دع الأمر لي | البارت 57
دفقات من الماضي ...
الظلام يغطي كل شيئ .. يخفي كل شيئ .. ومنه انطلقت اول شعلة ضوء خفتت في الظلام ..
كانت هناك فتاه صغيره في زنزانه مقفره مقرفه امتلئت بالقذارات و العفن ..
شعرها الأسود النادر تلبد و عيناها الصفراء كانت شبه ميته .. استلقت على الأرضيه تحدق بالسقف الحجري .. وبهدوء اغلقت عيناها و تباطئ نبض قلبها رويدا رويدا ..
حتى توقف ...
واخيرا ارتاحت من هذا العناء .. او هذا ما ظنته .. لم تمر عدة ساعات إلا و قد فتحت عيناها بصدمه و الدموع تنهمل بغزاره ..
" مره اخرى .. لماذا ؟ .. يا الهي ، لقد استسلمت و لم اعد ارغب بالحياه ! " ..
***
بعد ان اخذت ايرينا نفسا عميقا ، تقدمت نحو المعسكر الذي انتشرت حوله العديد من المشاعل .. طفت لونا بجانب ايرينا وقالت باستغراب .. [ ايرينا-ني ، لماذا تبدين متوتره ؟ هذا ليس من عادتكِ ] ..
نظرت لها ايرينا قليلا ثم فكرت .. " متوتره ؟ " .. لما هي متوتره ؟ هل السبب هو انها على وشك ان تعود الى القصر و العاصمه التي هربت منها ؟ او انها سترى والدها ان كانت محظوظه ؟ .. اتسعت عيناها قليلا .. " لا .. ان الأمر مختلف " .. حدقت بالمشاعل المغروسه في الأرض و النار تتراقص بداخلها ملقيه بضوئها على الأرض الترابيه حولها ..
" ان الأمر بسيط .. لما لم ادرك الأمر من قبل ؟ .. ان السبب هو كين ! .. " .. امسكت بجبهتها بانزعاج فنظر لها توري بطرف عينه .. ( مالأمر ؟ ) .. ابتسمت بسرعه وقالت بينما تعود الى السير باتجاه المعسكر .. [ لا شيئ ! هيا لنذهب ] .. سار جايون امامها و من خلفها فينج .. اما لونا فقد قالت انها ترغب باستكشاف المكان كعادتها فأسرعت بالأختفاء .. تثائب توري بعد ان غير مكانه من كتف ايرينا الى رأسها .. يبدوا انه يشعر بالنعاس ..
دخلوا للمعسكر فأوقفهم احد الجنود بنظرات بدت عليها الريبه .. فمن هم حتى يدخلوا فجأه من الظلام هكذا ؟ هل هم جواسيس ؟ .. وبدى انه خائف اكثر من توري الراقد على رأس ايرينا ، فشعر ايرينا اسود وتوري اسود فبدى مرعبا ..
ابتسم جايون وقال بهدوء .. [ اتيت لمقابلة كين ، اخبره ان ايرينا-ساما قد اتت لمقابلته ] .. عقدت ايرينا ذراعيه ونظرت للمعسكر و الجنود الجرحى .. بدى بعضهم يتألم بشده وغير قادر على الحراك، و من كان بداخل الخيام كانت اصاباتهم اشد على ما يبدوا ..
ذهب الجندي بسرعه ومعه جايون .. وظلت ايرينا تنتظرهم مع توري و فينج التي ظلت تحدق بآثار المعركه بصمت ..
فتح توري عينيه وقال بملل .. ( ان البشر حقا مخلوقات ضعيفه ) .. ضحكت ايرينا وهي تقوله له بثقه .. [ ان ريان و داركس و الكثير غيرهم من البشر ايضا لكنهم اقوياء يا توري ] .. شعرت بتحديقه من فوق رأسها حتى قال بغموض .. ( ان ريان ليس بشريا ) .. عم الصمت للحضات و سمعت اصوات الجنود وهم يتحركون في كل مكان لمساعدت المصابين .. حتى قالت ايرينا بهدوء .. [ فهمت .. ] ..
عاد الجندي راكضا و قادها الى خيمة كين ..
***
استمر الجيش المتجه الى عاصمة المملكة الخضراء في التقدم حتى عاد ريان و اينهو بعد فتره و انضما لهم .. توقف الجيش قليلا عند احد الأنهار لأراحة الأحصنه .. اسرعت نوفا راكضه ناحية اينهو و سألت بسرعه وهي تمسك بها و تفحصها في كل مكان .. [ هل انتِ بخير ؟! ] .. دهشت اينهو قليلا لكنها قالت بلطف .. [ نوفا ، انا هجينه لذلك لست ضعيفه ] .. لم تجبها نوفا التي انزلت نظارتها الدائريه بعد ان المها رأسها ..
فقالت اينهو وهي تربت على رأس نوفا التي كانت اقصر منها .. [ صحيح انني كنت في الماضي اضعف من الآن ، لكنني لم اعد تلك الخجوله الضعيفه التي قابلتها من قبل .. انا بخير و سنكون جميعنا بخير .. ] .. رفعت نوفا رأسها بعد ان نزلت لورا التي كانت ملابسها ملطخه بالدماء من العربه المجاوره لهما و كانت تنزع قفازاتها الطبيه بعد ان خاطت جرح اخر جندي مصاب وهي تقول .. [ مالأمر ؟ ] .. تنهدت نوفا و ابتسمت قليلا باستسلام .. [ اظن انكِ محقه يا اينهو .. ] ..
[ مالذي كنتم تتحدثون عنه ؟ ] .. سألت لورا و هي تغسل يديها من ماء احد البراميل .. فقالت اينهو باستمتاع .. [ كنا نتحدث عن تغيركِ كثيرا يا لورا ] .. فكرت لورا قليلا قبل تقول .. [ هل تغيرت كثيرا حتى تقولا ذلك ؟ ] .. هزت نوفا رأسها و ارتدت نظارتها قبل ان تقول .. [ لا اعلم فلم اقابلك إلا و انتِ تنشرين سمومكِ في كل مكان ] .. تعرقت لورا و امسكت بذقنها بتفكير عميق ..
فضحكت اينهو و شدتهما الى حضنها وهي تقول .. [ لقد تغير الجميع عن اول مره قابلتهم فيها ! ان الكل يستمر في التقدم يا فتيات و كذلك نحن .. لن نبقى ضعافا نتظر احدا لينقذنا من وحدتنا او فقرنا ! ] ..
ابتسمت لورا بتعب ، هذا صحيح .. هي كانت فتاه من احدى القرى تعيش في النزل الذي بناه والدها ، مع والدتها و اخيها عاشوا بسلام حتى قتل القراصنه و الدها .. وبعد وفاة والدتها قررت ان تسير في هذه الحياه و تتبع حلمها بأن تصبح طبيبه فباعت النزل و اخذت اخيها معها حتى تذهب للقاره الخضراء .. و بالصدفه كانت ايرينا هي الفتاه التي سافرت معها في العربه ذلك اليوم ..
قالت نوفا بقلق وهي تتلفت .. [ عند التفكير بالأمر ، لم ارى مايكل منذ فتره .. ] .. نظر الثلاثه لبعضهم بصدمه ، هذا صحيح اين مايكل ؟! .. قالت لورا بشك .. [ هل يمكن انه يسرق بعض الطعام من احد العربات ؟! ] .. اصغت اينهو السمع بتركيز حتى قالت بسرعه .. [ من العربه الخلفيه ! ] .. اسرعوا لمؤخرة الجيش حتى وجدوا مايكل ينهم الطعام في احد عربات المُؤمن .. نظر لهم والطعام يملئ فمه وسأل ببرائه وكأنه لا يفعل اي شيئ خاطئ .. [ مالأمر ؟ ] ..
اشتعل فتيل نوفا فصرخت بغضب وهي تحاول جره لخارج العربه .. [ ايها الأحمق النهم ! لم تستطع اكل البشر فبدأت ببلع كل ما تراه صالحا للأكل ؟! اخرج من العربه ! ] .. كانت تسحب يده بأقوى ما تملك لكنه لم يتحرك انشا من مكانه .. فزاد غضبها ، لكن اينهو امسكته من ملابسه و رمته خارج العربه ببساطه وقالت .. [ سأخبر ايرينا ان استمررت بأكل الطعام في الخفاء ] .. ولسبب ما ابتسم مايكل و ابتلع التفاحه التي كانت في يده وقال .. [ لا بأس فسأملئ معدتي بعد قليل ~ ] ..
"يملئ معدته ؟! " فكرت نوفا بقلق .. اوه ! سوف يصلون للعاصمه قريبا ، هو لا يعني انه سيقوم بأكل البشر ؟! .. فجأه عانق احدهم اينهو من الخلف .. لقد كانت جولي التي قالت بمرح .. [ احاديث الفتيات ؟ ادخلوني معك ! ] .. ابتسمت لورا بينما قالت نوفا .. [ لا شيئ فقط امسكنا بسارق الطعام ] .. اشارت لمايكل الذي اختفى بالفعل فقد ذهب الى اوفر ليقاتله ردا لتلك الخساره .. ضحكوا بينما تنهدت نوفا .. لا فائده من الغضب على شخص كمايكل .. وبعد ان تحدثوا قليلا و اوقفت جولي اوفر و مايكل عن القتال ... عاد الجيش لسيره ..
ابتسمت لورا وهي تفكر بسعاده غامره بينما تنظر للريان و داركس يتحدثان و اينهو و نوفا تجلسان امامها ، اما مايكل فقد كان فوق العربه ينظر للعاصمه البعيده بحماس و ابتسامته تكاد تشق وجهه .. " انا محظوظه لمقابلة هذا الطاقم .. وسأعتز بهذه الأيام التي عشتها الى الأبد .. "
***
كان كين جالسا في الخيمه يستمع لأوليفر الذي قال بقليل من السعاده .. [ لقد وصل تايمز يا كابتن وهو قادم الى هنا ] .. اظلم وجه كين وقال بينما يضع نظارته و يقرأ الرساله التي احضرها اوليفر .. [ لقد تأخر لأنه كان يحضر بعض المدافع التي اشتراها من احد اصدقائه القدامى .. ] .. تنهد كين و رمى الرساله فالتقطها اوليفر بسرعه .. [ كابتن ، تبدوا متعبا من الأفضل ان تستريح قليلا ] ..
نظر له كين وقال بهدوء .. [ سأفعل بعد ان ارسم خطه مناسبه للدخول الى العاصمه غدا ، ان الأمر ليس سهلا مع كل هذه الأصابات التي اصيب بها الجنود .. ] .. عم المكان قليل من الكآبه فقال كين وهو ينظر لأوليفر باستمتاع .. [ اتشعر باليأس ؟ ] .. تنهد اوليفر وقال .. [ انا كذلك ، وكأن هذه الثوره قد وصلت لأقصى حدودها ] .. استرخى كين في كرسييه وقال .. [ انت ضيق الحدود كما عهدتك منذ سنوات .. انظر للأمور من عدة جوانب يا اوليفر ] ..
[ من عدة جوانب ؟ ] .. اومأ كين وقال ببرود .. [ صحيح .. لقد كانت هذه الثوره عباره عن النار التي تشعل الفتيل .. اظننت حقا بأننا الوحيدون الذين يرغبون بالعدل و موت الظالمين من الملوك و النبلاء ؟ ] .. هز اوليفر رأسه نافيا فأكمل كين .. [ لقد استطعنا ان نصل لهذا المدى ، لذلك لا تستغرب ان هاج الناس الموجودين في العاصمه ، فالعاصمه ليست حيويه بكل جوانبها ، هناك ايضا الكثير من الفقراء و المئات من العبيد الذين يعملون لدى النبلاء .. اكاد ان اراهن لك بحياتي انهم سيثورون عليهم قريبا ] ..
ابتسم اوليفر وقال مازحا .. [ انت محق ، رغم ذلك لم اعهدك كثير الكلام يا كابتن ] .. نظر لها كين بطرف عينيه وقال .. [ يجب علي ان اكون كذلك حتى اشرح لعقلك الخامل مالا طاقه له ليستوعبه ] .. تعرق اوليفر و نظر بعيدا .. لن يقوم بالمزاح معه مره اخرى ..
دخل جايون للخيمه بهدوء و نظر لأوليفر و كين المتعب .. ثم قال بأدب .. [ مرحبا .. ] .. اقترب اوليفر وهو يقول بسعاده .. [ جايون ! .. لقد عدت اخيرا ] .. ابتسم جايون و قال .. [ نعم ، وقد احضرت معي شخصا سترغب برؤيته يا كين ] .. ضاقت عينا كين و نزع نظارته .. [ استطيع ان احزر من .. ] .. تنهد .. لقد اصبحت تنهيداته كثيره حقا .. بجديه يجب ان يرتاح ..
بعد دقائق كانت ايرينا امام خيمة كين .. كانت تشعر بالحماس فهي لم ترى كين منذ فتره طويله فآخر مره كانت عندما انظمت نوفا للطاقم .. توقفت في مكانها و امسكت بتوري من فوق رأسها و قربته لحضنها فانزعج و حلق الى كتفها .. طبعا فكيف سيكون شكلها عندما يراها كين وعلى رأسها صقر ؟ ..
دخلت للخيمه ثم رفعت نظرها لكين الذي وقف و اقترب منها بابتسامه خفيفه .. حدقت به ، بشعره الأشقر و عيناه الخضراء .. ومنذ اول مره رأته في تلك الحانه ، اعتقدت فورا انه وسيم .. " ان الوقوع في الحب هو امر خطير حقا .. لذلك سأدع هذا الأمر لحين انتهاء هذه المشاكل " ..
بدى ان كين ينتظرها بعد ان شردت قليلا فقالت بسرعه .. [ لقد مرت فتره ] .. اومأ .. [ لقد اصبح شعركِ طويلا ] .. امسك بخصلات شعرها التي وصلت الى ظهرها فتجمدت ايرينا قليلا حتى قال توري بانزعاج .. ( لمَ لا تضربينه ؟! ) .. حينها فقط استرخت ايرينا و ضحكت بينما تربت على رأس توري الذي انزعج اكثر و ضرب يدها بجناحه ..
تأمل كين توري باهتمام .. هو لم يرى الكثير من الوحوش الشيطانيه التي اتخذت شكل الغراب .. لا هو صقر اليس كذلك ؟ .. ولسبب ما احس توري بأهانه غير مباشره من كين فنظر له بحده ..
في النهايه التفتت ايرينا لكين بجديه وقالت .. [ انا سعيده حقا لرؤيتك مره اخرى .. لكن قبل اي شيئ اريد مساعدتك بشأن الجنود المصابين ] .. [ مساعدتي ؟ ] .. نظر لها نظره عميقه .. ثم اكمل .. [ وكيف ذلك ؟ ] .. ابتسمت قليلا وقالت بمرح [ لم اخبرك من قبل ، لكنني من سلالة الغرباء ] .. اتسعت عيناه بدهشه لم يقدر على اخفائها .. فاقتربت ايرينا من وجهه وقالت بانتصار .. [ لم تتوقع ذلك يا حضرة الكابتن ؟ .. ] ..
ابتسم فجأه و امسك بذقنها وهو يقول بهدوء .. [ يالك من فتاه ، اظننتي حقا انني لم اكن اعلم ؟ ] .. كان دورها لتتسع عينيها فأكمل ببساطه بعد ان ترك ذقنها .. [ لقد اخبرني اخوكِ منذ سنوات عن اخته الصغيره اللطيفه و التي يرغب بأن يساعدها و يحميها ، و السبب ؟ لأنها من سلاله نادره تدعى بالغرباء ] .. [ اخي .. اخبرك ؟ .. هو كان يعلم ؟! ] ..
وقفت بصدمه في مكانها .. " هو كان يعلم .. كيف علم ؟! حتى انا لم اعلم بذلك إلا من تلك الساحره ! " .. نظر لها كين و سرعان ما تراجع بعد ان ابتسمت ايرينا بشر .. [ فهمت ! هو كان يعلم ! لم يخبرني ! لقد خطط للثوره و لم يخبرني ! ومالذي يخفيه ايضا عني ؟! ] .. نظرت بحده الى كين و قد لمعت عيناها بلون ذهبي غاضب وقالت .. [ وانت ايضا ! ان كنت تعلم فلم لم تخبرني ؟! ] .. ابتسم كين وقال .. [ ظننتكِ تعلمين ، فلن اقول فجأه ، هي انتِ من سلالة الغرباء ] ..
ابتسم توري باستمتاع وهو ينظر لأيرينا .. هو يحب ايرينا عندما تصبح غاضبه فهي تخرج عن المنطق تماما .. اما فينج التي كانت عند باب الخيمه قد سمعت كل شيئ .. لقد اتضحك لها الكثير ، وعلى ما يبدوا انها قد اسائت فهم ايرينا قليلا .. رغم ذلك لن تغير تصرفاتها تجاه هذه البشريه ابدا ! ..
جايون اختفى فورا عندما لمعت عينا ايرينا ، لقد هرب اما اوليفر لم يفعل فهو لايعلم بشأن غضب ايرينا .. مرت اللحضات و توتر الجو تماما ، رفعت ايرينا سيفها الذي كان معلقا بغمده على خصرها و مادت ان تخرجه لكن لونا دخلت للخيمه بسعاده وهي تصرخ .. [ ايرينا-ني ! لقد وجدت شيئا مث- ] .. توقفت عندما رأت وجوها غير مألوفه .. فهبطت بجانب ايرينا التي اسرعت في الأبتسام وهي تنحني لطول لونا .. [ مالأمر يا لونا ؟ ] ..
وببساطه تجاهلت لونا الوجه المصدوم لأوفر وقالت بحماس [ نعم ! هناك العديد من العربات القادمه و قد رفع ايضا علم القراصنه الأسود ! ] .. كانت متحمسه ببرائه وهي تقول .. [ لقد بدوا اشخاصا مرحين لذلك اقتربت حتى نتحدث ، لكنهم لسبب ما صرخوا برعب حول رؤيتهم لشبح ! ] .. مرت اللحضات حتى انفجرت ايرينا ضحكا فحلق توري بعد ان انزعج من اهتزاز كتفها ولسبب ما هبط على كتف كين الذي لم يمانع ..
وقفت ايرينا وقالت لكين .. [ اتعرف لمن هذه العربات ؟ ] .. اومأ وقال بينما يعود الى كرسييه .. [ انها لأحد القراصنه الأربعه ، تايمز .. لقد اتى بالتعزيزات ] .. كادت ان تتحدث لكنه قال .. [ دعكِ من هذا ، مالذي عنيته بالمساعده ؟ ] .. ابتسمت ورفعت ذراعها وهي تقول .. [ استطيع علاج جنودك ببركات سلالتي .. او هذا ما كانت تقوله تلك الساحره .. على اية حال دعهم يشربون القليل من دمي ] ..
نظر لها كين بتفكير بينما قال اوليفر بصدمه .. [ هل كنتِ جاده عندما قلتِ انكِ من سلالة الغرباء ؟! ظننتكِ تمزحين مع الكابتن ! ] .. تنهد توري وقال بملل .. ( ومره اخرى ، ان البشر اغبياء حقا ) .. اومأت لونا بمرح .. [ انت حكيم يا توري-ني ] ..
ضرب كين بيده على الطاوله ونهض .. [ لا وقت لدينا .. ايرينا ، هناك المئات من الجنود و ستموتين ان اعطيتِ القليل من دمكِ لكل واحد منهم .. ] .. ادركت ايرينا ما يقصده فقالت بسرعه .. [ انت تعني ان اقوم بوضعه في شيئ ما حتى يشربونه بشكل مخفف ؟ ] .. ابتسم على سرعة بديهتها .. [ هذا صحيح ، لنضعه مع الماء فهذا افضل .. ] .. ابتسما لبعضيهما ثم خرجا وهما يتحدثان فلحقت بهما لونا تاركه اوليفر الذي احسه انه مجرد شيئ زائد لكنه اسرع ورائهم ..
بعد دقائق تم وضع دماء ايرينا مع الماء ووزع على جميع الجنود المصابين .. كان شيئ كالسحر ، فرغم انه لم يشفي الجروح تماما لكنه تسبب بسرعة شفائه وكأنه مرت ايام او اسابيع على الجرح .. لذلك عادت الحيويه للمعسكر و نهض الكل بعد ان تحسنت معنوياتهم و صحتهم و بدأوا الأستعداد لأكمال السير ..
كان الكل يستعد فجلست ايرينا بعيدا وهي تنظر الى الطريق الطويل الذي يفصلها عن العاصمه .. حلق توري حتى هبط على كتفها وقال .. ( الازلتِ غاضبه ؟ ) .. [ طبعا لا ازال غاضبه .. لكن لا معنى لغضبي ان لم اخرجه على المتسبب به .. ] .. ابتسم برضى .. فأمسكت به و حضنته بقوه وهي تقول .. [ انا فقط لا اصدق انني سأعود لذلك القصر .. اوتعلم يا توري مالذي سأفعله فور دخولي ؟ ] .. نظر للأعلى ، الى وجهها .. كانت تبتسم بحقد وهي تكمل .. [ سألقي التحيه على تلك العفريته و سنرى مالذي ستفعله حينها ] ..
ضحك وقال .. ( استقتلينها ؟ ) .. هزت رأسها نافيه و التفتت لتعود الى الجيش الذي اصبح جاهزا للسير .. [ ان القتل راحه .. ولن اجعلها ترتاح ابدا .. ] .. لم يفهم لم هي تحقد عليها و لكن من يهتم ؟ سيستمتع بتمزيق لحم اي احمق بشري امامه ..
وعاد بعدها الجيش الى اكمال سيره عندما اشرقت الشمس .. لقد بقي القليل و يصلون ..
***
اشرقت الشمس و بدأ يوم جديد .. كان ذلك اليوم الذي سيخلد في التاريخ الى الأبد ..
في العاصمه استيقظ النبلاء كعادتهم في وقت متأخر راقدين في اسرتهم ينتظرون من الخدم ان يحضروا الأفطار .. وليقرأوا بعدها الصحف التي وزعت عليها اخر الأخبار .. لقد تم ارسال الجنرالات الخمسه لقمع التمرد الكبير الذي حصل في كل مكان ..
كان النبيل السمين يتناول افطاره بملل وهو يقرأ الصحيفه التي وضعتها الخادمه للتوا .. ضحك وهو يقول .. [ مصير هؤلاء الحشرات هو الموت ! من يجرأ على التمرد ضد مملكة كاليفي ؟ هم حتى ذهبوا للقاره الخضراء الضخمه ! ] .. التفت للخادمه التي كادت ان تخرج بعد ان انحنت وقال بخبث .. [ اتظنين ذلك ايضا ؟ ] ..
توقفت و التفتت نحوه ببرود .. فصرخ بغضب [ لما تنظرين بوقاحه ؟! سأجلدك ايتها الحقيره ! ] .. لم تجبه لكنها حدقت به عندما بدأت الوان وجه بالتغير و بدى انه يشعر بالأختناق .. همس من بين شهقاته .. [ ايتها العاهره ! مالذي وضعته في الطعا- ] .. لم يكمل فقد لفظ اخر انفاسه .. فتحت الباب وهي تقول .. [ انت من تسبب بهذا لنفسك ايها القاتل ، فقد جعلتنا قاتلين مثلك تماما ] .. و اغلقت الباب ورائها ..
لقد بدأت الثوره من داخل العاصمه ..
***
في الجهه الأخرى كان الجيش الذي يسير في المملكة الحضراء قد وصل الى العاصمه و اكبر مدينه في القاره .. كانت محاطه بأسوار ضخمه ومحروسه جيدا .. تقدم احد الجنود من الثوار وقال بصوت عالي .. [ لقد حاصرناكم و استولينا على اغلب القرى و المدن ! استسلموا او سنقوم بالهجوم ! ] .. كانت الأجابه الوحيده التي تلقوها هي مطر من السهام و الذي جعلهم يتراجعون ..
نظر داركس للأسوار العاليه بابتسامه ، لقد بدأ اخيرا يشعر بالمتعه .. هؤلاء لم يستسلموا فلا يجب على احدهم لومه .. فقد اعذر من انذر .. ترجل ريان من حصانه و مدد جسده قليلا ثم نظر خلفه الى اينهو و لورا و مايكل الذي كان يتحرق شوقا للتحول و الطيران فوق هذه الأسوار .. ثم قال بأسى .. [ اتمنى ان يرقدوا بسلام .. فلا اظن ان الكثير سيبقون احياء اليوم .. هذا ان لم يستسلموا اولا ] ..
ثم عاد لينظر للأسوار عندما قالت جولي وهي ترفع فأسها الضخم [ لقد وصلنا اخيرا الى هذا المدى .. ] .. اومأ طاقمها و تجهز الكل للمعركه الطويله ..
***
في مملكة كاليفي ، تعالت اصوات الجنود وهم ينتشرون لأيقاف التمرد في العاصمه .. وفي داخل القصر الملكي كان الأخوه الأربعه محبوسين في غرفهم تحت حراسه شديده .. ولكن هذه الحراسه قد خفت عندما بدأ التمرد في العاصمه ..
لم يترك الأربعه هذه الفرصه لتمر مرور الكرام ، فقد اسرعوا بالهرب من غرفهم وتجمعوا بداخل احد الممرات ..
همست لامي حتى لايسمعها الجنود المنتشرين .. [ علينا الخروج من القلعه ! ] .. قال نيرد باستغراب .. [ ولم سنخرج من القلعه ؟ علينا انقاذ اخي رين ! ] .. ضربته لامي على رأسه وهي تقول .. [ اخض صوتك ايها الأحمق ! ] .. فبدأت عيناه تدمع بألم و هو يحاول عدم الصراخ ..
قال اورد بهدوء .. [ انتِ .. لا تخبريني انك .. ] .. لم يكمل فقالت ايما .. [ لقد تناقشت مع لامي عن طريق الحائط فغرفنا متجاوره .. وقد قررنا اننا لن نستطيع انقاذه بأنفسنا فأمي قد اكتشفتنا مره و لن تندعنا نفعلها مره اخرى ! ] .. اكملت لامي .. [ انا حقا حقا حقا اكره ذلك ، لكن علينا الأعتماد على تلك القمامه ! فهي قرصانه اليس كذلك ؟ ] ..
نظروا لبعضهم بصمت .. هذا هو الحل الوحيد ، عليهم الأعتماد على الشخص الوحيد الذي يمكن ان ينقذ اخاهم وهي ايرينا .. حينها قال نيرد باستغراب .. [ وكيف سنجدها ؟ نحن لم نخرج من القلعه إلا قليلا فقط ! ] .. ابتسم اورد وقال .. [ هذا بسيط ! فهي بالتأكيد قد انظمت للثوره .. ] ..
نهضوا بسرعه فلا وقت لديهم ، فقد يعود الجنود في لحضه .. سحبت لامي نيرد وهم يجرون باتجاه الممر السري الذي استخدمته ايرينا من قبل للهروب من القلعه .. وبعد ان تحققوا من خلوا الحديقه .. حركوا الحجر الموجود في زاوية الحديقه بشكل دائري ففتح الممر و دخلوا فورا .. ليغلق الباب من خلفهم ..
كان المكان مظلما فهم لشدة ذكائم و استعجالهم لم يحضروا اي مشاعل معهم .. لذلك تخبصوا على الممر المظلم لعدة ساعات و اوقفوا نيرد عن البكاء و تعرقوا و خدشوا بسبب السقوطات المتكرره .. وصرخوا احيانا عندما مرت بعض الفئران او العناكب من امامهم ..
و اخيرا ظهر النور من آخر الممر فأسرعوا راكضين حتى خرجوا .. كانوا خارج المدينه بجانب النهر الذي استعملته ايرينا ذات مره لصبغ شعرها حتى تتنكر .. لكن لا وقت لديهم للتأمل .. قالت ايما وهي تنظر حولها .. [ امم من اي طريق علينا الذهاب ؟ ] ..
اشار اورد للطريق امامهم .. وقال بثقه ، [ من هنا ! ان الثوار متجهين للعاصمه فلا شك بأنهم سيأتون من هنا ! هيا لنذهب ] .. نظرت لامي بشك وقالت .. [ تبدوا واثقا .. هذا يعطيني احساسا مقرفا ] .. اوحى ذلك الكلام بشجار جديد فأسرعت ايما لشد لامي و نيرد خلفها بينما بدأوا بالسير على الطريق ..
___________________
السلام عليكم 💗 ..
خلاص مالي خلق اكتب اكثر .. ولا اراجع البارت ..
اراكم في البارت القادم ..
جانا ~
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top