إخوه ج2 | البارت 59
تلك السماء الزرقاء لا تزال هي نفسها تلك السماء التي هربت ايرينا تحتها من القصر ذلك اليوم .. تلك السنوات التي عاشتها في داخل تلك الغرفه تتأمل السماء من النافذه و تقرأ الكتب حتى المساء .. ثم تبدل ثيابها و تخلد للنوم ..
سنوات ممله ، سنوات استغرقتها لتستوعب موت والدتها ذلك اليوم .. سنوات استغرقتها لتملئ معرفتها من مئات الكتب وهي تجلس على ذلك الكرسي بقرب النافذه بفستانها الحريري الطويل ..
سنوات تحملت فيها سخرية و احتقار اخوتها .. و فوق ذلك احتمال محاولات قتل زوجة ابيها لها .. كانت محاولات بائسه للبقاء على قيد الحياه .. رغم انها تمنت الموت يوما لكن لم تعد كذلك الآن ..
لايمكن للبشر ان يبقوا بائسين للأبد ، ان الحياه تستمر سواء اردت ذلك ام لا ، و الكل يدرك ذلك ..
كانت تشعر بالحزن عندما يتجاهلها والدها ، انه والدها اليس كذلك ؟ اذا لما يتجاهلها ؟ مالخطيئه التي ارتكبتها ؟ .. لكنها لم تفكر ابدا في اخوتها ، ابدا ..
هم كالفراخ التي تقلد والدتهم وحسب .. لذلك لم تعطي وجودهم ذلك الأهتمام .. فكان رين يكفيها ، هو يساعدها منذ ذلك اليوم التي غرقت فيه بالدماء .. كان الشخص الوحيد الذي دعته بأخي .. هو ايضا لم يعترض عندما اخبرته بما ستفعله بل احتضنها و تمنى لها ان تبقى امنه ..
لذلك عندما رأتهم مره اخرى و في مكان لم تتوقعه ابدا تجمدت احاسيسها لفتره .. مالذي اجبر مثل هؤلاء المدللين منذ نعومة اظافرهم على الخروج من القلعه ؟ هل هم هاربون من جيش الثوار ؟ لم يكن هذا احتمالا واردا فلم سيأتون الى الطريق الذي يتخذه الجيش ؟ ..
لا .. هم يعشقون اخاها .. يحترمونه بشده و يفعلون اي شيئ لأجله و لو كان ذلك يعني معارضة والدتهم .. " استطيع ان اخمن ان اخي هو السبب .. عدى ذلك ماكنت لأدع هؤلاء الأطفال يقتربون مني حتى .. " .. خطرت لها افكار شيطانيه بتركهم يتذوقون القليل من جحيم العالم الخارجي الذي لم يروه من قبل لكنها عادت لعقلها بسرعه و ابعدتها شيطانها هذا ثم حملتهم لأحد العربات و ظلت تراقبهم حتى استيقظوا اخيرا بينما تتحدث مع تايمز ..
ولسبب ما لم تعجبها وجوههم عندما استيقظوا .. مالأمر مع تعابيرهم هذه وكأنهم رأوا شبحا ؟ ام هل هم صدموا من جمالها الأخّاذ ؟ .. نعم لابد ان الأمر هكذا ..
على اية حال لم يبدوا انهم سيتحدثون لذلك بادرت هي باستمتاع .. [ حسنا ، اخبروني مالذي اخرج اربعه امراء مدللين من قصرهم ؟ ] ..
احمر وجه لامي وقالت بغضب .. [ من المدلل ايتها القمامه !! لم اركِ منذ فتره وقد اصبح لسانكِ طويلا ! ] .. حدقت بها ايرينا وقد اظلم وجهها .. وبسرعه خاطفه سحبت سيفها * الظل الأسود * .. و الذي اخرج هاله سوداء غريبه .. ووجهته نحو رقبة لامي وهمست تحت نظرات كين و تايمز .. [ صوني لسانكِ ايتها الطفله فلم تعودي في القلعه حتى يأتي حراسكِ ويحموكِ مني ] ..
مرت اللحضات و شحبت وجوه الأخوه الأربعه ، اهذه هي حقا ايرينا ؟! تلك الفتاه التي تبتسم بلا اهتمام عندما يقومون بأهانتها او رمي الأشياء عليها ؟! .. لم تهملهم ايرينا الوقت لأستيعاب الصدمه بل اكملت ببرود .. [ لا وقت لدي لأهتم بكم ! إما ان تبصقوا ما اتيتم لأجله او انني سأرميكم من هذه العربه لتأكلكم الوحوش ] ..
ارتجف نيرد .. صحيح انه لم يهنها كثير ، ربما نظرات من فتره لأخرى فكل اخوته كانوا يفعلون ذلك .. رغم هذا هو لم يرى ايرينا بارده هكذا من قبل .. لم يبدوا ان ايرينا ستمهلهم ابدا لذلك اسرع اورد ليقول .. [ لقد اتينا لنطلب منكِ مساعدة اخي رين ! ] ..
اتسعت عينا ايرينا لثواني و سرعان ما عبست بغضب ! .. " تلك العفريته !! " .. التفتت لأورد و الذي كان اكبرهم وقالت .. [ هل فعلت له تلك الحقيره شيئا ؟! ] .. كانت نظراتها حاده و غاضبه فلم يستطيعوا الصراخ عليها لأهانتها لوالدتهم .. اومأت ايما ..
ضربت ايرينا ارضية العربه الخشبيه بقوه تسببت بجرح يدها .. وصرخت بغضب .. [ تلك العاهره !! لن اسامحا ابدا !! ابدا !! ] .. نهضت وكادت ان تغادر العربه التي كانت تسير ، لكنها التفتت واشارت لهم .. [ وانتم !! ابقوا هنا و اياكم ان تحاولوا اللحاق بي ! و إلا سأحطم اقدامك هذه ! ] .. لم يجيبونا لكن كان من الواضح انهم استوعبوا هذا ..
قال لها كين بهدوء .. [ ستذهبين ؟ ] .. اومأت و قفزت الى حصانه فأصبحت تجلس خلفه ، فأكمل .. [ اذا سأذهب معكِ .. اوليفر ! ] .. صرخ بأسم اوليفر الذي اسرع ليترك المقدمه و يأتي .. [ نعم كابتن ؟ ] .. ابتسم كين بشر وقال [ سأسبقكم انا و ايرينا فلدينا بعض الأعمال في القصر الملكي .. سأترك الجيش لك ] ..
حدق به اوليفر للحضات .. [ تذهب ؟! ايترك القائد جيشه ببساطه ويذهب ؟! .. ] .. ظهر جايون وهو يمتطي حصانه وقال .. [ انا قادم معكما ] .. اومأ كين .. [ تمسكي ] امسكت ايرينا بخصر كين عندما ضرب بلجامه على الحصان و انطلق بينما يقول .. [ اعتمد عليك ] .. شحب وجه اوليفر و تايمز يضحك ولوح لهم بينما يصرخ .. [ اعتني بزوجتك ~ ] .. في تلك اللحضه كادت ايرينا ان تترك كين من الصدمه ، مالذي يقوله هذا الأحمق ؟! .. " حمدلله انه لا يرى وجهي الآن و إلا لرميت نفسي في اقرب حفره " ..
وبسرعه عبروا صفوف الجنود الذين يسيرون بثبات نحو العاصمه .. اما اخوتها فقد نظروا نحو تايمز المبتسم و لسبب ما بدى ان عيناه الحمراء تخرج شرر احمر ، هل هو غاضب ؟ .. ضحك بعد ان شحبت وجوههم وقال .. [ و الآن مالذي سأفعله بكم ؟ ] ..
تكوموا حول بعضهم ، انه يستمتع بالعبث معهم .. بعد لحضات هبط توري على رأسه وقال بانزعاج .. ( اين تلك الفتاه ؟! ) .. ابتسم تايمز وقال .. [ اتبحث عن سيدتك ؟ لقد غادرت مع زوجها للتو ~ ] .. خرجت لونا من الأرض فجأ مما ارعب الحصان وقالت ببرود .. [ ان ايرينا-ني لم تتزوج ايها العجوز ! .. تذكر ذلك ! هيا لنذهب توري-ني ! ] ..
وقبل ان يطير توري صفع رأس تايمز بجناحه و حلق تاركا اياه يضحك بقوه .. " إن طاقمها ممتعون للغايه " .. ولسبب ما كانت هناك فتاه بمعطف ابيض تنظر له باحتقار و سرعان مالحقت بالأثنين .. " وهناك غريبون ايضا " ..
***
-القاره الخضراء- ..
توقف داركس فوق احد الأبنيه بعد ان شعر بحضور شخص يعرفه تمام المعرفه .. حدق بمبنى المجلس الملكي و الذي بأمكانه ان يراه موجودا في وسط العاصمه .. انه حضور شينا .. " ذلك الرجل ، مالذي يفعله هنا ؟ .. " .. بعد اعادة التفكير بالأمر .. الم يقم بهزيمة داركس سابقا ؟ .. لذلك لم تمر ثواني إلا و اختفى فيها داركس .. لقد اتجه نحو البناء ..
***
لسبب ما شعرت ايرينا بشعور غريب وهي تمسك بكين بقوه حتى لا تسقط بسبب سرعة الحصان .. رفعت نظرها لظهره الكبير بالنسبه لها .. " لماذا اتى معي ؟ .. " .. صحيح ، هو و اخاها اصدقاء لذلك من الطبيعي ان يأتي ..
[ مالأمر ؟ هل انتِ متعبه ؟ ] .. صدمت عندما تحدث فجأه لذلك اجابت من دون تفكير .. [ وهل تراني ضعيفه ؟! ] .. لم يجبها .. بدى انه يفكر لذلك كادت ان تعلن نفسها على اجابتها .. من الطبيعي ان تكون الفتاه ضعيفه .. اعني بالنسبه له هي في الحقيقه ضعيفه .. ابتسم وقال .. [ بالنسبه لي ستظلين تلك الفتاه الضعيفه ، مهما مر الزمن ] ..
اظلم وجهها و قرصت ظهره فتجمد لثواني و التفت لها .. [ لقد اصبحتِ عنيفه .. ] .. [ نعم نعم !! انا عنيفه لذلك انظر امامك ! ] .. ضحك و عاد لينظر للأمام ، لكنه مد لها شيئا صغيره في يده وهو يقول .. [ لقد نسيت اعطائك هذه ، اربطي شعرك بها بما انه اصبح طويلا ، سيزعجكِ اثناء القتال ] ..
اخذتها منه ، كانت ربطه محاكه بدقه من خيوط غريبه ذات لون ابيض لامع .. [ شكرا ، لكن ماهذه الخيوط ؟ ] .. [ انها من احد الوحوش الشيطانيه ] .. وحش شيطاني ؟ .. لم تسأل اكثر لكنها جمعت شعرها بها .. ولسبب ما شعرت ان هذه الربطه تذكرها بشيئ .. " انا على وشك التذكر .. ماكان ذلك ؟ .. اااااه ! اجل تذكرت ! حلية الشعر تلك ! لقد نسيت امرها تماما .. " .. لكن حقيبتها ليست معها حاليا لذلك لم يكن لديها اي خيار عدى ترك هذا الموضوع لوقت لاحق ..
" لقد اعطاني اياها برنارد .. وعند ذكر ذلك العجوز ، اين هو ؟! اليس قويا ؟ اذا لما لا يساعد في هذه الثوره ؟! " .. لقد قررت ستذهب اليه بعد ان ينتهي كل شيئ و تعاتبه .. ذلك العجوز الذي علّمها القتال لفتره قصيره .. مالذي يفعله الآن ؟ ..
***
-القاره الخضراء- ..
خرج العبيد من مخابئهم و كذك فعل المواطنون ، العمال و كل من ذاق طعم الظلم يوما .. كلهم يحملون قصه حزينه جعلت الدنيا تظلم في اعينهم .. لكن عاد اليها النور بعد سماعهم عن الثوره .. لذلك لم يترددوا و خرجوا ليساعدوا الثوار ..
انتهت المعركه لذلك ارتاح الجيش لفتره و ساعدوهم اهالي العاصمه .. قدموا لهم الطعام برحابة صدر و عالجوهم ..
بدأت نوفا تبحث بالأرجاء عندما احست باختفاء داركس .. سألت الكل لكن لم يره احد .. فاقتربت اينهو وهي تقول لها .. [ إنه يختفي دائما وهذا ليس شيئا جديدا ، فما بالكِ قلقه ؟ ] .. تنهدت نوفا وقالت .. [ لست قلقه ، ولكن نحن لسنا في زياره للمدينه حتى لا اهتم باختفائه ، نحن في معركه انتهت فأين هو ؟ ] .. ضحك اينهو وضربت ظهرها بقوه وهي تقول .. [ ستكونين امً جيده .. ] .. [ من هي الأم ؟! ] .. [ انتِ تقلقين اكثر من اللازم وهذا ليس شيئا جيدا .. هيا لنذهب لنساعد لورا ] .. و سحبتها بقوه ..
و اخيرا تحركوا مجددا نحو رأس كل الشر الذي يحصل في القاره ، اتجهوا نحو المجلس الملكي ..
***
اوقفوا الأحصنه عندما لمحوا مجموعه من الجنود .. ترجل كين من الحصان وهو يهمس .. [ من الأفضل ان نتابع سيرا على الأقدام ] .. كادت ايرينا ان تترجل هي الأخرى لكن كين حملها بسرعه و بسهوله و انزلها بخفه على الأرض .. اصابتها الدهشه .. وكل هذا بينما جايون يراقب فنظرت له بحده ليبعد نظره بسرعه .. لم يهتم كين بل امسك بيدها و اسرعوا نحو النهر ..
فقالت ايرينا بسرعه ودهشه .. [ انت تعرف الممر السري الذي تستخدمه العائله ؟! ] .. نظر لها بطرف عينه وهم يسيرون .. [ لقد استخدمه رين بكثره في الماضي لذلك اعرف مكانه .. ] .. اومأ جايون الذي استعاد ذكريات لم يرغب باستعادتها .. لقد كانت اياما كالجحيم بالنسبه له .. اظلم وجه ايرينا وفكرت بجحود .. " لا تخبروني انه كان يتسلل من القلعه ؟ ياله من امير .. لم يخبرني عن الممر إلا عندما اخبرته برغبتي بالهرب " ..
وبينما هم يسيرون سمعت صوت خفقان اجنحه فتوقفت و نظرت للسماء حيث كان توري قادما بسرعه و هبط على كتفها ، اما لونا فقد ظهرت من الا مكان امامها .. [ ت-توري ولونا ؟! ] .. عبست لونا وقالت .. [ لا تتركينا ! لقد اتينا حتى نرافقك و ليس لنقاتل مع ذلك الجيش ! ] .. نظرت لهما قليلا ثم ابتسم و قالت .. [ اعتذر .. هيا لنذهب ] ..
ثم اتجهو نحو الممر ودخلوا .. اما فينج فانتظرت قليلا حتى اختفوا من امامها و لحقت بهم بعد ان تركت مسافه جيده ..
***
بداخل الزنزانات الأرضيه فرك رين يده بعد ان قام بنزع القيود الحديديه .. ابتسم و مدد جسده قليلا ، لقد استطاع فكها اخيرا رغم انه استغرق وقتا لفعل ذلك دون ان يلاحظ الحراس ..
[ حسنا ، لنغادر ؟ ] ..
______________________
البارت القادم هو عن ماضي ريان ~ ..
و اراكم في البارت القادم ~ .. * ماعندها كلام 😚 * ..
جانا ~ ..
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top