الأكادميه ج1 | البارت 10 *
[الأكاديمية الخالدة تأسست قبل مئة عام تقريبا وكانت في البداية مركز للتدريب على القتال وتكسب عيشها من اجر المتدربين حتى انهم كانوا يقيمون بطولات للقتال والفائز يعطى كنز قيما، بعد فتره افلست وتم اغلاقها حتى اتى المدير الحالي للأكاديمية برنارد واعاد فتحها فأصبحت مدموجة بين القتال والدراسة، فارتفع شأنها بين الملوك والنبلاء لأمنها العالي ومستواها التعليمي وأصبحوا يتبرعون لها بأموالهم..]
قالت ايرينا وهي تجلس في العربة مستنده على الحاجز الخشبي.. [انت تعلم الكثير يا ريان] هز رأسه نافيا.. [لقد كان الكابتن سابقا ينوي السرقة من خزينتهم الممتلئة بالكنوز لذلك بحثت عن الأمر قليلا، رغم انه عدل عن الفكرة بعد يومين فقط]..
[رغم ذلك ان تظل قادرا على حفظ هذه المعلومات وان لا تنساها يعد انجازا! بالنسبة لي ان لم أكن مهتمة بشأن الشيء الذي اريد حفظه فأنا انساه بعد اسبوع لا أكثر ~].. [كابتن ... هل ذهبتي إلى المدرسة من قبل؟].. أحس بالفضول فهو لا يعلم عنها شيئا، هزت رأسها نافيا وبشده.. [كلا كلا.. ان والدي لم يسمح لي ابدا ان اذهب]..
[إذا ... هل ستبلين بشكل جيد في الأكاديمية؟].. واو كان سؤالا على الجرح.. [لا اعلم.. لقد قرأت الكثير من الكتب، لكنني لا اعرف ما يدرسونه لذلك اشعر بالقلق]..
اندهش منها.. الكثير من الكتب؟ فقط من اين لها بكل هذه الكتب! ان عامة الناس يملكون بالكاد كتابين او ثلاثة فسعر الكتب مرتفع.. والمكتبة العامة تطالب ببعض المال عند استعارة الكتب، لذلك يفضل الناس الاحتفاظ بمالهم على فعل ذلك..
" يبدوا انها من عائلة غنيه ".. كانوا قد اخذوا حتى الآن اسبوعا في سيرهم وقد اقتربوا من الأكاديمية، حل المساء فأوقف السائق العربة حتى تستريح الأحصنة.. [يا آنسه هل ستذهبين إلى الأكاديمية لأجل الدراسة؟]. سأل السائق وهو يطعم الأحصنة، غطت ايرينا نفسها جيدا بالغطاء وقاية من البرد وهي تقول [هذا صحيح] .. ثم نزلت من العربة لتجلس بجانب ريان والذي اشعل النار بالفعل فأصبحت تنير المكان ملقيه بدفئها على الجالسين حولها من برد الليل..
[ .. نسيت ان اسأل من قبل ولكن يا كابتن لماذا اصبحتِ قرصانه؟].. سأل ريان سؤالا وجيها فالمرأة في هذا الزمان وظيفتها هي ان تبقى في منزلها وتربي اطفالها بينما الرجل هو من يعمل عدى إن كانت العائلة قد خسرت رجالها حينها تخرج النساء للعمل..
نظرت له مطولا وهي تفكر، لتقول بهدوء. [لأنني ذقت طعم الحرية ذات مره قبل ان احرم منها، رأيت اشياء أفظع من أن تتخيلها فأقسمت في نفسي.. ان اتى يوم واصبحت فيه قادره على فعل شيء لهذا العالم الفاسد فسأفعل، وكوني قرصانه هو أفضل طريقه]..
لم يفهم.. ما الذي رأته وجعلها تفكر هكذا؟ ذاقت طعم الحرية ثم حرمت منها؟ العديد من الأسئلة دارت في رأسه لكنه لم يسأل شيئا فمن الواضح انها لا تريد الحديث، تنهد وامسك عودا خشبيا ثم القاه في النار المشتعلة ليقول.. [انتِ حقا غامضه] ضحكت على جملته. [حقا؟ علًى اية حال تصبح على خير].. استلقت على الأرض بعد ان فرشت عليها غطائها ونامت..
بينما هو ظل متأهبا في حالة ظهور شيء من الغابة، تقلبت ايرينا في نومها وهي تحلم، اصوات السلاسل الصدئة، ورائحة اللحم المتعفن، الأرض الحجرية المثلجة، والموت في كل مكان وهو يقترب منها..
" لا اريد.. لا اريد.. " كان يسحب من امامها العديد من الأشخاص ودورها يقترب، اقترب منها وهو يرتدي قناعا وقفازات بيضاء، صرخت وهي تحاول الهرب لكنه امسكها بقوه..
[كابتن؟].. أيقظها ريان بقلق.. كانت تتعرق وتنفسها غير منتظم.. [كابوس؟].. [اجل].. قالت ثم انقلبت للجهة الأخرى وهي تفكر.. " لماذا احلم بذلك الوقت مره اخرى؟! " عندما توفيت والدتها وعندما دخلت للميتم، وبعدها ... هزت رأسها و توقفت عن التفكير في هذا الأمر ..
عندما طلع الصباح واستيقظوا ثم انطلقوا بعد تناول الإفطار، لمحت ايرينا امامهم بوابة أحد المدن.. [ايها العم هل هذه هي؟].. [كلا يا صغيرتي ان الأكاديمية في المدينة التي بعدها..]..
كانت مشاعر القلق والانزعاج تجتاحها، بعد ان رأت حلما كالكابوس.. ذلك الماضي الذي يلاحقها رغم انها قد ختمته بأقوى ما تملك، لاحظ ريان مزاجها وتنهد، كانت ترغب حقا بالقفز الى أحد السفن والانطلاق داخل البحار بحريه.. لكنها ابعدت الفكرة المستحيلة حاليا..
دخلوا للمدينة وايرينا صامته كل ما تفعله هو المشاهدة.. كانت جميله وهادئة، بأماكنك ان ترى العديد من الأشخاص والعوائل يتحركون في الأرجاء، ذهب ريان والسائق للتبضع قليلا قبل اكمال سيرهم فبقيت ايرينا لوحدها، تركت العربة وهي تسير ببطيء.. فأحست بمجموعه من الأشخاص يتبعونها لتبتسم بتكلفه " رائع! " ..
استدرجتهم الى مكان خالي من السكان والتفتت [الى متى تنوون اللحاق بي؟].. خرجوا من الزاوية وهم يبتسمون بشر.. [اهو الآنسة الجميلة اكتشفتنا].. [ما الذي تريدونه؟].. لم تهتم حقا لكن كان عليها اكمال هذه المسرحية قبل ان تفرغ بكل شيء عليهم..
[انتِ تبدين غنيه لذلك هلاّ ساعدتنا وافرغت جيوبكِ؟].. تظاهر باللطف لتنظر له ايرينا بغباء.. [عفوا؟ المعذرة ففستاني لا يملك اي جيوب].. استشاط أحدهم غضبا من سخريتها وصرخ بينما يتجه اليها ليرفعها من عنق فستانها الأخضر.. [هل تمزحين معي ايتها العاهرة !!]..
[عاهره ؟!].. لقد قال الكلمة الخاطئة، فمن الآن فلترقد روحك في سلام، امسكت يده وضغطت بحقد ثم استدارت بحركة سريعة لتقلبه في الهواء فيسقط على معدته ووضعت قدمها على ظهره بقوه.. [من هي العاهرة ايها الحقير؟! هاااه ؟!]..
بعد ان اوسعته ضربا حتى اختفت ملامح وجهه.. استدارت لتجد ان الباقين قد هربوا.. [جبناء!].. حسنا على الأقل لقد تعدل مزاجها فتركت الجثة التي بين يديها واتجهت للعربة وهي سعيدة، سارت بين الأكشاك المرتبة..
[ايتها الشابة الجميلة ما رأيك بحلية شعر تليق بشعرك الأسود؟] من ناداها كان عجوزا يرتدي معطفا اسود يخفي ملامحه وكان يشير الي حليه جميله جدا مدموجة بين اللون الأصفر الذهبي والأبيض وعلى اطرافها بعض الأحجار الكريمة الامعه.. رغم أنها كانت جميلة حقا إلا أنها لا تستطيع شرائها.. [انا لا املك المال ايها السيد] ارادت ان تكمل طريقها لكنه امسك بيدها بقوه لدرجة انها لم تستطع الإفلات [لا مانع لدي خديها فأنا انوي اغلاق المحل..].. لم ينتظر ردها بل وضع الحلية في يدها..
[كابتن؟ ما الذي تفعلينه]. كان ريان الذي يقترب منها وفي يديه بعض الأشياء.. [ا-اتجول وحسب].. التفتت للرجل العجوز لكنه كان قد اختفى بالفعل، فاستغربت منه " مؤخرا اغلب من التقيهم هم غريبي الأطوار ".. نظرت للحلية الجميلة في يدها.. وتنهدت لتضعها في حقيبتها وتتبع ريان للعربة لتكمل طريقها نحو الأكاديمية..
في طريقهم امطرت السماء بزخّات من المطر المنعش والطبيعة حولهم خضراء فبإمكانك رؤية بعض الحيوانات تظهر من فتره لأخرى، اخذ الأمر منهم يوما ونصف حتى وصلوا لبوابه هائلة، ودعهم السائق بعد ان أنزلهم وغادر فصرخ ريان لحراس البوابة [نحن طلاب جدد للأكاديمية.. ريان وايرينا]
كانت الجدران الحجرية عالية والبوابات من الحديد الصلب، فتحت البوابة ببطيء عن طريق رجلين اسمرين ومفتولي العضلات، ليظلم وجه ايرينا بغضب.. " تبا لك يا شينا!! ".. كيف لها ان تحاول حتى السرقة؟! المكان امتلئ بالحراس ومن داخل الأسوار بإمكانها ان ترى مدينه صغيرة.. " حتى لو افترضنا انني استطعت سرقة السوار.. كيف سأخرج!! تبا لك، حقير!! "
تحول مزاجها للون الأسود وهي تشعر بالغباء، كيف لها ان توافق على طلب من شخص كالثعلب، لماذا لم تسأل أكثر؟ " لكن.. لأجل ريان علي فعلها! ".. تنهدت لتنتبه لشاب وشابه يقتربان منها بخطوات ثابته، حتى وصلا اليها.. كانا يرتديان زي مدرسي انيق، نظر لهما الشاب بشكل فاحص ليتأكد من انهما غير مزيّفين ثم انحنى وقال بلهجه مهذبه.. [الآنسة ايرينا والسيد ريان، مرحبا بكما في الأكاديمية الخالدة]..
ردت له ايرينا التحية وفعل ريان المثل ولكنها لاحظت الفتاه في الخلف، كان شعرها بلون أخضر غريب حقا وعينان بنيه، كانت عيناها ميته.. حقا ميته بمعنى الكلمة وكأنها دميه تتحرك، انحنت قليلا وحسب لتعود الى وضعها السابق بلا اهتمام، اشار الشاب لها وقال بانزعاج.. [المعذرة على سلوكها..].. واشار لهما ليتبعاه بينما سمعته ايرينا وهو يهمس بغضب.. " تبا، لماذا اتت معي؟ "..حينها اشتعلت عينا ايرينا بالحماس.. " غريزتي القرصانيه تخبرني ان استكشف حول هذا الأمر!! "
____________________________
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top