خادمه و قرصان | البارت 6 *
تبعته ايرينا لداخل القصر بصمت.. كانت تشعر بشيء غريب حيال رئيس الخدم هذا، ادخلها من الباب الخلفي الخاص بالخدم فلم ترى القصر جيدا عدى الحدائق ذات الحجم الهائل والنافورة الكبيرة في وسطها فتساءلت ما الذي يدفع المياه؟ هل هو سحر او ما شابه؟
ادخلها لمكتبه الصغير واخرج عدة اوراق وحبر مع ريشة كتابه وقال ببرود.. [انت هي الخامسة التي تأتي الى هنا لذلك سأحذرك منذ الآن، ان اتيتي الى هنا من اجل البقاء بجانب السيد شينا فمن الأفضل ان تغادري الآن مثل العديد من الفتيات قبلك..]
" السيد شينا ؟ من هذا ... اه ... اه اجل كدت أنسى انه اسم هذا النبيل الغريب، اهو بهذه الوسامة حتى تتقدم الفتيات للعمل في قصره؟ يال السخافة ".. انحنت له بهدوء وقالت بلا تردد.. [سيدي لقد اتيت للعمل لا غير ليس لدي وقت لأمور الحب] ..
نظر لها مطولا وكأنه يرى ان كانت تكذب ام لا.. ثم خرجت ابتسامه صغيره على وجهه تعبيرا عن رضاه [هذا جيد.. إذا فلتكتبي هنا معلوماتك الأساسية وستعملين في فتره تجريبيه قبل ان يتم تحديد مرتبك].. اومأت وبدأت في كتابة معلومات مزيفه من اولها لآخرها عدى اسمها وهي تتساءل إن كانوا سيحققون في معلومات الخدم؟ اعتقد أن هذا أمر طبيعي..
بعدها أخبرها عن جدول العمل وما عليها فعله، خرجت بعد ان انحنت له واغلقت الباب ثم بدأت في المشي في ممرات القصر المفروشة بسجاد احمر قانت وأشعة الشمس تلقي بنورها على الممرات من النوافذ العديدة المتقاربة
" إن اليوم جميل حقا، حسنا سأبدأ بعد ان احفظ مخطط القصر بأكمله.. وعلى ان احذر فرئيس الخدم ذاك يبدوا حقا متيقظا.. "
سألت احدى الخادمات التي وجدتها في طريقها واخبرتها عن مكان غرف نوم الخادمات فذهبت ووضعت حقيبتها وارتدت زي العمل التقليدي، الأسود والأبيض، بعد ان ربطت شعرها القصير خرجت من الغرفة متجهة الى اول مكان عليها الذهاب اليه وهو غرفة الغسيل..
[اذا انت الخادمة الجديدة؟ من المدهش ان رئيس الخدم قد قبل بك انت تبدين هزيلة حقا]
من تتحدث هي مساعدة رئيس الخدم وهي ايضا عجوز سمينه ومن الواضح انها لم تحب ايرينا، فمنذ أن دخلت لغرفة الغسيل الواسعة اختلس العديد من الأشخاص أنظارهم نحوها، كان شعرها الأسود وعيناها الذهبية أمرين نادرين، بالنسبه للون شعرها ليس وكأنه غير موجود ولكنه حقا نادر..
في النهاية بدأت ايرينا العمل في غسل الملابس المكومة وهي تلعنها بغضب .. " ما الأمر معها؟! لم افعل لها شيئا!! تبا اريد قتلها.. تريدين طردي في احلامك يا امرأة "
كانت تتمتم بصوت منخفض ولم تلاحظ أن المساعدة قد حركت ساقيها الممتلئة نحوها، ولم تمر لحظات حتى سمع صوت مكتوم لسقوط أحدهم، كانت غرفة الغسيل عادة ممتلئة بالأصوات لكن صوت السقوط كان واضحا مما جعل الكل يتوقف و ينظر نحو المساعدة التي سقطت أمام إيرينا..
" اوبس " وضعت إيرينا يدها على فمها وهي تنظر للأرض الزلقة حولها، كان الغسيل شيئا لازالت تتمرن فيه ولن تنسى ما فعلته من مصائب في سفينة كين، عندما انتبهت لوجه مساعدة رئيس الخدم والذي بدأ بالتحول للأرجواني من الغضب أسرعت لتهرب وهي تقول..
[سأذهب لأساعد في المطبخ!]..
تجاهلت تماما صرخات المساعدة وفرت بروحها وهي ترى الكل يمسك نفسه عن الضحك بينما تقدم البعض للمساعدة، بالطبع بعد ذلك لم تدعها تسترح ابدا بعدها وهي ترمي عليها الأعمال واحدا تلوا الآخر حتى ان الخادمات والخدم الباقين ينظرون لها بشفقه ..
عندما حل الليل استلقت على فراشها كالجثة الهامدة ..
[انها شيطان! شيطان حقيقي !!].. همست وهي تحضن وسادتها بينما دخلت باقي الخادمات في فترات مختلفة بعد ان انهو عملهن فتجمعن على ايرينا لتدور بينهم أحاديث الفتيات المعتادة بالطبع لم تخلوا من فقرة الضحك على ما حدث اليوم.. بينما خصصت فقره كامله لمدح شينا الذي لم تره ايرينا حتى الآن فقد علمت من كلامهم انه خرج لعمل وسيعود بعد بضعة ايام..
في النهاية خلد الكل للنوم وفعلت هي المثل من شدة التعب، في منتصف الليل فتحت عينيها فجأة وقد وصل اليها صوت خفيف، كان الكل نائما والقصر هادئ بشكل مخيف فنهضت بسرعه وتلفتت حولها باحثه عن المصدر لكنه لم يكن في غرف الخادمات..
هي تخاف من الأشباح لذلك لم تستطع العودة للنوم، لم ترغب بالخروج من الغرفة لكن الصوت ظهر مجددا مما جعلها تدرك فجأة " يبدوا وكأن أحدهم يتأوه الما؟ "
قررت البحث عن هذا الشخص الذي يصرخ فنهضت بثياب نومها بعد ان اخذت وشاحا وقاية من البرد وخرجت بهدوء شديد من الغرفة، كان القصر مظلما والكل نائم فأصبح المكان مخيفا وكأنه مهجور، شدت على وشاحها بقلق ان يخرج شيئا ما فجأة من الظلام..
كانت تمشي بقرب ابواب الغرف المغلقة لتسمع ان كان الصوت من أحدها حتى توقفت عند باب بلون اسود يعطي هاله من الريبة، كان الصوت يتوقف لفتره ثم يعود مره اخرى وكأن أحدهم يعذبه.. فأحست بالفضول لتفتح الباب ببطئ وهي تختلس النظر فلم تجد أحدا، كانت غرفه عاديه تحتوي على ارفف للكتب وطاوله صغيره حولها ثلاث كراسي، مع نافذه صغيره بالكاد تكفي لخروج شخص منها..
رغم فضولها تنهدت براحه فهي توقعت ان تجد شيئا آخر، لكن سرعان ما انتفضت بصدمه عندما سمعت الصوت مره اخرى وكان واضحا جدا هذه المرة وكأن أحدهم يعذب بجانبها، نظرت للجدار المقابل لأرفف الكتب واقتربت ببطء ثم وضعت اذنها على الجدار لتسمع صوتا فاجأها كالصاعقة..
[انت عنيد حقا، لم لا تتحدث وتريح نفسك؟]..
بدى وكأنه يتحدث مع نفسه فلم يجبه أحد ليكمل، [شخص بمقامك أسر هكذا ولم يأتي أحد لإنقاذك، لم تهتم بهم؟ ابصق ما لديك وحسب]..
في النهاية خرج صوت أجش حمل نغمه متعبه [أنت مزعج، اخرس]..
عبست إيرينا عندما سمعت أصوات ضرب السوط الواضحة، ما الذي فعله رئيس الخدم هذا؟ يعذب أحدهم في غرفة سريه؟ لكن الصوت واضح أم ان سمعها جيد لهذه الدرجة؟
رغم أنه بدى غاضبا إلا أن رئيس الخدم شتم قليلا ثم قال [سأتركك لليوم لكنك ستتحدث قريبا فالسيد عائد للقصر.. استمتع بآخر ايامك].. ثم خرج بعد ان اغلق باب اتضح من صوته انه حديدي.. مرت اللحظات وهي لا تعلم هل تتحدث ام لا.. وبدى انه استعاد انفاسه فصدمت عندما تحدث..
[انا اعلم أنك في الجانب الآخر من الجدار، من انت؟].. اتسعت عيناها للحظه وتلفتت حولها بارتباك حتى قررت الحديث معه ...
[ انا خادمه جديده في القصر وادعى ايرينا.. وانت؟].. لم يجبها لفتره لكنه عاد ليقول ..
[عودي الى نومك يا فتاه ودعي فضولك فقد يقتلك يوما ما] ... ضحكت ايرينا على كلامه فسأل باستغراب.. [لم تضحكين؟]..
اجابته باستمتاع.. [لأن الأمر يبدوا ممتعا، يبدوا القصر عاديا و حتى لو كان مالكه هو السيد النبيل قاتل القراصنة فهو لن يحضر أحدا ليعذبه في قصره، سيمتلك بالطبع أماكن مخصصه لهذا، لم سيضعك هنا؟]..
كالعادة لم يجبها.. فأكملت تحليلاتها.. [ربما هو فخ؟ إن كنت قرصانا، ربما شخصا مهم في طاقم ما، سأضعك في مكان واضح ويسهل التسلل له فإن كان طاقمك راغبا في إنقاذك سيأتي بالتأكيد حتى لو علم أن هذا فخ، أو ربما وضعك هنا ليرى إن كان هنالك جواسي-].. توقفت في منتصف كلامها وشعرت بالغباء، ذلك صحيح! ربما أراد أن يرى إن كان هناك جواسيس أغبياء في قصره، الا يضعها ذلك في ورطه؟ لكن قد يكون هناك خدم فضوليين، لكنها خادمة جديده وستكون موضع شك.. اوه وقعت في ورطه..
عندما صمتت لتفكر تحدث أخيرا بهدوء.. [عودي لنومك فلم يحدث شيء اليوم].. ابتسمت إيرينا وقالت بلا اهتمام.. [لقد حدث ما حدث، لن أغادر حتى تخبرني لم حبست هنا؟] ..
ربما فكر هو أيضا بالأمر ذاته لهذا تحدث [كما خمنت أنا قرصان، طاقمي كان مشهورا قليلا عدى أن الكابتن كان يحب جمع الكنوز من كل مكان وقد كون ثروه جيده، لكن على ما يبدوا لفت ذلك اهتمام قاتل القراصنة، ربما أراد ثروتنا أو أراد فقط إبادتنا، هدفه مجهول لكنه بأية حال اخذنا على حين غره، لسنا بذلك الضعف عدى أنه أرسل لنا وحشا، فتاه بشعر أحمر]..
صمت قليلا وهو يسترجع ما حدث، ربما إن تحرك في ذلك الوقت لكان الوضع قد تغير، في الحقيقة هو يستطيع الهرب لكنه لا يملك الدافع بأية حال لهذا لم يهتم حقا عندما قبض عليه..
شعرت إيرينا بالفضول لوصف شخص ما بالوحش، يبدوا أن هناك بعض الأسرار وراء هذا الأمر، نهضت وهي تقول.. [انت شخص مثير للاهتمام، قررت، سأخرجك من هنا].. لم يجبها ولم تهتم فما إن تقرر شيئا فستفعله..
خرجت من الغرفة وبدأت بالسير نحو غرفتها لكنها.. توقفت في مكانها للحظه ..
" ههه.. لقد ضعت! يا إلهي ما الذي علي فعله؟!"
فجأة اقترب منها فانوس مضاء بشمعه وهو يطفوا في الهواء، فسقطت على الأرض من الخوف ووضعت يداها على وجهها.. " لقد ظهر!! كنت أعرف أن هناك شبحا ما!! فلينقذني أحد!"
[ما الذي تفعلينه هنا؟].. رفعت رأسها ببطء ونظرت برعب لتجد انها مساعدة رئيس الخدم وهي تحمل فانوسا وتنظر لها بشك، بالنسبة لإيرينا كانت ملاكا قد خرج لها من الظلام المرعب [س-سيدتي !!] ... اندفعت ايرينا وحضنتها بسرعه.. [كنت ذاهبه للحمام وتهت في القصر لقد كان مرعبا!]..
نظرت لها المساعدة بطريقه غريبه وعقدت حاجبيها.. [يوجد حمام في غرفة الخادمات]..
ارتعبت ايرينا من داخلها " تبا ! لم أفكر في ذلك!"
لكن من الخارج وضعت وجها مندهشا.. [ايه؟ حقا!]
ابعدتها بانزعاج واعطتها محاضره طويله بعد ان جعلتها تجلس على قدميها حتى انتهت وعادت إيرينا للغرفة وعضلات قدميها تحتجّ على كل خطوه..
صرخت بداخلها وهي تنظر للسقف "بعد كل شيء ... انها شيطان! "
_______________________________
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top