بداية الكارثة | البارت 17

ركض ريان في الطرقات المظلمه و الخاليه من الناس . بسبب السفاح و يحمل على ظهره داركس و الذي رغم انه كان مستيقظا الا انه لم ينطق بكلمه فقط كان يمسك بتوري بأحد يديه ..

حتى وصل الى الفندق الذي كانت ايرينا تنتظر امامه بقلق فلم تحتمل الأنتظار في الداخل .. فرغم انها ذاقت الكثير في طفولتها إلا انها لم ترى شخصا مثل شينا من قبل ..

[ كابتن ! علينا الأسراع و الخروج من المدينه ! ] .. قال ريان وهو يدخل معها الى الغرفه ويضع داركس الصامت على الكرسي ..

تقدمت ايرينا و امسكت توري لتحمله في حضنها .. ثم نظرت الى داركس . [ مرحبا ] .. ابتسمت فنظر لها بصمت قاتل .. ببنما اينهو بدى عليها التردد قليلا قبل ان تقترب منه وتقول . [ ا-اعذرني ] ..

لم يبدى اي ردة فعل فسمحت لنفسها و فحصته بشكل بسيط قبل ان تقول لأيرينا . [ لا يوجد كسور في قفصه الصدري .. رغم ذلك لقد تأذى بشده لست متأكده لعدم خبرتي لكن اظن انه لن يقدر على الحراك لفتره ] ..

نظروا اليه بقلق ، اذا لم يقدر على الحركه فلن يستطيع الهرب من شينا ..
اخيرا تكلم وقال . [ انت تلك النادله الفضوليه ؟ ] ..

.
.
.

انفجر ريان واينهو ضحكا .. فقد وصف ايرينا بكلمه واحده .. لكن سرعان ما عاد ريان للجديه وقال . [ اذا ؟ مالذي سنفعله ؟ ] .. اصبح وجه ايرينا هي الأخرى جادا وقالت مع ابتسامه صغيره . [ دعوا الأمر لي ] ..
ثم تجمعوا حولها ليستمعوا الى الخطه ..

وبينما كان داركس جالسا على الكرسي و صوت ايرينا يصل الى اذنيه .. شبح ابتسامه ظهرت على شفتيه ..

_______________________________

كما توقعت ايرينا فأن شينا لم يفعل شيئا حتى اتى اليوم التالي .. الأشاعات حول داركس اصبحت اكثر سوءا .. و ايرينا كانت متأكده من ان مصدر الأشاعات هو شينا .. فهو يستمتع برؤية الناس تخاف من شخص كانوا يعتبرونه بطلهم ..

فتح باب المقهى ليرن الجرس المعلق و التفتت ايرينا التي كانت بزي النادله نحو الشخص الذي دخل و ابتسمت ببرود ..

[ تفضل ، طاوله لشخصين ؟ ] .. قالت وهي تشير نحو المقعد الذي يجلس عليه داركس عاده و الذي كان بجانب النافذه ..

ابتسم بتكلفه و استمتاع لرؤيتها مره اخرى و بزي عمل كالنادله .. جلس بينما ظل رئيس الخدم واقف بجانبه .. بعد ان نظر الى القائمه قال . [ همم قهوه سوداء ] ..

احضرت ما طلبه ووضعت القهوه بقوه على الطاوله وهي تبتسم ثم جلست في المقعد الذي امامه ووضعت قدما على الأخرى و شبكت ذراعيها .

[ لقد مرت فتره منذ لقائنا ، واول شيئ تفعله هو لمس شخص من افراد طاقمي ؟! ] .. " رغم انه ليس كذلك ولكنه سيصبح ! " .. فكرت بأصرار ..

فنظر لها ببرود وامسك كوب القهوه ليقول ببرود . [ طاقمك ؟ تتحدثين كما لو كنتِ قرصانه ؟ ] ..

ومازالت الأبتسامه قائمه على وجهها . [ نعم انا قرصانه ، لذلك .. ] .. اظلم وجهها و اختفت ابتسامتها . [ تطلع الى اليوم الذي سأقتلك فيه ] ..

نظر لها بوجه خالي من التعابير و قال . [ اذا .. ذلك السفاح من طاقمك ] .. ثم ابتسم بسخريه وهو يمسك بعصاه التي كانت في حضنه ..و رفعها نحو ايرينا .. [ قرصانه ام لا ، بقولك هذا وكأنك تطلبين مني قتلك وحسب ] ..

ردت له الأبتسامه الساخره و امسكت بعصاه البيضاء بتحدي لتقول . [ انت لا تستطيع قتلي ، اتعلم لماذا ؟ ] .. كاد رئيس الخدم ان يتحرك لضربها بسبب وقاحتها فالتفتت اليه بنظرات حاقده . [ وانت .. اعِلم انني لست خادمه بعد الآن فلا تظن انني لن اقوم بقتلك او ايذائك ان رفعت اصبعا علي ] ..

رغم انه ارتعب من عينيها اللامعه إلا ان وقاحتها في عينيه كانت اكبر ففي نظره هي مغروره جدا لتتجرأ على الحديث مع شينا هكذا .. فتقدم مجبرا نفسه ليوقفه شينا ..

[ هذا مثير للأهتمام ، لماذا ؟ ] ..
ابتسمت وتركت العصا . [ لسببين ، اولهما .. السوار الذي معك ، انه مزيف و الحقيقي في مكان اخر ] ..

اغمض عينيه ورفع كوبه ليشرب ، فأكملت ايرينا . [ اعلم انك عرفت ذلك منذ رؤيته لذلك اتيت الى هنا بهدوء و بدون اثارة اي فوضى .. ولن اعطيك اياه إلا بعد رحيلي ] ..

فتح عينيه وقال ببرود . [ و السبب الثاني ؟ ] ..
انتشر الخبث على وجه ايرينا لتقول . [ انا اميره لمملكة كاليفي يا شينا ، وانت على ما يبدوا علمت بذلك عندما كنت في قصرك .. ان تجرأت على لمسي فمن يعلم اي نوع من المشاكل ستحصل بين القاره الخضراء ومملكة كاليفي ؟ ] ....

انتشرت ضحكات شينا التي تراها ايرينا للمره الأولى ، امسك بوجهه و قال . [ رائع ! انتِ حقا تخرجين نفسك من المواقف الحرجه .. لا بأس سأتغاضى عن ذلك السفاح لهذه المره و حسب .. لكن .. ] ..

اظلم وجهه وهو يبتسم . [ اذا رأيته امامي في احد الأيام فسأمسكه على الفور ] ... انعقد حاجبا ايرينا من شدة الغضب و ضربت الطاوله بيدها لتقول . [ حاول فعل ذلك ! صدقني لن تستطيع ! ] .. و نهضت لتغادر فقال شينا . [ الم تفكري في احتمال ان اقوم بأبلاغ الملك هانز عن مكانك ؟ ] ..

نظرت له بلا اهتمام . [ حتى لو فعلت و امسكو بي فسأهرب مره اخرى ببساطه . فعلتك ستكون اضاعه للوقت وحسب ] .. ابتعدت عنهم و اخذت حقيبتها بعد ان غيرت ثيابها و خرجت من المقهى ..

بعد فتره بسيطه اتى المدير ليعطي شينا السوار قائلا بأن ايرينا طلبت منه ذلك بعد ان تخرج هي بفتره ..

انحنى رئيس الخدم وقال . [ شينا-ساما ! لماذا لم تمسك بها وتعذبها لتعطيك السوار ؟ ] .. انتظر رده ليرفع رأسه و يجد شينا ينظر له بنظره تحمل الموت . [ منذ متى وانت تتجرأ على ابداء آرائك ؟ ]
ارتجف و اعتذر بسرعه فنهض شينا وهو يقبض على السوار بقوه ، وخرج من المقهى ..

___________________________________

بعد ان خرجت ايرينا من المقهى امسكت بقلبها بقوه .. فالجلوس امام شينا و مواجهته هكذا هو امرئ تستحق الثناء عليه حقا ..

على اية حال هي الآن حره تماما !! اطلقت العنان لساقيها و ركضت نحو مدخل المدينه و شعرها يتطاير من الهواء .. و كان بانتظارها عربه استأجروها ...

[ اينهووو ! رياان ! لقد عدت ] .. قفزت على اينهو التي كانت تنتظرها امام العربه فكادتا ان تسقطا لكن ريان امسكهما قبل حدوث ذلك ..

[ يبدوا ان الأمر سار على مايرام ؟ ] . سأل ريان وهم يدخلون للعربه .. [ اجل بطريقة ما ] .. جلسوا ونظرت ايرينا لداركس الواضع قدما على قدم و عاقدا ذراعيه وعيناه مغمضه وكأنه نائم ..

انطلق السائق نحو مدينة ترتمينت ، وفي الطريق .. كان الهواء البارد يتسبب في ارتجاف ايرينا لذلك اقتربت من اينهو لتتدفأ .. [ اغهه الشتاء على الأبواب ، بررد ] .. اخرجت اينهو غطائا سميكا من حقيبتها و رفعته ليغطي ايرينا و هي معا . [ هل هكذا افضل ؟ ] .. [ اه اجل شكرا ^^ ] ..

رفعت نظرها نحو ريان الذي ينظر لداركس النائم بلا اهتمام وفي حضنه توري .. [ داركس ] .. قالت ايرينا ، ففتح احدى عينيه .. [ الن تفكر في الأمر أكثر ؟ ] ... اجل لقد سألته للأنظمام لطاقمها بالأمس لكنه رفض على الفور .. [ لقد اخبرتك ، لا يوجد شيئ مثير في كونك قرصان ] .. قال وربت على توري الذي لم يستيقظ حتى الآن منذ الأمس ...

[ هيا ~ سيكون الأمر ممتعا .. ] .. لم يجبها وقد عاد لأغلاق عينه .. فتنهدت وقالت وهي تشد الغطاء اكثر . [ على اية حال ستأتي معنا فشينا لن يقترب منك لفتره ان فعلت ] .. عندما قالت ذلك فتح عينيه بقليل من الأنزعاج . [ ولماذا تظنين انني خائف منه ؟ سأغادر عندما نصل للمدينه ] ..

هزت راسها معبره عن رفضها وقالت بعيون امره . [ ستأتي ! لقد انقذت حياتك لذلك ستستمع الى طلب واحد مني اليس كذلك ؟ ] . ابتسمت قليلا في اخر كلمه فهي لن تدعه يذهب بهذه السهوله ..

نظر لها لفتره قبل ان يغلق عينيه و يعود للنوم ..

بعد خمسه ايام وصلوا الى مدينة تريتمنت ، وعلى الفور اتجهو نحو عيادة بورسيل .. طرقت ايرينا الباب ..

لتفتح لورا بوجه متعب وملابسها ممتلئه بالدماء .. مرت لحضة تأمل بين لورا و ايرينا وكلاهما مصدومتان .. [ ا-ا-ايرييينا !! ] .. [ل-لورا !! ] .. اشرق وجه لورا وعاد اللون الأحمر الى خدودها لتحضن ايرينا بقوه .. [ لقد عدتي اخيرا ♥︎ ] .. ضحكت و خرج لوكا من الباب ليرى من اتى فرأى ايرينا ...

لمعت عيناه بسعاده وقال غير مصدق . [ ايرينا-ني ؟! ] .. قفز هو الآخر لحضنها فسقطت ايرينا من الثقل الكبير على جسمها ..

[ حسنا ستقتلونها لذلك ابتعدوا ] .. قال ريان وهو يحمل لوكا بعيدا عنها و نهضت لورا .. [ اههه اسفه ] .. ساعدت ايرينا على النهوض .. فقالت . [ لورا مالأمر مع هذه الدماء ؟ لقد صدمتني حقا ظننت انكِ مصابه ! ] ..

[ اااه هذه ؟ لقد كنت اساعد السيد بورسيل في احد العمليات وقد انتهيت للتو ، فهذه الأيام كثر قطاع الطرق و عدد الناس التي تتأذى ازداد ] .. قالت وهي تشير الى الداخل لكن ايرينا ابتسمت قليلا وقالت . [ لقد اتيت لرؤية كيف تبلين وحسب ، اوه وقبل ان انسى هؤلاء قد انظموا الى الطاقم .. ] ..

اشارت لأينهو وداركس الذي قال . [ لا تقومي بظمي فأنا قد رفضت مسبقا ] . ضحكت ايرينا بينما اينهو انحنت بأدب وقالت . [ سعيده بلقائك لورا-سان انا اينهو ] .. [ اووه نادني لورا فقط وانا ايضا سعيده بلقائك اينهو ]

رفعت ايرينا حقيبتها وقالت للورا . [ سأمر عليكِ عندما اجد وقت ، لذلك اجتهدي في دراستك ! ] .. كانت لورا عابسه قليلا لكنها ابتسمت وقالت . [ سأنتهي بسرعه و انظم معك في مغامراتك ] .. ربتت ايرينا على كتفها وقالت . [ سأنتظرك ! ]

ودعوا بعضهم و ذهبوا الى الميناء و اخذوا رحله متجه الى جزيره سيكج الموجوده بقرب القاره الخضراء و تبعد عنها مسيرة اربع ايام بالسفينه ..

بعد ان ركبوا ووضعوا حقائبهم في غرفهم .. تجمعوا حول الخريطه عدا داركس الذي أخذ كتابا و جلس على سطح السفينه يقرأ بينما توري في الغرفه ولايزال لم يستيقظ ..

[ انت متأكد من ان الكنز هناك يا ريان ] .. سألت ايرينا ليومأ لها ويشير الى الجزيره المرسومه على الخريطه . [ نعم ، لقد دفنته هناك بنفسي ، وهو يكفي لبناء سفينه كبيره ] .. ابتسمت ايرينا برضا .. و نهضت اينهو لتحضر لهم شراب دافئا ليبعد البرد عنهم ..

مر يومين وكل شيئ يسير على ما يرام .. حتى اتت عاصفه قويه جعلت السفينه كاللعبه بين يديها .. اهتزت و كادت ان تنقلب لكن في ار لحضه تنجو ..

[ تمسكوا ! ادخلوا الى الداخل ! هيا ] . كانت ايرينا و معها اينهو و ريان يساعدون الركاب حتى لا ينجرفوا مع الأمواج ..

وبينما كانت ايرينا تفعل ذلك سمعت صوت بكاء صفل صغير فالتفتت لتراه على الحافه ومتمسك بقوه حتى لا يسقط .. اسرعت نحوه و السفينه تهتز بقوه و الأمواج تعبر من خلالها بكل سهوله ..

[ تماسك ! ] .. ساعدته على الصعود و اقتربت اينهو لتسحبه الى الداخل .. في تلك اللحضه اتت موجه قويه حركت السفينه لتنزلق ايرينا الى الوراء وتسقط من السفينه ...

[ ايرينا !! ] . صرخت اينهو التي ادخلت الطفل و عادت لتجد ايرينا قد سقطت .. اسرع ريان الذي سمع صراخها ليحضر حبلا ..

بينما ايرينا كانت تصارع الأمواج و تبصق المياه المالحه التي ابتلعتها .. لكن البحر لم يكن بهذه الرحمه فهي الآن كالنمله لا أكثر يتم رميها يمينا و يسارا .. وبسبب برودة الماء الهائله كانت تشهق محاوله التنفس .. و جسمها قد تجمد تماما ..

جينها ايقن ريان انهم لن يقدروا على الوصول اليها بسبب اهتياج البحر ففكر بسرعه ليرمي لها لوح خشب قبل ان تنجرف بعيده عنهم .. صرخت اينهو وهي تريد القفز ورائها فأرقفها ريان .

[ اتركني !! ، سأنقذها !! ] .. [ لن تقدري ستنجزفين معها !! اهدئي فهي لن تموت !! ] .. [ ستموت من البرد ! دعني ايها الأحمق ! ] .. صفعها على وجهها بغضب . وصرخ [ انا ايضا اريد القفز و انقاذها !! لكن انظري ! انها ايرينا لن تموت بسهوله ! ] ..

سقطت دموعها الحاره على وجنتيها و اومأت له بقلة حيله .. بينما كان داركس يشاهدهم .. وهو يفكر بأيرينا .. اذا كانت ستموت بهذه السهوله فليس لها الحق لتطلب منه الأنظمام لها .. لكنه قرر الأنتظار ورؤية ما سيحدث ..

عند ايرينا التي تمسكت باللوح الخشبي تصارع الأمواج القويه ، المطر يهطل من فوقها و تحتها الماء هائج بجنون .. " لن اموت هنا !! " .. شدت بقبضتها على اللوح لتبدأ ليله طويله وبارده .. هدأ البحر ، لكن جسدها لم يهدأ من الأرتجاف .. اسناها تتصكك بقوه وهي تحاول عدم النوم ...

واخيرا .. جاء الصباح فتحت عيناها المتعبتان ليصلها ضوء الشمس الدافئ .. مالذي ستفعله ؟ كيف تخرج من هذا البحر ؟ قد تأكلها الأسماك قبل ان تفعل شيئا .. عدى ان جسدها بالكاد يتحرك .. فالبرد قد نهش جسدها و لا طاقه لها لتحريك اصبع واحد ..

فنظرت للأفق ... البحر الأزرق و نفسها الذي يتشكل كبخار امامها من البرد .. حينها لمحت سفينه تقترب .. لم تكن كبيره ولا صغيره .. و هي تعبر بطريقها في اتجاه ايرينا ..

اتتها الطاقه فجأه لتترك اللوح و تسبح بسرعه .. سبحت و سبحت ، وسبحت حتى اصبحت تتسائل متى ستصل للسفينه .. و اخيرا .. اقتربت منها لتصرخ بآخر طاقتها ..

[ ارجوكم ساعدوني ! ] .. مرت لحضات لتسمع اصوات رجال من الأعلى رموا لها بسلم من الحبال .. فصعدته وهي تصارع تعبها .. اخيرا صعدت لسطح السفينه ورفعت نظرها لترى مجموعه من الرجال وقد بدى عليهم الحده و الهمجيه ..

اقترب احدهم منها ورفع رأسها ليرى وجهها وقال بسعاده ... [ كابتن انها جيده ! ستباع بسعر رائع ! ] .. لم تستوعب ايرينا الكلمات التي سمعتها . حينها نظرت لعلم السفينه الذي كان اسود تماما ..

لقد كانوا قراصنه ..

__________________________________

فقط .. لا شيئ لأقوله .. سنبدأ مع ايرينا المسكينه التي بدأت كارثتها ..

اراكم في البارت القادم ..

جانا ~

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top