شبح الماضي | البارت 24

تحطمت السفينه .. و انتشر الظلام فجأه ..

كانت ايرينا تمسك سيفها بقوه و مغمضه عينيها لكنها فتحتها عندما قالت لورا بدهشه . [ م-ماهذا ؟! ] .. اتسعت عيناها لآخرها عندما رأت الكل يطفوا في وسط فضاء اسود تماما .. اين هم ؟ واين ذهب الثقب و البحر ..

[ ايرينا احذري ! ] .. امسكت اينهو بأيرينا و ابعدتها عن قطعه كبيره من حطام السفينه وقد كادت ان تصطدم بها و ركلتها بقوه فقذفت بعيدا ..

على اية حال و قبل ان يتحدثوا خرج الماء فجأه من الا مكان و انتشر بسرعه هائله ليعود المكان الى و سط البحر .. امسك داركس بتوري الذي ابتلت جناحاه من الماء فلم يعد قادرا على الطيران ..

و اسرع ريان ليقول وهو ينظر حوله . [ اين نحن الآن ؟ ] .. [ انظروا هناك جزيره ] .. اشارت ايرينا للأمام .. فنظروا جميعهم نحو الجزيره التي لم تكن بعيدا كثيرا .. فسبحوا اليها بسهوله ..

بعد ان صعدوا امسكت لورا بحقيبتها و فتحتها و هي تتأكد من ان كل شيئ فيها سليم من مياه البحر .. وتنهدت براحه عندما لم ينكسر شيئ ..

نظروا نحو الغابه المجهوله امامهم .. كانت في الحقيقه مخيفه .. [ هل يعلم احد اين نحن الآن ؟ ] .. سألت ايرينا فهز الكل رأسه تعبيرا عن النفي .. اما مايكل فقد قال بعيون جرو لأيرينا . [ انا اموت جوعا من ذلك الأفطار الخفيف دعينا نأكل اولا !! ] .. اعطته ايرينا نظرة الرفض فصمت بانزعاج .. [ هل تظن انه وقت الطعام الآن ؟! ]

زفر داركس و تحرك نحو الغابه . [ لحضه داركس ! انتظر لنذهب معا ! ] .. قالت لورا بخوف . لكنه التفت وقال بهدوء . [ لست ضعيفا مثلكِ حتى اضطر للبقاء في مجموعات ] .. نهض ريان وقال [ الأمر لا يتعلق بالضعف .. فأنا اظن ان هذه الغابه هي الغابه الضبابيه ] ..

توقف داركس في مكانه و نظر لريان ببرود . [ غابة الساحرات ؟ ] .. سأل قبل ان يعود و يجلس تحت احدى الأشجار بانزعاج .. فسألت اينهو باستغراب . [ مالأمر ؟ ] ..

في النهايه تجمعوا في دائره عدى داركس فقد بقي في مكانه .. [ حسنا ، ان غابة الضباب هي مكان مجهول حقا ..لا يوجد الكثيرون ممن دخلوا اليه وعادوا لذلك المعلومات حولها قليله .. لكن الشيئ الوحيد الذي اتفقوا عليه هو .. الساحرات .. ]

ارتجفت لورا و اقتربت من ايرينا . [ س-ساحرات ؟ هل هم اولئك الذين يأخذون اجساد البشر ليقوموا بسحرهم الغريب ؟! ] .. ربتت ايرينا على رأسها لتهدأ ..

فأكمل ريان . [ لا احد يعلم ، فمن عاد من هذه الجزيره كان قد اصيب بالجنون لسبب مجهول .. و كل ما نطقوه هو .. ساحرات ! ] ..

قالت اينهو بقليل من القلق . [ لقد كان ابي يقول ان الساحرات هم افضع جنس و لم يخبرني بالسبب ] ..

مع كلامها هذا ، توقف الحديث بينهم فأسرعت ايرينا لتقول بهدوء . [ لا تقلقوا قفد انقرض جنسهم منذ زمن طويل ] .. اعطتهم بعض الأمل ، فقال مايكل باستغراب . [ لماذا تخافون من الساحرات ؟ فهم لم يفعلوا شيئا لكم ؟ ] ..

ضحك ريان وقال . [ اظن ان هذا الأمر لا يهم مايكل هاه ؟ ] .. [ حسنا انه محق هيا لندخل و نرى الأمر بنفسنا ! ] .. نهضت ايرينا مع كلامها هذا ..
فنهض داركس برضى لكلامها و سبقهم للداخل و توري فوق رأسه ..

في الداخل كانت غابه عاديه جدا .. فقال مايكل . [ سأبحث عن بعض الفواكه ! ] .. انطلق بسرعه بعيدا عنهم و اختفى قبل ان تعارض ايرينا .. [ انا سأذهب من هنا ] ذهب داركس ومعه توري .. [ سأذهب لرؤية مخطط الجزيره لأرسمه ] .. قال ريان و اختفى وورائه اينهو ..

فبقيت ايرينا مع لورا لوحدهما .. [ تبا لهم ! من قال انه يجب ان نبقى معا ! هيا يا لورا لنذهب ! ] .. بدؤا في المشي و لورا تمسك بملابس ايرينا و هي تنظر حولها بقلق ..

في النهايه ، قاموا بعبور الغابه و دخلوا لمنطقه مفتوحه بها نهر صغير .. فتركت لورا ايرينا وذهبت للنهر لتشرب بعض المياه ، [ انها منعشه ! ] .. انزلت حقيبتها و اخرجت قنينه صغيره و عبأتها بالماء ..  ابتسمت ايرينا على منظرها و جلست على احد الصخور وهي تشاهد لورا ..

لكن ..

فجأه احست بالبرد يخترق عظامها .. و التفتت بسرعه عندما سمعت صوت طفله صغيره كانت تضحك بمرح و تمشي من بين الأشجار .. و اصبحت الغابه التي ورائهم ممتلئه بالضباب ..

تلك الطفله .. نهضت ايرينا بسرعه و لحقت بالطفله . [ تلك هي انا ! عندما كنت طفله ! ] .. دخلت للغابه وهي تحاول اللحاق بالطفله .. لكنها كانت قد اختفت .. فتوقفت مكانها وهي تلهث .. [ لماذا افقد تفكيري السليم عندما افكر في الماضي ! تبا ! ] ..

" علي العوده الى لورا ! لماذا تركتها ؟! " .. التفتت لتعود لكن .. اختفى المكان من حولها و اصبح ظلاما ..

سلاسل .. برد .. رائحه مقرفه .. كل شيئ من حولها اسود .. " مؤلم " .. رفعت الطفله الصغيره رأسها وهي تنظر للقضبان الحديديه الصدئه في محاوله لها كي تنسى الالم ..

والتفتت بعدها للطفل الذي بجانبها .. لقد مات ، لم يعد يحتمل .. و تركها هي الأخيره .. فاتسعت عيناها و اظلم وجهها برعب .. " لماذا لا استطيع الموت انا ايضا ؟! اريد ان ارتاح مثلهم ! " ..

لم يكن لديها الوقت المناسب للتفكير فأصوات الخطوات كانت واضحه .. انه يقترب .. يقترب .. ارتفعت نبضات قلبها بجنون و هي تنظر حولها ، ولكن اين المهرب ؟! ..

لم يسعفها الوقت فقد وقف امام باب الزنزانه و فتح بابها الصدئ ، ثم امسك بها بقفازاته البيضاء و بجثة الطفل و سحبهما كالأشياء ..

شهقت وهي تحاول التنفس .. قلبها يكاد يخرج من مكانها .. تريد الصراخ و اخباره بالتوقف .. لكن جسدها النحيل قد التصق جلده بعظمه فلم تعد لها تلك الطاقه ..

فتح احدى البيبان و رمى جثة الطفل فلمحت هي نظره لما كان موجودا في الداخل ..
رائحه كريهه. و جثث عديده ..
كان ذلك اكبر من ان تحتمله طفله بعمرها ..

فلم يعد بأمكانها سوى البكاء ... حتى و ان فرغت طاقتها فهي لم تعد تحمل تكاد حبالها الصوتيه تنقطع من الصرخه التي خرجت من حلق جاف تماما ..

[ توقف !!!!! ] ..

_____________________________

صرخت ايرينا انتشرت في انحاء الغابه ..
[ ايرينا !! ايرينا انهضي !! ارجوكِ استيقظي !! ] .. كانت لورا قد لاحظت اختفاء ايرينا فأسرعت لتبحث عنها ووجدتها على الأرض بلا اي حراك وجسدها يرتجف ..

وفجأه صرخت صرخه شخص مرعوب .. لكن ايرينا لم تستيقظ .. فارتعبت لورا لأنها لم تجد اي اصابات فلماذا لا تستيقظ ؟! ..

بما ان الصرخه سمعت في كامل الغابه ، توقف داركس بعد سماعه للصرخه و التفت نحو مصدرها .. قال توري باستغراب . ( اليست هذه هي صرختها ؟! من المدهش ان تلك الفتاه قد صرخت هكذا ؟ تبدوا مرعوبه ؟ ) ..

كاد داركس ان يعود بعد كلام توري لكن .. * قطع * .. تراجع بسرعه .. و نظر نحو الأمام بانزعاج شديد .. وهمس . [ على الموتى ان يعودا لقبورهم ! ] .. قال كلامه لشيئ بملامح غير واضحه بالنسبه لأي شخص اما داركس كان يرى شابا يبتسم و يقترب منه وبيده خنجر ..

لم يفكر للحضات بل قام داركس بقطع عنقه و الذهاب فورا نحو مصدر الصرخه وورائه توري ..

كان ريان يمشي وهو يكتب معالم الغابه و اينهو ورائه .. حتى سمعوا الصرخه .. فتجمدوا للحضات قبل يصرخ ريان واينهو معا . [ كابتن !؟ ] . [ ايرينا ؟!! ] ..

توجها فورا نحو الصوت و التقوا في طريقهم بمجموعه من الكتل عديمة الشكل .. ببساطه قاما بضربها في وسطها فانفجرت و اكملا طريقهما فأيرينا اهم ...

اما مايكل فقد كان يبحث عن الفواكه لكنه لم يجد شيئا فاشتعل غاضبا بسبب جوعه وهو يسير ليقابل امامه امرأه .. قالت بحنان . [ صغيري مايكل ] .. بينما هي تتحدث قام هو بركلها على وجهها وأكمل سيره بلا اهتمام وهو يقول . [ لا اعلم من انتي ، لكنني لم اعد املك امً ] ..

حينها سمع صرخة ايرينا فاتسعت عيناه ليسرع بذهول نحو مصدر الصوت .. " تلك الفتاه ذات الكبرياء العالي تصرخ ؟! "

[ هممم يبدوا ان احدهم يعاني رغم انهم لا يزالون في المدخل و حسب .. في النهايه هم كغيرهم ، رغم ذلك ، تلك الفتاه .. ياله من ماضي ..  ]

[ اتركني !! دعني اريد الموت وحسب !! دعني ايها الحقير !! افضل الموت- ] .. ضربها الرجل في معدتها فبصقت دمائا و انكسر احد اضلاع جسدها الصغير ..

اظلمت رؤيتها .. رغم انها تريد ان تنهي حياتها الا ان الخيار ليس لها .. فكم مره حاولت الموت و فشلت ؟ لماذا لا تقدر على الموت ؟! ..

اغمضت عيناها ببطئ .. وهي تحاول البقاء مستيقظه ..
[ لا ! لا تنامي ! انتي اقوى من ذلك ! هيا استيقظي ] .. كان صوتا مألوفا و حنونا .. لشيئ فقدته بطريقه فضيعه .. نعم .. " امي ؟ " .. كانت تقف امامها و هي تبتسم ..

تجمعوا كلهم حول ايرينا التي شحب و جهها .. كانت لورا لا تعلم ما تفعل .. [ هي مالأمر معها ؟! ] .. قال مايكل وهو يقترب بانزعاج ..

فهزت لورا رأسه و ارتجفت عندما ازداد البرد فجأه و اقتربت اشياء كثيره منهم .. الأشجار بدأت بالتحرك و الأرض بالأهتزاز و الأصوات كانت تنتشر بشكل مخيف ..

اخرج داركس سكينه القصير و كاد ان يتحرك لكن اينهو امسكت بكتفه وهي تشير لأيرينا التي فتحت عيناها ..

كانت عيناها تلمعان بلون اصفر فاقع بشكل جنوني ، نهضت بهدوء و امسكت سيفها. وبدأت تهمس . [ كيف يجرأون ان يروني ذلك ... كيف يجرأون .. لن اسامحهم ] ..

اخرجت سيفها من غمدها وقالت بصوت مرعب [ تراجعوا و إلا قطعتكم عن طريق الخطأ ] ..
همست لورا بقلق . [ ا-ايرينا ؟ ] .. لكن ريان امسكها و تراجعوا قليلا . فهو يعلم او ايرينا الآن جاده و لا تمزح ..

بعد ان تراجعوا .. رفعت سيفها و انطلقت نحو تلك الكتل عديمة الشكل .. * قطع * .. قفزت في الهواء و تقلبت لتقطع مجموعه منهم بسرعه ووحشيه .. [ تجرأون .. كيف تجرأون !! ] .. صرخت بغضب و هي تقطعهم بحقد .. بدأوا بالأختفاء واحدا تلوا الآخر .. وهي تتحرك بسرعه .. تمزقهم و تشرحهم بسيفها ..

حتى ان تلك الأشياء التي كانت تتحرك في الغابه توقفت فجأه عندما نظرت لها ايرينا بوجه مظلم ..

بالنسبه لطاقمها كانت تلك المره الأولى لهم ، بأن يروا ايرينا تصبح مجنونه بمعنى الكلمه .. بدى انها حاقده لسبب ما ؟ ..

بعد ان عادت الغابه لطبيعتها ، توقفت ايرينا و ابتسمت براحه لتعيد سيفها لغمده ثم تقول . [ حسنا ، من الرائع ان اراكم مجتمعين .. هيا لنكمل طريقنا ] ..

بعد الذي رأوه للتوا فكيف سيجرؤن على معارضتها ؟ ..

[  .. يبدوا انهم اقوى من البشر الطبيعيين .. لقد تجاوزوا المدخل .. الا بأس في ذلك ؟ سيدتي ؟ ] ..

[ يبدوا انهم قراصنه ، دعيهم .. و لنرى مالذي يريدونه منا ] ..

[ حسنا ] ..

_______________________________

بس كذا اشتهيت اكتب ..  ƪ(˘⌣˘)ʃ

توقعاتكم ؟ ..

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top