حثاله ! | البارت 16

عندما صرخ الصقر كان قلب و عقل ايرينا في مكان اخر تماما .. فتجمدت في مكانها كالحمقاء ..
لكن يدان سحبتها بسرعه خلف شواهد احد القبور ..

نظر داركس بعيون مرعبه للمقبره و توقف نظره لفتره على المكان الذي تختبأ فيه ايرينا .. اغلق عينيه بانزعاج و اخذ طريقه ليغادر المقبره وتوري على كتفه غير مقتنع بمغادرتهما ...

ابعدت ايرينا اليدين التي اغلقتا فمها لتتنفس .. فنظرت لتجد ريان و اينهو ينظران لها بغضب ..

صرخ ريان وهو يضرب الشاهد فتحطم . [ هل انتِ حمقاء ؟! لماذا خرجتي بدوننا ؟! اتظنين انكِ ستكونين بخير في كل مره ؟! ] ..
اكملت اينهو بعبوس شديد وقد عادت لشخصيتها القديمه . [ انه سفاح .. سفاااح ! ، لاتعلمين شخصيته حتى ! اتظنين ان الأمر بسهولة ان تقولي ، انظم الى طاقمي ! ، نعم حسنا انا موافق !!؟ ] ...

كانت ايرينا مصدومه لدرجة انها لم تتحدث ، فسأل ريان . [ كابتن .. انت ذكيه صحيح ؟ لذلك سأسئلك ِ .. برأيك لماذا لا يعلم احد بهوية سفاح الليل ؟ ] ..
[ اا... لأنه يخفي وجهه ؟ ] ... عبس ريان وقال . [ و ؟ ] ... [ ا... لأنه يقتل كل من يراه ؟ ] ...

كان ريان خارج شخصيته الهادئه تماما ، فصرخ . [ اجل ! هذا صحيح ! بعلمكِ لذلك لماااذا خرجتي لوحدك ايتها الحمقاء المتهوره !! ] ..

عم الصمت بين الثلاثه .. بالنسبه لأيرينا هذه هي اول مره ترى فيها ريان غاضبا و اينهو بدت حاقده نوعا ما ..

اختفى اللون من وجه ايرينا .. [ ا-انا اسفه .. لن افعلها مره اخرى .. ] .. انحنت ولم ترفع رأسها حتى تنهد ريان وربتت اينهو على رأس ايرينا وقد ابتسمت اخيرا ..

[ لابأس مادمت ادركت الأمر اخيرا .. هيا لنعد للفندق ] .. قالت اينهو ونهض الثلاثه بينما وجه ايرينا قد احمر قليلا .. ولم يظهر هذا بسبب الظلام ... بينما كانت تنظر الى ظهريهما بسعاده .. وقليل من الذنب ، فأذا كانا سيغضبان خوفا على حياتها فربما ستفعل هذا من فتره الى اخرى .. تذكرت وجه ريان المخيف ، تعرقت " وربما ... لا ؟ " ..

في اليوم التالي انتشر خبر مقتل مجموعه من الجنود اثناء دوريتهم ليلة الأمس وتم القاء اللوم على سفاح الليل .. رغم انه لم يرى احد السفاح وهو يقتل ، إلا انه وبشكل غريب انتشرت الأشاعات كالنار بين الجنود والناس . ومحتواها .. ان السفاح بدأ يقتل بلا اي سبب فاحذر على حياتك في الليل ...

فتح باب المقهى ورن الجرس المعلق فالتفتت ايرينا لترى داركس يدخل وهو يرتدي نظاره اليوم .. بينما توري ليس معه ...

اي شخص طبيعي لن يقترب منه بعد الذي حدث بالأمس لكنها ببساطه اتت اليه بعد ان جلس بمكانه المعتاد.. وسألت بابتسامه .. [ هل احضر لك القهوه المعتاده ؟ ] .. نظر لها مطولا من تحت نظارته وكأنه يفكر قليلا قبل ان يقول . [ نعم من فضلك ] ..

تجاهلت نظرات ريان واينهو واسرعت لتحضر له القهوه .. [ استمتع بها ! ] .. قالت ووضعتها ثم غادرت لترشد بعض الزبائن لطاولاتهم .. مرت دقائق .. اقتربت منه وقالت . [ انت ترتدي نظاره اليوم ! هل تعاني من مشاكل في النظر ؟ ] .. انزل كتابه وقال بهدوء . [ لا .. انها نظاره عاديه للزينه ] .. [ فهمت ] . ابتسمت ولم تسأل اكثر .. دقائق اخرى مرت لتختفي من امامه ..

نظر حوله قليلا عندما اختفى الأزعاج فجأه .. ليجدها تنظر من النافذه بتركيز وهي تحمل الصينيه النحاسيه في يدها .. قبل ان تتسع عينيها لآخرها و تسرع بأغلاق النافذه ... ثم ركضت لتسحب الأثنان الآخرين وتدخل الى المطبخ فلم يعد يراها ..

[ مالأمر ؟ ] .. سألت اينهو باستغراب فقالت ايرينا بانزعاج .. [ لقد رأيت رئيس الخدم ذاك !! ] .. كانت اينهو لا تعرف من هو فلم تندهش بينما ريان اظلم وجهه ، فهو من قام بتعذيبه بعد شينا ...

[ ومالذي اتى بهذا الكلب الوفي لسيده .. لا تقولِ ان شينا هنا ؟!! ] .. ارتعش بمجرد تخيل الأمر . [ لا اعلم لكنه بالتأكيد هنا .. انه يريد قتل السفاح ! ] .. هز ريان رأسه باستهزاء . [ لا يا كابتن ان شينا من النوع السادي وليس كالسفاح الذي يقتل على الفور . فهو يعذب و يعذب حتى تترجاه الضحيه ان يقتلها ] ..

[ مالذي تتحدثون عنه ؟ ] .. سألت اينهو . فشرحت لها ايرينا باختصار ..

[ وااا .. يبدوا شخصا مخيفا حقا ] .. قالت اينهو ، حينها صرخ المدير . [ مالذي تفعلونه بترك الزبائن ؟ ] .. فنهضوا بسرعه ..

وعندما خرجت ايرينا لاحظ داركس نظراتها السرحه .. وحتى عندما دخل توري من النافذه لم تعره اي اهتمام ، فرأسها الآن يفكر بسرعه خارقه .. بينما جسدها يتحرك ، بعد مده نهض داركس وغادر ..

فنظرت ايرينا بقلق نحو باب المقهى .. اقترب منها ريان قائلا .. [ هل تريدين ان اراقبه الليله ؟ اذا اتى شينا سأخبرك ] .. تنهدت وقالت . [ اجل ، شكرا لك ] ..

في الحقيقه هم كانوا سيغادرون بعد بضعة ايام ، ولكن بما ان شينا سيأتي الى هنا على اية حال فلماذا يتعبون انفسهم بالذهاب اليه ؟ ..

عندما حل الليل . غادر ريان وبقيت اينهو وايرينا التي استمرت في الدوران حول الطاوله الموجوده في منتصف الغرفه .. [ ايرينا اهدئي .. ان ريان قوي ] .. هزت ايرينا رأسها ، فأينهو لا تعلم حتى ما هو مقدار رعب شينا .. فأذا كان ريان قويا فكيف قبض شينا عليه بسهوله هو وطاقمه ؟ .. انه التخطيط الدقيق ! ..

____________________________

وصلت عربته لينزل منها بهدوء وعصاه البيضاء في يده كالعاده .. ، الليل بارد لكنه لم يرتجف ابدا بل تقدم بلا اهتمام و كأن كل من حوله عباره عن حشرات لا أكثر ..

انحنى له جندي وقال . [ شينا-ساما لقد تم تجهيز كل ما طلبته ] .. اعطاه نظره بطرف عينه وكل ما قاله هو . [ همم جيد ] .. و اكمل طريقه نحو القلعه في منتصف المدينه و شبح ابتسامه على وجهه ..

بالطبع لأنه وجد لعبه جديده .. وكل مافي ما في رأسه هو تسائل عن المده التي سيصمد بها قبل ان يمسك به .. فقد جهز الساحه و عليه فقط انتظار الاعب ليدخل اليها ..

ارجاء القلعه الفارغه و الخاليه من اي شموع او اضائه .. فقط الهواء البارد يمر من خلال الممرات مصدرا صوتا مخيفا .. مر الوقت ببطئ حتى انتشر صوت خطوات خفيفه جدا ..

وكأن الموت بنفسه قد اتى .. التقى اسوء شخصين باللون الأسود .. و صقر اسود على كتف احدهما ، وسط الممر الواسع توقفا ينظر احدهما للآخر بنظرات بارده ..

بدأ شينا يعبث بعصاه .. [ لقد اتيت بسرعه حقا ] ..
تأمله داركس قليلا . [ انت هو النبيل المعروف بقاتل القراصنه ؟ ]
[ من المتعب ان تكون مشهورا ] .. تنهد شينا بسخريه بارده ...

ضاقت عينا داركس وقال بهدوء . [ اتيت للأمساك بي ؟ ] ..
رفع شينا عصاه ببطئ واشار بها الى قلب داركس في المسافه القصيره التي تفصلهما . [ بالطبع .. لذلك ارني افضل عرض تستطيع اظهاره ] ..

[ انت ثرثار حقا ، اريد ان اراك تحاول امساكي ] .. نبرة السخريه كانت واضحه بصوته البارد ، فهو حقا يستمتع بذلك ..
رفع توري جناحيه السوداء معبرا عن سخريته هو الآخر

لتمر لحضات تحديق بينهما ..

خلال ثلاث ثواني ، تراجع شينا بعيدا عن اجنحة توري الحاده كالسكاكين ، وضربه بعصاه ليختفي توري كالضباب الأسود .. ( هذا لا يجدي معي ) .. قال و ظهر خلف شينا طفل يبدوا في العاشره من عمره . شعره اسود ، انه توري عند تحوله للشكل البشري ..

[ حقا ؟ ] .. تحركت عصاه كالبرق ليضرب توري في معدته فقذف بعيدا الى الجدار .. بينما اقترب منه داركس بسرعه كبيره ..
هل ظننتم انه سيهرب ؟ بالطبع لا ، كل من يعمل في الحكومه فهم بالنسبه له اعداء وحسب فلماذا يهرب من عدوه ؟ ..

في اللحضه الأخيره اوقف شينا خنجر داركس الحاده بعصاه ، وهمس بصوت كالثلج . [ حثاله ! ] ..
ليبتسم داركس و يتراجع للوراء متفاديا ركلة شينا .
[ وانت ايضا ! ] ..

نهض توري و هجم مره اخرى وهو مصر على قتل هذا الشخص امامه رغم اندهاشه من قوته ، فهو ليس وحشا شيطانيا بل مجرد بشري ؟! فكيف يملك كل هذه القوه ؟ ..

استمر التبادل بين الثلاثه بشكل فضيع .. ومع الوقت استطاع داركس واخيرا خدش شينا الذي اصبح وجهه الآن مبتسما ، لمس الخدش بطرف اصابعه و قال . [ اوهو .. احسنت .. انت تتحسن ] ..

[ لكن ... ] قبل ان يقول شيئا تحطم خنجر داركس الى قطع بعد تعرضه لضربات قويه من عصا شينا .. [ لا يزال امامك الكثير قبل ان تصل الى مستواي ] ..

اندفع نحوه و رفع عصاه ليغرسها في معدة داركس فبصق الدماء من قوة الضربه .. بينما توري اسرع ليوقفه بهجوم من الخلف لكنه امام شينا من بين كل الناس و الذي قام فقط بطعن معدته بمرفقه ، ليسقط ارضا وقد عاد لشكل الصقر ...

سعل داركس عدة مرات وحاول النهوض لكن شينا اعاد ضربه بعصاه على نفس المكان فضاقت عيناه من الألم ..

[ حسنا .. رغم مقاومتك لفتره إلا انك لا تزال ضعيفا نوعا ما .. سأستمتع بتعذيبك .. ] .. اخرج ابتسامه بسيطه قبل ان يتراجع قليلا مبتعدا عن داركس و توري ..

فقد قام ريان بسرعه برمي السوار الأسود نحوه .. و حمل داركس وتوري ثم خرج من النافذه مبتعدا .. توقف شينا في مكانه لفتره وهو ينظر للسوار المرمي .. حينها ادرك ان تلك الفتاه في هذه المدينه .. وذلك الحثاله الآخر قد قام للتوا بسرقة متعته قبل ان تبدأ ..

تحرك و اخذ السوار وهو منزعج من برنارد ، الى متى سيستمر في العبث معه ؟ .. لكنه كان مندهشا قليلا من ايرينا التي اعادت السوار خلال مده قصيرا حقا ، فهو اعطاها مهلة سنه كامله ولم يظن انها ستفعلها خلال ثلاثة اشهر وحسب ..

ابتسم بخفوت .. ولاحظ انه يبتسم بكثره اليوم ، فكلاود ليس هنا ليزعجه و بأمكانه ان يعبث مع هؤلاء الأشخاص و الذين هم بالتأكيد ' قراصنه '

خرج من القصر و كان في انتظاره رئيس الخدم و الذي اندهش عندما رأى الخدش على وجه شينا ..

[ شينا-ساما ! .. هل انت بخير ؟ ] .. اقترب بسرعه فنظر له شينا بلا اهتمام .. وقال متجاهلا سؤاله . [ اخبر جميع الجنود ان يتوقفوا عن البحث فقد عرفت مكان السفاح ] ..

اتسعت عينا رئيس الخدم قليلا ، فهو توقع ان شينا سيقضي عليه الليله و ينهي الامر ، لكن يبدوا انه سيطول قليلا فنظرت شينا الآن مستمتعه ..

[ حاضر ] .، قال و غادر تاركا شينا الذي همس ..
[ ايرينا ... همم ] ..

__________________________

[ كييين ! الى اين ذهبت ! مازال هناك الكثير من العمل ! ] .. صرخ احدهم فرفع كين رأسه وهو يتثائب ، كان نائما فوق الشجره ومستمتع ببرودة الليل ..

[ اااه !! انت هناك ! انزل الآن ! ان الكل يبحث عنك ! ] .. قالتها فتاه صبيانيه بشعر قصير بني غامق .. فتجاهلها وهو يفكر في ما هو مقدم على فعله ..

فقد حان هذا الوقت من كل سنه .. ورغم انه قد توقف عن عمله لفتره إلا انهم لم يتركوه لأكثر من سنه ! .. حقا .. لم يرغب بالعوده الى ذلك ، لكنه تذكر ايرينا و ولمعان عينها عندما تتحدث عن حلمها ..

ابتسم قليلا وقد تحسن مزاجه .. فقفز من الشجره وسار متجها نحو السفينه التي تغير علمها ..وورائه تلك الفتاه الصبيانه تنظر نحوه بسعاده و اعجاب ..

[ كين .. لماذا لا تريد العوده كقرصان ؟ رغم انك قوي جدا ] .. سألت ببرائه ليستمر هو بتجاهلها .. هو حاليا اجبر على العوده بسبب تلك المرأه المسترجله ! ..

بالأحرى .. هو كان يتسائل كيف استطاعت ان تقود مجموعه من المجرمين الخطرين وتبقيهم تحت السيطره ، في العاده كان سيندهش لكن بعد لقائه بأيرينا ....

هز رأسه ضاحكا و أكمل سيره نحو سفينته فقد حان وقت العمل ! .... وسرعان ماعاد لعبوسه لأنه يعلم تمام اليقين بأن رين وراء افعال تلك المسترجله ! ..

_______________________________________

كيف بس طويل صح ✨ . اعتذار على قصر البارت السابق ..

اوووهو .. سؤال .. مين توقع ان كين كان قرصان سابق .. يعني حتى لو كانت احتماليه بسيطه .. ^^ 

الغموض مازال كثير حول رين وكين و كيف تصادقا .. * ذي سالفه جميله جدا ~ * ..

بس اراكم في البارت القادم ..

جانا ~

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top