات قبل ان تلمع عيناها بقوه وهي تهمس ..
[ اتعني ... القاره المخفيه ؟ ] ..

[ ماذا ؟ ] .. نهضت نوفا فوراً و اكملت .. [ انه مستحيل ! إن القاره المخفيه ماهي إلا محض اسطوره و حتى ان كانت موجوده فستكون قد اندثرت بالفعل منذ ملايين السنين ! عدى ان اينهو كما قالت قد عبرت هذا المكان عدة مرات و لم تظهر لها قط فلماذا تظهر الآن ؟ ] ..
ابتسمت ايرينا بحماس و امسكت بعنق توري المسكين بقوه وهي تقول ..
[ لقد انكرتم وجود التنانين من قبل لنجدها ! و الآن تنكرون القاره المخفيه وهي امام اعينكم ؟! ] ..
رغم انها كانت تتحدث إلا ان عيني ريان و لورا كانا على توري الذي ضرب بجناحيه مختنقاً ..

في النهايه لم يعد يحتمل و تحول إلى شكله البشري هارباً من يديها في اللحضه التي هبطت فيها اكاري و عادت لشكلها البشري بينما تقول ..
[ لقد حاولت الدخول ، لكن منعني حاجزاً ما ] ..
نظر الكل نحو القاره التي بدت شفافه ، تختفي قليلاً وتعود ..

بالطبع لم يثني ذلك عزم ايرينا التي حملت سيفها و كادت ان تقفز من السفينه وهي تقول ..
[ لا بأس ! سأتحقق من ذلك بنفسي ! ] ..
اسرعت اينهو و لورا و نوفا لإمساكها بفزع ونوفا تصرخ ..
[ لا لا لا لا !! انظري لقد اختفت اصلاً ! ] ..
توقفت ايرينا و نظرت مجدداً لترى ان القاره قد اختفت بالفعل و عاد البحر لطبيعته ..

شعرت بالإحباط و التفت عائده للداخل و هي تتمتم ..
[ اوه .. سأعود إلى هنا فيما بعد ، ربما تظهر مجدداً ] ..
تنهدت نوفا بارتياح و لحقت بها بينما تقول ..
[ سنصل غداً للجزيره ] ..

في المقابل ، وقفت اينهو محدقه بالبحر بصمت ..
غدا .. سترى والدها مجدداً ...
و ستراه هو ايضاً ..
اظلم وجهها و التفتت عائده للداخل هي الأخرى ..

.
.
.
.

في جزيرة الوحوش الشيطانيه ..

كان هناك مبنى بدى عليه البذخ و الغِنى ، كان المبنى ممتلئاً بالخدم و بالأخص في غرفه معينه حيث جلس فتى رفيع الجسد طويل القامه ذو شعر بني و اعين بنيه مظلمه ..
كان الخدم يتحركون في المكان ، هذا يضع الفاكهه و هذا يحرك المروحه بينما قام الآخر بالتدليك و صب رفيقه الشاي برفق ..

اخذ الفتى كوب الشاي و تمتع برائحته للحضات قبل ان يشرب بأناقه ..
كان الجو رائعاً و مبتذلاً قبل ان يقطع تماماً عن طريق صراخ فتاه دخلت الغرفه بقوه ..
[ مادون !! ] ..
*بففففف * ..
بصق الفتى المدعو مادون كل الشاي الذي شربه بقوه و سعل بينما ينظر بصدمه للباب ، تحديداً نحو الفتاه صاحبه الشعر البني المحمر و العينان البنيه الغاضبه ..
كان شعرها قصيراً لحد رقبتها ..

[ ن- .. نيرين ] ..
نظر باستنكار نحو الخدم اللذين نظروا بعيداً بذنب ..
ليس و كأنهم سمحوا لها بالدخول و لكنها ببساطه من المستوى العالي بينما هم من المستوى المتوسط فكيف يقدرون على إيقافها ؟ ..
لا يرغبون بالموت بعد ..

تقدمت نيرين نحو مادون و شدت إذنه بقوه و هي تقول ..
[ لم تعبث هنا كإبن عديم الفائده لمستشار الملك ؟! الا تعلم خسائرنا بعد هجوم اولئك الغرباء ؟ ] ..
[ م-مؤلم !! مؤلم ! اتركي اذني ! ] ..
ازداد غضبها بعد كلماته و ضربت رأسه بقوه وهي تقول ..
[ الست راغباً بتولي الحكم بعد الملك ؟! فكيف تبقى على هذه الحال ؟! ] ..
توقف فجأه عن المقاومه و اصبحت نظراته حاده مما جعلها تتركه ..

[ لن اصبح وريثاً له ، ليس قبل قتلها ] ..
كانت كلماته مظلمه و عيناه حملت شراسه مرعبه ..
تظاهر الخدم بعدم سماعه و كأنه لا يتحدث عن قتل ولية العهد ..
في النهايه ركلته نيرين على قدمه ببرود وهي تقول ..
[ قبل ثرثرتك هذه اعمل جاهداً .. فرغم انك ارسلت زوكا لقتلها قبل شهوراً طويله إلا انه انتهى به ميتاً على يد شبة الخالد ذلك ] ..

و بينما هم يتحدثون دخل خادم مسرعاً وهو يقول ..
[ سيدي ! هناك سفينه تقترب من الجزيره ! ] ..
توقف الإثنان و نظرا لبعضيهما بصمت ..
سفينه ؟ ..

_________________

كتبت و كتبت و ماعجبني شيئ ، مافي إلهام .. 🤦🏻‍♀️
لكن ننزل عشان اجبر نفسي اكتب 🌚 ..

ايش تحتوي القاره المخفيه برأيكم ؟ ..

اراكم في البارت القادم ..
جانا ~ ..